logo
هل النسوية 'فكرة غربية صُنعت لتدمير مجتماعاتنا'؟ #عاجل

هل النسوية 'فكرة غربية صُنعت لتدمير مجتماعاتنا'؟ #عاجل

سيدر نيوز١٣-٠٤-٢٠٢٥

Getty Images
كثيراً ما تُتّهم النساء العربيات، اللواتي يطرحن أفكاراً يعتبرها البعض 'متحررة' ويطالبن بحقوقٍ إنسانية بديهية، وكذلك الجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق النساء في المنطقة العربية بـ'استيراد مفاهيم غريبة عنا، نشرها الغرب بيننا وزرعها في رؤوسنا لتدمير مجتمعاتنا وتفكيك الأسرة'.
بمثل هكذا تعليق على منشورات 'ذات طابع نسوي' على وسائل التواصل الاجتماعي، يحذر معلّقون من تداعيات 'الأفكار النسوية' على عائلاتنا – هذا التحذير كثيرا ما يأخذ شكل الاتهام الخطير.
لماذا تروج نساء غربيات لفكرة 'الزوجة التقليدية'؟
بين ليلى علوي و نينا عبد الملك: لماذا تثير كلمة 'نسوية' الخوف وسوء الفهم؟
لكن، هل هناك أساس تاريخي يؤكد مثل هذا الاتهام؟
وماذا نعرف عن تاريخ النسوية في العالم العربي؟ وهل تختلف بمفهومها عن التجربة الغربية؟
'تهمة' النسوّية
تقول لينا عاشور، الأستاذة المساعدة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، إنّ هدف هذا الاتهام، يختلف بحسب من يقوله وبحسب دوافعه السياسية.
وبرأيها، إن جاء الاتهام من شخص من المنطقة العربية، فهدفه يكون 'تشويه أي أفكار نسوية ونسبها للغرب، فيقدم نفسه على أنه وطني ويحافظ على القيم الوطنية بنسب هذه الأفكار إلى مكان آخر'.
أما إذا أتت هذه الاتهامات من شخص غربي، يؤكد فيها أن النسوية مفهوم غربي فقط 'فهدف ذلك مختلف تماماً، إذ يُعتبر ذلك عنصرية بحتة'، وفقا لعاشور.
وتوضّح فكرتها بأن ذلك ينبع من فكرة بعض الغربيين بأن الشعوب العربية 'رجعية وليس لديها أفكار تقدمية'.
إلى جانب لينا عاشور، المتخصصة في 'نظرية النوع الاجتماعي ودراسة آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط'، تحدثتُ إلى سارة مراد، مؤسسة ومديرة مشاركة لبرنامج دراسات المرأة والجنس في الجامعة الأمريكية في بيروت.
تتفق كل من مراد وعاشور، على أنّ فكرة ارتباط النسوية بالغرب، تنفيها حقيقة أن الكثير من الأفكار والتحركات النسوية في المنطقة العربية عبر التاريخ، ارتبطت بالحراك المناهض للاستعمار الذي جاء إلى منطقتنا، وبحركات النضال الوطني، وليس العكس.
وتعلّق عاشور: 'من الملائم جداً للمشككين نزع الطابع السياسي عن التاريخ، ثم القول إن النسوية مستوردة من الغرب'.
هل هناك مشكلة في التعريف؟
تُعرّف الموسوعة البريطانية 'بريتانيكا' مصطلح 'النسوية' على أنه 'الإيمان بالمساواة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين الجنسين'.
وبحسب الموسوعة: 'على الرغم من أن النسوية نشأت في الغرب بشكل رئيسي، إلا أنها تنتشر عالمياً، وتمثلها مؤسسات متنوعة ملتزمة بالدفاع عن حقوق المرأة ومصالحها'.
إلا أنّ هذا التعريف قد يبدو غير دقيق لبعض المختصين بالجندر والنسوية، لأسباب وتفاصيل عديدة.
فعاشور مثلاً، تقول إنّ أحد الفوارق الرئيسية بين 'النسوية الليبرالية الغربية' وتاريخ النسوية في العالم العربي، يتمثل بأنّ 'الاستهلاك الغربي للنسوية عادةً ما يتركز على قضية واحدة ويناقشها وحدها دون سواها، هي الجندر (النوع الاجتماعي)'، بينما لطالما كانت النسوية في العالم العربي أكثر شمولاً، 'إذ لم تكن الأفكار النسوية يوماً منفصلة عن المطالبات الحقوقية المجتمعية والسياسية الأخرى' في المنطقة.
