
شفرة الاتفاق المفقودة.. لماذا تتعثر المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة؟
تُشكل المحادثات النووية بين الولايات المتحدة؛ وإيران أحد أكثر الملفات تعقيدًا وحساسية على الساحة الدولية، فمستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط مرهون بنتائجها؛ «البوابة نيوز»؛ تنغمس في عمق هذا الملف الشائك، مُسلطًا الضوء على آخر مستجداته، ونقاط الخلاف الجوهرية، وتحديات التوصل إلى اتفاق قد يُنهي عقودًا من التوتر.
محادثات ماراثونية وتأجيلات مُتكررة
لم تكن الشهور الماضية سوى استمرار لمسلسل طويل من الجولات التفاوضية، كان آخرها جولات غير مباشرة بين «واشنطن» و«طهران»، بوساطة عمانية ورومانية، فبعد ما وُصف بـ«الجولة البناءة» في «مسقط»؛ خلال أبريل الماضي، جاء تأجيل الجولة الرابعة في «روما» خلال مايو، حيث تباينت الأسباب المعلنة بين لوجستية وفنية من الجانب الإيراني، ونفي أمريكي لوجود موعد مؤكد أصلًا، هذه التأجيلات المُتكررة، وتضارب التصريحات، تُعد مؤشرًا واضحًا على حجم التحديات التي تواجه التوصل إلى اختراق حقيقي.
نقاط خلاف تتجاوز الجانب النووي.. صراع على النفوذ والمصالح
لا تقتصر نقاط الخلاف بين «واشنطن» و«طهران» على الجانب النووي فحسب، بل تمتد لتشمل رؤى متباينة لمستقبل المنطقة، مما يُعقد مساعي التوصل لاتفاق شامل، كما يلي:
التخصيب خط أحمر إيراني ومخاوف دولية
تُصر إيران على أن برنامجها النووي هو حق سيادي وغير قابل للمساومة، مؤكدةً على سلميته، على النقيض، تُبدي الولايات المتحدة قلقًا بالغًا من قدرات «طهران» على تخصيب اليورانيوم لمستويات عالية، تُمكنها من امتلاك أسلحة نووية في المستقبل، وتُظهر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تزايد المخزون المُخصب، ما يُفاقم المخاوف الدولية ويُصعد الضغط.
العقوبات محور أي اتفاق أم ورقة ضغط؟
تُطالب «طهران» برفع شامل لجميع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مُعتبرةً إياها غير عقلانية وعدائية، في المقابل، تُبدي «واشنطن» مرونة محدودة في رفع العقوبات، مع التمسك ببعضها أو فرض عقوبات جديدة، مُبررةً ذلك بارتباطها ببرامج إيران العسكرية والبالستية، ونشاطاتها الإقليمية.
البرنامج الصاروخي ملف سيادي أم تهديد أمني؟
تُطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها بضرورة إدراج البرنامج الصاروخي الإيراني ضمن أي اتفاق نووي، مُعتبرين أن هذه الصواريخ قد تحمل رؤوسًا نووية؛ بينما تُرفض «طهران» بشكل قاطع مناقشة هذا الملف، مُعتبرةً إياه جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي وقدراتها الدفاعية التقليدية.
شبح الانسحاب الأمريكي
تُعد ذاكرة انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة «الاتفاق النووي الأصلي عام 2018»، حجر عثرة أمام تقدم المحادثات، تُصر إيران على الحصول على ضمانات قوية من «واشنطن» بعدم تكرار هذا الانسحاب، لضمان استمرارية أي اتفاق مستقبلي.
مقترح واستجابة.. هل يلوح في الأفق انفراجة؟
في تطور لافت، كشفت مصادر إعلامية؛ عن تقديم الولايات المتحدة مقترحًا لاتفاق نووي إلى «طهران» مؤخرًا؛ وقد صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن هذا المقترح يصب في المصلحة العليا لإيران لقبوله، مُشددةً على أن الرئيس دونالد ترامب، أوضح أن إيران لا يمكنها أبدًا امتلاك قنبلة نووية".
من جانبها، أعلنت «طهران» أنها ستستجيب للمقترح الأمريكي بشكل مناسب بما يتماشى مع مبادئ ومصالح وحقوق الشعب الإيراني، وعلى الرغم من هذه التطورات التي تُوحي بتفاؤل حذر، لا تزال «طهران» تُؤكد أن التوصل إلى اتفاق ليس وشيكًا، وأن برنامج التخصيب النووي سيستمر.
