logo
المُحادثات الأميركية-الإيرانية: تفاؤل واقعي أم تكتيكي؟

المُحادثات الأميركية-الإيرانية: تفاؤل واقعي أم تكتيكي؟

النشرة١٤-٠٤-٢٠٢٥

لم يكُن إعلان إيران، الأحد، أن مُحادثاتها المُقبلة مع الولايات المُتحدة، المُقرر إجراؤها نهاية الأسبوع المقبل، ستبقى "غير مباشرة" أي بوساطة عُمانية، و"ستُركز حصرا على الملف النووي ورفع العُقوبات"، الإشارة الإيجابية الوحيدة، في شـأن مُحادثات البرنامج النووي الإيراني التي وصفت بأنها "بناءة". ولكن هل هذا التفاؤُل الإيراني بالتلميح هو واقعي أم تكتيكي؟.
فرئيس الوفد الإيراني، أي وزير الخارجية عباس عراقجي، ديبلوماسي مُتمرس. وهو–إلى ذلك، أحد مُهندسي الاتفاق النووي الإيراني في 2015. وفي هذا الإطار أعلن عراقجي أن "إيران تسعى إلى اتفاق عادل" مع الولايات المُتحدة خلال المُحادثات النووية.
وستُعقد جولة أُخرى من المحادثات بين واشنطن وطهران، السبت 19 نيسان الجاري، بعد مُحادثات السبت الماضي.
وفي هذا الإطار، قال الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، في مُقابلة مع التلفزيون الرسمي: "ستظل المُفاوضات غير مُباشرة. وستبقى عُمان الوسيط، ولكننا نُناقش مكان المُفاوضات المُقبلة". وأكد أن المُحادثات ستُركز فقط على "الملف النووي ورفع العُقوبات".
ووسط الاجواء التفاؤلية، يرى مُحللون، أن الولايات المُتحدة ستسعى جاهدة إلى إدراج برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، إلى جانب دعم طهران لـ "محور المُقاومة" على جدول الأعمال.
غير أن طهران، أكدت أنها ستُناقش فقط برنامجها النووي.
إنها المُحادثات الأعلى مُستوى في هذا الشأن، مُنذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال ولايته الأُولى، في العام 2018، من الاتفاق الدولي في شأن البرنامج النووي الإيراني، المُبرم في العام 2015 بين إيران والقوى الكُبرى، في مُقابل رفع العُقوبات عنها.
وانسحب التفاؤل أيضا على ترامب، إذ عندما سُئل عن المُحادثات، قال للصحافيين في الطائرة الرئاسية: "أعتقد أنها تسير على ما يرام. لا شيء يهم حتى يتم إنجازه".
وتوازيا، وصف البيت الأبيض المُحادثات بأنها "خُطوة الى الأمام".
ولكن المُحادثات المُقبلة أيضا لن تكون مُباشرة، كما ابتغاها الأميركيون "وجها لوجه"، بل ستبقى بوساطة عُمانية.
إلا أن المُفاوضين، تحادثوا السبت الماضي في شكل مُباشر ولو لـ "بضع دقائق". وقد وصفت طهران تلك المُحادثات، بأنها عُقدت "في أجواء بناءة يسودها الاحترام المُتبادل".
وهذا ما أكده بدوره وزير الخارجية العُمانية، الذي قال إن المُناقشات جرت في "جو ودي" مُشيرا إلى أن الهدف منها إبرام "اتفاق عادل ومُلزم".
ولا بُد من الإشارة إلى أن المُحادثات ، تأتي بين فريقين لا تربطهما علاقات ديبلوماسية منذ عُقود، عقب تهديدات مُتكررة بشن عمل عسكري من جانب الولايات المُتحدة و"إسرائيل" على الجُمهورية الإسلامية.
وتسعى إيران التي أضعفت حربان خاضتهما "إسرائيل" في قطاع غزة ولبنان، حليفين رئيسيين لها هما حركة "حماس" و"حزب الله"، إلى تخفيف وطأة العُقوبات المفروضة عليها مُنذ سنوات طويلة والتي تخنق اقتصادها.
