
ورشة حوارية في الجامعة الهاشمية تؤكد تبني التعليم المشترك والمحاكاة السريرية لتطوير القطاع الصحي
في خطوة تعكس التزام الجامعة الهاشمية بريادة التعليم الطبي الحديث، نظّمت الجامعة ممثلة بكلياتها الصحية، ورشة علمية متخصصة بعنوان "المحاكاة السريرية والتعليم المشترك بين الكليات الصحية"، بحضور نخبة من الخبراء والمسؤولين في القطاع الصحي، وبمشاركة عمداء وأساتذة الكليات الصحية في الجامعات الأردنية، بالإضافة إلى الباحثين والمتخصصين والطلبة من مختلف التخصصات الصحية.
وأكد راعي الورشة، العين الدكتور ياسين الحسبان رئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية ورئيس لجنة الصحة في مجلس الأعيان، أهمية الارتقاء بأساليب التعليم في المجال الصحي وتوظيف الأساليب والطرق الحديثة في تعليم وتدريب طلبة الكليات الصحية، بما ينعكس على كفاءة المخرجات وجودة الرعاية الصحية. وشدد على تعزيز التشاركية والعمل الجماعي بين الشركاء والجهات المعنية في القطاع الصحي الأردني، لما لذلك من أثر إيجابي على جودة الخدمات وتحسين الرعاية الصحية. كما لفت إلى أن الرؤية الملكية تركز على الاستثمار في صحة المواطن وضمان حصوله على خدمات صحية عالية الجودة وبعدالة، مؤكدًا ضرورة وجود مظلة وطنية واحدة تنظم وتحكم القطاع الصحي، مع تفعيل التنسيق الفعلي بين مكوناته المختلفة.
وألقى رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور خالد الحياري، كلمة أكد فيها أهمية اعتماد أساليب التعليم المبتكرة في الكليات الصحية، باعتبارها ركيزة أساسية لإعداد كوادر قادرة على مواجهة تحديات الميدان بكفاءة واقتدار. وأشار إلى أن الجامعة حرصت على إشراك الخبراء والمختصين من مختلف القطاعات الصحية المهنية والأكاديمية، لما يحملونه من خبرات ثرية، لتحويل هذه الورشة إلى خطوات عملية تسهم في تطوير التعليم الطبي وتعزيز جودة الخدمات والرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
وأوضح الدكتور الحياري أن الجامعة تنظر إلى التخصصات الصحية بوصفها منظومة متكاملة تتضافر مكوناتها لبناء قطاع صحي قوي قادر على تقديم أفضل الخدمات، مبينًا أن التعليم المشترك بين هذه التخصصات وثقافة المحاكاة السريرية من أولويات الجامعة، لما لهما من دور في الربط بين المعرفة النظرية والممارسة العملية، وإعداد خريجين على مستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية.
وأضاف أن الجامعة خطت خطوات طموحة في تطوير التعليم الصحي، عبر تنظيم برامج تدريبية مشتركة لطلبة التخصصات الصحية، وإتاحة مختبرات محاكاة متطورة وبيئة تعليمية غنية بالتجارب الواقعية، وهو ما انعكس إيجابًا على تحسين المستوى الأكاديمي للطلبة وزيادة جاهزيتهم لسوق العمل، إلى جانب تفعيل التواصل البنّاء مع القطاع الصحي.
وشدد رئيس الجامعة على أن تحديث الخطط التعليمية في التخصصات الصحية أصبح ضرورة وطنية وأكاديمية لمواجهة التحديات التي يمر بها طلبة الكليات الصحية خلال مراحل دراستهم، داعيًا مختلف القطاعات الصحية والأكاديمية إلى تبني منهجية المحاكاة والتعليم المشترك ودمجها في الخطط الدراسية، لتكون جزءًا أصيلًا من عملية إعداد وتأهيل الكوادر الطبية في الأردن. وأعرب عن أمله في أن تُسهم توصيات الورشة في خدمة مستقبل التعليم الطبي والصحي، وأن يتواصل التعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والمهنية للارتقاء بجودة التعليم والرعاية الصحية، والحفاظ على مكانة الأردن كمنارة للعلم والمعرفة ووجهة للتميز والإبداع، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله ورعاهما.
