logo
الناتو وروسيا.. سباق نحو التصعيد وأمن القارة على المحك

الناتو وروسيا.. سباق نحو التصعيد وأمن القارة على المحك

سكاي نيوز عربيةمنذ 12 ساعات
وفي مقابل ذلك، لا تتأخر روسيا عن تصعيد خطابها السياسي والتحذيري، وسط سباق تسلح يهدد استقرار أوروبا برمتها، ويقوّض ما تبقى من معاهدات نزع السلاح.
في ظل ما تصفه موسكو بـ"التهديد الغربي المتصاعد"، وجه وزير الخارجية الروس سيرغي لافروف تحذيرا غير مسبوق من أن الزيادة المستمرة في إنفاق الناتو لا تعزز الأمن، بل قد تكون الوصفة السريعة لانهيار الحلف من الداخل.
التحذير الروسي يأتي في وقت تكثف فيه واشنطن ضغوطها على الحلفاء الأوروبيين لمضاعفة الإنفاق الدفاعي، وهو ما بدا واضحًا مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض واتباعه نهجًا أكثر براغماتية وتكلفة تجاه الشراكة الدفاعية عبر الأطلسي.
لافروف أعلن أن موسكو تخطط لخفض إنفاقها الدفاعي بعد أن رفعت ميزانيتها العسكرية في 2025 لتصل إلى 6.3% من الناتج المحلي، في وقت يرى فيه مراقبون أن هذا الرقم المعلن لا يعكس الإنفاق الفعلي، خاصة في ظل الحرب المفتوحة على عدة جبهات أوكرانية واستخدام روسيا لقدراتها التكنولوجية والعسكرية بشكل مكثف.
ألمانيا تتحرك.. وبرلين تستفز موسكو
وفي مؤشر واضح على استمرار الغرب في توجيه رسائل دعم حازمة لكييف، زار وزير الخارجية الألماني العاصمة الأوكرانية، مؤكدًا أن "التعاون في مجال التسلح هو الورقة الرابحة"، كاشفًا عن خطط لتشييد مصانع أسلحة مشتركة في أوكرانيا.
هذا التحرك أثار حفيظة موسكو التي تعتبر الصناعات العسكرية المشتركة بين أوكرانيا والدول الأوروبية تصعيدًا مباشرًا وخرقًا لخطوطها الحمراء.
ويقول الكاتب والباحث السياسي هلال العبيدي في حديثه لسكاي نيوز عربية، إن "القلق الأوروبي مبرر، فالتهديدات الروسية لدول البلطيق تعود لعقود طويلة، منذ حرب الشتاء مع فنلندا في القرن الماضي.
اليوم، نشهد استدعاءً لتلك الذاكرة القاتمة من خلال تصعيد روسي يستند إلى ذرائع شبيهة بتلك التي استخدمت لغزو أوكرانيا، كوجود أقليات ناطقة بالروسية."
سباق الألغام.. وانهيار اتفاقية أوتاوا
الأكثر إثارة للقلق أن عديدًا من دول الناتو الشرقية بدأت باتخاذ إجراءات دفاعية غير مسبوقة، من بينها زرع ملايين الألغام المضادة للأفراد والدبابات على حدودها مع روسيا وبيلاروسيا. الدول التي دخلت على خط التصعيد هي فنلندا، إستونيا، ليتوانيا، لاتفيا، وبولندا—all انسحبت من معاهدة أوتاوا التي تحظر استخدام الألغام الأرضية، وها هي أوكرانيا تحذو حذوها.
وقد وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسومًا يقضي بانسحاب بلاده من الاتفاقية، متهمًا روسيا باستخدام الألغام بشكل واسع ضد العسكريين والمدنيين. وتشير دراسات عسكرية إلى أن روسيا تمتلك أكثر من 26 مليون لغم أرضي، وهو ما يجعلها الدولة الأولى عالميًا من حيث هذا النوع من الأسلحة.
المخاوف الأمنية تتزايد أيضًا حول "ممر سوالكي" بين ليتوانيا وبولندا، والذي يفصل دول البلطيق عن بقية أوروبا ويعد منطقة استراتيجية تحاول موسكو تأمينها لوصلها بمدينة كالينينغراد الروسية على بحر البلطيق.
هذا التهديد الجغرافي يزيد من هواجس التوسع الروسي، ويعزز من مقاربة الدفاع المشترك في حلف الناتو.
يرى العبيدي أن "أي تهديد بسيط يمكن أن يؤدي إلى اجتياح سريع لهذه الدول الصغيرة. لذلك أصبحت الرهانات عالية، والحماية الجماعية وفق المادة الخامسة من ميثاق الناتو هي خط الدفاع الوحيد الممكن."
بين التفاوض وسباق التسلح
ورغم أن المؤشرات كلها تميل نحو التصعيد، إلا أن كثيرًا من المحللين يجمعون على أن الحل في النهاية لا يمكن أن يكون عسكريًا.
يقول العبيدي: "الروس حققوا مكاسب على الأرض، لكنهم يتجاهلون أن أوروبا جارة جغرافية مباشرة، وأن الاستمرار في النهج العسكري لن ينتج إلا مزيدًا من سباقات التسلح، وصدامًا مباشرًا غير مسبوق منذ الحرب الباردة."
وتابع: "الحديث عن مصانع ذخائر جديدة، وخطط ألمانية-أوكرانية لتصنيع الأسلحة، كلها تؤشر إلى أننا أمام مرحلة خطرة من الصراع الجيوسياسي. وهذا مسار خطير على الأمن العالمي، وليس الأوروبي فقط."
الغاز... سلاح في الحرب الباردة الجديدة
في الخلفية، يبقى الغاز الروسي جزءًا من معادلة التوتر. فبينما تحاول أوروبا الفكاك من تبعيتها لغاز موسكو، لا تزال روسيا تستخدم هذا الشريان الحيوي كورقة في الحرب.
ورغم أن الإمدادات عبر أوكرانيا ما زالت مستمرة جزئيًا، فإن الرهان الأوروبي انتقل إلى تنويع المصادر، ما عدّته موسكو انقلابًا اقتصاديًا سياسيًا.
بين تهديدات موسكو وتحذيرات لافروف، وتحركات الناتو العسكرية، بات من الواضح أن القارة الأوروبية تعيش على وقع أزمة ثقة متفاقمة مع جارتها الشرقية.
الأوروبيون يدفعون ثمن الانفصال عن روسيا، والروس يوسّعون نطاق الجبهة. ومن هنا، فإن الخيار الوحيد المتاح قد يكون العودة إلى طاولة المفاوضات، قبل أن يتحول التصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري إلى مواجهة مفتوحة يصعب إيقافها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدنمارك توسع الخدمة العسكرية لتشمل النساء
الدنمارك توسع الخدمة العسكرية لتشمل النساء

