
زيلينسكي: أوكرانيا لن تسحب قواتها من دونباس
وقال زيلينسكي في تصريحات للصحافيين إنه يجب عدم مناقشة القضايا المتعلقة بالأراضي إلا بعد موافقة روسيا على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من هذه المناقشة.
تأتي تصريحات زيلينسكي قبل القمة المقررة يوم الجمعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وأكد زيلينسكي مجدداً ضرورة إشراك أوكرانيا في أي محادثات تتعلق بأراضيها. وكان ترمب قد أشار إلى أن أي اتفاق سلام محتمل قد يشمل تبادل أراض.
وقال إن الاقتراح الروسي يقضي بوقف تقدم القوات الروسية في مناطق أوكرانية أخرى مقابل سحب كييف لقواتها من إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، والذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على نحو 30 في المئة من منطقة دونيتسك، أي نحو تسعة آلاف كيلومتر مربع، ولديها خطوط دفاعية محصنة بشدة وتسيطر على مرتفعات استراتيجية هناك. وأوضح أن أي انسحاب من شأنه أن يُشكل منصة انطلاق لهجمات روسية جديدة.
وقال "سيكون لدى بوتين طريق مفتوح إلى منطقتي زابوريجيا ودنيبرو، وكذلك نحو خاركيف. لا يمكن فصل قضية الأراضي عن الضمانات الأمنية".
ويخشى الرئيس الأوكراني وحلفاؤه في الاتحاد الأوروبي من أن يواجه ضغوطاً للتخلي عن أراض أكثر بكثير من روسيا. وقال زيلينسكي ومعظم نظرائه الأوروبيين إن من غير الممكن إرساء سلام دائم من دون جلوس أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، وإن الاتفاق يجب أن يتماشى مع القانون الدولي وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وسيعقد الزعماء اجتماعاً عبر الإنترنت مع ترمب اليوم الأربعاء لتأكيد هذه المخاوف قبل قمة بوتين، وهي أول قمة أميركية روسية منذ 2021.
"تمرين استماع"
رداً على سؤال عن سبب عدم انضمام زيلينسكي إلى الرئيسين الأميركي والروسي في القمة بولاية ألاسكا الأميركية، قالت متحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء إن بوتين هو من اقترح الاجتماع الثنائي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت "لن يحضر سوى طرف واحد فقط من الطرفين المنخرطين في هذه الحرب، وبالتالي فإن هذا الأمر يتعلق بذهاب الرئيس إلى هناك ليحصل مرة أخرى على فهم أكبر وأفضل لكيفية إنهاء هذه الحرب".
وقال البيت الأبيض إن القمة "هي تمرين استماع للرئيس"، مما يقلل من توقعات التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
وذكر البيت الأبيض أن ترمب سيلتقي مع بوتين وجهاً لوجه خلال المحادثات التي ستجري في أنكوريدج في ألاسكا. وقد يقوم في المستقبل بزيارة روسيا أيضاً. وقالت ليفيت "ربما توجد خطط في المستقبل للسفر إلى روسيا".
ولا تزال هناك قضايا رئيسية قبل المحادثات. قال ترمب إن الجانبين سيحتاجان إلى التنازل عن أراض لإنهاء الصراع الدموي المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
وقال الرئيس الأوكراني إن دستور بلاده يحظر مثل هذا الاتفاق وإنه لا يمكن إجراء أي ترتيبات من دون مشاركة أوكرانيا في المحادثات.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على المحادثات التي جرت بين ترمب وزيلينسكي. وقال ترمب الإثنين إن زيلينسكي قد يُدعى إلى اجتماع مستقبلي مع بوتين. وذكرت ليفيت "الرئيس يكن احتراما كبيرا للطرفين المنخرطين في هذا الصراع ويحاول إنهاءه".
هجوم روسي مباغت
توغلت مجموعات صغيرة من الجنود الروس في عمق شرق أوكرانيا الثلاثاء قبل قمة بوتين وترمب، وهي قمة يخشى القادة الأوروبيون أن تنتهي بفرض شروط سلام على أوكرانيا التي انتزعت منها أراض دون سند من القانون.