خطر التصعيد سباق مع الزمن لتجنب المجهول
في ظل التعقيدات القائمة والجمود في بعض الملفات، تُلوح في الأفق تحذيرات متزايدة من خطر التصعيد العسكري، فقد هددت إيران في مناسبات سابقة بالرد على أي استهداف لمنشآتها النووية، مُحملةً «واشنطن» عواقب أي تصعيد، كما أن الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني يُثير قلقًا بشأن احتمالية قيام إسرائيل بعمل عسكري مُنفرد، مما قد يُشعل فتيل صراع إقليمي واسع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ 42 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
تقارير: إيران مستعدة لاتفاق مع واشنطن بشأن اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم طالما كان داخل إيران
تقارير: إيران مستعدة لاتفاق مع واشنطن بشأن اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم طالما كان داخل إيران تقارير: إيران مستعدة لاتفاق مع واشنطن بشأن اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم طالما كان داخل إيران سبوتنيك عربي أفاد موقع "أكسيوس" نقلا عن مصادر ، بأن طهران مستعدة لإبرام صفقة مع الولايات المتحدة بشأن اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم شريطة أن يكون داخل إيران. 04.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-04T03:21+0000 2025-06-04T03:21+0000 2025-06-04T03:21+0000 إيران الولايات المتحدة الأمريكية العالم البرنامج النووي الإيراني موسكو –سبوتنيك. وذكر الموقع في بيان نقلا عن مسؤول إيراني رفيع لم يكشف عنه، قوله إن "إيران مستعدة لإبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة على أساس فكرة إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم، شريطة أن يقام على الأراضي الإيرانية".يذكر أن الولايات المتحدة وإيران قد أجرتا خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بشأن التوصل إلى اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي.وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المقترح الأمريكي بشأن الصفقة لا يتضمن إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم، خلافا لما ورد في التسريبات الصحفية في وقت سابق، التي أشارت إلى وجود إمكانية لتخصيب اليورانيوم على نطاق محدود.وتجدر الإشارة إلى أن الجانب الإيراني كان يرفض حتى الآن القيود على تخصيب اليورانيوم، معتبرا التخصيب "حقا مشروعا" للجمهورية الإسلامية. إيران الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إيران, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم, البرنامج النووي الإيراني


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
كيلوغ: هجمات كييف على المطارات الروسية زادت خطورة الصراع الأوكراني وتهدد بتوسعه
أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، أن هجمات كييف على المطارات الروسية تفاقم مستوى خطورة الصراع الأوكراني بشكل حاد وتهدد بتوسعه. وأوضح كيلوغ في تعليقه لقناة "فوكس نيوز" على الهجوم الإرهابي الذي نفذته القوات الأوكرانية على المطارات الروسية، قائلا: "أقول لكم إن مستويات المخاطر ترتفع بشكل كبير، ويجب على الناس أن يفهموا.. في مجال الأمن القومي: عندما تهاجم جزءا من نظام ما أي ثالوثه النووي مثلا، فهذا يعني أن مستوى المخاطر لديك يرتفع لأنك لا تعرف رد الطرف الآخر، فأنت لست متأكدا، وهذا ما فعلته كييف بالضبط". وقال كيلوغ: "هذا تحديدا هو تطور العمليات العسكرية في أوكرانيا الذي تسعى واشنطن إلى منعه". وأضاف: "أعتقد أن هذا ما نسعى إلى تجنبه، والولايات المتحدة لا تريد أن تجد نفسها في وضع ترتفع فيه مستويات الخطر بشكل كبير بحيث يتسع نطاق هذا الصراع". وأشار إلى أن "حملات كييف الأخيرة برهنت على استعداد أوكرانيا لأخذ زمام المبادرة عسكريا، وقد رفعوا مستوى المخاطر إلى مستويات، في رأيي، غير مقبولة لموسكو". وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتم إطلاعه مسبقا من قبل كييف على خطط الهجمات الإرهابية التي نفذتها القوات الأوكرانية على المطارات الروسية. يذكر أن وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت يوم الأحد الماضي، التصدي لهجوم إرهابي نفذه نظام كييف باستخدام طائرات مسيرة استهدف مطارات عسكرية في مقاطعات مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور.


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
البيت الأبيض: ترامب لم يكن يعلم بالهجوم الأوكراني الأخير على روسيا
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن على علم مسبق بهجمات أوكرانيا بطائرات مسيرة على روسيا. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، اليوم الثلاثاء، أن أمريكا تفاجئت بالهجوم، وأنها لم تطلع عليه. وأطلقت أوكرانيا، الأحد، 117 طائرة مسيرة، في عملية أطلقت عليها اسم "شبكة العنكبوت" لمهاجمة قاذفات روسية ذات قدرات نووية بمطارات في سيبيريا وأقصى شمال البلاد.