
البحر الأحمــر… بحــر غزة
هذه العمليات لم تكن مجرد دعم لغزة، بل إعلان صريح بأن البحر الأحمر ليس مجالًا مباحًا للهيمنة الصهيونية. لقد سقطت الهيبة الأمريكية في هذه الجبهة، رغم نشر حاملات الطائرات وتشكيل تحالف بحري بقيادة واشنطن، إلا أن الضربات المتواصلة أجبرت التحالف على وقف عملياته والانكفاء على نفسه بغية تأمين السفن الخاصة به دون أن يؤمن تلك المرتبطة بالصهاينة.
ولو كان للعدو أن يسيطر على البحر الأحمر لتسنى له ذلك عقب معركة الساحل الغربي بين عامي 2017 و2018، فقد ضحت الإمارات هناك بعشرات الآلاف من المرتزقة الرخاص، وغامرت بوجودها ومصالحها بغية تأمين الملاحة الصهيونية، وإثبات أن المندب وما حوله ملكٌ لأعداء الأمة، وهو ما لم يتحقق ولن يتحقق، فالتضحيات الطاهرة للجيش واللجان الشعبية تتجلى اليوم في أنصع صورة مناصرةً لغزة وللأمة الإسلامية، فيما هلك البغاة والمرتزقة على الساحل بالجملة دونما أثر وبلا نتيجة، وأقصى ما يحلمون به اليوم أن يأمنوا ضربات رجال الرجال بعد أن اتضحت لهم الرؤية، وأدركوا أنهم أدوات رخيصة بيد الصهاينة.
الحال ينطبق على كل الأدوات الصهيونية في المنطقة، فالأنظمة الخليجية، التي حمت الكيان بكل طاقتها منذ تأسيسه، تعجز اليوم عن توفير الحماية لسفنه في البحر الأحمر رغم تعهداتها القديمة بذلك، فهي تعلم أنها اليوم أمام خصم من نوعٍ آخر، لا يخاف في الله لومة لائم، وعلى استعداد أن يجعل المصالح الأمريكية في الخليج بحيرات من النيرات إذا استلزم الأمر، وغامرت عسكرياً كما سبق وفعلت قبل عشر سنوات من اليوم.
هكذا خسر العدو معركة الساحل مبكراً بخلاف حروبه السابقة، وبات الكيان، ولأول مرة في تاريخه، يقف عاجزاً أمام طرفٍ عربي لا يهاب الموت أو الحرب، وتمنى أن تطول المعركة مع الصهاينة حتى يتحقق وعد الآخرة على يديه، كما جاء في الوعد الإلهي، الذي يعلمه الصهاينة ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وقد بدت آياته تتجلى على يد رجال الله من أهل اليمن، ومعهم أحرار الأمة في محور الجهاد والمقاومة.
كل هذا ليعلم العدو أن البحر الأحمر، كما القدس، ليس مجرد موقع جغرافي، بل ساحة صراع حضاري، وامتداد لمواجهة وجودية، ومهما حاك العدو من خطط، وسخّر من العملاء والخونة من يعينه، فإن مشروعه في البحر الأحمر إلى زوال، ومكائده إلى فشل، بإذن الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محسن الجوهري
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
صنعاء.. أمسية بأرحب وفعالية طلابية في جحانة بذكرى استشهاد الإمام زيد
صنعاء - سبأ: نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة في مديرية أرحب محافظة صنعاء، اليوم، أمسية ثقافية بذكرى استشهاد الإمام زيد - عليه السلام - تحت شعار "الإمام زيد.. بصيرة وجهاد". وفي الأمسية التي أقيمت في عزلة زندان، استعرض مدير المديرية، خالد العقيدة، جوانب من سيرة الإمام زيد - عليه السلام - ونهجه في مواجهة الفساد. وأشار إلى أن الإمام زيد مثّل نموذجًا فريدًا في الصمود والثبات على الحق ومواجهة الباطل، والتحرك في سبيل الله دون خوف أو وجل. وأكد العقيدة أهمية إحياء هذه الذكرى في ظل ما تتعرض له الأمة من هجمة شرسة لحرفها عن المسار الصحيح للدين الإسلامي الحنيف.. مشيرًا إلى ما يتعرض له الشعبان اليمني والفلسطيني من عدوان وجرائم وحصار. وفي الأمسية، بحضور مسؤول التعبئة العامة في المديرية، سليم قنبور، تطرق نائب مسؤول التعبئة، كثير