
كم أنتِ عظيمة يا فيروز!
في وداع زياد في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة - بكفيا، دخلت فيروز، الأمُّ الموجوعة، لإلقاء نظرة الوداع على نجلها الراحل.. مُتشحة بالأسود، أطلّت فيروز ومعها روحٌ عظيمة لم تكسرها غدرات الزمن ولا أوجاع الأيام..
زياد هو الحدث.. وفيروز هي المشهد.. تلك السيدة التي حافظت على حياة بعيدة عن الأضواء، اتجهت الأنظار إليها والحبّ يشدو في قلوب الجميع الذين لهثوا لرؤيتها ولسرقة نظرةٍ منها أو سلام..
كم أنت عظيمة يا فيروز.. كم أنتَ قوية رغم الألم.. كم أنتِ عزيزة النفس.. كم أنتَ صلبة.. كم أنتِ حنونة، عطوفة.. علاقتك بزياد لم تكن علاقة عابرة.. لم تكن علاقة أمّ بولدها فقط، بل كانت أبعد من ذلك بكثير.. الروحُ ارتبطت ببعضها، تناغمت، تآلفت.. تعاظمت.. اكتملت..
في وداع زياد، لا يسعنا إلا أن نقول: أطال الله بعمرِك يا فيروز.. أنتِ الروح التي يتنفس منها الجميع حياته.. حباً ووطنية!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
زياد الرحباني.. غريب في الديار
انطفأ زياد الرحباني (1956- 2025) في لحظة لم تعد تشبهه، فهو غريب في الديار، كلّ ما حوله ينبئ بالكارثة والهوان والتفاهة. سراج عتمة، ويأس مطبق، كما لم تعد حقنة الفكاهة المرّة التي كان يسرّبها إلى الشرايين، تؤثّر في الجسد المريض. انسحب من المشهد من دون أن يردّد هذه المرّة "إيه في أمل" أو "بعدنا طيبين، قولوا الله". اختنق الرجل على دفعات بعد أن احتشد قاموسه بمفردات الأسى من جهة، وأذى الآخرين، حيال مواقفه وأفكاره وسخريته، من جهةٍ أخرى. لكن موسيقاه، مسرحياته، أغانيه، ستبقى أيقونة عصية على النسيان. عبقريته المبكّرة وضعته في لجّة الموجة نحو فضاء آخر، كما لو أنه يعيد وصل الخيط المقطوع مع سيد درويش، كلاهما كتبا نبض الشارع الشعبي من موقع مضاد. فهذا موسيقي عبث بالنوتة الراسخة، وابتكر سلالم موسيقية جديدة مشبعة بطرب شرقي غير مألوف، وبكلمات ملتقطة من اليومي المهمل وزجّها في صلب شعر العامية غير مكترث بالذائقة المستقرة. هكذا تجاور البيانو والبزق في لحن واحد، كما لو أنهما من عائلة واحدة. كانت معركته الموسيقية الأولى مع سلالته الرحبانيين المؤسسين، معركة بدأت بألعاب نارية مسلية، قبل أن تطيح بالخصم في عقر داره. هكذا نصب كميناً محكماً لموسيقى الأب والعم قبل أن يعلن نوتته الشخصية وانشقاقه عن المدرسة الأم. أنجز فتى السابعة عشرة أغنية "سألوني الناس عنك يا حبيبي" كتحية لوالده الراحل، وكمرثية للأم المفجوعة، ثم مضى مفرداً إلى شوارعه وحاناته ومسرحياته، وصناعة فرجة مضادة في توصيف الخسارة وعفن الحرب الأهلية اللبنانية التي باغتته في أول الطريق. إلّا أنّ هذه الحفرة منحته في المقابل كنوزاً موسيقية يصعب على سواه أن يحقّقها بمثل هذه البراعة والعبقرية والتمرّد، وإذا لكلّ واحد من جيله وما تلاه حصته من وليمته بتوابلها الحرّيفة ونكهتها التي لا تتكرّر. ما غنمه زياد الرحباني من ميراث العائلة، حوّله بخيمياء سحرية إلى ميراثه الشخصي. هجر "ضيعة الرحابنة" ومخاتيرها، وحكماءها وطرابيشها، و"لبنان يا أخضر حلو"، مستكشفاً صخب المدينة ومصحاتها وأسرارها، وشوارعها الخلفية من دون مراوغة أو مجازات. أغنية مثل "الحالة تعبانه يا ليلى" بصوت رفيقه جوزيف صقر تختزل منهج زياد الرحباني الذي سيتطوّر باستقطاب أصوات