
غياب لا يعوضه شيء.. رحيل الفنان الكبير زياد الرحباني
وزير الثقافة اللبناني، غسان سلامة، نعى زياد الرحباني في منشور له على منصة "أكس"، ويستشف من تصريح سلامة، أن زياد توفي بعد إصابته بمرض عضال، خاصة أن الراحل، "لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها".
وقال سلامة: "كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانياً مبدعاً سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".
كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان او في الخارج الى مجرد افكار بالية لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانياً مبدعا سنبكيه بينما نردد اغنيات له لن تموت.وزياد الرحباني (1956 - 2025)، نجل السيدة فيروز والملحن عاصي الرحباني، فنان متعدد المواهب. إنه الموسيقي، والملحن، والشاعر، والكاتب مسرحي، والممثل، والمخرج. كما أنه من أبرز الشخصيات التي طبعت المشهد الثقافي والفني اللبناني والعربي، خاصة من خلال مسرحه السياسي الساخر وموسيقاه التي تمزج بين الكلاسيك والجاز واللهجة المحكية اللبنانية.
في العام 1973 كانت انطلاقته الفعلية وهو في الــ 17 من عمره، عندما شارك في تلحين وإعداد أغنية "سألوني الناس" لفيروز، بسبب مرض والده عاصي، فاضطر زياد لإكمال التوزيع والتلحين.
اشتهر الرحباني، اليساري الماركسي، والمؤمن بالعدالة الاجتماعية، وانحيازه للفقراء والمهمشين، اشتهر بمسرحياته التي دمجت بين الكوميديا السوداء، والنقد السياسي والاجتماعي، والموسيقى الحيّة، من أبرزها: "بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، و"فيلم أميركي طويل" (1980)، و"شي فاشل" (1983)، التي شكلت نقداً عميقاً للمجتمع اللبناني خلال بدايات الحرب الأهلية، متناولاً خيبة الأمل والانهيار في البنية السياسية والاجتماعية في البلاد.
ولم يكف زياد الرحباني، بعد انتهاء الحرب الأهلية، عن استكمال نقده للمشهد اللبناني والنظام الطائفي في البلاد بنبرة أكثر مباشرة وسوداوية، حيث اعتبر في مقابلة تلفزيونية سابقة مع الفنان السوري، بسام كوسا، أن السلام اللبناني أشبه بمرحلة استراحة بين الحروب.
أما بخصوص القضايا العربية، وفي مقدمها قضية فلسطين ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فاتخذ زياد الرحباني مواقف صريحة وجريئة، معبّراً مراراً عن انحيازه الواضح لفلسطين والمقاومة والعدالة الاجتماعية، سواء من خلال فنه أو مقابلاته أو مداخلاته المباشرة.
ولم يتعامل الرحباني مع فلسطين كموضوع عابر، بل كقضية مركزية في ضميره الفني والسياسي. حيث عبّر في أكثر من مناسبة، عن أن فلسطين هي المعيار الأخلاقي لأي موقف أو انتماء.
كما دعم كذلك المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حزب الله، معتبراً أن مقاومة الاحتلال حق مشروع.
وكان أيضاً من أوائل الفنانين اللبنانيين الذين رفضوا التطبيع مع "إسرائيل" بشكل قاطع، مؤكداً أن أي تعاون فني أو ثقافي مع الاحتلال هو خيانة.
إلى جانب أعماله المسرحية، فإن لأغنيات زياد الرحباني بصمتها الخاصة في الأغنية اللبنانية الحديثة، نذكر منها: "بما إنو"، و"عودك رنان"، و"أنا مش كافر"، في حين أسفر تعاونه مع السيدة فيروز عن إثراء السجل الفني لــ "جارة القمر" والرحابنة.
