logo
رجال الذكر والأثر

رجال الذكر والأثر

الصحراء١٢-٠٣-٢٠٢٥

لم يخفف الأفيون من أوجاعه إلا قليلاً، ولذلك توسل إلى طبيبه أن يأتيه بالمسدس لكي يطلق على نفسه رصاصة الرحمة. لكن من هو الطبيب الذي يمكن أن يدخل التاريخ، على أنه الرجل الذي ساعد شاعر روسيا على الانتحار؟
لقد مضى يومان الآن (20 فبراير/شباط 1837) وشاعر روسيا ألكسندر بوشكين ينازع ساعات الاحتضار. وروسيا بأجمعها تدرك أن لا أمل. لقد كانت قاضيةً الرصاصة التي أطلقها عليه في المبارزة نسيبه الفرنسي جورج دانتس. كان بوشكين يدافع عن شرفه. فقد بلغه ما بلغ المدينة كلها، وهو أن زوجته نتاليا تخونه مع الرجل. نتاليا أو الموت. ذهب إلى المبارزة بعدما كتب وصيته، تاركاً كل ما يملك لزوجته وأبنائه الأربعة، وكأنه كان يدرك أنه سوف يكون الخاسر في مبارزة المسدسات.
هكذا فقدت روسيا أب الشعر ونجم الأدب. وأين تعلم ساحر اللغة لغته الأم؟ كانت الفرنسية لغة القصور والنبلاء حيث نشأ بوشكين. ولذلك تعلم اللغة من الخدم والموظفين. وسوف يصبح سيدها وصاحب المعلقات. بل سوف يتحول أسلوبه إلى مدرسة جديدة يحاول تقيدها الشعراء.
كان بوشكين في التاسعة والثلاثين يوم وفاته. وقد أمر القيصر نقولا الأول لأرملته بمعاش تقاعدي مدى الحياة، كما أمر بنفي العاشق الفرنسي، وتسديد كل الديون التي أغرق بوشكين نفسه فيها.
عاش بوشكين جزءاً من حياته معارضاً ليبرالياً، واعتقل غير مرة. ثم نفي إلى بلاد القوقاز حيث تعرَّف إلى الإسلام، وكتب الكثير في معاني القرآن. وسوف يصبح كبير شعراء الروسية من كبار الدعاة للإسلام والمبشرين به، تماماً مثل غوته، كبير شعراء الألمانية، أو مثل فيكتور هيغو، شاعر الفرنسية، الذي ورد ذكر القرآن الكريم في أعماله مائة مرة.
تلك مرحلة ازدهرت خلالها الآداب وظهر خلالها الكثير من العمالقة، وتلاقت فيها الحضارات بعكس ما حدث لاحقاً من ظواهر الصراع التي لا تزال تنشط إلى الآن. ويدعو الكثيرون من المستعربين إلى الاستعانة بآثار أولئك العمالقة في مواجهة عتاة الإسلاموفوبيا، الذين يغذون موجات التطرف في أوروبا، في البلدان الناطقة باللغات الثلاث. أسوأ ما يحدث للحضارات الوقوع في همجية المتطرفين. يميناً أو يساراً.
نقلا عن الشرق الأوسط

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منوبة: افتتاح الدورة 47 لمهرجان سيدي علي الحطاب
منوبة: افتتاح الدورة 47 لمهرجان سيدي علي الحطاب

