
الذكاء الاصطناعي في الأبحاث: نظرة على العيوب والمزايا
ان الذكاء الاصطناعي يتفوق حاليًا بالفعل على البشر في أكثر من 20 مهمة، أوردها الاستطلاع كمثال على استخدامات التقنية. وشملت قائمة هذه المهام مراجعة مجموعات ضخمة من الأوراق البحثية وتلخيص نتائج الأبحاث، ورصد الأخطاء في كتابتها والتحقق من ارتكاب السرقات العلمية ونَظْم الاستشهادات البحثية...
رغم الزخم الذي يشهده الاهتمام باستخدام الذكاء الاصطناعي لإسراع وتيرة الأبحاث، وتذليل المزيد من صعوباتها وإتاحتها على نطاق أكبر، يرى باحثون أنهم بحاجة إلى المزيد من الدعم لاستكشاف إمكانات هذه التقنية.
أظهر استطلاع رأي أجرته شركة النشر «وايلي» Wiley وشمل نحو 5 آلاف باحث في أكثر من 70 دولة، أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مهام مثل إعداد المسودات البحثية، وكتابة طلبات المنح البحثية ومراجعات الأقران من المتوقع أن يحظى بقبول واسع في غضون العامين المقبلين.
توجَّه الاستطلاع بسؤال للباحثين عن كيفية استخدامهم حاليًا لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي — ومنها روبوتات الدردشة مثل «تشات جي بي تي» ChatGPT و«ديبسيك»DeepSeek ، كما تقصى آراءهم فيما يخص العديد من التطبيقات المحتملة لهذه الأدوات. وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن غالبية الباحثين رأوا أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا محوريًا في البحث والنشر العلمي (انظر الشكل "الاستخدامات المقبولة"). إذ أعرب أكثر من نصفهم عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي يتفوق حاليًا بالفعل على البشر في أكثر من 20 مهمة، أوردها الاستطلاع كمثال على استخدامات التقنية. وشملت قائمة هذه المهام مراجعة مجموعات ضخمة من الأوراق البحثية وتلخيص نتائج الأبحاث، ورصد الأخطاء في كتابتها والتحقق من ارتكاب السرقات العلمية ونَظْم الاستشهادات البحثية. كذلك توقعت نسبة تربو على نصف عدد المشاركين في الاستطلاع أن يسود خلال العامين المقبلين استخدام الذكاء الاصطناعي في 34 من أصل 43 من أمثلة استخدامات الذكاء الاصطناعي التي طرحها الاستطلاع.
تعقيبًا على هذه النتائج، يقول سيباستيان بورسدام مان، وهو باحث من جامعة كوبنهاجن يُعنى بدراسة الجوانب العملية والأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث: "اللافت حقًا هو أن وضع كهذا وشيك. ومن سيطالهم هذا التأثير - وأعني بذلك الجميع لكن بدرجات متفاوتة - عليهم البدء في التحرك" لمواجهة هذا الموقف.
نتائج الاستطلاع، التي صدرت على الإنترنت في الرابع من فبراير الماضي، أعلنتها شركة «وايلي» الكائن مقرها في مدينة هوبوكين بولاية نيوجيرسي الأمريكية. وعنها، يقول جوش جاريت، النائب الأول لرئيس فريق تنمية الذكاء الاصطناعي بالشركة والمدير العام للفريق أنه يأمل أن تخدم في رسم خريطة طريق ترشد جهود المبتكرين والشركات الناشئة في سعيهما إلى فرص لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي. وأضاف: "ثمة قبول واسع لفكرة نهوض الذكاء الاصطناعي مستقبلًا بإعادة تشكيل ملامح عالم الأبحاث".
استخدام محدود
تقصى الاستطلاع آراء 4946 باحثًا في مختلف أنحاء العالم، شكل الباحثون ممن في مقتبل سيرتهم المهنية 27% منهم. وأظهرت نتائجه، ربما على غير المتوقع، بحسب ما يشير جاريت "أن هذه الأدوات لا تُستخدم حقيقةً كثيرًا في المهام اليومية". فبين الدفعة الأولى من المشاركين في الاستطلاع، بلغت نسبة من أفادوا بأنه سبق لهم فعليًا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أداء المهام البحثية 45% فقط (1043 باحثًا). وكانت الترجمة والتدقيق اللغوي وتحرير المسوَّدات البحثية هي الاستخدامات الأكثر ورودًا في إجاباتهم (انظر الشكل "استخدامات الذكاء الاصطناعي").
