
ضعف الدعم الحكومي يهدد هيران: 'ماكويسلي' تقاتل وحدها في وجه حركة الشباب
كتبت : د.هيام الإبس
تواجه ميليشيا عشيرة هاوادلي المعروفة محليا باسم 'ماكويسلي' ضغوطاً متزايدة في منطقة هيران وسط الصومال، مع تصاعد هجمات حركة الشباب وتراجع الدعم العسكري الفيدرالي، وفقا لما أعلنه مسؤولون محليون وسكان يوم الأربعاء.
حرب بلا دعم
الميليشيا العشائرية، التي شكلها أفراد من عشيرة هاوادلي، لعبت دوراً رئيسياً في العمليات العسكرية ضد مسلحي حركة الشباب، خاصة في المناطق الريفية المحيطة بمدينة بلدوين، وتمكنت بدعم من القوات الحكومية سابقاً من طرد المتشددين من عدة مواقع استراتيجية.
لكن الانسحاب المفاجئ للقوات الفيدرالية من بعض المناطق الحيوية، لا سيما من منطقة آدان يابال في شبيلي الوسطى، خلق فراغاً أمنياً خطيراً ، ما أتاح لحركة الشباب إعادة تنظيم صفوفها واستهداف مناطق كانت قد خرجت عن سيطرتها سابقاً.
يقول أحد المحللين الأمنيين، 'إذا سقطت آدان يابال مجدداً ، فإن الرابط الاستراتيجي بين هيران وشبيلي الوسطى سيكون مهدداً بشكل خطير'.
خط المواجهة دون غطاء
أصبحت ميليشيا ماكويسلي، التي لا تمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة، تواجه حركة الشباب وحدها على خطوط القتال، في ظل غياب واضح للدعم اللوجستي والعملياتي من الحكومة المركزية.
وقال مسؤول محلي من بلدوين:'هؤلاء الرجال يخاطرون بحياتهم دفاعاً عن أرضهم، لكن الحكومة تتراجع عن التزاماتها، ما يحصل الآن تهديد مباشر لكل ما تحقق في العام الماضي'.
ويعكس هذا التراجع نقطة ضعف مزمنة في استراتيجية مكافحة التمرد في الصومال، التي غالباً ما تعتمد على الميليشيات المحلية لفرض الاستقرار في المناطق التي يغيب فيها نفوذ الدولة.
تحذيرات من انتكاسة أمنية
تزايدت نداءات المجتمع المحلي للحكومة الصومالية لإعادة تقييم موقفها الأمني في المنطقة، مع دعوات عاجلة لتقديم الدعم المالي واللوجستي والعسكري لمقاتلي ماكويسلي، حتى لا تنهار الجبهة تماماً.
وحذر قادة محليون من أن استمرار تراجع الدعم قد يؤدي إلى عودة حركة الشباب للسيطرة على مناطق سبق وأن تم تحريرها، ما يشكل انتكاسة كبيرة للجهود الأمنية في وسط البلاد.
اختبار حاسم لمستقبل الاستقرار
ويحذر مراقبون من أن الوضع الحالي يعكس هشاشة نموذج 'الاعتماد على المجتمعات المحلية' في مواجهة الجماعات المسلحة، حيث لا يمكن للميليشيات، مهما كانت شجاعتها، أن تصمد طويلاً أمام تنظيم مسلح ومجهز مثل حركة الشباب دون غطاء مؤسسي ودعم منظم.
ويظل مصير منطقة هيران وشبيلي الوسطى رهيناً بمدى تجاوب الحكومة الصومالية مع هذا التحدي، فإما أن تستعيد زمام المبادرة، أو تفسح المجال لعودة الفوضى مجدداً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وضوح
منذ يوم واحد
- وضوح
مجلس الشيوخ الكونغولى يرفع الحصانة عن الرئيس السابق جوزيف كابيلا
كتبت : د.هيام الإبس صوت مجلس الشيوخ في جمهورية الكونغو الديمقراطية بأغلبية ساحقة لصالح رفع الحصانة عن الرئيس السابق جوزيف كابيلا، وذلك في إطار تحقيق حول صلته المزعومة بحركة '23 مارس' المتمردة. وأشارت تقارير صحفية ، إلى أن كابيلا مطلوب في جمهورية الكونغو الديمقراطية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك دعم التمرد في شرق البلاد ولعب دور في مذبحة المدنيين، كما تحركت السلطات الكونغولية لتعليق عمل حزبه السياسي ومصادرة أصول قادته. وفقاً لـ' موقع 'زون بورس' وكان الرئيس السابق كابيلا، الذي ينفي أي صلة له بحركة '23 مارس'، قد غادر السلطة في عام 2018 بعد ما يقرب من 20 عامًا في السلطة، وغادر جمهورية الكونغو الديمقراطية في نهاية عام 2023 ويقيم منذ ذلك الحين بشكل أساسي في جنوب إفريقيا. واتخذ مجلس الشيوخ قراره بالاقتراع السري، بأغلبية 88 صوتاً مقابل 5 أصوات ضد رفع الحصانة عنه. من جهة أخرى ، اعتبرت منظمة 'مراسلون بلا حدود' أن الوضع الأمنى المتدهور فى جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ بداية عام 2025، أجبر عدداً من الصحفيين على الفرار من مناطقهم بسبب نشاطهم المهنى. وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن الصحفيين فى أنحاء العالم، إنها تكثف جهودها لتلبية احتياجات الصحفيين الذين أُجبروا على الفرار من مناطقهم بسبب عملهم الإعلامى. وأضافت أنها تمكنت من دعم