logo
مستشفى للحيوانات البرية في تايلاند ومؤسسه: هواية خرجت عن السيطرة

مستشفى للحيوانات البرية في تايلاند ومؤسسه: هواية خرجت عن السيطرة

Independent عربية٢٠-٠٧-٢٠٢٥
في المستشفى البيطري الوحيد في تايلاند الذي تديره منظمة غير حكومية، يلجأ الفريق الطبي أحياناً إلى ارتجال الحلول لمعالجة الحيوانات المريضة التي تمتد من القرود إلى الفيلة.
تشرح الطبيبة البيطرية سيريبورن تيبول "إذا لم نتمكن من العثور على المعدات المناسبة، نضطر إلى استخدام تلك المتوافرة لدينا أصلاً، أو تعديلها وفقاً للمواصفاًت اللازمة".
وتستشهد بمنظار حنجرة مصمم للقطط والكلاب، أضافت إليه مقبضاً أطول لكي يصبح ملائماً للنمور والدببة.
حال يرثى لها
يستقبل مركز الرعاية الذي افتتحته مؤسسة أصدقاء الحياة البرية في تايلاند "ويفت" أخيراً في مقاطعة فيتشابوري، جنوب غربي العاصمة بانكوك، عشرات الحيوانات كل شهر.
ولا يتعدى وزن بعض هذه الحيوانات 100 غرام كسنجاب السكر (المعروف أيضاً بالسنجاب الطائر)، وهو جرابي صغير يربى كحيوان أليف.
في غرفة العمليات، يجري متخصصون جراحة لقرد مكاك ذي ذيل خنزير يبلغ ست سنوات، أنقذ من موقع كان يستخدم فيه لحصاد جوز الهند.
وتستغل مزارع جوز الهند في جنوب البلاد آلاف القرود لتسلق الأشجار وقطف هذه الثمار التي تعد من الفاكهة المفضلة لدى السياح الذين يزورون تايلاند. وقد استنكرت منظمة "ويفت" الوحشية التي تعامل بها القرود في هذه المزارع، إذ تكون تلك التي يتم إنقاذها منها في حال يرثى لها.
هواية خارج السيطرة
خلال الإجراءات الصحية التي تشمل أخذ عينات دم وفحصها بالأشعة السينية، قطع الفريق البيطري الطوق المعدني الذي كان يبقي القرد يونغ مربوطاً بسلسلة.
قبل انضمامه إلى أقرانه، خضع القرد أيضاً لعملية قطع القناة الدافقة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويروي إدوين ويك الذي أسس "ويفت" عام 2001 بقردين وحيوان جيبون، أن المستشفى افتتح في مطلع يوليو (تموز) ليحل محل العيادة "الصغيرة" التي كانت المنظمة غير الحكومية تديرها. واليوم، يغطي الموقع الذي يديره 120 هكتاراً و60 نوعاً. ويعلق قائلاً "لقد خرجت هوايتي عن السيطرة".
وينكب مقدمو الرعاية على اتباع جدول أعمالهم اليومي الذي يشمل تنظيف جرح في ذيل فيل، وفحص فيل آخر للكشف عن إعتام عدسة العين، وعلاج دب شمس يعاني مشكلات جلدية.
ويرعى مركز "ويفت" أكثر من 900 حيوان، ونظراً إلى التدفق المنتظم للحالات الطارئة، برزت "حاجة ماسة إلى موقع أكبر، وغرف عمليات أكثر، وغرفة علاج".
يواظب هذا الناشط الهولندي الأصل في مجال حقوق الحيوان على المطالبة منذ مدة طويلة بحماية الحياة البرية في تايلاند التي تشكل مركزاً لتهريب الحيوانات، مما أدى إلى ملاحقته قانونياً، وإلى توترات مع السلطات في الماضي.
لكن الحكومة بدأت تستشيره في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بقضايا الحياة البرية. وكذلك فتح ملجأه للحيوانات التي تصادرها الجهات الحكومية.
