
الجيش الأميركي: مقتل قيادي بارز في جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا
قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم السبت، إنها شنت غارة جوية دقيقة في سوريا استهدفت قيادياً كبيراً في جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» وقتلته.
وأضافت القيادة، في بيان، أنها قتلت محمد يوسف ضياء تالاي القائد العسكري البارز في تنظيم «حراس الدين» التابع لتنظيم القاعدة، وفقاً لوكالة «رويترز».
CENTCOM Forces Kill the Senior Military Leader of Al-Qaeda Affiliate Hurras al-Din (HaD) in SyriaOn Feb. 23, U.S. Central Command (CENTCOM) forces conducted a precision airstrike in Northwest Syria, targeting and killing Muhammed Yusuf Ziya Talay, the senior military leader of... pic.twitter.com/trhDvgdgne
— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 1, 2025
وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية: «كما قلنا في الماضي، سنواصل ملاحقة هؤلاء الإرهابيين بلا هوادة من أجل الدفاع عن وطننا، وعن مواطني الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في المنطقة».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 17 ساعات
- الشرق الأوسط
حسناً فعلت الكويت
المالُ عصَبُ الحياة، وهو أيضاً عطَبُها! نحصر الحديث بالمال الذي يغذّي أوردة التطرّف والشرّ والإرهاب، فلولا المال لما تضخّم جسد الإرهاب والجماعات السوداء في العالم كلّه. أمّا المال الصريح و«الرسمي» الذي يذهب إلى أفواه الإرهاب، مثل المال الإيراني «النظيف»، كما كان يصفه حسن نصر الله في خطبه الشهيرة من شاشات الضاحية، فليس عنه نتكلّم. بل عن المال الذي يتدفق، من وراء ظهر الدولة، بخداعها، أو باستغلال ظروفٍ سياسية استثنائية، كما جرى أيام ما عُرف بـ«الربيع العربي»، قبل أكثر من 10 سنوات. أكونُ أكثر وضوحاً، لقد استغلّ بعض «الإخوان» والسرورية والجماعات «الجهادية»، كما يصفون أنفسهم، طِيبة شعوب الخليج، وحبّهم لمساعدة الأشقاء العرب والمسلمين، بمفهوم «الفزعة»، أي النخوة والنجدة، أو بحافز الثواب الديني وطلباً للأجر الأخروي، فكثرت حملات التبرّع الخيري، المنفلت، من دون رقابة ولا تدقيق مالي. هذا الوضع كان سبباً، فوق دعم الإرهاب والفوضى في دولٍ أخرى، في تشجيع الفساد، وكما يقال: «المال السايب يُعلّم السرقة»! لذلك فقد أحسنت دولة الكويت، المعطاءُ شعبها، في ضبط هذه المسألة مؤخراً، ونتذكّر كيف كان أنصار «القاعدة» و«داعش» في الكويت قبل بضع سنوات يقومون بحملات جمع الأموال، علناً، بل وتنظيم رحلات الذهاب لشبكات «القاعدة» و«داعش» في سوريا وغير سوريا. مؤخراً حذّرت وزيرة الشؤون الاجتماعية الكويتية الدكتورة أمثال الحويلة من استغلال التبرعات الخيرية، وقالت: «أغلب التبرعات والمساعدات الخيرية تُوجّه إلى خارج الكويت، بل إن بعض التبرعات الخارجية تضر بسمعة العمل الخيري الكويتي دولياً»، مشدّدةً على أن «سمعة الكويت خط أحمر، ولن نسمح لأي ممارسات فردية أو تجاوزات أن تسيء لهذا الإرث الإنساني العريق». لتحقيق هذا الهدف، نشأت لجنة خاصّة في الكويت لهذا، وضبط المسألة، والتدقيق المالي، ومراجعة أعضاء وهياكل هذه الجمعيات، وعلى فكرة نحن ضربنا المثل بداعمي «القاعدة» و«داعش»، ولكن الأمر يسري أيضاً على داعمي الجماعات الإرهابية الشيعية من طرف «بعض» المتصدقين لهم. هذا الإجراء الكويتي المسؤول والضروري، هو أيضاً - كما قالت مصادر حكومية لوسائل إعلام كويتية - يهدف إلى تأمين عبور الكويت مرحلة الرقابة المعززة التي تخضع لها حالياً من جانب اللجنة المالية الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (مينا فاتف)، فضلاً عن تفادي إدراج البلاد بالقائمة الرمادية. ضبط المال، يعني ضبط الرجال، وصون الأعمال الخيّرة، حتى لا يفسدها سُرّاق المال... والأعمار.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
