
ما السيناريوهات التي تناقشها إسرائيل للتعامل مع إيران؟
لا يختلف اثنان في إسرائيل أن حرب "شعب كالأسد"، لم تحقق هدفها المركزي في تدمير النووي الإيراني وتقويض قدرة إيران في تخصيب اليورانيوم، بعد ما اعتبر أمنيون وسياسيون أن انتهاء الحرب فرض على إسرائيل وعلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قبل ما لا يقل عن أسبوعين من حاجة استمرارها لتحقيق أهدافها.
وإزاء الالتزام أمام الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بكل ما يتعلق بهذه الحرب، تتركز الجهود الإسرائيلية، بعيداً عن هدير الطائرات والتفجيرات والقصف، في كيفية التوصل إلى وضع لا تشكل إيران فيه خطراً على إسرائيل.
دفعت الجهود المكثفة، بشكل علني وخفي، في كيفية تحريك المعارضة للخروج إلى الشوارع ضد نظام آيات الله، في المقابل، توقعات الأمنيين أن خطوة كهذه ليست بالأمر السهل في إيران، بالتركيز على المسار الدبلوماسي بالتوصل إلى اتفاق للتعامل مع مخزون إيران من اليورانيوم ومنعها من استمرار تخصيبه، على رغم أن قراراً كهذا، يتناقض والتقارير الإسرائيلية بعد وقف النار التي ادعت أن اليورانيوم المخصب مدفون تحت الأرض.
ونقلت قناة "كان" الإخبارية عن مسؤول أمني أن هذه القضية ستكون في صلب المفاوضات المرتقبة حول الملف النووي، حيث أعلن الرئيس الأميركي عن جولة جديدة الأسبوع المقبل.
بحسب المسؤول الأمني، فقد مارست الإدارة الأميركية ضغوطاً على إسرائيل لنشر تقرير مفصل حول الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، بينما أدلى مسؤولون في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بتصريحات، ونشروا تقارير لم تفصل تماماً مدى تدمير البرنامج النووي الإيراني، إلا أنهم جميعاً أكدوا أن الضربات الإسرائيلية أعادته سنوات إلى الوراء، بعد أن وجهت ضربة قاسية له.
رئيس الأركان، إيال زامير، اعتبر أن الحرب حققت ضربة عميقة وواسعة للبرنامج النووي، ولم يستخدم في حديثه كلمة "تدمير البرنامج النووي"، مضيفاً أنه عاد سنوات إلى الوراء. وواصل زامير تهديداته تجاه إيران: "إسرائيل لن تسمح لإيران بإنتاج سلاح دمار شامل".
تقرير إسرائيلي أشار إلى أن الترجيحات الإسرائيلية بتراجع البرنامج النووي الإيراني بفعل الحرب، بما يتراوح بين عامين ونصف العام إلى ثلاث أعوام. أما اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية، فأعلنت أن "الضربة الأميركية على منشأة فوردو دمرت البنى التحتية الحيوية لها وجعلت منشأة التخصيب غير قابلة للتشغيل".
مفهوم التهديد
الرئيس السابق لقسم الأسرى والمفقودين في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، آفي كالو، اعتبر حديث زامير انعكاساً "للإنجازات الدراماتيكية للجيش والموساد في المعركة"، لكنه دعا متخذي القرارات للنظر إلى الأمام بعيون محدقة إزاء علامات الاستفهام والتحديات الكفيلة بأن تثور مع ترسب غبار المعركة، بحسب تعبيره.
