logo
حرب جديدة ستندلع؟ هذه خطة إسرائيل ضد إيران

حرب جديدة ستندلع؟ هذه خطة إسرائيل ضد إيران

بيروت نيوزمنذ 16 ساعات
نشر مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية (JCPA) تقريراً تحدث فيه عن أن إسرائيل تُعِدّ استراتيجيةً تنفيذيةً للقضاء على التهديد الإيراني.
]]>
وذكر التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إن الحرب بين إيران وإسرائيل لم تنته بعد، إذ تواصل إيران جهودها لتخصيب اليورانيوم وإعادة بناء برنامجها الصاروخي الباليستي، وأضاف: 'بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تعمل إسرائيل على صياغة استراتيجية ردع جديدة من خلال تنفيذ عمليات جوية وسرية داخل الأراضي الإيرانية لمنع طهران من استعادة قدراتها على تخصيب اليورانيوم والبنية الأساسية للصواريخ'.
وتابع: 'يقدر مسؤولون أميركيون كبار أن إيران مهتمة باستئناف المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، على الرغم من الضربات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة على منشآتها النووية. وفي الواقع، ينبع هذا الاهتمام في المقام الأول من الضغوط الاقتصادية الشديدة والرغبة في رفع العقوبات الغربية المشددة المفروضة على البلاد'.
وذكر التقرير أنَّ السياسة الأميركية تهدف إلى ضمان التزام إيران بعدم استئناف تخصيب اليورانيوم وإزالة مخزونها من اليورانيوم المخصب من البلاد كجزء من اتفاق سياسي مستقبلي، وأردف: 'كذلك، تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تصوير أي اتفاق بعد الحرب على أنه استسلام إيراني غير مشروط. ومع ذلك، تؤكد السلطات الإيرانية، حتى بعد الضربة الأخيرة على بنيتها التحتية النووية، عزمها على مواصلة أنشطة التخصيب داخل حدود إيران'.
ووفقاً للتقرير، يخشى الإيرانيون من أن يُنظر إلى أي تنازل في هذه المرحلة على أنه علامة ضعف، مما يشجع الولايات المتحدة وإسرائيل على إصدار المزيد من المطالب مثل فرض قيود على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وأضاف: 'بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن واجتماعاته مع كبار المسؤولين الأميركيين، يبدو أن المناقشات تناولت أيضاً إمكانية توجيه ضربة جديدة لإيران في حال فشل المفاوضات مرة أخرى'.
وأكمل: 'تشير مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى إلى أن عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض أحدثت تحولاً جذرياً في التوازن الإقليمي. وحتى وقت قريب، كانت إيران تعمل في ظل إفلات شبه كامل من العقاب في ما يتصل ببرامجها النووية والصاروخية'.