وتضيف، بسبب ذلك، عندما نحاول توثيق نتاج المفكرات النسويات العربيات المشهورات، وعندما نقارنهنّ بمثيلاتهنّ في الغرب، 'نشعر وكأنه ليس لدينا شخصيات كثيرة مقارنةً بالغرب. ولكن ذلك في الحقيقة هذا أمر غير دقيق'.
تشير عاشور الى أن الكثير من المفكرات والناشطات والعاملات والمناضلات العربيات، كنّ 'نسويات' تلقائياً، لكنهنّ لم يعرّفن عن أنفسهنّ كذلك، أي لم يستخدمن هذا التعبير (نسوية) للدلالة على هويتهنّ الفكرية، مما يُصعّب مهمة إيجادهنّ عندما البحث في التاريخ.
كما تطرح عاشور اختلافاً آخر في طريقة قيادة الحركة النسوية بين العالم العربي والغرب.
فتقول إنه في العالم العربي 'لا نعتمد الطريقة نفسها (في النضال)، بأن يكون لدينا شخصية نجمة رئيسية' تظهر كقائدة منفردة، وتقود حراكاً نسوياً.
كما تشير إلى غياب التخصص الأكاديمي في هذا المجال، عربياً.
فالطبيبة والمفكرة المصرية نوال السعداوي تعتبر من أبرز الكاتبات والمفكرات النسويات العربيات المشهورات، لكنّ ذلك لم يكن تخصصها الأكاديمي ولا مجال بحثها، 'وهذا في الحقيقة أمر غير مهم'، وفقاً لعاشور.
وفي لبنان، قتلت وردة بطرس، وهي عاملة تظاهرت للمطالبة برفع الأجور – ولم تقدم وردة بطرس أو رفيقاتها أنفسهنّ على أنهنّ مناضلات نسويات، إلا أنهنّ كنّ كذلك فعلاً.
فهنّ كن من بين العمّال والعاملات في إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي) – التي تأسست عام 1935 خلال الانتداب الفرنسي، وشاركن في تظاهرات وإضرابات عمالية عام 1946 للمطالبة بزيادة الأجور وغيرها من التفاصيل الحقوقية العامة، ومنها الخاصة بالنساء العاملات بالمؤسسة، فأطلقت القوات الأمنية الرصاص عليهم.
كيف كانت البدايات؟
في محاولة لرسم صورة عن بدايات ما وصل إلينا من معلومات عن نسويات عربيات، تعود بنا سارة مراد، من الجامعة الأمريكية في بيروت، إلى أواخر القرن التاسع عشر.
تحدّثني عن اللبنانية زينب فواز؛ فكتاباتها المنشورة كانت من بين أول ما وصلنا من مفكرات أو كاتبات نسويات عربيات.
وتقول: 'توثق بعض المراجع نشر زينب فوّاز لنصوص مدافعة عن حقوق المرأة في التعليم والعمل، في الصحف المصرية نحو عام 1892'.
كما تشير مراد إلى مي زيادة، المولودة في الناصرة لأب لبناني وأم فلسطينية.
'في مرحلة لاحقة من التاريخ، كتبت مي زيادة ثلاث قصص على الأقل عن حياة نساء أخريات غير معروفات، ركزت على حياتهنّ وإنجازاتهنّ، فكان ذلك بمثابة تأريخ لحقبات معينة، أشبه بموسوعة لإنجازات نسائية لم يكن أحد يعير الانتباه إليها'.
ونشر كتاب مي زيادة 'باحثة البادية' الذي يتناول قصة حياة الكاتبة المصرية ملاك حفني ناصف عام 1920.
من جهتها، تقول عاشور: 'يمكن التفكير بملاك حفني ناصف ضمن أوائل النساء النسويات خلال أواخر القرن التاسع عشر في مصر، حيث كانت تكتب عن حقوق النساء. ولكن لا يمكنني أيضاً القول إن ملاك حفني ناصر كانت أول نسوية عربية'.
حاول 'مركز معرفة المجتمع المدني' في لبنان، توثيق تسلسل زمني مبدئي عن مفكرات نسويات من البلاد.