استغلال وتشرد
يقول مدير إدارة حماية الحياة البرية في هيئة المتنزهات الوطنية والحياة البرية في تايلاند تشاليرم بوماي "في كثير من الحالات، عندما يعثر على حيوانات برية، من الفيلة إلى النمور وقرود المكاك، مصابة ومشردة، ننسق مع منظمة (ويفت) التي تقدم المساعدة في إعادة التأهيل والرعاية البيطرية".
وتركز إحدى حملات "ويفت" الجارية على القرود المستغلة في مزارع جوز الهند.
ويوضح إدوين ويك أن "هذه الحيوانات تؤخذ في الواقع بصورة غير قانونية من البرية. ولهذا طبعاً تأثير سلبي كبير على بقاء هذا النوع".
وتعمل منظمة "ويفت" مع السلطات وقطاع جوز الهند ومصدرين لتشجيع المزارعين على الكف عن استخدام قرود المكاك، وزراعة أشجار أقصر يكون قطف ثمارها أسهل.
وينبغي كذلك تعزيز المستشفى الجديد. وتأمل الطبيبة البيطرية سيريبورن في توفير وحدة أشعة متنقلة وجهاز خاص لتحليل الدم.
ويطمح إدوين ويك إلى إقامة مختبر يتيح تتبع أصل الحيوانات المأسورة والمتاجرين بها.
ويلاحظ أن "القوانين موجودة، لكن إنفاذها غائب"، مؤكداً أن استخدام هذه الأداة "يتيح القضاء تماماً على مهربي الحيوانات البرية".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انعدام اللقاحات يهدد حياة ملايين الأطفال في السودان
انعدام اللقاحات يهدد حياة ملايين الأطفال في السودان

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

انعدام اللقاحات يهدد حياة ملايين الأطفال في السودان

مع تصاعد العنف في السودان جراء الحرب تزداد أوضاع الأطفال الصحية سوءاً، مما يتطلب التدخل العاجل لإنقاذ الموقف، خصوصاً بعدما باتت حياة الملايين في خطر بسبب انتشار الأمراض والنقص الحاد في الغذاء والدواء. وإلى ما سبق من معاناة، يشكل تراجع معدلات تطعيم الأطفال في السودان خطراً يهدد حياة الملايين منهم، إذ انخفضت مستويات التطعيم إلى أدنى مستوياتها منذ 40 عاماً، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، ومنظمة الصحة العالمية، ولم يتلق 880 ألف طفل سوداني، بما يعادل أكثر من نصف الرضع في البلاد، الجرعة الأولى من لقاحات التيتانوس (الكزاز) والسعال الديكي والخناق التي كان مقرر تلقيها في العام الماضي. تعجز وزارة الصحة عن توفير اللقاحات بحجة إغلاق الطرق وتصاعد المعارك (اندبندنت عربية - حسن حامد) انعدام اللقاحات تشكو أفراح طارق التي فرت مع أسرتها من منطقة هبيلا في ولاية جنوب كردفان إلى مدينة الدلنج، من عدم تلقي طفلها الرضيع اللقاح الدوري المقرر له في عمر الأشهر الستة، وعلى رغم التنقل بين مستشفيات ومراكز صحية عدة، لكن رحلتها كانت بلا فائدة نظراً إلى عدم وجود اللقاحات الضرورية. وأوضحت طارق أن "عشرات الأمهات يعانين في سبيل الحصول على جرعات تطعيم للأطفال الرضع من دون جدوى، في وقت تعجز وزارة الصحة عن توفير اللقاحات بحجة إغلاق الطرق وتصاعد المعارك في الإقليم، مما يعرض اليافعين إلى خطر الموت"، ونوهت النازحة السودانية إلى أن "تكدس مئات الأطفال في مراكز الإيواء أدى إلى ظهور مشكلات صحية كثيرة، فضلاً عن تفشي الأوبئة وانعدام الأدوية، كما أن نسبة كبيرة من الأطفال في حاجة إلى إجراء فحوص طبية بصورة دورية وتقديم العلاجات المطلوبة". أمراض ومخاوف وقالت عبير نور الدائم التي تقيم في معسكر داخل منطقة طويلة شمال دارفور، "عدم حصول الأطفال على لقاحات السعال الديكي والتيتانوس (الكزاز) في المواعيد الدورية المحددة أسهم في ظهور مضاعفات صحية"، وأوضحت أن "الأطفال يعانون مشكلات صحية عدة خصوصاً ازدياد سرعة التنفس عن المعتاد والغثيان والقيء، وكذلك الإسهالات والحمى الشديدة، والعاملون الصحيون يؤكدون أنها بسبب عدم توافر اللقاحات"، وأشارت، أيضاً، إلى أن "انعدام لقاح شلل