
آخر أيام عيد الأضحى.. الحجاج يودّعون المشاعر المقدسة
مع بزوغ شمس رابع أيام عيد الأضحى المبارك، والذي يُصادف اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، يكون الحجاج على موعد مع ختام أعظم رحلة روحية في حياتهم.
فهذا اليوم يُعدّ آخر أيام التشريق، وفيه تُختتم مناسك الحج، ويبدأ الحجاج في الاستعداد للعودة، محمّلين بالرحمة، مغسولين من الذنوب، كما وُلدوا أول مرة، وفي هذا التقرير نستعرض ما الذي يفعله الحاج في رابع يوم عيد الأضحى تحديدًا؟ وما شعائره وواجباته؟
آخر مشهد في منى.. رمي الجمرات الثلاث
في هذا اليوم، يتجه الحاج إلى جسر الجمرات في منى، حيث يؤدي آخر أعمال الرمي، فيقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث بالترتيب، الجمرة الصغرى (التي تُرمى أولًا)، ثم الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة الكبرى (وتُرمى أخيرًا).
فيرمي الحاج كل جمرة بـ سبع حصيات متتابعات، مكبّرًا مع كل حصاة "الله أكبر"، وتُلقى الحصاة داخل الحوض المخصص، وبعد الجمرة الصغرى والوسطى، يُستحب أن يقف الحاج يدعو بما شاء، مستقبلًا القبلة، أما بعد جمرة العقبة فلا يُستحب الوقوف للدعاء.
لمن تأخّر من الحجاج.. هذا هو يومك
يأتي هذا اليوم لمن لم يتعجل في مغادرة منى بعد اليوم الثاني عشر، فالقرآن الكريم يقول﴿فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى﴾.
وبالتالي، من اختار البقاء في منى لرمي الجمرات في اليوم الثالث عشر فقد اختار التأخّر، وهو أكثر أجرًا، إذ فعله النبي ﷺ، ويدل على رغبة الحاج في نيل المزيد من القرب إلى الله.
طواف الوداع.. لحظة لا تُنسى
بعد الانتهاء من رمي الجمرات في هذا اليوم، يبدأ الحاج في الاستعداد لمغادرة منى والاتجاه إلى البيت الحرام بمكة المكرمة، لأداء طواف الوداع، وهو آخر شعائر الحج.
ويُعد طواف الوداع واجبًا على كل حاج قبل مغادرة مكة، ويُستثنى فقط المرأة الحائض أو النفساء، ففي هذا الطواف، يطوف الحاج سبعة أشواط حول الكعبة مودّعًا البيت الحرام، والدعاء يتدفق من القلب في لحظة وداع مؤثرة، تختلط فيها دموع الشكر، بدموع الفراق.
مغادرة مكة.. لحظة توديع الأراضي المقدسة
بعد طواف الوداع، يُصبح الحاج قد أتمّ مناسك الحج كاملة، ويبدأ في توديع مكة، إما للعودة إلى بلده، أو للاستراحة في المدينة المنورة.
ورغم المغادرة الجسدية، يظل قلب الحاج متعلقًا بالمكان؛ فلكل خطوة وطواف ومبيت ذكرى، ولكل لحظة عرفات أو دمعة في مزدلفة أثرٌ لا يُنسى، ففي رابع أيام عيد الأضحى، يُطوي الحاج آخر صفحة في كتاب الحج، ويبدأ فصلًا جديدًا من حياته، وقد تطهّر من الذنوب، وارتوى من رحمة الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
البابا تواضروس يعطى نصائح طبية لطلاب الثانوية العامة لاجتياز الامتحانات
وجه قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رسالة إلى طلاب الثانوية العامة، قائلا: " إلى كل أبنائنا الطلبة والطالبات في الثانوية العامة والشهدات الفنية، بدأتم العام الدراسى باجتهاد وجدية وحصص كثيرة ودروس كثيرة ومواد كثيرة واجتهاد وسهر ودموع واشتياقات للمستقبل وكأنك في كل يوم من أيام السنة ترسم صورة كبيرة وجديدة لمستقبلك والرتوش الأخيرة تأتى في فترة الامتحانات. البابا تواضروس لطلاب الثانوية: 'ثقوا أن الله يبارك تعبكم وتابع قداسة البابا خلال فيديو له على الصفحة الرسمية للمركز الإعلامى للكنيسة أن كلمة امتحان دائما تزعج الإنسان ولكنها المعبر إلى إنسان جديد" متابعاً "أرسل هذه الرسالة وأتذكر وقت ما كنت في ثانوية عامة وكانت أسرتى في حالة خوف ولكن أجتزت الامتحانات بثقة وأعتمدت على الحياة الصحية والنصائح الطبية مثل عدم الطعام كثيرا والاهتمام بالسوائل وينام نوم كافى ولا يزعج نفسه وأن تكون هذه الفترة فترة هادئة وأن يثق أن كل ساعة بذل فيها الإنسان مجهود سيعطيه الله القوة والثمر في الامتحانات والذهن المنفتح والذهن القوى والتعبير الصحيح فى الكتابة ويفتح أمامه مجالات الكتابة في كل سؤال. نصائح طبية وروحية من البابا تواضروس لاجتياز الامتحانات بهدوء ونجاح وأختتم قداسة البابا كلمته إلى طلاب الثانوية العامة "أتمنى لكم التوفيق والنجاح ونصلى من أجل أن يبارك الله تعبكم وتحصلوا على الفرحة الكبيرة عندما تأتى من النجاح والتميز، والحلم بالنجاح الجميل والتفوق والريادة وتحقيق الأمال والأحلام، متمنيا له النجاح واليقطة والفرحة للطلاب والأسر والمجتمع والكنيسة.


