
الأسبارتام وصحّة القلب... مخاطر خفيّة في المشروبات المحلاة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يُستخدم الأسبارتام كمُحلٍّ صناعي في العديد من المشروبات الغازية والمنتجات الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، ويُعتبر بديلاً شائعًا للسكر الطبيعي. ورغم اعتماده من قبل الهيئات التنظيمية في العديد من الدول، إلا أن الجدل لا يزال قائمًا حول تأثيراته السلبية على الصحة، لا سيما فيما يتعلق بصحة القلب والجسم بشكل عام. تشير الدراسات الحديثة إلى وجود مخاطر محتملة مرتبطة باستهلاكه، خاصة لدى بعض الفئات التي قد تكون أكثر عرضة لمضاعفاته.
يُعتقد أن الأسبارتام يؤثر على صحة القلب من خلال عدة آليات، منها زيادة الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الجسم، مما قد يؤدي إلى ضعف وظيفة الأوعية الدموية وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب. تشير بعض الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات المحلاة بالأسبارتام يمكن أن يرفع ضغط الدم، وهو عامل رئيسي في تطور أمراض القلب والشرايين.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن الأسبارتام قد يسبب اضطرابات في معدل ضربات القلب، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من مشكلات قلبية سابقة. يُعتقد أن تأثيراته على الجهاز العصبي قد تؤثر على الإشارات الكهربائية التي تنظم نبضات القلب، مما يزيد من احتمالية حدوث عدم انتظام في النبض أو الخفقان السريع.
هذا ولا تقتصر المخاطر الصحية للأسبارتام على القلب فحسب، بل تمتد لتشمل العديد من أجهزة الجسم الأخرى. فالاستهلاك المنتظم لهذا المُحلٍّ الصناعي قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات والتشنجات المعوية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه مكوناته.
كما أن هناك أدلة تربط بين استهلاك الأسبارتام واضطرابات الجهاز العصبي، حيث يمكن أن يؤثر على الناقلات العصبية في الدماغ، مما يسبب الصداع، الدوخة، والتغيرات المزاجية. يعتقد بعض الباحثين أن الأسبارتام قد يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، مما يجعله عاملًا مساهمًا في تطور مرض السكري من النوع الثاني، خاصة عند استهلاكه بكميات كبيرة وعلى مدى طويل.
رغم أن بعض الأشخاص قد يستهلكون الأسبارتام دون ملاحظة أي آثار سلبية واضحة، إلا أن هناك فئات معينة قد تكون أكثر عرضة لمخاطره. الأشخاص الذين يعانون من مشكلات قلبية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات ضربات القلب، قد يكونون أكثر حساسية لتأثيراته على الدورة الدموية ووظيفة القلب.
كذلك، مرضى السكري معرضون لخطر متزايد، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن بدائل السكر الصناعية قد تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين وتزيد من خطر اضطرابات التمثيل الغذائي. النساء الحوامل أيضًا قد يُنصحن بتجنب استهلاك الأسبارتام بكميات كبيرة، نظرًا لعدم وضوح تأثيراته طويلة الأمد على صحة الأم والجنين.
ختاماً، ورغم الشعبية الواسعة للأسبارتام كمُحلٍّ صناعي، إلا أن الأدلة المتزايدة حول تأثيراته السلبية على القلب والجسم تدعو إلى توخي الحذر في استهلاكه. ومع استمرار الجدل العلمي حول مدى خطورته، يُفضل البحث عن بدائل طبيعية أكثر أمانًا مثل العسل أو سكر ستيفيا، مع تقليل الاعتماد على المحليات الصناعية للحفاظ على صحة القلب والجسم بشكل عام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
"يحارب القلق والاكتئاب"... فوائد غير شائعة لشرب الماء
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يعرف كثيرون أن شرب المياه بكميات كافية يوفر الكثير من الفوائد الصحية للجسم والبشرة، إلا أن هناك دراسات تؤكد أن الماء مرتبط أيضاً بمحاربة القلق والاكتئاب والأمراض النفسية وهي معلومات غير شائعة عن كثير من الناس. فبينما يؤدي عدم شرب الماء إلى الجفاف الشديد وبالتالي الإصابة بالهذيان وضعف وظائف المناعة والكلى والجهاز الهضمي، ما يسبب في دخول الفرد إلى المستشفى، فإن الجفاف الخفيف يمكن أن يؤدي إلى بعض الأعراض مثل الصداع، وسرعة الانفعال، وانخفاض الأداء البدني، وضعف الوظائف الإدراكية، وفقاً لموقع "psychologytoday". وأظهرت دراستان آثار الجفاف الخفيف على الصحة النفسية. فقد كشفت دراسة إسبانية أجريت على 65 طالبة جامعية وجود علاقة بين الجفاف الخفيف والقلق. مستويات قلق عالية وأظهرت الدراسة أن أكثر من 90 في المئة من المشاركات لم يشربن كمية كافية من الماء لتعويض السوائل التي فقدت من أجسامهن على مدار اليوم. وأظهرت أن أكثر من 90 في المئة من المشاركات (يعانين في الغالب من جفاف خفيف) بمستويات قلق عالية نسبياً، تتجاوز الحدود الطبيعية. وفي دراسة ثانية شملت أكثر من 3 آلاف مشارك، ظهر ارتباط آخر بين انخفاض تناول الماء وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب. قسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تتناول أقل من كوبين من الماء يومياً، وأخرى تشرب من كوبين إلى خمسة أكواب يومياً، ومجموعة تتناول أكثر من خمسة أكواب يومياً. ووجدت الدراسة علاقة عكسية بين تناول الماء والاكتئاب أي كلما قلت كمية المياه التي يتناولها الشخص، زادت لديه أعراض الاكتئاب. استراتيجية منخفضة التكلفة من جانبه، قال الدكتور كلاي درينكو، أستاذ ومؤلف كتاب حول الصحة النفسية أن الدراسات تركز على اثبات الفوائد الجسدية لشرب المياه أكثر من تلك التي تركز على الحالة النفسية، مضيفاً "فالجفاف الشديد يؤدي إلى الارتباك والهذيان وضعف وظائف المناعة والكلى والجهاز الهضمي. وهذا يسبب دخول المستشفى، ولذلك يجب تجنبه". كما تابع "شرب كميات وفيرة من الماء يومياً هو استراتيجية منخفضة التكلفة لمكافحة الصداع، والتعب، وضعف الأداء البدني والإدراكي، وحتى الاكتئاب والقلق". وينصح الأطباء والخبراء بعدم إهمال تناول ما يكفي من المياه خلال النهار، للحفاظ على جسم صحي ومتوازن.