وفي واحدة من أوسع عمليات التوغل منذ بداية العام، تقدمت القوات الروسية قرب بلدة دوبروبيليا الشهيرة بمناجم الفحم، وذلك ضمن مساعي بوتين للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الأوكرانية. وأرسل الجيش الأوكراني قوات احتياطية قائلاً إنهم يخوضون قتالاً صعباً أمام الجنود الروس.
وتواجه أوكرانيا نقصاً في عدد الجنود بعد هجوم روسيا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يمهد الطريق أمام أحدث تقدم روسي.
وقال سيرغي ماركوف المستشار السابق في الكرملين "هذا التقدم هدية لبوتين وترمب خلال المفاوضات"، مشيراً إلى أنه قد يزيد الضغط على كييف للتنازل عن بعض الأراضي بموجب أي اتفاق.
وفي غضون ذلك، قال الجيش الأوكراني إنه استعاد السيطرة على قريتين في منطقة سومي شرق البلاد الإثنين، وهو جزء بسيط من صد تقدم روسي بطيء منذ أكثر من عام في جنوب شرق أوكرانيا.
تصاعد دخان من مبنى بمحطة زابوريجيا
من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الثلاثاء إن موظفي الوكالة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا لاحظوا تصاعد دخان من المبنى الإداري بعد ورود أنباء عن اندلاع حريق بالقرب من أبراج التبريد.
وأضاف "لم تُسجل أي زيادة في الإشعاع ولم ترد أنباء عن تأثر السلامة النووية ولم تقع أي إصابات".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن حاكم منطقة زابوريجيا المعين من قبل روسيا قوله إن الدخان ناجم عن اشتعال النيران في عشب جاف بعد قصف جوي وإن مستويات الإشعاع ضمن المستويات الطبيعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 24 دقائق
- Independent عربية
ما القضايا التي سيبحثها ترمب مع بوتين في آلاسكا؟
عندما التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي عام 2018، أثار الاثنان قلق الحلفاء بلقائهما الودي الذي انحاز فيه ترمب إلى الزعيم الروسي في ما يتعلق بتدخل وكالات استخباراته في الانتخابات. لكن ترمب يتوجه إلى آلاسكا اليوم الجمعة، لحضور اجتماع مع بوتين في أجواء مختلفة، فلقد نفد صبره من إحجام روسيا عن التفاوض لإنهاء حربها في أوكرانيا، إضافة إلى الشعور بالغضب من الضربات الصاروخية التي تتعرض لها المدن الأوكرانية. ويترقب العالم ليرى ما إذا كان هذا الوجه الأكثر صرامة لترمب هو الذي سيظهر في لقاء أنكوريج بولاية آلاسكا، أم أنه سيكون الوجه الآخر لقطب العقارات السابق الذي يسعى إلى التودد لضابط المخابرات السوفياتية السابق الماكر. قد تكون للإجابة تداعيات عميقة على الزعماء الأوروبيين القلقين من أنه إذا سمح لروسيا بالاستيلاء على أجزاء من أوكرانيا، فستكون أكثر عدوانية تجاه الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي القريبة من روسيا مثل بولندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا. لكن الإجابة على قدر أكبر من الأهمية لأوكرانيا، التي تخسر أرضاً أمام القوات الروسية بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من القتال الطاحن. وعلى رغم لهجته الأكثر حدة وصرامة تجاه بوتين خلال الأشهر الماضية، فإن لترمب تاريخاً طويلاً من محاولات استرضاء الزعيم الروسي، فعندما هاجمت روسيا أوكرانيا عام 2022، رفض ترمب انتقاد بوتين مباشرة، وأشاد الرئيس الروسي بترمب لجهوده في تحسين العلاقات الروسية - الأميركية. ويتطلع المتابعون للشؤون الروسية لمعرفة ما إذا كان ترمب سينجذب مجدداً إلى بوتين، ويتأثر بحجته القائلة بحق روسيا في الهيمنة على أوكرانيا. وقال دان فريد، الدبلوماسي الذي