logo
كافأ ترمب الأميركيين العرب بمناصب... فهل يبقي على دعمهم له؟

كافأ ترمب الأميركيين العرب بمناصب... فهل يبقي على دعمهم له؟

Independent عربية١٩-٠٣-٢٠٢٥

انتظر الأميركيون العرب ثماراً سريعة لتأييد نسبة كبيرة منهم الرئيس دونالد ترمب في انتخابات عام 2024 لكنهم لم يروا شيئاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حينما بدأ الرئيس الفائز بترشيح موالين لإسرائيل لمناصب وزارية، وفي فبراير (شباط) الماضي أعلن ترمب عن رؤيته للاستحواذ على غزة وترحيل الفلسطينيين من القطاع، ثم هدد بـ"الجحيم" إذا لم توافق "حماس" على تمديد الهدنة مع إسرائيل وساند موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قصف غزة للمرة الأولى في عهده وهو ما جعل الأميركيين العرب في مأزق سياسي، لكن ترمب حاول أخيراً إرضاءهم عبر ترشيح أربعة منهم سفراء للولايات المتحدة في لبنان والكويت وتونس وتركيا، فضلاً عن تعيين صهره مسعد بولس مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط، فهل رضي الأميركيون العرب أم لا يزالون قلقين وغاضبين؟
مكافأة متأخرة
بعد طول انتظار وقبل أسبوعين فحسب، حاول ترمب رد جميل العرب الأميركيين الذين ساندوه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة على أمل أن ينجح في وقف القصف الإسرائيلي المستمر على غزة بعدما فشلت جهود إدارة الرئيس السابق جو بايدن الديمقراطية في جهود وقف الحرب لأكثر من عام وربع العام، فرشح اثنين من قيادات الأميركيين العرب في ولاية ميشيغان الحاسمة وهما بيل بزي عمدة مدينة "ديربورن هايتس"، سفيراً للولايات المتحدة لدى تونس، وعامر غالب عمدة هامترامك، سفيراً للولايات المتحدة لدى الكويت، وكلاهما من منطقة ديترويت الكبرى. أيد غالب وهو مهاجر يمني مسلم، ترمب في سبتمبر (أيلول) الماضي، حين سعى المرشح الجمهوري للرئاسة إلى كسب أصوات الأميركيين العرب في ميشيغان المتأرجحة، حينئذ قال غالب الذي شارك خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2024 في حملة ترمب في هامترامك (28 ألف نسمة)، إن هدف المرشح الجمهوري هو إنهاء الفوضى في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وعندما فاز ترمب بالرئاسة دعاه إلى العاصمة واشنطن لحضور حفل تنصيبه لولايته الثانية في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ومثل غالب أيد بيل بزي اللبناني الأصل، المرشح الجمهوري الصيف الماضي، بل وألقى كلمة في تجمع حاشد أقيم في سوبربان شو بليس في نوفي، وأسهم هذا التأييد في فوز ترمب بأصوات الأميركيين العرب في ولاية ميشيغان بنسبة 42 في المئة مقابل 36 في المئة للمرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس.
مجاملة أصدقائه العرب
عادة ما تنقسم التعيينات في مناصب السفراء في الولايات المتحدة إلى فئتين، الدبلوماسيين المحترفين من وزارة الخارجية، أي المعينين المهنيين، أو المعينين السياسيين الذين يكافأون على مساهماتهم المالية أو التنظيمية في حملة سياسية، لكن ترمب رشح أميركيين عرباً من فئة أخرى لا تندرج في الفئتين السابقتين، فقد أعلن عن ترشيح صديقه الشخصي وشريكه في رياضة الغولف، اللبناني الأصل مايكل عيسى سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان، كما رشح صديقه المقرب ورجل الأعمال اللبناني الأصل توم باراك ليكون السفير الأميركي المقبل لدى أنقرة.