Babnet

timeمنذ 2 أيام

  • Babnet

منوبة: افتتاح الدورة 47 لمهرجان سيدي علي الحطاب

أفتتحت مساء اليوم الاثنين، بمقام سيدي علي الحطاب بالمرناقية، الدورة 47 للمهرجان السنوي سيدي علي الحطاب الذي حافظ على طابعه الصوفي والتقليدي وعروضه الروحانية والفقرات الفنية والتراثية والتي تتواصل طيلة أربعة أيام. . وقد اعطى إشارة انطلاق المهرجان وزير الشؤون الدينية أحمد البوهالي رفقة والي منوبة محمود شعيب، وذلك في يومه الأول الذي تضمن عروضا في الفروسية مصاحبة بفرقة الفنون الشعبية ومداخلات شعرية وعرض في الألعاب البلهوائية والسطمبالي، وعروض تنشيطية للأطفال وعرضين لعيساوية سيدي ولسلامية سيدي علي الحطاب المندرجتين ضمن سلسلة لقاءات العادة الحطابية المبرمجة بالمقام، مع نهاية مدة 36 أسبوعا، أي آخر خميس في شهر ماي من كل سنة كما تضمن البرنامج محاضرة دينية حول الولي الصالح سيدي علي الحطاب حياته ومناقبه ودور الأولياء الصالحين في نشر الفكر الصوفي في المغرب الإسلامي وتولى الوزير تكريم المشاركين فيها وتتويج الفائزين في مسابقة حفظ ترتيل القرآن الكريم، كما زار معرض الصناعات التقليدية الذي ينتظم بالشراكة مع المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بمنوبة، ومعرض المنتوجات الغذائية التقليدية والمعرض التجاري. واكد وزير الشؤون الدينية في تصريح لــ (وات)، ان هذا المهرجان الذي يتداخل فيه الجانب الديني بالثقافي ارتبط بعلم من اعلام تونس وهو سيدي علي الحطاب الذي جمع بين العلم والصلاح والتقوى والإصلاح، واثّر وتأثّر وظل راسخا منذ سبع قرون في الذاكرة الشعبية كجزء من الذاكرة الوطنية والهوية والشخصية الوطنية. وقال " إن بمثل هذه المهرجانات، نتذكر اعلامنا ورجالات تونس المصلحين، لننهل من تجاربهم ومنهجهم في الحياة ومن الماضي الذي يؤهلنا للحاضر "والمستقبل. وتتواصل بقية العروض الثلاثاء والأربعاء والخميس بعروض ألعاب الفروسية صحبة فرقة الفنون الشعبية وعرض متنوع صوفي وشعبي، وتختتم الفعاليات الخميس بعرض سيدي بوعلي والفرقة النسائية للسيدة المنوبية واستعراض للجمعيات الرياضية للألعاب الفردية بالجهة، وللماجورات،و لوحات راقصة من التراث التونسي بساحة الفنون بسيدي علي الحطاب ، وعرض مغاربي ليبي جزائري مغربي موريتاني، فالعرض الدوري خرجة سيدي علي الحطاب داخل المقام ، وعرض الحضرة العزوزية ، وفقرات العمل الحطابي التي الفها زوار المهرجان. يشار الى استئناف العمل الحطابي بمقام الوالي الصالح سيدي علي الحطاب منذ تاريخ 10 افريل2025 بعيساوية أريانة بسيدي علي الحطاب، ثم انطلاق"خرجة الزوي" بولاية منوبة وعرض عيساوية سيدي الحاري مساء 1 ماي الجاري، ثم عيساوية اريانة يوم 08 ماي أيضا، فعيساوي سيدي الحاري مساء 15 ماي ، ثم عيساوية المرسى في ختم القرآن ، وعرض مساء 20 ماي 2025وذلك تحضيرا لانطلاق المهرجان اليوم الاثنين 26 ماي 2025.

منوبة: افتتاح الدورة 47 لمهرجان سيدي علي الحطاب
منوبة: افتتاح الدورة 47 لمهرجان سيدي علي الحطاب