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
مجلس الكنائس العالمي: "نحن نعيش أوقاتًا صعبة... والإيمان هو أملنا الوحيد"
بيلاي: العالم يواجه انهيارًا بيئيًا وأزمات متشابكة تهدد البشرية تجديد الالتزام الكنسي بروح العدالة والمصالحة خلال احتفال تاريخي في كندا تكريم التاريخ واستشراف المستقبل بكتاب مقدس جديد بلغة الموهوك دعا الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، إلى إحياء الروح الإيمانية العميقة لمواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها العالم، مشددًا على أهمية التضامن المسكوني ودور الكنائس في نشر العدالة والسلام والمصالحة. جاء ذلك خلال احتفال خاص للكنيسة المتحدة في كندا، تضمن إحالة الكتاب المقدس الأصلي الذي استُخدم منذ عام 1925 إلى الأرشيف، وتدشين نسخة جديدة مترجمة إلى لغة الموهوك، إحدى لغات السكان الأصليين. عالم ينهار... وأمل يتجدد بالإيمان وقال بيلاي: "نحن نعيش في أوقات عصيبة... تحيط بنا الصراعات والحروب، الحروب الاقتصادية، الفقر، الظلم، الكوارث البيئية والطبيعية، وانهيار العلاقات، والطلاق، والموت". وتابع: "كل ذلك أكثر من أن نتحمله. نحتاج إلى روحانية عميقة لا تسمح لنا بأن نحيد بأبصارنا عن الله". وأضاف أن حجم التحديات العالمية قد يصيب الإنسان بالإرهاق واليأس، موضحًا أن "الكوكب مهدد بانهيار الأنظمة البيئية، وانقراض العديد من الأنواع، بل وحتى باحتمال اختفاء الإنسان نفسه". وتساءل: "أمام هذا كله، أين نجد الأمل؟". الإيمان هو الجواب... والمسيح هو المثال وأكد بيلاي أن "الأمل الحقيقي والواقعي ينبع من الإيمان العميق بمحبة الله ووعوده، كما تجلّت في حياة وتعاليم وموت وقيامة السيد المسيح". وقال: "في المسيح نجد من طرد الخوف وأشعل فينا الأمل والشجاعة التي تتحدى أي أزمة". وأشار إلى أن الحركة المسكونية، التي تهدف إلى تجديد وإصلاح الحياة الكنسية، تسهم في إحياء هذا الأمل المشترك، مضيفًا: "لا يمكننا القيام بذلك بقوتنا وحدنا، بل نحتاج إلى قوة الله وحضوره". تضامن الكنائس يصنع الفارق وأشاد بيلاي بتاريخ الكنيسة المتحدة في كندا، التي وصفها بأنها تمثل نموذجًا للتلمذة الجريئة والأصيلة في مواجهة الأزمات. وقال: "تضامنكم المسكوني لا يزال يصنع الفارق، ليس فقط داخل الكنيسة، بل في العالم كله، لأن تجربتنا المشتركة لمحبة الله تُولّد الأمل وتُترجم إلى محبة لكل الإنسانية". وحثّ على عدم الصمت أو الانعزال أمام ما يشهده العالم من ظلم وفساد، قائلاً: "علينا أن نُعلن عدالة الله وسلامه ومحبته، وأن نُواجه السلطة بالحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة موجهة إلى الكنيسة نفسها". إرث مقدس بلغة أصيلة وخلال الاحتفال، تم تكريم الكتاب المقدس الأصلي، الذي استُخدم لمدة قرن، بعد ترميمه، وإحالته إلى الأرشيف، فيما تم تدشين نسخة جديدة مترجمة إلى لغة الموهوك، وهي ثمرة جهد القس هارفي "ساتيوواس" غابرييل، الذي أتم الترجمة عام 2023. وتحمل النسخة الجديدة نقشًا تاريخيًا يقول: "تحت رعاية مجلس الإرساليات الأجنبية للميثوديين الويزليين، بدأت الكنيسة خدمتها بين الموهوك على نهر غراند في أونتاريو عام 1822." نحو عدالة ومصالحة عالمية واختتم بيلاي كلمته بدعوة جميع الكنائس والمجتمعات الإيمانية إلى السير معًا في "رحلة العدالة والمصالحة والوحدة"، وهي دعوة مسكونية تدعو إلى الدفاع عن الكرامة الإنسانية، وحقوق الإنسان، والسلام بين الشعوب، وصحة الكوكب، من خلال شراكات حقيقية وأعمال ملموسة.


