logo
سيناريو احتلال غزة... الحكومة تريد والجيش متخوف

سيناريو احتلال غزة... الحكومة تريد والجيش متخوف

Independent عربيةمنذ 3 أيام
ما بين احتلال كامل لقطاع غزة وتطويقه، تقف إسرائيل على مفترق طرق خطر بعد 22 شهراً من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وما تلاها من حرب، على رغم التحذيرات من تداعيات اختيار العودة لاحتلال القطاع.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ألقى الكرة في ملعب المجلس الوزاري الأمني المصغر ليتنصل من المسؤولية وتداعيات قراره الخطر، وتحديداً على الـ 20 أسيراً الأحياء الموجودين داخل أنفاق غزة، وأيضاً على الجنود الذين لم يعودوا قادرين على تحمل استمرار هذه الحرب، وفق أكثر من تقرير عسكري، فاحتلال القطاع يعني إنهاك الجيش وخصوصاً الاحتياط.
وما بين هذا وذاك فإن حكومة نتنياهو ستكون مضطرة لضمان الكُلف الباهظة لاحتلال غزة من موازنة تواجه عجزاً مالياً خطراً لم تشهده إسرائيل منذ إقامتها، وهناك خطتان مطروحتان لمستقبل حرب غزة، الأولى احتلالها وهذا ما يريده نتنياهو ومعظم وزراء حكومته، والثانية تطويق غزة وتنفيذ عمليات محددة استمراراً لنشاطات الجيش لتحقيق هدف إطلاق الأسرى والقضاء على "حماس"، وهذه يريدها رئيس الأركان أيال زامير الذي يواصل مساعيه إلى إقناع المستوى السياسي، على رغم ما يواجه من معارضة وانتقادات، خصوصاً بعدما سُرب من اجتماعات أمنية داخلية عن أنه قد يستقيل إذا حسم الخلاف نحو احتلال القطاع.
ونتنياهو الذي يخفي خطة زامير ويرفض الترويج لها ينطلق بالإقناع في خطته من أن الجيش جرب ما يعرضه زامير لكنه فشل في تحقيق أهداف الحرب، وهذا هو تبريره لاختيار احتلال القطاع على رغم أنها خطوة سماها كثيرون "جنونية إلى أقصى حد".
احتلال وتهجير في آن
وبحسب ما كشف من خطة الاحتلال فستعود ست فرق عسكرية وألوية إلى غزة للقتال، ويتوقع أن يستغرق الأمر خمسة أشهر في الأقل لضمان احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط، على أن تكون هذه بداية لاحتلال كل القطاع، والخطر الأول المطروح أن الخطة تشمل قتالاً قوياً وعنيفاً في مناطق يوجد فيها الأسرى الأحياء مما يعرض حياتهم لخطر الموت، فالجيش حذر من هذا الجانب وأوضح أنه مهما اتخذ من احتياطات وحذر فلا يمكنه منع الخطر عن الأسرى.
والخطوة الأولى تقتضي أنه بعد إخلاء السكان من مدينة غزة سيجري احتلالها على نمط الطريقة التي تتبعها إسرائيل في احتلال المناطق، أي أنها ستبعد السكان إلى الجنوب مع مغريات لتشجيعهم على الهجرة من القطاع، والسكان سيصلون إلى ما سمتها إسرائيل "المنطقة الإنسانية"، وكما سبق وأعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس وغيره من مسؤولين فمن يدخلها فلا يمكنه العودة لبيته، أي تهجيره.
خطة نتنياهو وبعض أخطارها