ويبدأ التسلسل الزمني عام 1906، مع لبيبة هاشم، التي يصفها المركز بأنها 'من أوائل الرائدات في لبنان اللواتي نشرن دورياتٍ (مطبوعات) نسائية؛ إذ صدرت مطبوعة 'فتاة الشرق' بين العامين 1906 و1929، (وبعض المصادر ترجع تاريخ أوّل إصدارٍ لها إلى العام 1900).
دافعت تلك المطبوعة عن تحرير النساء، وحقّهنّ في التعليم والمشاركة السياسية.
وتشير عاشور إلى تفاصيل كثيرة تؤثر على وصول هذه الأفكار إلينا.
ومن بين هذه التفاصيل الطبقة الاجتماعية للشخص، وقدرته على تأمين مستوى تعليمي معيّن وقدرته على نشر الأفكار في مجلات أو صحف أو كتب كي تصل للأجيال اللاحقة.
وتعتقد عاشور أيضاً أنّ الكثير من الأسماء، يتم تجاهلها عادةً، لأسباب سياسية، إذ كانت معظم المفكرات النسويات في العالم العربي يساريات.
وتضيف: 'في فترة الحرب الباردة، كانت الحكومات الجديدة في المنطقة تسجن الاشتراكيين، وكانت السيدات تعانين أيضاً في ظل الأوضاع السياسية آنذاك'.
كما تعتبر أنه يتم تجاهل ذكر بعض السيدات أيضاً 'بسبب نضالهنّ المسلّح مثل الفلسطينية ليلى خالد'، والتي 'يوجد لها مقاطع فيديو وهي تطرح أفكاراً نسوية عديدة في ورش عمل'.
وتضيف: 'لذلك أقول إنه لا يمكنك دراسة النسوية في المنطقة لوحدها، بل عليك أيضاً دراسة تاريخ الحركات السياسية بشكل عام'.
وليلى خالد، فلسطينية سجنت وارتبط اسمها بعمليات عدة لل'الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين' أهمها يتعلق باختطاف طائرة إسرائيلية مدنيّة ومحاولة اختطاف ثانية.
أبرز الأفكار النسوية العربية
تميزت النسوية العربية بأفكار أخذت طابعها من المجتمع والمنطقة ذات الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتنوّع، فما أبرز هذه الأفكار؟
1) 'فضح النسوية العنصرية'
تعتقد الأستاذة الجامعية لينا عاشور أنّ أول مفكرة معروفة على نطاق واسع ناقشت هذه الفكرة، كانت الكاتبة والباحثة الاجتماعية المغربية فاطمة المرنيسي، التي تناولت العلاقة بين النسوية والإسلام.
وتوضّح بأن المرنيسي، ومن بعدها كثيرات، قلن لنسويّات الغرب 'أنتن أيضاً عالقات بمعايير الجمال وتحت ضغط الظهور والعمل بطريقة معينة دون سواها'، في انتقاد لنظرة غربيّة تعتبر النساء العربيات 'خاضعات'، بسبب ارتدائهنّ الحجاب وبسبب بعض المحظورات الاجتماعية الأخرى.
لذا، تعتبر عاشور أن 'الغرب يفكر بالمرأة وحقوقها بشكل حصري ضمن (سياق) مجتمعات الغرب. في هذا التعاطي الكثير من العنصرية ورهاب الإسلام والمسلمين'.
وتشرح فكرتها قائلة: 'يمكن أن تتأثر مواضيع الجندر والنسوية بالسياق (المجتمعي والديني)، ويجب أن يكون هناك مساحة للنقاش والتفاوض'.
2) النساء العربيات 'لسن بحاجة لإنقاذ'
تعتبر عاشور أن تحدّي بعض الأفكار التي نمّطت المرأة العربيّة، من قبل 'الرجل الأبيض'، كان أحد أهم المساهمات للنسويات العربيات.
ويستخدم تعبير 'الرجل الأبيض' للدلالة على نظرية تنبع جذورها، بحسب مؤرخين، من حقبة الاستعمار الأوروبي والإمبريالية، فتبرر هيمنة الرجل الأبيض وتفوقه العرقي.
وتعطي مثالاً من كتابات ليلى أبو لغد، وهي أمريكية من أصول فلسطينية، ومختصة بدراسات الأنثروبولوجيا والدراسات النسوية.