الأطفال فاقم الأوضاع في مراكز الإيواء، وتسبب بذعر واسع لدى الأسر وسط مخاوف من إصابة مئات اليافعين بالفيروس، والتعرض لخطر الشلل، خصوصاً في ظل وجود تجمعات وازدحام في معسكرات النزوح". تحذيرات أممية وسط هذه الأجواء، حذرت "اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية، في بيان، من تعرض أطفال السودان لخطر الأمراض المميتة، وأوضح البيان أن "880 ألفاً في الأقل، بما يعادل أكثر من نصف الرضع، لم يتلقوا الجرعة الأولى من لقاحات التيتانوس (الكزاز) والسعال الديكي والخناق، التي كان مقرر تلقيها في العام الماضي"، وشدد البيان على أن السودان يسجل الآن أدنى تغطية بلقاح السعال الديكي في العالم، فضلاً عن انخفاض تغطية اللقاح الثلاثي من 94 في المئة عام 2022 إلى 48 في المئة العام الماضي، ويعد ذلك أدنى تغطية في السودان منذ عام 1987. وأضاف البيان أن "هذا الانخفاض أدى إلى تفشي شلل الأطفال والحصبة وأمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) جهود حكومية في غضون ذلك، بدأت وزارة الصحة السودانية، بالتضامن مع "اليونيسيف"، العمل المكثف لمجابهة الأزمة، وأوضحت مديرة إدارة صحة الأم والطفل أسمهان الخير خلال ورشة عمل التدريب القياسي على استراتيجية العلاج المتكامل للأطفال أقل من خمس سنوات، أن "استراتيجية العلاج المتكامل للأطفال أقل من عمر خمس سنوات مهمة لأنها تقلل من الأمراض وحالات الوفاة، مع التدخلات الأخرى مثل التحصين والتغذية، وتؤدي إلى التحسين المستمر لخدمات العلاج المتكامل، فضلاً عن تحقيق العدالة في توزيع الخدمات". ونوه مدير البرنامج القومي لصحة الطفل قصي محمد عثمان إلى أن "الورشة تأتي ضمن مشروع المساعدة الصحية والاستجابة الممول من البنك الدولي عبر اليونيسيف تحسيناً للنظام الصحي، وتستند إلى أحدث توصيات منظمة الصحة العالمية للمعالجة القياسية لأمراض الأطفال أقل من خمس سنوات". تفشي الحصبة في إقليم دارفور الذي يشهد تصاعد المعارك وتفاقم الأوضاع الإنسانية، ارتفعت حالات الإصابة بمرض الحصبة إلى مستويات مقلقة نتيجة إصابة آلاف الأطفال وسط ضعف حملات التحصين الروتينية. وطالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بضرورة قيام حملات تطعيم شاملة بصورة عاجلة في جميع أنحاء دارفور، منوهة بأن التأخير في الاستجابة قد يؤدي إلى مزيد من الوفيات وانتشار الأمراض المعدية الأخرى. وقالت المنسقة الطبية للمنظمة في وسط دارفور سيسيليا غريكو، إن "فرق أطباء المنظمة عالجت نحو 10 آلاف مصاب بالمرض بينهم 35 حالة وفاة". من جهته، رأى الطبيب السوداني المتخصص في مكافحة العدوى نعمان الصاوي أن "الحصبة عدوى فيروسية حادة، يمكن أن تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر، وقد تكون عواقبها على الأطفال الصغار وخيمة، إذ إنهم أكثر عرضة للإصابة بها نظراً إلى عدم اكتمال نمو جهازهم المناعي، وكذلك عدم تلقيهم اللقاحات الكافية، لكنها قد تشكل خطراً كبيراً أيضاً على البالغين"، وطالب الصاوي بضرورة تنفيذ حملات تطعيم عاجلة في مراكز إيواء النازحين بولايات السودان خصوصاً بعد ظهور عدد من الحالات في مدن ومناطق عدة، لافتاً إلى أن "التحصين باللقاح فعال ويحمي نحو 99 في المئة من الملقحين، ويؤدي ذلك في العادة إلى مناعة مدى الحياة لذلك يجب عدم إهماله"، وأبدى المتخصص في مكافحة العدوى تخوفه "من ظهور حالات الحصبة وشلل الأطفال في ولايات دارفور التي يصعب الوصول إليها في ظل تصاعد وتيرة المعارك لتقديم الخدمات الصحية"، وبين أن "الوضع لا يزال مطمئناً والإصابة لم تنتقل بعد إلى كبار السن، ومحصورة حتى الآن وسط الصغار، والحصبة قد تكون مميتة للكبار لأنها تسبب لهم التهابات في الدماغ والجهاز التنفسي".