أولاً، دخول الألوية والفرق العسكرية إلى حوالى 20 في المئة من القطاع والتي بحسب إسرائيل لا تزال خارج سيطرة الجيش، وهذه مناطق وفق ما أوضح مطلعون على الوضع في غزة مأهولة بالسكان بكثافة ويقدر بأنها مزروعة بالألغام ومليئة بالعبوات الناسفة، مما يعني أن الأسرى الأحياء سيقتلون خلال العمليات، سواء عبر عمليات قتل من قبل الخاطفين أو عبر نيران صديقة من الجيش.
ثانياً، توقع سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش وإصابة المئات.
ثالثاً، تطهير البنى التحتية تحت الأرض في المنطقتين قد يستغرق عامين إضافيين.
رابعاً، في نهاية العملية سيكون الجيش الإسرائيلي ملزماً بإقامة إدارة عسكرية وتوفير جميع حاجات سكان غزة البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة.
خامساً، العملية تتطلب تجنيداً فورياً لعشرات آلاف جنود الاحتياط.
سادساً، استدعاء جميع الوحدات النظامية للعودة للقتال في غزة خلال الأيام المقبلة.
وبالتوازي تطرح تساؤلات وانتقادات عدة إزاء خطة نتنياهو وأنه لا يعرض فيها ما الذي سيحصل في غزة بعد حسم المعركة، ولا مصير الأراضي التي سيحتلها الجيش، لكن في الوقت نفسه يوضح وزراء الحكومة الداعمين للخطة أن الهدف من احتلال القطاع هو إخراج السكان الغزيين من المنطقة وإقامة مستوطنات إسرائيلية على الأراضي التي سيجري إخلاؤها، علماً أنها ليست جزءاً من أهداف الحرب بل هي مطالب وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته يستند نتنياهو في خطته لاحتلال غزة على الضوء الأخضر الذي حصل عليه من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعدم تدخله بما تقرره إسرائيل، بل وشجع على تنفيذ خطوة قوية في القطاع، وهذا وفق عسكريين لن يحقق لإسرائيل أهدافها أو إنجازات أكثر مما حققته منذ اندلاع الحرب، لكنه بالنسبة إلى نتنياهو يحقق هدف بقاء تماسك حكومته لأن القرار ضمانة للوزيرين سموتريتش وبن غفير للبقاء في الحكومة، ولم يتحدث نتنياهو مباشرة عن خطته لكن ديوانه أوضح أن التقارير والاستنتاجات كافة تشير إلى أنه لم يعد بالإمكان إخراج الأسرى بصفقة لا جزئية ولا شاملة، وهم يعتقدون أن الوضع الحالي لا يمنح إسرائيل وقتاً للتطويق والقصف مثلما يقترح الجيش، لأن المخطوفين قد يموتون جوعاً.
الوحل الغزي
ويواصل رئيس الأركان جهوده لتغيير موقف المستوى السياسي وقبول خطته بتطويق غزة ويضع أبرز أخطار الاحتلال وهي حياة الأسرى وإنهاك الجيش وجر إسرائيل إلى الوحل الغزي، وفي خطته يقوم الجيش بتطويق مدينة غزة ومخيمات الوسط مع استمرار اجتياح وحدات الـ "كوماندوس" ويضع بديلاً لهذه الخطة بفصل مدينة غزة عن كل القطاع، وبعض وزراء حكومة نتنياهو لم يعبروا عن رفضهم للاحتلال لكنهم متحفظون من خطوة كهذه، وبينهم وزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس "شاس" آرييه درعي الذي قصر إجازته في سويسرا وعاد ليشارك في الأبحاث التي تجريها إسرائيل حول غزة، وهو يتوسط لإيجاد حل وسط بين خطتي نتنياهو وزامير لمصلحة عملية عسكرية متدرجة لا تتضمن احتلالاً فورياً لكل القطاع.