وبحسب ما نشره ترمب في منصة "تروث سوشيال" فإن مايكل عيسى المتحدر من بلدة عمشيت اللبنانية (شمال بيروت)، هو رجل أعمال بارز وخبير مالي وقائد يتمتع بمسيرة مهنية حافلة في القطاع المصرفي وريادة الأعمال والتجارة الدولية، لكن أهم مواصفات عيسى الذي ولد في لبنان ودرس الاقتصاد في جامعة باريس، وفقاً لملفه الشخصي على "لينكد إن"، تعود إلى صداقته الشخصية بالرئيس فضلاً عن خبرته المالية والاقتصادية، إذ ليس من الواضح ما إذا كان عيسى قد تبرع لحملة ترمب خلال المعركة الانتخابية العام الماضي، أو إن مواقفه السياسية أسهمت في هذا الاختيار.
وعلى نفس المبدأ، رشح ترمب صديقاً مقرباً آخر من أصل لبناني، سفيراً للولايات المتحدة لدى تركيا وهو توم باراك المقيم في لوس أنجليس، والمعروف بتعاملاته الواسعة في الشرق الأوسط، ويجيد اللغة العربية، وبنى علاقات قوية مع شخصيات بارزة في دول الخليج، وشملت اهتماماته التجارية استثمارات عقارية ومشاريع سياحية وعمليات استحواذ إعلامية.
ورغم أن توم باراك ليس من المؤسسة الدبلوماسية التقليدية، فإنه يمتلك خبرة واسعة في الشرق الأوسط وأسس شبكة علاقاته الواسعة في جميع أنحاء المنطقة، حددت مسيرته المهنية كمستثمر عالمي ووسيط سياسي مؤثر.
كما أن صداقة باراك وعيسى الطويلة مع ترمب، التي تمتد لأعوام عدة، تمنح كل منهما إمكانية الوصول المباشر إلى الرئيس، وتجاوز القنوات البيروقراطية، وقد يكون هذا مفيداً للبنان وتركيا، إذ يضمن هذا نقل الرسائل والمخاوف الدبلوماسية بسرعة إلى ترمب من خلال هذين السفيرين.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صهر ترمب مستشاراً
يبدو أن الزواج من عائلة ترمب وسيلة جيدة للحصول على منصب سياسي، فبعدما اختار الرئيس الأميركي تشارلز كوشنر، والد زوج ابنته إيفانكا، جاريد كوشنر، سفيراً لدى فرنسا، أعلن ترمب ترشيح مسعد بولس والد زوج ابنة ثانية للرئيس هي تيفاني، مستشاراً له للشؤون العربية والشرق أوسطية على اعتبار أنه محام بارع وقائد يحظى باحترام كبير في عالم الأعمال، ويتمتع بخبرة واسعة على الساحة الدولية، وفق وصف ترمب له.
غير أن بولس، الملياردير الأميركي من أصل لبناني، لعب في الحقيقة دوراً حاسماً في حملة ترمب كممثل غير رسمي للمجتمعات العربية الأميركية والمسلمين الأميركيين، حيث التقاهم في ميشيغان وبنسلفانيا وأماكن أخرى طوال الحملة لحشد الأصوات لترمب، وروج دائماً لفكرة أن ترمب هو الرئيس الوحيد القادر على تحقيق السلام في لبنان وحل دائم للقضية الفلسطينية.
لكن بولس الذي نشأ في لبنان خلال الحرب الأهلية، وقدم إلى الولايات المتحدة لدراسة القانون الدولي في جامعة هيوستن، لم يكتف بدوره في الحملات الانتخابية، بل امتد إلى المساهمة في جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، فوفقاً لوكالة "رويترز"، كان بولس على اتصال بـ"حزب الله" وقادة لبنانيين آخرين، بما في ذلك حزب "القوات اللبنانية"، وهو حزب مسيحي معارض لـ"حزب الله".