حتى الموت في غزة "جائع"
حتى الموت في غزة "جائع"

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

حتى الموت في غزة "جائع"

في الـ24 ساعة الماضية قضم الجوع في غزة أجساد السكان المتعبة، وتسبب بحالات موت جماعي، بحسب وزارة الصحة التي أفادت أن 19 جائعاً فارقوا الحياة في المدينة المحاصرة، جميعهم نتيجة الحرمان من الطعام. في الواقع، هذه أول مرة منذ بداية حرب غزة التي يموت فيها كل هذا العدد في يوم واحد نتيجة الجوع، فعلى مدار 21 شهراً من القتال والحصار وتقييد دخول المساعدات الغذائية توفي 86 شخصاً فقط بسبب عدم توفر الطعام. الخوف من الجوع ينتشر بين الغزيين، فخلال يومين فقط تغير الوضع الإنساني في القطاع كثيراً، وبات عدم توفر الطعام شبحاً عاتياً. يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة "الغزيون على أعتاب الموت الجماعي، سجلنا أول حادثة موت جماعي، بعدما فارق الحياة 19 شخصاً في يوم واحد، والأيام المقبلة تحمل مؤشرات حول تسجيل وفيات جماعية أخرى بسبب الجوع". ويضيف الثوابتة "منذ 142 يوماً لا يدخل غزة أي طعام، أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت إمدادات الغذاء، اليوم يواجه القطاع مجاعة هي الأشد منذ بدء الحرب، وهذه المجاعة تشمل جميع السكان في جميع المناطق". المجاعة الثالثة يعيش سكان غزة حالياً المجاعة الثالثة في 21 شهراً، الأولى كانت تقتصر على شمال القطاع واستمرت 60 يوماً فحسب، أما الثانية فكانت في النصف الجنوبي واستغرقت نحو 50 يوماً، بينما المجاعة الحالية تشمل جميع سكان غزة في كل القطاع، وهي مستمرة منذ 142 يوماً. نتيجة المجاعات الثلاث توفي بسببها بالمجمل 105 غزيين، في الأولى مات نحو 35 شخصاً، وفي الثانية فارق الحياة قرابة 21 فرداً، وفي الثالثة مات 49 جائعاً بينهم 19 سقطوا في يوم واحد. هؤلاء الضحايا الجائعون ليسوا وحدهم من فارق الحياة بسبب الجوع، إذ ينضم إليهم قائمة طويلة من الجائعين الذين ماتوا وهم ينتظرون وصول المساعدات قرب الدبابات والقناصة الإسرائيليين ونيران الاشتباكات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في المجاعة الحالية قتل 1005 جائعين وهم ينتظرون الغذاء، وفي نفس اليوم الذي مات فيه 19 جائعاً، سقط إلى جانبهم 99 آخرون كانوا على بعد خطوة من الحصول على المساعدات الغذائية، ولكن الجيش الإسرائيلي قتلهم أثناء انتظار الطعام. من المؤكد أن هذه الأرقام مخيفة، وتكشف عن أن الجوع في غزة وصل إلى نحو غير مسبوق من التدهور، حيث يعيش ثلث الغزيين لأيام متتالية (تصل إلى ثلاثة أيام تباعاً) من دون طعام، وثلث آخر يعيشون على وجبة واحدة كل يومين، والثلث الأخير يأكل مرة واحدة في النهار فقط. يقول أستاذ التغذية منذر الشنطي "على مقياس سوء التغذية الحاد، فإن انتشار سوء التغذية وصل إلى المرحلة الخامسة، وهي حرج للغاية". هذه أول مرة منذ بداية الحرب يموت فيها كل هذا العدد في يوم واحد نتيجة الجوع (أ ف ب) في الأمم المتحدة ثمة مقياس يعرف بـ"IPC"، من خلاله يتم تحديد مدى انتشار سوء التغذية في بلد ما، وهو من خمس مراحل تصاعدية الشدة: الأولى مقبول، تليها منذر، ثم خطر، والرابعة حرج، والأخيرة حرج للغاية. وعند استخدام هذا المعيار في غزة فإن سوء التغذية يبقى