عمل مع عدد من الرؤساء الأميركيين ويعمل حالياً في المجلس الأطلسي، "من الدواعي المنطقية للقلق التفكير في أن بوتين سيخدع ترمب ويحمله على عقد صفقة مريعة على حساب أوكرانيا". وأضاف أن من الممكن أيضاً التوصل إلى نتيجة مختلفة، وتابع "هناك احتمال معقول بأن تدرك الإدارة حقيقة أن بوتين لا يزال يتلاعب بها". وسعت إدارة ترمب إلى تهدئة التوقعات، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين الثلاثاء إن الاجتماع سيكون "تدريباً على الاستماع". وقال ترمب للصحافيين الأربعاء إنه قد يتوسط لعقد اجتماع ثان يضم بوتين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، إذا سارت جلسة آلاسكا على ما يرام. ولم تبد روسيا أية إشارة إلى استعدادها لتقديم تنازلات وسط مخاوف أوكرانية من أن يبرم ترمب صفقة من دون موافقتهم، وقال زيلينسكي إنه يود التوصل أولاً إلى وقف لإطلاق النار تتبعه ضمانات أمنية. حوافز وانتقادات عندما تولى ترمب منصبه مرة أخرى في يناير (كانون الثاني)، حاول الرئيس الجمهوري إحياء الأجواء الودية التي كانت سائدة في فترته الأولى مع بوتين، وعبر عن تعاطفه مع بوتين الذي يواجه عزله دولية وتعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومع تخفيف الإدارة للضغوط على روسيا، قام بعض مساعدي ترمب بترديد بعض الأحاديث التي تتبناها موسكو، مما أثار استياء داعمي أوكرانيا. وفي مارس (آذار)، ألمح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في مقابلة بودكاست مع المعلق المحافظ تاكر كارلسون إلى أن لروسيا الحق في السيطرة على أربع مناطق في أوكرانيا، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، لأن "سكانها يتحدثون الروسية". وفي اجتماع شابه التوتر بالبيت الأبيض في فبراير (شباط)، تعرض زيلينسكي لتوبيخ من ترمب ونائبه جاي دي فانس، بسبب طريقة تعامله مع الحرب، مما أعطى شعوراً بالارتياح لدى أصحاب المواقف المتشددة في روسيا. وعلى رغم كل هذه الحوافز، رفض الزعيم الروسي الانصياع لجهود ترمب لتوجيه الطرفين نحو اتفاق سلام، وواصل شن غارات جوية مدمرة على أوكرانيا. ومع استمرار إراقة الدماء، اضطر ترمب في يوليو (تموز) إلى اتخاذ موقف أشد صرامة، وأبدى استياءه من مماطلة بوتين، ووافق على إرسال أسلحة جديدة إلى أوكرانيا - على أن تتحمل أوروبا تكاليفها - وهدد بعقوبات مالية جديدة على موسكو. وفي ضغط غير مباشر على موسكو، فرض ترمب الأسبوع الماضي رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على الهند لشرائها النفط الروسي، لكنه امتنع عن تنفيذ تهديداته بفرض عقوبات أشد، وهدد ترمب الأربعاء بما سماها "عواقب وخيمة" إذا لم تبرم روسيا اتفاقاً لإنهاء الحرب. وقال نيكولاس فينتون، من برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "على رغم التغير الواضح في نبرة البيت الأبيض، فإن ذلك لم يترجم بعد إلى التزامات مالية جديدة من واشنطن لتعزيز أمن أوكرانيا أو توسيع للعقوبات الأميركية، إذ تتأجل باستمرار المهل التي يضعها ترمب لفرض عقوبات إضافية على موسكو". ويوم الإثنين، قال ترمب إنه يجب أن يعرف خلال دقيقتين ما إذا كان بوتين مستعداً لتقديم تنازلات. وأضاف "قد أقول لهم، حظاً سعيداً واستمروا في القتال. أو قد أقول، يمكننا عقد صفقة". إغراء الاتفاق بالنسبة إلى ترمب، الذي ينجذب إلى مشهد قمة رفيعة المستوى أمام أنظار العالم، فإن إغراء التوصل إلى اتفاق قوي للغاية. فقد أطلق حملة مفتوحة هذا العام للفوز بجائزة نوبل للسلام، مشيراً إلى ما يعتبره انتصارات دبلوماسية، وأثار