logo
خرق يوجب المحاسبة.. ناشطون يعلقون على قضية "عملاء" إسرائيل في إيران

خرق يوجب المحاسبة.. ناشطون يعلقون على قضية "عملاء" إسرائيل في إيران

الجزيرةمنذ 5 ساعات

شبكات
اعتبر ناشطون على مواقع التواصل أن العدد الكبير من عملاء الموساد، الذين أعلنت السلطات الإيرانية توقيفهم خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، دليل اختراق كبير، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين قبل 'الخونة'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نووي إيران
انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نووي إيران

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نووي إيران

دافع تيم كونستنتاين، نائب رئيس تحرير صحيفة واشنطن تايمز، عن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرافض للتقارير التي تشكك في فعالية الضربة الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وتصاعد جدل في الأوساط الأميركية بعد نشر تقييمات استخباراتية متناقضة حول نتائج الضربة الأميركية. وذكرت شبكة "إن بي سي" أن تقييما سريا للهجمات الأميركية على إيران أُحيل للكونغرس، واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا، كشف أن القصف أخّر برنامج إيران النووي لأشهر، لكنه لم يعطله نهائيا. كذلك، قالت وكالة أسوشيتد برس إن تقريرا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية خلص إلى أن الضربة التي استهدفت منشآت فوردو و نطنز و أصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها". وقدر معدو التقرير أن جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، ومن ثم نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار. وبشأن منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يتراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر بالكامل. وتسبب نشر هذه التقييمات الاستخباراتية في نشوب خلافات حادة ب الولايات المتحدة وصلت لدرجة أن مؤيدي الإدارة الجديدة اتهموا ناشريها بـ"الخيانة". وفي مواجهة هذا الجدل، أكد كونستنتاين -خلال مقابلة للجزيرة- أن ما تم تسريبه مجرد تقرير أولي من وكالة واحدة فقط من أصل 17 وكالة استخباراتية أميركية، مشيرا إلى أن المعلومات تم تسريبها بطريقة سرية من جهات غير معروفة الهوية. وفي هذا السياق، طرح الخبير الأميركي تساؤلات جوهرية حول الدوافع وراء هذه التسريبات، قائلا إن هناك سؤالا مهما حول الهدف من قيام شخص يعمل في الحكومة الأميركية بتسريب معلومات تناقض ما أفصح عنه الرئيس علنا. وأكد أن دوافع هذا الشخص ليست جيدة بوضوح، ولن تساعد الولايات المتحدة أو الرئيس. وقال كونستنتاين إنه لو قام أحدهم بتسريب معلومات جزئية من تقرير أولي، فلن تكون لذلك مصداقية كبيرة، مؤكدا أن التقييم الحقيقي للأضرار يتطلب فرق تفتيش وأشخاصا في الميدان على الأرض، ليحددوا مدى الأضرار الفعلية. ورفض كونستنتاين ما يقال بأن ترامب لا يمتلك معلومات دقيقة، مؤكدا أن عدم الإفصاح عن التقارير علنا لا يعني أن المعلومات لم تصل للرئيس، الذي قال إنه ووزير الدفاع بيت هيغسيث ، ووزير الخارجية ماركو روبيو اطلعوا على معلومات أكثر مما اطلع عليه من سرب التقرير أو الإعلاميون. وأوضح كونستنتاين أن الهدف الأساسي من العملية العسكرية كان إرسال رسالة واضحة للنظام الإيراني مفادها أن هذا الرئيس مختلف عن الرئيسين السابقين: جو بايدن وباراك أوباما. ولفت إلى أن إيران "وصلتها الرسالة" بأن الإدارة الجديدة جادة في عملها، وأنها لن تتسامح مع التهديدات النووية الإيرانية كما فعلت الإدارات السابقة. أما في ما يتعلق بالفلسفة الإستراتيجية للإدارة الجديدة، فرأى كونستنتاين أن ترامب يفضل الحل الدبلوماسي والاتفاق، لكنه مستعد للضربة العسكرية إذا اضطر لذلك، مما يعكس نهجا يمزج بين الدبلوماسية والردع العسكري. وانطلاقا من تأكيد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت وتضررت بشكل كامل"، توقع كونستنتاين أن تتمحور المحادثات مع إيران الأسبوع المقبل حول عدم إعادة بناء البرنامج النووي. وعلى نطاق آخر، يرى الخبير الأميركي أن هذا التطور سيكون له تأثير إيجابي على استقرار المنطقة برمتها، وأكد أن كل دول الشرق الأوسط تنفست الصعداء، وليس الولايات المتحدة فقط، لأن التهديد النووي لم يعد موجودا على الأقل على المدى القريب.

وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب

في صيف عام 2019، برز موقف غير متوقع من الرئيس الأميركي (وقتها والآن) دونالد ترامب حين أوقف في اللحظة الأخيرة ضربة عسكرية أميركية ضد إيران، رغم التصعيد الكبير بعد إسقاط طهران طائرة أميركية بدون طيار. ورغم التبريرات الرسمية التي تحدثت عن "الحرص على الأرواح"، فإن كثيرًا من المحللين ربطوا تردد ترامب بعامل اقتصادي جوهري، تمثل في حرصه الشديد على الحفاظ على زخم أسواق الأسهم الأميركية، التي كانت تحقق مكاسب تاريخية آنذاك. كان ترامب، ومازال، يرى في ارتفاعات أسعار الأسهم الأميركية أحد أبرز إنجازاته، ما جعله غير مستعد للمخاطرة بتقويض ثقة المستثمرين عبر الدخول في حرب مفتوحة قد تربك الأسواق، وتضرب استقرار الاقتصاد الأميركي الذي كان قبل وقتٍ قريب، يترنح بسبب السياسات الحمائية والتعريفات الجمركية المبالغ فيها، التي أعلن ترامب عزمه على فرضها، وهو ما يبدو أن نتنياهو قد قرر تجاهله. وترى وول ستريت الحرب بين إيران وإسرائيل من منظور مختلف عن التغطيات الإعلامية والسياسية، فبينما يتركز الحديث في العلن على الصراع العسكري والتوترات الجيوسياسية، تنظر الأسواق المالية إلى الحدث من زاوية التأثير المباشر على النفط، والمخاطر على حركة رؤوس الأموال، ودرجة الاضطراب المحتمل في سلاسل الإمداد العالمية. ولا يتعامل المستثمرون في وول ستريت مع الحرب باعتبارها مجرد حدث سياسي، بل كعامل محدد لاتجاهات الأسعار، وتحولات السيولة، وفرص أو مخاطر جديدة تظهر في الأسواق العالمية. ومع اندلاع أي مواجهة بين قوتين بهذا الحجم والتأثير، كان أول ردود الفعل في أسواق الطاقة، وبالأخص سوق النفط، حيث تعد إيران من كبار منتجي النفط، كما أنها تتحكم فعليًا في مضيق هرمز، الذي تمر منه نسبة ضخمة من صادرات الخليج إلى العالم. ويدفع أي تهديد بإغلاق المضيق -وإن كان مؤقتًا أو غير مباشر- أسعار النفط إلى الارتفاع بشكل حاد، وهو ما تُرجم بالفعل إلى تحركات سريعة في بورصات الطاقة في نيويورك وشيكاغو. وفي الوقت ذاته، عطل التصعيد ضد إسرائيل صادرات الغاز من الحقول البحرية إلى أوروبا ووجهات أخرى، ما أضاف مزيدًا من الضغوط على أسواق الطاقة التي تعاني أصلًا من هشاشة منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية قبل أكثر من ثلاثة أعوام. ولا تمثل أسعار النفط المشكلة الوحيدة لوول ستريت، إذ جرت العادة على أن تسبب الحروب اضطرابًا عامًا في الأسواق الناشئة، وخروجًا متسارعًا لرؤوس الأموال منها باتجاه ما يُعرف بـ"الملاذات الآمنة" مثل: الدولار، والسندات الأميركية، والذهب. ويرفع هذا السلوك الطلب على الأصول الأميركية، ويؤدي إلى تراجع في عملات وأسواق الدول المجاورة لإيران وإسرائيل، مثل: تركيا ومصر، ودول الخليج، وهو ما تراقبه صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية الأميركية من كثب. وفي كل الأحوال، تدفع المخاطر الجيوسياسية المستثمرين لتوخي المزيد من الحذر، ما يجبرهم على إعادة توزيع المحافظ المالية، للابتعاد بها عن الأسواق المتقلبة. الأمر الآخر الذي يقلق وول ستريت هو اتساع رقعة الصراع. فإذا بقيت الحرب محصورة في هجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل، أو توقفت تمامًا- كما أعلن ترامب يوم الاثنين- فقد تمتص الأسواق الصدمة تدريجيًا. أما إذا امتد الصراع ليشمل حلفاء إيران في لبنان، أو العراق، أو اليمن، أو ناقلات في البحر الأحمر، وهو ما لا يمكن استبعاده تمامًا حتى الآن، فإن الوضع يزداد خطورة. وسترفع شركات التأمين أسعارها على