
إستونيا توسّع آفاق التعاون الرقمي مع السعودية وتستعرض ريادتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
في خطوة تعكس التزاماً مشتركاً بدفع عجلة التحوُّل الرقمي والابتكار قدُماً، عززت إستونيا تعاونها الرقمي مع المملكة العربية السعودية عبر زيارة وفد أعمال إستوني رفيع المستوى إلى المملكة رفقة وزيرة العدل والشؤون الرقمية، ليزا لي باكوستا، خلال فعاليات مؤتمر 'ليب 2025″، الحدث التكنولوجي الذي أقيم في الرياض.
ضم وفد الأعمال الذي تقوده جمعية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإستونية ممثلين عن شركات إستونية رائدة في مجال التكنولوجيا استعرضت خلال الزيارة خدماتها وحلولها الرقمية المبتكرة، وسلّطت الضوء على التجربة الإستونية في مجال الحكومة الرقمية، وأتيحت أمامها الفرصة لتوطيد أواصر التعاون في ميادين الابتكار الرقمي على المستوى الدولي.
تعزيز الشراكة لدفع الابتكار
تأتي هذه الزيارة في إطار مبادرة التعاون الرقمي المستمرة بين إستونيا والمملكة؛ لتعكس جهود الدولة الأوروبية الشمالية المتواصلة لدفع الابتكار إلى الأمام، وتطوير حلول الهوية الرقمية، وتعزيز الأمن السيبراني، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وبوصفها واحدة من الدول الرائدة في الأمن السيبراني داخل الاتحاد الأوروبي إذ تحتل المرتبة الثالثة في امتلاك أعلى عدد من الشركات المتخصصة في هذا المجال مقارنة بعدد سكانها، تقدّم إستونيا خبرات متقدمة من شأنها دعم البنية التحتية الرقمية للمملكة.
وقد حظيت الشركات الإستونية بفرصة تعزيز التعاون القائم، ومناقشة آفاق التعاون المستقبلية في اجتماعات ترأستها وزيرة العدل والشؤون الرقمنة مع عدد من الشخصيات المرموقة في الحكومة السعودية وممثلي المؤسسات الرقمية والتجارية. كما شاركت الوزيرة الإستونية في حلقة نقاشية على المسرح الرئيسي لمؤتمر 'ليب 2025' تناولت الأبعاد الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
وشاركت ثماني شركات تكنولوجية إستونية في الزيارات رفيعة المستوى ضمت: B.EST Solutions Estonia، وBamboo Group، وCybExer Technologies، وHelmes، وLean Digital، وMiltton CIO World، وNortal، وWildix.
لقاءات مثمرة
وأكدت الوزيرة ليزا لي باكوستا أن الاجتماعات مع المسؤولين السعوديين ورجال الأعمال البارزين في مجال تكنولوجيا المعلومات قد حققت نجاحاً فاق التوقّعات، حيث تم خلالها الإضاءة على بيئة الأعمال والاستثمار المتقدمة في إستونيا وخبراتها الرقمية المتطورة، مشيرةً إلى أن دول الخليج، وخاصةً المملكة العربية السعودية، تمثّل سوقاً جذابة للغاية لرواد الأعمال الإستونيين، وتشكّل أولوية من الأولويات التجارية للحكومة الإستونية.
وفي هذا السياق، أوضحت باكوستا أن ندوة الأعمال لمنطقة الخليج التي عُقدت الخريف الماضي في وزارة الخارجية في تالين، أبرزت الاهتمام الملموس لرواد الأعمال الإستونيين بالمنطقة، فضلاً عن أن زيارة المنطقة تتيح فرصة قيّمة تعكس عبرها البلاد التزامها بدعم رواد الأعمال وتعزيز التعاون الدولي.