صحيفة الخليج

timeمنذ 33 دقائق

  • صحيفة الخليج

الدنمارك توسع الخدمة العسكرية لتشمل النساء

وسعت الدنمارك أمس الثلاثاء نطاق الخدمة العسكرية لتشمل النساء، وذلك في إطار سعي الدولة الاسكندنافية إلى زيادة عدد الجنود وتعزيز دفاعاتها وسط مخاوف أمنية متزايدة في جميع أنحاء أوروبا. ويلزم قانون أقره البرلمان في يونيو/ حزيران 2023 النساء اللائي يبلغن من العمر 18 بعد أول يوليو/ تموز 2025 التسجيل في أيام معينة يخضعن خلالها للتقييم لاختيار المؤهلة منهن للتجنيد، بما يتماشى مع التدابير المعمول بها بالفعل بالنسبة للرجال. ولا تنضم النساء للجيش إلا طوعاً حتى الآن، وشكلن العام الماضي نحو 24 بالمئة من إجمالي المجندين. وقالت كاترين المجندة في (حرس الحياة) الملكي لرويترز دون أن تذكر اسم عائلتها «في الوضع العالمي حالياً، ينبغي أن يكون لدينا المزيد من المجندين، وأعتقد أن النساء يتعين عليهن أن يساهمن في ذلك على قدم المساواة مع الرجال». وتجري القوات المسلحة حالياً تعديلات على المعسكرات والعتاد لتكون أكثر ملاءمة مع النساء. وتخطط الدنمارك لزيادة مدة فترة التجنيد تدريجياً من أربعة أشهر إلى 11 شهراً في 2026 وزيادة عدد المجندين الذين يؤدون الخدمة العسكرية من نحو 5000 الآن إلى 7500 في 2033. ووافقت الدنمارك مع شركائها في حلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي على زيادة الإنفاق الدفاعي. (رويترز)

