
الجزائر لاعب مهم في تأمين غاز أوروبا وسط تحديات
تجاوزت صادرات الغاز الجزائرية للمرة الثانية على التوالي صادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب إلى أوروبا، ومع شحن 92.6 مليون متر مكعب يومياً في فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بـ90.9 مليون في يناير (كانون الثاني) السابق عليه، بزيادة مقدارها 1.9 في المئة في الشهر فإن الجزائر تتحول إلى لاعب رئيس في سوق الغاز الأوروبية.
أكدت الجزائر صعودها في قطاع الغاز لتعزز مكانتها بين الموردين الإستراتيجيين لأوروبا، وسمح هذا الأداء للجزائر بتجاوز روسيا ووضع نفسها كمورد ثانٍ للغاز الطبيعي عبر خط أنابيب إلى الاتحاد الأوروبي، بعد النرويج.
لأعوام سعى الاتحاد الأوروبي إلى تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وأدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو إلى تسريع هذا التحول، مما أدى إلى تفضيل الموردين الأكثر موثوقية، وتمكنت الجزائر، ببنيتها التحتية الفعالة مثل أنبوب الغاز الطبيعي "ترانسميد" الذي يمر إلى إيطاليا عبر تونس و"ميدغاز" عبر إسبانيا، من الاستفادة من هذا الوضع والتحول إلى المزود الثاني لمنطقة اليورو.
وتظل إيطاليا عميل الجزائر الرئيس، إذ تبلغ الإمدادات الجزائرية لروما 62.6 مليون متر مكعب يومياً، بزيادة مقدارها 3.5 في المئة مقارنة بيناير الماضي، وتحافظ إمداداتها إلى إسبانيا على حجم ثابت مقداره 30 مليون متر مكعب يومياً، وتستفيد بلدان أوروبية أخرى مثل فرنسا أيضاً من هذه الزيادة في الصادرات، مما يعزز مكانة الجزائر كلاعب رئيس في سوق الغاز الأوروبية.
وفي سياق تسعى خلاله أوروبا إلى تنويع مصادر إمداداتها من الغاز، تستفيد الجزائر من كثير من المزايا الإستراتيجية، وعلى عكس الغاز الطبيعي المسال، الذي يتطلب بنية تحتية معقدة للتسييل وإعادة التحويل، فإن الغاز الطبيعي المنقول عبر خطوط الأنابيب يوفر كلفة لوجيستية أقل وانتظاماً أفضل لعمليات التسليم، وهذا العامل يمنح الجزائر ميزة كبيرة أمام منافسين مثل روسيا والولايات المتحدة، ومع انخفاض الواردات الأوروبية من الغاز الروسي بسبب التوترات الجيوسياسية، تمكنت الجزائر من وضع نفسها كبديل موثوق وآمن وقريب من الأسواق الاستهلاكية، ويؤكد هذا الاتجاه رغبة أوروبا في تقليل اعتمادها على موسكو في مجال الطاقة وزيادة تعاونها مع الموردين الذين يعتبرون أكثر استقراراً، وتشكل الزيادة في الصادرات الجزائرية جزءاً من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تحسين إنتاج الغاز وتأمين المنافذ الدولية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتستثمر الجزائر بصورة كبيرة في استكشاف وتوسيع قدراتها التصديرية، لا سيما من خلال زيادة قدرات خطوط أنابيب الغاز الحالية وتحسين البنية التحتية للغاز، ومع ذلك، إذا أرادت الحفاظ على مكانتها وتعزيز نفوذها في السوق الأوروبية، فسيتعين عليها مواجهة عدد من التحديات، أبرزها زيادة الاستهلاك المحلي والحاجة إلى تحديث صناعة الطاقة لديها لضمان إنتاج مستقر وتنافسي على المدى الطويل.
