logo
السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية

السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية

شبكة أنباء شفامنذ 7 ساعات

السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية
والله يا جماعة، لم أعد أميّز إن كنت أعيش في هذا العالم أم في حلقة جديدة من مسلسل توم وجيري، حيث يركض العالم خلف عدالةٍ وهمية، ويخرج ترامب علينا من منصة تُدعى Truth Social، وكأننا بحاجةٍ إلى المزيد من الأكاذيب المُغلّفة بال'تروث'.
ففي نهارٍ لم يكن حارًا بما فيه الكفاية، قرر الرئيس الأمريكي السابق – واللاحق على ما يبدو – دونالد ترامب أن يمارس هوايته المحببة في توزيع صكوك البراءة على الحلفاء الصهاينة، فكتب تغريدة تشبه مقاطع الرسوم المتحركة، يقول فيها إن محاكمة نتنياهو بسبب السيجار وبوبة باغز باني وأمور أخرى 'غير عادلة'، هي مجرّد 'صيد ساحرات'.
نعم، سمّيها هكذا: صيد ساحرات.
وكأننا في زمن المكارثية، لا في محكمةٍ تتناول فسادًا ماليًا وشبهات رشوة وسرقات علنية من خزينة دولة تموّل نفسها من دمائنا.
يا سيادة ترامب، ألا تعلم أن نتنياهو إن لم يكن فاسدًا، فإنه على الأقل خبير في الفساد؟
أم أن بوبة 'باغز باني' أصبحت من ممتلكات الدولة؟هل السيجار صار رمزا للبطولة؟
وهل قهوة ال'لاتيه' التي قُدّمت له بأموال عامة باتت مكوّنا من مكونات الأمن القومي الإسرائيلي؟
أقول لك وبكل سخرية فلسطينية: لو أنّ نتنياهو فلسطينيّ الأصل، لكان أُعدم ميدانيًا بتهمة التدخين في الأماكن العامة!
ترامب الذي لم يحفظ جغرافيا فلسطين، ولم يفرّق يومًا بين جنين وجنيف، قرر فجأة أن يضع نفسه قاضيًا في محكمة تل أبيب، ويفتي بضرورة 'إلغاء المحاكمة أو منح العفو'.
ولمَ لا؟
فهو الذي منح القدس على طبق من ذهب.
وهو الذي قدّم الجولان هديةً كأنها حفنة فستق.
فما بالكم بعفو صغير عن صديقه العزيز، بيبي نتنياهو، شريك السيجار والباغز باني؟
أكاد أسمعه يهمس في أذن القضاء الإسرائيلي:
'اتركوا بيبي، ما عمل شي… كل اللي سرقو بس شوية شوكولاتة وسيجار، إحنا بنسرق أوطان وهو سرق كرتون!'
أليست هذه هي العدالة الأمريكية التي طالما تبجّحوا بها؟عدالة تحفظ حقوق القاتل، وتمنع الضحية من الشكوى.
عدالة تكافئ من يهدم بيوت الفلسطينيين، وتغضب إن حوكم من سرق السيجار من أموال الدولة.
لكن لا تقلقوا…
فنحن، في هذا الشرق المُفخّخ بالأكاذيب، اعتدنا أن تُجرّم الضحية وتُكرّم السكين.وسنبقى نضحك، ساخرين، كلما سمعنا اسم 'Truth Social'،لأن الحقيقة يا سادة…تُدفن كل يوم في غزة، وتُبخّ في دخان السيجار الذي لم يُدخّنه نتنياهو وحده،
بل شاركه فيه عالمٌ كامل… مدهون بزبدة الأكاذيب. – رانية مرجية – ناشطة، كاتبة فلسطينية من الرملة
26 حزيران 2025

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يمهد ترامب لصفقة كبرى..قطار التطبيع مقابل إنهاء حرب غزة
هل يمهد ترامب لصفقة كبرى..قطار التطبيع مقابل إنهاء حرب غزة