ومع ذلك يرى الباحث في مؤسسة "سينشري آرون لوند"، أن ماضي بولس السياسي لا يقدم أي مؤشر حقيقي إلى رؤية جيوستراتيجية أو حتى وطنية، لكنه يظهر طموحاً ويوجد داخل مجموعة من الحلفاء السياسيين الذين يبرزون في دائرة ترمب كشخصيات مؤثرة.
إحباط مرير
رغم هذه الترشيحات التي أراد ترمب من ورائها إظهار أنه يرد الجميل ويبقي مكاناً في إدارته للأميركيين العرب سواء من ساندوه سياسياً في ميشيغان أو من أصدقائه المقربين الذين يثق بهم، فإن تأخرها وعدم ترشيح أحد للمناصب العليا المؤثرة في الإدارة خلف قدراً من الإحباط منذ نهاية السباق الانتخابي والإعلان عن فوز ترمب بولاية ميشيغان وجميع الولايات المتأرجحة، فبعد أسبوع واحد فقط من فوزه في عدد من أكبر المدن ذات الغالبية العربية في البلاد، عين الرئيس المنتخب آنذاك في مناصب إدارية عليا مؤيدين أقوياء لإسرائيل، بمن فيهم السفير لدى تل أبيب، وهو حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي الذي زعم أنه لا وجود للفلسطينيين، ورفض باستمرار فكرة قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل، ودعم نتنياهو بقوة، وعارض حل الدولتين.
كما كان ماركو روبيو وزير الخارجية الآن، معارضاً لوقف إطلاق النار في الحرب، وصرح بأنه يريد من إسرائيل تدمير كل عنصر من عناصر "حماس" يمكنها الوصول إليه، فيما قادت إليز ستيفانيك، التي اختارها ترمب لمنصب سفيرته لدى الأمم المتحدة، استجواب رؤساء الجامعات في شأن معاداة السامية في الجامعات وعارضت تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تشرف على المساعدات المقدمة إلى غزة، واختار ترمب لوزارة الدفاع بيت هيغسيث، الذي عارض علناً حل الدولتين، ودعا إلى إعادة بناء معبد يهودي توراتي في موقع المسجد الأقصى، الذي يعد أحد أقدس المواقع الإسلامية.
مأزق سياسي
أثارت هذه الاختيارات ردود فعل غاضبة بين الأميركيين العرب والمسلمين وبخاصة في ميشيغان، الذين أيدوا ترمب إلى جانب جميع الولايات الست الأخرى المتأرجحة، إذ أشار البعض إلى دعم ترمب الراسخ لإسرائيل، بينما راهن آخرون ممن أيدوه علناً على أنه سيكون صاحب القرار النهائي في السياسة، ولا يزالون يأملون أن يفي بوعده بإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط.
وباستثناء وعده بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، لم يقدم ترمب سوى تفاصيل قليلة ملموسة حول خططه لتحقيق هذا السلام، ورغم نجاحه في ممارسة الضغوط الحاسمة لإجبار نتنياهو على قبول وقف إطلاق النار في غزة في المرحلة الأولى فإنه مع إعلان ترمب رؤيته لتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وجد الأميركيون العرب الذين أيدوه أنفسهم في مأزق سياسي.
ومع عودة إسرائيل إلى القصف العنيف في غزة للمرة الأولى منذ وصول الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض وسقوط مئات الضحايا كل يوم نصفهم من النساء والأطفال، يشعر كثير من الأميركيين العرب بالندم ولا يجدون أن ترشيح أربعة سفراء ومستشاراً لشؤون الشرق الأوسط من الأميركيين العرب، حقق أي تأثير في سياسة ترمب بالشرق الأوسط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تشدد ديني وتمرس عسكري... من رئيس الـ"شاباك" الجديد؟
تشدد ديني وتمرس عسكري... من رئيس الـ"شاباك" الجديد؟