في المرحلة الأخيرة. للمرة الأولى يقترب برنامج الأغذية العالمي من إعلان غزة منطقة مجاعة. يقول كبير الاقتصاديين في الأمم المتحدة عارف حسين، "يواجه الغزيون سوء التغذية على نطاق واسع، وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء". ويضيف "نقول إن هناك مجاعة عندما تجتمع ثلاثة شروط في منطقة جغرافية محددة، كلها تحققت في غزة: أولاً، 20 في المئة من السكان يواجهون مستويات شديدة من الجوع، و30 في المئة من الأطفال يعانون الهزال والنحافة، كما بلغت الوفيات حالة لكل 100 ألف نسمة يومياً". عملياً صار الغزيون يسقطون في الشوارع من شدة الجوع. يقول مدير عام وزارة الصحة في القطاع منير البرش "الطواقم الطبية والإعلامية في غزة تعاني الجوع الحاد، الأطباء والممرضون والصحافيون وعامة الشعب يتعرضون للإغماء بسبب سوء التغذية، البحث عن الطعام في قطاع غزة بات مميتاً كالقصف". ماذا يقول الغزيون؟ تجلس شهد تحت بقايا شجرة تنقب في الرمال عن أي شيء تأكله. تقول "المجاعة تفشت، لا أجد ما أسد به جوع أبنائي، تناولنا الطعام أول أمس بعد العصر، حين حصل ابني على وعاء فيه عدس من تكية بعيدة من مخيمنا، ومنذ ذلك الحين لم يدخل أفواهنا أي أكل". أما أسعد فيقول "في الصباح سقيت كل واحد من أسرتي ماء ممزوجاً بالملح، كي لا تتعفن معداتهم من قلة الطعام، وكي أحافظ على توازنهم في ظل غياب الغذاء". ولم يوقد راغب ناراً منذ ثلاثة أيام، يتمنى أن تسمح إسرائيل بإدخال أي طعام يسد الجوع، ويقول إنه في الصباح خارت قواه فشرب ماء وملحاً، ولم يعد يقوى على الوقوف. منذ 142 يوماً لا يدخل غزة أي طعام، أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت إمدادات الغذاء (أ ف ب)​​​​​​​ الطفل ريان محظوظ لأنه يحصل يومياً على ربع رغيف خبز، لكنه يشكي قائلاً "أبي يعطيني إياه، توسلت إليه كثيراً لأحصل على نصف رغيف فرفض، أعرف أن أسعار بعض ما يتوفر من الطحين وغيره من المواد الأساسية جنونية لا يقدر عليها أحد، حتى لو كان أغنى الأغنياء". بلغ سعر كيس الدقيق وزن 25 كيلوغراماً 2500 شيكل إسرائيلي (أي 745 دولاراً)، ولأسرة مكونة من خمسة أفراد فإن هذا الطحين يكفي لمدة خمسة أيام فقط. يقول منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية غسان عليان، إن "إسرائيل تعمل على السماح بإدخال المساعدات إلى غزة"، لكن برنامج الأغذية العالمي يؤكد أن أزمة الجوع بلغت مستوى جديداً من اليأس. أما السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، فتؤكد أن "الرئيس لم تعجبه التقارير الواردة في الأيام الأخيرة عن الجوع في غزة، ترمب يريد توزيع المساعدات بطريقة سلمية تضمن عدم إزهاق مزيد من الأرواح". اتفق الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على تحسين الحال الإنسانية، لكن المجاعة ستتصاعد في القطاع المحاصر وتصل إلى الذروة إذ لم تلتزم تل أبيب بهذا الاتفاق. يقول المتحدث باسم الاتحاد شادي عثمان "حتى اللحظة لا يوجد أي جديد حول اتفاق إدخال المساعدات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل". ويضيف "اتفاق تزويد الغزيين بالغذاء غير مرتبط بمفاوضات التهدئة، وصراحة الاتحاد الأوروبي لا يعلم متى سيكون هناك تطبيق فعلي، لقد تحدثوا عن أيام".