معا الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • معا الاخبارية

هل يمهد ترامب لصفقة كبرى..قطار التطبيع مقابل إنهاء حرب غزة

بيت لحم معا- بعد أقل من يومين على انتهاء الحرب مع إيران، بدأت الولايات المتحدة في تمهيد الطريق للمرحلة التالية، وهي توسيع نطاق اتفاقات ابراهيم الموقعة خلال ولاية ترامب السابقة. لكن محاولة الترويج مجددًا لـ"صفقة سعودية" تربط بإنهاء القتال في غزة . فوجئت إسرائيل بتصريح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي قال ليلة أمس الأربعاء: "نعتقد أنه ستكون هناك إعلانات هامة حول الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم". لكن لن تكون هناك خطوات تطبيع قبل انتهاء العدوان في قطاع غزة، لذا من المرجح أن يُحوّل ترامب اهتمامه الآن إلى غزة، ويفرض صفقة رهائن على الأطراف تُجسّد نهاية الحرب. هذه نقطة تحول مهمة وشرط أساسي تقريبًا على طريق التطبيع. وترى صحيفة يديعوت احرنوت أن ترامب وجماعته يستعدون لليوم التالي، ويُهيئون نتنياهو والرأي العام في إسرائيل ولا يُمكننا استبعاد احتمال أن يكون منشور ترامب الدرامي الليلة، الذي دعا فيه إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، جزءًا من الخطوة الكبرى. لن تكون هناك هدايا مجانية. الجميع ينتظرون الرياض على أمل أن تقترب الحرب في غزة من نهايتها، هناك عدد من الدول المرشحة للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم. ومن المرجح أن تكون أذربيجان، التي تربطها علاقات استراتيجية بإسرائيل، أول من ينضم إلى هذه المجموعة، وقد نرى أرمينيا أيضًا، لما تتمتع به الولايات المتحدة من نفوذ كبير على كلا البلدين. من بين دول الشرق الأوسط، يبدو من المرجح أن تنضم سوريا أولاً. وكذلك لبنان وقد أشار رئيس مجلس الأمن القومي، الإسرائيلي تساحي هنغبي، في إحاطته أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا، وكذلك مع لبنان. وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن الوضع في لبنان أكثر تعقيدًا، وعلينا انتظار استقرار البلاد. الرأي العام في لبنان غير مستعد للسلام مع إسرائيل، وربما على الأكثر لاتفاقية عدم اعتداء. الدولة الرئيسية التي يرغب الأمريكيون في ضمها إلى الاتفاقيات هي، بالطبع، المملكة العربية السعودية. سيؤدي انضمامها إلى سيل من الدول التي ستلحق بها: إندونيسيا، وقطر، والكويت، وعُمان، وعدد من الدول الإسلامية الأخرى في أفريقيا، مثل النيجر ومالي وجيبوتي. بل إن هناك من يعتقد أن إندونيسيا ستسبق السعودية، في مجموعة معينة، ولكن من المرجح أن ينتظر الجميع الرياض. الآن، يُطرح السؤال: هل ستوافق السعودية على الانضمام بشرط إنهاء الحرب في غزة فقط، أم أن عنصر الاستقلال الفلسطيني سيكون مطلوبًا أيضًا كجزء من الشروط التي ستضعها؟ وبحسب التقرير الإسرائيلي فمن غير المرجح أن يبدي نتنياهو استعدادًا لقبول دولة فلسطينية طالما بقي سموتريتش وبن غفير في حكومته. وإذا أراد ترك إرث، فقد يضطر للانفصال عن حلفائه، وهي خطوة تتجاوز إنهاء الحرب في غزة. وقد يسعى ترامب لدعم هذا التوجه بدعوة شخصيات إسرائيلية معارضة مثل بينيت ولابيد وغانتس إلى البيت الأبيض لبناء "مظلة سياسية" تحمي نتنياهو من اليمين المتطرف. لكن الأمور أكثر تعقيدًا من التصريحات الرنانة لترامب ومبعوثه ويتكوف. في الواقع، هناك حماس، التي تُصرّ على ضمانات لإنهاء الحرب، لن توافق حماس على اتفاق مؤقت - وبدون اتفاق مؤقت، لا وقف لإطلاق النار ولا إطلاق سراح رهائن. تتوقع الصحيفة العبرية أنه ربما بعد الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، تُعيد الولايات المتحدة وإسرائيل حساباتهما - وتُصوغان مقترحًا لاتفاق شامل من مرحلة واحدة. لا يُخفي ترامب أهدافه. فمنذ إعلانه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، يُبدي نفاد صبره تجاه إسرائيل، لا سيما فيما يتعلق بالحرب الدائرة في غزة. بالنسبة للرئيس الأمريكي، الرؤية واضحة: فهو يريد إنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، ثم المضي قدمًا نحو اتفاقية تطبيع مع السعودية، وتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم لتشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط، وربما أبعد من ذلك في هذا السياق، فإن الدعوة لإلغاء المحاكمة ليست خارج السياق، بل قد تُفهم كجزء من "صفقة شاملة": سيُقدم ترامب لنتنياهو دعمًا علنيًا، وربما عمليًا، وفي المقابل، يُتوقع من رئيس الوزراء بذل كل ما في وسعه لإنهاء القتال في غزة والتقدم في تحقيق الأهداف الإقليمية

السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية
السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 7 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية

السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية والله يا جماعة، لم أعد أميّز إن كنت أعيش في هذا العالم أم في حلقة جديدة من مسلسل توم وجيري، حيث يركض العالم خلف عدالةٍ وهمية، ويخرج ترامب علينا من منصة تُدعى Truth Social، وكأننا بحاجةٍ إلى المزيد من الأكاذيب المُغلّفة بال'تروث'. ففي نهارٍ لم يكن حارًا بما فيه الكفاية، قرر الرئيس الأمريكي السابق – واللاحق على ما يبدو – دونالد ترامب أن يمارس هوايته المحببة في توزيع صكوك البراءة على الحلفاء الصهاينة، فكتب تغريدة تشبه مقاطع الرسوم المتحركة، يقول فيها إن محاكمة نتنياهو بسبب السيجار وبوبة باغز باني وأمور أخرى 'غير عادلة'، هي مجرّد 'صيد ساحرات'. نعم، سمّيها هكذا: صيد ساحرات. وكأننا في زمن المكارثية، لا في محكمةٍ تتناول فسادًا ماليًا وشبهات رشوة وسرقات علنية من خزينة دولة تموّل نفسها من دمائنا. يا سيادة ترامب، ألا تعلم أن نتنياهو إن لم يكن فاسدًا، فإنه على الأقل خبير في الفساد؟ أم أن بوبة 'باغز باني' أصبحت من ممتلكات الدولة؟هل السيجار صار رمزا للبطولة؟ وهل قهوة ال'لاتيه' التي قُدّمت له بأموال عامة باتت مكوّنا من مكونات الأمن القومي الإسرائيلي؟ أقول لك وبكل سخرية فلسطينية: لو أنّ نتنياهو فلسطينيّ الأصل، لكان أُعدم ميدانيًا بتهمة التدخين في الأماكن العامة! ترامب الذي لم يحفظ جغرافيا فلسطين، ولم يفرّق يومًا بين جنين وجنيف، قرر فجأة أن يضع نفسه قاضيًا في محكمة تل أبيب، ويفتي بضرورة 'إلغاء المحاكمة أو منح العفو'. ولمَ لا؟ فهو الذي منح القدس على طبق من ذهب. وهو الذي قدّم الجولان هديةً كأنها حفنة فستق. فما بالكم بعفو صغير عن صديقه العزيز، بيبي نتنياهو، شريك السيجار والباغز باني؟ أكاد أسمعه يهمس في أذن القضاء الإسرائيلي: 'اتركوا بيبي، ما عمل شي… كل اللي سرقو بس شوية شوكولاتة وسيجار، إحنا بنسرق أوطان وهو سرق كرتون!' أليست هذه هي العدالة الأمريكية التي طالما تبجّحوا بها؟عدالة تحفظ حقوق القاتل، وتمنع الضحية من الشكوى. عدالة تكافئ من يهدم بيوت الفلسطينيين، وتغضب إن حوكم من سرق السيجار من أموال الدولة. لكن لا تقلقوا… فنحن، في هذا الشرق المُفخّخ بالأكاذيب، اعتدنا أن تُجرّم الضحية وتُكرّم السكين.وسنبقى نضحك، ساخرين، كلما سمعنا اسم 'Truth Social'،لأن الحقيقة يا سادة…تُدفن كل يوم في غزة، وتُبخّ في دخان السيجار الذي لم يُدخّنه نتنياهو وحده، بل شاركه فيه عالمٌ كامل… مدهون بزبدة الأكاذيب. – رانية مرجية – ناشطة، كاتبة فلسطينية من الرملة 26 حزيران 2025

