
التحديات السورية والأمل الأردني…
الدستور – د. مهند مبيضين – تواجه السلطة السياسية في سوريا الجديدة، العديد من المعضلات والتحديات، وفي أبرزها القدرة على أن تكون سلطة معبرة عن الكل السوري، وهذه من أهم ما يسعى إليه الأشقاء في مصائرهم المقبلة، بأن تكون سلطة عقلانية مدنية ممثلة لجميع السوريين، ومع أن هناك سعيا حثيثا من جهة الحكومة والقيادة لأن تكون سوريا الجديدة مستحقة لتضحياتها التي مرت بها، إلا أن الداخل السوري معقد ومتعدد التحديات.
هناك فجوات كبيرة بين المكونات التي تريد الحفاظ على بقاء نفوذها وما حققته من تمايز لها في العهد السابق عن المجتمع السوري، وهناك الفلول وملاحقهم الذين يشكلون عائقا كبيرا في إطفاء الجروح، لا بل يعيشون عليها، ويستعان بقادتهم من قبل مكونات طائفية.
وهناك رهانات القوى الإقليمية من أجل مصالحها، ومن أجل أن يكون لها قدم في الخارطة الجديدة، ومع أن إيران تكاد تكون الخاسر المعلن عنه في التحول الجديد، إلا أنه لا يُنسى أن هناك رغبة روسية في العودة للجغرافيا السورية وشرق المتوسط، فهذا وجود عتيق ومهم بالنسبة للروس في حلق المتوسط.
تركيا المؤيدة للحكم الجديد، لا تؤيده بلا ثمن، ولديها طموحات ومكاسب من وراء دعم الاستقرار في سوريا، ولنقل أن مصالحها واضحة، في كبح جماح الأكراد على حدودها ونزع سلاحهم، والإسهام في إعادة بناء الشمال والشرق السوري، وإلى الشرق هناك العراق الذي يشتهي أن يستقل ويتحرر من نفوذ إيران كما حدث مع جارته سوريا، وفي العراق قصة كبيرة وهوية تغيرت مع أن العراق يظل ألماً وأملاً عربياً للجميع. أما من جهة الغرب ففيه لبنان المجروح والمثقل بتحدي استعادة الدولة والمكانة المرموقة التي ضاعت في سنوات تيار الممانعة والمقاومة، التي رهنت الدولة بيد مليشيا، والمهم أن دمشق تعرف مفاتيح بيروت جيدا، دون أن يكون لديها رغبة اليوم بنفوذ فيها. فالقيادة السورية ممثلة بالرئيس الشرع، أعلنت أن لا طموح ولا رغبة بخوض حروب وهيمنة، مع معرفتهم بطعم الحرب، لكنها قيادة واقعية تريد الصالح السوري دون بطولات.
وفي الغرب يكمن الاحتلال الإسرائيلي على جبهة الجولان وتعمقه الأخير موجع؛ لأنه اكثر من مساحته التي لطالما منحها إياه نظام الأسد مقابل الكف عنه.
