
هل تخفي فوائد الكركم مخاطر تهدّد الصحة؟ إختصاصيّون لـ "الديار": على بعض الفئات التنبّه!
في زمن باتت فيه النصائح الغذائية تتناقل بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت كثير من التوابل والمواد الطبيعية تُروَّج كمفاتيح سحرية للصحة والعلاج، دون أن يُرافَق ذلك أحيانًا بالتحذيرات العلمية اللازمة. من بين هذه المواد التي حازت اهتمامًا بالغًا في السنوات الأخيرة، يبرز الكركم الذي لطالما استُخدم في الطب الشعبي، ووجد طريقه لاحقا إلى الدراسات العلمية، التي سلّطت الضوء على خصائصه الفريدة، لا سيما احتواؤه على مادة "الكركمين"، المعروفة بتأثيراتها المضادة للالتهاب والأكسدة.
لكن، كما هو الحال مع عدد وفير من المواد الطبيعية، لا يمكن إغفال الجانب الآخر من الصورة. فالكركم على الرغم من فوائده المثبتة في عدد من الأبحاث، قد لا يكون آمنًا لجميع الفئات، خصوصا عند تناوله على شكل مكملات غذائية بجرعات عالية. وهنا تتجلى الحاجة إلى صوت علمي مهني يضع هذه المادة تحت المجهر، من دون مبالغة أو تهويل، بل بقراءة نقدية دقيقة تستند إلى المعطيات العلمية والأدلة السريرية، لتوضيح من يمكنه الاستفادة من هذه الخصائص، ومن ينبغي عليه تجنّبها.
في جميع الأحوال، ما بين الفوائد الصحية والتفاعلات الدوائية المحتملة، وبين الاستخدام الآمن في الطهو والاستخدام المُركّز في المكملات، تكمن تفاصيل ينبغي أن تُقال، ليس فقط من قبل المتخصصين، بل أن تصل إلى الجمهور بدقّة ووعي، بعيدًا عن اجتزاء المعلومات أو المبالغة في الترويج.
وعن هذا العنصر الخارق، يتحدث الصيدلي الدكتور علي خليل لـ "الديار" عن فوائد مادة الكركمين، مشددًا على أنها "تتميّز بخصائص مهمة جدا للجسم، خصوصا على صعيد الجهازين الهضمي والعصبي، والمفاصل والغضاريف، والجهاز المناعي، إذ تعمل كمضاد أكسدة قوي". كما يشير إلى "وجود دراسات تناولت أهميتها في مكافحة الأمراض السرطانية".
ويكشف: "أن الأطباء يصفون منتجات تحتوي على هذا المكوّن مثل "Turmera"، بالإضافة الى مستحضر آخر تحت اسم "Curcumin" لمعالجة مشاكل المفاصل والغضاريف، ومع ذلك، من المستحسن أن يتضمّن الـ "Turmera" الفلفل الأسود لزيادة فاعليته".
ويشدّد على "ضرورة تناول هذه المكملات بوصفة طبيب، إذ إنّ هناك حالات صحية لا يمكنها استهلاكها، من بينها الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للتجلّط، أو من يأخذون الحديد. فرغم أنّ الكركمين يُعتبر مكمّلًا غذائيا، إلا أن استشارة الطبيب تبقى ضرورية. وبالتالي لا يُفترض بأي فرد تناوله بشكل عشوائي. فكما لأي مكمل غذائي إيجابيات، قد تكون له أيضا سلبيات، لأنه قد يرفع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص، أو يسبّب القلق لآخرين".