هل يصحو العالم ويوقف العدوان على غزة! بقلم : بكر أبوبكر
هل يصحو العالم ويوقف العدوان على غزة! بقلم : بكر أبوبكر

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 7 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

هل يصحو العالم ويوقف العدوان على غزة! بقلم : بكر أبوبكر

هل يصحو العالم ويوقف العدوان على غزة! بقلم : بكر أبوبكر ها هو 'نتنياهو' قد حقق ما كان قد فكر وخطط له ونظّر لسنوات طوال أي شن الحرب ضد إيران لتفكيك قدراتها النووية وإبعاد الخطر الوجودي عن البلاد مما ارتبط بفكره ودعواته المتكررة سواء في القدس او في امريكا أو في كل احاديثه مع الأوربيين طوال سنوات طوال. لقد حققت المفاجأة الصهيونية (13/6/2025م) بضرب طهران مفعولها (كما الحال مع مفاجأة حزب الله) إذ دمّرت الكثير من الأماكن والمواقع النووية لتلتحق بها لاحقًا أمريكا باليوم العاشر، وتقصف ما لم تستطع الطائرات الإسرائيلية تدميره فاكتمل بذلك حلم القوة ومزيد من القوة لنتنياهو (ثم يأتي السلام)! فلم يعد في جعبته شيء ليقوله! او ينظّر له! المبررات التي قدمها الإسرائيلي لتدمير قطاع غزة لم تصمد نتيجة الحجم المتعاظم لاستخدام القوة، إذ كان الصاروخ مقابل الرصاصة وكانت القنبلة مقابل الحجر أو سيل الدعوات مما أفقد 'نتنياهو' ونظامه الفاشي انسانيته، وبالحد الأدنى لدى محكمة العدل الدولية ومحكة الجنايات الدولية، ولدى الشبيبة الناهضة في أوربا وامريكا، وقرع الجرس لدى عدد من الأنظمة الأوربية (الأخلاقية) فقالت لا. لقد حقق نتنياهو حلمه منذ هدّد وتوعّد وحاول كثيرًا أن يضرب إيران، وله أن يقول أنه حقق نصره بقتل العلماء الإيرانيين وتصفية قيادات إيرانية عسكرية، وتدمير المفاعل النووي او أخّر انتاج القنبلة النووية، وكما فعل مع تصفيته لقيادات لبنانية وفلسطينية، فماذا يتبقى له في جعبته التي لا تنفد فيها المزامير المقدسة والصواريخ والقنابل؟ وجد ضالته في عقلية الصفقات لكن مع التأييد الأيديولوجي الديني والاستراتيجي من الحكومات الأمريكية جميعها ومن الرئيس ترَمب، وإن اختلفت بعض الأساليب (التكتيكات) ما بين الرجلين فالأول أي نتنياهو لا ينتعش إلا في بحر الدماء، والثاني أي ترَمب قد وعد ناخبيه بولايته الثانية بالسلام، وألا تسيل قطرة دم امريكية في عهده وهو الساعي لجائزة نوبل للسلام. اتفقت الرؤيتان رغم الأساليب المختلفة على الدعم الامريكي الأيديولوجي والعسكري والاقتصادي بلا حدود، واتفقت على تحقيق السيادة الإسرائيلية لكل بلاد الشام، ثم اتفقت جزئيًا فيما حصل من الضربة الامريكية لإيران بدون أن تسقط نقطة دم امريكية! وبرد إيراني باهت ومحسوب، بانتظار الجائزة. في هذا العدوان الصهيوني المدمّر على إيران سقطت القضية الفلسطينية بين الأرجل، وتوقف الحديث عن فلسطين وعن العدوان المثابر على غزة، فتم تأجيل المؤتمر السعودي-الفرنسي المتعلق بالدولة الفلسطينية، وتآزر الأوربي مع الإسرائيلي ضد إيران، وسقط الحديث عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع تواصل القتل والإبادة