
المرأة السعودية في الدبلوماسية.. حضور استراتيجي وتأثير عالمي
في اليوم العالمي للمرأة في الدبلوماسية 2025، تتقدّم المرأة السعودية الصفوف بثبات، لا كشريكة في الإنجاز فحسب، بل كصانعة لأبعاد جديدة في العلاقات الدولية. نشأت في بيئات المملكة الغنية بتنوعها الثقافي—من الشرقية الى الغربية، ومن الشمال إلى الجنوب تقاطعا مع وسط نجد— حملت معها إرثًا متعدد الوجوه، وصاغته بلغة تفاهم تُخاطب العالم مرتكزة على جذورها وهويتها.
في ضوء التحول الاستراتيجي الذي تقوده رؤية 2030، لم يعد تمكين المرأة في الدبلوماسية خيارًا، بل ضرورة وطنية تُجسّدها السياسات وتترجمها الكفاءات النسائية على أرض الواقع. اليوم، تجد المرأة السعودية نفسها أمام فرص غير مسبوقة في تمثيل بلدها، وفي الوقت ذاته، أمام تحديات تتطلب نضجًا قياديًا ومقاربة مؤسسية متزنة.
كما تبرز الحاجة إلى توسيع نطاق التجربة الميدانية للكوادر النسائية في المحاور الجيوسياسية المتنوعة، من خلال إشراكهن في الملفات التفاوضية ذات الطبيعة المتغيرة والمتعددة الأبعاد، بما يعزز من جاهزيتهن لمتطلبات العمل الدبلوماسي الحديث.
علاوة على ذلك، يظل الاستثمار المستمر في التطوير المهني وتعزيز حضور المرأة في شبكات العلاقات الدولية ضرورةً للحفاظ على استدامة الأداء، خاصة في سياق بيئة دولية ديناميكية تتطلب قدرة عالية على التكيّف، والتعامل مع التغيرات المفاجئة، ومهارات إدارة التعقيد السياسي والثقافي.
تجاوز أي تحديات لا يُعد مؤشراً على وجود خلل، بل دلالة على نضج المرحلة التي تتطلب من الجهات ذات العلاقة، مواصلة بناء بيئة تمكينية مرنة وواقعية، تحفّز الكفاءات النسائية على بلوغ أقصى إمكاناتها، دون أن تفرّط في مهنية الأداء أو تُجامل على حساب الجودة.
وما يميّز المرأة السعودية أنها تتقدّم بثقة دون صخب، وتبني جسور التفاهم دون تنازل، ولأنها عرفت التحدي منذ الطفولة، فهي تدرك أن الحضور الحقيقي لا يُقاس بعدد المقاعد، بل بمدى التأثير.
ومع تنامي البنية الدبلوماسية للمملكة وتوسّع نطاق حضورها الدولي، يُتوقع أن تتبوأ السعوديات مناصب أرفع، وتُسهمن في صناعة قرارات دولية تنطلق من القيم السعودية: السلام، العدالة، والاحترام المتبادل. إنها ليست مشاركة رمزية، بل استثمار استراتيجي في نصف المجتمع، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من مستقبل الوطن السياسي.
يظل الاستثمار المستمر في التطوير المهني وتعزيز حضور المرأة في شبكات العلاقات الدولية ضرورةً للحفاظ على استدامة الأداء، خاصة في سياق بيئة دولية ديناميكية تتطلب قدرة عالية على التكيّف، والتعامل مع التغيرات المفاجئة، ومهارات إدارة التعقيد السياسي والثقافي.
نوره الشعبان عضو سابق لمجلس الشورى
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 16 دقائق
- عكاظ
أمريكا استخدمت قنابل «خارقة للتحصينات» لضرب موقع فوردو النووي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في منشور على موقع «تروث سوشال» إنه سيلقي خطاباً للأمة مساء (السبت) بتوقيت واشنطن، عقب انتهاء الهجمات على المواقع النووية الإيرانية. وقال ترمب في المنشور: «سألقي خطاباً للأمة الساعة العاشرة مساء، من البيت الأبيض، بشأن عمليتنا العسكرية الناجحة للغاية في إيران». وأوضح الرئيس: «هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعالم»، مضيفاً: «يجب على إيران الآن الموافقة على إنهاء هذه الحرب. شكراً لكم!». ويُمثل هجوم (السبت) أول تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة في الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل. وشمل الهجوم -وفقاً لترمب- ضربة على موقع فوردو النووي شديد التحصين، الذي يقع على عمق نحو 90 متراً تحت جبل، على بُعد نحو 160 كيلومتراً جنوب طهران. وهي خطوة دأبت إسرائيل للضغط على الولايات المتحدة لتنفيذها، نظراً لأن الولايات المتحدة وحدها تمتلك هذا النوع من القنابل القوية «خارقة التحصينات» القادرة على الوصول إلى الموقع. وتُعرف هذه القنبلة باسم GBU-57 MOP (قنبلة اختراق الذخائر الضخمة)، ولا يمكن نقلها إلا بواسطة طائرة حربية أمريكية واحدة، وهي قاذفة الشبح B-2، نظراً لوزنها الهائل الذي يبلغ 30 ألف رطل. ونفذت الولايات المتحدة الضربة رغم وعود ترمب المستمرة منذ سنوات بمنع بلاده من التورط في صراع جديد في الشرق الأوسط. ومع ذلك، أكد ترمب أيضاً على أهمية عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. ونشر ترمب، قبل قليل، منشوراً قال فيه إن القوات الأمريكية ضربت ثلاثة مواقع مستهدفة على الأقل. وقال ترمب في المنشور السابق: «لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان». «جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني. أُلقيت حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو،»، مضيفاً: «جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء. لا يوجد جيش آخر في العالم كان بإمكانه فعل هذا. الآن هو وقت السلام! شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر». أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 30 دقائق
- أرقام
مسؤول إيراني: المواقع المستهدفة في الضربة الأمريكية لا تحتوي على مواد مُشعة
ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية نقلاً عن مسؤول في هيئة الإذاعة والتلفزيون أن المواقع النووية التي قصفتها الولايات المتحدة لا تحتوي على مواد مُسببة للإشعاع. وأكد مسؤول إيراني آخر في تصريح لوكالة "تسنيم" للأنباء أن جزء كبير من موقع "فوردو" النووي تعرض للهجوم في ما وصفه بـ "ضربات جوية معادية".


أرقام
منذ 31 دقائق
- أرقام
تقرير: ترامب لا يُخطط حالياً لشن هجمات أخرى على إيران
يأمل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن تُعيد الضربات التي أمر بها، على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، طهران إلى طاولة المفاوضات، وفقاً لما ذكرته شبكة "سي إن إن" نقلاً عن مصادر مطلعة. وأوضحت المصادر أن "ترامب" لا يُخطط حالياً لأي ضربات أمريكية إضافية في الداخل الإيراني، وأن الهدف من التصعيد الأخير هو الضغط على قادة طهران للموافقة على إنهاء الحرب. سبق وأعلن "ترامب" فجر الأحد عن شن القوات الجوية الأمريكية ضربات على 3 مواقع نووية في إيران، وأفادت وكالة "رويترز" بأن قاذفات من طراز "بي-2" استُخدمت في العملية العسكرية. وذكرت "سي إن إن" أن "ترامب" أصبح لديه قناعة خلال الأيام القليلة الماضية بضرورة وجود قوات أمريكية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين، واتخذ قرار الضربة عندما بدا جلياً أن الدبلوماسية تواجه طريقاً مسدوداً.