وفي المُقابل تسعى الولايات المتحدة، ومعها حليفتها "إِسرائيل"، عدوة طهران "اللدودة"، إلى الحؤول دون اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي.
تفاؤل في الإعلام
وأمس الأحد، رحبت وسائل الإعلام الإيرانية، على نطاق واسع، بالمُحادثات "النادرة".
واعتبرتها "نقطة تحول حاسمة" في العلاقات بين الخصمين اللدودين.
فقد أشادت صحيفة "جافان" الإيرانية المُحافظة، في الولايات المُتحدة، "لعدم سعيها إلى توسيع نطاق المُفاوضات لتشمل قضايا غير نووية".
ووصفت صحيفة "إيران" الحُكومية المُناقشات بأنها "بناءة ومُحترمة"، نقلا عن عراقجي.
ورأت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن المُحادثات تُشكل "نقطة تحول حاسمة" في العلاقات الإيرانية-الأميركية.
ولكن صحيفة "كيهان" المُتشددة، أعربت عن شكوكها في الأيام التي سبقت المُحادثات، وكذلك عن أسفها لعدم امتلاك إيران "خطة بديلة" في ظل "غياب أي احتمال واضح للتوصُل إلى اتفاق مع دونالد ترامب". ومع ذلك، أشادت الصحيفة بعدم طرح الجانب الأميركي، خلال المُناقشات، مسألة "تفكيك المُنشآت النووية" و"احتمال شن هُجوم عسكري".
تصاعد النبرة
لقد جاءت الأجواء التفاؤلية، لتُبدد صاعد النبرة، الخميس الماضي، بين طهران وواشنطن، قبل مُحادثات السبت 12 نيسان.
فقد لوحت الجُمهورية الإسلامية بـ "إجراءات رادعة"، إذا تواصلت التهديدات في حقها، بعدما حذر الرئيس ترامب، من عمل عسكري، إذا لم يتم التوصُل إلى اتفاق.
وحذّر مُستشار للمُرشد الأعلى للجُمهورية الإسلامية، علي خامنئي، من أن طهران قد تصل إلى حد "طرد" مُفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تواصلت التهديدات ضدها.
وكتب علي شمخاني على منصة "إكس"، إن "تواصُل التهديدات الخارجية، ووضع إيران في حال هُجوم عسكري، قد يؤديان إلى اتخاذ إجراءات رادعة، مثل طرد مُفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقف التعاون معها".
وتعليقا على هذا الموقف، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن طرد طهران مُفتشي الوكالة التابعة للأُمم المُتحدة، "سيُشكل تصعيدا وخطأ في الحسابات من جانب إيران". ورأت أن "التهديد بمثل هذا العمل لا ينسجم بالطبع مع تأكيدات إيران في شأن برنامجها النووي السلمي".
وفي رد على سؤال عن خيار العمل العسكري، قال ترامب: "إذا لزم الأمر، تماما".
أضاف: "إذا تطلب الأمر تدخُلا عسكريا، فسيكون ثمة تدخل عسكري. وإسرائيل بطبيعة الحال ستكون مُشاركة بقُوة في ذلك، وفي مركز القيادة".
وسادت تكهُنات واسعة النطاق، بأن إسرائيل قد تُهاجم، رُبما بمُساعدة الولايات المُتحدة، مُنشآت إيرانية، إذا لم يتم التوصُل إلى اتفاق جديد.
بين هبة تفاؤل باردة، وهبات مُزمنة، تبقى الأُمور مُراوحة بين الواقعية والتكتيك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب الكتائب :  لبنان لا يستطيع أن يبقى محط أنظار المجتمع الدولي إلى الأبد
نائب الكتائب :  لبنان لا يستطيع أن يبقى محط أنظار المجتمع الدولي إلى الأبد