فأبو لغد ناقشت نظرة غربيّة اعتبرت النساء المسلمات 'لا رأي لهنّ، ضعيفات، وليس ذلك فقط، بل أنهنّ بحاجة لإنقاذ من الأشخاص البيض ومن ضمنهم النساء البيض'.
وتشير عاشور إلى أن هذه الفكرة 'تمر دون تحد لها في الغرب الليبرالي وفي عالم النسوية البيضاء أيضاً'.
3) 'لا يمكن الفصل بين القمع الجندري والقمع السياسي'
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أتاحت تكنولوجيا الطباعة للنساء أن يصبحن ناشرات لدوريات ومجلات وصحف نسائية، كما تلفت سارة مراد.
أدى ذلك، وفقاً لمراد، إلى ظهور 'خطاب نسوي حقيقي ودائم' في العالم العربي من خلال هذه المطبوعات التي كانت تنشر بشكل خاص في كل من مصر ولبنان، فأصبح هناك 'تبادل ثقافي نسوي واسع' بين البلدين.
وفي كل من مؤتمر السيدات العربيات الفلسطينيات في القدس عام 1929، والمؤتمر العربي النسائي الأول في دمشق عام 1930، ومؤتمر الاتحاد النسائي العربي في القاهرة عام 1944، الذي أسسته هدى شعرواي، تحدثت نساء عربيات ف عن أنه 'لا يمكنك مناقشة الجندر وحقوق النساء، من دون مناقشة الطبقية والامبريالية والقومية والاستقلال'، كما تذكّر عاشور.
وتضيف: 'لم تقم تلك النساء في أي وقت، بفصل الأمور والقول إنهن يردن فقط التحدث عن الجندر وحقوق المرأة'.
إذ فهمن أن قمعهن 'مرتبط بالإمبريالية، فطالما لم يتخلصن من الإمبريالية، لن يستطعن التخلص من أي نوع آخر من القمع'.
4) أهمية التضامن الإقليمي
تعطينا المحاضرة الجامعية في لندن، مثالاً على تخطي بعض المناضلات حدود بلادهنّ للدفاع عن حقوق آخرين، وأبرزهن ليلى فخرو – البحرينية التي شاركت في انتفاضة ظفار في سلطنة عمان.
فبين عامي 1963 و1975 شهدت سلطنة عمان أحد أبرز النزاعات المسلحة الصامتة خلال الحرب الباردة، بين قوات السلطان، والتي كانت قيادتها بريطانية، وحركة ماركسية مسلحة تمركزت في إقليم ظفار الجنوبي.
عام 1963 اندلعت 'ثورة ظفار' داخل نطاق قبلي ضيق حيث تشكلت جبهة تحرير ظفار ضد حكم السلطان سعيد بن تيمور.
تخبرنا عاشور أنّ فخرو كانت تستخدم اسماً حركياً – فالنسبة لها – كان عملها على الأرض هو 'أعلى أشكال النضال'.
وتشير إلى مفهوم التعاضد والتضامن الإقليمي لتحقيق نتائج فعالة 'موجود عربياً منذ عشرينيات وثلاثينات القرن الماضي'، في حين أن التفكير النسوي الغربي 'بدأ بتداولها منذ ستينات أو سبعينات القرن الماضي كمفهوم غربي تقدمي'.
وتضيف عاشور أنّ فخرو كانت تجيب من يسألها عن مسؤولياتها تجاه عائلتها وابتعادها عنها كي تكون مناضلة، بالقول إنها 'تؤمن بما تفعله إلى حدّ كبير لأنه أمر مرتبط بصحة ورفاهية الجميع، وهو بذلك أكثر أهمية من مسؤوليتها تجاه عائلتها'.
في نهاية المقابلة، أشارت عاشور إلى الكثير من النساء عملن لأجل حقوقهنّ بالخفاء، من خلال مجموعات صغيرة جداً، 'لكننا لا نسمع عنهنّ لأسباب أمنية، ولا بأس بذلك'.
وتضيف: 'أعتقد أنّ هذه الجزئية مهمة جداً، لأنّ فكرة التحدث فقط عن الأحداث الكبيرة جداً في التاريخ، وتقديرها دون غيرها، هي أيضاً فكرة ذكورية جداً'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استئناف الرحلات الجوية في مطار بورتسودان بعد استهدافه بطائرات مسيرة فجر الأحد
استئناف الرحلات الجوية في مطار بورتسودان بعد استهدافه بطائرات مسيرة فجر الأحد

