logo
زيارة ترمب لإسرائيل في جولة الشرق الأوسط "سقطت عمدا"

زيارة ترمب لإسرائيل في جولة الشرق الأوسط "سقطت عمدا"

Independent عربية١٥-٠٥-٢٠٢٥

ينشغل العالم أجمع بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التاريخية، إلى منطقة الشرق الأوسط. وكان زار السعودية ومن ثم قطر، واليوم حط في الإمارات، وترمب الذي يختتم جولته الخليجية اليوم الخميس، أبرم صفقات وحصل على تعهدات بمليارات الدولارات.
وبدأ ترمب رحلته من السعودية التي وعدت باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، من ضمنها صفقة أسلحة أميركية قال عنها البيت الأبيض إنها "الأكبر في التاريخ"، وأشاد ترمب بأفق العاصمة السعودية، قائلاً "لم يصنع ما يسمى بـ (بناة الأمم) أو (المحافظين الجدد) أو (المنظمات الليبرالية غير الربحية) روائع الرياض وأبو ظبي، مثل أولئك الذين أنفقوا تريليونات الدولارات من دون أن يطوروا كابول وبغداد".
وأضاف الرئيس الأميركي "بل إن شعوب المنطقة نفسها هي التي أسهمت في ولادة شرق أوسط حديث، في النهاية دمر ما يسمى بـ (بناة الأمم) دولاً أكثر بكثير مما بنوها"، ترمب الذي أشاد بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باعتباره صاحب رؤية، نظراً إلى الاستثمارات الاقتصادية السريعة في السعودية، لبى طلبه بإعلانه رفع العقوبات عن سوريا.
ترمب يتجاهل إسرائيل
وفي سياق الزيارة تساءل كثيرون حول العالم، كيف يمكن لدونالد ترمب أن "يحذف" إسرائيل الحليف الاستراتيجي و"الصديقة الوفية" لأميركا في المنطقة من برنامج زيارته.
وخرجت تقارير وتحليلات لمراقبين تناولت "تهميش" ترمب لتل أبيب في زيارته الحالية، وقبيل جولة ترمب الشرق الأوسطية، كانت تقارير أميركية تحدثت عن توترات بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس فقط حول مقاربة الرجلين لحرب غزة، وذكرت شبكةNBC News أن نتنياهو "فوجئ بشدة واغتاظ، الأسبوع الماضي من إعلان ترمب أن الولايات المتحدة أوقفت حملتها العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن".
ولكن هذا الإعلان ليس الوحيد الذي سبب التوترات بين الرجلين، قبل ذلك كان الإعلان عن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إيران بشأن الملف النووي، ومن ثم الضغط الأميركي الكبير لتحرير الأسرى من الجنسية الأميركية لدى "حماس" ومنهم عيدان ألكسندر، حيث جاء تحرير الأخير نتاج اتفاق بين الحركة والولايات المتحدة، والذي أشاد ترمب به، واصفاً الاتفاق بأنه "بادرة حسن نية"، وصولاً إلى عدم تأييد ترمب لضربات عسكرية ضد إيران، وأكثر من هذا تحدث محللون من داخل إسرائيل، عن أنه من الممكن أن يعلن ترمب عن مبادرة لوقف الحرب نهائياً في غزة.
قواعد اللعبة تغيرت
وفي قراءة وبصلب التحول الجاري في السياسة الأميركية، يُصبح من المنطقي تماماً، أن يزور رئيس أميركي المنطقة من دون أن يمر بإسرائيل، إذا تغيرت قواعد اللعبة، وهو ما يحدث الآن على يد دونالد ترمب، وقبل الخوض في التحليل لا بد من الإشارة إلى أن نظرة ترمب شمولية أكثر، وهو ربما لم يعد يرى في إسرائيل "ورقة رابحة دائماً".
إسرائيل التي كانت ولعقود حليفاً لا يُمس لأنها تمثل "شريك الأمن الأول"، و"جدار الصد ضد إيران"، تآكلت صورتها خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث بدأ يُنظر إلى الاحتلال والدمار المفرط والقتل وأعداد الضحايا، حيث بلغت ووفقاً للأرقام الرسمية نحو 53 ألفاً، والأعداد في تصاعد، كعبء سياسي على واشنطن، لا كرصيد استراتيجي، وكان نتنياهو تحدى الحليف الأميركي برفضه وقف الحرب، على رغم الضغوطات من قبل الشارع الأميركي، بما فيه قطاعات يهودية، والتي بدأت تنقسم حول الدعم غير المشروط لإسرائيل، وعلى ضوء هذا، لم تعد زيارة إسرائيل "الزيارة الإلزامية" التي لا بد منها.