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 4 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

نائب الكتائب : لبنان لا يستطيع أن يبقى محط أنظار المجتمع الدولي إلى الأبد

أكّد عضو كتلة الكتائب النائب إلياس حنكش أنّ زيارة واشنطن تم التطرّق خلالها إلى كلمة رئيس الجمهورية، التي شدّد فيها على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، من خلال تسليم السلاح من قبل المخيمات الفلسطينية وحزب الله، والأهم أنه تم وضع جدول زمني لتسليم سلاح المخيمات الفلسطينية. وفي حديث لصوت لبنان قال حنكش: "كانت هناك كلمة لمورغان أورتاغوس من قطر، حدّدت فيها وبالتفصيل أولويات الإصلاح الاقتصادي وحصر السلاح. فالجميع يعلم أن الإدارة الأميركية وضعت هذا ضمن أولوياتها، لكن المغزى الأساسي هو في تطبيق لبنان لهذه القرارات. المنطقة وُضعت على مسار معيّن، وعلى لبنان أن يواكب هذا المسار." وأضاف: "اليوم هناك اهتمام دولي بلبنان، لكنه محدود زمنياً، ولبنان لا يستطيع أن يبقى محط أنظار المجتمع الدولي إلى الأبد وعلى اللبنانيين أن يسلكوا هذا المسار الدولي، خاصة أن سوريا بدأت تخرج من الحروب، مما يساعدها على أن تصبح مركزاً للاستثمارات. لذلك، يجب على لبنان ألا يضيّع هذه الفرصة المتاحة." انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تقارير عبرية: إسرائيل تستعد لحرب متعددة الجبهات مع إيران
تقارير عبرية: إسرائيل تستعد لحرب متعددة الجبهات مع إيران

صدى البلد

timeمنذ 5 ساعات

  • صدى البلد

تقارير عبرية: إسرائيل تستعد لحرب متعددة الجبهات مع إيران

في ظل تعثر المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تصاعدت في الأيام الأخيرة مؤشرات الاستعداد العسكري الإسرائيلي لاحتمال نشوب حرب واسعة متعددة الجبهات، وفق تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية. وقد أعلنت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة عن إتمام تمرين عسكري كبير حمل اسم "باراك تامير"، جرى خلاله محاكاة اندلاع نزاع إقليمي يشمل أكثر من جبهة. ويأتي التمرين وسط تقارير استخبارية أمريكية، نشرتها شبكة سي إن إن، تشير إلى أن إسرائيل باتت "جاهزة" لتنفيذ ضربة محتملة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وقد تركز المناورات العسكرية الإسرائيلية على التنسيق بين فروع الجيش المختلفة، وحماية البنى التحتية الحيوية، واستمرارية الحياة المدنية داخل إسرائيل في حال تصاعد المواجهة إلى الداخل. وفي رد فعل حاد، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حذر فيها من أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية "لن يمر دون تبعات قانونية على الولايات المتحدة أيضًا". كما أدان العراقجي "تسريبات إعلامية أمريكية" تتحدث عن مخططات إسرائيلية للهجوم، واصفًا إياها بأنها "مقلقة للغاية"، وطالب المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإدانة واضحة لأي تصعيد محتمل. وفي روما، اختتمت أمس الجمعة الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان. وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي حدوث "بعض التقدم، لكن دون التوصل إلى نتائج حاسمة"، في حين وصف العراقجي المحادثات بأنها "معقدة"، مشيرًا إلى أن عمان قدمت عدة مقترحات لتقريب وجهات النظر. لكن مصادر إيرانية مطلعة على سير المفاوضات أعربت لوكالة رويترز عن تشاؤمها إزاء تحقيق اختراق قريب، موضحة أن إصرار واشنطن على "تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم" الإيراني بالكامل هو أمر غير واقعي، وقد يؤدي إلى انهيار المفاوضات. وفي موقف لافت، عبر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، عن رفضه القاطع للمطالب الغربية بوقف تخصيب اليورانيوم، واصفًا إياها بـ"المبالغ فيها والمرفوضة". وقال خامنئي في خطاب بالعاصمة طهران: 'لا أحد في إيران ينتظر موافقة أمريكية لتخصيب اليورانيوم. هذا قرار سيادي، ولن نقبل بهذه الابتزازات.' يأتي هذا التصعيد المتزامن في الخطاب والتحركات العسكرية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أخرى على الجبهات اللبنانية والسورية، وسط تقديرات إسرائيلية بأن أي ضربة على إيران قد تؤدي إلى فتح أكثر من جبهة، تشمل حزب الله في الجنوب اللبناني وفصائل المقاومة في غزة. وبينما تواصل إيران تطوير برنامجها النووي، وتلوح إسرائيل باستخدام القوة، تتعثر الجهود الدبلوماسية في ظل غياب الثقة واتهامات متبادلة باستخدام المفاوضات كغطاء للضغط لا أكثر.