الجنوب لسوريا هو الأردن، الجار والأخ وشريك التعب والقلق، ومنطقة العبور نحو الشقيقة الكبرى السعودية التي تدعم بشكل كبير استقرار سوريا والتنمية فيها، والأردن دولة بلا شهوة في الشام المحمية، إنه بلد يطلب تأمين حدوده من المخدرات وحقوقه من المياه التي منعها نظام الأسد الأب والابن، والأردن يمكن أن يشارك في ملفات محددة في بناء سوريا الجديدة، فلا مال عنده يستثمر، ولا رغبة بفتح أوجاع الماضي، بل يأمل لسوريا زمنا جديداً وشراكة معقولة في بعض الملفات المشتركة؛ لأن هذا الزمن الجديد إن صح وتعافت فيه سوريا، أصاب الخير منه الأردن وحدثت التنمية في الإقليم. لكن الأردن مهتم باستعادة الدولة لمكانتها وبناء المؤسسات، حتى لا يتكرر نموذج العراق 2004.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 11 دقائق
- Independent عربية
زيلينسكي: أوكرانيا لن تسحب قواتها من دونباس
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء أنه لن يقبل بأي اقتراح روسي يقضي بسحب القوات الأوكرانية من إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، لأن ذلك من شأنه أن يحرم كييف من خطوط دفاعها ويمهد الطريق أمام موسكو لشن المزيد من الهجمات. وقال زيلينسكي في تصريحات للصحافيين إنه يجب عدم مناقشة القضايا المتعلقة بالأراضي إلا بعد موافقة روسيا على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من هذه المناقشة. تأتي تصريحات زيلينسكي قبل القمة المقررة يوم الجمعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. وأكد زيلينسكي مجدداً ضرورة إشراك أوكرانيا في أي محادثات تتعلق بأراضيها. وكان ترمب قد أشار إلى أن أي اتفاق سلام محتمل قد يشمل تبادل أراض. وقال إن الاقتراح الروسي يقضي بوقف تقدم القوات الروسية في مناطق أوكرانية أخرى مقابل سحب كييف لقواتها من إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، والذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك. وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على نحو 30 في المئة من منطقة دونيتسك، أي نحو تسعة آلاف كيلومتر مربع، ولديها خطوط دفاعية محصنة بشدة وتسيطر على مرتفعات استراتيجية هناك. وأوضح أن أي انسحاب من شأنه أن يُشكل منصة انطلاق لهجمات روسية جديدة. وقال "سيكون لدى بوتين طريق مفتوح إلى منطقتي زابوريجيا ودنيبرو، وكذلك نحو خاركيف. لا يمكن فصل قضية الأراضي عن الضمانات الأمنية". ويخشى الرئيس الأوكراني وحلفاؤه في الاتحاد الأوروبي من أن يواجه ضغوطاً للتخلي عن أراض أكثر بكثير من روسيا. وقال زيلينسكي ومعظم نظرائه الأوروبيين إن من غير الممكن إرساء سلام دائم من دون جلوس أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، وإن الاتفاق يجب أن يتماشى مع القانون الدولي وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وسيعقد الزعماء اجتماعاً عبر الإنترنت مع ترمب اليوم الأربعاء لتأكيد هذه المخاوف قبل قمة بوتين، وهي أول قمة أميركية روسية منذ 2021. "تمرين استماع" رداً على سؤال عن سبب عدم انضمام زيلينسكي إلى الرئيسين الأميركي والروسي في القمة بولاية ألاسكا الأميركية، قالت متحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء إن بوتين هو من اقترح الاجتماع الثنائي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت "لن يحضر سوى طرف واحد فقط من الطرفين المنخرطين في هذه الحرب، وبالتالي فإن هذا الأمر يتعلق بذهاب الرئيس إلى هناك ليحصل مرة أخرى على فهم أكبر وأفضل لكيفية إنهاء هذه الحرب". وقال البيت الأبيض إن القمة "هي تمرين استماع للرئيس"، مما يقلل من توقعات التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. وذكر البيت الأبيض أن ترمب سيلتقي مع بوتين وجهاً لوجه خلال المحادثات التي ستجري في أنكوريدج في ألاسكا. وقد يقوم في المستقبل بزيارة روسيا أيضاً. وقالت ليفيت "ربما توجد خطط في المستقبل للسفر إلى روسيا". ولا تزال