تسهيلات لبنانية للاجئين السوريين والفلسطينيين للمغادرة
تسهيلات لبنانية للاجئين السوريين والفلسطينيين للمغادرة

صحيفة الخليج

timeمنذ 33 دقائق

  • صحيفة الخليج

تسهيلات لبنانية للاجئين السوريين والفلسطينيين للمغادرة

بيروت: «الخليج» أعلن الأمن العام اللبناني تقديم تسهيلات إضافية للرعايا السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا، والراغبين بمغادرة لبنان، فيما تواصلت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وسط تخوف من تصعيد إسرائيلي جديد، بالتزامن مع التحضير لرد لبنان على ورقة المبعوث الأمريكي توماس باراك، كنوع من الضغط بالنار، لتسريع بت سلاح «حزب الله». فقد أعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام في بيان أمس، إطلاق تسهيلات إضافية، تهدف إلى تسريع وتسهيل عودة اللاجئين السوريين والفلسطينيين المقيمين في لبنان إلى سوريا، استناداً إلى تحسن الأوضاع السياسية والأمنية هناك، موضحاً أن التسهيلات تشمل جميع الرعايا السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا، سواء دخلوا إلى لبنان بصورة شرعية أو غير شرعية، ومهما بلغت مدة مخالفتهم. وأكد البيان أن اللاجئين الراغبين بالمغادرة عبر المراكز الحدودية البرية لن تُفرض عليهم أي رسوم أو غرامات، ولن تُصدر بحقهم بلاغات منع دخول، وذلك اعتباراً من 1 تموز/يوليو 2025 وحتى 30 أيلول/سبتمبر 2025.. من جهة أخرى، ألقت مسيَّرة إسرائيلية، صباح أمس، قنبلة صوتية قرب سيارة في بلدة كفركلا الحدودية، من دون أن تُصيبه أو تتسبب بوقوع إصابات.كما استهدفت مسيّرة أخرى منزلاً غير مأهول في منطقة الجبل الأحمر بين بلدتي شوكين وحاروف في قضاء النبطية، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة، من بينهما طفل، كما أفادت وزارة الصحة. ونفذ الجيش الإسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في اتجاه أحياء بلدة العديسة في قضاء مرجعيون. وحلّقت طائرات استطلاعية ومسيَّرة في أجواء صور والقرى المجاورة. في غضون ذلك، تواصل لجنة المستشارين الرئاسية لصياغة الرد اللبناني الموحد على ورقة المبعوث الأمريكي توماس باراك، الذي سيصل إلى بيروت في السابع من الشهر الجاري، اجتماعاتها بهدف التوصل إلى صيغة نهائية يمكن عرضها على مجلس الوزراء، وهي تنطلق من الخطوط العريضة التي تؤكد التزام لبنان ببنود اتفاق وقف الحرب، واعتبار البيان الوزاري إقراراً واضحاً بحصرية السلاح، وانتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني خطوة تصب في هذا الاتجاه، لكن في المقابل، وبالتزامن، على الدول الضامنة للاتفاق أن تلزم إسرائيل بوقف الخروقات والانسحاب من التلال الخمسة التي تحتلها، وأن تعيد الأسرى بالإضافة إلى البدء بإعادة الإعمار. إلى جانب ذلك، وبعد إرجاء استغرق 48 ساعة، وبعد تأخير لساعة، عقد مجلس النواب الجلسة التشريعية ظهر أمس بغياب نواب «الكتائب» و«القوات» وبعض المستقلين، وأقر المجلس في هذه الجلسة خمسة مشاريع واقتراحات قوانين، أبرزها فتح اعتماد إضافي في الموازنة العامة لإعطاء منحة مالية شهرية للعسكريين العاملين في الخدمة الفعلية بقيمة 14 مليون ليرة لبنانية، وللمتقاعدين منهم بقيمة 12مليون ليرة، اتفاقية قرض مع البنك الدولي للإنشاء والتعمير لتمويل مشروع التحول الأخضر في قطاع الأغذية الزراعية من أجل التعافي الاقتصادي، وكذلك اقتراح قانون تمكين البلديات.