أما سموتريتش وبن غفير ومجمل "اليمين الإسرائيلي" فيخوضون حملة واسعة للإقناع بضرورة الاحتلال ويقدمون مثالاً على موقفهم وهو ما آلت إليه الأوضاع الأمنية تجاه غزة بعد 20 عاماً من خطة الانفصال عنها وأدت إلى أحداث السابع من أكتوبر 2023، وقال سموتريتش إن "الغزيين لا يعنوني وما يعنيني هو النصر والإبادة التامة لـ 'حماس' وأنا أصرخ بهذا منذ بداية الحرب، فـ 'حماس' لن تهزم بالدبابات فقط ويجب قطع المساعدات والشاحنات عن السكان وخنقها اقتصادياً، ولو جرى التعامل مع اقتراحاتي هذه لكانت انتهت الحرب منذ زمن بعيد وكنا سنوفر عشرات مليارات الشواكل، ويجب على كل إسرائيلي أن يعلم أنه من دون خنق مدني واقتصادي فلا أمل أبداً في النصر، فهذا هو الطريق لإعادة الأسرى والطريق إلى النصر".
ضباط داعمون ومعارضون لزامير
ولا يقتصر الخلاف في إسرائيل بين عسكريين وسياسيين أو بين يسار ويمين، فهناك مواقف متباينة حتى داخل المؤسسة الواحدة، والصوت الأعلى للأمنيين والعسكريين كان داعماً لزامير وضد نتنياهو، لكن هناك من حذّر أيضاً من خطة زامير.
مساعد رئيس الأركان ورئيس طاقم التخطيط العملياتي في قيادة المنطقة الجنوبية سابقاً العميد احتياط إيرز فينر تحول إلى منبر إعلامي نشط ضد زامير، وقد أجريت معه مقابلات عدة أوضح فيها أنه لا يمكن حسم المعركة إلا باحتلال غزة، وليس هذا وحسب بل يرى أن زامير يعلم بتفاصيل خطة الاحتلال إذ عرضت على سابقه هرتسي هليفي الذي رآها غير هجومية، وقال إن "رئيس الأركان لا يعرفها فقط بل صادق عليها أيضاً قبل أن يُعين رئيساً للأركان، وكان يعرف الخطة التي عرضت على هرتسي هليفي وقال إنها ليست هجومية بما فيه الكفاية، وقد طلب الحصول على الصلاحية لإعداد خطة جديدة أكثر هجومية وأكثر حسماً، وقد حصل على المصادقة وكان في القيادة".
ويمضي فينر قائلاً إن "الخطة كانت جاهزة مسبقاً وناقشها مرات عدة وصادق عليها بكل تفاصيلها وطالب بخطة لا تتجاوز ما بين 90 إلى 100 يوم بحد أقصى، وإذا أمكن فأقل من ذلك"، وبحسبه فيمكن احتلال غزة "بل يجب احتلال غزة، والعدد الحقيقي لسكان غزة هو مليون ونصف المليون، ومن أجل الانتصار وحسم المعركة في غزة هناك ثلاثة مبادئ أساس كانت صحيحة قبل عام ولا تزال صحيحة حتى اليوم، أولاً السيطرة الكاملة على المساعدات المدنية، وهذا أمر ممكن وقابل للتنفيذ وقد جرى إثباته بصورة محدودة في جنوب القطاع، ولم يجر توسيعه لأن جهات في الجيش الإسرائيلي اختارت عدم القيام بذلك، والثاني فصل السكان عن الإرهاب ولا حاجة إلى إقامة مدينة إنسانية من أجل ذلك، وهناك مثال ممتاز يدعى ياسر أبو شباب الذي يسيطر اليوم على 80 ألف شخص ويطعمهم ويعتني بهم، وأنا أستعين بمن يتعاون معي حالياً، ومثله يوجد خمسة أو ست حمائل (عشائر) مختلفة مستعدة لفعل ذلك، وإلى جانب ذلك فهناك خطة لإقامة مخيمات يتراوح عدد سكانها ما بين خمسة و20 ألف غزي جرى تطهيرها من 'حماس'، والمبدأ الثالث هو احتلال مدينة غزة ودفع السكان الباقين فيها للمغادرة، فهناك يوجد آخر قائد عسكري كبير باق في القطاع وهو عز الدين الحداد، وبمجرد التعامل مع مدينة غزة أيضاً فإن كامل القطاع سيبقى بين ناحال عوز والمواصي، وفي هذه الظروف لن يكون هناك ضغط إسرائيلي بل سيكون هناك ضغط من الغزيين أنفسهم".