ورغم أن نسبةً من هؤلاء (81%) قد صرحوا بأنهم استخدموا في السابق لأغراض شخصية أو مهنية نظام الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» - الذي ابتكرته شركة «أوبن إيه آي» Open AI الأمريكية - لم يفد إلا ثلث هذه المجموعة بأنه سمع بأدوات ذكاء اصطناعي توليدي أخرى مثل نظام «جيميناي» Gemini، الذي أنتجته شركة «جوجل»، أو نظام «كوبايلوت» Copilot الذي طرحته شركة «مايكروسوفت». غير أنه ظهر تفاوت واضح بين الدول والمجالات العلمية المختلفة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، كان الباحثون في الصين وألمانيا هم الأكثر استخدامًا لهذه الأدوات، في حين نزع علماء الحاسوب أكثر من غيرهم لاستخدامها في مهامهم.
بيد أن غالبية المشاركين أعربوا عن استعدادهم للتوسُّع في استخدام الذكاء الاصطناعي. فأبدت نسبة قوامها 72% منهم باعتزامها خلال العامين المقبلين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإعداد المسودات البحثية، وذلك في مهام مثل رصد أخطاء كتابة الأبحاث والتحقق من ارتكاب السرقات البحثية ونَظم الاستشهادات البحثية. ورأى 62% منهم أن الذكاء الاصطناعي يتفوق بالفعل على البشر في هذه المهام (انظر الشكل "من الأبرع في هذه المهام؟ البشر أم الذكاء الاصطناعي؟").
كذلك أعرب 67% من المشاركين في الاستطلاع عن تشوقه لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في معالجة كميات كبيرة من المعلومات، على سبيل المثال، في إطار المساعدة في مراجعة الأدبيات العلمية وتلخيص الأوراق البحثية ومعالجة البيانات. وأبدى الباحثون ممن في مقتبل مسيرتهم المهنية استعدادًا أكبر من زملائهم الأقدم خبرة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة طلبات المنح البحثية والعثور على جهات يمكنهم إبرام تعاوُن بحثي معها. تعقيبًا على هذا الكشف الأخير، يقول بورسدام مان: "كلا هاتين المهمتين تُغدوان أسهل مع الخبرة والأقدمية. واستخدام الذكاء الاصطناعي سبدد الفوارق هنا بعض الشيء".
غير أن الباحثين أظهروا اقتناعًا وإيمانًا أضعف بقدرات الذكاء الاصطناعي في المهام الأكثر تعقيدًا مثل الوقوف على مواطن القصور في المؤلفات البحثية واختيار الدوريات التي يمكن التقدم إليها بطلب نشر المسودات البحثية والتوصية بمراجعي الأقران أو اقتراح استشهادات بحثية ذات صلة. ورغم أن 64% من المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن ترحيبهم بفكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المهام خلال العامين المقبلين، رأت غالبية المشاركين في الاستطلاع أن البشر ما زالوا يتمتعون بالأفضلية في هذه المناطق
عقبات وفرص
رغم تعاظم الاهتمام باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، يشير الاستطلاع إلى أن الباحثين يحتاجون إلى المزيد من الدعم للتحلي بالثقة لدى التعويل على هذه الأدوات. فرأى ثلثا الباحثين المشاركين في الاستطلاع أن غياب التوجيهات والتدريب اللازم في هذا السياق يحول دون استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي بالقدر الذي ينشدونه (انظر الشكل "مخاوف") كذلك ساورت باحثون مخاوف بشأن مدى أمان استخدام هذه الأدوات: على سبيل المثال، أفاد 81% من المشاركين في الاستطلاع بأن لديهم مخاوف إزاء دقة أدوات الذكاء الاصطناعي، واحتمالية ارتكابها لانحيازات بحثية ، واختراقها لخصوصيتهم فضلًا عن غياب الشفافية فيما يتعلق بالكيفية التي تدربت بها هذه الأدوات.