وشهدت الزيارة سلسة من اللقاءات رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين السعوديين المرموقين؛ لاستكشاف فرص التعاون في مجالات الابتكار الرقمي والبحث والتطوير، وبناء القدرات الرقمية. وعقد الوفد اجتماعات مع معالي المهندس عبد الله السواحه، وزير الاتصالات وتقنية المعـلومات، ومعالي المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، ومعالي المهندس عبد الرحمن عبد المحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة؛ ومعالي الأستاذ سليمان العبيد، مساعد وزير الاقتصاد والتخطيط؛ ومعالي الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير التجارة ورئيس مجلس إدارة منشآت؛ ومعالي الدكتور سعد بن صالح العبودي، الرئيس التنفيذي لشركة تقنية المعلومات السعودية (SITE).
كما شارك الوفد في ورشة عمل بعنوان 'بوابة المملكة العربية السعودية.. مفتاح الفرص التجارية لإستونيا' التي استضافتها وزارة الاستثمار وركزت على التقدّم التكنولوجي في إستونيا، والدور الذي يمكن أن تلعبه في دعم التحوّل الرقمي في المملكة العربية السعودية. علاوة على ذلك، شاركت الوزيرة الإستونية في جلسة نقاشية التقت خلالها مع السيدة دانيا عرقوبي، المديرة العامة لمعهد توني بلير للتغيير العالمي، وتناولت سبُل تمكين المرأة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتعزيز دورها في الاقتصاد الرقمي.
اتفاقيات استراتيجية
من جهتها، قالت إيفا كريستينا بونوماريف، مديرة التجارة العالمية في 'إنتربرايز إستونيا': 'إن إستونيا رغم صغر حجمها الجغرافي، إلا أنها تتمتّع بآفاق رقمية غير محدودة، وتسعى إلى توطيد أواصر التعاون في مشاريع التحول الرقمي على النطاق العالمي. إن المرونة الرقمية والانفتاح على الشراكات والتعاون يشكلان جوهر النهج الإستوني، حيث يحقق الجميع مكاسب مشتركة. ومن هذا المنظور، مثّل 'ليب 2025″ خطوة نوعية إلى الأمام للشركات الإستونية'.
وفي هذا السياق، شهدت الزيارة توقيع عدة اتفاقيات شراكة بين شركات التكنولوجيا الإستونية ونظيراتها السعودية، مثل خطاب النوايا الذي وقّعته مجموعة بامبو الإستونية مع شركة 'سكاي آيز' السعودية؛ لإقامة مشروع مشترك من شأنه أن يُحدث تحولاً نوعياً في البنية التحتية الأمنية في المملكة. ومن المنتظر أن تعمل هذه الشراكة على تسريع التحول الرقمي في المملكة ودعم رؤية 2030.
كما تم توقيع اتفاقية تعاون استراتيجية بين B.EST Solutions الإستونية وProfessional Solutions، وهي شركة متخصصة في المنتجات الرقمية والتقنيات الناشئة مقرها السعودية. وستركز هذه الشراكة على تطبيق حلول الهوية الرقمية المتنقلة المتقدّمة، بما في ذلك eSIM والهويات المستندة إلى السحابة؛ لدعم الخدمات الآمنة عبر الحدود. كما يسعى هذا التعاون إلى تطوير برنامج الإقامة الرقمية mResidency الذي يهدف إلى جذب المستثمرين ورواد الأعمال الدوليين إلى المملكة العربية السعودية، ما ينعكس إيجاباً على تعزيز المكانة الرائدة عالمياً للبلاد في هذا القطاع. علاوة على ذلك، وقعت IITL مذكرة تفاهم مع منظمة التعاون الرقمي لدعم مشاريع التحول الرقمي الإقليمي.
سوق جذابة ودعم حكومي
وفي الإطار ذاته، نوّهت دوريس بولد، الرئيس التنفيذي لجمعية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإستونية، إلى أن المملكة العربية السعودية تُعَدُّ سوقاً رئيسية لشركات التكنولوجيا الإستونية. وقالت: 'لطالما كان قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إستونيا رائداً في تقديم الخدمات الرقمية الآمنة. ويلعب الدعم القوي من الدولة في مساعدة الشركات الإستونية على التوسع عالمياً. وفي هذه المنطقة، حيث تعزز المبادرات الحكومية التحول الرقمي على نطاق واسع، فإن هذا الدعم يشكّل عنصراً جوهرياً لفتح فرص جديدة للنمو'.