أخرى، ربما كان صوت لطيفة بأغنية "أمّن لي بيت" نموذجاً في توسيع دائرة الأغنية المضادة لخردة السوق وميوعتها. على المقلب الآخر، سنقع على سيرة موازية لأفكاره في مسرحياته، بدءاً من "سهرية" (1973)، مروراً بمسرحية "نزل السرور"، و"بالنسبة لبكرا شو"، وصولاً إلى "بخصوص الكرامة والشعب العنيد"، و"لولا فسحة الأمل" (1994). لعل زياد الرحباني فقد فسحة الأمل، فأرخى الستارة وغادر خشبة المسرح باكراً، لكنّ صدى تلك المسرحيات بقي عالقاً في أذهان مريديه من جيل الحرب الأهلية، ليعيد اكتشافها الجيل الجديد بمنظورٍ آخر. ستحضر موسيقى زياد الرحباني في فضاء مجاور، حيث كتب الموسيقى التصويرية لمجموعة من الأفلام المهمة، مثل "طيارة من ورق" لرندة الشهال، و"وقائع العام المقبل" لسمير ذكرى، و"نهلة" لفاروق بلوفة، كما أنجز مجموعة من البرامج الإذاعية بصوته، من موقع اليساري الغاضب والجريء ضد ممارسات السلطة، مثل "العقل زينة"، و"نص الألف خمسمية". لكنّ الانقلاب الكبير في مسيرة زياد الرحباني يتجلّى في تعاونه مع السيدة فيروز في مغامرة تبدو للوهلة الأولى عصيّة على التحقّق. فكيف لهذا الصوت البرّي المؤلف من طراوة العشب، المبلل بالمطر، ورائحة الثلج، و"ذهب أيلول تحت الشبابيك"، أن يشتبك مع كلمات ابنها الآتية من معجم آخر لا يشبهها (كيفك أنت، وعودك رنّان، وعهدير البوسطة، على سبيل المثال). في لحظة مجنونة وعبقرية تمكّن زياد من سحب فيروز نحو بساطه الشعبي لتغادر سجادة العائلة، وتدخل بثقة إلى الأزقة الخلفية للحياة اليومية بقاموس غرائبي يحمل بصمة الابن العبقري والمجنون. هكذا تدخل تعابير جديدة إلى أغنيات فيروز مثل الخس والزيتون من دون أن نحتجّ على هذا التحوّل. بل على العكس تماماً، كأنّ زياد وهو يختبر حنجرة فيروز في هذه المنطقة الملتبسة، يسعى إلى خلخلة التاريخ الرحباني لها بتاريخ مضاد، يشبه اللحظة الراهنة بكلّ تشظياتها، بعيداً من الرومانسية الريفية التي لم تعد موجودة إلا في بطون الكتب، ليؤكّد أنّ فيروز تصلح لكلّ الأزمنة وكـــــــــلّ الأدوار، سواء فــــــــي شجن الناي أو جنون الجاز.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
غياب لا يعوضه شيء.. رحيل الفنان الكبير زياد الرحباني
في نبأ كان له وقع الصدمة على محبيه في لبنان والعالم العربي، غيّب الموت، اليوم السبت، الفنان اللبناني، زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاماً. وزير الثقافة اللبناني، غسان سلامة، نعى زياد الرحباني في منشور له على منصة "أكس"، ويستشف من تصريح سلامة، أن زياد توفي بعد إصابته بمرض عضال، خاصة أن الراحل، "لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها". وقال سلامة: "كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانياً مبدعاً سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت". كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان او في الخارج الى مجرد افكار بالية لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانياً مبدعا سنبكيه بينما نردد اغنيات له لن تموت.