تقرير يحذر من تهديد الإخوان للتلاحم الوطني في فرنسا
خلص تقرير حول "الإخوان المسلمين" أُعد بطلب من الحكومة الفرنسية إلى أن الجماعة تشكل "تهديداً للتلاحم الوطني" مع تنامي تشدد إسلامي "من القاعدة صعوداً" على المستوى البلدي، وفق وثيقة سيدرسها مجلس الدفاع الأربعاء. وجاء في التقرير "إن هذا التهديد وحتى في غياب اللجوء إلى التحركات العنفية، يولد خطر المساس بنسيج الجمعيات وبالمؤسسات الجمهورية (..) وبشكل أوسع بالتلاحم الوطني". وشدد التقرير على أن جماعة الإخوان المسلمين "تستند إلى تنظيم متين إلا أن الإسلام السياسي ينتشر أولاً على الصعيد المحلي"، معتبراً أن انتشار هذا التشدد الإسلامي "يحصل من القاعدة صعوداً" ويشكل "تهديداً على المدى القصير وكذلك المتوسط". وأشار إلى "الطابع الهدام للمشروع الذي يعتمده الإخوان المسلمون"، مشدداً على أن هذا المشروع يهدف "إلى العمل على المدى الطويل للتوصل تدريجاً إلى تعديلات للقواعد المحلية أو الوطنية ولا سيما تلك المتعلقة بالعلمانية والمساواة بين الرجال والنساء". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعد التقرير موظفان رسميان رفيعا المستوى أجريا مقابلات مع 45 أستاذاً جامعياً وزيارات داخل فرنسا وفي أوروبا. ورأى معدا التقرير أن هذا "التشدد الإسلامي على المستوى البلدي" قد يكون له "تأثير متنام في الفضاء العام واللعبة السياسية المحلية" مع "شبكات تعمل على حصول انطواء مجتمعي وصولاً إلى تشكل بيئات إسلامية تزداد عدداً". إلا أن المشرفين على التقرير أكدا "عدم وجود أي وثيقة حديثة تظهر سعي الإخوان المسلمين إلى إقامة دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق الشريعة فيها". ونصح معدا التقرير "بتحرك طويل الأمد على الأرض للجم صعود الإسلام السياسي" مشيرين إلى ضرورة أن يترافق ذلك مع "توعية الرأي العام" من خلال "خطاب علماني متجدد وبادرات قوية وإيجابية حيال المسلمين".


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
"سرقة القرن" تنكأ جراح المصريين الاقتصادية والتعليمية
الغالبية المطلقة من المصريين تهتم بـ"الحوادث". كان الباب أو الصفحة الأكثر قراءة في زمن الصحف الورقية، وصار القسم الأكثر مطالعة في زمن الصحافة الرقمية، وهو المحتوى الأكثر تحقيقاً للمشاهدات وتفعيلاً للمتابعات في محتوى منصات الـ "سوشيال ميديا". وتظل الحوادث المادة الأكثر قدرة على كسر جليد اللقاء الأول بين الغرباء، والأعلى قدرة على توفير وقود القيل والقال. دورة حياة الحادث قصيرة، مهما بلغ من مأسوية ودموية، ومهما ظنّ الجميع أن وقائعه ستبقى حديث الساعة وكل ساعة. مسيرة الحوادث في مصر وتفاعل المصريين معها تؤكدان أن العلاقة بينهما وثيقة، ومقتضبة في آن. لكن القاعدة لها استثناءات، فبين آلاف الحوادث التي تشغل اهتمام المصريين، وربما الملايين منها على مر العقود، تبقى حوادث بعينها علامة فارقة ومرجعية دالة ونقطة استشهاد تفرض نفسها