وأضافت أن الحكومة الإستونية أسهمت بشكل محوري في تعزيز هذه الشراكات، ما مكّن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي يشكل 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي، من مواصلة ريادته في مجال التحول الرقمي. ومن خلال تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، تواصل إستونيا تطوير حلول رقمية مبتكرة تخدم الأفراد والشركات على حد سواء، ممهِّدةً الطريق نحو مستقبل رقمي مزدهر. ويؤكد الإعلان الأخير بأن جميع الخدمات العامة الإستونية أصبحت متاحة بالكامل عبر الإنترنت على التزام البلاد المستمر بالتحول الرقمي الشامل.
رؤى مستقبلية واعدة
تسعى إستونيا إلى مشاركة خبراتها لدعم التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية. ويحمل هذا التعاون آفاقاً مستقبلية تتبوأ فيها إستونيا والمملكة مكانة ريادية في المشهد الرقمي، ما يعكس الدور المحوري للابتكار في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز الرفاهية المجتمعية.
عن إستونيا للتجارة
تمثّل 'إستونيا للتجارة' جزءاً من الهيئة الإستونية لريادة الأعمال 'إنتربرايز إستونيا'، وبوصفها منظمة حكومية، تسعى إلى مساعدة الشركات الإستونية في التوسع نحو الأسواق الدولية، مع التركيز على التقنيات المستقبلية والمشاريع الرائدة. كما توفر لهذه الشركات تحليلات واستراتيجيات تسويقية، وتخلق الظروف التي تساهم في نجاحها على الصعيد العالمي. ولا يقتصر دور 'إستونيا للتجارة' على فتح آفاق جديدة للأعمال وإقامة الشراكات الاستراتيجية وحسب، بل أيضاً تسهم في تيسر الوصول إلى الشبكات الدولية، معزّزةً بذلك تنافسية الشركات الإستونية على المستوى العالمي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 20 دقائق
- مصرس
متحدث الكهرباء: لا تخفيف أحمال في الصيف
أكد منصور عبدالغني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الحكومة تمكنت من الوفاء بتعهدها بعدم تخفيف الأحمال الكهربائية خلال النصف الثاني من يوليو الماضي، والتي شهدت ذروة الأحمال، مشيراً إلى أن العمل مستمر طوال الأشهر الماضية لضمان عدم تكرار تخفيف الأحمال في صيف هذا العام. اقرأ أيضا|سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي: الشق الاقتصادي في ترفيع العلاقات يتضمن حزمة دعم كبيرةوأوضح متحدث الكهرباء، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن هذا الإنجاز جاء نتيجة تنسيق محكم بين وزارات الكهرباء والبترول والمالية، حيث تدفع وزارة الكهرباء فاتورة شهرية تقارب 25 مليار جنيه لوزارة البترول.وأشار متحدث الكهرباء، إلى أن خطة تحسين كفاءة وحدات التوليد وخفض استهلاك الوقود قد أسفرت عن نتائج مبهرة، حيث تم توفير 8.5 مليار جنيه خلال 6 أشهر بفضل خفض معدل استهلاك الوقود وتحسين الصيانة، مشددًا على أن الحمل الأقصى لاستهلاك الكهرباء على مدار الأيام الماضية وصل إلى 35 ألف ميجاوات، مع جاهزية كاملة لوحدات التوليد لتلبية الطلب المتزايد، مما يعني عدم الحاجة إلى تخفيف الأحمال خلال الصيف.وتابع: "هناك مجموعات عمل متخصصة تركز على تحسين كفاءة الطاقة في المصانع، بالإضافة إلى جهود محورية لترشيد استهلاك الكهرباء، لضمان استدامة التغذية الكهربائية وتلبية احتياجات المواطنين والصناعة".اقرأ أيضا|المصل واللقاح: نسب دخول المستشفيات بسبب دور البرد الحالي ضعيفة


اليوم السابع
منذ 25 دقائق
- اليوم السابع