نحو 40 صحفياً كانوا مهددين، ودعت جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية الصحفيين فى ظل الصراع المسلح فى البلاد. وسجلت المنظمة، أن حوالى 50 هجوماً استهدف صحفيين ومقار إعلامية فى منطقة شمال كيفو منذ يناير عام 2024. وأفادت بأن التهديدات والاعتداءات الجسدية والاختطافات ونهب مقرات وسائل الإعلام اضطرت عدداً كبيراً من الصحفيين إلى مغادرة مناطق سكنهم. وأكدت المنظمة أن مكتب المساعدة فى 'مراسلون بلا حدود' تلقى منذ بداية 2025 'عشرات طلبات الدعم من صحفيين كونغوليين غادروا بشكل طارئ مناطق المعارك شرق البلاد'، وسط تبادل للعنف بين جماعة إم-23 المسلحة والجيش الوطنى. واستجابت المنظمة، وفق ما ذكرت، لـ40 من هذه الطلبات، وقدمت مساعدات مباشرة للصحفيين المستهدفين بسبب عملهم الإعلامى بمبلغ إجمالى قدره 47 ألف يورو، لتغطية تكاليف إعادة التوطين الطارئ وتأمين الحماية. كما تم إعادة توطين 32 صحفياً داخل البلاد فى مناطق أقل خطورة، بينما لجأ 8 إلى دول مجاورة، إذ كان معظمهم يعملون فى إذاعات مجتمعية تعمل على إيصال المعلومات للسكان المحليين خاصة فى فترات النزاع. ووفق 'مراسلون بلا حدود' فإن هذه الإذاعات أضحت هدفاً للجماعات المسلحة، إذ تم نهب وإغلاق 26 إذاعة مجتمعية فى شمال كيفو، منها 10 إذاعات تعرّضت لهجمات مباشرة من قبل 'جماعة إم-23″، حسب المنظمة ذاتها. يذكر أن جمهورية الكونغو الديمقراطية فقدت 10 مراتب فى تصنيف حرية الصحافة العالمى لعام 2025 الذى تصدره منظمة 'مراسلون بلا حدود'، إذ احتلت المرتبة 133 من أصل 180 دولة.


وضوح
منذ 3 أيام
- وضوح
ضعف الدعم الحكومي يهدد هيران: 'ماكويسلي' تقاتل وحدها في وجه حركة الشباب
كتبت : د.هيام الإبس تواجه ميليشيا عشيرة هاوادلي المعروفة محليا باسم 'ماكويسلي' ضغوطاً متزايدة في منطقة هيران وسط الصومال، مع تصاعد هجمات حركة الشباب وتراجع الدعم العسكري الفيدرالي، وفقا لما أعلنه مسؤولون محليون وسكان يوم الأربعاء. حرب بلا دعم الميليشيا العشائرية، التي شكلها أفراد من عشيرة هاوادلي، لعبت دوراً رئيسياً في العمليات العسكرية ضد مسلحي حركة الشباب، خاصة في المناطق الريفية المحيطة بمدينة بلدوين، وتمكنت بدعم من القوات الحكومية سابقاً من طرد المتشددين من عدة مواقع استراتيجية. لكن الانسحاب المفاجئ للقوات الفيدرالية من بعض المناطق الحيوية، لا سيما من منطقة آدان يابال في شبيلي الوسطى، خلق فراغاً أمنياً خطيراً ، ما أتاح لحركة الشباب إعادة تنظيم صفوفها واستهداف مناطق كانت قد خرجت عن سيطرتها سابقاً. يقول أحد المحللين الأمنيين، 'إذا سقطت آدان يابال مجدداً ، فإن الرابط الاستراتيجي بين هيران وشبيلي الوسطى سيكون مهدداً بشكل خطير'. خط المواجهة دون غطاء أصبحت ميليشيا ماكويسلي، التي لا تمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة، تواجه حركة الشباب وحدها على خطوط القتال، في ظل غياب واضح للدعم اللوجستي والعملياتي من الحكومة المركزية. وقال مسؤول محلي من بلدوين:'هؤلاء الرجال يخاطرون بحياتهم دفاعاً عن أرضهم، لكن الحكومة تتراجع عن التزاماتها، ما يحصل الآن تهديد مباشر لكل ما تحقق في العام الماضي'. ويعكس هذا التراجع نقطة ضعف مزمنة في استراتيجية مكافحة التمرد في الصومال، التي غالباً ما تعتمد على الميليشيات المحلية لفرض الاستقرار في المناطق التي يغيب فيها نفوذ الدولة. تحذيرات من انتكاسة أمنية تزايدت نداءات المجتمع المحلي للحكومة الصومالية لإعادة تقييم موقفها الأمني في المنطقة، مع دعوات عاجلة لتقديم الدعم المالي واللوجستي والعسكري لمقاتلي ماكويسلي، حتى لا تنهار الجبهة تماماً. وحذر قادة محليون من أن استمرار تراجع الدعم قد يؤدي إلى عودة حركة الشباب للسيطرة على مناطق سبق وأن تم تحريرها، ما يشكل انتكاسة كبيرة للجهود الأمنية في وسط البلاد. اختبار حاسم لمستقبل الاستقرار ويحذر مراقبون من أن الوضع الحالي يعكس هشاشة نموذج 'الاعتماد على المجتمعات المحلية' في مواجهة الجماعات المسلحة، حيث لا يمكن للميليشيات، مهما كانت شجاعتها، أن تصمد طويلاً أمام تنظيم مسلح ومجهز مثل حركة الشباب دون غطاء مؤسسي ودعم منظم. ويظل مصير منطقة هيران وشبيلي الوسطى رهيناً بمدى تجاوب الحكومة الصومالية مع هذا التحدي، فإما أن تستعيد زمام المبادرة، أو تفسح المجال لعودة الفوضى مجدداً.