يدعم المناعة ويقاوم الامراض الفتاكة
من جهتها، تشير اختصاصية التغذية كاتيا قانصو لـ "الديار" إلى أن "الكركم نبات عشبي معمر ينتمي إلى فصيلة الزنجبيلية، ويُستخدم على نطاق واسع كتوابل في الطهي، كما يحظى بمكانة رفيعة في الطب التقليدي. وتبرز أهميته الغذائية والطبية في احتوائه على عنصر الكركمين، وهو مركّب فعّال يتمتع بخصائص قوية مضادة للالتهابات والأكسدة، ما يسهم في دعم المناعة والحد من تطور بعض الأمراض المزمنة، بما فيها السرطان، إذ تساعد الكركمينات على إعاقة نمو الخلايا السرطانية وانتشارها". وتضيف "أن كل 100 غرام من الكركم يحتوي على نحو 354 سعرة حرارية، ما يجعله غنياً بالطاقة، رغم أن الكمية المستخدمة في الطهي عادةً ما تكون صغيرة جدًا".
وتشرح ان "الكركم يتفوّق بتركيبته الغنية التي تمنحه خصائص غذائية وصحية متعددة، إذ يشتمل على مزيج متوازن من الكربوهيدرات والألياف والبروتينات، إلى جانب الزيوت الطيارة التي تسهم في خصائصه العلاجية. كما يضمّ مجموعة واسعة من المعادن الأساسية مثل الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، المنغنيز، الفسفور والزنك، مما يجعله داعمًا لصحة العظام والوظائف الحيوية في الجسم. أما من الناحية الفيتامينية، فيتضمن الكركم فيتامينات مهمة تشمل فيتامين B12، فيتامين C، فيتامين E، فيتامين A، وفيتامين D، وهي عناصر تؤدي دورا محوريا في دعم المناعة وحماية الخلايا وتعزيز الصحة العامة".
وتشير قانصو الى ان "أبرز الفوائد الصحية المحتملة للكركم، تتمثل في دوره الفعّال كمضاد قوي للالتهابات بفضل احتوائه على مادة الكركمين، التي تُعد من المركبات الطبيعية المقاومة للالتهاب. كما يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، وتساعد في محاربة الجذور الحرة، ما يعزّز دوره الوقائي في مواجهة بعض أنواع السرطان. ويُستخدم في الطب الشعبي لتحسين صحة المفاصل وتخفيف أعراض الالتهاب، كما يساهم في تعزيز عملية الهضم عبر تقليل الانتفاخ والغازات، وتحفيز إفراز العصارة الصفراوية. أما على صعيد الكبد، فيُعتقد أنه يساعد في دعم وظائفه لإزالة السموم. وتشير بعض الأبحاث إلى فعاليته في تقوية صحة الدماغ، من خلال الوقاية من مرض الزهايمر".
وتتطرق إلى "دوره في تعزيز صحة القلب، إذ يُسهم في خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول، ما ينعكس إيجابا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. بالإضافة الى انه قد يؤدي دورا في تحسين الصحة النفسية، من خلال تأثيره المحتمل في تنظيم هرموني السيروتونين والدوبامين، مما يساعد في تقليل القلق ورفع المزاج".
وتشدد على "ضرورة توخي الحذر عند استخدام الكركم كمكمل غذائي، لا سيما عند تناوله بجرعات عالية، كما في الكبسولات أو المستخلصات المركزة، لان هناك فئات معينة يُفضّل أن تتجنّب استعماله دون استشارة طبية، مثل النساء الحوامل، إذ إن الجرعات المرتفعة من الكركم قد تُحفّز تقلصات الرحم، مما يزيد خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة. ومع ذلك، يعد استخدام الكركم كتوابل في الطعام آمنًا، بينما يُمنع تناول المكملات في هذه المرحلة الحساسة دون إشراف طبي".
وتنبّه إلى "خطورة تناوله من قبل مرضى حصى المرارة، أو من يعانون من مشاكل في القنوات الصفراوية، نظرًا إلى أن الكركم يُحفّز إفراز العصارة الصفراوية، ما قد يؤدي إلى تفاقم الألم أو التسبّب بالانسد".
وفي ما يتعلّق بمرضى اضطرابات النزيف، تشير إلى أن الكركم "قد يُبطئ تخثّر الدم، ما يزيد من خطر النزيف، خصوصاً عند أخذه بالتزامن مع أدوية مميّعة مثل "الوارفارين" أو "الأسبرين"".