ترمب يعاقب نتنياهو ويبتز إسرائيل
ومن وجهة نظر أخرى، يرى عديدون أن ترمب يتعامل مع السياسة كما يتعامل رجل أعمال مع شركائه، حين يشعر أن شريكاً يُضعفه أو لا يُجيد التفاوض، يضعه على الهامش كي يعيد فرض شروطه، ذلك أن عدم زيارة إسرائيل ليست قطيعة، بل تكتيك وضغط، يقول ترمب لنتنياهو، "إما أن تلتزم بأجندتي (صفقة، هدنة، رهائن) أو ستدفع الثمن دبلوماسياً"، ويتوجه لزعماء المنطقة بالقول، "أنا لا أنحاز تلقائياً لإسرائيل، ويمكنكم أن تكونوا شركاء أقوياء بغض النظر من العلاقة مع إسرائيل".
إعادة تعريف "الحليف الاستراتيجي"
وربما يعيد الرئيس ترمب ومن خلفه إدارته، إعادة لتعريف "الحليف الاستراتيجي"، وهو ذلك الحليف الذي ينظر للمستقبل، ويُسهم في استقرار المنطقة (كما يراها ترمب)، وإسرائيل اليوم، في معادلة ترمب، لا تحقق هذه الشروط، فهي مكلفة، عنيدة، ولا تقبل تسويات، وتاريخياً، كان يُنظر إلى عدم زيارة إسرائيل كأمر غير وارد، أما اليوم، ومع ترمب تحديداً، فهذا أصبح ليس فقط وارداً بل منسجماً تماماً مع منطقه، ورؤيته الأوسع لمستقبل المنطقة، وهو الذي تعهد بإنهاء الحروب.
تحولات دبلوماسية مثيرة للجدل
من هنا إن زيارة دونالد ترمب للمنطقة لم تكن مجرد جولة بروتوكولية، بل كانت إعلاناً عن عقيدة جديدة في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، عقيدة تقوم على التحالفات البراغماتية، والتراجع عن الأيديولوجيا، أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة، ووفقاً لمحللين أميركيين، تخلت عن مطلب تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، كشرط لدعم برنامج المملكة النووي المدني، وعدا عن الاتفاقات الاقتصادية غير المسبوقة، والتي تشمل مجالات الدفاع، الذكاء الاصطناعي، الطاقة، والبنية التحتية.
أثار ترمب جدلاً واسعاً بإعلانه رفع العقوبات الأميركية عن سوريا بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، وهو ما جاء تلبيةً لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تهدف إلى إعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والعربي والدولي. وقال ترمب أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية، إنه "يدرس تطبيع العلاقات" مع سوريا، وذلك بعد إعلانه عن خططه لرفع العقوبات المفروضة على الدولة السورية، وأشار إلى أنه "ندرس حالياً تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة".
وخلال اجتماع رباعي دام لـ33 دقيقة، ضم إلى جانب الشرع وترمب، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي شارك عن بعد، أنهى الرئيس الأميركي، قطيعة دامت لأكثر من 25 عاماً بين واشنطن ودمشق، ووفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، عرض ترمب للشرع سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك التوقيع على "اتفاقيات إبراهام" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ودعوة "جميع الإرهابيين الأجانب إلى مغادرة سوريا"، وترحيل من وصفهم بـ"الإرهابيين الفلسطينيين"، ومساعدة الولايات المتحدة على منع عودة ظهور "داعش"، وتولي مسؤولية مراكز احتجاز التنظيم في شمال شرقي سوريا.