زعامة النرويج بلا منازع
وعلى رغم أن الجزائر رسخت مكانتها كركيزة لسوق الغاز الأوروبية، فإنها لا تزال خلف النرويج التي تهيمن على الصادرات والتي هي أكبر مزود لأوروبا بـ137.5 مليون متر مكعب يومياً. وفي فبراير الماضي سجلت الدولة الإسكندنافية زيادة ملحوظة بنسبة 5.3 في المئة، بعد تراجع موقت في يناير بسبب انقطاع الإنتاج.
ومن ناحية أخرى ترى روسيا أن دورها يتضاءل، ومع تصدير 52.5 مليون متر مكعب يومياً، تراجعت موسكو إلى المركز الثالث، خلف الجزائر ثاني مزود للقارة العجوز بكثير، تليها أذربيجان بنحو 28.2 مليون متر مكعب ثم ليبيا بنحو 1.25 مليون متر مكعب.
عقود التوريد وتقلبات السوق
وعلى رغم هذا الصعود فإن الجزائر تواجه تحديات للحفاظ على مكانتها، فمن ناحية، يتعين على البلاد زيادة إنتاجها من الغاز مع تحديث بنيتها التحتية، فالاحتياطات كبيرة وهي 4.5 تريليون متر مكعب، لكنها تتطلب استثمارات كبيرة لتحقيق أقصى قدر من الاستخراج والحفاظ على وتيرة مستدامة.
ويعد تمديد خطوط أنابيب الغاز وصيانة المنشآت أمراً ضرورياً لضمان إمدادات موثوقة، لكن الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف هائلة وتتطلب إدارة صارمة للموارد، وعلاوة على ذلك فإن الطلب المحلي على الغاز يتزايد باستمرار، ولذا وجب تحقيق التوازن بين هذا الطلب المتزايد مع تلبية حاجات التصدير، مما يشكل تحدياً كبيراً للسلطة الجزائرية، وسيتعين على الجزائر أيضاً ضمان استدامة الاتفاقات الطويلة الأجل مع شركائها الأوروبيين، من أجل تأمين عقود توريد مستقرة طويلة الأجل، وإبرام اتفاقات طويلة الأجل مع أوروبا مما يسمح للجزائر بتجنب التقلبات المفرطة في السوق وضمان إيرادات مستقرة.
إذا تمكنت الجزائر من التغلب على هذه التحديات فلن تتمكن من البقاء مورداً رئيساً لأوروبا وحسب، بل يمكنها أيضاً تعزيز مكانتها الرائدة في سوق الغاز العالمية، ومن خلال الاستثمار في بنيتها التحتية وتحديث قطاع الطاقة، تستطيع الجزائر تلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي، مع الإسهام في تحول الطاقة الأوروبية، في وقت تمثل الشراكة بين الجانبين فرصة إستراتيجية، فبينما تؤمن أوروبا إمداداتها من الطاقة، تحرز الجزائر مكانة مميزة في سوق الغاز الطبيعي العالمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ ساعة واحدة
- رواتب السعودية
سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم السبت 26..11..1446
نشر في: 24 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي تباينت أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليوم السبت 26..11..1446؛ في البنك المركزي اليوم، فاستقر سعر الريال مقابل الدولار الأمريكي، وتباينت أسعار بعض العملات الأجنبية الأخرى بشكل طفيف. سعر الدولار مقابل الريال اليوم وجاء سعر الدولار مقابل الريال في البنك المركزي، اليوم السبت 26..11..1446، كالآتي: سعر الدولار الأمريكي مقابل الريال، 3.75 ريال. سعر الجنيه الإسترليني مقابل الريال، 5.06 ريال. سعر الفرنك السويسري مقابل الريال، 4.467 ريال. سعر اليورو مقابل الريال، 4.25 ريال. سعر الريال مقابل الين الياباني، 0.026 ريال. سعر الريال مقابل الريال البرازيلي، 0.66 ريال. سعر الريال مقابل الدولار الكندي، 2.7 ريال. أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال سعر الريال مقابل اليوان الصيني، 0.52 ريال. سعر الريال مقابل الجنيه القبرصي، 7.269 ريال. سعر الريال مقابل الكرون الدنماركي، 0.57 ريال. سعر الريال مقابل البيزو الأرجنتيني، 0.0032 ريال. سعر الريال مقابل الدولار الأسترالي، 2.4 ريال. سعر الريال مقابل الروبية الهندية، 0.044 ريال. سعر الريال مقابل الروبية السريلانكية، 0.0125 ريال. سعر الريال مقابل الروبية الإندونيسية، 0.0022 ريال. سعر الريال مقابل الروبية الباكستانية، 0.0134 ريال. سعر الريال مقابل الدولار النيوزيلندي، 2.24 ريال. سعر الريال مقابل الروبل الروسي، 0.047 ريال. سعر الريال مقابل الليرة التركية، 0.096 ريال. المصدر: عاجل