وتوضح أن "الكركم قد يتفاعل مع عدد من الأدوية، من بينها أدوية مميعة للدم، مضادات الحموضة، أدوية السكري التي قد يؤدي إلى تضخيم مفعولها مسببا هبوطا حادا في مستوى السكر، إضافة إلى أدوية الكيماوي ومثبطات المناعة".
أما بالنسبة لمرضى الكبد، فتؤكد "أن المقادير العالية من الكركم قد تُرهق الكبد، على الرغم من فوائده المحتملة في الجرعات العادية، الأمر الذي يستدعي الحيطة في حال وجود أمراض كبدية". وتحذّر من تناوله قبل العمليات الجراحية، بحيث "يُفضل التوقف عن استخدام مكملات الكركم قبل موعد الجراحة بأسبوعين على الأقل، بسبب تأثيره في زيادة احتمالية النزيف".
وتختم قانصو بالتنويه الى انه "في ما يخصّ الأطفال، لا تتوافر دراسات كافية تضمن سلامة اخذ مكملات الكركم المركزة في هذه الفئة العمرية، ما يفرض التيقّظ وعدم اللجوء إلى استخدامها إلا بعد استشارة المختصين".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ ساعة واحدة
- تيار اورغ
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بشكل طبيعي
يتزايد في السنوات الأخيرة الاهتمام باتباع أنظمة غذائية صحية للحفاظ على الطاقة وتجنب السمنة والاحتفاظ بتوازن سكر الدم بشكل طبيعي. وبحسب ما نشره موقع Indian Express، يمكن أن يساعد تناول المشروبات الثمانية التالية على توازن سكر الدم: 1. ماء الليمون الدافئ يُساعد على تنشيط عملية الهضم وترطيب الجسم. كما يُحسّن ماء الليمون حساسية الأنسولين. 2. ماء الحلبة يعد ماء الحلبة علاجًا تقليديًا للمساعدة على ضبط سكر الدم عن طريق إبطاء هضم الكربوهيدرات. 3. شاي القرفة يُعرف شاي القرفة بقدرته على تعزيز حساسية الأنسولين وخفض مستويات الغلوكوز في الدم أثناء الصيام. 4. شاي أخضر يُحسّن الشاي الأخضر، الغني بمضادات الأكسدة، أيض الغلوكوز وحرق الدهون. 5. عصير الصبار إن تناول كمية صغيرة من عصير الصبار غير المُحلى يمكن أن يخفّض مستويات السكر في الدم ويُعزز صحة الأمعاء. 6. خل التفاح مع الماء إن تناول ملعقة صغيرة فقط في ماء دافئ يمكن أن يُساعد على تنظيم ارتفاع سكر الدم في الصباح، شريطة تناولها قبل الأكل. 7. ماء الكركم يُساعد هذا المشروب الذهبي المُضاد للالتهابات على إدارة مقاومة الأنسولين ودعم وظائف الكبد. 8. ماء الشعير إن ماء الشعير مشروب مُنعش غني بالألياف يُحافظ على استقرار سكر الدم ويُحسّن الشعور بالشبع.