"قلق" إسرائيلي
زيارة ترمب الخليجية والتي مثلت تحولاً في السياسة الأميركية نحو التركيز على المصالح الاقتصادية والتقارب مع دول الخليج، وتراجعاً نسبياً في الاهتمام بالحلفاء التقليديين مثل إسرائيل، أعادت رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، وفتحت الباب أمام ترتيبات جديدة في المنطقة.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى الجانب الإسرائيلي، فمن الطبيعي أن تبدي إسرائيل قلقها، من تهميشها في جولة ترمب، بخاصة في ظل استمرار الحرب في غزة، كما اعتبرت بعض الأوساط أن واشنطن بدأت تتعامل مع أطراف إقليمية من دون التنسيق مع تل أبيب، في المقابل حمل محللون إسرائيليون نتنياهو مسؤولية توتر العلاقة مع أميركا، فما هو سبب توتر تلك "العلاقة الخاصة" والمقدسة كما يصفها نتنياهو بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟
يشير مقال نشره موقع "واينت نيوز" الإسرائيلي، أنه "على رغم التوترات، يصر المسؤولون الإسرائيليون على أن التنسيق من وراء الكواليس مع إدارة ترمب لا يزال وثيقاً، من دون وجود أي خلاف سياسي فعلي". ويتابع التقرير، أن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي "نفى الإشاعات التي تفيد بأن ترمب قد يعلن دعماً لدولة فلسطينية خلال زيارته إلى الدول الخليجية الثلاث".
نتنياهو "استخف" بجهود ترمب
ولكن ووفقاً للمعطيات يبدو أن هناك علاقة مباشرة ووثيقة بين استمرار حرب غزة وعدم وضع حد لها من قبل نتنياهو، وبين قرار ترمب تجاهل إسرائيل في جولته الإقليمية الحالية، هذا التجاهل لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل رسالة سياسية واضحة ومقصودة، لها دلالات عميقة على مستوى الحسابات الاستراتيجية.
ينظر ترمب إلى النزاعات من زاوية الجدوى، هل يمكن تحويلها إلى نصر سياسي أو إلى صفقة أو مكسب انتخابي؟ لكن الحرب في غزة، باتت استنزافاً دائماً بلا نهاية ولا أفق، تتناقض مع فلسفة "الضربة السريعة والانتصار الكبير" التي يفضلها ترمب.
في المقابل نتنياهو، وبإصراره على استمرار الحرب على رغم الكوارث الإنسانية والتكلفة العسكرية الباهظة، يُحبط فرص ترمب في أن يقدم نفسه كصانع سلام إقليمي، خصوصاً أن الأخير لمح إلى فترة رئاسية ثالثة، ربما يريد أن يدخلها بصورة الزعيم القوي الذي أعاد ترتيب الشرق الأوسط.
ووفقاً لتقارير متقاطعة، سعت إدارة ترمب إلى اتفاق تهدئة يشمل إطلاق رهائن أميركيين، بوساطة قطرية ومصرية، وأبدت إدارة ترمب استياءها من استمرار الحرب في غزة، وأعرب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن أن إسرائيل ترفض إنهاء الحرب على رغم رغبة ترمب في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكن رفض نتنياهو لهذا الطرح، أو تسويفه، بدا كأنه تحدٍ مباشر لترمب، أو على الأقل استخفاف بجهوده، وفسر عدم استجابة نتنياهو لهذا المسار، أميركياً، كعرقلة متعمدة، جعلت البيت الأبيض يقرر تهميش إسرائيل موقتاً، وهذا ما دفع لاحقاً إلى عدم إشراكها في قرارات استراتيجية، مثل التفاوض مع "حماس" لإطلاق سراح رهائن أميركيين، والتعامل مع جهات بديلة، حتى مع خصوم إسرائيل، كاللقاء بالرئيس السوري أحمد الشرع، والتفاوض مع الحوثيين في اليمن من دون ضمانات لحماية إسرائيل، وهذا مؤشر واضح إلى تحول في السياسة الأميركية نحو علاقات أكثر مرونة مع خصوم إسرائيل التقليديين.
ترمب لا يريد أن يُبتلع في "أجندة نتنياهو"
أضف إلى المعطيات السابقة أن زيارة ترمب لإسرائيل كانت ستُرغمه على الإدلاء بمواقف واضحة من قضايا مثل عملية رفح، مستقبل غزة، وأسرى "حماس"، وهو لا يريد أن تُستغل زيارته لتثبيت شرعية نتنياهو أو دعمه، في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطاً داخلية بسبب استمرار الحرب، وتراجع الدعم الشعبي، واتهامات بالفساد، كما تتصاعد الانتقادات الدولية والأميركية لسياسات تل أبيب.