صحيفة عاجل
منذ ساعة واحدة
- صحيفة عاجل
سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم السبت 26-11-1446
فريق التحرير تباينت أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليوم السبت 26-11-1446؛ في البنك المركزي اليوم، فاستقر سعر الريال مقابل الدولار الأمريكي، وتباينت أسعار بعض العملات الأجنبية الأخرى بشكل طفيف. سعر الدولار الأمريكي مقابل الريال، 3.75 ريال. سعر الجنيه الإسترليني مقابل الريال، 5.06 ريال. سعر الفرنك السويسري مقابل الريال، 4.467 ريال. سعر اليورو مقابل الريال، 4.25 ريال. سعر الريال مقابل الين الياباني، 0.026 ريال. سعر الريال مقابل الريال البرازيلي، 0.66 ريال. سعر الريال مقابل الدولار الكندي، 2.7 ريال. أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال سعر الريال مقابل اليوان الصيني، 0.52 ريال. سعر الريال مقابل الجنيه القبرصي، 7.269 ريال. سعر الريال مقابل الكرون الدنماركي، 0.57 ريال. سعر الريال مقابل البيزو الأرجنتيني، 0.0032 ريال. سعر الريال مقابل الدولار الأسترالي، 2.4 ريال. سعر الريال مقابل الروبية الهندية، 0.044 ريال. سعر الريال مقابل الروبية السريلانكية، 0.0125 ريال. سعر الريال مقابل الروبية الإندونيسية، 0.0022 ريال. سعر الريال مقابل الروبية الباكستانية، 0.0134 ريال. سعر الريال مقابل الدولار النيوزيلندي، 2.24 ريال. سعر الريال مقابل الروبل الروسي، 0.047 ريال. سعر الريال مقابل الليرة التركية، 0.096 ريال. قد يعجبك أيضاً No stories found. ة لـ شركة إيجاز للنشر الإلكتروني المالكة لصحيفة عاجل تم بواسطة Quintype

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بتعرفات بنسبة 50 بالمئة
إلى ذلك، أعلن ترامب إن رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة ستطبق على جميع الشركات التي تبيع في الولايات المتحدة هواتف ذكية يتم صنعها في الخارج، وذلك بعد بضع ساعات على توجيهه تهديدا حصريا إلى شركة آبل. وتراجعت أسواق الأسهم بعد أن فاقمت تصريحات الرئيس الجمهوري المخاوف من اضطرابات على مستوى الاقتصاد العالمي، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي في الأيام الأخيرة إثر توصل ترامب إلى اتفاقات مع الصين وبريطانيا. وكان ترامب أشار صباحا في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال إلى أنه "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا (...) مناقشاتنا تراوح مكانها. وفي ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من حزيران/يونيو. وما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". لاحقا، استبعد ترامب التوصل إلى اتفاق بشأن التجارة مع الاتحاد الأوروبي، مكررا تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على السلع التي مصدرها التكتل. وقال لصحافيين في البيت الأبيض ردا على سؤال حول سعيه للحصول على تنازلات من أوروبا "لا أسعى إلى اتفاق. أعني أننا حددنا الاتفاق. إنه بنسبة 50 