logo
بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات الأحد

بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات الأحد

يورو نيوزمنذ 17 ساعات

تسببت الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ الجمعة على مواقع عسكرية ونووية إيرانية في نسف المساعي الدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية، وسط تبادل الاتهامات بين إيران والولايات المتحدة، وتكثيف الاتصالات الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة.
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن إيران لن تدخل أي مفاوضات نووية في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، مشدداً على أن طهران "لن تقبل طلبات غير عقلانية تحت الضغط".
وفي المقابل، دعا ماكرون عبر منصة "إكس" إلى استئناف سريع للمفاوضات.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين قولهم أن "وزير خارجية إيران أبلغ نظراء له أن طهران ستكون مستعدة لاستئناف التفاوض بعد الرد على إسرائيل".
وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قد كتب في منشور على منصة إكس أن الجولة المرتقبة من المباحثات لن تُعقد، مؤكداً رغم ذلك أن "الدبلوماسية والحوار يظلان السبيل الوحيد نحو سلام دائم". وقد انطلقت هذه المحادثات في أبريل/نيسان الماضي، وسط خلافات حادة بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم.
وصرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "المشاركة في حوار مع طرف يدعم المعتدي لا معنى لها"، مشيراً إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يقوّض أي أمل بمفاوضات مثمرة.
اتهم الرئيس الإيراني بزشكيان الولايات المتحدة بـ"عدم النزاهة"، قائلاً إن تنسيق الهجمات مع إسرائيل في وقت تجري فيه مباحثات نووية، يثبت عدم موثوقية واشنطن. كما توعد برد "أشد وأقوى" إذا تواصل "العدوان الإسرائيلي"، بحسب ما جاء في اتصال مع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف.
من جانبه، أكد مسؤول أميركي -رفض الكشف عن اسمه- أن واشنطن لا تزال متمسكة بالحوار مع إيران، رغم تأجيل المحادثات.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الضربات على إيران تحظى بدعم صريح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفاً: "عدونا هو عدوكم... وانتصارنا سيكون انتصاركم".
وخلال مقطع مصوّر، قال نتنياهو: "ننفذ ما نقوم به بدعم كامل من الولايات المتحدة وكثيرين حول العالم".
وتابع: "الطائرات الإسرائيلية ستُشاهَد قريباً في أجواء طهران، تضرب كل موقع وهدف تابع لإيران".
أعلن الكرملين أن الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب ناقشا في اتصال هاتفي التطورات في الشرق الأوسط، مؤكداً أن موسكو مستعدة للتوسط بين إيران وإسرائيل. وأشار البيان إلى أن الطرفين لم يستبعدا إعادة إحياء المفاوضات النووية لاحقاً.
كما تناول الاتصال الملف الأوكراني، حيث عبّر ترامب عن رغبته بـ"حل سريع" للنزاع، بينما أكد بوتين استعداد بلاده لاستئناف التفاوض مع كييف بعد 22 يونيو.
اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل بدفع المنطقة إلى "دوامة عنف خطرة"، مشدداً خلال اتصالات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي على أن "الرد الإيراني سيستمر بحزم"، مؤكداً أن الهجمات جاءت في وقت حساس من مسار المفاوضات.
قال الجيش الإسرائيلي إن عمليته التي بدأت الجمعة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 قائداً في أجهزة الأمن الإيرانية، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد حسين باقري، إلى جانب كبار قادة من الحرس الثوري.
وشملت الهجمات مواقع نووية ومصانع أسلحة ومنشآت عسكرية، فيما أعلنت طهران أن الأضرار لحقت أيضاً بمنشآت مدنية.
أعلنت إيران السبت أن هجوماً بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مصفاة رئيسية في بوشهر، مما أدى إلى انفجار قوي وحريق واسع، في تطور يعكس اتساع نطاق الهجمات.
في المقابل، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن طهران تستعد لهجمات "عنيفة ومدمّرة" على إسرائيل في الساعات المقبلة، بينما تواصل الأخيرة تنفيذ ضرباتها الجوية على الأراضي الإيرانية.
بات واضحاً أن الهجوم الإسرائيلي لا يستهدف فقط البرنامج النووي الإيراني، بل يضرب عمق البنية العسكرية والسياسية لطهران، في حين تتجه إيران نحو إعادة تقييم استراتيجية الرد والتموضع الإقليمي.
في ظل هذا التصعيد، تبدو المنطقة على حافة مواجهة شاملة، بينما تحاول الأطراف الدولية تفادي اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تغيّر ملامح الشرق الأوسط لسنوات مقبلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا نعرف عن القدرات النووية لإيران وهل بإمكان إسرائيل تدميرها؟
ماذا نعرف عن القدرات النووية لإيران وهل بإمكان إسرائيل تدميرها؟