في هذا الإطار، يقول جاريت: "نرى أن جهات نشر الأبحاث وغيرها من الجهات المنوطة تقع عليها مسؤولية كبيرة في المساعدة على توعية الباحثين". إذ أفاد 70% من المشاركين في الاستطلاع برغبتهم في أن توفر جهات النشر توجيهات واضحة فيما يخص الاستخدامات المقبولة للذكاء الاصطناعي في كتابة الأبحاث، ورأى 69% منهم أن على الناشرين مساعدتهم في تلافي الأخطاء والانحيازات البحثية.
تعقيبًا على ذلك، تقول تيجاسويني أروناتشالا مورثي، إحدى المشاركات في الاستطلاع، وهي اختصاصية تغذية لحالات الرعاية المركزة في جامعة أديليد في أستراليا: "لابد من عقد تدريب موحد، وأن يكون إلزاميًا، شأنه في ذلك شأن التدريبات التي تنعقد في كافة أنحاء العالم للتدريب على الممارسات الإكلينيكية الجيدة. ونحن على استعداد لتخصيص الوقت لذلك. ولدينا الاستعداد والرغبة في اكتساب المعارف في هذا الإطار. وعلى كل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي...تدريبنا على كيفية استخدامه على الوجه الملائم".
من هنا، تجري شركة «وايلي» المزيد من المقابلات مع الباحثين وتجمع آراءهم لتحديث توجيهاتها الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تعتزم نشرها في غضون الأشهر المقبلة. وهذه التوجيهات من شأنها أن تساعد الباحثين في الوصول إلى فهم أفضل لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي على نحو آمن في الأبحاث، ويدخل في ذلك فهم الحالات التي يكون فيها المنظور البشري ضروريًا، والمعلومات التي ينبغي الإفصاح عنها عندئذ. وهنا، يقول جاريت: "لا أحسب أن أيًا منا على استعداد للتوصية بتفضيل أداة على أخرى". ويضيف أن هدف الشركة هو "تقديم توجيهات عامة حول كيفية توخي الأمان والبدء في نشر الممارسات المثلى".
doi: https://doi.org/10.1038/d41586-025-00343-5
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ يوم واحد
- ليبانون ديبايت
ذكاء إصطناعي صيني على هواتف "آيفون"... والكونغرس يتحرك!
يجري البيت الأبيض وعدد من المُشرّعين في الكونغرس تحقيقًا رسميًا بشأن شراكة جديدة بين شركة "آبل" الأميركية وعملاقة التكنولوجيا الصينية "علي بابا"، وذلك على خلفية خطط "آبل" لإتاحة برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوّره "علي بابا" على هواتف "آيفون" المخصصة للسوق الصينية، وفق ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة أنّ السلطات الأميركية تُبدي قلقًا متزايدًا من أن تُسهم هذه الشراكة في تمكين "علي بابا" من تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصةً في ما يتعلق بتطوير برامج الدردشة التفاعلية الخاضعة لرقابة الدولة الصينية. كما أثار الاتفاق احتمال خضوع "آبل" للقوانين الصينية الصارمة المرتبطة بالرقابة الإلكترونية ومشاركة البيانات مع الجهات الحكومية، وهو ما يُمثّل مصدر قلق بالغ للمشرّعين الأميركيين. ويخشى عدد من أعضاء الكونغرس من أن تصبح "آبل"، في سعيها للحفاظ على حصتها في السوق الصينية العملاقة، أكثر انصياعًا لمتطلبات بكين القانونية، ما قد يؤثر على معايير الخصوصية العالمية التي تروّج لها الشركة في الأسواق الغربية. وتُعد هذه المخاوف جزءًا من سياق أوسع يشهد تصاعدًا في التوترات التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين. التحقيق الأميركي يأتي في لحظة حسّاسة تشهد فيها الدولتان سباقًا محمومًا لقيادة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي حققته نماذج لغوية وتطبيقات ذكاء اصطناعي طورتها شركات أميركية كـ "OpenAI" و"Google"، في مقابل جهود صينية متسارعة لتقليص الفجوة في هذا القطاع. في شباط الماضي، أكدت شركة "علي بابا" بشكل رسمي شراكتها مع "آبل"، موضحة أنها ستوفر خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما في ذلك نموذج "ديب سيك" (DeepSeek)، لدعم هواتف "آيفون" في الصين. ويُشار إلى أن "ديب سيك" اكتسب شهرة واسعة خلال هذا العام، بعدما قدّم بدائل أرخص بكثير من النماذج الغربية، ما عزّز مكانة "علي بابا" في سوق الذكاء الاصطناعي الصينية شديدة التنافسية. في المقابل، لم تُدلِ شركة "آبل" حتى الآن بأي تعليق رسمي بشأن فحوى الشراكة أو طبيعة التزاماتها تجاه السلطات الصينية، وهو ما يزيد من الغموض والقلق في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.


