logo
برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.. انطلاق مؤتمر حل الدولتين بـ 8 لجان اليوم

برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.. انطلاق مؤتمر حل الدولتين بـ 8 لجان اليوم

العربيةمنذ 4 أيام
تُعقد اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعمال «المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين» برئاسة مشتركة سعودية - فرنسية ، ويهدف المؤتمر، بمشاركة دولية وأممية، إلى تحقيق مسار ملزم يعزز الاعتراف بدولة فلسطين، ما يحقق فرص السلام الإقليمي.
وكشفت مصادر مطلعة لـ «العربية.نت» أن المؤتمر يضم 8 لجان بدأت أعمالها منذ يونيو (حزيران) الماضي لبلورة رؤى اقتصادية وسياسية وأمنية للإطار الخاص بدولة فلسطين. وتتكون اللجان من: إسبانيا، والأردن، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والنرويج، ومصر، وبريطانيا، وتركيا، والمكسيك، والبرازيل، والسنغال، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي (بمجموعة حول جهود يوم السلام).
تتنوع مهام اللجان في قضايا مختلفة، منها محور الدولة الفلسطينية الموحدة ذات السيادة، وتعزيز الأمن، ولغة السلام، وإمكانية نجاح فلسطين اقتصادياً، وإعادة التعمير، بالإضافة إلى الحفاظ على حل الدولتين، ونشر الاحترام للقانون الدولي، وجهود يوم السلام.
أهداف المؤتمر
في الإطار ذاته، يهدف المؤتمر إلى إيجاد حل فوري للانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، وإنهاء أمد الصراع بتحقيق حل الدولتين، إذ باتت دول عدة تؤمن به بصفته خيارًا للسلام. وتؤكد دول الاتحاد الأوروبي أن المؤتمر «لحظة حاسمة ليس فقط للشرق الأوسط بل للتكتل أجمع».
ويضم المؤتمر كلاً من الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، ونظيره الفرنسي جان نويل بارو، والدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطيني، والشيخ محمد بن عبدالرحمن، رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، ووزراء خارجية الدول المشاركة في المؤتمر ودبلوماسييها في الأمم المتحدة. كما يشهد المؤتمر كلمة لـ أنتونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.
ذكرت المصادر نفسها لـ «العربية.نت» أن انعقاد المؤتمر برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا لتعزيز الدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطين والاتجاه نحو تحقيق حل الدولتين، سيتيح الانتقال من خطاب الإدانة إلى الاعتراف بفلسطين وتحقيق حل الدولتين، مع أهمية عدم تجاهل جذور الصراع العربي الإسرائيلي.
السعودية: موقفنا ثابت
أكدت السعودية أن رئاستها للمؤتمر بالشراكة مع فرنسا تستند إلى موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، واستمرار جهودها في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي يكفل قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
قال وزير الخارجية السعودي: «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمتابعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان تبذل كافة الجهود لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى دائمًا من منطلق مبادئها الراسخة إلى نشر السلم والأمن الدوليين بهدف إنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، وإيقاف دائرة العنف المستمرة والصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، وراح ضحيته عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء، وأَجَّج الكراهية بين شعوب المنطقة والعالم».
تحظى القضية الفلسطينية باهتمام السعودية، حيث بذلت السبل السياسية كافة لتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والدفاع عنها في مختلف المحافل الدولية. وأكدت مرارًا أنها قضيتها الأولى، وتتبنى مواقف ثابتة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدولار يتخلى عن علاوة مخاطر الرسوم الجمركية
الدولار يتخلى عن علاوة مخاطر الرسوم الجمركية