فرانس 24

timeمنذ 41 دقائق

  • فرانس 24

ماذا نعرف عن القدرات النووية لإيران وهل بإمكان إسرائيل تدميرها؟

أثناء استقباله وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في فبراير/ شباط الماضي، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بنوع من التصميم لرئيس الدبلوماسية الأمريكية بالقول: "بفضل دعمكم الثابت، ليس لدي أدنى شك في أننا سوف نُنهي المهمة" ضد إيران. وانطلق الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة في هذه "المهمة" بتنفيذ ما أسماه "ضربة وقائية" داخل الأراضي الإيرانية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية. والأحد، أعلن تنفيذ "سلسلة واسعة من الضربات تستند إلى معلومات استخباراتية على عدد من الأهداف في طهران تتعلق بمشروع الأسلحة النووية للنظام الإيراني". وواصل الطرفان تبادل الهجمات لليوم الثالث تواليا. وأجرت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المباحثات بشأن برنامج طهران النووي قبل الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة. وألغت إيران مشاركتها في جولة جديدة كان مقررا أن تعقد الأحد في سلطنة عمان. وأتى ذلك بعدما اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن "لا معنى" لهذه المحادثات في ظل الضربات الإسرائيلية. خروج أمريكي من الاتفاق وتسريع إيراني لوتيرة الأنشطة النووية تراجعت إيران تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، بعدما سحب ترامب بلاده منه في 2018 خلال ولايته الأولى وفرض عقوبات مشددة على طهران. وكرد فعل منها، قامت طهران بتسريع وتيرة أنشطتها النووية ونطاقها بشكل كبير. وكان يُفترض أن هذا الاتفاق يقيد برنامجها ويضمن سلميته، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. ونفت إيران على الدوام سعيها لامتلاك سلاح نووي، وشددت على سلمية برنامجها. وتؤكد طهران أن برنامجها مدني بالكامل بما يتماشى مع التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب المعاهدة. وترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا لوجودها، وقالت إن الضربات تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي، شارف نقطة "اللاعودة". وفيما لا تؤكد أو تنفي حيازتها للسلاح النووي، يؤكد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن إسرائيل تحوز على 90 رأسا نوويا. قائمة بالمواقع الرئيسية المعروفة التي تخضع لتفتيش منتظم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشآت تخصيب اليورانيوم - نطنز: كشف عن وجودها في 2002، وهي من الأبرز بين منشآت البرنامج النووي الإيراني. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن الموقع تعرض لاستهداف إسرائيلي الجمعة. وتقسم المنشأة، واسمها الرسمي "موقع الشهيد أحمد روشان"، إلى قسمين أحدهما فوق الأرض والثاني تحتها، ويضم نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي، أي أكثر من 10 آلاف من هذه الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. تعرض الموقع لعملية تخريب في أبريل/ نيسان، نسبتها إيران إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. - فوردو: كشفت إيران في سبتمبر/ أيلول 2009 عن منشأة فوردو المحصنة داخل الجبال بين طهران وقم (وسط)، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة، ما أثار أزمة مع القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي. وبعدما وصفتها بأنها "موقع إنقاذ" في منطقة جبلية بالقرب من قاعدة عسكرية لحمايته من هجوم جوي، أعلنت طهران أنه منشأة تخصيب بقدرات عالية، يمكنها استيعاب نحو ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي. وفي هذا الموقع تم اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7% في بداية 2023، وبررت إيران ذلك بأنه "تقلبات غير مقصودة" خلال التخصيب. مصانع التحويل والبحث أصفهان: يتيح مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط)، والذي تم اختباره صناعيا في عام 2004، تحويل "الكعكة الصفراء" (مسحوق خام اليورانيوم المركز المستخرج من المناجم الصحراوية الإيرانية) إلى رباعي الفلوريد وثم إلى سداسي فلوريد اليورانيوم (UF4 وUF6). بعد ذلك يجب إدخال هذه الغازات في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب. كما تضم أصفهان مختبرا تم تدشينه في نيسان/أبريل 2009 ينتج وقودا منخفض التخصيب مخصصا للمفاعلات المحتملة. وفي مطلع 2024، أعلنت إيران بدء أعمال بناء مفاعل بحثي جديد في الموقع. - أراك: بدأت أعمال بناء مفاعل الماء الثقيل في أراك (وسط)، المخصص رسميا لإنتاج البلوتونيوم لأغراض البحث الطبي، في العقد الأول من الألفية الثالثة. لكن المشروع تم تجميده بموجب الاتفاق الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى عام 2015، والذي نص على إعادة تصميمه. وبالتالي، تمت إزالة نواة المفاعل وصب الخرسانة فيه لجعله غير قابل للتشغيل. ويتوقع أن يتم تشغيل الموقع الذي بات يعرف باسم خنداب، في العام 2026، وفقا للمعلومات التي قدمتها إيران إلى الوكالة الذرية. يضم المجمع كذلك مصنعا لإنتاج الماء الثقيل. - طهران: يضم مركز الأبحاث النووية في طهران مفاعلا لإنتاج النظائر الطبية تم تسليمه من قبل الأمريكيين في العام 1967، قبل انتصار الثورة الإسلامية. - بوشهر: بدأت محطة بوشهر النووية (جنوب) التي شيدتها روسيا وتزودها بالوقود النووي، العمل في أيلول/سبتمبر 2011 بقدرة منخفضة قبل أن تُربط بالشبكة الكهربائية في العام الذي تلاه. بدأت ألمانيا العمل على بنائها قبل انتصار الثورة الإسلامية، واستكملت موسكو عام 1994 بناء هذه المحطة بقدرة 1000 ميغاواط. وتبني إيران محطتين نوويتين أخريين بمساعدة روسيا، هما دارخوين (جنوب غرب) التي بدأ العمل عليها أواخر عام 2022 بقدرة 300 ميغاواط، ومجمع سيريك (المطل على مضيق هرمز) الذي بدأ إنشاؤه مطلع عام 2024، ويضم أربع محطات بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ خمسة آلاف ميغاواط. هل بإمكان إسرائيل تدمير القدرات النووية الإيرانية؟ وإذا كانت إسرائيل تقول إن هدفها من عملية "الأسد الصاعد" تدمير القدرات النووية لإيران، فالباحث علي واعظ المتخصص في ملف إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية أمريكية، يرى في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه "بإمكان إسرائيل إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، لكن من غير المرجح أن تتمكن من تدميره". وأكد أن إسرائيل لا تملك القنابل الثقيلة اللازمة "لتدمير منشآت نطنز وفوردو المحصنة" في عمق الجبال. بدورها، لفتت كيلسي دافنبورت، الخبيرة في "آرمز كونترول أسوسييشن" إلى أنه للقيام بذلك، ستحتاج إسرائيل إلى "مساعدة عسكرية أمريكية". وأضافت أنه لا يمكن القضاء على المعرفة التي اكتسبتها طهران، على الرغم من مقتل تسعة علماء نوويين في الضربات. ويعي الإسرائيليون جيدا هذا الأمر وفق ما يُفهم من تصريح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي قال الجمعة إنه "من المستحيل تدمير البرنامج النووي بالقوة وحدها. الهدف هو جعل الإيرانيين يدركون أن عليهم وقف البرنامج النووي". وفي نفس الاتجاه يذهب الباحث الإسرائيلي بمعهد الدراسات الأمنية والقومية يوحنان صوريف: "أعتقد أن إسرائيل لوحدها غير قادرة على القضاء نهائيا على قدرات إيران النووية. والمطلوب تدخل أمريكي بقدراته الجوية". لكن إسرائيل "لا تعول على ذلك لأنها تعلم أن التدخل الأمريكي لا يتم إلا في حال مهاجمة طهران قواعد واشنطن العسكرية بالمنطقة" بحسب الصحافي والباحث الإسرائيلي الحنان ميلر. إلا أن العملية قد "تؤدي على الأقل لإضعاف إيران وتأجيل المشروع النووي الإيراني والباليستي الذي شكل تهديدا لإسرائيل منذ سنوات كثيرة، وربما انهيار هذه القدرات". ما هي الأضرار التي ألحقت بالمنشآت النووية الإيرانية؟ وفق ما أوردته الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت نقلا عن السلطات الإيرانية، فقد "دُمِّرَ" قسم رئيسي فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط البلاد. واعتبر معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن ومتخصص في الأسلحة النووية، أن الدمار الذي أكدته صور الأقمار الاصطناعية، "جسيم". وفي تقرير له، أشار المعهد إلى أن الهجمات التي تستهدف إمدادات الطاقة في المنشأة يمكن أن تُلحق أضرارا بالغة بآلاف أجهزة الطرد المركزي الموجودة، وهي الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، "في حال نفدت (طاقة) البطاريات الاحتياطية". وأكد المعهد أن موقع نطنز "لن يتمكن من العمل لفترة من الوقت، على أقل تقدير". كما استهدف الهجوم الإسرائيلي منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وأعلنت إيران أن أضرارا محدودة لحقت به. واستهدف الهجوم الإسرائيلي أيضا مصنعا لتحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط). ويُعتقد أن هذا المجمع يحتوي على احتياطيات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب. وفي هذه المرحلة، لا يمكن معرفة ماذا حدث لهذا المخزون. وقال واعظ "إذا نجحت إيران في نقل بعض (مخزوناتها) إلى منشآت سرية، فستكون إسرائيل قد خسرت اللعبة".