النهار
منذ 4 أيام
- النهار
شركة "أوبن إيه آي" تدرس إنشاء مركز بيانات في الإمارات
تتجه شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) إلى دراسة إمكانية إنشاء مركز بيانات جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن خطّة لتعزيز حضور الشركة في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لمصادر مطلعة على القضية. ورغم أن الصفقة لم تُؤكّد بشكل نهائي، وقد تشهد تغييرات، فإن الإعلان المتوقّع عنها قد يأتي هذا الأسبوع، بالتزامن مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، وفق ما ذكر الأشخاص الذين فضّلوا عدم الكشف عن هويّاتهم، نظراً إلى حساسية المحادثات. ومن المقرّر أن يصل ترمب إلى الإمارات يوم الخميس المقبل. في المقابل، يرافق الرئيس التنفيذيّ لشركة "أوبن إيه آي"، سام ألتمان، في جولته التي تشمل منطقة الشرق الأوسط عدداً من قادة قطاع التكنولوجيا. وقد رفضت الشركة التعليق على الموضوع. توسيع بنية الذكاء الاصطناعي تسعى "أوبن إيه آي"، المطوّرة لتقنية "تشات جي بي تي"، في الوقت الحالي، إلى تشكيل شراكات مع الحكومات العالمية، لتعزيز تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، بما يساهم في تعزيز الريادة الأميركية في هذا المجال. ويعتبر هذا المشروع جزءاً من سلسلة استثمارات استراتيجية في المنطقة، تتزامن مع زيارة ترمب، وتتضمن أيضاً تعزيز وصول المملكة العربية السعودية إلى تقنيات أشباه الموصِّلات المتطورة. العلاقات الإماراتية مع "أوبن إيه آي" تمتلك "أوبن إيه آي" علاقة استراتيجية طويلة مع دولة الإمارات، بدأت في عام 2023 عبر شراكة مع شركة الذكاء الاصطناعي "جي 42" (G42) التي تتخذ مقراً في أبوظبي. وفي 2024، حصلت "جي 42" على استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار من شركة "مايكروسوفت"، التي تعدّ الداعمة الرئيسية لـ "أوبن إيه آي". كذلك شاركت "إم جي إكس" (MGX)، الذراع الاستثمارية، التي يشرف عليها أحد أفراد العائلة الحاكمة في الإمارات، في جولة تمويل قامت بها "أوبن إيه آي" في تشرين الأول/أكتوبر 2023 بقيمة 6.6 مليارات دولار. إضافة إلى ذلك، يخطط "إم جي إكس" للمشاركة في مشروع مشترك تبلغ قيمته 100 مليار دولار بين "أوبن إيه آي"، "سوفت بنك" (SoftBank) و"أوراكل" (Oracle)، بهدف تطوير بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. تفاصيل غير واضحة حول مركز البيانات بالرغم من التوجه نحو إقامة مركز بيانات في الإمارات، فإن التفاصيل المتعلقة بالسعة المحددة للمركز ما تزال غير واضحة، وفقاً للمصادر المطلعة، كما أن تنفيذ المشروع يعتمد بشكل كبير على قدرة "أوبن إيه آي" على استيراد رقائق "إنفيديا" (Nvidia) المتطورة، وهي الرقاقات اللازمة لتدريب وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. منذ عام 2023، فرضت الولايات المتحدة قيوداً على تصدير هذه الرقاقات إلى عدد من الدول، بما في ذلك الإمارات، ولكن مؤشرات بدأت تظهر، وتدلّ على اقتراب إدارة ترمب من التوصل إلى اتفاق يسهل وصول الإمارات إلى هذه التكنولوجيا، وفقاً لتقرير نشرته "بلومبرغ نيوز". الرقائق الأميركية: قيود واحتمالات جديدة تفيد تقارير "بلومبرغ" بأن الاتفاق المحتمل بين الولايات المتحدة والإمارات قد يسمح للأخيرة باستيراد أكثر من مليون رقاقة متطوّرة من "إنفيديا"، سيخصص أغلبها لصالح الشركات الأميركية التي تقوم بإنشاء مراكز بيانات في الإمارات. تُظهر إدارة ترمب استعداداً أكبر مقارنة بإدارة بايدن لتسهيل صادرات أشباه الموصّلات إلى دول الشرق الأوسط، في الوقت الذي تلتزم فيه دول خليجية بضخّ استثمارات ضخمة في القطاعات التكنولوجية والبنية التحتية في الولايات المتحدة. مع ذلك، تبقى هناك تساؤلات حول الضوابط المتعلّقة بمنع الصين من الوصول إلى المعدات اللازمة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. من جهتها، أعلنت إدارة ترمب نيتها إلغاء الإطار التنظيمي الذي وُضع في عهد بايدن، والذي كان يهدف لمعالجة بعض التحدّيات الأمنية والاستراتيجية، في حين يجري حالياً إعداد لوائح تنظيمية جديدة على مستوى عالمي لصناعة الرقائق، وفق ما أفادت "بلومبرغ".