السفير أحمد أبو زيد لـ"إكسترا نيوز": الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر
قال السفير أحمد أبو زيد سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبرج وحلف الناتو، إنّ الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لمصر، وبالتالي، فإن العلاقة التجارية بين الطرفين مهمة للغاية. وأضاف أبو زيد، في لقاء عبر zoom، مع الإعلامية الدكتورة منة فاروق، عبر قناة "إكسترا نيوز": "هناك 6 أو 7 لجان فرعية تتبع اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، وهذه اللجان تتناول كل أبعاد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والاتحاد الأوروبي". وتابع: "هذه اللجان تجتمع كل عام وتتابع مسار التبادل التجاري والتعاون العلمي والتعاون التكنولوجي والاستثماري والسياحة والنقل والمواصلات والتعاون في كل الموضوعات التي تحظى باهتمام بين البلدين". وذكر، أن الشق الخاص بالاستثمار اكتسب أهمية خاصة في الفترة الأخيرة لأسباب عديدة، أولها أن مصر أصبحت دولة جاذبة للاستثمارات، وما تم ضخه من موارد في تحسين والارتقاء بالبنية الاستثمارية في مصر وما توفره مصر من قرب لأسواق كبيرة، فمصر جزء في الاتفاقية الإطارية القارية للتجارة الحرة في أفريقيا، ومصر جزء من الدول العربية، ومصر أيضا في مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا من خلال وجودها وموقعها المتميز، بالإضافة إلى العمالة المصرية الماهرة ذات التكلفة الاقتصادية. وأوضح: "كل هذه النقاط تعتبر عوامل جذب أساسية للمستثمر الأوروبي، مشيرًا، إلى أن الدول الأوروبية -الآن- في مرحلة خطيرة وتواجه تحديات كبيرة مع شركائها الآخرين، وبالتالي، هناك اهتمام بتوسيع مصادر سلاسل الإمداد بتنويع العلاقات التجارية مع شركائها، وبالتالي، تأتي مصر في مقدمة هذه الدول".


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
السفير أحمد أبو زيد: الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لمصر
وأضاف أبو زيد، في لقاء عبر zoom، مع الإعلامية الدكتورة منة فاروق، عبر قناة "إكسترا نيوز": "هناك 6 أو 7 لجان فرعية تتبع اتفاقية الشراكة ال مصر ية الأوروبية، وهذه اللجان تتناول كل أبعاد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر و الاتحاد الأوروبي". وتابع: "هذه اللجان تجتمع كل عام وتتابع مسار التبادل التجاري والتعاون العلمي والتعاون التكنولوجي والاستثماري والسياحة والنقل والمواصلات والتعاون في كل الموضوعات التي تحظى باهتمام بين البلدين". وذكر، أن الشق الخاص بالاستثمار اكتسب أهمية خاصة في الفترة الأخيرة لأسباب عديدة، أولها أن مصر أصبحت دولة جاذبة للاستثمارات، وما تم ضخه من موارد في تحسين والارتقاء بالبنية الاستثمارية في مصر وما توفره مصر من قرب لأسواق كبيرة، ف مصر جزء في الاتفاقية الإطارية القارية للتجارة الحرة في أفريقيا، و مصر جزء من الدول العربية، و مصر أيضا في مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا من خلال وجودها وموقعها المتميز، بالإضافة إلى العمالة ال مصر ية الماهرة ذات التكلفة الاقتصادية. وأوضح: "كل هذه النقاط تعتبر عوامل جذب أساسية للمستثمر الأوروبي، مشيرًا، إلى أن الدول الأوروبية -الآن- في مرحلة خطيرة وتواجه تحديات كبيرة مع شركائها الآخرين، وبالتالي، هناك اهتمام بتوسيع مصادر سلاسل الإمداد بتنويع العلاقات التجارية مع شركائها، وبالتالي، تأتي مصر في مقدمة هذه الدول".