
سفير كوريا وقائد الكتيبة الكورية وممثلة الأمم المتحدة زاروا صور تعزيزا لأجندة المرأة والسلام والأمن في مرحلة ما بعد النزاع
أعلن مركز الامم المتحدة للاعلام في بيان، أن "وفدا رفيع المستوى من سفارة جمهورية كوريا في لبنان برئاسة السفير بارك إيل وقائد قوات حفظ السلام الكورية (ROKBATT) في اليونيفيل العقيد يو جونغيون، ترافقهما ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان جيلان المسيري، زاروا قضاء صور في محافظة جنوب لبنان".
وأشار البيان الى أن "الزيارة أكدت على أهمية تكثيف جهود التعافي الاقتصادي المستجيبة للنوع الاجتماعي، والرامية إلى دعم النساء النازحات والعائدات، لإعادة بناء حياتهن بعد تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله. كما شددت على الدور الحاسم للمرأة في منع نشوب النزاعات وتعزيز السلام المستدام".
ولفت الى أن "الوفد تواصل بشكل مباشر مع المستفيدين والمستفيدات والشركاء الرئيسيين، بمن فيهم ممثلون عن وحدة الحد من مخاطر الكوارث في اتحاد بلديات صور ورئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية المنسقة الوطنية للتحول في النظام الغذائي النائبة الدكتورة عناية عز الدين. وقد تمهّل الوفد عند نتائج المبادرات التي تقودها هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتوفير خدمات شاملة للنساء وأسرهن في مجال سبل كسب العيش والحماية الشاملة".
وذكر البيان أنه "منذ إطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، سعت هذه المبادرة التي تستمر لمدة عام واحد، وبتمويل من حكومة جمهورية كوريا (وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين) وبميزانية قدرها 600,000 دولار أميركي، إلى تمكين المرأة باعتماد نهج متعدد الأبعاد يشمل فرص كسب العيش من خلال النقد مقابل العمل، والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأنشطة بناء السلام التي تقودها النساء. فضلا عن ذلك، تعمل المبادرة على تمكين النساء من خلال تزويدهن بمهارات عملية في مجال النهج الزراعية الإيكولوجية للزراعة المستدامة، ما يعزز قدرتهن على الحفاظ على سبل عيشهنّ بعد انتهاء المشروع بفضل أنشطة متنوعة مدرة للدخل".
وأشار الى أن "النساء المشاركات في أنشطة النقد مقابل العمل سلطن الضوء على أن المشروع لم يوفر لهن الدخل الذي يحتجن إليه فحسب، بل عزز معرفتهن بالنهج الزراعية الإيكولوجية، والتي سوف يعملن على تطبيقها في قراهن بعد العودة. فضلا عن ذلك، سيتم تدريب المزارعات على استراتيجيات إعادة التأهيل المناسبة للتصنيفات المختلفة للأضرار الناجمة عن النزاع بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث العلمية".
وقال السفير الكوري: "لطالما آمنت جمهورية كوريا، إلى جانب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالقوة العميقة التي تتمتع بها النساء كعامل تغيير. ويشكل هذا المشروع، "تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن في جنوب لبنان"، خطوة حيوية لضمان أن النساء، وخاصة المتضررات من النزاعات الأخيرة، مجهزات لقيادة مجتمعاتهن في أوقات الأزمات والتعافي".
أضاف: "أود أن أعبر عن اعتزازي لأن قوات حفظ السلام الكورية (ROKBATT) في اليونيفيل، والتي تخدم في جنوب لبنان منذ عام 2007، سوف تشارك في هذه المبادرة. وأعتقد أن مشاركتها سوف تساعد في بناء الثقة وتعزيز العلاقات الإيجابية داخل المجتمعات التي تخدمها".
وأوضح البيان أن "هذا التعاون يمثل أول شراكة لجمهورية كوريا مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، مما يؤكد التزامها القوي بتعزيز تمكين المرأة، ودعم التعافي الاقتصادي بعد الحرب في المنطقة. ويُضاف الى التمويل المقدم من وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين، الحضور الدبلوماسي لسفارة كوريا، وإسهامات كوريا في حفظ السلام من خلال الكتيبة الكورية، التي ما زالت متواجدة في جنوب لبنان منذ عام 2007 كجزء من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). لقد لعبت الكتيبة دورا رئيسيا في تعزيز الاستقرار ودعم جهود التنمية في المنطقة".
