logo
الجمعيات الأهلية بين طموح الرؤية وتحديات الميدان

الجمعيات الأهلية بين طموح الرؤية وتحديات الميدان

الوطن١٥-٠٤-٢٠٢٥

تُعد الجمعيات الأهلية ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وقد شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي إلى 5%.
ورغم المكاسب المهمة التي تحققت، لا تزال الجمعيات الأهلية تواجه تحديات ميدانية تقلل من أثرها، وتحد من قدرتها على تحقيق أهدافها التنموية، ما يجعل الفجوة بين الطموح والواقع بحاجة إلى معالجة شاملة.
فمن جهة، تم توفير دعم تشريعي وتنظيمي مهم، حيث أُنشئ المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وصدر عدد من اللوائح التي عززت الحوكمة والشفافية، كما أسهمت المبادرات التمويلية ومنصات التبرع الرقمية مثل «إحسان» و«تطوع» في دعم الجمعيات ماليًا وبشريًا، إلى جانب جهود التحول الرقمي وتدريب الكوادر البشرية.
لكن في المقابل، تعاني كثير من الجمعيات من الاعتماد المفرط على التمويل الحكومي وضعف مصادر الدخل البديلة، إضافة إلى محدودية الكوادر المتخصصة، وغياب أدوات فعالة لقياس الأثر، ما يضعف من كفاءة الأداء، كما أن غياب التنسيق والتكامل بين الجمعيات يؤدي إلى تكرار الجهود وتضارب الأدوار.
ولردم هذه الفجوة، تبرز الحاجة إلى تبني نماذج مالية مبتكرة، وتعزيز الحوكمة الإدارية، وبناء مؤسسات قائمة على البيانات لا الاجتهادات، كما أن بناء الشراكات الإستراتيجية مع القطاعات الحكومية والخاصة، وتحفيز ثقافة التطوع، يُعدان ركيزتين أساسيتين في طريق التحول.
القطاع غير الربحي أمام فرصة تاريخية ليكون شريكًا محوريًا في التنمية المستدامة، وإذا ما تمكنت الجمعيات من تجاوز تحدياتها، فإن الأمل لن يبقى مجرد طموح، بل سيُترجم إلى واقع ملموس يخدم الوطن والمجتمع.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'سدايا' تستعرض تجربة المملكة في التحول الرقمي
'سدايا' تستعرض تجربة المملكة في التحول الرقمي

المدينة

timeمنذ 6 أيام

  • المدينة

'سدايا' تستعرض تجربة المملكة في التحول الرقمي

استعرضت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» تجربة المملكة في التحول الرقمي وبناء المدن الذكية، خلال مشاركتها ضمن الفعاليات السعودية في معرض إكسبو أوساكا اليابان 2025، وذلك ضمن جهود الجناح السعودي في المعرض.وأكّد نائب مدير مركز المعلومات الوطني في «سدايا» الدكتور مشاري المشاري، أن المملكة تمضي بخطا واثقة نحو بناء مجتمع رقمي متكامل انطلاقًا من مستهدفات رؤية 2030، التي جعلت من التحول الرقمي ركيزة أساسية للتنمية الوطنية . واستعرض خلال مشاركته أبرز المنصات الوطنية المبتكرة التي طورتها الهيئة، ومن بينها التطبيق الوطني الشامل «توكلنا» الذي يخدم أكثر من (33) مليون مستخدم في (77) دولة، ومنصة «نفاذ» للهوية الرقمية، والسحابة الحكومية «ديم» التي دمجت (268) مركز بيانات، وحققت وفرات تجاوزت (5.35) مليار ريال، إضافةً إلى منصة «إحسان» التي دعمت أكثر من (11) مليون مستفيد عبر أكثر من (30) ألف مشروع خيري.وتناول المشاري دور «سدايا» في دعم منظومة المدن الذكيّة، من خلال إطلاقها المنصة الوطنية للمدن الذكية، ومركز عمليات الرياض الذكية، وجهودها في دعم منظومة الابتكار من خلال معسكرات تدريبية، وحاضنات، ومسرعات أعمال، وهاكاثونات وطنية.