هناك قضايا رئيسية قبل المحادثات. قال ترمب إن الجانبين سيحتاجان إلى التنازل عن أراض لإنهاء الصراع الدموي المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وقال الرئيس الأوكراني إن دستور بلاده يحظر مثل هذا الاتفاق وإنه لا يمكن إجراء أي ترتيبات من دون مشاركة أوكرانيا في المحادثات. وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على المحادثات التي جرت بين ترمب وزيلينسكي. وقال ترمب الإثنين إن زيلينسكي قد يُدعى إلى اجتماع مستقبلي مع بوتين. وذكرت ليفيت "الرئيس يكن احتراما كبيرا للطرفين المنخرطين في هذا الصراع ويحاول إنهاءه". هجوم روسي مباغت توغلت مجموعات صغيرة من الجنود الروس في عمق شرق أوكرانيا الثلاثاء قبل قمة بوتين وترمب، وهي قمة يخشى القادة الأوروبيون أن تنتهي بفرض شروط سلام على أوكرانيا التي انتزعت منها أراض دون سند من القانون. وفي واحدة من أوسع عمليات التوغل منذ بداية العام، تقدمت القوات الروسية قرب بلدة دوبروبيليا الشهيرة بمناجم الفحم، وذلك ضمن مساعي بوتين للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الأوكرانية. وأرسل الجيش الأوكراني قوات احتياطية قائلاً إنهم يخوضون قتالاً صعباً أمام الجنود الروس. وتواجه أوكرانيا نقصاً في عدد الجنود بعد هجوم روسيا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يمهد الطريق أمام أحدث تقدم روسي. وقال سيرغي ماركوف المستشار السابق في الكرملين "هذا التقدم هدية لبوتين وترمب خلال المفاوضات"، مشيراً إلى أنه قد يزيد الضغط على كييف للتنازل عن بعض الأراضي بموجب أي اتفاق. وفي غضون ذلك، قال الجيش الأوكراني إنه استعاد السيطرة على قريتين في منطقة سومي شرق البلاد الإثنين، وهو جزء بسيط من صد تقدم روسي بطيء منذ أكثر من عام في جنوب شرق أوكرانيا. تصاعد دخان من مبنى بمحطة زابوريجيا من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الثلاثاء إن موظفي الوكالة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا لاحظوا تصاعد دخان من المبنى الإداري بعد ورود أنباء عن اندلاع حريق بالقرب من أبراج التبريد. وأضاف "لم تُسجل أي زيادة في الإشعاع ولم ترد أنباء عن تأثر السلامة النووية ولم تقع أي إصابات". ونقلت وسائل إعلام روسية عن حاكم منطقة زابوريجيا المعين من قبل روسيا قوله إن الدخان ناجم عن اشتعال النيران في عشب جاف بعد قصف جوي وإن مستويات الإشعاع ضمن المستويات الطبيعية.


البلاد السعودية
منذ 11 دقائق
- البلاد السعودية
تقدّم روسي على جبهة أوكرانيا.. توتر قبيل قمة بوتين وترمب
البلاد (موسكو، كييف) شهدت جبهات القتال في شرق أوكرانيا خلال الأيام الماضية تحركات عسكرية متسارعة، حيث حققت القوات الروسية تقدماً ملحوظاً في منطقة دونيتسك؛ إذ تمكنت من التقدم حوالي 10 كيلومترات خلال يومين فقط، وفقاً لما كشفته مدونة 'ديب ستيت' الأوكرانية المرتبطة بالجيش الأوكراني. يأتي هذا التقدم في جزء ضيق وحيوي من خط الجبهة، لكنه يحمل أهمية استراتيجية كبيرة. وأكد الجيش الأوكراني، أن المعارك العنيفة لا تزال مستمرة في محيط قرية كوشيريف يار، حيث تحاول القوات الروسية توسيع سيطرتها على الممرات، التي تربط بين مناطق سكنية مهمة في إقليم دونيتسك. ويشكل هذا التقدم تهديداً مباشراً لبلدات مثل دوبروبيليا التي تعاني من نزوح مدنيين متكرر؛ بسبب الاستهداف المتواصل من الطائرات المسيّرة الروسية، إضافة إلى بلدة كوستيانتينيفكا، التي تُعتبر من آخر المناطق الحضرية الكبيرة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في المنطقة. في الوقت ذاته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا ليست معنية بإنهاء الحرب، بل تستعد لتنفيذ هجمات جديدة على الأراضي الأوكرانية، في موقف يعكس تصعيداً واضحاً على الأرض، ويثير مخاوف من استمرار النزاع لفترة أطول. تأتي هذه التطورات العسكرية في ظل تحضيرات لقمة مرتقبة تُعقد يوم الجمعة