هذا الضعف السياسي قد يجعل إسرائيل أقل جاذبية كشريك استراتيجي في نظر ترمب، الذي يفضل التعامل مع قادة أقوياء قادرين على تنفيذ الاتفاقات بسرعة، من هنا جاء تجنب الزيارة ليكون بمثابة تفادٍ لحمل عبء الحرب، وتأكيد بأن "هذه ليست حربه"، وأنه لن يسمح لنتنياهو بأن يورطه في نزاع فقد زخمه الدولي والإنساني.
"عقاب" دبلوماسي ورسالة ضغط
عدم زيارة ترمب لإسرائيل يُعد رسالة سياسية تعكس استياءه من سياسات نتنياهو، ورغبته في الضغط عليه لتغيير نهجه في غزة. كما أنها تشير إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر إسرائيل شريكاً لا غنى عنه في المنطقة، بل جزء من شبكة علاقات أوسع تشمل دول الخليج وربما سوريا. في المحصلة، يريد ترمب أن يكتب بداية جديدة في الشرق الأوسط، لكن نتنياهو يجره إلى صفحة قديمة، مشوهة بالحروب والمآسي. لذلك، كان قرار تجاهل إسرائيل بمثابة "عقاب" دبلوماسي ورسالة ضغط، إن لم تتوقف الحرب، فإن واشنطن مستعدة لإعادة تشكيل المنطقة من دونك. وهذا ستكون له تداعيات طويلة الأمد على مكانة إسرائيل في المنطقة، بخاصة إذا استمرت في سياساتها الحالية من دون التكيف مع الواقع الجديد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خلافات بشأن أزمات المنطقة.. ترمب يصعّد دعمه لإسرائيل ويبتعد عن نتنياهو
خلافات بشأن أزمات المنطقة.. ترمب يصعّد دعمه لإسرائيل ويبتعد عن نتنياهو

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

خلافات بشأن أزمات المنطقة.. ترمب يصعّد دعمه لإسرائيل ويبتعد عن نتنياهو

سارع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إدانة قتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، واصفاً نفسه بأنه "أكثر الرؤساء دعماً لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة"، لكن خلف الكواليس توسعت الفجوة بينه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب مجلة "بوليتيكو". وقال 5 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين للمجلة، إن العلاقة بين ترمب ونتنياهو شهدت توتراً خلال الأسابيع الأخيرة بسبب خلافات بشأن كيفية التعامل مع أزمات متعددة في الشرق الأوسط، لكن من غير المرجح أن يغير هجوم واشنطن هذا الوضع. وبينما اعتبر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، أنه من "المبالغة" وصف الوضع الحالي بين الجانبين بـ"القطيعة"، فإن عدداً من المسؤولين في إدارة ترمب يشعرون بالإحباط من إسرائيل ونهجها تجاه تل أبيب والشرق الأوسط. وذكر مسؤول سابق في إدارة ترمب، أن "هناك مجموعة في الإدارة لا تُكن مشاعر خاصة لإسرائيل، يرونها شريكاً، ولكن ليس من النوع الذي يجب أن نبذل جهداً خاصاً من أجله". واعتبرت المجلة أن ما يزيد الأمور تعقيداً هو نهج نتنياهو في العلاقة مع الولايات المتحدة، الذي "يفتقر إلى الاحترام والمظاهر البروتوكولية" التي يقدرها ترمب وفريقه في تعاملاتهم. وقال شخص مقرب من البيت الأبيض، إن "الكثيرين في الإدارة يشعرون بأن أصعب شخص في التعامل مع كل هذه الملفات هو نتنياهو". وهذا شرخ من غير المرجح أن تغيّره حادثة إطلاق النار، الأربعاء، على موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، لكن يبدو أن ترمب يرى في الحادثة دليلاً أخر على ضرورة التصدي لمعاداة السامية في الولايات المتحدة. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، إن "وجهات نظر ترمب بشأن إسرائيل ومعاداة السامية مسألتان مختلفتان". وفي المقابل، ذكر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، الخميس، أن "هذا تم باسم أجندة سياسية تهدف إلى القضاء على دولة إسرائيل". وأشار مكتب نتنياهو في بيان، إلى أن الأخير تحدث مع ترمب، الخميس، إذ "عبّر الرئيس عن حزنه العميق على الجريمة المروعة في واشنطن التي قُتل فيها موظفان من السفارة الإسرائيلية"، كما ناقشا ملفي إيران والحرب في غزة. ووفقاً للمجلة، بات الشعور داخل البيت الأبيض، أن الإسرائيليين يطلبون باستمرار المزيد من الولايات المتحدة، في وقت لم تحقق فيه العلاقة المكاسب الدبلوماسية السريعة التي يسعى إليها ترمب وفريقه. وقال مسؤول أميركي سابق، إن "نتنياهو من النوع الذي يواصل الضغط، وهذا قد يُغضب ترمب". وضغطت إدارة ترمب مؤخراً على نتنياهو وحكومته للسماح بإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المدمر. كما وضع الرئيس الأميركي مسافة بينه وبين الحكومة الإسرائيلية، إذ توصل إلى وقف لإطلاق النار مع الحوثيين في اليمن دون إشراك تل أبيب، وتجاوز معارضة نتنياهو في محاولته للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. كما اعتُبر قرار ترمب بعدم زيارة إسرائيل خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط أيضاً "تجاهلاً علنياً" وفقاً لـ"بوليتيكو". ودخل ترمب البيت الأبيض وهو يأمل أن يكون الملف الإسرائيلي بوابة لانتصارات سريعة، إذ أرسل مبعوثه الخاص للشرق الوسط ستيف ويتكوف، للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" حتى قبل تنصيبه في يناير الماضي، فيما بدا أنه انتصار مبكر. لكن هذا النجاح كان قصير المدى، فقد انهار الاتفاق في مارس الماضي، لكن مع ضعف حركة "حماس" وتراجع إيران، يرى الكثيرون في إدارة ترمب فرصة لإنهاء القتال في غزة، والتوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، في حين يريد نتنياهو الاستمرار في الحرب، ويعارض المحاولات الأميركية للتوسط في اتفاق مع إيران، بحسب "بوليتيكو". وقال مسؤول في الإدارة الحالية ومسؤول سابق للمجلة، إن ترمب يتلقى "نصائح متباينة" بشأن كيفية التعامل مع إسرائيل. فوزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب رئيس موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA جون راتكليف يحملون آراء مؤيدة بشدة لإسرائيل، بينما تدعو مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد إلى نهج أكثر توازناً في التعامل مع الحليف الأميركي. ونتيجة لهذا الانقسام، التزم ترمب الصمت بشأن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، بحسب ما ذكر مسؤول أميركي للمجلة.

قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب
قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب

وجد آلاف الطلبة الأجانب داخل جامعة هارفرد الأميركية أنفسهم في أزمة إدارية اليوم الجمعة، إذ بدأوا البحث عن بدائل بعدما منعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجامعة من تسجيل طلبة من خارج الولايات المتحدة. ويوجد في هارفرد ما يقارب 7 آلاف طالب أجنبي يمثلون نحو 27 في المئة من إجمال الطلبة المسجلين. ورفعت الجامعة اليوم دعوى قضائية ضد إدارة ترمب بسبب هذا القرار. وأوقفت قاضية المحكمة الجزئية الأميركية أليسون بوروز قرار إدارة ترمب الذي كان يهدف إلى تعزيز جهود البيت الأبيض لمواءمة الممارسات الأكاديمية مع سياسات الرئيس. وأصدرت بوروز، التي عينها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، أمراً موقتاً بتجميد قرار إدارة ترمب. وتلقت جامعة هارفارد ضربة جديدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحرمانها من تسجيل الطلاب الأجانب، وهو أمر تردد صداه على نطاق أوسع، إذ إنه يستهدف