قيود جديدة على الصحفيين في البنتاغون... وهذا ما قاله هيغسيث
قيود جديدة على الصحفيين في البنتاغون... وهذا ما قاله هيغسيث

الديار

timeمنذ 9 ساعات

  • الديار

قيود جديدة على الصحفيين في البنتاغون... وهذا ما قاله هيغسيث

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الجمعة، أوامر تلزم الصحفيين بأن يكون معهم مرافقون رسميون داخل جزء كبير من مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، وهي الأحدث في سلسلة من القيود التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على الصحافة. وتمنع هذه الإجراءات، التي دخلت حيز التنفيذ على الفور، الصحفيين المعتمدين من دخول معظم مقرات وزارة الدفاع في أرلينغتون بولاية فرجينيا، ما لم يكن لديهم موافقة رسمية ومرافق. وقال هيغسيث في مذكرة إنه "بينما تظل الوزارة ملتزمة بالشفافية، فإنها ملزمة بنفس القدر بحماية المعلومات المخابراتية السرية والمعلومات الحساسة، والتي قد يؤدي الكشف عنها غير المصرح به إلى تعريض حياة الجنود الأميركيين للخطر". وأضاف أن حماية المعلومات المخابراتية الوطنية السرية وأمن العمليات "أمر لا غنى عنه بالنسبة للوزارة". وقالت رابطة صحافة البنتاغون، وهي منظمة بها أعضاء تمثل مصالح الصحفيين المسؤولين عن تغطية الأنباء المتعلقة بالجيش الأميركي، إن القواعد الجديدة تبدو كما لو كانت "هجوما مباشرا على حرية الصحافة". وأضافت في بيان "يقال إن القرار يستند إلى مخاوف بشأن أمن العمليات. ولكن كان بوسع السلك الصحفي في البنتاغون الوصول إلى الأماكن غير المؤمنة وغير السرية هناك على مدى عقود، في عهد إدارات جمهورية وديمقراطية، وفي أعقاب هجمات 11 أيلول 2001، دون أي قلق بشأن أمن العمليات من قيادة وزارة الدفاع". ولم يرد البنتاغون حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق على بيان رابطة الصحافة. ومنذ عودة ترامب إلى الرئاسة في يناير كانون الثاني، بدأ البنتاغون تحقيقا في تسريبات مما أسفر عن منح 3 مسؤولين إجازة إدارية. كما طلب من مؤسسات إعلامية قديمة، مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست و"سي.إن.إن" و"إن.بي.سي نيوز"، إخلاء مكاتبها في البنتاغون في نظام تناوب جديد جلب مؤسسات أخرى، منها وسائل إعلام صديقة بوجه عام لإدارة ترامب مثل نيويورك بوست وبرايتبارت وديلي كولر وشبكة وان أميركا نيوز. وتقول إدارة ترامب إن الهدف من تلك الخطوة هو إتاحة الفرصة لوسائل الإعلام الأخرى لإعداد تقاريرها بينما تحظى بصفة أعضاء مقيمين في السلك الصحفي. وأوردت رويترز أمس الجمعة أيضا أن إدارة ترامب نشرت أجهزة كشف الكذب للتحقيق في تسريب المعلومات غير المصنفة على أنها سرية، وتم إبلاغ بعض مسؤولي وزارة الأمن الداخلي بأنهم معرضون للفصل من العمل لرفضهم الخضوع لاختبارات كشف الكذب. ويقول البيت الأبيض إن ترامب لن يتسامح مع تسريب المعلومات لوسائل الإعلام وإن الموظفين الاتحاديين الذين يفعلون ذلك يجب أن يخضعوا للمساءلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store