بوتين أبلغ ترامب استعداده لاستئناف التفاوض مع كييف… وزيلينسكي ينتقد "تراخي" واشنطن تجاه موسكو
بوتين أبلغ ترامب استعداده لاستئناف التفاوض مع كييف… وزيلينسكي ينتقد "تراخي" واشنطن تجاه موسكو

فرانس 24

timeمنذ 13 ساعات

  • فرانس 24

بوتين أبلغ ترامب استعداده لاستئناف التفاوض مع كييف… وزيلينسكي ينتقد "تراخي" واشنطن تجاه موسكو

أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب لنظيره الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا بعد الثاني والعشرين من حزيران/يونيو، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما السبت، تزامنا مع تصعيد كلامي من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي انتقد ما وصفه بـ"النهج التصالحي جدا" للولايات المتحدة تجاه روسيا. وشمل الاتصال أيضا بحث التطورات في الشرق الأوسط، وخصوصا النزاع المتصاعد بين إيران و إسرائيل ، بحسب ما أفاد بيان الكرملين. وأوضح البيان أن بوتين أطلع ترامب على "تطبيق الاتفاقات" التي أُبرمت خلال الاجتماع الروسي الأوكراني الأخير في إسطنبول في الثاني من حزيران/يونيو، بينما جدد ترامب "اهتمامه بحل سريع للنزاع الروسي الأوكراني". ويعد هذا الاتصال الخامس بين الرئيسين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، وسط توجه أمريكي جديد أكثر انفتاحا تجاه موسكو، يختلف جذريا عن مقاربة سلفه جو بايدن. وأشار الكرملين إلى أن الزعيمين "أعربا عن رضاهما للعلاقة الشخصية التي تجمعهما"، وأنهما "يتواصلان بطريقة عملية لإيجاد حلول لقضايا معقدة على الأجندة الثنائية والدولية". من جهته، كشف ترامب على منصته "تروث سوشل" أن بوتين اتصل به لتهنئته بعيد ميلاده التاسع والسبعين، لكنه شدد على أن "الأهم" كان النقاش حول النزاع الإيراني الإسرائيلي، مضيفا أنه أبلغ بوتين بأن "هذه الحرب يجب أن تنتهي، كما يجب أن تنتهي حربه هو أيضا في أوكرانيا". في المقابل، لم يبدِ الرئيس الأوكراني فولودمير زيلنسكي حماسة تجاه الحديث عن مفاوضات جديدة. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي إن "المسألة لا تزال قيد البحث"، مجددا رفضه لمطالب موسكو بالتخلي عن أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمها، إضافة إلى التخلي عن مساعي الانضمام لحلف شمال الأطلسي. ووصف تلك المطالب بأنها "إنذار صيغ عمدا ليكون مرفوضا". وحذر زيلينسكي من أن النزاع في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تراجع الدعم الغربي لكييف، مؤكدا أن "التحالف الأوروبي بدأ يتباطأ"، ومتسائلا عما إذا كانت أوروبا مستعدة لمواصلة دعم أوكرانيا في حال خفضت واشنطن انخراطها. وكتب عبر منصة "إكس" أن "نبرة الحوار بين واشنطن وموسكو تصالحية للغاية… وهذا لن يوقف بوتين"، داعيا إلى "تغيير اللهجة". تبادل للأسرى وتصعيد في سومي ورغم الجمود السياسي، أُجريت السبت رابع عملية تبادل للأسرى خلال أسبوع بين روسيا وأوكرانيا، في إطار الاتفاقات التي أُبرمت خلال مباحثات إسطنبول. كييف أعلنت استلام 1200 جثة إضافية لجنود أوكرانيين، بعد أن كانت قد تسلمت 1212 جثة الأربعاء و1200 أخرى الجمعة. كما أظهرت صور نشرها زيلينسكي عبر تلغرام جنودا عائدين ملفوفين بالأعلام، بعضهم مصاب وآخرون يعانقون ذويهم. وزارة الدفاع الروسية نشرت بدورها مشاهد لأسرى يرددون "روسيا، روسيا" ويرفعون قبضاتهم. وعلى الأرض، تصاعدت حدة المعارك في منطقة سومي شمال شرق البلاد، إذ قالت أوكرانيا إن روسيا تستخدم أكثر من 53 ألف جندي في محاولة للسيطرة على مناطق قريبة من الحدود، بهدف إنشاء "منطقة عازلة" تحمي منطقة كورسك الروسية. وذكر زيلينسكي أن الجيش الروسي بات على بعد 20 كلم من مركز سومي، لكنه أكد أن القوات الأوكرانية أوقفت التقدم واستعادت قرية واحدة على الأقل. كما أعلنت موسكو سيطرتها على بلدة زيلين كوت في دونيتسك شرق البلاد، في إطار الهجوم المستمر على خط المواجهة.

بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات الأحد
بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات الأحد