الجماعية بلا توقف. لذا علينا إعادة القضية للنور دومًا فهي المؤشر وهي المفتاح الوحيد. لم يكن بمقدور الإسرائيلي أن يسقط النظام الإيراني ولا تدمير البلد الذي يفوق فلسطين مساحة وحجما وسكانًا ومواردًا…الخ بشكل لا مقارنة فيه، وما كان للأمريكي أن يقامر بقواعده في الخليج العربي ودول الشام ووعوده بحماية الأنظمة وكفالة استقرارها مقابل الاستجابة الكاملة لأهداف أو نزوات نتنياهو فكان ما كان من قصف ثم اتفاق ثم وقف، فحقق الإسرائيلي مراده وحقق الإمريكي مراده وإن كل بأسلوبه، وخسرت إيران الكثير من علمائها وقادتها ومنشآتها وأصولها (محور الممانعة بالمنطقة) لكنها كسبت استمرار النظام الإيراني ضمن حكم ولاية الفقيه، وقد تعطينا الأيام القادمة أسرارًا حول اتفاق وقف إطلاق النار. وقف كل (محور الممانعة والمقاومة) على الحياد فإن كان قد أيّد إيران كلاميًا، فهو لم يفعل شيئًا لانقاذ رأس المقاومة التي استثمرت في المحور الكثير، فلم يردّ حزب الله الجديد أن يدمر بلده، وسوريا الأسد الخامل قد انتهت، وفصيل حماس في حيرة عجيبة وانكار أعجب تنظر وكأن ما يحيط بها ويحصل لم يؤثر عليها! وهي ترى النساء والأطفال والنساء تتساقط يوميًا بلا أي مبرر يمكن نزعه لو استفاقت ووعت، ولكن هيهات هيهات ونتائج هذه العقلية الانكارية التي تعيش في قوقعتها الموهومة بالنصر لا تفهم المجالات والتحالفات ولا ترى في المتغيرات الفظيعة الداهمة أن لها علاقة بها! بغض النظر عما يرد (أو يتلو) في اتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيلي وإيران فلقد انكشفت خلال هذه الأيام الاخيرة مواقف عجيبة غريبة هي مع وضد وهي ترفض وتقبل وهي منغمسة بالوحل وتدعي الطهارة! مما جعل الحكيم حيرانًا وهو المحتار منذ العدوان الإسرائيلي الساحق الماحق ضد شعب أعزل في قطاع غزة، والذي يقترب من عامين! والعمى قد أصاب العالم المريب الذي فَرِح لوقف النار بين الإسرائيلي وإيران ولكنه لا يطالب ترمب أن يوقف النار في قطاع غزة! وهو إن كان بالقادر على الأكبر فكيف الحال بالموضوع الأقل صعوبة! إن الموقف العربي والفلسطيني الصحيح اليوم هو دفع الأمريكي والأوربي (مع الصين وروسيا) لتحقيق مؤتمر السلام الذي يحقق الدولة الفلسطينية القائمة لكنها تحت الاحتلال، فهي مربط الفرس وهي منطلق الحرب ومنطلق السلام، وما يسبق ذلك من وقف العدوان على غزة والانسحاب منها -ومن مخيمات الضفة- وتسليم حماس أمرها للسلطة الوطنية الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية فتقتدي بحزب الله وما فعله مع الدولة اللبنانية، وتصحو أخيرًا بعد ما حصل في إيران! مما لا شك فيه أن المجتمع الإسرائيلي وليس فقط نتنياهو (والقيادات السياسية) قد تضرر من استمرار العدوان على قطاع غزة وعلى الضفة، ثم بتمدد العدوان على المحيط وصولًا الى إيران، ومما لا شك فيه أن الآثار قد لاتكون ملموسة اليوم أو غدًا ولكنها بالتأكيد ستكون واضحة على الأقل في العام القادم حيث الانتخابات الإسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store