على مر الزمان. من غرق العبّارة "السلام 98" قرب ميناء سفاجا المصري عام 2006 وغرق ما يزيد على ألف راكب، وقبلها غرق باخرة الحجاج "سالم إكسبريس" قبالة ميناء الغردقة وغرق ركابها البالغ عددهم 476 شخصاً، إلى "المرأة الحديدية" سيدة الأعمال هدى عبد المنعم التي دشنت مشروعات لم يكتمل أغلبها، وجمعت ثروة طائلة ثم هربت من مصر في الثمانينيات رغم صدور قرارات صارمة بمنعها من السفر وفرض الحراسة على ممتلكاتها، إلى "رجل الفراخ الفاسدة" توفيق عبد الحي الذي أطعم ملايين المصريين دجاجاً فاسداً على مدار سنوات وحصل على قروض مليونية بلا ضمانات ثم هرب من البلاد في عام 1982، إلى القبض على وزير الزراعة السابق صلاح هلال عقب استقالته في ميدان التحرير نهاراً جهاراً فيما أطلق عليها "قضية الفساد الكبرى" في وزارة الزراعة، إلى الحكم بالإعدام في عام 2009 على رجل أعمال مصري مشهور وضابط سابق في حادث مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قبل أن يتم تخفيف الحكم إلى 15 عاماً، ثم حصوله على عفو رئاسي في عام 2017، وغيرها، تظل مثل هذه الحوادث علامة فارقة ومرجعية معرفية واستشهادية في ذاكرة المصريين لأسباب شتى. الثروة والفساد تتراوح الأسباب بين استحضار لحجم الفساد، واستدعاء لتداخل السياسة مع المال، والبحث عن عبرة في السقوط المدوي لساسة أو مشاهير بين يوم وليلة، لكن يبقى حجم الثروات ومقدار الذهب وكميات الماس وعدد حزم البنكنوت، لا سيما إن كانت "خضراء" (دولار) التي يعلن عن اكتشافها أو اختفائها في بيت أو حقيبة أحدهم الأكثر إثارة في حياة المصريين. وكلما تضخمت الثروة المكتشفة أو تعاظمت قيمة المسروقات المختفية، تأجج اهتمام المصريين، واتخذوا من كل تفصيل من تفاصيل ما جرى نقطة انطلاق للقيل والقال، ومشهيات تسبق وجبة البحث والتنقيب في سيرة الجاني وتاريخ المجني عليه ومصادر الثروة وعلاقة يسر حال أحدهم بضيق حال الآخرين وقائمة الحكمة الشعبية المستقاة من الحوادث والجرائم تطول. وعلى مدار الساعات القليلة الماضية، حقق المصريون رقماً قياسياً جديداً ينضم لأرقامهم السابقة في ماراثون المتابعة والبحث والتنقيب واستخلاص العبر والأحكام والمفاهيم. بيت أحدهم، أو بالأحرى إحداهن، تعرض للسرقة. إلى هنا، يبدو الأمر عادياً بالنسبة إلى عالم الجريمة. لكن تفاصيل الجريمة، والإعلان عما جرت سرقته بالتفصيل فجّر ينابيع التحليل، وأطلق العنان لتوليفة فريدة من الصعبانيات المالية والبكائيات الاقتصادية والانتحابات الاجتماعية. تفجّرت المسألة هذه المرة بنشر خبر سرقة محتويات من فيلا سيدة الأعمال والملقبة بعديد من الألقاب بينها "رائدة التعليم المدرسي"، و"مبدعة التعليم الجامعي"، و"الخبيرة التربوية"، إضافة إلى لقب الأكثر شيوعاً وهو "ماما نوال"، وذلك في إشارة إلى موقعها وأدائها في مجال التعليم. وإذا كانت محتويات شقة أو فيلا أو حتى قصر حادث مثير، والإعلان عن تفاصيل المسروقات من مبالغ مالية ومشغولات ذهبية وغيرها من المقتنيات النفيسة والثمينة التي تقدر قيمتها بمليون أو اثنين أو حتى خمسة حادث مثير جداً، فما بالك بسرقة مقتنيات تقدّر قيمتها بنحو ربع مليار جنيه مصري، إضافة إلى 15 كيلوغراماً من الذهب؟! تفاصيل كثيرة في السرقة، التي هرع البعض لإطلاق اسم "سرقة القرن" عليها. المبالغ كانت في خزائن في غرفة النوم: 50 مليون جنيه مصري و350 ألف جنيه إسترليني وثلاثة ملايين دولار أميركي و15 كيلو غراماً من الذهب، وأوراق مهمة، وأرقام