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
بعد شفائها ممثلة قديرة تُصاب من جديد بمرض السرطان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت الممثلة السورية القديرة حنان اللولو عن إصابتها من جديد بمرض السرطان بعد شفائها منه أوّل مرّة. وتحدثت حنان عن الصعوبات التي تواجهها بسبب قلة العمل وتأثرت أثناء الحديث عن فقدانها لشعرها نتيجة الجرع الكيميائية التي أخذتها. وقالت انها خضعت لعملية استئصال الورم وثلاثة أرباع معدتها وليس لديها القدرة على تحمل تكاليف بقيّة العلاج.


الديار
منذ 14 ساعات
- الديار
دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لطالما شكل الفرق في الطول بين الرجال والنساء أحد أكثر الفوارق الجسدية وضوحا بين الجنسين، حيث يبلغ متوسط الفرق نحو 13 سم لصالح الرجال. وبينما كان يعزى هذا الفرق تقليديا لتأثير الهرمونات الجنسية، إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون أميركيون ونشرت في مجلة PNAS، كشفت عن آليات جينية معقدة تلعب دورا أساسيا في هذه الظاهرة، بمعزل عن العوامل الهرمونية. واعتمدت الدراسة على تحليل ضخم شمل بيانات 928605 مشاركا بالغا من ثلاث قواعد بيانات جينية رئيسية، بما في ذلك 1225 شخصا يعانون من اضطرابات في عدد الكروموسومات الجنسية. ومن خلال استخدام نماذج إحصائية متقدمة، تمكن الباحثون من عزل تأثير الكروموسومات الجنسية عن تأثير الهرمونات الذكرية، ليخلصوا إلى اكتشاف مفاده أن الكروموسوم Y يساهم في زيادة الطول بشكل أكبر مقارنة بالكروموسوم X الإضافي، حيث قد يفسر وجوده ما يصل إلى 22.6% من الفرق في الطول بين الجنسين. ويكمن السر الجيني في منطقة PAR1 الصغيرة من الكروموسومات الجنسية، وهي المنطقة الوحيدة التي تتشابه فيها تسلسلات الكروموسومين X وY. وتحتوي هذه المنطقة على جين SHOX الحاسم في تنظيم النمو، والذي يظهر تعبيرا مختلفا بين الجنسين بسبب آلية تعطيل الكروموسوم X في الإناث. فبينما يتمتع الذكور بنسختين نشطتين من الجين (واحدة على X والأخرى على Y)، فإن الإناث لديهن نسخة واحدة نشطة بالكامل والأخرى معطلة جزئيا، ما يؤدي إلى مستويات أقل من بروتين SHOX في أنسجتهن العضلية الهيكلية. وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة عند دراستها في سياق الاضطرابات الكروموسومية. فالذكور الذين يحملون كروموسوم Y إضافيا (النمط النووي 47,XYY) - في ما يعرف بمتلازمة XYY - يظهرون زيادة ملحوظة في الطول، بينما الإناث اللاتي يعانين من متلازمة تيرنر (45,X) - عندما يمتلكن نسخة واحدة فقط من الصبغة X في خلاياهم - يقصرن بشكل واضح. كما أن الطفرات في جين SHOX تؤثر على الذكور أكثر من الإناث، ما يؤكد الدور المركزي لهذا الجين في الفروق الجنسية للطول. ولا تقتصر أهمية هذه الاكتشافات على فهم الفروق في الطول فحسب، بل تمتد لتشمل مضامين أوسع في مجال الطب الدقيق. فالفهم الأعمق للآليات الجينية الكامنة وراء التباينات بين الجنسين يمكن أن يلقي الضوء على أسباب الاختلافات في معدلات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات العصبية النفسية، والاستجابات المختلفة للعلاجات الدوائية بين الرجال والنساء. كما تفتح هذه النتائج آفاقا جديدة في دراسة تأثير الجينات الموجودة في المنطقة الزائفة الذاتية PAR1 على السمات والاضطرابات الأخرى المرتبطة بالجنس.