
علاقات استراتيجية وتعاونات اقتصادية.. تاريخ طويل بين مصر وفرنسا (ملف خاص)
مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة من أجل عقد قمة مصرية فرنسية بدأت محركات زيارة لمعرفة تاريخ العلاقات المصرية الفرنسية خصوصًا أن تلك العلاقات تتمتع بتاريخ طويل ومعقد، حيث شهدت العديد من التحولات واللحظات الهامة التي أسهمت في تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
فقد مرت العلاقات المصرية الفرنسية بعدد من المراحل البارزة، بدءًا من الحملة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، وصولًا إلى التعاون الوثيق في العصر الحديث في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.
تاريخ العلاقات المصرية الفرنسية
بدأت العلاقات المصرية الفرنسية في القرن التاسع عشر، وتحديدًا مع الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت (1798-1801).
رغم أن الحملة فشلت عسكريًا، إلا أنها تركت بصمات ثقافية وعلمية واضحة في مصر، حيث شهدت البلاد العديد من الإصلاحات والمشروعات الحديثة التي كانت لها تأثيرات طويلة الأمد على المجتمع المصري.
في القرن العشرين، بعد ثورة 1952 في مصر، تحسنت العلاقات المصرية الفرنسية بشكل ملحوظ. كانت فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر بداية لعصر جديد من التعاون بين البلدين، حيث سعى الجانبان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية، وشهدت العلاقات المصرية الفرنسية العديد من الزيارات المتبادلة.
الزيارات المتبادلة بين الرئيسين المصري والفرنسي
تعتبر الزيارات المتبادلة بين الرئيسين المصري والفرنسي أحد أبرز مظاهر العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن أبرز هذه الزيارات:
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا (2014)
في عام 2014، قام الرئيس السيسي بزيارة رسمية إلى فرنسا حيث التقى بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. تم خلال هذه الزيارة توقيع عدة اتفاقيات في مجالات الدفاع، التجارة، والثقافة، بالإضافة إلى التعاون في مجال محاربة الإرهاب والأمن الإقليمي.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا (2014)
زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر (2017)
في عام 2017، قام الرئيس ماكرون بزيارة إلى مصر لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات النقل، الطاقة المتجددة، والسياحة. كما تم التركيز على القضايا الإقليمية مثل الوضع في ليبيا وسوريا.
زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر (2017)
الزيارات اللاحقة
منذ 2017، شهدت العلاقات العديد من الزيارات المتبادلة، مثل زيارة الرئيس السيسي لفرنسا في عام 2019 للمشاركة في اجتماعات مجموعة السبع الكبرى مع دول إفريقيا، وزيارات أخرى في 2020 و2021، التي ركزت على تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصاد، الثقافة، والسياسة.
قمة المناخ بشرم الشيخ 2022
في نوفمبر 2022، شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة المناخ التي استضافتها مصر في شرم الشيخ. كما تم عقد العديد من اللقاءات بين الرئيسين لتعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن الغذائي والطاقة.
السيسي وماكرون وغوتيريش بقمة شرم الشيخ
التبادل التجاري بين مصر وفرنسا
يعتبر التبادل التجاري بين مصر وفرنسا جزءًا رئيسيًا من العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
التبادل التجاري بين مصر وفرنسا
تشهد المبادلات التجارية تنوعًا في المنتجات المتبادلة بين البلدين:
المنتجات المصرية المصدرة إلى فرنسا
تشمل المواد الغذائية مثل الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى المنسوجات والمفروشات.
المنتجات الفرنسية المصدرة إلى مصر
تشمل الآلات والمعدات، الطائرات، المركبات، والمنتجات الكيميائية، وكذلك المعدات الكهربائية.
تستثمر الشركات الفرنسية الكبرى مثل "إيرباص" و"رينو" و"بيجو" في السوق المصري، مما يعزز التبادل التجاري بين البلدين. وقد بلغ حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر نحو 7.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 8 مليارات دولار بحلول عام 2025.
التبادل العسكري بين مصر وفرنسا
تعد العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا من جوانب التعاون الهامة بين البلدين. في السنوات الأخيرة، شهدت هذه العلاقات تحسنًا ملحوظًا، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.
صفقات الأسلحة
تمثل صفقات الأسلحة جزءًا كبيرًا من التعاون العسكري بين مصر وفرنسا، مثل صفقة شراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" في 2015، فضلًا عن شراء فرقاطات بحرية وغواصات من فرنسا.
في عام 2021 قامت مصر بشراء 30 طائرة إضافية من نفس الطراز.
التدريب العسكري
تقدم فرنسا برامج تدريب للجيش المصري في مختلف التخصصات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، مما يعزز القدرة العسكرية المصرية في مواجهة التحديات الأمنية.
التدريب المشترك بين مصر وفرنسا
التبادل الثقافي بين مصر وفرنسا
يعتبر التبادل الثقافي بين مصر وفرنسا جزءًا مهمًا من العلاقات الثنائية، حيث يشمل مجالات الثقافة والفنون والتعليم:
المؤسسات الثقافية
يوجد في مصر العديد من المعاهد الثقافية الفرنسية مثل "المعهد الفرنسي في مصر"، الذي يعد مركزًا هامًا للتبادل الثقافي بين البلدين. كما يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية مثل المعارض الفنية والعروض المسرحية والسينمائية.
المنح الدراسية والتبادل التعليمي
تقدم الحكومة الفرنسية العديد من المنح الدراسية للطلاب المصريين في مختلف المجالات الأكاديمية. كما تسهم الجامعات الفرنسية في تدريب الطلاب المصريين في مجالات مثل الهندسة والعلوم الاجتماعية.
اللغة والثقافة
تعتبر اللغة الفرنسية من اللغات الأجنبية الأكثر انتشارًا في مصر، مما يعزز التبادل الثقافي بين البلدين.
كما تدرس العديد من الجامعات المصرية باللغة الفرنسية، مما يساهم في تعزيز العلاقات الثقافية.
في النهاية تعتبر العلاقات المصرية الفرنسية نموذجًا للتعاون البناء بين دولتين ذوات تاريخ طويل من التعاون. من خلال الزيارات المتبادلة بين الرئيسين المصري والفرنسي، والتعاون التجاري والعسكري والثقافي، تعكس هذه العلاقات إرادة البلدين في تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 7 ساعات
- مصراوي
السفيرة نبيلة مكرم: دخولي الوزارة كان "مغامرة مجهولة"
قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة السابقة، أن لحظة تعيينها وزيرة للهجرة كانت بمثابة الدخول في "مغامرة مجهولة"، مؤكدة أنها لم تكن تعلم أي شيء عن المهام أو طبيعة الملفات التي ستواجهها، وشبّهت الأمر بـ"دخول حفرة لا تعلم عمقها أو أبعادها". وأضافت، خلال استضافتها في برنامج "الرحلة" عبر فضائية "DMC"، أن الوزارة كانت حديثة النشأة ولم تكن لديها كوادر أو هيكل واضح، وهو ما ضاعف من التحديات. وأشارت إلى أنها لم تتسلم مكتبًا ولا حتى أدوات مكتبية، مضيفة: "أنا نزلت الوزارة، ومكنش فيه مكتب ولا أي حاجة.. مكانش فيه موظفين، ولا حتى أدوات.. حسيت إني داخلة حاجة مش مفهومة". وأضافت: "دخلت في سباق مع الزمن لإثبات نفسي، ومحاولة بناء كيان حقيقي للوزارة". وتابعت: "الناس كلها كانت بتراقب كل كلمة بتتقال، وكل تحرك محسوب.. وأنا كنت لوحدي". ولفتت إلى أن دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطاها ثقة ودفعها إلى المثابرة، قائلة: "كلمة الرئيس لما قال: اشتغلوا، واللي هيغلط إحنا جنبه، كانت فارقة جدًا". وأكدت "مكرم" أنها بدأت رحلتها بالاجتهاد ومحاولة فهم الملفات، وقررت البدء بملف المصريين بالخارج، قائلة: "هما دول اللي محتاجين الوزارة، وعلشانهم الوزارة دي اتعملت". وأضافت: "بدأت أسمع منهم، وأفتح قنوات تواصل، وأسافر، وأشوف مشاكلهم بعيني". كما تطرقت إلى الصعوبات النفسية التي واجهتها، مؤكدة أنها شعرت بالوحدة والضغط الشديد في البداية، ولكنها آمنت برسالتها، وقررت أن تستمر، مؤكدة: "مكنتش شايفة قدامي، بس كان لازم أكمل.. علشان أقدر أقول في الآخر: أنا عملت حاجة".