قلق حلفاء بلاده بحماسته لإبرام اتفاق سلام في أوكرانيا قد يشجع بوتين على تشديد مواقفه. وفي الأيام القليلة الماضية، احتج قادة أوكرانيا وأوروبا على تصريح ترمب بأن روسيا وأوكرانيا ستضطران إلى مبادلة أراض للتوصل إلى اتفاق سلام. وفي حين تسيطر روسيا على شبه جزيرة القرم ومساحات واسعة من شرق أوكرانيا، لم تعد أوكرانيا تسيطر على أية أراض روسية، مما يثير التساؤل في شأن الأراضي التي يمكن مبادلتها بصورة محددة. ويصر ترمب على أنه الوحيد القادر على إنهاء الحرب، بالنظر إلى علاقته الشخصية مع بوتين. وقال جون بولتون، أحد مستشاري ترمب للأمن القومي في فترته الأولى والناقد اللاذع الآن، إنه قلق من أن بوتين "بدأ يمارس سحره" على ترمب. وأضاف "العلاقات الشخصية لها مكانها في الشؤون الخارجية، كما هو الحال في كل شيء آخر. لكن عندما يكون واحداً من أقسى رجال العالم مثل فلاديمير بوتين، فالأمر هنا ليس مسألة عاطفة، بل مسألة حساب بناء على تفكير منطقي وتحليل موضوعي، ترمب لا يدرك هذه النقطة". وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء، اشتكى ترمب من أن "وسائل الإعلام غير العادلة تعمل على تشويه لقائه ببوتين"، مشيراً إلى اقتباسات من "الفاشلين الذين طردوا" مثل بولتون.


حضرموت نت
منذ 41 دقائق
- حضرموت نت
اخبار سوريا : ويلسون يجدد الدعوة لتطبيق أمر ترمب برفع ضوابط التصدير عن سوريا
جدد عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري، جو ويلسون، دعوته إلى تطبيق الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والخاص برفع قيود وضوابط التصدير المفروضة على سوريا، مؤكداً أن هذا التوجيه 'واضح تماماً' ويدعو وزارة التجارة ومكتب الصناعة والأمن في الولايات المتحدة إلى التحرك الفوري لتنفيذه. وأوضح ويلسون في منشور على منصة 'إكس' أن نهج الرئيس ترمب في الملف السوري يمثل 'خطوة استراتيجية بارعة'، مشيراً إلى أن استقرار سوريا ووحدتها سيساهمان في تقليص نفوذ إيران وتنظيم 'داعش'، وتعزيز التعاون مع تركيا، الحليف في الناتو، لإزالة القواعد العسكرية التي أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحذر النائب الجمهوري من أن استمرار الانقسام والفوضى في سوريا قد يعيد مشهد ليبيا أو الصومال، ويهيئ الظروف لعودة تنظيم 'داعش' بصيغة جديدة، إلى جانب تمكين إيران وروسيا من توسيع نفوذهما، مؤكداً أن دعم وحدة سوريا واستقرارها يصب في مصلحة جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وأن الفرصة الحالية 'يجب عدم إهدارها'. وفي تغريدة أخرى، حث ويلسون وزارة التجارة الأميركية على الإسراع في تنفيذ أوامر الرئيس ترمب برفع ضوابط التصدير بشكل كامل، مشيراً إلى أن استمرار هذه القيود يخدم مصالح الصين، وأن التوجيهات الرئاسية لا تحتمل المزيد من التأجيل. وسبق أن شدد رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس على ضرورة خفض التصعيد في سوريا ووقف التدخلات الخارجية، بما فيها تدخلات الاحتلال الإسرائيلي، مشيداً بجهود الإدارة الأميركية، ولا سيما الرئيس ترمب والسفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في الدفع نحو تسوية سياسية تنهي الحرب وتعيد الاستقرار للبلاد.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
تصريحات ترمب بشأن بوتين: من الإطراء إلى الاستياء