شحنات النفط والبضائع، مما يزيد تكاليف التجارة الدولية، ويقلص أرباح الشركات، أو يرفع معدلات التضخم في أغلب اقتصادات العالم. وستتأثر أسهم شركات الشحن البحري والتأمين فورًا بمثل هذه التحولات، فيتحرك المتداولون في وول ستريت بسرعة بناءً على تقييمهم لحجم المخاطر ومدى استدامتها. وراقبت وول ستريت أيضًا ردة الفعل الأميركية من كثب، وبعد التدخل المباشر للولايات المتحدة في الحرب، تغير بالتأكيد ميزان القوى، وتبدلت الحسابات المالية للبيت الأبيض، خاصة في ظل العجز الكبير في الموازنة الأميركية. وقد تؤدي أي مشاركة أميركية عسكرية إضافية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وهو ما قد يُرحب به قطاع الصناعات العسكرية، لكنه يثير في الوقت نفسه مخاوف من اتساع الدين العام، وارتفاع أسعار الفائدة، الأمر الذي سيكون له تأثيراته السلبية على النمو الاقتصادي، ومن ثم على أسواق الأسهم. أما قطاع التكنولوجيا، فربما يكون الأقل تأثرًا بالحرب، لكنه لن يبقى بمنأى عنها، إذ ربما تؤدي الهجمات السيبرانية المتوقعة بين إيران وإسرائيل إلى تعطيل بعض الخدمات المالية أو التقنية، وقد تُصبح البنية التحتية الرقمية ساحة للمواجهة. وتتابع وول ستريت هذه الاحتمالات، خاصة أن الشركات المدرجة في بورصة ناسداك تعتمد بشكل كبير على الاستقرار السيبراني، وأي تهديد واسع في هذا المجال قد يُحدث صدمات في أسهم شركات التكنولوجيا شديدة الحساسية للاضطرابات الجيوسياسية. وفي موازاة هذه المخاطر، لا تخلو وول ستريت من عقلية المضاربة على الأزمات، إذ سيكون هناك دائمًا من يرى في الحرب فرصة للتربح، سواء من خلال المراهنة على ارتفاع أسعار النفط، أو شراء أسهم شركات الدفاع (غير المقبولة من الناحية الشرعية بكل تأكيد)، أو حتى الاستثمار في الذهب والعملات الرقمية كأصول بديلة. ولهذا فمن المتوقع ألا تتحرك الأسواق كلها دائمًا في اتجاه واحد، بل تتذبذب بشكل يعكس مزيجًا من الخوف والطمع، كما هو الحال في أي أزمة كبرى. ويبقى العامل الحاسم في تقييم وول ستريت للحرب هو "الزمن"، فكلما طال أمد الصراع زادت التداعيات الاقتصادية عمقًا واتساعًا، واندفعت صناديق التحوط والبنوك الاستثمارية إلى تعديل إستراتيجياتها على المدى المتوسط، ما كان من شأنه أن يحوّل القلق إلى موجة تصحيح واسعة في الأسواق العالمية. أما وقد انتهت الحرب بالفعل وتمكنت القوى الدولية من احتواء التصعيد سريعًا، فقد استوعبت الأسواق آثار الضربة، وعادت إلى مسارها السابق، مكتفية ببعض التغيرات المؤقتة التي لن تُحدث اضطرابًا كبيرًا على المدى الأطول. ورغم كل ما سبق، لا يمكن الجزم بأن العامل الاقتصادي كان وحده وراء سعي ترامب لاحتواء الأزمة والإعلان عن وقف سريع لإطلاق النار، إذ كانت هناك ضغوط كبيرة من القوى الدولية، ومنها الصين وأوروبا، لتجنب حدوث المزيد من الفوضى في الإقليم. كما لعبت توازنات الردع دورًا هامًا، حيث يدرك الجميع أن الحرب المفتوحة ستكون مكلفة وغير مضمونة النتائج. ومع ذلك، فمن المؤكد أن الاقتصاد كان عاملًا محوريًا في تقليل شهية الحرب، حيث تدرك كل من أميركا وإسرائيل أن الحرب لا يمكن تمويلها بلا اقتصاد مستقر، ولا يمكن كسبها في ظل نظام مالي هشّ. كتعاملها مع كل الأحداث الكبرى، لم تنظر وول ستريت إلى الحرب بين إيران وإسرائيل من منظور أخلاقي أو سياسي، بل قرأتها بلغة الأرقام والاحتمالات، وسعت لتحديد من يتأذى ومن يستفيد، باستخدام حسابات باردة في عالم يشتعل بالأحداث، تتحرك فيه رؤوس الأموال دائمًا نحو ما يبدو آمنًا أو مربحًا، حتى ولو كان خلف غيوم الحرب.