من جانبه، أوضح عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور محمد القضاة، أن الورشة تمثل منصة حوارية رائدة لتطوير التعليم الصحي من خلال أدوات وأساليب تعليمية فعالة. وأشار إلى أن مركز تعليم وفحص المهارات السريرية في كلية الطب يُعد جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، إذ يوفّر قاعات تدريب مزوّدة بدمى محاكاة وأجهزة حديثة تتيح للطلبة ممارسة مهارات الفحص السريري، وتنمية مهارات التواصل وأخذ التاريخ المرضي قبل الانتقال إلى التدريب السريري الميداني. وأكد ريادة الجامعة في تطوير التعليم الصحي من خلال إنشاء مراكز تعليمية طبية حديثة ومتقدمة للمحاكاة السريرية، مبينًا أن الجامعة تعمل حاليًا على دمج جميع الكليات الطبية في مركز محاكاة سريرية واحد لتعزيز التعليم الصحي المشترك بين الكليات الصحية، بدءًا من السنوات الدراسية الأولى.
وفي المحاضرة الافتتاحية، قدّم الأستاذ الدكتور إسماعيل مطالقة رئيس جامعة رأس الخيمة للعلوم الصحية، رؤية شاملة حول واقع المحاكاة السريرية في التعليم الطبي، والتقنيات الافتراضية والميتافيرس في التعليم، وأبرز التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية، وسبل تطوير بيئات التدريب باستخدام أحدث التقنيات لتعزيز الجاهزية السريرية للطلبة، داعيًا إلى أهمية الاستثمار في هذه التقنيات التعليمية المساندة للعملية التعليمية.
وفي الجلسة العلمية الأولى، ناقش الدكتور أيمن الشرع مساعد عميد كلية الطب، والدكتور أحمد الشياب من كلية الطب، والدكتورة صفاء الأشرم من كلية التمريض، موضوع "المحاكاة السريرية"، موضحين أنها أسلوب تعليمي يهدف إلى محاكاة الواقع العملي في بيئة آمنة، باستخدام دمى عالية الدقة ونماذج تشريحية وبرمجيات محاكاة، وأحيانًا ممثلين مدرّبين، لتدريب الطلبة على المهارات السريرية والتواصلية. وأضافوا أن هذا الأسلوب يتيح التعلم دون تعريض المرضى لأي مخاطر، ويحسّن الكفاءة العملية، ويعزز العمل الجماعي، مع إمكانية تكرار السيناريوهات وتقييم الأداء بشكل مستمر. كما شددوا على فعالية هذه التقنيات في العملية التعليمية والتدريبية، مبينين أن المحاكاة تركز على تنمية المهارات وتحقيق الكفايات التعليمية المطلوبة، وتهيئة الطلبة لسوق العمل، خاصة عند التعامل مع الأعداد الكبيرة. وأكدوا أهمية استخدام أفراد مدرّبين لأداء دور المرضى بدقة وواقعية، حيث يخضع هؤلاء لتدريب خاص يمكنهم من محاكاة التاريخ الطبي والفحوصات الجسدية والحالات العاطفية ولغة الجسد، وفق سيناريوهات سريرية معدة مسبقًا، تتيح للطلبة خوض تجارب تعليمية نوعية.
وفي الجلسة العلمية الثانية، تناولت الدكتورة صفاء الأشرم من كلية التمريض، والآنسة هبة القلاب من كلية الطب، موضوع "التعليم المهني الصحي المشترك (المتداخل)"، مشيرتين إلى أنه يُعد أحد أساليب التعليم الحديثة التي توفر تجربة تعليمية تشاركية بين تخصصات الطب والتمريض والصيدلة والعلوم الطبية التطبيقية وغيرها، مما يعزز روح التعاون والعمل الجماعي، ويبني ثقافة تقبّل الآخر، وينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية وتقليل الأخطاء الطبية. وأكدتا أن هذا النوع من التعليم أصبح ضرورة ملحّة في السنوات التعليمية المبكرة، حيث يكون الطالب أكثر تقبّلًا لتعلم مبادئ العمل وفهم دور كل من مقدمي الرعاية الصحية.
وشهدت الورشة مناقشات ومداخلات ثرية خلصت إلى ضرورة دمج التقنيات والأساليب الحديثة في الخطط الدراسية، وتوسيع نطاق التعليم المهني المتداخل، والتأكيد على التطوير المستمر للبنية التحتية التعليمية من خلال مختبرات محاكاة متطورة، مع أهمية تأهيل الكوادر البشرية المتخصصة والمدرّبة على استخدام هذه التقنيات الحديثة. وأشارت التوصيات إلى أن هذه التقنيات التعليمية تمثل أدوات مساندة لا تغني عن التدريب السريري الواقعي، بل تكمله وتحسّن جودة الإعداد المهني، مع الدعوة إلى توحيد الجهود الوطنية في تعزيز التعليم الصحي النوعي وتوحيد المعايير التدريبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 16 ساعات
- السوسنة
الدكتور حسام أبو حجر وزوجته يُرزقان بعاكف
السوسنة - قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}.بحمد الله وفضله، رُزق الدكتور المهندس حسام عاكف أبو حجر وزوجته الدكتورة شذى يوم الأربعاء الموافق 13/8/2025 بالمولود الأول الذي أضاء حياتهما، وأسمياه عاكف.وقد عبّرا عن شكرهما لله على سلامة الأم والمولود، سائلين المولى عز وجل أن يجعله قرة عين لهما، وأن ينشأ نشأة صالحة، ويجعله من البارين بوالديه، وأن يبارك لهما فيه ويملأ حياتهما بالخير والبركة والسعادة.