مصدراً رئيساً للدخل لمئات الكليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقال تشاك أمبروز، المستشار التعليمي والرئيس السابق لجامعة سنترال ميزوري الأميركية، إنه بالنظر إلى أن الطلاب الأجانب يدفعون على الأرجح الرسوم الدراسية كاملة فإنهم يدعمون بصورة أساسية الطلاب الآخرين الذين يحصلون على دعم. وقال روبرت كيلتشن، الأستاذ بجامعة تنيسي والباحث في الشؤون المالية للجامعات، إن خطوة الإدارة الأميركية بوقف تسجيل الطلاب الأجانب ضربة كبيرة لجامعة هارفارد، وتبعث برسالة إلى الجامعات الأخرى "قد يكون الدور التالي عليكم". وهذا هو ما قالته كريستي نويم وزيرة الأمن الداخلي أمس الخميس خلال لقاء تلفزيوني، فعندما سئلت عما إذا كانت الإدارة تدرس اتخاذ خطوات مماثلة في جامعات أخرى، بما في ذلك جامعة كولومبيا في نيويورك، أجابت نويم "بالتأكيد، نفعل ذلك، يجب أن يكون هذا تحذيراً لكل الجامعات الأخرى". ويبلغ عدد الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد 6800 طالب، يمثلون 27 في المئة من إجمالي الطلاب المسجلين فيها. ويأتي إعلان يوم الخميس في وقت تسعى فيه الجامعات بالفعل للتعامل مع تداعيات التخفيضات الاتحادية الضخمة في تمويل الأبحاث، وتقول إدارة ترمب إن هارفارد أخفقت في التعامل مع معاداة السامية والمضايقات على أساس عرقي في حرمها، وجرى تجميد أو إنهاء ما يقرب من 3 مليارات دولار من العقود الاتحادية والمنح البحثية لها في الأسابيع الماضية، ولم تعلق هارفارد أو كولومبيا على التأثير المالي لخطوة يوم الخميس. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن إدارة ترمب سدت أمس الخميس الطريق أمام قبول جامعة هارفارد للطلاب الأجانب، وأنها تفرض على الطلاب الحاليين الانتقال إلى جامعات أخرى أو فقدان وضعهم القانوني. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء في بيان لوزارة الأمن الداخلي أن الوزيرة كريستي نويم أصدرت أمراً بإنهاء اعتماد برنامج جامعة هارفارد للطلاب وتبادل الزوار، واتهمت نويم الجامعة "بتأجيج العنف ومعاداة السامية والتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني". وأعلنت جامعة هارفارد أن خطوة إدارة ترمب، التي تشمل آلاف الطلاب، غير قانونية وتصل إلى مستوى الانتقام. وتمثل هذه الحملة على الطلاب الأجانب تصعيداً كبيراً في حملة إدارة ترمب على الجامعة المرموقة بولاية ماساتشوستس، التي برزت واحدة من أهم أهداف ترمب المؤسسية. وقالت الوزارة إن هذه الخطوة جاءت بعد أن رفضت هارفارد تقديم معلومات كانت نويم طلبتها، عن بعض حاملي التأشيرات من الطلاب الأجانب الذين يدرسون فيها. وأضافت نويم في بيان "هذا امتياز، وليس حقاً، للجامعات أن تقبل الطلاب الأجانب وأن تستفيد من مدفوعاتهم الدراسية الأعلى للمساعدة في تعزيز تبرعاتها التي تبلغ مليارات الدولارات". ورفضت هارفارد هذه الادعاءات، وتعهدت بدعم الطلاب الأجانب. وقالت الجامعة في بيان "إن خطوة الحكومة غير قانونية، هذا الإجراء الانتقامي يهدد بإلحاق ضرر جسيم بمجتمع هارفارد وببلدنا، ويقوض رسالة هارفارد الأكاديمية والبحثية". وأكدت الجامعة التزامها التام بتعليم الطلاب الأجانب، وأنها تعمل على إعداد إرشادات للطلاب المتضررين. وبذل ترمب، المنتمي للحزب الجمهوري، جهوداً استثنائية لإصلاح الكليات والمدارس الخاصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي يقول إنها تعزز الفكر المعادي للولايات المتحدة والمؤيد للماركسية و"اليسار الراديكالي"، وانتقد جامعة هارفارد تحديداً لتوظيفها شخصيات ديمقراطية بارزة في مناصب التدريس أو القيادة.