سرية جرى تغييرها، وحديث عن خلافات حول ميراث، وأقاويل عن ضلوع لحفيد أو أحفاد وغيرها الكثير من التفاصيل أثارت الاهتمام كالمعتاد. لكن غير المعتاد هو هذا الكم الهائل من الحسابات والتقييمات والمقارنات والإسقاطات الدائرة رحاها من قبل الكثيرين، سواء على أثير السوشيال ميديا أو على محطة الباص أو في داخل الميكروباص. السؤال الأكثر طرحاً والأعلى حصولاً على إجابات هي أقرب ما يكون إلى الاجتهادات هو: لماذا يحتفظ أحدهم بهذا القدر من المال والذهب في بيته؟ والسؤال التالي أقرب إلى التكهنات، وهو إذا كان هذا حجم "الفكة" في البيت، فما بالك بالحسابات البنكية؟ آلاف الإجابات المتراوحة بين محاولات التفسير، كل بحسب قدرته وخياله، وبين السخرية والضحك، لكنه "ضحك كالبكاء"، قفزت باسم نوال الدجوي إلى رأس الترند. هذه الملايين من الجنيهات وغيرها من العملات بعيدة عن قدرة الملايين عن تصوّر أو تخيل معنى المليون. ورغم أن اقتناء المليون جنيه أو دولار أو يورو أو غيرها من العملات ليست بالأمر نادر الحدوث أو العصي عن التحقيق، فإن الظروف الاقتصادية البالغة الصعوبة التي يمر بها المصريون منذ أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، وبشكل أكثر تصاعداً وتفاقماً منذ التعويم المحوري الأول في الألفية الثالثة، تحديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، جعل حلم "الراحة المادية" بمعنى أبسط درجات الوفرة، بعيد المنال. هذا البعد في المنال أسهم في تدفق تعليقات المصريين، لا سيما البسطاء حول المبالغ المسروقة. بين حوقلة مستنكرة أن يمتلك أحدهم هذا المبلغ، وبسملة مستترة كناية عن الدعاء لصاحب المال باستمرار الثراء وأيضاً رد المسروقات، وتساؤلات من قبيل "من أين لها هذا؟" دون شرط النظر إلى كمية المشروعات التعليمية الاستثمارية والشراكات الاقتصادية والتوسعات المالية وعدد سنوات العمل والاستثمار، واستنكارات توحي بأن الإبقاء على هذه المبالغ والذهب في البيت "فيه إنّ"، تتواتر اجتهادات البسطاء في شان السرقة. "فيه إنّ" عبارة عبقرية ابتدعها المصريون للتشكيك دون تجريح، وربما لإلقاء الاتهامات دون أدلة أو براهين. ولأن مقياس المصري البسيط ومعياره المحدد لـ"الثروة" يختلف بشدة بين من يعتبر وجود عشرة آلاف جنيه في البيت دليلاً على الثراء، ومن يتعامل مع مبلغ النصف مليون جنيه باعتباره "ثراء فاحشاً"، ومن يؤكد أن المليون هو الحد الأدنى للثراء دون شرط الوعي بـ"ماذا تشتري المليون؟"، يمكن القول إن الحراك الشعبي العنكبوتي الحالي هو نوع من الصراع الطبقي المموه الذي يعكس الفجوة العميقة بين من يملك ومن لا يملك، أو يملك أقل القليل. الثروة والمفهوم الشعبي الصخب الشعبي الحادث جراء مفهوم "الثروة" يُعيد تسليط الضوء على فكرة شعبية، صنعتها أدبيات يسارية، وأسهمت في ترسيخها أعمال درامية، وعمل على استخدامها أداة سياسية ومخدراً موضعياً لآلام الفقر والعوز أنظمة وحكومات سياسية في أزمنة عدة. الفكرة تعتمد على شيطنة رجال وسيدات الأعمال، واعتبار كل من عاش ميسوراً جداً أو نفذ مشروعات ناجحة جداً أو ظهرت عليه علامات الثراء جداً هو بالضرورة "حرامي". هذه الفكرة المريحة للقاعدة العريضة من الفقراء، على اعتبار أن الفقر مفرد من مفردات الشرف، والثراء مفرد من مفردات انعدامه، تعبر عن نفسها بشكل واضح في هذا الحادث. السؤال التالي المثير للحراك، الذي ما زال يبحث عن إجابات منطقية وإن كان قد عثر على كثير من الاجتهادات ذات الألوان السياسية والنكهات الاقتصادية، هو: لماذا يحتفظ أحدهم في بيته، لا في بنك أو مشروع، بمثل هذه المبالغ الضخمة والمعادن النفيسة؟ البسطاء أجابوا بأن هذا يعني قطعاً أن صاحب المال يملك أمثاله أضعافاً مضاعفة في البنوك، وأن هذا هو الفائض الذي قد يحتاجه لشراء البقالة وكسوة الصيف والشتاء، وربما للسفر المفاجئ حال حدوث طارئ سياسي أو عارض اقتصادي. وبين البسطاء من سارع لإخراج الآلات الحاسبة التي أعادها إلى خزاناته بعد ما استخدامه الأخير لها في عامي 2011 و2012. الأجيال الجديدة من البسطاء اعتمدت على تقنية الحسابات على الهواتف المحمولة. عمليات حسابية متناهية الضخامة دارت رحاها لحساب مجموع ما تمت سرقته من أموال وذهب بالجنيه المصري. البحث عن سعر الدولار وقيمة الإسترليني، ثم ضرب الناتج في قيمة المبلغ المسروق، والتنقيب عن سعر كيلوغرام الذهب، ثم ضرب القيمة في 15 وإضافة الناتج للمبلغ المالي، والخروج بنتائج مختلفة، كل على سحب السعر الذي عثر عليه في موقع هنا، أو تقييم الذهب المذكور في مصدر هناك. في نهاية كل عملية حسابية، تدور الأحاديث الشعبية البسيطة حول ما يمكن عمله بهذا المبلغ الطائل: أجوّز البنت (تزويج الابنة)، شراء شقة ثلاث غرف وصالة وحمامين، وربما شراء جاموستين وحمارة في البلد. ومنهم من قال متفكهاً، وربما جاداً أو مختبراً الأجواء، الزواج بأخرى. وهناك من شطحت به الأحلام لمعاش مبكر، والاكتفاء بفوائد المبلغ بعد إيداعه في البنك، أو حدد أولوياته في شقة على بحر إسكندرية وتلفزيون 84 بوصة وغسالة 47 برنامجاً وتكييفات لكل غرفة في البيت بما في ذلك المطبخ والحمام وقائمة الأحلام تستهلك ساعات الليل والنهار. آخر مرة لجأ فيها البسطاء لآلاتهم الحاسبة، كانت بعد أحداث عام 2011، وبدء الاستخدام السياسي حينئذ لمنظومة "الأموال المنهوبة" التي لم تخرج عن إطار القيل والقال. مليارات من الدولارات قيل إن الرئيس السابق الراحل محمد حسين مبارك وابنيه وزوجته نهبوها تراوحت بين 11 و70 و600 مليار دولار، ولم يثبت وجود أي منها، ومن ثمّ استعادة دولار واحد. هذه المليارات التي أشارت إليها صحف غربية، وكتاب مصريون، ومعارضون ثوريون وغيرهم شغلت البسطاء بتقسيم المبلغ على 80 مليون مصري ومصرية (تعداد مصر في عام 2011) تارة، وسداد ديون مصر وتقسيم الباقي على أهلها تارة أخرى. هذه المرة، وفي "سرقة القرن" الخاصة بمسروقات الدجوي، غاص مفكرون ومثقفون إلى ما يختلف عن المسائل الحسابية من ضرب وقسمة. بين تأكيد أن الثقة في المنظومة المصرفية متآكلة بين الكبار (من يملكون الثروات)، وأن هذا يستدعي القلق ويستوجب سرعة التصرف والإصلاح من قبل الحكومة وكبار المسؤولين، لا سيما أن الدجوي على الأرجح ليست سيدة الأعمال الوحيدة التي تحتفظ بمثل هذه المبالغ الطائلة في بيتها، وأن هذا يعني أن مليارات أخرى كثيرة متناثرة في بيوت عديدة، وجزم بأن هذا يعني بالضرورة إن مصدر الأموال غير قانوني ومنبع الذهب غير مشروع، ثم هرولة للربط بين هذا الجزم وبين سابق الموقف السياسي المعارض للنظام، واعتبار التفاصيل تأكيداً على الفساد وبرهاناً على الضياع، يغني كل من المتكهنين على ليلاه. "ليلى" شعور وطني جارف يأمل في إصلاح الأوضاع. وهي ميل سياسي واضح يستثمر في كل حادث وحدث لفرض أيديولوجيا مغايرة أو إثبات توجه سياسي مختلف. وقد تكون "ليلى" كذلك مجرد هبد سياسي على منصات السوشيال ميديا أو رزع شعبوي بحثاً عن زيادة المتابعات وصناعة الترندات. وفي