"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة
"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أمس الأحد، إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على الحركة في غزة، وذلك بعد أن قررت "دعم توسيع نطاق المساعدات لمدة أسبوع". وأضاف فليتشر في بيان، أن التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات من المعابر تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة. وقال "هذا تقدم، لكن هناك حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية". مستويات جوع تنذر بالخطر يأتي ذلك بينما حذرت منظمة الصحة العالمية ، أمس الأحد، من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بكثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان، "يشهد قطاع غزة حالاً من سوء التغذية الخطر الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات خلال يوليو (تموز)". وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 74 حالة وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، وقعت 63 حالة في يوليو، من بينها 24 طفلاً دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره على خمس سنوات، و38 بالغاً. وتابعت "أعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية، أو توفوا بُعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد". وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل. أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح". طفل من كل 5 دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية الحاد نقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن ما يقرب من طفل من كل خمسة دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد. وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر و59 شهراً ويعانون سوء التغذية الحاد قد تضاعفت ثلاث مرات منذ يونيو (حزيران) الماضي في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضرراً في القطاع الفلسطيني. وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر. ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظراً إلى القيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول، والتي تمنع كثيراً من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية". وأكدت المنظمة أنه "يجب أن يظل هذا التدفق مستمراً ومن دون عوائق لدعم التعافي ومنع مزيد من التدهور". وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو العلاج من سوء التغذية، وكان 18 في المئة منهم يعانون الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد. وفي يونيو، تم علاج 6500 طفل من سوء التغذية، وهو أعلى عدد منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي يوليو، تم إدخال 73 طفلاً آخرين إلى المستشفى يعانون سوء التغذية الحاد الشديد ومضاعفات طبية، مقارنة بـ39 طفلاً في الشهر السابق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الزيادة في الحالات تثقل كاهل مراكز علاج سوء التغذية الأربعة المتخصصة". أما بالنسبة إلى النساء الحوامل والمرضعات، فإن أكثر من 40 في المئة منهن يعانين من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات صادرة عن "مجموعة التغذية العالمية" نقلتها منظمة الصحة العالمية. وأضافت المنظمة، "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضاً البحث اليائس عن الطعام. تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالباً في ظروف خطرة وتسودها الفوضى". الإسراع بالموافقة على دخول الشاحنات من ناحية أخرى قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي، أمس الأحد، إن البرنامج التابع للأمم المتحدة في حاجة إلى موافقة إسرائيل سريعاً على تحرك شاحناته إلى غزة ليستفيد من الهدن الإنسانية في القتال التي أعلنت عنها إسرائيل. وفي مواجهة تنديد عالمي متزايد مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن مجاعة تستشري على نطاق واسع في غزة، قالت إسرائيل أمس إنها ستوقف العمليات العسكرية لـ10 ساعات يومياً في أجزاء من القطاع وستسمح بممرات جديدة للمساعدات. وقال مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث، لـ"رويترز" أمس، "لا نحتاج إلى مجرد كلام، وإنما إلى أفعال هناك. نحن في حاجة إلى الحصول على تصاريح وموافقات سريعة حقاً. إذا كانت الهدن ستستمر 10 ساعات، فلن نتمكن من الاستفادة