ومن أبرز الأعمال التي جمعته بالسيدة فيروز: "سألوني الناس"، و"كيفك إنت"، و"أنا عندي حنين"، وغيرها. علماً أن هذه السطور، بالتأكيد، لا يمكن أن تفي في التعريف والإحاطة بشخص زياد الرحباني، الإنسان، والمناضل، والفنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 5 ساعات
- الميادين
من "فيسبوك" إلى "تيك توك" – كيف تُعاد هندسة وعي المجتمعات؟
في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات الرقمية، يطلّ تطبيق "تيك توك" كأحد أكثر المنصات حضوراً ونفوذاً في منطقتنا، وخاصة في مصر. لكن ما يميّز حضوره هنا ليس فقط حجم الانتشار أو ساعات المشاهدة، بل طبيعة المحتوى الذي يسيطر على شاشاته، والذي يختلف جذرياً عن التجارب العالمية الأخرى. ففي حين تُستثمر المنصة في دول آسيوية وأوروبية وأميركية في تعزيز المحتوى التعليمي والإبداعي وتنمية المهارات، يغلب على نسختها المصرية – والعربية عموماً – محتوى يتسم بالتفاهة والسطحية، يتراوح بين الإيحاءات الفجة والمشاهد المثيرة والتمثيليات الساخرة من القيم الأسرية والاجتماعية. هذه الظاهرة لا يمكن قراءتها كمجرّد انعكاس لذوق عامّ أو فروق ثقافية، بل هي مؤشّر على إعادة توجيه ممنهجة لبوصلتنا القيمية. الأمر لا يقف عند حدود الترفيه المبتذل؛ فالمنصة باتت تروّج لأنماط سلوك تهدم مفهوم العمل الجادّ والإنجاز الفعلي، لتحلّ محلّها ثقافة "الترند" اللحظي، والربح السريع بلا إنتاج حقيقي. ومع كلّ مقطع ينتشر، تتسلل رسالة ضمنية بأنّ النجاح يقاس بعدد المشاهدات والإعجابات، لا بقيمة الجهد أو المحتوى. هذا التباين بين النسخ العالمية ونسختنا الإقليمية يفتح الباب أمام تساؤلات جادّة: هل نحن أمام صدفة بريئة نابعة من خصوصية اجتماعية؟ أم أنّ الخوارزميات موجّهة عمداً لدفع مجتمعاتنا نحو دوائر مغلقة من الاستهلاك الرقمي السطحي، كجزء من مشروع أوسع لإعادة تشكيل الوعي والسلوك في المنطقة؟ منذ أكثر من عقد، شهد العالم العربي انفجاراً رقمياً مع صعود "فيسبوك" وغيره من منصات التواصل، لتصبح ساحات التعبئة الشعبية والحشد السياسي. أدّت هذه المنصات دوراً بارزاً في إشعال شرارة "الربيع العربي"، لكنها كانت أيضاً المدخل إلى مرحلة جديدة من إعادة تشكيل الوعي الجمعي. فمن ساحات التظاهر المفتوحة إلى الفضاءات الافتراضية، بدأ التحوّل من الحشد الثوري إلى التوجيه الخفي للمجتمعات. اليوم، نجد أنفسنا أمام نسخة أكثر نعومة وخفاءً من هذا التأثير، تجسّدها منصة مثل "تيك توك". لم تعد المسألة تتعلّق فقط بحرية التعبير أو كسر احتكار الإعلام التقليدي، بل أصبحت مرتبطة بإدارة دقيقة للمزاج العام والقيم والسلوكيات، من خلال محتوى مصمّم خصيصاً لجذب الانتباه وإعادة برمجة الأولويات. الانتقال من "فيسبوك" الثوري إلى "تيك توك" الترفيهي ليس مجرّد صدفة زمنية؛ إنه مسار مدروس، حيث تحوّلت أدوات الحشد من خطاب سياسي مباشر إلى ترفيه مُعلّب يفرغ طاقات الأجيال في دوامة من المقاطع القصيرة واللحظات الزائفة. في هذه