بحسب كالو، يتطلب الأمر اتخاذ قرار في مجلس الأمن يحدد تفاصيل وقف النار، وحتى اتفاق بين القوى العظمى ليعيد تعريف قواعد اللعب وآليات الرقابة النافذة. النقاش في مسألة عمق وطبيعة الاتفاق لتقييد البرنامج النووي هو نقاش ملتوٍ، لكن التركيز على النووي وحده كفيل بأن يفوت صورة التهديد. وحسب دوائر في الغرب، تتطلع طهران لتوسيع أسطول الصواريخ الباليستية في السنوات المقبلة إلى أكثر من عشرة آلاف صاروخ، وتسعى إلى إنتاج صواريخ متطورة تعرضت منشآت إنتاجها للهجوم في الحرب"، ويضيف بأن "قوة تقليدية بهذا الحجم الهائل ترتقي إلى تعريف تهديد وجودي لدولة إسرائيل، مع وحتى من دون أن يتزود الصاروخ الباليستي برأس نووي".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويربط كالو بين التهديد المتوقع للصواريخ الإيرانية والنووي الإيراني وضرورة شملهما في الاتفاق. وبرأيه فإن المعركة الحالية تدل على خطورة التهديد الصاروخي الإيراني، "ما يتطلب من الأسرة الدولية أن تحتسب المسار في هذا الشأن، وأن تحاول الوصول إلى توافقات مع إيران في هذا الموضوع، أو أن تشدد العقوبات على القطاع الصناعي الإيراني وتحدد معايير لاستخدام القوة عند احتدام صورة التهديد الصاروخي،"، ويضيف مشدداً، "لا يكفي تقليص القدرات في عالم النووي استناداً إلى تفاهمات متجددة، بل من الصواب ربط هذه الالتزامات بالمجال الباليستي أيضاً. على إسرائيل أن تصر على تغيير جذري في النهج الدولي لفهم التهديد التقليدي من إيران، وإلا فإن الأمر كفيل بأن يرتفع إلى مستوى تهديد حقيقي على إسرائيل وأصدقائها في الغرب".
سيناريوهات اليوم التالي
الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، هو الآخر لا يرى الانقلاب خطوة من الممكن تنفيذها، ويطرح أكثر من سيناريو للتعامل مع الوضع في إيران بعد انتهاء الحرب.
وانتقد متخذي القرار لعدم تقييمهم الأمور بالشكل الصحيح، خصوصاً تقديرات تدمير المنظومة الكاملة لإنتاج القنبلة النووية. وقد أعرب يدلين عن اطمئنانه لعدم قدرة إيران على العودة إلى تخصيب اليورانيوم كما قبل الحرب، بعد اغتيال أبرز العلماء الإيرانيين. لكنه لا يستخف بما يمكن أن تقوم به إيران: "نحن نتحدث عن منظومة معقدة جداً، هذا ليس نفقاً في غزة يصنعون فيه صاروخاً بدائياً. القنبلة النووية شيء بالغ التعقيد. وبعد أن رأيت اختراق إسرائيل الاستخباراتي العميق لإيران، فستبذل إسرائيل كل جهد لمنع أي إنجاز جديد في إيران. الحرب توقفت، لكننا لم نغادر الساحة ونتركها للإيرانيين ليفعلوا ما يشاؤون".
يدلين، وإزاء النقاش الإسرائيلي حول أفضل الطرق لمنع إيران نووية، يتوقع واحداً من سيناريوهين:
السيناريو الأول: يبدأ الإيرانيون والأميركيون المفاوضات حول الاتفاق، وفي هذه الحالة يدخل الإيرانيون ضعفاء، والأميركيون أقوى، ويمكن التوصل إلى اتفاق "بمعيار ذهبي"، أو اتفاق يصحح كافة عيوب اتفاق 2015، مع رقابة شاملة في كل زمان ومكان، دون تاريخ انتهاء للاتفاق، ومع معالجة حقيقية لقضية السلاح النووي، التي لم تعالج سابقاً.
ما بين لبنان وإيران
السيناريو الثاني: وهذا ما يخشاه يدلين، ولذلك يدعم تسريع التوصل إلى اتفاق، أن تقرر إيران التوجه نحو إنتاج قنبلة نووية، وفي هذه الحالة، يتوجب على الولايات المتحدة وإسرائيل التوصل إلى نموذج رقابي مشابه لما لدينا في الشمال، تجاه لبنان وسوريا، نموذج يوضح بأنه لن يسمح ببناء شيء يمكن أن يضر بإسرائيل – لا في لبنان، ولا غزة، ولا إيران".