ويقول التقرير أيضاً إنَّ 'النظام الإيراني يمرّ بأزمة'، مشيراً إلى أنَّ المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يشعر الآن بأنه أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، وأضاف: لقد فقدت إيران أنظمة دفاعها الجوي الاستراتيجية، وهيمنت المقاتلات الإسرائيلية على أجواء البلاد لأول مرة منذ عقود، وتدفع البلاد ثمنًا باهظًا لطموحها في الهيمنة على الشرق الأوسط'.
واستكمل: 'لقد تغيرت قواعد اللعبة وهي على وشك التحول بشكل أكبر. وبحسب مسؤولين أمنيين، تستعد إسرائيل لتطبيق مبدأ الحرب بين الحروب على إيران مباشرة، وتتضمن هذه الاستراتيجية توجيه ضربات محددة على الأراضي الإيرانية ضد الأصول النووية والصاروخية الباليستية كلما حاولت إيران استعادة البنية التحتية المتضررة'.
ورأى التقرير أنَّ 'تجدد التصعيد احتمالٌ وارد، إذ تعتقد كلٌّ من الولايات المتحدة وإسرائيل أن أي تخفيف للضغط العسكري أو السياسي على إيران سيُفسَّر على أنه ضعف'، وأضاف: 'وتماشياً مع هذا الرأي، فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ إضافية على إيران الأسبوع الماضي. أما إسرائيل فتتبنى موقفاً متشدداً، وتحثّ على استمرار الضغط العسكري على إيران لإرساء رادعٍ دائم'.
واستكمل: 'تشير التقييمات الإسرائيلية إلى أنه طالما بقي خامنئي في السلطة، فإن الصراع مع إيران سيطول ولن يُحسم بضربة حاسمة واحدة. لذلك، تُفضل إسرائيل تطبيق استراتيجية الحرب بين الحروب باستخدام سلسلة من الغارات الجوية أو عمليات سرية للموساد لتأخير أو تعطيل الطموحات النووية والصاروخية الإيرانية من دون إشعال حرب شاملة. مع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية ليست خالية من المخاطر، فتطبيق مبدأ جزّ العشب على إيران قد يؤدي إلى دورات من التصعيد المتبادل'.
وتابع: 'تتمثل الاستراتيجية الإسرائيلية المتطورة في إضعاف قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية بشكل منهجي على المدى الطويل، والهدف هو إجبار طهران على إعادة النظر في جدوى وتكلفة إحياء برنامجها النووي'.
وأردف: 'إن عقيدة الدفاع الإسرائيلية ترتكز الآن على الاعتقاد بأنها لن تحقق أهدافها الدنيا من دون موقف جريء وهجومي مصمم لردع طهران عن مواصلة سعيها إلى امتلاك القدرات النووية والصاروخية. ومن وجهة نظر إيران، فإن إنهاء الحرب مع الحفاظ على التماسك السياسي والاجتماعي، والحفاظ على البنية الأساسية الحيوية لبرامجها الاستراتيجية طويلة الأجل ــ إلى جانب فشل إسرائيل في إخضاع أو تقييد أفعالها ــ يعني أن إيران لم تُهزم'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا حذّرت واشنطن من "داعش" في السويداء؟
لماذا حذّرت واشنطن من "داعش" في السويداء؟