تورس

timeمنذ 3 أيام

  • تورس

منوبة: افتتاح الدورة 47 لمهرجان سيدي علي الحطاب

. وقد اعطى إشارة انطلاق المهرجان وزير الشؤون الدينية أحمد البوهالي رفقة والي منوبة محمود شعيب، وذلك في يومه الأول الذي تضمن عروضا في الفروسية مصاحبة بفرقة الفنون الشعبية ومداخلات شعرية وعرض في الألعاب البلهوائية والسطمبالي، وعروض تنشيطية للأطفال وعرضين لعيساوية سيدي ولسلامية سيدي علي الحطاب المندرجتين ضمن سلسلة لقاءات العادة الحطابية المبرمجة بالمقام، مع نهاية مدة 36 أسبوعا، أي آخر خميس في شهر ماي من كل سنة كما تضمن البرنامج محاضرة دينية حول الولي الصالح سيدي علي الحطاب حياته ومناقبه ودور الأولياء الصالحين في نشر الفكر الصوفي في المغرب الإسلامي وتولى الوزير تكريم المشاركين فيها وتتويج الفائزين في مسابقة حفظ ترتيل القرآن الكريم، كما زار معرض الصناعات التقليدية الذي ينتظم بالشراكة مع المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بمنوبة ، ومعرض المنتوجات الغذائية التقليدية والمعرض التجاري. واكد وزير الشؤون الدينية في تصريح ل (وات)، ان هذا المهرجان الذي يتداخل فيه الجانب الديني بالثقافي ارتبط بعلم من اعلام تونس وهو سيدي علي الحطاب الذي جمع بين العلم والصلاح والتقوى والإصلاح، واثّر وتأثّر وظل راسخا منذ سبع قرون في الذاكرة الشعبية كجزء من الذاكرة الوطنية والهوية والشخصية الوطنية. وقال " إن بمثل هذه المهرجانات، نتذكر اعلامنا ورجالات تونس المصلحين، لننهل من تجاربهم ومنهجهم في الحياة ومن الماضي الذي يؤهلنا للحاضر "والمستقبل. وتتواصل بقية العروض الثلاثاء والأربعاء والخميس بعروض ألعاب الفروسية صحبة فرقة الفنون الشعبية وعرض متنوع صوفي وشعبي، وتختتم الفعاليات الخميس بعرض سيدي بوعلي والفرقة النسائية للسيدة المنوبية واستعراض للجمعيات الرياضية للألعاب الفردية بالجهة، وللماجورات،و لوحات راقصة من التراث التونسي بساحة الفنون بسيدي علي الحطاب ، وعرض مغاربي ليبي جزائري مغربي موريتاني، فالعرض الدوري خرجة سيدي علي الحطاب داخل المقام ، وعرض الحضرة العزوزية ، وفقرات العمل الحطابي التي الفها زوار المهرجان. يشار الى استئناف العمل الحطابي بمقام الوالي الصالح سيدي علي الحطاب منذ تاريخ 10 افريل2025 بعيساوية أريانة بسيدي علي الحطاب، ثم انطلاق"خرجة الزوي" بولاية منوبة وعرض عيساوية سيدي الحاري مساء 1 ماي الجاري، ثم عيساوية اريانة يوم 08 ماي أيضا، فعيساوي سيدي الحاري مساء 15 ماي ، ثم عيساوية المرسى في ختم القرآن ، وعرض مساء 20 ماي 2025وذلك تحضيرا لانطلاق المهرجان اليوم الاثنين 26 ماي 2025.