غير أن يدلين يستدرك بأن الوضع مختلف ما بين لبنان وإيران: "المراقبة في إيران تختلف عن الشمال، المسافات أبعد، والردود الإيرانية ستكون مختلفة، لكن يجب الاتفاق مع حليفتنا التي أثبتت، لأول مرة في التاريخ، أنها مستعدة لضرب برنامج نووي يهددها. وإذا عرفنا كيف نتحدث مع الأميركيين كما فعلنا خلال الأيام الـ12 الأخيرة، علينا العمل بشدة على تطبيق الرقابة وضمان ذلك من واشنطن إذا ما فشل المسار الدبلوماسي".
شرارة تقود الشارع الإيراني
في الطرف الآخر من النقاش، هناك من يرى ضرورة لوضع خطة والعمل على تحريك الشارع الإيراني وتحريضه لإحداث انقلاب ضد النظام، وفي هذا الجانب لم يتوافق الجميع حول إمكانية نجاح إسرائيل في تنفيذ مثل هذه الخطوة.
تعتقد تمار عيلم جيندن، خبيرة في الشؤون الإيرانية، أن إسرائيل في حرب الـ12 يوماً مهدت الطريق أمام المعارضة الإيرانية لإحداث الانقلاب من خلال تصفية قيادة الحرس الثوري، وقياديين كبار، والآن هناك حاجة للبحث عن شرارة تخرج الشعب الإيراني إلى الشوارع"، على حد تعبيرها.
وبحسب جيندن، في إيران هناك دافعان رئيسيان: الكرامة والبقاء. اليوم، يتواجد الإيرانيون في وضعية البقاء، ولكن هناك سؤال مطروح حتى في أروقة البيت الأبيض والغرب عموماً: هل ستؤدي الضربة القاسية التي تلقاها نظام آيات الله إلى انتفاضة حقيقية يقودها معارضو النظام؟".
"عملية انهيار هذا النظام ينبغي أن تبدأ من الداخل"، يقول المسؤول السابق في الموساد، عقيد احتياط، عوديد عيلم. وهو على قناعة أن النظام سينهار لاحقاً، وقد يتم ذلك بعدة أشكال، بينها، حسب ما يقول: "الانقلاب العسكري داخل النظام نفسه. قد تكون هناك جهات معتدلة داخل إيران، مثل الرئيسين السابقين حسن روحاني أو محمد خاتمي، وأيضاً قد تكون هناك انتفاضة شعبية تبدأ باكتساب زخم على خلفية الشعور المعادي جداً للنظام الذي يحكمه آيات الله، وهذا كله يساهم في إحداث انقلاب".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المرصد
منذ 2 ساعات
- المرصد
'أنتِ أسوأ من يشوه الحقائق عمدا'.. وزير الدفاع الأميركي ينفعل على مراسلة سألته حول احتمال نقل إيران لليورانيوم قبل القصف
'أنتِ أسوأ من يشوه الحقائق عمدا'.. وزير الدفاع الأميركي ينفعل على مراسلة سألته حول احتمال نقل إيران لليورانيوم قبل القصف صحيفة المرصد: وثق مقطع فيديو لحظة توتر بين وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ومراسلة 'فوكس نيوز' جينيفر جريفين، بعد سؤال طرحته خلال مؤتمر صحفي بشأن نقل إيران لليورانيوم المخصب إلى مكان آمن قبل تعرض منشآتها للقصف. سألت جريفين:'هل أنت متأكد من أن إيران لم تقم بنقل أي كمية من اليورانيوم المخصب إلى موقع آخر قبل القصف؟'. ليرد هيغسيث بغضب: 'جينيفر، أنتِ أسوأ من يُسيء للآخرين عمدًا وتشوهين الحقائق". وردت جريفين:'لدي اعتراض على ذلك". الموقف أشعل الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، وفتح باب التساؤلات مجددًا حول مدى دقة المعلومات الاستخباراتية الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني، وإمكانية أن تكون طهران قد نجحت في حماية جزء من مخزونها قبل الهجوم.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
إدارة ترمب تؤكد نجاح الضربات على المواقع النووية الإيرانية