من فترات التوقف (في القتال) هذه". ولم ترد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تنسيق المساعدات العسكرية الإسرائيلية، بعد على طلب للتعليق. ومنذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً على غزة في 19 مايو (أيار) االماضي وسمحت للعملية الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة باستئناف عمليات التسليم المحدودة للمساعدات، كانت الشكوى الرئيسة للمنظمة الدولية هي تأخر إسرائيل طويلاً في السماح للقوافل بمغادرة نقاط العبور لنقل المساعدات إلى المستودعات ونقاط التوزيع داخل غزة. نهب المساعدات... سلمياً أو بالقوة تظهر بيانات الأمم المتحدة أن أقل من ثمانية في المئة فقط من أصل 1718 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وصلت إلى وجهتها داخل غزة خلال الأسابيع الـ10 تقريباً منذ أن رفعت إسرائيل حصارها. أما النسبة المتبقية فتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنها نهبت "إما سلمياً من قبل الجائعين أو بالقوة من قبل جهات مسلحة في أثناء العبور". وتطلب إسرائيل من الأمم المتحدة وكيانات أخرى تفريغ مساعداتها عند المعبر ثم إرسال شاحنات من داخل غزة لجمع تلك الإمدادات ونقلها في أنحاء القطاع الذي مزقته الحرب، حيث لا يزال هناك نحو 2.1 مليون شخص. وقال سميث، "يستطيع الجميع رؤيتها (الشاحنات) وهي تدخل، فيعلم الناس أن الطعام على وشك التحميل، فيبدأون بالانتظار والتزاحم"، مضيفاً أن بعض القوافل قد تنتظر حتى 20 ساعة قبل أن تمنحها إسرائيل الضوء الأخضر لدخول غزة. وأضاف، "إذا توقفت (الشاحنات) هناك 10 ساعات، للتحميل والانتظار، فسيكون لديك عندها 10 آلاف شخص يتزاحمون في الخارج". وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل غزة، وتقول إنها تسمح بدخول مساعدات غذائية كافية إلى القطاع، حيث تخوض حرباً مع حركة "حماس" منذ ما يقرب من 22 شهراً. وتتهم "حماس" بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. وتقول الأمم المتحدة إنها لم تر أدلة على تحويل "حماس" مسار المساعدات بشكل جماعي في غزة. وقال مصدر أردني رسمي، إن الأردن والإمارات أسقطتا 25 طناً من المساعدات بالمظلات على قطاع غزة، أمس الأحد، في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر، مضيفاً أن عمليات إنزال من هذا القبيل ليست بديلاً عن التسليم البري. وقال سميث، إن إسقاط المساعدات جواً أمر "رمزي تماماً في أحسن الأحوال". واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، عندما شن مقاتلو حماس هجوماً مباغتاً على بلدات إسرائيلية تحيط بالقطاع، تشير بيانات إسرائيلية إلى أنه أفضى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى القطاع. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن نحو 60 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ ذلك الحين في العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. مؤتمر بشأن إسرائيل والفلسطينيين وسط هذه الأجواء، يجتمع عشرات الوزراء في الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، لحضور مؤتمرٍ مؤجَل يهدف إلى دفع الجهود نحو التوصل إلى حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل أعلنتا مقاطعتهما للمؤتمر. ويهدف المؤتمر إلى وضع معايير واضحة لخريطة طريقٍ تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، مع ضمان أمن إسرائيل. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في حديث لصحيفة "لا تريبيون ديمانش" نُشر أمس إنه سيستغل المؤتمر لحث دول أخرى على الانضمام إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لن تحضر المؤتمر في الأمم المتحدة، واصفاً إياه بأنه "هدية لحماس، التي تواصل رفض مقترحات وقف إطلاق النار التي قبلتها إسرائيل، والتي من شأنها أن تفضي إلى إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الهدوء في غزة". وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن صوّتت ضد دعوة الجمعية العامة العام الماضي لعقد المؤتمر، وأنها "لن تدعم أي إجراءات تُقوّض آفاق التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للصراع". من جهته قال جوناثان هارونوف المتحدث الدولي باسم بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل لن تشارك في المؤتمر "الذي لا يتناول أولاً، وبشكل عاجل، مسألة إدانة حماس وإعادة جميع الرهائن المتبقين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store