خضم هذا الصخب الكبير على وقع السرقة الكبرى التي أصبح اسمها "سرقة القرن"، يشتعل جدال آخر على خلفية عمل وتخصص نوال الدجوي. إنها السيدة التي ينسب إليها إحدى أنجح تجارب التعليم الخاص في مصر. فهي صاحبة إحدى أوائل مدارس تعليم اللغات في مصر في عام 1985. وكانت وقتها في الـ 21 من العمر. حققت المدرسة نجاحاً مبهراً، لا من حيث عدد الملتحقين فقط، لكن في نوعية التعليم والتربية والضبط الربط في إدارة المدرسة. وانطلقت الدجوي بعدها لتؤسس مشروعات تعليمية عدة، أبرزها حالياً جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب. التعليم على هامش السرقة فتحت السرقة أبواب لا حصر لها من النقاش حول التعليم في مصر. فريق اعتبر هذه المبالغ دليلاً دامغاً على تحوّل جانب معتبر من التعليم في مصر إلى تجارة مربحة لرجال وسيدات الأعمال، دون أن يتواكب ذلك مع جودته. فريق آخر رأى أن المبالغ المسروقة تعني أن الأرباح خيالية وغير منطقية ما يعكس فساداً بالضرورة. وفريق ثالث رأى الأرباح معقولة في ضوء مصروفات الجامعة والمدارس التي تمتلكها، بل مضوا قدماً في حصر عدد الطلاب وقيمة المصروفات السنوية لكل منهم مع إضافة قيمة بنود "التبرعات" و"الإنشاءات" التي يطلب من أولياء الأمور سدادها في كل المدارس الخاصة بعيداً عن أعني القانون لإثبات وجهة نظره. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) فريق رابع من خريجي المدرسة أو أولياء أمور طلاب فيها أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن مصدر أموال الدجوي، وتأكيد أن "ماما نوال" رائدة التعليم وقائدة التربية ولا غبار عليها أو على ثرواتها. وخامس يؤكد أن العبرة بالمحتوى التعليمي، ومستوى خريجي مؤسسات الدجوي يتحدث عن نفسه، وأن "مش أي حد معاه قرشين يبقى حرامي". وسادس ينتفض بأن "القرشين" حين تصبح ربع ملياراً ويزيد تطرح أسئلة تربوية حول ماذا نعلم أطفالنا في المدارس وشبابنا في الجامعات. وسابع يدافع بأن المعلم الجيد والتربوي المحنك ليسا جائعين مشردين يعانيان الأنيميا بالضرورة. وثامن يعيد دفة الجدل التعليمي إلى نقطة البداية حيث التعليم الخاص في مصر، والخط الفاصل بين مساهمته في منظومة التعليم والتنشئة من جهة وبين تحوله إلى بيزنس عالي ومضمون الربحية من جهة أخرى، إضافة إلى سؤال حول الضوابط والتوازنات وغياب المراجعة والمساءلة من قبل الدولة على هذا التعليم، ويستمر الجدل والنقاش على هامش "سرقة القرن". وكالعادة، لا تخلو السرقة من هامش معتبر من السخرية الحادة. مقاطع فيديو وأخرى مصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي يتسابق صناع محتوى في تحميلها على السوشيال ميديا لحافلات ضخمة وطائرات وبواخر وعربات تجرها الحمير تنتظر أسفل نافذة الفيلا ليتم تحميلها بالملايين المسروقة، التي ينقلها عشرات العمال. رسائل موجهة لأولياء الأمور بضرورة سداد عشرة أو عشرين أو 30 ألف جنيه بقية الرسوم المدرسية لضمان دخول الابن الامتحان، وأمامها صورة لأموال ومجوهرات مذيلة بـ"مغارة علي بابا". وبينما تستمر التحقيقات، وتتضح حقائق مذهلة حيث خلافات الميراث، وتوجيهها اتهام لأحد أحفادها بالضلوع في السرقة، وحديث عن وصية مغلقة قد تغير موازين القضية، ينصب اهتمام المصريين على العمليات الحسابية، والتساؤلات المنطقية وكذلك غير المنطقية عن أصل الثروة، والبحث في منظومة التعليم والتربية، وإن كان "باب النجار مخلع" أم أن المسألة أكبر من مجرد باب مخلوع.