وزياد الرحباني (1956 - 2025)، نجل السيدة فيروز والملحن عاصي الرحباني، فنان متعدد المواهب. إنه الموسيقي، والملحن، والشاعر، والكاتب مسرحي، والممثل، والمخرج. كما أنه من أبرز الشخصيات التي طبعت المشهد الثقافي والفني اللبناني والعربي، خاصة من خلال مسرحه السياسي الساخر وموسيقاه التي تمزج بين الكلاسيك والجاز واللهجة المحكية اللبنانية. في العام 1973 كانت انطلاقته الفعلية وهو في الــ 17 من عمره، عندما شارك في تلحين وإعداد أغنية "سألوني الناس" لفيروز، بسبب مرض والده عاصي، فاضطر زياد لإكمال التوزيع والتلحين. اشتهر الرحباني، اليساري الماركسي، والمؤمن بالعدالة الاجتماعية، وانحيازه للفقراء والمهمشين، اشتهر بمسرحياته التي دمجت بين الكوميديا السوداء، والنقد السياسي والاجتماعي، والموسيقى الحيّة، من أبرزها: "بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، و"فيلم أميركي طويل" (1980)، و"شي فاشل" (1983)، التي شكلت نقداً عميقاً للمجتمع اللبناني خلال بدايات الحرب الأهلية، متناولاً خيبة الأمل والانهيار في البنية السياسية والاجتماعية في البلاد. ولم يكف زياد الرحباني، بعد انتهاء الحرب الأهلية، عن استكمال نقده للمشهد اللبناني والنظام الطائفي في البلاد بنبرة أكثر مباشرة وسوداوية، حيث اعتبر في مقابلة تلفزيونية سابقة مع الفنان السوري، بسام كوسا، أن السلام اللبناني أشبه بمرحلة استراحة بين الحروب. أما بخصوص القضايا العربية، وفي مقدمها قضية فلسطين ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فاتخذ زياد الرحباني مواقف صريحة وجريئة، معبّراً مراراً عن انحيازه الواضح لفلسطين والمقاومة والعدالة الاجتماعية، سواء من خلال فنه أو مقابلاته أو مداخلاته المباشرة. ولم يتعامل الرحباني مع فلسطين كموضوع عابر، بل كقضية مركزية في ضميره الفني والسياسي. حيث عبّر في أكثر من مناسبة، عن أن فلسطين هي المعيار الأخلاقي لأي موقف أو انتماء. كما دعم كذلك المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حزب الله، معتبراً أن مقاومة الاحتلال حق مشروع. وكان أيضاً من أوائل الفنانين اللبنانيين الذين رفضوا التطبيع مع "إسرائيل" بشكل قاطع، مؤكداً أن أي تعاون فني أو ثقافي مع الاحتلال هو خيانة. إلى جانب أعماله المسرحية، فإن لأغنيات زياد الرحباني بصمتها الخاصة في الأغنية اللبنانية الحديثة، نذكر منها: "بما إنو"، و"عودك رنان"، و"أنا مش كافر"، في حين أسفر تعاونه مع السيدة فيروز عن إثراء السجل الفني لــ "جارة القمر" والرحابنة. ومن أبرز الأعمال التي جمعته بالسيدة فيروز: "سألوني الناس"، و"كيفك إنت"، و"أنا عندي حنين"، وغيرها. علماً أن هذه السطور، بالتأكيد، لا يمكن أن تفي في التعريف والإحاطة بشخص زياد الرحباني، الإنسان، والمناضل، والفنان.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
بعد ماجدة الرومي.. فنانة لبنانية شهيرة تجثو على ركبتيها أمام السيدة فيروز
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في اليوم الثاني من مراسم عزاء الفنان زياد الرحباني التي أقيمت أمس الثلاثاء، خطفت الفنانة ميريام فارس الأنظار حيث جثت على ركبتيها أمام السيدة فيروز داخل كنيسة رقاد السيدة في بكفيا. وبدت ميريام وهي تقدم العزاء للسيدة فيروز ثم نهضت وسلمت على ريما الرحباني. وكانت الفنانة ماجدة الرومي أثارت الجدل بالحركة ذاتها، بعدما انفجرت بالبكاء فور لقائها السيدة فيروز، وجثت على الأرض لتقبيل يديها مراراً. وتباينت الآراء بين من رأى في تصرف ماجدة انفعالاً مؤثراً، ومن اعتبره خروجاً عن هيبة اللحظة ورمزيتها.