أبرز أسباب فشل إسرائيل في إيران
أبرز أسباب فشل إسرائيل في إيران

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

أبرز أسباب فشل إسرائيل في إيران

ما الذي حقّقته إسرائيل في إيران بعد أحد عشر يومًا من القصف المتواصل؟ ادّعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيانه الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار أن إسرائيل أنجزت أهدافها. غير أن مثل هذا الادّعاء يثير علامات استفهام كثيرة، على أقل تقدير. ففي مستهلّ الحرب القصيرة، حدّد نتنياهو هدفين أساسيين: "اجتثاث البرنامج النووي الإيران" و"تغيير النظام". فهل تحقّق ذلك بالفعل؟ على الأغلب لا. إذ تشير المعطيات إلى أنّ إيران نقلت المواد القابلة للانشطار من منشأة فوردو التي استهدفتها الولايات المتحدة، وهي المواد التي تمثّل الركيزة الأهمّ في برنامجها النووي. وعليه، فإنّ عملية "الاجتثاث" المزعومة تبدو أقرب إلى الإخفاق منها إلى الإنجاز. أما بخصوص حجم الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالبرنامج النووي الإيراني، فلا تزال الصورة ضبابية إلى حدّ كبير. صحيح أن إسرائيل نجحت في إقناع الولايات المتحدة باستهداف منشآت إيران النووية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات (MOPs)، إلا أنّ واشنطن لم تقدّم دعمًا إضافيًا يُذكر للهجوم الإسرائيلي. وبطبيعة الحال، يصعب تقدير حجم الدمار، إذ من غير المرجّح أن تسمح إيران لأيّ جهة خارجية بمعاينة المواقع المستهدفة. أمّا على صعيد "تغيير النظام" داخل إيران، فالنتيجة معاكسة تمامًا لما سعت إليه إسرائيل. فقد راهنت تل أبيب على إشعال انتفاضة شعبية ضدّ النظام من خلال اغتيال القادة العسكريين لمختلف الأجهزة الأمنية الإيرانية، مستندة إلى قناعة راسخة بأنّ الطريق الأمثل لزعزعة خصمها هو تصفية كبار مسؤوليه. لكنّ هذه الإستراتيجية لم تحقق أهدافها قطّ. والاستثناء الوحيد الذي يمكن الإشارة إليه هو تأثير مقتل حسن نصرالله على حزب الله في لبنان، علمًا بأن ذلك جاء إلى حدّ كبير بسبب الديناميكيات السياسية اللبنانية الداخلية. أمّا سائر عمليات الاغتيال الإسرائيلية فلم تؤدِّ إلى أيّ تحوّلات سياسية جوهرية. أما على صعيد إيران، فقد أفضت هذه الاغتيالات إلى التفاف الرأي العام حول الحكومة بدل زعزعتها. فقد استهدفت إسرائيل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، الذي يُعدّ من أقوى ركائز المشهد السياسي الإيراني وأكثر الجهات المكروهة من قِبل الشعب الإيراني. ومع ذلك، فإنّ كثيرًا من الإيرانيين، حتى أولئك الذين يُصنّفون من ألدّ خصوم الجمهورية الإسلامية والحرس الثوري على وجه الخصوص، وجدوا أنفسهم يدعمونه، إذ رأوا أنّ الهجوم لم يكن موجهًا إلى "النظام" وحده، بل إلى إيران بأسرها. ولم تسفر المحاولات الإسرائيلية لاستهداف "رموز النظام" إلا عن مفاقمة الوضع. فقد روّجت إسرائيل لغاراتها على سجن إيفين، المشهور بتعذيب المعتقلين السياسيين، وكأنّها دعم لنضال الشعب الإيراني ضد قمع الجمهورية الإسلامية. غير أنّ القصف لم يُسفر إلا عن تفاقم معاناة السجناء، إذ عمدت السلطات إلى نقل العديد منهم إلى مواقع مجهولة. أما قصف "ساعة نهاية إسرائيل"، الرمز الذي كثيرًا ما يتفاخر الإسرائيليون به دليلًا على سعي إيران إلى دمار إسرائيل، فلم يكن سوى فعل مثير للشفقة. بالمثل، كان استهداف إسرائيل مقرّ هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية IRIB ضربًا من العبث، إذ زعمت أنّه سيساهم في تقويض قدرة النظام على نشر الدعاية. بيد أنّ ذلك القصف منح إيران، كما أشار العديد من الإسرائيليين أنفسهم، الذريعة التي تحتاجها لتهديد محطات التلفزة الإسرائيلية بالمثل. فهل نجحت إسرائيل، على الأقلّ، في استمالة الرأي العام الدولي إلى صفّها، وإعادة رسم صورتها من معتدية إلى دولة تخوض "حربًا عادلة"، بما يُسهم في صرف الأنظار عن أحداث غزة؟ يبدو ذلك أمرًا مستبعَدًا إلى حدّ بعيد. صحيح أنّ الولايات المتحدة شنّت ضربات على منشآت نووية إيرانية، منتهكة بذلك العديد من قواعد القانون الدولي، وهو ما يُرجّح أن يخلّف تداعيات بعيدة المدى، غير أنّ ترامب لم ينضمّ إلى إسرائيل في حملتها العسكرية، إذ سحبت القاذفات الإستراتيجية الأميركية فور انتهاء الضربات، من دون أن يكون لها أيّ دور قتاليّ مستدام إلى جانب تل أبيب. وقبل الضربات وبعدها، كرّر ترامب مرارًا رغبته في التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، ربّما يشمل إسرائيل أيضًا. وتشير الدلائل إلى أنّ الرئيس الأميركي سعى إلى توظيف هذا الدعم المؤقت لخدمة مصالحه الخاصة ومصالح حلفائه في الخليج، أكثر من كونه التزامًا طويل الأمد بالدفاع عن إسرائيل. وفيما سارع العديد من زعماء العالم، وعلى رأسهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى دعم الضربات الأميركية والتأكيد على "حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لم يتبنَّ أيٌّ منهم قائمة المطالب الإسرائيلية المتشدّدة، التي شملت اشتراط ألا يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على الإطلاق. وبدلًا من ذلك، عاد العالم إلى صيغة "لا أسلحة نووية" التي سبق أن أبدت إيران استعدادها للالتزام بها. أما على صعيد التطورات الإقليمية، فقد بدأ المجتمع الدولي ينظر إلى إيران باعتبارها شريكًا مشروعًا في الأعمال والتعاون الإقليمي، الأمر الذي يُعدّ نصرًا دبلوماسيًا لإيران وخسارة لإسرائيل. ولا يمكن إغفال الأضرار البالغة التي أصابت العمق الإسرائيلي. فرغم أنّ إسرائيل فرضت سيطرة جوية سريعة على إيران وشنت ضرباتها متى وأينما شاءت، فإنّ صواريخ إيران اخترقت مرارًا منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية المشهورة، وأصابت قلب إسرائيل وأرجاء واسعة من البلاد، مخلّفة أعدادًا غير مسبوقة من القتلى والجرحى ودمارًا واسع النطاق. بدأ مخزون صواريخ الاعتراض الإسرائيلي بالنفاد من دون أمل قريب بإعادة التزويد، وتعرّض الاقتصاد الإسرائيلي لشلل شبه تام، فكان ذلك نصرًا آخر يُحسب لإيران. أما إيران، فقد خرجت من الحرب وهي مثخنة بالجراح، متكبدة خسائر مادية وبشرية من القصف المتواصل، إلا أنّ الجمهورية الإسلامية لم تنهَر حتى أمام القوة العسكرية الإسرائيلية الضخمة. أصابت صواريخ إيران أهدافها بدقة، وظلّت صورتها أمام الرأي العام الدولي صورة الضحية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي. وقد أظهرت إيران من القوة ما دفع ترامب إلى تحذير إسرائيل من أي هجوم آخر بعد أن بدا أنّ وقف إطلاق النار وُضع على المحك. وهكذا خرجت إيران من المواجهة – كما تحبّ دائمًا أن تظهر- صامدة، واقفة على قدميها، ومتمسّكة بقدرتها على رسم مسارها المستقبلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store