المقبل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترمب في ولاية ألاسكا الأميركية. وفي تصريح له، قال ترمب: إن هدف هذه القمة يتمثل في 'جس نبض' بوتين لمعرفة مواقفه وأفكاره بشأن إمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا. من ناحية أخرى، عبّر قادة دول الاتحاد الأوروبي عن موقف داعم لأوكرانيا، مؤكدين في إعلان رسمي على حق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره بحرية كاملة، مشددين على أن 'الطريق إلى السلام لا يمكن أن يُقرر بدون أوكرانيا'. وشددوا على ضرورة أن تتم أي مفاوضات جوهرية فقط في ظل وقف حقيقي لإطلاق النار أو خفض الأعمال القتالية، معبرين عن قلقهم من أن تسويات قد تفرض على أوكرانيا دون أخذ موقفها في الاعتبار. كما أكّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ونظيره الكندي مارك كارني أهمية التعاون مع كييف في بناء أي اتفاق سلام مستقبلي، معبرين عن رفضهما لأي حلول تُفرض على أوكرانيا بالقوة، ومؤكدين ضرورة احترام سيادة وحرية تقرير مصير الشعب الأوكراني. هذه المواقف الدولية تتزامن مع توتر متصاعد على الأرض، حيث تعاني أوكرانيا من الضغوط العسكرية المتزايدة من قبل القوات الروسية، التي تسعى لتعزيز سيطرتها على المناطق، التي أعلنت روسيا ضمها رسمياً رغم استمرار العمليات العسكرية هناك. في المجمل، يبدو أن القمة الأمريكية الروسية المقبلة ستكون حاسمة؛ إذ تحمل آمالاً بفتح نافذة دبلوماسية لإنهاء النزاع، لكنها تأتي في ظل واقع ميداني متأزم يصعب معه التنبؤ بنتائج ملموسة على الأرض في القريب العاجل.


البلاد السعودية
منذ 11 دقائق
- البلاد السعودية
العمل على إيجاد حل شامل للأزمة.. مجموعة ثلاثية لتعزيز وقف إطلاق النار في السويداء
البلاد (عمّان) أعلنت وزارة الخارجية السورية، أمس (الثلاثاء)، الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل مشتركة تضم سوريا والأردن والولايات المتحدة؛ بهدف تعزيز وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب البلاد، والعمل على إيجاد حل شامل للأزمة التي تشهدها المحافظة منذ أسابيع. جاء الإعلان عقب مباحثات ثلاثية في العاصمة الأردنية عمّان، جمعت وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي الخاص إلى دمشق توم برّاك. وسبقت هذه الجلسة لقاء ثنائي بين الشيباني والصفدي، هو الثاني بين وزراء الخارجية الثلاثة خلال أقل من شهر، بعد اجتماع مماثل في عمّان بتاريخ 19 يوليو الماضي. وزارة الخارجية الأردنية أوضحت في بيان على منصة'إكس' أن اللقاء ضم ممثلين عن مؤسسات معنية من الدول الثلاث، وركّز على بحث تطورات الأوضاع في سوريا وسبل دعم إعادة بنائها على أسس تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها، وتلبي تطلعات الشعب السوري وتحفظ حقوق جميع السوريين. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السورية أن مجموعة العمل ستدعم جهود الحكومة في تعزيز الالتزام بوقف إطلاق النار في السويداء، واستعادة الخدمات الأساسية، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، إضافة إلى تهيئة الظروف لعودة النازحين إلى مناطقهم. كما رحّبت بالجهود الإقليمية والدولية الرامية لدعم المسار الإنساني في البلاد. تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الهدوء الحذر في السويداء منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يوليو الماضي، بعد اشتباكات مسلحة استمرت أسبوعاً وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. ومنذ ذلك الحين، أعلنت الحكومة السورية أربع اتفاقات مماثلة لوقف القتال في المحافظة، وسط مساعٍ لتثبيت التهدئة ومنع تجدد المواجهات. ويرى مراقبون أن تشكيل مجموعة العمل الثلاثية يعكس رغبة مشتركة في احتواء التوترات جنوب سوريا، ومنع تحولها إلى بؤرة صراع مفتوحة قد تهدد استقرار الحدود السورية الأردنية. كما يعكس انخراطاً أمريكياً مباشراً في ملف السويداء، ما قد يمنح الجهود زخماً دولياً أكبر.