البوابة
منذ 4 ساعات
- البوابة
آخر أيام عيد الأضحى.. الحجاج يودّعون المشاعر المقدسة
مع بزوغ شمس رابع أيام عيد الأضحى المبارك، والذي يُصادف اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، يكون الحجاج على موعد مع ختام أعظم رحلة روحية في حياتهم. فهذا اليوم يُعدّ آخر أيام التشريق، وفيه تُختتم مناسك الحج، ويبدأ الحجاج في الاستعداد للعودة، محمّلين بالرحمة، مغسولين من الذنوب، كما وُلدوا أول مرة، وفي هذا التقرير نستعرض ما الذي يفعله الحاج في رابع يوم عيد الأضحى تحديدًا؟ وما شعائره وواجباته؟ آخر مشهد في منى.. رمي الجمرات الثلاث في هذا اليوم، يتجه الحاج إلى جسر الجمرات في منى، حيث يؤدي آخر أعمال الرمي، فيقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث بالترتيب، الجمرة الصغرى (التي تُرمى أولًا)، ثم الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة الكبرى (وتُرمى أخيرًا). فيرمي الحاج كل جمرة بـ سبع حصيات متتابعات، مكبّرًا مع كل حصاة "الله أكبر"، وتُلقى الحصاة داخل الحوض المخصص، وبعد الجمرة الصغرى والوسطى، يُستحب أن يقف الحاج يدعو بما شاء، مستقبلًا القبلة، أما بعد جمرة العقبة فلا يُستحب الوقوف للدعاء. لمن تأخّر من الحجاج.. هذا هو يومك يأتي هذا اليوم لمن لم يتعجل في مغادرة منى بعد اليوم الثاني عشر، فالقرآن الكريم يقول﴿فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى﴾. وبالتالي، من اختار البقاء في منى لرمي الجمرات في اليوم الثالث عشر فقد اختار التأخّر، وهو أكثر أجرًا، إذ فعله النبي ﷺ، ويدل على رغبة الحاج في نيل المزيد من القرب إلى الله. طواف الوداع.. لحظة لا تُنسى بعد الانتهاء من رمي الجمرات في هذا اليوم، يبدأ الحاج في الاستعداد لمغادرة منى والاتجاه إلى البيت الحرام بمكة المكرمة، لأداء طواف الوداع، وهو آخر شعائر الحج. ويُعد طواف الوداع واجبًا على كل حاج قبل مغادرة مكة، ويُستثنى فقط المرأة الحائض أو النفساء، ففي هذا الطواف، يطوف الحاج سبعة أشواط حول الكعبة مودّعًا البيت الحرام، والدعاء يتدفق من القلب في لحظة وداع مؤثرة، تختلط فيها دموع الشكر، بدموع الفراق. مغادرة مكة.. لحظة توديع الأراضي المقدسة بعد طواف الوداع، يُصبح الحاج قد أتمّ مناسك الحج كاملة، ويبدأ في توديع مكة، إما للعودة إلى بلده، أو للاستراحة في المدينة المنورة. ورغم المغادرة الجسدية، يظل قلب الحاج متعلقًا بالمكان؛ فلكل خطوة وطواف ومبيت ذكرى، ولكل لحظة عرفات أو دمعة في مزدلفة أثرٌ لا يُنسى، ففي رابع أيام عيد الأضحى، يُطوي الحاج آخر صفحة في كتاب الحج، ويبدأ فصلًا جديدًا من حياته، وقد تطهّر من الذنوب، وارتوى من رحمة الله.