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

تشدد ديني وتمرس عسكري... من رئيس الـ"شاباك" الجديد؟

بسبب انتمائه الديني وتوجهاته الأيديولوجية المتأثرة بالنزعة "المسيحانية" التي تؤمن بالمسيح المنتظر ليخلص شعب إسرائيل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل سنوات تعيين اللواء في الجيش الإسرائيلي ديفيد زيني ملحقاً عسكرياً لإسرائيل، وعلى رغم أن توجهاته الدينية طوال تلك السنوات لم تتغير، فإن نتنياهو وفي خضم الأزمة العميقة بينه وبين المؤسسة القضائية على خلفية محاولاته إقالة رئيس الـ"شاباك" السابق رونين بار من منصبه، عاد ومنح زيني أحد أهم المناصب الأمنية في إسرائيل. وبعد يوم واحد فقط من صدور قرار قضائي بعدم قانونية إقالة بار أعلن نتنياهو تعيين زيني رئيساً لجهاز الأمن العام (الشاباك) في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والأمنية، حيث جاءت من وراء ظهر المؤسسة العسكرية، وعكست تحدياً للنيابة العامة ولشريحة من المجتمع الإسرائيلي، وأثارت تساؤلات خطرة عن مستقبل الـ"شاباك" واستقرار منظومة الحكم في إسرائيل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعلى رغم أن تعيين الرئيس الجديد لجهاز الـ"شاباك" لا يزال في انتظار موافقة لجنة التعيينات والمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) فإن التظاهرات الرافضة لتعيينه عمَّت تل أبيب، وسط تحذيرات جدية من أن يجر هذا التعيين إسرائيل إلى أزمة دستورية جديدة ومتفاقمة، خصوصاً في ظل مواقفه الرافضة لصفقات التبادل والمؤيدة لحرب "أبدية" مع "حماس". ويعد جهاز الاستخبارات الداخلية (الشاباك) الذي يعرف أيضاً باسم "الشين بيت" واحداً من ثلاثة أجهزة استخباراتية في إسرائيل. فإلى جانب جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) يتولى الـ"شاباك" مهمة الأمن الداخلي لإسرائيل ومكافحة التهديدات التي تستهدفها من الداخل، ويخضع مباشرة لرئيس الحكومة. حضور ديني وُلد زيني بمدينة القدس في أوائل عام 1974، لكنه ترعرع في مدينة أشدود (أسدود) جنوب إسرائيل وسط أسرة يهودية متدينة ذات أصول فرنسية تعود جذورها إلى الجالية اليهودية في الجزائر، والتي كان جده أحد أبرز حاخاماتها. وإلى جانب الحضور الديني الكبير لوالده الحاخام يوسف زيني في أسدود، وعمه الحاخام إلياهو زيني في مدينة حيفا، وشقيقه بتسلئيل الناشط في قضايا الهوية اليهودية، تمتعت العائلة بحضور عسكري لافت، فشقيقه العقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق زيني حاز وسام شرف تقديراً لمشاركته في عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية عام 2002. كانت محطته الأولى نحو الانضمام للجيش الإسرائيلي هي انتظامه في المؤسسات الدينية اليهودية، وبعدما أتم دراسته في مدرسة "تلمود توراة مواشا" بالقدس انتقل إلى المدرسة الدينية الثانوية في الجولان، ثم إلى المعهد التحضيري "كشت يهودا"، فمدرسة "شافي" الدينية في الخليل. وبعدما حصل على البكالوريوس في التربية توجه لكلية الأمن القومي التابعة للجيش الإسرائيلي لينال درجة الماجستير في الأمن القومي والإدارة العامة، ويلتحق بعد