سيدر نيوز

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سيدر نيوز

استئناف الرحلات الجوية في مطار بورتسودان بعد استهدافه بطائرات مسيرة فجر الأحد

Getty Images أعلنت سلطات مطارات السودان، استئناف العمل بمطار بورتسودان الذي تعرض لهجوم بواسطة مسيرات انتحارية، من قبل قوات الدعم السريع فجر الأحد. وأعلن الجيش السوداني، أن طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع نفذت هجوماً استهدف مطاراً عسكرياً في مدينة بورتسودان. وقال المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، إن قوات الدعم السريع أطلقت عدداً من 'الطائرات المسيرة الانتحارية' على المدينة الساحلية شرق البحر الأحمر، مستهدفة قاعدة عثمان دقنة الجوية و 'مستودعا للبضائع وبعض المنشآت المدنية'. وأضاف عبدالله أنه 'لم تُسجل أي إصابات، إلا أن الهجوم أسفر عن 'أضرار محدودة'، بينما لم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع بشأن الحادث. فيما أفادت مصادر عسكرية لبي بي سي بأن الهجوم 'أسفر عن مقتل عدد من الجنود داخل القاعدة العسكرية، وتدمير عدد من الطائرات العسكرية، إلى جانب حدوث أضرار جزئية في المطار المدني'. وأضافت المصادر أن الهجمات بدأت نحو الساعة الثالثة والنصف صباحاً، حيث استهدفت طائرة مسيّرة مهبط المطار، تلتها خلال أقل من ساعة هجمات بمسيّرتين على القاعدة العسكرية. وهذه هي المرة الاولي التي يتم فيها استهداف مدينة بورتسودان بطائرات دون طيار، منذ أن أصبحت بمثابة العاصمة الإدارية للبلاد بعد سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم بداية الحرب. وتستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، بسبب نزاع عنيف على السلطة. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 150 ألف شخص قتلوا، بينما فر نحو 12 مليون شخص من منازلهم. ووصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه أكبر وأشد أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى المساعدات، ويعاني الملايين من نقص حاد في الغذاء والمجاعة. وقبل هجمات الأحد، كانت مدينة بورتسودان بعيدة عن القصف، وتعتبر من أكثر المناطق أمناً في السودان الذي يعاني من الحرب. ونقلت وكالات الأمم المتحدة مكاتبها وموظفيها إلى المدينة الساحلية، بينما فر مئات الآلاف من المدنيين النازحين إليها خلال الحرب. وقال مسافر لوكالة فرانس برس، الأحد، بعد الضربات: 'كنا في طريقنا إلى الطائرة عندما تم إجلاؤنا بسرعة وتم إخراجنا من المبنى'. وأظهرت لقطات فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تتمكن بي بي سي من التحقق منها بشكل مستقل، انفجاراً كبيراً وأعمدة ضخمة من الدخان الأسود تتصاعد في السماء. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان في سماء المدينة، ترافقت مع دوي متتالٍ لانفجارات الذخائر والأسلحة. وأفاد أحد موظفي المطار بأن الهجوم تسبب في حالات إغماء بين المسافرين جراء الفزع والاضطراب. وكشفت معلومات حصلت عليها بي بي سي أن سلطات مطار بورتسودان ألغت جميع الرحلات الجوية، سواء القادمة أو المغادرة، قبل استئنافها مساء الأحد. ويُعد مطار بورتسودان حالياً المنفذ الجوي الدولي الوحيد في البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عامين، بعد خروج مطار الخرطوم الدولي عن الخدمة. Reuters نزح مئات الآلاف من المدنيين إلى مدينة بورتسودان منذ اندلاع الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثاني. وبعد عامين من الصراع، تسيطر قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، على معظم منطقة دارفور غربي السودان، وأجزاء من الجنوب. بينما تسيطر الحكومة التابعة للجيش بقيادة البرهان على شرق وشمال السودان، بما في ذلك مدينة بورتسودان الرئيسية على ساحل البحر الأحمر. واستعاد الجيش السوداني مساحات واسعة من الأراضي في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك استعادة السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم في مارس/آذار الماضي. وكان استعادة العاصمة بمثابة نقطة تحول في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين. وعلى الرغم من أن قوات الجيش السوداني تتمتع حالياً بالزخم، إلا أنه من غير المرجح أن يتمكن أي من الجانبين من تحقيق نصر يتمثّل في حكم السودان بأكمله، وفقاً لتقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