بوتين يهاجم الغرب.. وماكرون يدعوه لوقف النار بأوكرانيا
بوتين يهاجم الغرب.. وماكرون يدعوه لوقف النار بأوكرانيا

صحيفة الخليج

timeمنذ 33 دقائق

  • صحيفة الخليج

بوتين يهاجم الغرب.. وماكرون يدعوه لوقف النار بأوكرانيا

أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، أول اتصال هاتفي بينهما منذ عام 2022، في خطوة أعادت النقاش حول سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وتبادل الطرفان المواقف بشأن شروط وقف إطلاق النار والتسوية السياسية، وسط تباين واضح في الرؤى حيال جذور النزاع ومستقبل أي اتفاق سلام. ونفت موسكو اتهامات واشنطن لها بالمماطلة في محادثات السلام مع كييف، في وقت يواصل فيه الجيش الروسي تقدمه الميداني بوتيرة متسارعة للشهر الثالث على التوالي، فيما أسفر قصف أوكراني على مصنع في مدينة إيجيفسك الروسية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 35 آخرين. وحمّل بوتين الغرب مسؤولية النزاع في أوكرانيا، مؤكداً أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون «طويل الأمد»، وفق ما أعلن الكرملين، أمس الثلاثاء. وجاء في بيان للرئاسة الروسية أن بوتين «ذكّر (ماكرون) بأن النزاع الأوكراني هو نتيجة مباشرة لسياسة الدول الغربية»، معتبراً أن الدول الغربية «تجاهلت لفترة طويلة مصالح روسيا الأمنية» و«أوجدت موطئ قدم معادياً لروسيا في أوكرانيا». وأبلغ بوتين ماكرون، بأن أي اتفاق سلام يجب أن يكون «شاملاً وطويل الأمد، وأن يلحظ القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن يستند إلى حقائق ميدانية جديدة». في المقابل، حضّ ماكرون بوتين على الموافقة على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا «في أقرب مهلة ممكنة»، وشدّد ماكرون على «دعم فرنسا الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها» و«دعا إلى إقرار في أقرب مهلة ممكنة لوقف إطلاق النار وإطلاق مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، للتوصّل إلى تسوية دائمة ومتينة للنزاع»، بحسب الإليزيه. وكان مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، قد صرّح بأن «روسيا لا يمكنها مواصلة المماطلة لكسب الوقت لتقصف أهدافاً مدنية في أوكرانيا»، في اتهام مباشر لموسكو بتقويض جهود التسوية من خلال التصعيد العسكري. وردّ المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على هذه التصريحات مؤكداً أن روسيا ممتنّة لجهود فريق ترامب في دعم المحادثات، لكنها ترفض اتهامات التعطيل. وقال: «لا أحد يعطّل أي شيء هنا»، مضيفاً أن موسكو تسعى لتحقيق أهدافها من خلال «الوسائل السياسية والدبلوماسية»، ولا ترغب في إطالة أمد النزاع. وفي سياق ميداني متصل، سجّل الجيش الروسي خلال يونيو/حزيران أكبر تقدّم له في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام ونصف العام، حيث سيطر على 588 كيلومتراً مربعاً، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس برس. وكانت القوات الروسية قد تقدّمت بمعدل 507 كلم مربع في مايو/أيار، و379 كلم مربع في إبريل/نيسان، ما يعكس تسارعاً في وتيرة العمليات العسكرية. وخلال الأشهر الاثني عشر الماضية، سيطر الجيش الروسي على نحو 5500 كلم مربع، مقابل 1215 كلم مربع فقط في العام السابق. في المقابل، تبنّت أوكرانيا، أمس الثلاثاء، هجوماً بمسيّرات استهدف مصنعاً للأسلحة في مدينة إيجيفسك الروسية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 35 آخرين، بينهم عشرة في حالة خطيرة، وفق ما أفادت السلطات المحلية. وكان رئيس أركان الجيش الأوكراني، الجنرال أولكسندر سيرسكي، قد أعلن في 21 يونيو/حزيران، أن بلاده ستكثّف هجماتها ضد أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية، وأصدر سيرسكي، أمس الثلاثاء، تعليمات بمنع حشد القوات في المخيمات، وأمر ببناء ملاجئ جديدة في مراكز التدريب، لحماية الجنود من الهجمات الجوية. (وكالات)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store