ذلك بمعهد "أرغمان" بمدينة القدس، ويتخرج في برنامج "تشرشل" للأمن القومي. ما إن انضم زيني إلى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي عام 1992، والتحق بوحدة "سييرت متكال" الخاصة حتى نسجت مسيرته العسكرية بسلسلة طويلة من المناصب القيادية القتالية، شارك من خلالها في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان. وبعدما قاد السرية الثالثة من الكتيبة الـ12 في لواء "غولاني" (أحد أقوى ألوية النخبة المشاة في الجيش الإسرائيلي) في معارك جنوب لبنان تولى قيادة السرية الأولى في وحدة "إيغوز" (وحدة استطلاع استخباراتية خاصة)، إلى أن تم تعيينه عام 2006 قائداً للكتيبة "51" في لواء "غولاني"، التي قادها في الحرب على قطاع غزة عام 2008 ضمن عملية "الرصاص المصبوب"، والتي حصلت الكتيبة في أعقابها على ميدالية الوحدة من قائد القيادة الجنوبية في حينه يوآف غالانت. بين عامي 2011 و2014 تنقل زيني بين عدد من المواقع البارزة في الجيش الإسرائيلي، أبرزها قيادة لواء "ألكسندروني" التابع لفرقة "الجليل"، التي عمل بالتوازي معها في قيادة مركز التدريب على إطلاق النار بقاعدة "نتساليم" للقوات البرية في النقب، كما شغل في الفترة نفسها منصب ضابط العمليات في قيادة المنطقة الوسطى، وهو ما أهَّله لقيادة الفرقة "340" المدرعة المعروفة باسم "عيدان". وبرز اسمه في يوليو (تموز) 2014 أثناء عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة، حين استُدعي لقيادة لواء "غولاني" ميدانياً بعد إصابة قائده آنذاك. وبعدما أسس زيني عام 2015 لواء الكوماندوز "عوز" الذي يشبه إلى حد كبير فوج "الصاعقة 75" في الجيش الأميركي، وأصبح أول قائد له حتى عام 2017، حتى جمع تحت مظلته وحدات النخبة مثل "إيغوز" و"مغلان" و"دوفدوفان" و"ريمون"، وكان هدفه بالأساس تعزيز القدرة الهجومية للجيش في العمليات الخاصة والمعقدة، مما دفع المنظومة العسكرية في الجيش لترقيته عام 2018 إلى رتبة عميد وتعيينه قائداً لتشكيل "عيدان"، وأدى ذلك في ما بعد إلى تعيينه قائداً للمركز الوطني للتدريب البري عام 2020، وهو المنصب الذي أسهم بترقيته في يونيو (حزيران) 2023 إلى رتبة جنرال. خبرة استخباراتية على رغم المناصب الرفيعة التي شغلها زيني طوال فترة خدمته العسكرية وتاريخه العسكري القتالي وإعداده تقيماً شاملاً في مايو (أيار) 2023 للجهوزية على حدود غزة، حذر فيه من سيناريو معقد يتضمن تسللاً منسقاً من محاور عدة في ظل مفاجأة استخباراتية محتملة، يرى محللون وعسكريون أنه لا يملك خبرة استخباراتية كافية لتولي قيادة جهاز حساس ومعقد مثل الـ"شاباك"، وينظر إليه على أنه شخصية حادة في مواقفه ولا يتقبل التعقيد، خصوصاً أنه تبنى خلال الحرب مواقف علنية متشددة فضَّل فيها هزيمة "حماس" على إبرام صفقة تبادل أسرى، كما أنه يحمل توجهات أيديولوجية واضحة ترتبط بالتيار الديني القومي، ويعيش وفق فتاوى دينية صادرة عن حاخامه من دون إبداء مرونة أو شكوك. ووفقاً للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل فإن تعيين زيني جاء لتصعيد الأزمة ضد المحكمة العليا والمستشارة القانونية وتهدئة قاعدته اليمينية، مشككاً