جفرا نيوز
منذ 19 ساعات
- جفرا نيوز
محمود سعد بأخبار غير سارّة عن حالة أنغام الصحية
جفرا نيوز - صدم الإعلامي محمود سعد جمهور الفنانة الكبيرة أنغام بعد كشفه عن تفاصيل حالتها الصحية وآخر تطوراتها. ورغم أن سعد طمأن جمهور أنغام وأعطاهم الأمل في شفائها في آخر بث مباشر له على "فيسبوك"، إلا أنه عاد وأصدر تصريحات جديدة أثارت القلق بين جمهور المطربة الكبيرة بعدما أعلن أنها لن تغادر المستشفى في الوقت القريب وأنها تعاني من آلام شديدة. وقال سعد: "عدد كبير جدّاً من رسائل الصفحة الفترة دي هي من جمهور أنغام اللي عايز يتطمن عليها، والحقيقة إن محبتكم واصلة وفارقة جدّاً جدّاً.. الحمد لله أنغام بتتحسن... وأرقام تحاليلها في تحسّن لكن لسه ما وصلتش للمرحلة اللي تقدر تخرج بيها من المستشفى... ولسه الألم شديد". وأضاف: "العملية ما كانتش سهلة وهي الحمد لله اجتازت فترة صعبة جدّاً... دعواتكم ربنا يهون الفترة الجاية وتخرج وترجع بالسلامة قريب إن شاء الله". محمود سعد يثير القلق بعد رسائل طمأنة للجمهور تصريح محمود سعد أمس يختلف عما قاله قبله بيوم، والذي جاء فيه: "وضع أنغام مستقر وزي الفل، وما تصدقوش الكلام إنها في العزل وغيره، المطربة ترقد في غرفتها داخل المستشفى معاها أصدقاؤها بوضع صحي جيد وأعتقد أنها بتبعت رسايل وبتاكل وبتشرب". وأشار الى أن أنغام تنتظر نتائج التحاليل المخبرية، عقب خضوعها لجراحة استئصال الكيس الدهني وجزء صغير من البنكرياس. وأوضح أن من المتوقع صدور نتائج التحاليل، والتي ستحدد الاتجاه الطبي المقبل، قائلاً: "إذا جاءت التحاليل مطمئنة، فستكون هناك أخبار طيبة عن حالتها". وقال إن أنغام، التي تربطه بها صداقة متينة، فوضته بالحديث الى الرأي العام عن تفاصيل وضعها الصحي، مطمئناً جمهورها بأنها بخير.


خبرني
منذ يوم واحد
- خبرني
موجة تضامن واسعة مع حياة الفهد بعد منع الزيارات عنها
خبرني - تلقى الوسط الفني في الكويت بقلق وحزن خبر نقل الفنانة القديرة حياة الفهد إلى المستشفى، عقب تعرضها لجلطة استدعت تدخلاً طبياً عاجلاً ووضعها تحت الرعاية المركزة لضمان استقرار حالتها الصحية. وأفادت مصادر طبية بأن الفريق المعالج قرر منع الزيارات عنها في هذه المرحلة، في خطوة احترازية تهدف إلى حمايتها وتوفير أجواء هادئة تساعد على تعافيها. واجتاحت موجة واسعة من التضامن والدعاء منصات التواصل الاجتماعي، حيث كانت الفنانة إلهام الفضالة من أوائل الداعمين، إذ نشرت صورة للفهد عبر حسابها على "إنستغرام" مرفقة بدعاء بالشفاء، جاء فيه: "اللهم رب الناس، اذهب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا". كما أعرب الفنان طارق العلي عن تمنياته بعودتها سريعًا إلى جمهورها، قائلاً في مقطع مرئي عبر منصة "إكس": "وعكة صحية تُدخل سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد المستشفى، نسأل الله لها الشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية، ألف لا بأس عليج". وشارك العديد من نجوم الفن والمشاهير في الكويت رسائل دعم ودعاء، من بينهم خالد المظفر، وباسم عبد الأمير، وريم أرحمة، وهبة الدري، مؤكدين مكانة حياة الفهد الكبيرة في قلوب جمهورها، ومتمنين لها الشفاء العاجل وعودة قريبة إلى الساحة الفنية.