ترامب والشرق الأوسط.. سياسة أميركية جديدة
ترامب والشرق الأوسط.. سياسة أميركية جديدة

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

ترامب والشرق الأوسط.. سياسة أميركية جديدة

كانت زيارة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة إلى كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر زيارة مميزة لأسباب عدة. فقد تمحورت اجتماعاته حول التعاون الاقتصادي والأمني، وشملت قائمة طويلة من الاتفاقيات الثنائية في مجالات مبيعات الطائرات العسكرية والتجارية، ومشاريع الطاقة والذكاء الاصطناعي وتطوير مراكز البيانات. وإذا تم تنفيذ هذه المشاريع، فسيستفيد الجميع، وسيكون من حق ترامب أن يدّعي أن هذه الصفقات ستساعد الشركات الأميركية والاقتصاد الأميركي.هناك تطوران آخران يشيران إلى أن تحركات ترامب تمثل قطيعة مع الدبلوماسية الأميركية السابقة في المنطقة. أولاً، لم يزر إسرائيل. فمنذ عام 1967 كانت إسرائيل أقرب حليف للولايات المتحدة في المنطقة. ومع بعض الاستثناءات الملحوظة، حرص رؤساء الولايات المتحدة دائماً على إدراج زيارة إسرائيل ضمن جولاتهم في الشرق الأوسط، وذلك لإظهار التضامن، وتعزيز التزام الولايات المتحدة باحتياجات إسرائيل الأمنية. خلال فترته الرئاسية الأولى، كان دعم إسرائيل من أولويات ترامب، بما في ذلك قراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وتوسطه في اتفاقيات أبراهام التي حققت انفراجاً كبيراً في علاقات إسرائيل مع دول عربية مهمة. لكن بات من الواضح الآن أن إدارة ترامب تسعى إلى إنهاء الحرب في غزة، ودعم النظام الجديد في سوريا، ومحاولة إنهاء الأزمة النووية مع إيران. وفي كل من هذه القضايا هناك خلافات في الرأي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فقد التقى ترامب، دون استشارة نتنياهو، بالرئيس السوري أحمد الشرع في 14 مايو في السعودية، ووافق على رفع العقوبات الأميركية بهدف تحسين الاستقرار الإقليمي. وفي 18 مايو، التقى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، بشكل غير مباشر، مع وفد إيراني في عمان لمناقشة إمكانية حل الأزمة النووية. وتشير التقارير إلى أن نتنياهو لم يكن راضياً عن هذه الاجتماعات، وما يزال يعتقد أن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية قد يكون ضرورياً. وقد عارضت دول الخليج بشدة مثل هذا العمل، بما في ذلك احتمال شن هجوم مشترك إسرائيلي أميركي، لأنها تعتقد أنه سيزعزع استقرار المنطقة، ويهدد أمنها.أما التغيير الرئيس الثاني في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، فقد جاء في خطاب ألقاه ترامب في الرياض يوم 14 مايو، شدد فيه على أن تركيز السياسة الأميركية سيكون على التعاون الاقتصادي والأمني بدلاً من بناء الدول. وقال: «نحن لسنا هنا لنلقي المحاضرات، لسنا هنا لنقول للآخرين كيف يعيشون، أو ماذا يفعلون، أو من يكونون، أو كيف يعبدون». كان هذا الخطاب ورسائله بمثابة تباين واضح مع السياسة التي انتهجها الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش. ففي 20 يونيو 2005، ألقت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس كلمة في جامعة القاهرة، زاعمةً أن «الولايات المتحدة أعطت الأولوية للاستقرار على حساب الديمقراطية في الشرق الأوسط، وهي استراتيجية لم تحقق شيئاً. نحن الآن نسلك مساراً مختلفاً. نحن ندعم الطموحات الديمقراطية لجميع الشعوب». يتعاطف العديد من الأميركيين مع النهج الجديد الذي يتبناه ترامب في دبلوماسية الشرق الأوسط، لأنهم لا يزالون يتذكرون الحرب على العراق التي شُنت عام 2003 وما خلفته من عواقب كارثية على المنطقة. ومع ذلك، يشير منتقدو ترامب إلى أن نهج «عدم التدخل» الذي يدعو إليه في الشرق الأوسط يتناقض بشكل حاد مع المحاضرات التي ألقاها هو وإدارته تجاه الحلفاء في أوروبا، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا والنمسا، بسبب الاعتراض الشديد لدى حكومات هذه الدول على قادة اليمين المتشدد في بلدانها، والذين يدعمون روسيا في عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا. كما يلاحظون تدخله السياسي في جنوب أفريقيا، حيث عرض منح وضع لاجئ في الولايات المتحدة للمزارعين البيض الذين يَفترض أنهم يتعرضون لانتهاكات هناك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store