العبيدي، إلى واقع المعاناة والمظلومية التي يعيشها الشعبان اليمني والفلسطيني اليوم، وما يواجهانه من استهداف لشتى مقومات الحياة، وفي مقدمة ذلك استهداف الإنسان. ونوّه بموقف شعبنا اليمني المناصر والمساند لإخوانه في فلسطين.. مؤكدًا أنه يستمد الثبات في الموقف والصمود في وجه الطغيان ورفض الباطل من ثورة الإمام زيد - عليه السلام. إلى ذلك، نُظمت في مديرية جحانة فعالية طلابية بالذكرى السنوية لاستشهاد الإمام زيد - عليه السلام. وفي الفعالية التي نُظمت بمدرسة الشهيد القائد في الحجلة بعزلة مسور، تناول مسؤول التعبئة العامة في المديرية، صالح الحصني، جوانب متعددة وصفحات فريدة من شخصية وتاريخ الإمام زيد - عليه السلام - الرجل القرآني الاستثنائي الذي وهب حياته لتغيير واقع الأمة المظلم. وأشار الحصني إلى أن الإمام زيد خرج لمحاربة الثقافات المغلوطة والانحرافات، وإعادة الأمة إلى ثقافة القرآن الكريم.. مؤكدًا أن أهمية الذكرى تكمن في العودة الصادقة لأصل الدين الإسلامي الحنيف، والسير على نهج أعلام الهدى في المواجهة، وتحمل المسؤولية، وتعلم الصبر والثبات، والبذل والعطاء، والجهاد في سبيل الله، ونصرة المستضعفين مهما كانت التضحيات والتحديات. تخللت الفعالية، بحضور عدد من مديري المكاتب التنفيذية وشخصيات اجتماعية، عدد من الفقرات والكلمات المعبرة عن المناسبة.


وكالة 2 ديسمبر
منذ 2 ساعات
- وكالة 2 ديسمبر
طارق صالح يعزي في وفاة شقيق الرئيس علي سالم البيض
طارق صالح يعزي في وفاة شقيق الرئيس علي سالم البيض بعث نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، اليوم، برقية عزاء ومواساة إلى هاني البيض، وذلك في وفاة المغفور له بإذن الله عمه أبو بكر البيض، الذي وافاه الأجل يوم السبت. وأعرب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في برقيته عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى أسرة الفقيد كافة، وفي مقدمتهم الرئيس المناضل علي سالم البيض، سائلًا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.


المشهد اليمني الأول
منذ 3 ساعات
- المشهد اليمني الأول
نظرة على الموجة الجديدة من هجمات الجيش اليمني على السفن الغربية الصهيونية
منذ أواخر عام 2024 تقريبًا، وبالتزامن مع إرساء وقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة ووقف عدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل، توقفت أيضًا هجمات الجيش اليمني البحرية والصاروخية والطائرات المسيرة على السفن العسكرية والتجارية التابعة للكيان الصهيوني أو المرتبطة به. لطالما أكد القادة السياسيون لأنصار الله أنه مع استئناف أو توقف الهجمات على غزة، ستتغير استراتيجية الأمة اليمنية تجاه العدو الصهيوني وفقًا لذلك؛ مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ومنحه الصهاينة الضوء الأخضر لخرق اتفاق وقف إطلاق النار ومهاجمة قطاع غزة، شهدنا لأول مرة هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على الأراضي المحتلة. ثم، ابتداءً من الـ 15 من مارس/آذار 2025، تدخلت البحرية الأمريكية بشكل مباشر وقصفت الأراضي اليمنية لمدة 50 يومًا تقريبًا؛ وخلال هذه الفترة، اكتفت جماعة أنصار الله، بضبط النفس، وبخطة عسكرية خاصة بها، بشن هجمات صاروخية على الأراضي المحتلة وهجمات مباشرة على الأسطول والطائرات الأمريكية التي تنتهك الأجواء اليمنية، ولم تُسجل أي هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. خلال عمليتهم التي استمرت قرابة شهرين، والتي كلفت مليار دولار أمريكي بشكل مباشر، وأسفرت عن فقدان 10 طائرات استطلاع قتالية مسيرة من طراز MQ-9 وإسقاط 3 مقاتلات من طراز F-18 سوبر هورنت، أدرك الأمريكيون صعوبة محاربة الشعب اليمني العنيد والمقاوم، فاضطروا إلى قبول الهزيمة والتراجع. المثير للاهتمام أنه في اليوم الأخير الذي سبق وقف إطلاق النار، زعم ترامب أنه من الآن فصاعدًا، لن يهاجم الحوثيون (أنصار الله) في اليمن السفن (بينما لم يتخذ الجيش اليمني نفسه أي إجراء لمهاجمة السفن التجارية منذ أشهر)، ومع ذلك، وكما هو الحال مع وعود دونالد ترامب الفارغة وغير المجدية، نشهد الآن استئناف الجيش اليمني هجماته على الأسطول التجاري الغربي الصهيوني في البحر الأحمر. الهجمات على السفن التجارية تختلف عن الماضي في الأسبوع الماضي، استهدفت وحدة أنصار الله البحرية والصاروخية سفينتين تجاريتين غربيتين كانتا تخدمان التجارة البحرية للكيان الصهيوني، ودُمرتا: سفينة 'ماجيك سيز' وسفينة 'إترنيتي سي'. في الحالة الأولى، كانت سفينة 'ماجيك سيز' التجارية في طريقها إلى ميناء إيلات جنوب الأراضي المحتلة بعد مرورها عبر باب المندب، في حين أنها سجلت معلومات كاذبة عن وجهتها في الأراضي المصرية؛ على بُعد 51 ميلًا بحريًا غرب ميناء الحديدة، حذرت الوحدة البحرية التابعة للجيش اليمني السفينة بالتوقف للتفتيش عند اقترابها. تجاهلت السفينة التحذيرات عدة مرات حتى أصاب زورقان انتحاريان يمنيان غرفة محركات السفينة بدقة، ما أدى إلى تعطيل نظام الدفع فيها، ثم انتشرت وحدة العمليات البحرية الخاصة التابعة لأنصار الله على سطح السفينة وسيطرت عليها بالكامل. قُصفت سفينة 'ماجيك سيز' بالكامل وأُغرقت بعد وقت قصير من استخدامها لتلبية الاحتياجات التجارية للكيان الإسرائيلي. وهذه هي المرة الأولى التي تُدمر فيها سفينتان تجاريتان تابعتان للتجارة البحرية الإسرائيلية بالكامل وتُغرقان في غضون يومين فقط. لكن قصة سفينة 'إترنيتي-سي' كانت مختلفة وأكثر إثارة للاهتمام. في الـ 9 من يوليو/تموز، كانت السفينة تُرسل حمولتها إلى ميناء إيلات جنوب الأراضي المحتلة عندما تعرضت لهجوم متزامن بصواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن. وحسب صور نشرتها حركة أنصار الله اليمنية، فقد أصاب الصاروخ الباليستي المضاد للسفن وصاروخ كروز هيكل السفينة. ويُعد إصابة الصاروخ الباليستي اليمني المضاد للسفن هدفًا متحركًا، بالقرب من جسر السفينة، إنجازًا جديدًا لوحدة الصواريخ في الجيش اليمني، ويثبت مجددًا قدرات البلاد العسكرية في مواجهة الأعداء الخارجيين وتعريض المصالح الصهيونية في المنطقة للخطر. بناءً على الصور التي نشرتها حركة أنصار الله، يبدو أن صاروخ عاصف الباليستي المضاد للسفن قد استُخدم في الهجوم الأخير. عُرض صاروخ عاصف مرارًا في عروض الجيش اليمني، واستُخدم في هجمات على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر. كما أرسلت الوحدة البحرية لحركة أنصار الله، في بادرة حسن نية وإنسانية، قوارب نجاة لإنقاذ ركاب السفينة المذكورة، وتم علاج جرحاهم بعد نقلهم إلى المستشفى، تُحذّر الحكومة اليمنية مجددًا من أن هدفهم ليس إيذاء المدنيين أو تهديد حياتهم، ولكن طالما استمر عدوان الكيان الصهيوني وجرائمه ضد شعب غزة المظلوم، فسيتم استهداف أي سفينة تُستخدم لأغراض تجارية للكيان الصهيوني وتنوي المرور عبر المياه اليمنية دون أي اعتبار.