المساحة الجديدة، يصبح التحكّم في اتجاهات الفكر والسلوك أكثر انسيابية وأقلّ إثارة للشبهات، بينما يستمر المشروع الأوسع لإعادة صياغة هوية المنطقة ووعي شعوبها بوتيرة ناعمة ولكن ثابتة. لم يكن مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" الذي تردّد في الخطاب السياسي الأميركي والإسرائيلي منذ مطلع الألفية مجرّد شعار للاستهلاك الإعلامي، بل كان تعبيراً عن رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة رسم خرائط المنطقة جيوسياسياً وديموغرافياً وثقافياً. هذه الرؤية، التي استندت إلى نظرية "الفوضى الخلّاقة"، لم تعد تعتمد فقط على القوة العسكرية أو التدخّل المباشر، بل تبنّت أساليب أكثر نعومة وأطول أمداً، حيث تُزرع البذور في العقول قبل أن تُفرض على الخرائط. 29 تموز 12:03 3 حزيران 09:13 في هذا السياق، تحوّلت المنصات الرقمية إلى مسرح أساسي لتنفيذ هذه الاستراتيجية. فكما كانت الحروب التقليدية تفتح الأبواب لإعادة تشكيل السلطة والنفوذ، باتت الحروب الناعمة على الشاشات تمهّد الأرضية لإعادة تشكيل الهوية والثقافة. من "فيسبوك" الذي أدّى دور الشرارة الأولى في تحريك الشارع، إلى "تيك توك" الذي يُعيد صياغة السلوكيات والقيم اليومية، يمكن رؤية خيط واحد يربط بين أدوات الحشد المباشر وأدوات الترويض الناعم. إنّ ما نشهده اليوم ليس مجرّد صدفة في مسار تطوّر المنصات الرقمية، بل هو جزء من إعادة تموضع واسعة لآليات النفوذ في المنطقة. واللافت أنّ هذا التحوّل يجري في العلن، تحت لافتة "حرية التعبير" و"المحتوى الترفيهي"، بينما يحمل في جوهره عملية إعادة صياغة للعقول والأولويات بما يتماشى مع مصالح من صاغوا مشروع "الشرق الأوسط الجديد" في غرف التخطيط المغلقة. في بدايات العقد الثاني من الألفية، برز "فيسبوك" كمنصة الحشد الثوري الأبرز، حيث وفّر فضاءً مفتوحاً للشباب للتعبير عن آرائهم وتبادل الدعوات للتظاهر، بعيداً عن الرقابة التقليدية للإعلام الرسمي. لقد ساعد في كسر جدار الخوف، وربط بين أفراد وجماعات من مختلف المدن والقرى، ليصبح وقوداً أساسياً لشرارة "الربيع العربي". لكن خلف صورة الحرية والانفتاح، كان هناك بعد آخر أقلّ وضوحاً وأكثر تأثيراً. فقد أظهرت الخوارزميات قدرة هائلة على تضخيم الانقسامات، ودفع النقاشات نحو الاستقطاب الحادّ، وتغذية مشاعر الغضب والتوتر. وبالتوازي، أدّت جهات دولية وإقليمية دوراً في تدريب بعض النشطاء على أساليب الحشد الرقمي وإدارة الحملات عبر المنصة، مما جعلها أداة سياسية بامتياز. ومع انحسار الموجة الثورية، تحوّل "فيسبوك" من ساحة أمل للتغيير إلى مختبر لتفكيك الروابط الاجتماعية. فغياب البدائل المؤسسية، والانزلاق نحو صراعات الهوية والطائفية، فتح المجال أمام استغلال المنصة لإعادة تشكيل المجال العامّ بما يخدم مشاريع الهيمنة والنفوذ. هكذا، أتمّ "فيسبوك" انتقاله من كونه محفّزاً للثورات إلى أداة لإدارة الفوضى، وربما تكريسها. إذا كان "فيسبوك" قد أدّى دور شرارة الحشد