بالمئة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية والمضاربات المالية والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". من شأن الرسوم الجمركية الجديدة في حال تم فرضها أن ترفع بشكل كبير التعرفة البالغة حاليا 10 بالمئة، وأن تؤجج توترات قائمة بين أكبر فوة اقتصادية في العالم وأكبر تكتل لشركائه التجاريين. في المقابل، قال المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش الجمعة إن التكتل مستعد للعمل ب"حسن نية" من أجل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يكون قائما على "الاحترام" وليس "التهديدات". وجاء في منشور لسيفكوفيتش على منصة إكس عقب محادثات أجراها مع الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير ووزير التجارة هاورد لوتنيك أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم تماما التوصل إلى اتفاق يفيد الطرفين". في منشور منفصل، هدّد الرئيس الأميركي الجمعة شركة آبل بفرض رسم جمركي قدره 25 بالمئة ما لم تقم بتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة. وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال "لقد أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع أن يتم تصنيع هواتف آيفون... في الولايات المتحدة ، وليس في الهند أو في أي مكان آخر. إذا لم يحصل ذلك، سيتوجب على آبل دفع رسم جمركي قدره 25 بالمئة على الأقل للولايات المتحدة". لاحقا، أشار ترامب إلى أن الرسوم الجمركية بنسبة 25 بالمئة ستطبق على جميع الشركات التي تبيع في الولايات المتحدة هواتف ذكية يتم صنعها خارج الأراضي الأميركية. وقال الرئيس الأميركي لصحافيين في البيت الأبيض إن هذا الاجراء "سيشمل أيضا (شركة) سامسونغ وجميع من يصنعون هذا المنتج". ولفت الى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ "في نهاية حزيران/يونيو"، مؤكدا أن عدم تطبيقه "لن يكون أمرا منصفا". * قلق في الأسواق - في الثاني من نيسان/أبريل فرض ترامب رسوما جمركية على غالبية الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في إطار ما أسماه "يوم التحرير"، مع حد أدنى نسبته 10 بالمئة، في حين بلغت الرسوم المفروضة على الاتحاد الأوروبي 20 بالمئة. أدت الخطوة إلى خضة كبرى في الأسواق سرعان ما هدأت بعدما أعلن تعليق الرسوم الأعلى نسبة لمدة 90 يوما. مذّاك الحين، تحدّث ترامب عن تحقيق نجاحات في اتفاقات أبرمت مع بريطانيا والصين ، ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي لم تحرز تقدّما كبيرا، وقد هدّدت بروكسل مؤخرا بفرض رسوم جمركية على سلع أميركية بقيمة نحو 100 مليار يورو (113 مليار دولار) إذا لم تخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تصريح لقناة بلومبرغ التلفزيونية الجمعة، إن الإبقاء على نسبة 10 بالمئة "يتوقف على مجيء الدول أو التكتلات التجارية وتفاوضها بحسن نية". وتراجعت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت بنحو واحد بالمئة بعد ساعتين على بدء التداول، وقد سجّل مؤشر ناسداك في بادئ الأمر تراجعا بلغ 1,5 بالمئة قبل أن يتعافى، فيما تراجعت أسهم آبل بنسبة 2,5 بالمئة. وأغلقت بورصتا باريس وفرانكفورت على خسائر بلغت نسبتها 1,5 بالمئة، وكذلك هبط مؤشر FTSE 100 في لندن. وقال كبير الاقتصاديين المتخصصين بشؤون الولايات المتحدة في شركة باركليز للاستثمارات والخدمات المالية جوناثان ميلر إن "الإدارة كانت قد ألمحت إلى أنها تدرس فرض رسوم جمركية متبادلة على دول لا تتفاوض بحسن نية".