ولفت الى أنه "من خلال هذه الشراكة، تعود حكومة جمهورية كوريا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة لتؤكدان على التزامهما المشترك بتعزيز تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن في لبنان من خلال نهج متكامل يعالج الأبعاد المتعددة للتعافي. يتألف جدول أعمال المرأة والسلام والأمن من عشرة قرارات تتناول قيادة المرأة في صنع السلام ومنع النزاعات، ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي، وإنفاذ حقوق المرأة".
من جهتها، قالت المسيري: "يجب أن تكون النساء في طليعة المشاركين في إعادة بناء المجتمعات، وخاصة تلك التي دمرتها الحرب، حيث لا غنى عن دور المرأة ونظرتها وخبرتها وإسهامها في تعزيز التعاون من أجل إيجاد حلول مستدامة، تقودها المجتمعات المحلية. إن مشاركتهن بشكل كامل وهادف، وعلى قدم المساواة، أمر أساسي في توطيد السلام وفقا للمبادئ المنصوص عليها في أجندة المرأة والسلام والأمن".
أما رئيس اتحاد بلديات قضاء صور، فنوه بـ"العلاقات القيمة بين لبنان وجمهورية كوريا"، شاكرا "دعمهم في تمويل المرحلة الثانية من المشروع الزراعي الذي اعطى النتائج الايجابية خلال المرحلة السابقة الممولة من النمسا، لناحية تشغيل اليد العاملة النسائية من النازحات والانتاجية من المزروعات التي يستفيد منها النازحون".
بدورها، شكرت عز الدين "كل الجهات الداعمة للمشروع"، وقالت: "نظرا لأن المشروع يتم بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فقد تم التركيز على دعم النساء النازحات القادمات من مناطق زراعية، بهدف تطوير معرفتهن وبناء قدراتهن في الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة والطبيعة، وتعزيز أساليب الزراعة العضوية، ومعالجة الأراضي بطريقة سليمة، إلى جانب اكتساب مهارات جديدة في تحضير الشتول والبذور، استعدادا لعودتهن إلى قراهن".
اضافت: "المشروع قدم دعما نفسيا للنازحات، مستفيدا من وجودهن في مراكز الإيواء، مما أتاح فرصة تعليمهن دون عناء التنقل من قرية إلى أخرى. وبصفتي المنسقة الوطنية للنظم الغذائية، كان لا بد من تبني مقاربة جديدة لمعالجة الأمن الغذائي للنازحين خلال الحرب، بما ينسجم مع الوثيقة الوطنية للتحول الغذائي التي أقرّها لبنان في شباط 2024".
وأوضح البيان أن "هذا المشروع، الذي يستفيد منه بشكل مباشر أكثر من 900 امرأة ويؤثر على أكثر من 2100 فرد من أفراد المجتمع، تقوم بتنفيذه هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع شركاء وطنيين ومحليين، بما في ذلك اتحاد بلديات صور، والمجلس الوطني للبحوث العلمية (CNRS) بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية المحلية مثل INITIATE وجمعية "الحركة الزراعية في لبنان" Agrimovement و"انترناشونال ألرت" International Alert.
تبني هذه المبادرة على نجاح مشروع "بذور صور"، وتواصل دعم النساء النازحات من القرى الواقعة على طول الخط الأزرق. وهي تعتمد على النتائج التي تم تحقيقها في الجهود السابقة من خلال توفير تدريب متقدم في الممارسات الزراعية الإيكولوجية المستدامة وتصنيع الأغذية، مع تعزيز قدرة المجتمع على الصمود وتوفير الفرص الاقتصادية للمرأة. إن مساعدة النساء على اكتساب مهارات عملية، ومشاركتهن في فرص النقد مقابل العمل، وتلقيهن الدعم النفسي والاجتماعي من شأنه أن يساعدهن في إعادة بناء سبل عيشهن وتعزيز الروابط الاجتماعية داخل مجتمعاتهن".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
رسامني أطلق الخطة الوطنية لتأهيل وصيانة شبكة الطرقات والجسور