وضوح
منذ 4 أيام
- وضوح
فجر جديد يلوح في الأفق: الخرطوم تستعد للاحتفال بتحريرها
السودان يشارك في الحوار البرازيلي الأفريقي حول الأمن الغذائي كتبت : د.هيام الإبس استعاد الجيش السوداني، السيطرة على منطقة 'المثلث' الاستراتيجية الواقعة في الريف الجنوبي لأم درمان، وذلك بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع. وأعلن الجيش السودانى في بيان، اليوم الثلاثاء، اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم من أي وجود لعناصر مليشيا الدعم السريع، مجدداً عهده مع الشعب بمواصلة جهوده حتى تطهير آخر شبر من البلاد من كل متمرد وخائن وعميل. تأتي هذه التطورات في أعقاب سلسلة من الهجمات 'الانتقامية' التي شنتها قوات الدعم السريع المنسحبة من الخرطوم على قرى الريف الجنوبي، مما أجبر السكان على النزوح القسري بعد شهر من الاستهداف المتواصل. وأشار الجيش السودانى إلى أن قواته سيطرت على مسيرات تابعة لقوات الدعم السريع بمنطقة الصالحة جنوب مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم. وأفادت مصادر عسكرية، أن منطقة 'المثلث' تعد نقطة محورية تربط بين شرق وغرب الخرطوم، كما أضافت المصادر أن 'لواء النخبة' التابع لجهاز المخابرات العامة أحكم سيطرته على مناطق 'إيد الحد'، 'المقداب'، و'الشيخ البشير'، مؤكدةً استمرار التقدم لتطهير جميع قرى الجموعية. وقد شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بالقرب من معسكر الدعم السريع جنوب مدينة الصالحة. وأوضح وزير الإعلام السودانى، خالد الإعيسر أن الجيش والقوات المساندة له دحروا الدعم السريع في وسط البلاد وقريباً سيتجهون لتحرير كامل كردفان ودارفور. من جهة اخرى ، انطلقت بالعاصمة البرازيلية برازيليا فعالية الحوار الثاني بين البرازيل وأفريقيا بشأن الأمن الغذائي ومكافحة الجوع والتنمية الريفية بحضور 44 دولة أفريقية على مستوى وزراء الزراعة وذلك في مستهل تدشين أعمال التحالف العالمي ضد الجوع والفقر. وخاطب الجلسة الافتتاحية الرئيس البرازيلي لولا دا سلفا مشيراً إلى أن الحوار يهدف إلى تبادل التجارب والخبرات وزيادة الوعي ومواجهة الحقائق بوجود نحو 730 مليون شخص يعانون من الجوع في العالم بينما أنفق العالم 2.4 ترليون دولار على شراء الأسلحة لزيادة حدة الصراعات في مختلف انحاء الكرة الأرضية. مضيفاً بأن البرازيل لديها دين تاريخي مع أفريقيا لا يمكن الدفع نقداً ولكن يمكن تقاسمه بتقديم الدعم الفني ونقل التكنلوجيا لزيادة الإنتاج. مشيراً إلى أن الارث الإستعماري هدف إلى تعطيل القدرات الأفريقية ومنعها من استغلال مواردها. يذكر أن وفد السودان ترأسه السفير د. أحمد التجاني سوار القائم بالأعمال الذي أكد أن السودان يشهد مرحلة تعافي وسوف يسهم في دعم الأمن الغذائي العالمي بما يمتلكه من من إمكانيات زراعية وموقع استراتيجي مؤثر في الحركة التجارية