الجمعيات الأهلية بين طموح الرؤية وتحديات الميدان
الجمعيات الأهلية بين طموح الرؤية وتحديات الميدان

الوطن

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الوطن

الجمعيات الأهلية بين طموح الرؤية وتحديات الميدان

تُعد الجمعيات الأهلية ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وقد شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي إلى 5%. ورغم المكاسب المهمة التي تحققت، لا تزال الجمعيات الأهلية تواجه تحديات ميدانية تقلل من أثرها، وتحد من قدرتها على تحقيق أهدافها التنموية، ما يجعل الفجوة بين الطموح والواقع بحاجة إلى معالجة شاملة. فمن جهة، تم توفير دعم تشريعي وتنظيمي مهم، حيث أُنشئ المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وصدر عدد من اللوائح التي عززت الحوكمة والشفافية، كما أسهمت المبادرات التمويلية ومنصات التبرع الرقمية مثل «إحسان» و«تطوع» في دعم الجمعيات ماليًا وبشريًا، إلى جانب جهود التحول الرقمي وتدريب الكوادر البشرية. لكن في المقابل، تعاني كثير من الجمعيات من الاعتماد المفرط على التمويل الحكومي وضعف مصادر الدخل البديلة، إضافة إلى محدودية الكوادر المتخصصة، وغياب أدوات فعالة لقياس الأثر، ما يضعف من كفاءة الأداء، كما أن غياب التنسيق والتكامل بين الجمعيات يؤدي إلى تكرار الجهود وتضارب الأدوار. ولردم هذه الفجوة، تبرز الحاجة إلى تبني نماذج مالية مبتكرة، وتعزيز الحوكمة الإدارية، وبناء مؤسسات قائمة على البيانات لا الاجتهادات، كما أن بناء الشراكات الإستراتيجية مع القطاعات الحكومية والخاصة، وتحفيز ثقافة التطوع، يُعدان ركيزتين أساسيتين في طريق التحول. القطاع غير الربحي أمام فرصة تاريخية ليكون شريكًا محوريًا في التنمية المستدامة، وإذا ما تمكنت الجمعيات من تجاوز تحدياتها، فإن الأمل لن يبقى مجرد طموح، بل سيُترجم إلى واقع ملموس يخدم الوطن والمجتمع.

إحسان أمان وثقة
إحسان أمان وثقة

الرياض

time٢٩-٠٣-٢٠٢٥

  • الرياض

إحسان أمان وثقة

في عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي، تأتي منصة «إحسان» كواحدة من أعظم المبادرات الخيرية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، لتجسد التزامها الراسخ بدعم المحتاجين وتعزيز العمل الخيري بأسلوب منظم وشفاف. هذه المنصة ليست مجرد وسيلة للتبرع، بل هي نموذج حضاري يعكس رؤية المملكة في تسخير التقنية لخدمة الإنسانية، حيث تتيح للمتبرعين إيصال عطائهم إلى مستحقيه بكل سهولة وثقة. إن ما يميز «إحسان» ليس فقط قدرتها على توجيه التبرعات بفعالية، بل أيضًا ضمان وصولها إلى الفئات المستحقة دون وسيط أو استغلال. فقد شهدنا في العقود الماضية انتشار الاحتيال باسم العمل الخيري، حيث يستغل بعض المتسولين والعصابات حاجة الفقراء لتحقيق مكاسب شخصية، مما يسيء إلى مفهوم العطاء النبيل. وهنا تأتي «إحسان» لتسد هذه الفجوة، فتجعل الخير مسؤولية منظمة، خاضعة للرقابة، وتعمل تحت مظلة الجهات الرسمية في المملكة، مما يعزز ثقة المجتمع بها. التبرع عبر «إحسان» ليس مجرد إحسان للفقراء، بل هو إحسان للوطن والمجتمع، لأنه يضمن توزيع الموارد بعدالة، ويقضي على الممارسات السلبية التي شوهت صورة العمل الخيري. إن المتبرع عبر هذه المنصة لا يحتاج للبحث عن مستحق، أو الخوف من وقوع تبرعه في أيدٍ غير أمينة، بل يكفيه أن يثق بالآلية التي وضعتها الدولة لضمان وصول مساعداته إلى أهلها الحقيقيين. اليوم، ومع توفر هذه المنصة الرائدة، لم يعد هناك مبرر للتبرع للمتسولين في الشوارع، أو الانسياق وراء حملات مجهولة المصدر. الخير يجب أن يكون مسؤولًا ومنظمًا، والمملكة وفّرت لنا نافذة آمنة لنؤدي واجبنا الإنساني دون قلق أو ريبة. إن دعم «إحسان» هو دعم لرؤية المملكة في تعزيز التكافل الاجتماعي بأسلوب عصري يتماشى مع النهضة الشاملة التي يشهدها الوطن. فليكن تبرعنا ذكياً وواعياً، ولتكن «إحسان» هي الخيار الأول لكل من أراد أن يزرع الخير في أرضه، ليحصد بركته في دنياه وآخرته. عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store