في بدايات ولايته الثانية، كال الرئيس الأميركي دونالد ترمب المديح لنظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يجتمع معه الجمعة في ألاسكا لبحث ملف نزاع أوكرانيا. لكن مع الوقت وفي غياب اتفاق سلام في أوكرانيا، سبق لترمب أن أكد أنه قادر على إتمامه في غضون 24 ساعة بعد توليه السلطة، تبدلت نبرته حيال بوتين. في ما يأتي لمحة عن بعض أبرز تصريحاته التي تعكس تبدل موقفه: شكل وضع حد لحرب أوكرانيا أولوية بالنسبة لترمب في يناير (كانون الثاني) عندما عاد إلى المكتب البيضاوي. وقال للصحافيين في 20 يناير عن بوتين "أعتقد أنه يدمر روسيا من خلال عدم التوصل إلى اتفاق"، لكنه تدارك "اتفقت معه بشكل رائع". وفي 21 منه، كتب على منصته "تروث سوشال" "سأقدم خدمة كبيرة جداً لروسيا التي ينهار اقتصادها، وللرئيس بوتين. توصلوا إلى تسوية الآن وأوقفوا هذه الحرب السخيفة! لن تؤدي إلا إلى تدهور الأمور". في الأثناء، لم يبخل بوتين بالإطراء على ترمب قائلاً لوسائل الإعلام الرسمية الروسية في 24 يناير إن الرئيس الأميركي "ليس شخصاً ذكياً فحسب، بل إنه براغماتي أيضاً". كما قال إن تجنب ما أطلق عليها "أزمة أوكرانيا" بعد هجوم العام 2022 كان ممكناً لو أن ترمب كان الرئيس الأميركي حينذاك. وصرح "لا يمكنني إلا أن أتفق معه أنه لو كان رئيساً -- لو لم يُسرق الانتصار الذي حققه في (انتخابات) 2020 -- لما حدثت الأزمة في أوكرانيا التي طرأت عام 2022". بدت الأجواء ودية بين الرئيسين في الشهر التالي. ووصف ترمب اتصالهما الهاتفي في 12 فبراير (شباط) بـ"المطول والمثمر جداً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال على "تروث سوشال" إن "الرئيس بوتين استخدم حتى شعار حملتي القوي جداً: المنطق. يؤمن كلانا فيه بشدة". لكن نبرته تبدلت تماماً أواخر مارس (آذار). وقال ترمب لشبكة "إن بي سي" إنه "غاضب جداً" عندما بدأ بوتين التشكيك في مدى صدقية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كشريك في المفاوضات. ومن ثم في أبريل (نيسان)، دعا ترمب بوتين إلى وقف الضربات على كييف. وأفاد في منشور بتاريخ 24 أبريل "لا داعي لذلك والتوقيت سيء جداً. فلاديمير، توقف! يموت 5000 جندي كل أسبوع. دعنا نتوصل إلى اتفاق سلام". وصدر عنه تصريح في السياق ذاته بعد يومين إذ قال "يجعلني الأمر أعتقد بأنه لربما لا يريد وقف الحرب، إنه يواصل التلاعب بي فحسب. يتعين التعامل مع الأمر بشكل مختلف، عبر النظام المصرفي أو العقوبات الثانوية؟. يموت كثر من الناس!!!". بحلول أواخر مايو (أيار)، بدأ صبر ترمب ينفد. وكتب في 25 مايو "كانت لدي دائماً علاقة جيدة جداً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئاً ما أصابه. لقد جن جنونه". وقال في اليوم التالي "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لو لم أكن أنا، لحلت كثير من الأمور السيئة بروسيا، وأعني سيئة حقاً". وتابع "إنه يلعب بالنار!". لكن في عيد ميلاد ترمب الـ79 في 14 يونيو (حزيران)، لم ينس بوتين معايدته. وقال ترمب "اتصل الرئيس بوتين بي هذا الصباح ليتمنى لي، بكل لطف، عيد ميلاد سعيداً"، لافتاً إلى أن الاتصال كان "للتحدث عن إيران، وهو الأهم". لكن الود لم يستمر طويلاً. وقال ترمب في البيت الأبيض في الثامن من يوليو (تموز) إن "بوتين يردد لنا الكثير من الترهات في الحقيقة. إنه لطيف جداً طوال الوقت، لكن يثبت لاحقاً أن لا معنى لذلك". وصرح للصحافيين بعد أسبوع "اعتقدت أنه شخص يعني ما يقول. يتحدث بطريقة رائعة ومن ثم يقصف الناس خلال الليل". وبحلول أواخر يوليو (تموز)، قال ترمب إنه "غير مهتم كثيراً" بالتحدث إلى بوتين بعد الآن. لكن قبل أيام على قمة الجمعة في ألاسكا، عاد وأكد أنه يتوقع إجراء "محادثات بناءة" مع نظيره الروسي.