يورو نيوز

timeمنذ 17 ساعات

  • يورو نيوز

بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات الأحد

تسببت الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ الجمعة على مواقع عسكرية ونووية إيرانية في نسف المساعي الدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية، وسط تبادل الاتهامات بين إيران والولايات المتحدة، وتكثيف الاتصالات الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة. أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن إيران لن تدخل أي مفاوضات نووية في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، مشدداً على أن طهران "لن تقبل طلبات غير عقلانية تحت الضغط". وفي المقابل، دعا ماكرون عبر منصة "إكس" إلى استئناف سريع للمفاوضات. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين قولهم أن "وزير خارجية إيران أبلغ نظراء له أن طهران ستكون مستعدة لاستئناف التفاوض بعد الرد على إسرائيل". وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قد كتب في منشور على منصة إكس أن الجولة المرتقبة من المباحثات لن تُعقد، مؤكداً رغم ذلك أن "الدبلوماسية والحوار يظلان السبيل الوحيد نحو سلام دائم". وقد انطلقت هذه المحادثات في أبريل/نيسان الماضي، وسط خلافات حادة بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم. وصرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "المشاركة في حوار مع طرف يدعم المعتدي لا معنى لها"، مشيراً إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يقوّض أي أمل بمفاوضات مثمرة. اتهم الرئيس الإيراني بزشكيان الولايات المتحدة بـ"عدم النزاهة"، قائلاً إن تنسيق الهجمات مع إسرائيل في وقت تجري فيه مباحثات نووية، يثبت عدم موثوقية واشنطن. كما توعد برد "أشد وأقوى" إذا تواصل "العدوان الإسرائيلي"، بحسب ما جاء في اتصال مع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف. من جانبه، أكد مسؤول أميركي -رفض الكشف عن اسمه- أن واشنطن لا تزال متمسكة بالحوار مع إيران، رغم تأجيل المحادثات. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الضربات على إيران تحظى بدعم صريح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفاً: "عدونا هو عدوكم... وانتصارنا سيكون انتصاركم". وخلال مقطع مصوّر، قال نتنياهو: "ننفذ ما نقوم به بدعم كامل من الولايات المتحدة وكثيرين حول العالم". وتابع: "الطائرات الإسرائيلية ستُشاهَد قريباً في أجواء طهران، تضرب كل موقع وهدف تابع لإيران". أعلن الكرملين أن الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب ناقشا في اتصال هاتفي التطورات في الشرق الأوسط، مؤكداً أن موسكو مستعدة للتوسط بين إيران وإسرائيل. وأشار البيان إلى أن الطرفين لم يستبعدا إعادة إحياء المفاوضات النووية لاحقاً. كما تناول الاتصال الملف الأوكراني، حيث عبّر ترامب عن رغبته بـ"حل سريع" للنزاع، بينما أكد بوتين استعداد بلاده لاستئناف التفاوض مع كييف بعد 22 يونيو. اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل بدفع المنطقة إلى "دوامة عنف خطرة"، مشدداً خلال اتصالات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي على أن "الرد الإيراني سيستمر بحزم"، مؤكداً أن الهجمات جاءت في وقت حساس من مسار المفاوضات. قال الجيش الإسرائيلي إن عمليته التي بدأت الجمعة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 قائداً في أجهزة الأمن الإيرانية، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد حسين باقري، إلى جانب كبار قادة من الحرس الثوري. وشملت الهجمات مواقع نووية ومصانع أسلحة ومنشآت عسكرية، فيما أعلنت طهران أن الأضرار لحقت أيضاً بمنشآت مدنية. أعلنت إيران السبت أن هجوماً بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مصفاة رئيسية في بوشهر، مما أدى إلى انفجار قوي وحريق واسع، في تطور يعكس اتساع نطاق الهجمات. في المقابل، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن طهران تستعد لهجمات "عنيفة ومدمّرة" على إسرائيل في الساعات المقبلة، بينما تواصل الأخيرة تنفيذ ضرباتها الجوية على الأراضي الإيرانية. بات واضحاً أن الهجوم الإسرائيلي لا يستهدف فقط البرنامج النووي الإيراني، بل يضرب عمق البنية العسكرية والسياسية لطهران، في حين تتجه إيران نحو إعادة تقييم استراتيجية الرد والتموضع الإقليمي. في ظل هذا التصعيد، تبدو المنطقة على حافة مواجهة شاملة، بينما تحاول الأطراف الدولية تفادي اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تغيّر ملامح الشرق الأوسط لسنوات مقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store