أكد البيت الأبيض أن الضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية كانت ناجحة، مؤيداً تصريحات الرئيس دونالد ترمب ومهاجماً وسائل الإعلام لتشكيكها في نتائج العملية. "الظروف لإنهاء الحرب" وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث للصحافيين في "البنتاغون"، "لقد هيأ الرئيس ترمب الظروف لإنهاء الحرب" التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، و"القضاء على القدرات النووية لإيران أو إزالتها أو تدميرها، اختاروا ما شئتم من كلمة". ووصف ترمب الضربات بأنها "نجاح عسكري باهر"، وقال مراراً إنها "دمرت" المواقع النووية، وأكد أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، من المواقع قبل الضربات الأميركية. وقال ترمب في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، "لم يجر إخراج شيء من المنشأة، إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتاً طويلاً وسيكون خطراً جداً، و(المواد) ثقيلة جداً ويصعب نقلها". تأخير البرنامج النووي لكن وسائل إعلام أميركية كشفت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن تقييم أولي للاستخبارات الأميركية جاء فيه أن الضربات لم تؤد إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني أشهراً عدة، وانتقد هيغسيث هذه التقارير بشدة. وتعليقاً على هذا التقرير كتب ترمب، بأحرف كبيرة، على صفحته على موقعه "تروث" للتواصل الاجتماعي أن "صحافيي الأخبار الكاذبة في شبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز يجب فصلهم فوراً، إنهم أشخاص سيئون ذوو نوايا خبيثة". كما اتهم خصومه الديموقراطيين بتسريب هذا التقرير، قائلاً "يجب محاكمتهم". "روايات كاذبة" من جانبها، شنت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض هجوماً مباشراً على الصحافية في شبكة "سي إن إن" ناتاشا برتراند التي نشرت محتوى التقرير الأولي، ووصفتها بأنها "مراسلة استغلها للأسف أشخاص لا يحبون دونالد ترمب لنشر روايات كاذبة". وقالت ليفيت إن برتراند "يجب أن تشعر بالخجل"، مؤكدة أن الضربات الأميركية ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية شكلت "نجاحاً كاملاً"، وكانت "واحدة من أنجح العمليات في تاريخ الولايات المتحدة". وكان وزير الدفاع قال "سواء كانت أخباراً كاذبة من سي إن إن أو إم إس إن بي سي أو نيويورك تايمز، فقد كانت هناك تغطية منحازة للتقييم الأولي"، واوضح هيغسيث أن الوثيقة "جرى تسريبها لأن شخصاً ما كانت لديه أجندة لمحاولة تعكير صفو الأوضاع، وإظهار الأمر وكأن هذه الضربة التاريخية لم تكن ناجحة". كما انتقد ترمب التغطية الإعلامية لتقرير الاستخبارات. اليورانيوم المخصب ولم يجزم وزير الدفاع بأن الضربات أدت إلى تدمير اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي، لكنه نقل عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن المنشآت النووية دمرت، من دون أن يقدم تفاصيل كثيرة. وقال هيغسيث "إذا كنت تريد أن تعرف ما يحدث في فوردو، فمن الأفضل أن تذهب إلى هناك وتحصل على مجرفة كبيرة، لأنه لا يوجد أحد تحت الأرض الآن"، في إشارة إلى الموقع النووي المقام في باطن جبل جنوب طهران. ومن المسؤولين الذين استشهد بهم هيغسيث مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد التي قالت إن "منشآت إيران النووية دمرت"، وأشار أيضاً إلى بيان صادر عن مدير الاستخبارات الأميركية المركزية جون راتكليف جاء فيه أن "مجموعة من المعلومات الاستخبارية القابلة للتصديق تشير إلى أن برنامج إيران النووي تضرر بشدة بفعل الضربات الأخيرة الموجهة"، وأشار راتكليف إلى مصدر معلومات "يمكن الاعتماد عليه من الناحية التاريخية ويتحلى بالدقة" أفاد بأن "منشآت نووية إيرانية أساسية عدة دمرت ولا بد من بنائها من جديد على سنوات". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) خارج الخدمة والخميس، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي عبر أثير إذاعة فرنسية إن أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم المخصب في إيران باتت خارج الخدمة، وأضاف "نظراً إلى قوتها (أي القنابل) ولمواصفات جهاز الطرد المركزي، نحن نعرف أن هذه الأجهزة لم تعد قيد الخدمة". شنت إسرائيل حملة جوية غير مسبوقة استهدفت مواقع نووية إيرانية وعلماء وقادة عسكريين في الـ13 من يونيو (حزيران) في محاولة لإنهاء البرنامج النووي، الذي تقول طهران إنه لأغراض مدنية فقط، لكن واشنطن وقوى أخرى تقول إن هدفه تطوير أسلحة ذرية. انتهاج مسار دبلوماسي وأمضى ترمب أسابيع في انتهاج مسار دبلوماسي لاستبدال الاتفاق النووي مع طهران الذي سحب منه بلاده خلال ولايته الأولى عام 2018، لكنه قرر في النهاية اتخاذ إجراء عسكري. صواريخ مجنحة وكانت العملية الأميركية ضخمة، إذ شاركت فيها أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات تزود بالوقود جواً، فضلاً عن غواصة صواريخ موجهة. وفجر الأحد، ضربت قاذفات أميركية من طراز "بي-2" موقعين نوويين إيرانيين بقنابل خارقة للتحصينات من طراز "جي بي يو-57"، في حين أطلقت غواصة صواريخ توماهوك مجنحة على موقع ثالث.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
ترمب يعلن توقيع اتفاق متعلق بالتجارة مع الصين
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس إن الولايات المتحدة وقعت الأربعاء اتفاقاً مع الصين يتعلق بالتجارة، وذلك من دون الخوض في تفاصيل. وأدلى ترمب بذلك التعليق خلال فعالية في البيت الأبيض تهدف إلى الترويج لمشروع قانون الإنفاق الحكومي، الذي يريد من الكونغرس إقراره قبل عطلة الرابع من يوليو (تموز). وقال مسؤول في البيت الأبيض الخميس إن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع الصين في شأن كيفية تسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، وسط جهود رامية إلى إنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وخلال محادثات تجارية أجريت بين الولايات المتحدة والصين في مايو (أيار) في جنيف، التزمت بكين بإزالة التدابير المضادة غير الجمركية المفروضة على الولايات المتحدة منذ الثاني من أبريل (نيسان)، لكن لم يتضح كيف سيجري إلغاء بعض هذه التدابير. وفي إطار رد الصين على الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، علقت بكين صادرات مجموعة واسعة من المعادن والمغناطيسات المهمة، مما أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد الضرورية لشركات صناعة السيارات والطائرات وأشباه الموصلات والمتعاقدين العسكريين في شتى أنحاء العالم. وقال مسؤول في البيت الأبيض الخميس "اتفقت الإدارة الأميركية والصين على تفاهم إضافي في شأن إطار عمل لتنفيذ اتفاق جنيف"، وأضاف أن التفاهم "يتعلق بكيفية تنفيذ تسريع شحنات المواد الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة مجدداً". وقال مسؤول آخر في الإدارة الأميركية إن الاتفاق بين واشنطن وبكين أبرم في وقت سابق من الأسبوع، ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قوله "سيسلموننا عناصر أرضية نادرة"، وبمجرد أن يفعلوا ذلك "سنلغي إجراءاتنا المضادة". وأفاد مصدر بأن الصين تأخذ القيود التي تفرضها على المعادن الأرضية النادرة ذات الاستخدام المزدوج "على محمل الجد"، وكانت تدقق في المشترين لضمان عدم تحويل هذه المواد إلى الاستخدامات العسكرية الأميركية، وأدى ذلك إلى إبطاء عملية منح التراخيص. وتعثر اتفاق جنيف بسبب القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة، مما دفع إدارة ترمب إلى الرد بفرض ضوابط تصدير تمنع شحنات برامج تصميم أشباه الموصلات والطائرات وسلع أخرى إلى الصين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "خطوط عريضة" قال مسؤولون أوروبيون الخميس إن الولايات المتحدة قدمت مقترحاً جديداً لاتفاق تجاري إلى المفوضية الأوروبية، وإن رئيسة المفوضية أطلعت زعماء الاتحاد الأوروبي عليه. جاء هذا الاقتراح، الذي وصفه أحد المسؤولين بأنه "خطوط عريضة" تتضمن بضع نقاط، بينما كان قادة الاتحاد الأوروبي يعقدون قمة في بروكسل قبل أقل من أسبوعين من موعد نهائي حدده ترمب في التاسع من يوليو للتوصل إلى اتفاق لتجنب زيادة الرسوم الجمركية الأميركية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس إن الاتحاد الأوروبي تلقى "أحدث وثيقة أميركية"، في شأن إجراء مزيد من المفاوضات حول الرسوم الجمركية. وأضافت في تصريحات للصحافيين عقب قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل "لا تزال جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، وتابعت "إننا نقيمها، رسالتنا اليوم واضحة. نحن مستعدون لإبرام اتفاق، وفي الوقت نفسه نستعد لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق مرض، سندافع عن المصلحة الأوروبية عند الحاجة". من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا تريد اتفاقاً تجارياً سريعاً وعملياً مع الولايات المتحدة، لكن بلاده لن تقبل بشروط غير متوازنة، وقال ماكرون للصحافيين في بروكسل إنه يتعين استخدام جميع الوسائل الممكنة لضمان التوصل إلى اتفاق عادل. وأضاف أنه إذا بقي المعدل الأساسي للرسوم الجمركية الأميركية البالغ 10 في المئة كما هو، فإن رد أوروبا يجب أن يكون له تأثير مماثل، وقال ماكرون "يجب ألا ينظر إلى حسن نيتنا على أنه ضعف". مهلة يوليو أعلن البيت الأبيض الخميس أن إدارة ترمب قد تمدد مهلة يوليو النهائية، للبدء بتطبيق قرار فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات من عشرات الدول. وبعدما فرض ترمب رسوماً جمركية شاملة بنسبة 10 في المئة على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة هذا العام، عاد وكشف عن رسوم جمركية أعلى على عشرات الدول الأخرى ثم علقها بانتظار إجراء مفاوضات معها. وعندما سئلت المتحدثة باسم البيت الابيض كارولاين ليفيت عما إذا كانت هناك خطط لتمديد فترة تعليق الرسوم، أجابت "ربما يمكن تمديدها، لكن هذا قرار يعود للرئيس"، وأضافت "الموعد النهائي ليس حاسماً". وأوضحت ليفيت أنه "يمكن للرئيس ببساطة أن يقدم صفقة لهذه الدول في حال رفضت تقديم واحدة لنا بحلول الموعد النهائي"، وأشارت إلى أن هذا يعني أن ترمب يستطيع "اختيار معدل رسوم جمركية متبادل يعتقد أنه مفيد للولايات المتحدة". وبالنسبة إلى المفاوضات التجارية، أكدت ليفيت أن ممثل التجارة الأميركي جيمسون غرير "يبذل جهوداً حثيثة"، وأجرى "مناقشات جيدة ومثمرة مع عدد من شركائنا التجاريين الرئيسين".