النهار

timeمنذ 43 دقائق

  • النهار

لماذا حذّرت واشنطن من "داعش" في السويداء؟

دمشق - "النهار" في موقف أميركي يحمل نبرة مختلفة منذ لقاء الرئيس دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في أيار/مايو الماضي، كتب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تغريدة على منصة "إكس": "إذا أرادت السلطات في دمشق الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وسلمية وخالية من 'داعش' والسيطرة الإيرانية، فعليها أن تستخدم قواتها الأمنية لمنع 'داعش' والجهاديين العنيفين من دخول السويداء وارتكاب المجازر". هذا التحذير الواضح من احتمال تسلل عناصر "داعش" أو جهاديين آخرين إلى المنطقة لارتكاب مجازر، يدلّ على أن واشنطن إما تخشى استغلال الإرهابيين لحالة الفوضى التي ترافق "النفير العشائري"، أو تعتبر أن أي تحرّك مسلح غير نظامي يمثّل فرصة سانحة للتنظيمات المتطرفة لتنفيذ هجمات تستهدف الأقليات، مما يتطلب تدخلاً من الدولة لسدّ هذه الثغرات. وفي حادثة موثّقة، نشر أحد عناصر "داعش" مقطع فيديو يظهر إحراقه مبنى كبيراً في أرض زراعية بريف السويداء، وقال المعرّف الذي نشره: "الذئاب المنفردة مستغلةً الفوضى تصول وتجول في قرى السويداء، تنكّل وتأسر وتقتل وتحرق". وقد سُجّلت في السويداء جرائم فظيعة لا تُرتكب عادةً إلا على يد "داعش"، مثل ذبح مدنيين من أعناقهم، وهي أساليب أصبحت "علامة" خاصة بالتنظيم. ورصدت "النهار" مقطع فيديو يُظهر ذبح شاب يافع من أبناء السويداء بطريقة وحشية، فيما أظهرت مقاطع أخرى عناصر يفترض انتماؤها للعشائر وهي تحمل سكاكين حادة. وكان لـ"داعش" خلال سنوات الحرب السورية، وخصوصاً بين 2013 و2018، علاقات قوية مع العديد من عشائر شرق سوريا، بل إن كثيراً منها بايع التنظيم رسمياً، وشكّل جزءاً من قواته قبل أن يُهزم في معركة الباغوز في ربيع 2019، وتبدأ عملية انسحاب جماعي لأبناء العشائر من صفوفه. غير أن هذا الانسحاب لا يمكن تقييمه بسهولة: فهل هو تخلٍّ فعلي عن فكر "داعش"، أم مجرّد انسحاب تكتيكي بدافع النجاة؟ وخلال السنوات التي أعقبت الهزيمة، أُفرج عن مئات من أفراد التنظيم المعتقلين في سجون "قوات سوريا الديموقراطية" بوساطات عشائرية، مما يُبقي احتمال عودة بعضهم إلى النشاط تحت غطاء عشائري واردة بقوة. ويُرجَّح أن يكون "داعش"، الذي سبق له تكفير حكومة الشرع صراحة، قد قرر مواجهة هذه الحكومة بطرق جديدة، بينها استغلال الفوضى والنفير الشعبي لارتكاب مجازر تُحرج الحكومة أمام المجتمع الدولي. المفارقة أن وزارة الداخلية لا تزال تتعامل مع تنظيم "سرايا أنصار السنة" باعتباره تنظيماً وهمياً، رغم تبنّيه تفجير كنيسة الدويلعة وحريق قسطل معاف في ريف اللاذقية. وأشارت الوزارة إلى أن "أنصار السنة" قد يكون مجرد غطاء لـ"داعش"، متهمة الأخير بالوقوف وراء تفجير الكنيسة. وفي 15 تموز/ يوليو الجاري، أي قبل يوم فقط من إعلان "الفزعة العشائرية"، أصدر تنظيم "سرايا أنصار السنة" بياناً قال فيه: "ما فعله مجاهدونا قبل أشهرٍ من قتلٍ وتنكيلٍ وتشريدٍ في صفوف الطائفة النصيرية، سنعيده – بإذن الله – في الأيام القادمة في ديار الكافرين من أصحاب الديانة الدرزية في أرض السويداء"، ووقّع البيان أبو عائشة الشامي، القائد العام للتنظيم. ورغم وضوح هذا التهديد، لم تتخذ وزارة الداخلية أي إجراء وقائي، ولم تلتفت إلى أنّ "داعش" ربما يكون مصدره.