وبرأيه فإن خطة زامير لا تقدم حلاً وإنما الاحتلال، لكن فينر يرى أن تفاصيل خطته التي قدمها للمستوى السياسي "تقدم حلاً أيضاً للسيطرة على المساعدات وإزالة السكان والاحتلال الفعلي للأرض والأسرى أيضاً".
تجفيف المستنقع وعدم ملاحقة البعوض
وبهذا الرأي هاجم لواء احتياط يسرائيل زيف فكرة إعادة احتلال غزة، ففي رأيه أن "حركة 'حماس' مفككة والآن حان الوقت لإنشاء حكم آخر بدلاً من ملاحقة بقايا المقاومة"، ويرى زيف أن "قرار الاحتلال نابع من الإحباط من أن 'حماس' لم تستسلم للمطالب بعد الجهود العسكرية، وهذا القرار غير منطقي، فالقطاع محتل بالفعل وجرى احتلاله مرات عدة، واحتللنا كل مكان أربع أو خمس مرات"، مقترحاً "عدم الاستسلام لـ' حماس'، فلقد خلقنا الظروف بعد العملية العسكرية لاستبدال الحكم هناك، لا لملاحقة البعوض بل لتجفيف المستنقع، وأنا لا أعرف جيشاً منتصراً يطارد آخر مخرب أو آخر قطعة سلاح هناك، فهذه ليست عملية عسكرية بل أقوال سياسية بلا منطق عسكري، فنحن نخرج إلى الحرب من أجل خلق ظروف لإحداث تغيير هناك وقد جرى خلق هذه الظروف و'حماس' لا تسيطر على القطاع بل تختبئ ولا قوة لديها للمقاومة، وكل منظومتها العسكرية والحكومية مفككة تماماً، ومن أجل إحداث تغيير هناك يجب تعبيد الطريق بالأسفلت من جديد وليس الركض والقيام بإصلاحات على بقايا الأسفلت السابق".
وبعد الأخطار التي تناولها أمنيون وعسكريون جاءت القنبلة التي أثارت ضجيجاً كبيراً من دافير كريف، وبخاصة بين أهالي الأسرى الذين قاموا اليوم الخميس بخطوة استثنائية بالتوجه بقوارب من ميناء عسقلان نحو غزة للإبحار قبالة سواحل القطاع والمطالبة بصفقة شاملة وفورية، فكريف مسؤول كبير سابق في الـ "شاباك" وسبق أن طرح معطيات وحقائق يتجاهلها المستوى السياسي والمؤسسة العسكرية، واعتبر أن الحكومة والإعلام الإسرائيلي يستخدمون وسائل الخداع عندما يروجون لضرورة احتلال غزة من أجل تحقيق الأهداف، "فالجيش لن يتمكن من تحقيق أكثر مما حققه، ونحن نراوغ عندما نروج أننا قادرون على حسم المعركة، فجميع المسؤولين يدركون تماماً الحقيقة"، مضيفاً أنه "عندما نتحدث عن احتلال غزة نتحدث عن كل المنطقة فوق الأرض، لكن التضليل والخداع أننا لا نقول صراحة ما هو الوضع تحت الأرض، فهناك 20 أسيراً إسرائيلياً ولا يمكن للجيش أن يدير معركته لا باحتلالها ولا بوسائل أخرى، لأنها كلها لا تؤدي إلى نتيجة نهائية وأية عملية ستهدد حياة الأسرى مباشرة".
وخلافاً لما يروجه الجيش الإسرائيلي يقول كريف إن المعطيات تشير إلى وجود 20 ألف مقاتل من "حماس" تحت الأرض داخل الأنفاق، ويتابع أن "الخطر الأكبر في ما يتجاهله متخذو القرار وحتى قيادة الجيش وهو وجود 700 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض بأعماق متفاوتة، فلن نتمكن من السيطرة عليها لأن أية عملية سيقوم بها الجيش ستؤدي إلى انقطاع الأوكسجين عن الأسرى وموتهم".