السلم العالمي تهدده أطماع شركات السلاح
السلم العالمي تهدده أطماع شركات السلاح

الصحراء

timeمنذ 3 أيام

  • الصحراء

السلم العالمي تهدده أطماع شركات السلاح

بين انتشار السلم في العالم والتهديدات المستمرة بالحرب يعيش أبناء هذا الكوكب أوضاعا نفسية قلقة إزاء المستقبل الغامض الذي تخشى منه البشرية. وهذا الوضع يكشف خواء ما حققته الإنسانية من «وئام» و «تفاهم» و «توافق» حول العمل الدولي المشترك والمنظومات العديدة التي يفترض أن تحمي البشر من بعضهم. فما من خطاب يطلقه زعيم سياسي إلا ويؤكد على «ضرورة الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين». وحين يجتمع الزعماء سواء في الأمم المتحدة أو المحافل الدولية الأخرى فإنهم كثيرا ما يبشرون بتطوير العلاقات ودعم جهود السلام. وكان هناك أمل بأن يكون للتجربة الكارثية التي عاشتها البشرية في الحروب الكبيرة خصوصا الحرب العالمية الثانية دور محوري في خلق ثقافة ضد الحرب، ولكن استمرت النزاعات المسلّحة بدون توقف. وتجدر الإشارة إلى أن النزعة ضد الحرب ظاهرة قديمة تتجدد. فما أكثر الذين يرفضون الانخراط في القوات المسلحة لبلدانهم (ويُطلق على فعلهم «الاعتراض الضميري») أو الذين يعارضون شن الحرب كمبدأ. بل أن هناك فرقة انبثقت عن الكنيسة تسمى «كويكرز Quakers» تعارض الحرب. وذهب بعض الاتجاهات الكنسية لرفض الحرب إلا ما تسميه «الحرب العادلة» التي نظّر لها القسيس أكويناس في القرن الرابع عشر الميلادي. ويطلق على مناوئي النزاعات المسلحة عادة «السلبيين pacifists». وفي بريطانيا هناك منظمة كبيرة انبثقت قبيل نشوب حرب العراق في 2003 تعارض الحرب اسمها «التحالف لمنع الحرب» انتمى لها سياسيون وبرلمانيون ونشطاء ومن بينهم النائب العمّالي جيريمي كوربين. برغم ذلك ما تزال الحرب خيارا لدى حكومات العالم، بل أن الميزانيات التي تخصص للتسلح من قبل الحكومات تتصاعد باستمرار. وقد رحّب الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، بزيادة نسبة التسلح في الموازنات الأوروبية إلى 5 بالمائة، بينما كان ينتقدها قبل ذلك مدّعيا اعتمادها الكامل على الولايات المتحدة الامريكية لتوفير الحماية والتصدي لما يعتبره الغربيون «النزعة الروسية» لاستهداف أوروبا. والسؤال هنا: هل هناك سلم حقيقي في العالم؟ والمقصود بالسلم غياب حالة الحرب أو العدوان أو التهديد بهما. أليس تكديس الأسلحة مؤشرا لاحتمالات الحرب؟ ألا يكفي وجود هذه الاحتمالات لإثارة القلق؟ فمن الذي يهدد أمن العالم؟ ولماذا؟ ومن المستفيد من هذه الحالة التي يصدق عليها وصف «اللاحرب واللاسلم». وهناك قول يتكرر بأن «الحرب تعبير عن فشل السياسة» فأين هي مواقع الخلل في السياسة العالمية؟ لقد سعت الأديان السماوية لمنع اندلاع الحروب والنزاعات المسلّحة. ونصّ القرآن الكريم على ضرورة التوسط لمنع حدوث ذلك: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما». كما نص القرآن الكريم على مبدأ الردع لمنع الحرب، معتبرا أن توفير القوّة يوفر ردعا لمن يخطط للاعتداء. إنها رغبة حقيقية لمنع نشوب النزاعات المسلّحة التي ابتليت بها الإنسانية وأصبحت تحصد الأرواح بدون حساب. فما معنى القتل العبثي اليومي الذي يطال أطفال فلسطين ونساءها بدون رادع من ضمير أو أخلاق؟ ولماذا تفشل الآليات الدولية في منع ذلك؟ هذه التساؤلات جميعا تمثل تحدّيا للضمير البشري والدبلوماسية التي يُفترض أنها قطعت أشواطا كبيرة لنشر ثقافة الحوار من خلال التواصل على مستوى الحكومات وممثليها لتعميق الثقة وتوضيح الإشكالات بين الدول. ولكن هذه الدبلوماسية التي تجد مصاديق واسعة لها في أروقة الأمم المتحدة والمنظمات والاتحادات الإقليمية الأخرى والمنظمات الدولية لم تحقق أهدافها وفي مقدمتها منع النزاعات المسلّحة. ولا يمكن التشكيك في مدى التطوّر الذي حققته الدبلوماسية الدولية، ولكنها ما تزال أقل تأثيرا من الدوافع البشرية للحرب وإصرار البعض على أن الحرب هي الطريق الأقصر لفض النزاعات او استرداد الحقوق أو ردع الآخر. لقد بقيت الحرب ظاهرة واضحة في التاريخ البشري بدون استثناء. وخاض المسلمون أنفسهم حروبا كثيرة خلال تاريخهم الطويل، كما هي بقية الأمم والأديان. هذا لا يعني الاستسلام لمنطق اللجوء للقوة والعنف. البعض يناقش هذه الظاهرة مؤكدا استحالة إلغائها من التفكير البشري. ولذلك يرى مروّجو ما يسمى «سياسة الأمر الواقع» مبدأ السعي للحد من حدّة الحرب ومداها والسعي للتخفيف من آثارها بدلا من الإصرار على منع حدوث النزاعات المسلّحة، وهو خيار غير قابل للتحقق. وينطلق هؤلاء على أساس أن الطبيعة البشرية معقّدة ويمثل العنف أحد جوانبها، كما يمثّل العقل جانبا آخر منها. ويذهب «الواقعيون» إلى أن من يريد أن يعيش في هذا العالم مطالب بأن يكون واقعيا ويقرأ الواقع بوعي، ويبتعد قليلا عن المثالية. ولطالما تغنّى الشعراء بالحرب، مفتخرين بأنهم جزء منها. وما أكثر الشعر العربي حول الحرب وأن ولوجها يمثل الرجولة والبطولة. ويندر وجود شعر يروّج رفض الحرب على أساس مبدئي، فربما اعتبر ذلك تعبيرا عن الضعف والجبن. ولذلك تعتبر الحرب واحدا من ثوابت المجتمع الإنساني. وفي العصر الحديث ظهرت نزعات رفض الحرب بعد أن أصبحت وبالا على البشرية، خصوصا مع تطور أسلحتها وأدواتها. يضاف إلى ذلك أن البعض يرى الحرب طريقا إلى السلم، وأنها ضرورة لمنع العدوان والتعاطي مع التوجهات التدميرية لدى البعض. ويُعتبر «القصاص» أحد مبرّرات الحرب كما جاء في بعض كتب التاريخ. وكثيرا ما يقال إن شركات صناعة السلاح هي التي تعمل لإشعال الحرب لكي تحصل على الأموال. وقد كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن زيارته الأخيرة للمنطقة أسفرت عن اتفاقيات لاستثمار ما بين 12 و13 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، يتوقع أن أغلبها ستكون في المجالات العسكرية خصوصا صفقات السلاح. ومن المؤكد أن تكديس السلاح يمثل أحد أساليب الردع، ولكن مَن الذي يردع مَن؟ في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على فلسطين وأهلها والإفصاح عن رغبة الاحتلال في توسيع نفوذه وتوجهه لاحتلال غزة وضمها للكيان، لماذا لا تكون هذه الصفقات رادعا للكيان الإسرائيلي عن ارتكاب المزيد من العدوان والتوسع؟ لماذا تنفق هذه الأموال الهائلة بدون أن تصبح المنطقة أكثر أمنا؟ لماذا لا تحسب «إسرائيل» لدول المنطقة أي حساب عندما تواصل سياساتها التوسعية وغير الإنسانية؟ المشكلة أنه منذ 75 عاما لم يتم تحرير أي أرض احتلتها «إسرائيل»سوى سيناء التي كان ثمن تحريرها باهظا، تمثل بإقرار الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف به من جهة، وإخراج مصر من الصراع الهادف لتحرير فلسطين من جهة أخرى. فمفهوم السلم هنا يختلف بين الاطراف. أهل فلسطين ينظرون لتحرير أرضهم المصداق الحقيقي للأمن، بينما يرى الإسرائيليون أن أمن «إسرائيل» هو الأساس، ضمن الحدود التي تتوسع باضطراد ولا تقتصر على أراضي 1948. فماذا يعني الأمن هنا إذا فرض بالقوّة على الطرف الأضعف عسكريا. وأيُّ عالم هذا الذي تبحث عنه الإنسانية إذا عجز عن حماية البشر في أوطانهم التي توارثوها عبر الأجيال؟ وقد تكرر كثيرا على ألسنة المناضلين من أجل التحرر أن الأمن يجب أن يكون شاملا للجميع وليس محصورا بطرف فحسب. فحين يعيش الإسرائيلي المحتل آمنا على الأرض التي نهبها، بينما يعيش صاحبها الأصلي إما لاجئا بأحد المخيّمات أو مشرّدا في الأصقاع، يصبح الحديث عن الأمن نظريا فحسب ولا يتحول إلى حالة استقرار دائمة. المطلوب أن يكون الأمن شاملا للجميع، وهذا لا يتحقق إلا ضمن أطر الاخلاق والاعتراف المتبادل بحق كل إنسان في العيش في وطنه بدون تهديد أو استفزاز. كاتب بحريني نقلا عن القدس العربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store