بيان ترشّح إلى المجلس البلدي في طرابلس
بيان ترشّح إلى المجلس البلدي في طرابلس

التحري

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • التحري

بيان ترشّح إلى المجلس البلدي في طرابلس

أنا المواطن الشاب سالم صلاح الحلبي، من مواليد عام 1999، متزوّج من السيّدة ليلى أحمد المصري، والد لطفلة أسمها صوفيا، وأحمل إجازة في الاقتصاد وإدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت، (AUB) أنا 'سالم' إبن مدينة طرابلس الفيحاء التي تربّيت في أحيائها، وتعلّمت الكثير من قيمها وتاريخها العريق، أُتقدّم إلى أهلي وأحبّتي في مدينتي العزيزة بإعلان ترشّحي لعضويّة مجلس بلدية طرابلس في الإنتخابات البلدية المقبلة، واضعًا نفسي في تصرّف وخدمة مدينتي وأهلها الطيّبين. يأتي هذا القرار إنطلاقاً من إيماني العميق بدور الشباب في صناعة التغيير الإيجابي، ورغبتي في حُسن تمثيل جيل جديد طموح، يملك الإرادة والقدرة على العمل من أجل تنمية حقيقية تستحقّها طرابلس ويحتاجها أهلها الطيّبون. وبما أنّ العمل البلدي لا ينفصل عن العمل الاقتصادي والاجتماعي، وبما أنّني قد نشأت في كنف عائلة طرابلسيّة أصيلة، وأفتخر بوالدي الحاج صلاح سالم الحلبي المعروف بسُمعته الطيّبة ومساهمته الجادّة في تحريك عجلة الإقتصاد من خلال إنشاء مراكز تجاريّة متعدّدة في طرابلس ومحيطها، فإنّ هذا الإرث من السمعة والإنتاج والإخلاص في العمل الذي أسّسه جدّي الحج أبو صلاح (أطال الله في عمره) إنّما يحمّلني مسؤوليّة إضافيّة كي أتابع المسيرة برؤية حديثة تخدم الصالح العام.. أهلي في طرابلس الحبيبة، إنّ إيماني بقدرة الشباب على التغيير، ومعرفتي بالواقع الاقتصادي والاجتماعي للمدينة، يدفعاني اليوم إلى التقدّم بخطى ثابتة نحو العمل البلدي، واضعًا نصب عينيّ الشفافيّة، التنمية، والإصلاح كمرتكزات أساسيّة لبرنامجي الانتخابي. كما أنّني أضع نفسي في خدمتكم، داعياً إلى شراكة صادقة وفعّالة بين المجلس البلدي والمجتمع الأهلي، قوامها العمل بصدق وإخلاص وحسن الإدارة. إنّ عاصمتنا الثانية تستحقّ مجلسًا بلديًا يعمل بجهد ويستمع للناس، ويخدمهم بإخلاص وكفاءة، وأنا، بكلّ تواضع، أطلب ثقتكم ودعمكم لأكون صوتكم الحقيقي، وكي نُحدِث معاً الفرق داخل وخارج المجلس البلدي. بكلّ محبّة واحترام، سالم صلاح الحلبي طرابلس – لبنان نيسان 2025 شارك هذا الموضوع: انتخابات بلدية طرابلس

هذه الصورة لا تظهر رئيس الوزراء الفلسطيني يخضع لتفتيش إسرائيلي FactCheck#
هذه الصورة لا تظهر رئيس الوزراء الفلسطيني يخضع لتفتيش إسرائيلي FactCheck#