بوابة الفجر
منذ 8 ساعات
- بوابة الفجر
قيادي بفتح: صلابة موقف الرئيس السيسي أفشلت خطة نتنياهو لتهجير غزة
أكد الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، أن الموقف المصري الصلب بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حائط الصد الأول الذي أسقط خطة الاحتلال الإسرائيلي بتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء. وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يراهن على تنفيذ عملية التهجير عبر المعابر المصرية، غير أن الرفض القاطع والحاسم من القيادة المصرية أغلق هذا الباب تمامًا، وأفشل الرهان الإسرائيلي مبكرًا. وأضاف أن الاحتلال بعد فشله في تنفيذ هذا المخطط، اتجه إلى طرح بدائل وهمية عبر الترويج لمواقع بديلة في دول مثل ليبيا، الصومال، موريتانيا، وماليزيا، في محاولة يائسة لإيجاد مخرج لأزمة الكتلة السكانية في غزة، وهو ما يعكس ارتباكًا واضحًا في المخطط الصهيوني. وشدد الرقب على أن الموقف المصري المتماسك لا يخدم فقط القضية الفلسطينية، بل يمثل دعمًا استراتيجيًا للأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن وقوف القاهرة ضد مشروع تهجير الفلسطينيين يعكس رؤية سياسية عميقة ومسؤولية قومية تاريخية. واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن فشل هذا المخطط العدواني هو ثمرة تلاحم الشعب الفلسطيني وثباته على الأرض، إلى جانب الدعم العربي الحقيقي الذي تقوده مصر كقلب للعروبة.


الدستور
منذ 9 ساعات
- الدستور
السفيرة نبيلة مكرم: وزارة الهجرة كانت "مغامرة مجهولة"
قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة السابقة، إن لحظة تعيينها وزيرة للهجرة كانت بمثابة الدخول في "مغامرة مجهولة"، مؤكدة أنها لم تكن تعلم أي شيء عن المهام أو طبيعة الملفات التي ستواجهها، وشبّهت الأمر بدخول حفرة لا تعلم عمقها أو أبعادها. وأضافت، خلال استضافتها في برنامج "الرحلة" على شاشة DMC+، أن الوزارة كانت حديثة النشأة ولم تكن لديها كوادر أو هيكل واضح، وهو ما ضاعف من التحديات، مشيرة إلى أنها لم تتسلّم مكتبًا ولا حتى أدوات مكتبية. وقالت: "أنا نزلت الوزارة، ومكنش فيه مكتب ولا أي حاجة.. مكانش فيه موظفين، ولا حتى أدوات.. حسيت إني داخلة حاجة مش مفهومة"، موضحة:"دخلت في سباق مع الزمن لإثبات نفسي، ومحاولة بناء كيان حقيقي للوزارة". وأضافت: "الناس كلها كانت بتراقب كل كلمة بتتقال، وكل تحرك محسوب.. وأنا كنت لوحدي"، لافتة إلى أن دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطاها ثقة ودفعها إلى المثابرة، قائلة: "كلمة الرئيس لما قال: اشتغلوا، واللي هيغلط إحنا جنبه، كانت فارقة جدًا". وأكدت 'مكرم' أنها بدأت رحلتها بالاجتهاد ومحاولة فهم الملفات، وقررت البدء بملف المصريين بالخارج، قائلة: "هما دول اللي محتاجين الوزارة، وعلشانهم الوزارة دي اتعملت". وأضافت: "بدأت أسمع منهم، وأفتح قنوات تواصل، وأسافر، وأشوف مشاكلهم بعيني". كما تطرقت إلى الصعوبات النفسية التي واجهتها، مؤكدة أنها شعرت بالوحدة والضغط الشديد في البداية، ولكنها آمنت برسالتها، وقررت أن تستمر، مؤكدة: "مكنتش شايفة قدامي، بس كان لازم أكمل.. علشان أقدر أقول في الآخر: أنا عملت حاجة".