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التحديات السورية والأمل الأردني…
التحديات السورية والأمل الأردني…

الناس نيوز

timeمنذ 24 دقائق

  • الناس نيوز

التحديات السورية والأمل الأردني…

عمان – ميديا – الناس نيوز :: الدستور – د. مهند مبيضين – تواجه السلطة السياسية في سوريا الجديدة، العديد من المعضلات والتحديات، وفي أبرزها القدرة على أن تكون سلطة معبرة عن الكل السوري، وهذه من أهم ما يسعى إليه الأشقاء في مصائرهم المقبلة، بأن تكون سلطة عقلانية مدنية ممثلة لجميع السوريين، ومع أن هناك سعيا حثيثا من جهة الحكومة والقيادة لأن تكون سوريا الجديدة مستحقة لتضحياتها التي مرت بها، إلا أن الداخل السوري معقد ومتعدد التحديات. هناك فجوات كبيرة بين المكونات التي تريد الحفاظ على بقاء نفوذها وما حققته من تمايز لها في العهد السابق عن المجتمع السوري، وهناك الفلول وملاحقهم الذين يشكلون عائقا كبيرا في إطفاء الجروح، لا بل يعيشون عليها، ويستعان بقادتهم من قبل مكونات طائفية. وهناك رهانات القوى الإقليمية من أجل مصالحها، ومن أجل أن يكون لها قدم في الخارطة الجديدة، ومع أن إيران تكاد تكون الخاسر المعلن عنه في التحول الجديد، إلا أنه لا يُنسى أن هناك رغبة روسية في العودة للجغرافيا السورية وشرق المتوسط، فهذا وجود عتيق ومهم بالنسبة للروس في حلق المتوسط. تركيا المؤيدة للحكم الجديد، لا تؤيده بلا ثمن، ولديها طموحات ومكاسب من وراء دعم الاستقرار في سوريا، ولنقل أن مصالحها واضحة، في كبح جماح الأكراد على حدودها ونزع سلاحهم، والإسهام في إعادة بناء الشمال والشرق السوري، وإلى الشرق هناك العراق الذي يشتهي أن يستقل ويتحرر من نفوذ إيران كما حدث مع جارته سوريا، وفي العراق قصة كبيرة وهوية تغيرت مع أن العراق يظل ألماً وأملاً عربياً للجميع. أما من جهة الغرب ففيه لبنان المجروح والمثقل بتحدي استعادة الدولة والمكانة المرموقة التي ضاعت في سنوات تيار الممانعة والمقاومة، التي رهنت الدولة بيد مليشيا، والمهم أن دمشق تعرف مفاتيح بيروت جيدا، دون أن يكون لديها رغبة اليوم بنفوذ فيها. فالقيادة السورية ممثلة بالرئيس الشرع، أعلنت أن لا طموح ولا رغبة بخوض حروب وهيمنة، مع معرفتهم بطعم الحرب، لكنها قيادة واقعية تريد الصالح السوري دون بطولات. وفي الغرب يكمن الاحتلال الإسرائيلي على جبهة الجولان وتعمقه الأخير موجع؛ لأنه اكثر من مساحته التي لطالما منحها إياه نظام الأسد مقابل الكف عنه. الجنوب لسوريا هو الأردن، الجار والأخ وشريك التعب والقلق، ومنطقة العبور نحو الشقيقة الكبرى السعودية التي تدعم بشكل كبير استقرار سوريا والتنمية فيها، والأردن دولة بلا شهوة في الشام المحمية، إنه بلد يطلب تأمين حدوده من المخدرات وحقوقه من المياه التي منعها نظام الأسد الأب والابن، والأردن يمكن أن يشارك في ملفات محددة في بناء سوريا الجديدة، فلا مال عنده يستثمر، ولا رغبة بفتح أوجاع الماضي، بل يأمل لسوريا زمنا جديداً وشراكة معقولة في بعض الملفات المشتركة؛ لأن هذا الزمن الجديد إن صح وتعافت فيه سوريا، أصاب الخير منه الأردن وحدثت التنمية في الإقليم. لكن الأردن مهتم باستعادة الدولة لمكانتها وبناء المؤسسات، حتى لا يتكرر نموذج العراق 2004.

تراجع أفراد الجيش في كوريا الجنوبية 20% خلال 6 سنوات
تراجع أفراد الجيش في كوريا الجنوبية 20% خلال 6 سنوات

الوئام

timeمنذ 26 دقائق

  • الوئام

تراجع أفراد الجيش في كوريا الجنوبية 20% خلال 6 سنوات

أفاد تقرير اليوم الأحد بأن عدد أفراد الجيش الكوري الجنوبي تقلص بنسبة 20% في السنوات الست الماضية ليصل إلى 450 ألف جندي. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الانخفاض الحاد في عدد الذكور في سن التجنيد بالخدمة العسكرية الإلزامية في البلد الذي يعاني من أقل معدل مواليد في العالم. وقالت وزارة الدفاع في التقرير إن الانخفاض الحاد في عدد الذكور المتاحين للخدمة العسكرية يسبب أيضا نقصا في عدد الضباط، وقد يؤدي إلى صعوبة في العمليات إذا استمر هذا التراجع. وتم تقديم التقرير إلى عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الحاكم تشو مي-إي، وأصدره مكتبها. وانخفض عدد أفراد الجيش الكوري الجنوبي بشكل مطرد منذ أوائل العقد الأول من هذا القرن عندما كان العدد نحو 690 ألف جندي. أما في كوريا الشمالية فيُعتقد أن عدد أفراد الجيش في الخدمة فعليا يبلغ حوالي 1.2 مليون جندي، وفقا لأحدث تقديرات وزارة الدفاع في عام 2022. وتشير توقعات الحكومة في كوريا الجنوبية إلى أن عدد السكان، الذي بلغ ذروته عند 51.8 مليون نسمة في عام 2020، من المرجح أن يتراجع إلى 36.2 مليون نسمة بحلول عام 2072.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store