ليبانون 24
منذ 3 ساعات
- ليبانون 24
6 فوائد لتناول البطاطا الحلوة.. تعرفوا إليها
تعد البطاطا الحلوة غذاء مفيدا، إذ تحتوي على عدد من الفيتامينات والمعادن، كما أنها تعزز من المناعة وصحة الجهاز الهضمي. وفي ما يلي 6 فوائد صحية للبطاطا الحلوة وفق دراسات طبية: البطاطا الحلوة مصدر ممتاز للألياف والفيتامينات والمعادن، إذ يحتوي الكوب الواحد من النوع المشوي منها (200 غرام) على: - السعرات الحرارية: 180 - الكربوهيدرات: 41 غرام - البروتين: 4 غرامات - الدهون: 0.3 غرام - الألياف: 6.6 غرام - فيتامينات "أي" و"سي"، ومنغنيز ونحاس وحمض البانتوثينيك والبوتاسيوم والنياسين. كما أن البطاطا الحلوة غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الجذور الحرة، حسبما ذكر موقع "هليث لاين" الطبي. تعزز صحة الجهاز الهضمي الألياف ومضادات الأكسدة الموجودة في البطاطا الحلوة مفيدة لصحة الأمعاء. وتحتوي البطاطا الحلوة على نوعين من الألياف: القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وكلاهما لا يتم هضمهما من قبل الجسم بل يبقيان في القناة الهضمية ويوفران فوائد صحية متعددة. ويتم تخمير بعض أنواع الألياف القابلة وغير القابلة للذوبان بواسطة بكتيريا القولون، ما يؤدي إلى إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تغذي خلايا بطانة الأمعاء وتحافظ على قوتها. وترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف (20–33 غراما يوميا) بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون وتحسين حركة الأمعاء. كما أن مضادات الأكسدة في البطاطا البنفسجية تساهم في تعزيز نمو البكتيريا النافعة، مما يحسّن صحة الأمعاء ويقلل خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي والإسهال المعدي. قد تساعد في محاربة السرطان تزخر البطاطا الحلوة بمجموعة من مضادات الأكسدة التي قد تُساعد في الوقاية من أنواع معينة من السرطان. على سبيل المثال، أثبتت دراسات أن "الأنثوسيانينات" الموجودة في البطاطا البنفسجية تُبطئ نمو خلايا سرطانية في المثانة والقولون والمعدة والثدي. كذلك أظهرت دراسات على الفئران أن النظام الغذائي الغني بالبطاطا البنفسجية قلل من معدلات الإصابة بسرطان القولون في مراحله المبكرة. البطاطا الحلوة، خاصة البرتقالية، غنية جدا بـ"البيتا كاروتين"، وهو مضاد أكسدة مسؤول عن لونها الزاهي. ويقوم الجسم بتحويل "البيتا كاروتين" إلى فيتامين "أي"، الذي يُستخدم لتكوين مستقبلات الضوء داخل العينين. وقد يؤدي نقص فيتامين "أي" إلى العمى الليلي أو حالة تُعرف باسم جفاف الملتحمة، الأمر الذي يجعل من تناول البطاطا الحلوة عاملا مساعدا في الوقاية من هذه الحالات. وجدت إحدى الدراسات على الحيوانات أن "الأنثوسيانينات" في البطاطا الحلوة تقلل من الالتهابات وتحمي الدماغ من التلف الناتج عن الجذور الحرة. دراسة أخرى أظهرت أن مكملات مستخلصة من البطاطا البنفسجية الغنية بالأنثوسيانينات حسّنت من الذاكرة وخفّضت مؤشرات الالتهاب الدماغي لدى الفئران. ورغم عدم توفر دراسات بشرية تؤكد ذلك حتى الآن، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضار ومضادات الأكسدة تُقلل خطر تدهور القدرات الذهنية والخرف بنسبة تصل إلى 13 بالمئة. دعم جهاز المناعة البطاطا الحلوة البرتقالية من أغنى المصادر الطبيعية بـ البيتا كاروتين"، الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين "أي" المهم لجهاز المناعة، ونقصه في الدم مرتبط بانخفاض القدرة المناعية. كما يلعب دورا في الحفاظ على صحة الأغشية المخاطية، خصوصا في بطانة الأمعاء، التي تُعد خط الدفاع الأول ضد مسببات الأمراض. (سكاي نيوز عربية)


الديار
منذ 11 ساعات
- الديار