النهار

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

هذه الصورة لا تظهر رئيس الوزراء الفلسطيني يخضع لتفتيش إسرائيلي FactCheck#

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يخضع لتفتيش مهين على يد جندي اسرائيلي". الحقيقة: الصورة التي نشرتها وكالة Getty Images في 19 شباط 2025، تظهر جنودا إسرائيليين يعتقلون رجالاً خلال مداهمة إسرائيلية في مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، وفقاً لما ذكرت الوكالة. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر الصور ثلاثة رجال وقفوا قرب سيارة واضعين ايديهم عليها، بينما كان جندي يفتش واحدا منهم. وقد تكثف التشارك في الصورة خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "عاجل- رئيس الوزراء الفلسطيني المسؤول عن الاجهزة الامنية على اختلاف مسمياتها يمتثل لاوامر جندي ويرفع يديه ويخضع لعملية تفتيش مهينة وذليلة". إسرائيل تمنع رئيس وزراء فلسطين من زيارة بلدات في الضفة الغربية جاء تداول الصورة في وقت منعت السلطات الإسرائيلية، السبت 19 نيسان 2025، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى من زيارة عدد من البلدات والقرى في محافظتي رام الله ونابلس بالضفة الغربية، وفقا لما ذكرت تقارير اعلامية. وقالت " هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية الحكومية، في منشور أوردته على صفحتها في الفايسبوك، إن السلطات الإسرائيلية "ومن دون سابق إنذار" منعت اليوم مصطفى من القيام بجولة ميدانية في بلدات دوما وقصرة في محافظة نابلس، وبلدتي برقا ودير دبوان في محافظة رام الله والبيرة. وأضافت أن هذا الإجراء الذي وصفته بـ"التعسفي"، يأتي استكمالاً لسلسلة إجراءات وصفتها بـ"العنصرية" تتخذها السلطات الإسرائيلية بحق الحكومة الفلسطينية. حقيقة الصورة الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى خيوط تقودنا اليها مؤرشفة في موقع وكالة Getty Images في 19 شباط 2025، مع شرح انها تظهر "جنودا إسرائيليين يعتقلون رجالاً خلال مداهمة إسرائيلية مستمرة في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، في 19 شباط 2025". تصوير: زين جعفر Zain JAAFAR. كذلك نشرت الوكالة صورة اخرى للرجال انفسهم خلال عملية توقيفهم. والى جانب ان الوكالة لم تحدّد هويات هؤلاء الرجال في الصورتين، لم نعثر على أي خبر يتعلق بتعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي محمد مصطفى لتفتيش إسرائيلي. في تلك الفترة، عمل الجيش الإسرائيلي على اجتياح مدن وبلدات ومخيمات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، في إطار عملية عسكرية أطلق عليها اسم "السور الحديدي" لمكافحة ، بحسب زعمه، مجموعات إرهابية ومسلحة تهدد أمن إسرائيل. وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم، في 26 شباط، إن العملية العسكرية في المدينة ومخيمها دخلت شهرها الثاني على التوالي، مخلفةً 12 قتيلا، بينهم طفل وسيدتان، وأكثر من 20 مصابا، بعضهم نتيجة الرصاص الحي والشظايا، وأخرى بسبب صدمهم بالآليات العسكرية. و ذكرت اللجنة أن القوات الإسرائيلية "شرّدت" السكّان تحت تهديد السلاح، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة بين سكان المخيمَيْن تجاوزت 15 ألف نازح، توزّعوا في مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وقراها. الى ذلك، تشهد الضفة الغربية توترا بسبب عنف المستوطنين الاسرائيليين تجاه الفلسطينيين. وذكر تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن نحو نصف هجمات المستوطنين الموثقة في نهاية الشهر الماضي ومطلع هذا الشهر، وعددها أكثر من 40، استهدفت البدو والرعاة "بما شمل وقائع شهدت إشعال الحرائق والاقتحام وتدمير موارد العيش المهمة" (تقرير لوكالة رويترز). تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يخضع لتفتيش مهين على يد جندي اسرائيلي". في الحقيقة، الصورة التي نشرتها وكالة Getty Images في 19 شباط 2025، تظهر جنودا إسرائيليين يعتقلون رجالاً خلال مداهمة إسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store