الثوري، فإنّ "تيك توك" يمثّل اليوم مرحلة أكثر نعومة وخطورة من إعادة تشكيل الوعي. فالتطبيق الذي اكتسح الهواتف في المنطقة، وخصوصاً في مصر، لم يعد مجرّد منصة لمقاطع مرحة أو رقصات عابرة، بل تحوّل إلى فضاء ضخم يغلب عليه المحتوى المبتذل والسطحي، الموجّه أساساً نحو شرائح شابة واسعة. في قلب هذه الظاهرة، برز ما يُعرف بـ "التوبيرز" – نجوم تيك توك – الذين يجذبون ملايين المتابعين عبر مقاطع إيحائية أو ساخرة من القيم الاجتماعية، ويحقّقون أرباحاً طائلة من دون إنتاج ذي قيمة حقيقية. هذه الثقافة الرقمية تُرسّخ مفاهيم الربح السريع والنجاح اللحظي، مقابل تهميش ثقافة العمل الجادّ والإبداع المنتج. الخطر الحقيقي يكمن في أنّ هذا الانحدار القيمي لا يحدث في فراغ، بل في سياق أوسع من توجيه الخوارزميات نحو ما هو مثير وصادم، مع غياب شبه كامل للمحتوى الهادف والتعليمي في النسخة العربية للتطبيق. وبالمقارنة، تُظهر نسخ التطبيق في بلدان أخرى حضوراً قوياً للمحتوى العلمي والفني والتنموي، ما يطرح تساؤلات جدّية حول ما إذا كان هذا التباين مجرّد مصادفة ثقافية أم جزء من هندسة ممنهجة لإبقاء مجتمعاتنا أسيرة الترفيه السطحي والفوضى الناعمة. المواجهة لا تكون بالمنع الأعمى أو الرفض الانفعالي، بل برؤية استراتيجية تحصّن المجتمع من الداخل: - ترسيخ التربية الرقمية في المدارس والجامعات كجزء من المنهج، لفهم المنصات والتعامل الواعي مع محتواها. - الاستثمار في إنتاج محتوى عربي مؤثّر وهادف ينافس على جذب الانتباه بقوة المحتوى السطحي نفسه. - إنشاء آليات رقابة ذكية تحمي الوعي من الانحدار، من دون أن تخنق حرية التعبير. فالوعي ليس ترفاً فكرياً، بل هو الحصن الأخير للمجتمع. وإذا سقط، لن تُسعفنا التكنولوجيا ولا الشعارات في استعادة ما ضاع.


LBCI
منذ 16 ساعات
- LBCI
"لا تهزّي كبوش التوتي" تعود بصوت ناصيف زيتون وتغزو مواقع التواصل!
تحوّلت أغنية "لا تهزّي كبوش التوتي" إلى ترند على "تيك توك" و"ميتا"، بعد انتشار مقطع قديم للنجم ناصيف زيتون وهو يغنّيها في أحد البرامج التلفزيونيّة قبل أكثر من 6 سنوات. ورافقت الأغنية الأصليّة، التي طرحها الموسيقار الراحل ملحم بركات عام 1979، الأجيال واحتفظت بمكانتها في أرشيفه الفنيّ، وها هي تعود اليوم لتلفت الأنظار من جديد مرفقةً بفيديوهاتٍ راقصة وتحدّيات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي. وقدّم ناصيف زيتون الأغنية بأسلوبه الخاص وبلمسة شبابيّة ساعدت في انتشارها بشكل واسع، مع حرصه على المحافظة على طابعها الأصيل الذي أحبّه الجمهور منذ عقود.

LBCI
منذ 18 ساعات
- LBCI
"5 سنين مرقوا"... كارول سماحة: الوجع بعده ساكن القلوب
وجّهت النجمة كارول سماحة رسالة معبّرة استذكرت فيها ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وذلك عبر حسابها على منصة إكس. وكتبت كارول سماحة: "5 سنين مرقوا… والوجع بعده ساكن القلوب. لكل أم خسرت، لكل بيت تهدّ، قلبي معكن بعدو من ٤ آب ٢٠٢٠… وكل يوم".