في قدرته على إخراج جهاز الـ"شاباك" من "أزمته العميقة"، كما أشار هرئيل إلى أن خلفية زيني الأيديولوجية وارتباطه بالتيار الديني القومي تعزز المخاوف من استغلال منصبه لأغراض سياسية، مثل التأثير في العملية الانتخابية، أو التغاضي عن العنف اليهودي. في حين اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور أن هذا التعيين يشير إلى تحول خطر في وظيفة الـ"شاباك" من جهاز أمني مستقل إلى أداة في يد رئيس الحكومة. من جانبها رأت الكاتبة الإسرائيلية سيما كدمون أن تعيين زيني الذي جاء مفاجئاً ومخالفاً لتعليمات المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا، التي أوصت بعدم المضي في أية خطوة تتعلق بتعيين رئيس جديد للجهاز الأمني إلى حين صدور حكم من المحكمة العليا في شأن شرعية إقالة بار، يعمق الانقسام داخل المؤسستين الأمنية والقضائية، ويقوض ثقة الجمهور، ويهدد أسس "الحكم الديمقراطي" في إسرائيل. وأعلنت منظمة "الحركة من أجل جودة الحكومة في إسرائيل" غير الحكومية عن نيتها تقديم دعوى قضائية ضد "هذا التعيين الباطل"، واعتبرت أن تعيين زيني جاء بدوافع سياسية، في حين يرى معارضون أن زيني قد يكون أداة طيِّعة في يد نتنياهو، وسيستخدم لمواجهة المؤسسة الأمنية والعسكرية وتقويض استقلاليتها، إلى جانب خدمته لأجندة اليمين المتطرف والتيارات اليهودية المتدينة. وحذر رئيس جامعة "تل أبيب" أرييل بورات من أن تعيين زيني رئيساً لجهاز الأمن العام (الشاباك) سيؤدي إلى حرب أهلية، مؤكداً في رسالة بعثها لزيني أن عديداً من رؤساء الاقتصاد حذروا من انهيار الاقتصاد الإسرائيلي في حال الوصول إلى عصيان المحكمة العليا، خصوصاً مع كثرة الترجيحات التي تشير إلى أن اختيار زيني قد يكون مدفوعاً بولائه المحتمل لنتنياهو. مصلحة أمنية وسط هذه الخشية المتصاعدة من تسييس الجهاز لمصلحة حاجات نتنياهو الشخصية، بخاصة أن جهاز "الشاباك" يقود تحقيقاً بخصوص علاقات مالية مزعومة بين دولة قطر ومسؤولين في مكتبه، أوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحذيرات مصادر أمنية إسرائيلية من احتمال استخدام رئيس الحكومة الـ"شاباك" لتوفير غطاء أمني يمكنه من تأجيل مثوله أمام المحكمة بتهم فساد، كوجود تهديد على حياته في حال حضر للمحكمة، فيما أكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن تعيين زيني لرئاسة الـ"شاباك" من دون علم قيادة الجيش يشكل انتهاكاً صريحاً للأعراف العسكرية. ويعتبر مسؤولون حكوميون أن تعيين زيني هو "الخطوة الأكثر تحدياً واستفزازاً" التي أقدم عليها نتنياهو منذ اندلاع الحرب، وسط مخاوف من أن تتبعها خطوات تصعيدية أخرى. في المقابل أكد بيان لمكتب رئيس الحكومة أن تعيين رئيس دائم لجهاز الـ"شاباك" مصلحة أمنية عليا، وأن هذا التعيين سيعرض على لجنة تعيين كبار المسؤولين، مشدداً على أن "رئيس الحكومة مسؤول عن أمن الدولة، لا سيما في وقت حرب متعددة الجبهات"، وأن "تعيين زيني سيتم وفقاً للقانون". وأشار البيان أن "لا تأثير معيناً لرئيس الـ(شاباك) على التحقيقات التي تُدار من قبل الجهاز وشرطة إسرائيل، وتخضع لمرافقة وإشراف المستشارة القضائية للحكومة".