طوفان الخرائط بين لبنان وسوريا... هندسة بالدمّ بدل الحبر
طوفان الخرائط بين لبنان وسوريا... هندسة بالدمّ بدل الحبر

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

طوفان الخرائط بين لبنان وسوريا... هندسة بالدمّ بدل الحبر

تحولّت التسريبات الصحافية، تحت مسمّى "مصادر" وتصريحات عشوائية، وربما يكون بعضها لملء "الهواء"، إلى أكثر من مادّة للتجاذب... إلى هاجس حول مصير فرضته التطورات الأخيرة في سوريا ولبنان وغزة تحديداً. فحين يخرج أحدهم ليذكّرنا بشرق أوسط "جديد" لم نتنه من فهم قديمه وتخطّي مشكلاته، فإن هذا يعني أن عقلية "سايكس - بيكو" وهندسة خرائط الدول على مقاس المصالح ما زالت تتحكم بمفاصل يومياتنا. في التعريف العام والواضح لهذا المصطلح، الذي كانت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس أول من استخدمه خلال حرب تموز/يوليو 2006، واستخدمته إسرائيل والولايات المتحدة لاحقاً وما تزالان، فإن هذا الشرق سيُعاد فيه ترسيم الحدود والنفوذ والتحالفات وفرض شروط جديدة، وسيكون فيه لإسرائيل كالمعتاد اليد العليا. توم برّاك وبلاد الشام والحدود الوهمية في مجرى "الشرق الأوسط الجديد"، تصبّ تصريحات حملت أكثر من دلالة: حذّر المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص توم برّاك من سيطرة قوى إقليمية على لبنان إن لم تنجح حكومته في التغلب على إشكالية سلاح حزب الله، قائلاً لصحيفة "ذا ناشيونال" إنّ لبنان قد يواجه تهديداً وجودياً: "إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرّك لبنان فسيعود إلى بلاد الشام من جديد. فالسوريون يقولون لبنان منتجعنا الساحلي". سبق موقف برّاك هذا قوله إن الغرب فرض قبل قرن من الزمان خرائط وانتدابات وحدوداً مرسومة بالحبر، وإن اتفاقية "سايكس بيكو" قسمت سوريا والمنطقة لأهداف استعمارية وليس من أجل السلام، معبراً عن إيمانه بأن ذلك التقسيم كان خطأ مكلفاً دفعت ثمنه أجيال بأكملها، ولن يتكرّر مرة أخرى؛ وأن زمن التدخل الغربي انتهى والمستقبل سيكون لحلول تنبع من داخل المنطقة، عبر الشراكات القائمة على الاحترام المتبادل. دخل برّاك بتصريح من هنا، وبمنشور على إكس من هناك، عمق لبنان وسوريا، بتهديدات غير معلنة تلمّح إلى احتمال رسم خرائط جديدة للمنطقة بالدمّ أو الحبر أو بالتفاهمات... لا يهمّ، فالمهمّ أنه تحدّث بلسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض تحت شعار "Let's make a deal"... وإلّا! ولو كنا لا نعرف برّاك، والمهمة التي يجوب المنطقة من أجلها، لما انتابنا الشكّ بشأن تزامن تصريحاته مع تقارير إسرائيلية لم يؤكدها أي موقف رسمي سوري ولم ينفها، تدّعي بأنّ هناك سيناريوين مطروحين حالياً للتسوية السياسية المقبولة بين إسرائيل وسوريا: السيناريو 1: تحتفظ إسرائيل بمناطق استراتيجية في مرتفعات الجولان تعادل ثلث أراضيها، وتسلّم ثلثاً لسوريا، وتستأجر الثلث الآخر من سوريا لمدة 25 عاماً. السيناريو 2: تحتفظ إسرائيل بثلثي هضبة الجولان، وتُسلم الثلث إلى سوريا، مع إمكانية تأجيره، على أن يرافق ذلك تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية-السورية، وربما مناطق لبنانية أخرى في شمالي لبنان وسهل البقاع، إلى سوريا. مسألة طرابلس بحسب التبرير الإسرائيلي، تسعى سوريا إلى استعادة السيادة على طرابلس، انطلاقاً من مزاعم تفيد بأنها واحدة من خمس مناطق اقتطعها الانتداب الفرنسي من سوريا لتأسيس لبنان. يجب أيضاً أن تشمل التسوية تسليم طرابلس ومناطق لبنانية أخرى ذات أغلبية سنية إلى سوريا، بشرط السماح لإسرائيل بتمديد خط أنابيب لنقل المياه من الفرات إلى إسرائيل، وذلك في إطار اتفاق مائي يشمل تركيا وسوريا وإسرائيل. وفي تصريح صادم، ذهب الناشط السوري كمال اللبواني أبعد من ذلك، قائلاً: "لبنان ليس دولة ولا نعترف به. وإن جرى أخذ اللاذقية وطرطوس (من منطلق تقسيم سوريا)، فنحن مضطرون لضم طرابلس وصيدا إلى سوريا بالقوّة"، واصفاً لبنان بأنه "كذبة تاريخية وخطأ جغرافي صنعته فرنسا". يقول المؤرخ اللبناني الراحل كمال الصليبي في كتابه "بيت بمنازل كثيرة" إن الحكم العثماني في المنطقة بدأ بعد معركة مرج دابق في 1516، وأدرجت "مملكة طرابلس" السابقة -وكانت تابعة للمماليك– تحت سلطة إيالة دمشق العثمانية، التي أنشئت حديثًا آنذاكِ. وفي عام 1521، تحولت طرابلس موقتًا إلى إيالة مستقلّة، ثم أنشئت إيالة طرابلس رسميًا فى عام 1579، ممتدة على طول الساحل من المنحدرات الجنوبية لجبال الأمانوس، وشملت جبال العلويين والأجزاء الشمالية من جبل لبنان، وصولاً إلى وادى المعاملتين، وشملت -إلى جانب مدينة طرابلس- مدن اللاذقية وجبلة وطرطوس وجيبل، وأحيانًا حمص وحماة، وكانت تتمتع بتنوع سكاني يشمل السنة والعلويين والإسماعيليين والموارنة والأرثوذكس، إلى جانب أقلية يهودية صغيرة. وقد استمر هذا التعيين حتى زمن الإصلاحات العثمانية في 1864، حين تم دمج طرابلس فترة وجيزة في ولاية سوريا المنشأة حديثًا (1864-1888)، ثُم ألحقت بولاية بيروت في عام 1888. وفي عام 1920، ضُمت طرابلس ومنطقتها إلى متصرفية جبل لبنان من ولاية بيروت، وليس من ولاية سوريا، فتأسست دولة لبنان الكبير. لا نعرف علام استند اللبواني أو التقرير الإسرائيلي، لكن التاريخ لا يُروى من وجهات نظر بل من وقائع، ومنها أن لبنان لم يُولد مع الانتداب الفرنسي، كما يظن البعض، بل كان منذ قرون كياناً قائماً في داخل النظام العثماني، يتمتع بخصوصية إدارية وسياسية، وبأنظمة ضريبيّة محليّة وبحكم ذاتي نسبيّ تحت قيادة أمراء، أبرزهم فخر الدين المعني الثاني. هذا الكيان لم يكن هامشياً، بل كان جزءاً فاعلاً من التوازنات الإقليمية داخل السلطنة. أما نشأة الجمهورية اللبنانية الحديثة، فلم تكن نتاج "خطأ استعماري"، بل نتيجة مسار سياسي طويل، خاضته نخب من مختلف الطوائف اللبنانية —من موارنة ودروز وسنة وشيعة— فأثمر نضالهم قيام دولة لبنان الكبير في عام 1920، التي شكّلت بداية تأسيس لبنان الحديث. أول كلام عن تغيير هذه الخريطة أتى من وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر. فبحسب تقارير تسربت من الخارجية الأميركية، خطط كيسنجر لتقسيم الشرق الأوسط في عام 1974، إذ رأى أن الأفضل هو تفتيت الدول الوطنية وإقامة دويلات تمثل الأقليات العرقية والطائفية، مؤمناً بأن التقسيم الرأسي والعمودي يمكّن إسرائيل من التعامل مع دويلات الأقليات بدلاً من كونها الحالة الشاذة الوحيدة، ويسهل بناء علاقات أميركية مع الدويلات الطائفية من موقع اليد العليا. فقد أدرك كيسنجر أن عزل مصر عن الجبهة العربية يُضعف العرب -تحديداً سوريا والأردن، إضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية- في مواجهة إسرائيل، فطبّق ذلك بتفكيك التحالف العربي وتشجيع التفاوض المنفصل، وعزل الدول العربية بعضها عن بعض. وبحسب الوثائق المسربة نفسها، رسم كيسنجر خطة لإعادة توطين المسيحيين اللبنانيين في الغرب للسماح للاجئين الفلسطينيين بالاستقرار في لبنان، وإلغاء ما يسمى "حق العودة". لم يكن كيسنجر وحده من خطط لتقسيم المنطقة. فقد وضع المستشرق برنارد لويس خطة لتفتيت البلدان العربية والإسلامية إلى دويلات عرقية ودينية وطائفية، وإضعاف الوحدة الإسلامية، وتدمير الدول الكبرى في المنطقة، وخلق توازن قوى بين الدول وحتى بين الأديان. كذلك خطط المحلل الإسرائيلي عوديد ينون في عام 1982 لتحويل إسرائيل إلى قوة إمبراطورية إقليمية، بتفكيك جميع الدول العربية إلى دويلات صغيرة، وتقسيم سوريا والعراق على أسس عرقية ودينية. أما الجنرال الأميركي المتقاعد رالف بيترز فنشر في عام 2006 خريطة "الشرق الأوسط الجديد"، بعدما أعاد رسم حدود المنطقة بناءً على الانقسامات العرقية والطائفية، فشملت خريطته دولةً درزية في جبل العرب، ودولة علوية في الساحل السوري، ودولة سنية تترامى أطرافها إلى طرابس اللبنانية التي ستكون معبراً بحرياً للدولة السنية. ديما عبد الكريم - النهار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