سرطان اللسان... العوامل المؤدية... والإهمال الفموي القاتل
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعد سرطان اللسان أحد أنواع سرطانات الفم التي تشكّل تهديدا صامتا للصحة العامة، رغم أن اللسان من الأعضاء الصغيرة في الجسم، إلا أنه قد يكون موضعًا لنوع خطير من السرطان يصعب اكتشافه في مراحله الأولى. هذا المرض يمكن أن يؤثر في الحياة اليومية للمريض، من حيث النطق، والبلع، والإحساس بالطعم، ويتطلب وعيًا مبكرًا بالأسباب المؤدية له والتداعيات الناتجة منه من أجل الوقاية والتعامل السريع مع الأعراض. سرطان اللسان هو نوع من السرطانات يصيب خلايا اللسان، ويظهر إما على الجزء الظاهر من اللسان (الجزء الأمامي) وهو الأكثر شيوعا، أو على قاعدة اللسان القريبة من الحلق، وهو ما يُعرف بسرطان قاعدة اللسان. هذا المرض يصنّف ضمن سرطانات الخلايا الحرشفية، وهي الخلايا الرقيقة المسطحة التي تغطي سطح اللسان. غير أنّ بعض العوامل تبرز بشكل خاص كمحفزات رئيسية للإصابة. في طليعة هذه الأسباب يأتي التبغ، سواء في شكله المدخّن أو الممضوغ، إذ يحتوي على مركبات كيميائية سامة تؤدي إلى إحداث طفرات جينية داخل الخلايا اللسانية، ما يساهم في تحوّلها إلى خلايا سرطانية. ويزداد الخطر عندما يقترن التدخين بالإفراط في شرب الكحول، حيث تشير الدراسات إلى أن الجمع بين هذين العاملين يضاعف احتمال الإصابة بسرطان اللسان بأكثر من أربعة أضعاف. إضافة إلى ذلك، يُعتبر فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من العوامل الفيروسية المرتبطة بأنواع مختلفة من سرطانات الفم، لا سيما سرطان قاعدة اللسان. هذا الفيروس ينتقل عبر الاتصال الجنسي وقد يظل كامنًا في الجسم لفترة طويلة قبل أن يُظهر تأثيراته، مما يزيد من تعقيد اكتشافه المبكر. من جهة أخرى، يُسهم إهمال نظافة الفم وضعف العناية بصحة الأسنان في خلق بيئة خصبة لنمو السرطان، إذ تؤدي الالتهابات المزمنة أو وجود أسنان تالفة تُحدث جروحا مستمرة إلى تغيّرات في طبيعة الخلايا، ما يمهد الطريق لتطور الخلايا الخبيثة. ولا يمكن إغفال الأثر الذي تؤديه العوامل الوراثية والجينية، إذ إن بعض الأفراد قد يحملون استعدادًا جينيًا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة، خاصة إذا تكررت حالات الإصابة بسرطان الرأس أو العنق ضمن تاريخهم العائلي. بناءً على ذلك، يصبح من الضروري تعزيز الوعي بهذه العوامل والتشجيع على الفحوصات الدورية والتوقف عن السلوكيات الخطرة، للحد من انتشار هذا المرض وتمكين الكشف المبكر عنه، بما يساهم في رفع معدلات الشفاء وتقليل نسب الوفاة المرتبطة به. إنّ الإصابة بسرطان اللسان لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل تشمل تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة. فالمريض قد يواجه صعوبات في تناول الطعام، والتحدث، وحتى التنفس في الحالات المتقدمة. كما أن الجراحات والعلاجات، خصوصا إذا كانت في مراحل متقدمة، قد تترك آثارا دائمة مثل فقدان جزء من اللسان، أو تغيير في الصوت. على الصعيد النفسي، يعاني العديد من المرضى من القلق والاكتئاب نتيجة التغيّرات في مظهرهم أو وظائفهم الجسدية، ما يستدعي دعما نفسيا مستمرا خلال رحلة العلاج. رغم خطورة المرض، فإن الوقاية منه ممكنة من خلال تجنّب العوامل المسببة له، وأهمها الإقلاع عن التدخين والكحول، والحفاظ على نظافة الفم، والفحص الدوري لدى طبيب الأسنان. كما يُنصح بالتطعيم ضد فيروس HPV، خاصة للشباب، للحد من فرص الإصابة. الفحص الذاتي يؤدي أيضا دورا مهما، فإذا لاحظ الشخص ظهور تقرحات في اللسان لا تلتئم، أو بقع حمراء أو بيضاء، أو صعوبة مفاجئة في النطق أو البلع، فعليه استشارة طبيب مختص دون تأخير.