تحقيق استخباري حول مكالمات أفزعت الإسرائيليين
تحقيق استخباري حول مكالمات أفزعت الإسرائيليين

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

تحقيق استخباري حول مكالمات أفزعت الإسرائيليين

بدأ مركز «السايبر»، المعنيّ بالتقنيات في رئاسة الوزراء الإسرائيلية، بدء تحقيق استخباري، في أعقاب حالة الذعر التي سادت بين ألوف الإسرائيليين، على أثر تلقّيهم مكالمات هاتفية من أرقام مجهولة تتضمن تسجيلات لمحتجَزين يصرخون بفزع ويستغيثون باللغة العبرية. وطلب المركز من الإسرائيليين الامتناع عن الرد على الرسائل وإهمالها، بعد تلقّي مكالمات هاتفية من أرقام شبيهة بالهواتف الإسرائيلية. وكان مَن تلقّوا المكالمات، التي بدأت يوم الجمعة، قد سمعوا أصوات استغاثة بالعبرية وصفارات إنذار، ودويّ انفجارات قوية، في الخلفية. بينما تلقّى مَن تجاهل المكالمة الأولى «اتصالاً آخر بعد ساعتين»، وفق ما روت شاهدة عيان ممن يعملون في المخابرات الإسرائيلية، لوسائل إعلام عبرية. أما مَن تجاهل المكالمة بتاتاً، فقد تلقّى رسالة مسجلة بالمحتوى نفسه. ووفقاً للمصادر الأمنية، فإنه في أحد التسجيلات سُمع صوت مقطع من فيديو كانت «كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة «حماس»)»، في العاشر من الشهر الحالي، أظهر المحتجَز الإسرائيلي لدى الحركة يوسف حايم أوحانا، وإلى جانبه المحتجَز القنا بوحبوط. وفي التسجيل راح أوحانا يقول إن بوحبوط حاول الانتحار بسبب إحباطه، وأنه أيضاً سيمتنع عن الطعام لأنه يائس، وراح يصرخ ويشتم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزراءه، الذين يهملونهما وبقية المحتجَزين. ورجّحت أجهزة أمن إسرائيلية أن تكون «حماس» هي التي تقف وراء هذه الاتصالات، في إطار حملتها وحربها النفسية. لكن وسائل إعلام عبرية لم تستبعد أن تكون هذه المكالمات جزءاً من حملة تخوضها عائلات المحتجَزين أو إحدى الحركات التي تُناصرها في معركتها ضد الحكومة، وفي سبيل إبرام صفقة مع «حماس». لكن هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين نفت، في بيان لها، بشكل قاطع أن تكون هي مَن تقف وراء هذه المكالمات المجهولة، مشيرة إلى أن بعض أفرادها أنفسهم تلقّوا هذه المكالمات. وحذّرت الهيئة من أن يكون توجيه الاتهامات لها محاولة للمساس بها، وجدّدت تأكيدها أن الإسرائيليين يؤيدون عودة جميع المختطَفين والمختطَفات ضمن صفقة واحدة، ولو على حساب إنهاء الحرب.

رئيس الأركان الإسرائيلي: حرب غزة ليست بلا نهاية وسنعمل على تقصير مدتها
رئيس الأركان الإسرائيلي: حرب غزة ليست بلا نهاية وسنعمل على تقصير مدتها

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

رئيس الأركان الإسرائيلي: حرب غزة ليست بلا نهاية وسنعمل على تقصير مدتها

نقل موقع «واي نت» الإخباري عن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قوله، اليوم الأحد، إن حرب غزة ليست بلا نهاية، وسنعمل على تقصير مدتها بما يحقق أهدافها. وقال الموقع إن هاليفي قام بجولة ميدانية في خان يونس بجنوب قطاع غزة، وقال، لمجموعة من الجنود: «نكثف عملياتنا وفقاً للخطة المرسومة، سنستخدم جميع الأدوات لإعادة الرهائن إلى ديارهم، وهزيمة (حماس) وتفكيك حكمها». وأضاف هاليفي: «هذه ليست حرباً بلا نهاية، سنعمل على تقصير مدتها مع تحقيق أهدافها، نريد أن نكون حاسمين، وسنفعل ذلك بعزمٍ ودقة، مع الحفاظ على حماية القوات».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store