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أطلق وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الخطة الوطنية لتأهيل وصيانة شبكة الطرقات والجسور في لبنان، في خطوة وطنية تهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية في مختلف المناطق اللبنانية وربطها ببعضها بعضًا باحتراف. وفي مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة امس، أوضح ان "هذه الخطة وضعت بآفاق تمتد على خمس سنوات وتهدف الى تأهيل الطرقات المتضررة وتوسيع شبكة الطرق بين المدن والقرى وتحسين جودة التنقل بما ينعكس إيجابًا على حياة المواطنين". وأكد ان "ما تقوم به الوزارة يعد جزء من رؤية تنموية شاملة تعزز البنى التحتية وتحقق العدالة في الإنماء وتهيئ الظروف الملائمة للاستثمار المحلي والأجنبي"، مشددًا على أن "ما يتم إطلاقه اليوم ليس مشروعًا ظرفيًا أو ورشة تزفيت موسمية، بل خطة وطنية شاملة ومتكاملة، تشمل ٢٥ قضاءً في ٧ محافظات، وتشمل اكثر من ٣٠٠٠ كيلومتر من أعمال الصيانة الروتينية، و٥٠٠ كيلومترًا من أعمال إعادة التأهيل والتعبيد، مع التركيز على الطرق الدولية والرئيسية والثانوية المصنّفة إلى جانب الطرق الحيوية قيد التصنيف." واضاف: اليوم، نضع خريطة طريق علمية وشفافة، تستند إلى دراسات هندسية وميدانية دقيقة، من خلال مسح شامل أجرته جامعة زغرب بالتعاون مع برنامج iRAP، لتحديد نسبة الأضرار وتحديد الأولويات، وفق معايير واضحة تشمل: الحاجة الفعلية، أطوال الطرقات في كل قضاء، ونسب الضرر المحققة. وقد تم دمج موازنات ٢٠٢٤ و٢٠٢٥ في سلّة واحدة لضمان استمرارية التنفيذ. واشار الى ان "لبنان يمتاز بشبكة طرقات مترابطة تغطي مختلف مناطقه، ممتدة على حوالى ٦٥٠٠ كيلومتر طولي من الطرق الدولية والرئيسية والثانوية والمحلية، مصنّفة بموجب مراسيم رسمية صادرة عن مجلس الوزراء. وفي المقابل، توجد طرقات حيوية عديدة تؤدي دورًا أساسيًا في ربط القرى والبلدات وفقًا للمهام الوظيفية، لكنها لم تُدرج بعد ضمن الشبكة المصنّفة رسميًا، ما يستوجب إصدار مراسيم جديدة لإعادة تصنيفها وضمان شمولها ضمن خطة التأهيل والصيانة". رسامني قال إن" الوزارة كلّفت مكاتب هندسية لبنانية وإقليمية الإشراف على التنفيذ من جهاز فني مختص في الوزارة، وبمؤازرة مخابر مركزية لفحص التربة وطبقات الرصف، ضمن معايير شفافة ومعتمدة، وأنشأت وحدة متخصصة لإدارة المشاريع تعتمد على نظام المعلومات الجغرافية (GIS)، ما يضمن الرقابة الشاملة وتتبع كل مرحلة من مراحل التنفيذ. وقال: نحن ندرك تمامًا أن هذه الورش قد تُسبّب ازدحامًا أو إزعاجًا مؤقّتًا في بعض المناطق، لكننا نطلب منكم بعض الصبر، لأن الهدف هو تحقيق نتائج مستدام". وكشف ان "الخطة الوطنية الموازية لتأهيل إنارة الطرق الدولية، تعتمد على الطاقة الشمسية وتقنية LED ، وتشمل استبدال الأعمدة المتضررة والمفقودة، وصيانة الفوانيس الحالية وتحويلها إلى أنظمة تعتمد الطاقة البديلة. وستقوم الوزارة بإعداد الدراسات اللازمة وتنفيذ مشروع نموذجي (Pilot Project) وستبدأ الخطة بمشروع نموذجي على الطريق الساحلي الجنوبي من خلدة إلى جسر الأولي بطول ٢٧ كيلومترًا، على أن تتوسّع لاحقًا لتشمل الأوتوسترادات في مختلف المناطق اللبنانية." وفي ما يتعلّق بالأشغال في الجنوب اللبناني، أوضح أن "حجم الأضرار الناتجة من العدوان الإسرائيلي يتطلب إعادة تأهيل شاملة للبنية التحتية الأساسية ( من كهرباء، مياه، اتصالات، صرف صحي) قبل أي تدخل على الطرق، مشيرًا إلى أن ١٧٥ مليون دولار من أصل قرض البنك الدولي البالغ ٢٥٠ مليونًا خُصصت لهذا الغرض تحديدًا."