استئناف المحادثات النووية بين طهران والقوى الأوروبية ‏الجمعة
استئناف المحادثات النووية بين طهران والقوى الأوروبية ‏الجمعة

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

استئناف المحادثات النووية بين طهران والقوى الأوروبية ‏الجمعة

تعقد إيران محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي مع ألمانيا ‏وفرنسا وبريطانيا الجمعة في اسطنبول، ستكون الأولى منذ ‏هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية في ‏حزيران/يونيو في خضم الحرب بين إسرائيل وطهران.‏ وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل ‏بقائي أنه "استجابة لطلب الدول الأوروبية، وافقت إيران على ‏عقد جولة جديدة من المحادثات مع ممثلي الدول الأوروبية ‏الثلاث الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة"، وفق ما ‏نقل عنه التلفزيون الرسمي، مشيرا إلى أن الاجتماع سيعقد في ‏اسطنبول.‏ وكان مصدر دبلوماسي ألماني أفاد في وقت سابق بأن برلين ‏وباريس ولندن "تواصل العمل بشكل مكثف ضمن مجموعة ‏الدول الأوروبية الثلاث لإيجاد حل دبلوماسي مستدام ويمكن ‏التحقق منه للبرنامج النووي الإيراني"، وتعتزم عقد اجتماع ‏خلال الأسبوع الجاري.‏ وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد على ‏إكس "أظهرت إيران أنها قادرة على إسقاط أي عمل قذر ‏واهم، لكنها مستعدة على الدوام لمقابلة الدبلوماسية الجادة ‏بالمثل بحسن نية".‏ وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تسعى إلى امتلاك ‏قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها ‏النووي لأغراض مدنية.‏ في 13 حزيران/يونيو، بدأت إسرائيل هجوما مباغتا على ‏عدوها الإقليمي اللدود، مستهدفة على وجه الخصوص منشآت ‏عسكرية ونووية رئيسية.‏ ثم في 22 حزيران/يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات ‏على منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو جنوب طهران، ‏وموقعين نوويين في أصفهان ونطنز.‏ وعقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من ‏المفاوضات النووية بوساطة سلطنة عمان قبل أن تشن ‏إسرائيل حربها التي استمرت 12 يوما ضد إيران.‏ لكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى ‏إسرائيل بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات.‏ واجتمعت الدول الأوروبية الثلاث آخر مرة مع إيران في ‏جنيف في 21 حزيران/يونيو، قبل يوم واحد فقط من ‏الضربات الأميركية.‏ لقاء مع بوتين ‏ في الأثناء، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد ‏اجتماعا في الكرملين مع علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري ‏المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.‏ وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن لاريجاني ‏‏"نقل تقييمات للوضع المتصاعد في الشرق الأوسط وبشأن ‏البرنامج النووي الإيراني".‏ وأضاف أن بوتين أعرب عن "مواقف روسيا المعروفة بشأن ‏الطرق التي يمكن من خلالها جعل الوضع مستقرا في المنطقة ‏وحول التسوية السياسية للبرنامج النووي الإيراني".‏ وتقيم موسكو علاقات ودية مع القيادة الإيرانية وتقدّم دعما ‏مهماً لطهران، لكنها لم تدعم شريكتها بقوة خلال الحرب مع ‏إسرائيل حتى بعد انضمام الولايات المتحدة إلى حملة القصف.‏ وندّدت موسكو الأسبوع الماضي بتقرير أورده موقع أكسيوس ‏الأميركي يفيد بأن بوتين حضّ إيران على القبول باتفاق مع ‏واشنطن يمنعها من تخصيب اليورانيوم.‏ آلية الزناد ‏ أبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقا نوويا عام 2015 أطلق ‏عليه اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، فرضت بموجبه ‏قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.‏ لكن مفاعيل الاتفاق باتت بحكم اللاغية اعتبارا من 2018 ‏خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة ‏منه وأعادت فرض عقوبات على إيران.‏ وردّت طهران بعد نحو عام ببدء التراجع تدريجاً عن غالبية ‏التزاماتها بموجبه.‏ وحذّر الأوروبيون من أنه إذا لم تعد إيران إلى المحادثات ‏قريبا، فإنهم سيفعّلون "آلية الزناد" (سناب باك) الواردة في ‏الاتفاق النووي، وتسمح بإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن ‏الدولي على طهران في حال عدم امتثالها لبنود الاتفاق. ‏وتنتهي مهلة تفعيل الآلية في تشرين الأول/أكتوبر.‏ وقال عراقجي بعد اتصال هاتفي مع نظرائه الأوروبيين ‏الجمعة إنه لا يوجد أي "أساس أخلاقي أو قانوني" لإعادة ‏تفعيل العقوبات.‏ والأحد كتب عراقجي على إكس "من خلال أفعالها ‏وتصريحاتها، بما في ذلك تقديم الدعم السياسي والمادي ‏للعدوان العسكري غير المبرر وغير القانوني للنظام ‏الإسرائيلي والولايات المتحدة... تنازلت الدول الأوروبية ‏الثلاث عن دورها بصفتها مشاركة في الاتفاق النووي".‏

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store