النهار
منذ 5 أيام
- النهار
امرأة تطلب الطلاق بعد أن "تنبأ" ChatGPT بخيانة زوجها لها عبر فنجان قهوته
أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية بشكل متزايد، ليس للمساعدة في العمل أو الدراسة فحسب، بل ربما أيضاً للتدخل في الحياة الشخصية. وأفادت تقارير إعلامية يونانية أن إحدى النساء وثقت كثيراً بقدرات ChatGPT على التنبؤ بأنشطة زوجها عندما لا يكون معها، إذ طلبت الأم، التي لم يُكشف عن اسمها والمتزوجة منذ 12 عاماً، من البرنامج تحليل بقايا فنجان قهوة زوجها. قد يبدو الأمر غريباً، إلا أن قراءة بقايا القهوة في قاع الكوب هي إحدى الطرق الشعبية للتنبؤ بالمستقبل والمعروفة باسم "التبصير". وأدّى قرار هذه المرأة ختبار القدرات "الإعجازية" بالوسائل الرقمية إلى انهيار زواجها بشكل كبير بعد أن زعم ChatGPT أن زوجها يخونها. وأفادت صحيفة Greek City Times أن المرأة زودت البرنامج صورة لقاع فنجان قهوة زوجها قبل تلقيها النبوءة "العجيبة". وأطل الزوج في برنامج تلفزيوني حيث عبّر عن وجهة نظره في القصة، قائلاً إنها ليست المرة الأولى التي تسمح فيها زوجته لنفسها بالانجراف وراء قوى خارقة للطبيعة. وأوضح أنها "قبل بضع سنوات، زارت منجماً، واستغرق الأمر منها عاماً كاملاً لتتقبل أن كل ما تحدث به ليس حقيقياً". وأكّد أن القراءة التي تلقتها من ChatGPT أثّرت عليها بشكل كامل، بعد أن رفعت صوراً لها ولزوجها إلى البرنامج الذكي الذي زعم أن شريكها يُفكر في بدء علاقة غرامية خارج إطار الزواج مع امرأة يبدأ اسمها بحرف E. قراءة فنجان قهوة وأضاف في برنامج To Proino أن ChatGPT ذهب إلى أبعد من ذلك في القراءة، وفسّر بقايا القهوة على أنها تُشير إلى أنه كان يخونها بالفعل وأن "المرأة الأخرى" كانت تُخطط لتمزيق زواجهما. وتابع الزوج: "ضحكتُ من الأمر واعتبرته هراءً، لكنها أخذته على محمل الجد. طلبت مني المغادرة، وأخبرت أطفالنا أننا سنتطلق، ثم تلقيتُ اتصالًا من محامٍ. عندها أدركتُ أن هذه ليست مجرد مرحلة عابرة". ورفض الزوج الموافقة على الانفصال المتبادل، ولكن بعد ثلاثة أيام فقط، تم تسليمه رسمياً أوراق الطلاق. وأشارت التقارير إلى أن الزوج يقاوم حتى اللحظة محاولات زوجته للطلاق، إذ يرى محاميه أن ادعاءات ChatGPT لا أساس لها من الصحة القانونية، وأن موكله "بريء حتى يثبت العكس".