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
مناورات بحرية مشتركة بين الفلبين والولايات المتحدة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب شاركت سفن خفر السواحل التابعة لكل من الفلبين والولايات المتحدة، للمرة الأولى، في مناورات بحرية مشتركة مع وحدات من البحرية والقوات الجوية، وذلك في بحر الصين الجنوبي. ووفق ما أعلنت القوات المسلحة الفلبينية، فقد أجريت المناورات في المياه الواقعة قبالة سواحل بالاوان وأوكسيدنتال ميندورو، وشاركت فيها البحرية الفلبينية، وسلاح الجو، وخفر السواحل، إلى جانب سفينة خفر السواحل الأميركية "ستراتون"، وطائرة الدورية البحرية "بي-8إيه بوسيدون" التابعة للبحرية الأميركية. ووصف هذا التمرين المشترك بأنه "نشاط تعاوني بحري"، وهو النشاط الثاني خلال عام 2025، والسادس على الإطلاق منذ أن بدأت الدولتان تنفيذ هذه الأنشطة في عام 2023. وقد شملت المناورات تدريبات على الاتصال البحري، وسيناريوهات للبحث والإنقاذ، وفقا لما ورد في بيان رسمي صادر عن القوات المسلحة الفلبينية. وقال رئيس أركان القوات المسلحة الفلبينية، روميو براونر، إن "الأنشطة المشتركة مثل هذا النشاط التعاوني البحري تؤكد التزام القوات المسلحة الفلبينية بتحديث قدراتها الدفاعية، وتعزيز "شراكاتها" الأمنية من أجل حماية المصالح البحرية الوطنية والإقليمية". وتأتي هذه المناورات في ظل استمرار توتر العلاقات بين الفلبين والصين، نتيجة النزاعات المتعلقة بالسيادة على بحر الصين الجنوبي، الذي يعد ممرا ملاحيا استراتيجيا تمر عبره بضائع تجارية بحرية تزيد قيمتها على ثلاثة تريليونات دولار سنويا. وتطالب الصين بمعظم هذا الممر البحري، على الرغم من حكم أصدرته محكمة تحكيم دولية عام 2016، اعتبرت فيه أن المزاعم الإقليمية التي تدعيها بكين لا تستند إلى أساس قانوني في إطار القانون الدولي. إلا أن الحكومة الصينية لا تعترف بهذا القرار ولا تقبل نتائجه.


الشرق الجزائرية
منذ 2 ساعات
- الشرق الجزائرية
تبدّل الموقف الدَّوْليّ تجاه إسرائيل وأثره على الحرب على غزة؟
المحامي أسامة العرب في ظل التطورات المتسارعة في الساحة الفلسطينية، وتصاعد حدّة العمليات العسكرية في قطاع غزة التي تجاوزت 19 شهراً منذ اندلاعها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يطرح المشهد سؤالاً محورياً: هل ستتراجع الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عن دعم إسرائيل الاستراتيجي؟ يبدو أن العنوان الكبير لهذه المرحلة الجديدة هو 'شرطية الدعم'، إذ لم يعد الدعم الأميركي التقليدي غير مشروط، فيما تتحرك عواصم غربية كبرى باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين في مسعى للضغط على تل أبيب لإعادة توجيه سياساتها. السياق التاريخي للعلاقة الأمريكية–الإسرائيلية إن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب تستند إلى أطر استراتيجية واقتصادية عميقة، بدأتها منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتوطدت بشكل خاص بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر عام 1979. وقد وصل الدعم العسكري ذروته عبر اتفاقات سنوية تضمن لإسرائيل مساعدات تصل إلى نحو 3.8 مليارات دولار سنوياً، بالإضافة إلى نظام ضمان القروض والتكنولوجيا المتقدمة. ومع ذلك، شهدت العلاقة أحياناً توتراً ذو طابع أخلاقي وسياسي، خاصة إبان رئاسة باراك أوباما الذي حذر من بناء المستوطنات، ولاحقًا إبان رئاسة جو بايدن التي قلّدت إدارته التحذيرات نفسها إزاء التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. واشنطن بوست وتحذيرات إدارة ترامب وفقاً لتقارير صحيفة 'واشنطن بوست'، أبلغت إدارة الرئيس دونالد ترامب كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن استمرار العمليات العسكرية في غزة—وخاصة توسع رقعة الأعمال القتالية واستدعاء نحو آلاف الجنود من الاحتياط—قد يدفع واشنطن إلى إعادة تقييم دعمها التقليدي، وإذا اقتضت الضرورة، تقليصه أو فرض 'قيود' على استخدام الأسلحة الأميركية في عمليات القصف وتصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي على الحكومة الإسرائيلية. معضلة نتنياهو السياسية يمتلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غالبية برلمانية مدعومة بأحزاب يمينية متطرّفة تطالب بـ'هزيمة حماس' بكافة الوسائل. وفي مقابل ذلك، يقف أمامها تيار أقل تشدداً ينادي بضرورة إنهاء الصراع وفتح ممرات إنسانية، ولكنه ضعف ما بين ضغوط التحالف السياسي وحسابات الانتخابات المقبلة، وتنسجم خطوته في استئناف المساعدات إلى غزة—بشكل شكلي—مع استراتيجيات تفاوضية تُستخدم كورقة بيد تل أبيب لكسب مزيد من الدعم الأميركي والحيلولة دون فرض قيود عملية على استخدام الأسلحة. الداخل الأميركي: بين الحماسة والتذمّر على الرغم من تحالف الحزبين الأميركيين مع إسرائيل تاريخياً، تظهر اليوم اختلافات ملحوظة داخل المؤسسات السياسية. ففي الكونغرس، رغم تأييد غالبية الجمهوريين لإسرائيل بلا تردد، يضغط حزب الديمقراطيين على إدارة ترامب لاتخاذ موقف أكثر حزماً إزاء الانتهاكات الإنسانية. وثمة تحذيرات من أعضاء بارزين كالسيناتور بيرني ساندرز الذي حذر من مخاطر 'فقدان المصداقية الأميركية' إذا استمرّت إسرائيل في تجاهل القانون الدولي. التحرك الأوروبي نحو الاعتراف بفلسطين في خطوة غير مسبوقة، أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة وكندا نيّتها الاعتراف بدولة فلسطين بشكل متزامن، كأحد أدوات الضغط الدبلوماسي على إسرائيل. وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو خلال جلسة في الجمعية الوطنية أن 'هذا التحرك قد بدأ ولن يتوقف'، واعتبر أن الاعتراف الجماعي يرسل رسالة واضحة عن رفض الانتهاكات الإنسانية في غزة، مع التشديد على أن جذور الأزمة تعود إلى قرار 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي وصفه بـ'المذبحة'. انعكاسات الاعتراف على المشهد السياسي إن الاعتراف الأوروبي المشترك بفلسطين يحمل بعدين: الأول داخلي يتعلق بالحساسيات السياسية في كل دولة—ففي بريطانيا، تقدر استطلاعات الرأي العام تأييداً متزايداً لحقوق الفلسطينيين؛ وفي كندا، تخشى الحكومة المحافظة، من فقدان قاعدة ناخبة تساند حل الدولتين. أما البعد الثاني فهو عقلاني، إذ يُعزز موقف الدول الثلاث في مواجهة إسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي، ويحفز دولاً أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا للانضمام إلى المبادرة. التداعيات الإنسانية والقانونية على وقع هذا التصعيد الإنساني، تصاعدت الدعوات أمام محكمة الجنايات الدولية لاستكمال التحقيق في جرائم الحرب. وقد نشر تقرير للأمم المتحدة يُشير إلى أن إطالة الحرب أسفرت عن آلاف القتلى المدنيين وتشريد مئات الآلاف. وفي واشنطن، يُتداول فرض قيود على شحنات الذخائر التي تستخدم في القصف الجوي والبحري، ما يعني تخفيضاً فعلياً في قدرة إسرائيل على تنفيذ عملياتها العسكرية بوتيرة متسارعة. توازنات جيوسياسية جديدة بينما تواجه إسرائيل احتمالاً متزايداً لشرطية الدعم الأميركي—التي قد تشمل مراجعة استخدام القروض العسكرية أو حتى إيقاف بعض المشاريع المشتركة—تعيد تل أبيب ترتيب أوراقها بالتركيز على سائر حلفائها، سعياً لكسر العزلة الدولية وفتح قنوات تفاوضية جديدة حول الأسرى والمعابر والعودة إلى طاولة التفاوض. يتبدّى أن الدعم الأميركي–الأوروبي لإسرائيل، وإن كان يستند إلى تحالف استراتيجي طويل الأمد، أصبح اليوم يخضع لشروط غير مسبوقة من حيث نتائج العمليات العسكرية على المدنيين في غزة. وبين تحذيرات واشنطن، ومبادرة الاعتراف الأوروبي الجماعي بدولة فلسطين، يناور نتنياهو لضمان الحد الأدنى من الدعم ولتفادي عزلة دولية قد تضعف قدرته على الاستمرار في سياساته الحالية. ويبقى السؤال قائماً: هل ستنجح إسرائيل في إعادة توازن علاقتها مع الحلفاء التقليديين عبر تلطيف إجراءاتها العسكرية، أم أن الضغوط الدولية ستؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات لصالح حل سياسي يضمن إنهاء الصراع واستقرار المنطقة؟ الأيام القليلة المقبلة قد تحمل إجابات حاسمة، لكنها بالتأكيد ستبقى مرحلة اختبار حقيقية لشرطية الدعم وتأثيرها على استراتيجيات تل أبيب.