الاقتصادية

timeمنذ 12 دقائق

  • الاقتصادية

الدولار يتخلى عن علاوة مخاطر الرسوم الجمركية

يبدو أن ارتفاع الدولار منذ اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غير متوقع للوهلة الأولى، لكن هذا الارتفاع يوحي بأنه قد يتخلى عن علاوة مخاطر التجارة المرتفعة، سواء أرادت واشنطن ذلك أم لا . أدى اتفاق نهاية الأسبوع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تجنب حرب تجارية طويلة الأمد محتملة من خلال خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات إلى النصف، التي كانت الولايات المتحدة تهدد بفرضها على السلع الأوروبية، مقابل التزامات بالوصول إلى الأسواق والاستثمار. ويعكس هذا الاتفاق اتفاقًا مماثلًا أُبرم مع اليابان الأسبوع الماضي، على الرغم من أنه يغطي 4 أضعاف حجم التجارة الأمريكية . ولكن، من المثير للدهشة، أن أنباء اتفاق اليابان يوم الثلاثاء الماضي دفعت الين إلى الارتفاع، في البداية على الأقل. ولم يشهد اليورو أي انتعاش مماثل يوم الإثنين، حيث انخفض بأكثر من 1% خلال اليوم مقابل الدولار الصاعد. أشار البعض إلى قلق داخل أوروبا بشأن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد انقلب بسهولة، لينتهي به الأمر برسوم جمركية أعلى بنحو 14 نقطة مئوية مما كانت عليه في بداية العام على أي حال. ركز آخرون على تأثير المبالغة المحتملة في تعهدات الاستثمار والإنفاق الأوروبية . لكن يبدو أن هناك شيئًا آخر يتحرك في موجة صعود الدولار العالمية الأوسع نطاقًا، والتي تجاوزت اليورو بكثير، وهو احتمال تفكيك علاوة المخاطر التي تم تضمينها في العملة منذ أبريل لمراعاة ما يبدو أنه فوضى في فرض واشنطن للرسوم الجمركية وردود الفعل المحتملة . مع إبرام صفقات مع الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة، وإجراء محادثات مكثفة مع الصين وكندا والمكسيك، نجحت واشنطن بشكل أساسي في تهدئة التوترات المحيطة بالموعد النهائي لاتفاقية التجارة الوشيك في الأول من أغسطس. وتغطي الاتفاقيات المبرمة الآن ما مجموعه 60% من إجمالي التجارة الأمريكية. من المرجح أن تستمر المواجهة مع الصين، لكن المفاوضات جارية في ستوكهولم، ومن المرجح تمديد الاتفاقيات القائمة، مع إضعاف موقف بكين بسبب اتفاقيات تجارية أخرى. علاوة على ذلك، يبدو أن إدارة ترمب نجحت في إدارة كل هذا بأقل قدر من الانتقام وأضرار اقتصادية محدودة حتى الآن. ومن المقرر أن ينتهي معدل التعريفات الجمركية الأمريكية الفعلي عند مستوى يراوح بين 15 و20%. قد يُشكّل ذلك عبئًا محتملًا على النمو محليًا ودوليًا، لكن دخل التعريفات الجمركية يُحسّن إيرادات الحكومة الأمريكية بتكلفة منخفضة نسبيًا. أي تداعيات مُحتملة لتضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ستُبقي الاحتياطي الفيدرالي حذرًا لفترة أطول بشأن خفض أسعار الفائدة، ولكن هذا أيضًا قد يُعزز الدولار إذا أصبح أكثر استجابةً لصورة أسعار الفائدة مجددًا . بافتراض أن هذه بداية نهاية صدمة التعريفات الجمركية الكبيرة لهذا العام، فقد تكتسب الشركات والأسواق أخيرًا درجة من اليقين بشأن الأشهر المقبلة، ما يسمح باستئناف كثير من التخطيط والأنشطة المُتوقفة، حتى وإن كان ذلك بتكاليف أعلى بشكل ملحوظ. مع تلاشي مخاطر الركود، من المتوقع أن يعود الدولار الأمريكي إلى سلوكه الطبيعي، متتبعًا أسعار الفائدة النسبية والإشارات الاقتصادية بدلًا من منشورات "تروث سوشيال". هل انخفضت علاوة المخاطر؟ يصعب دائمًا قياس عدم اليقين، لكن هناك بعض الطرق التي يلتقطه بها المستثمرون . ارتفع مؤشر بيكر-بلوم-ديفيس، وهو أحد مكونات التداول التي تتم متابعتها من كثب ضمن سلسلة مؤشرات عدم اليقين في السياسة الاقتصادية، إلى مستويات غير مسبوقة في أبريل. لكنه تراجع منذ ذلك الحين إلى أدنى مستوى له منذ يناير، وهو أقل من ربع ذروة أبريل . تعافت الأسهم الأمريكية بوضوح من صدمة أبريل، مسجلةً مستويات قياسية جديدة، حيث لم تظهر بوادر الركود، وتسارعت وتيرة استخدام الذكاء الاصطناعي. مع ذلك، لا تزال عوائد سندات الخزانة مرتفعةً بسبب مشروع قانون رفع الديون المالي وموقف الاحتياطي الفيدرالي المتعنت. لكن مؤشرات التقلب لكل من الأسهم وسندات الخزانة عادت إلى مستوياتها المنخفضة لهذا العام. والدولار، الخاسر الأبرز طوال العام، يستعيد توازنه . والأهم من ذلك، أن انفصاله الأخير عن اتجاهات العائد عبر الأطلسي يستعيد تدريجيًا مكانته. بعد الثاني من أبريل، اتسعت فجوة العائد لأجل عامين بنحو 40 نقطة أساس لصالح سندات الخزانة الأمريكية، ولا تزال أوسع بأكثر من 20 نقطة أساس منذ ذلك اليوم. لكن بدلًا من أن يواكب الدولار هذه الفجوة كالمعتاد، انحرف مساره وخسر أكثر من 6%، وهو انعكاس بالغ الأهمية لتزايد علاوة المخاطر وسط قلق المستثمرين الأجانب، والتحوط، وتحويل رؤوس الأموال . تضاءل البيع في الأسابيع الأخيرة، وكان ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 1% يوم الإثنين مؤشرًا آخر على ميل أكثر إيجابية قد يستمر مع ارتفاع علاوة العائد الكبيرة . أما إذا كان تعافي الدولار هو ما يريده ترمب بالفعل، فهو سؤال مختلف . كان الافتراض السائد طوال العام هو أن ترمب يفضل ضعف الدولار كوسيلة لتضييق عجز الموازنة الأمريكية وتعزيز الصادرات، وقد تناول ترمب هذه القضية يوم الجمعة. "لا يبدو الأمر جيدًا، ولكنك تجني أموالًا كثيرة جدًا مع ضعف الدولار - ليس دولارًا ضعيفًا، بل دولارًا أضعف". محلل مالي وكاتب اقتصادي في وكالة رويترز

فرنسا توقف استقبال غزيين بسبب تصريحات معادية للسامية
فرنسا توقف استقبال غزيين بسبب تصريحات معادية للسامية

Independent عربية

timeمنذ 28 دقائق

  • Independent عربية

فرنسا توقف استقبال غزيين بسبب تصريحات معادية للسامية

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الجمعة أن فرنسا ستتوقف عن استقبال أشخاص يجري إجلاؤهم من قطاع غزة، بانتظار صدور نتائج تحقيق حول الثغرات التي سمحت بإيواء طالبة عثر لاحقاً على منشورات معادية للسامية نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال بارو لقناة "فرانس إنفو" التلفزيونية، "لن تجري أية عملية من هذا النوع، أية عملية إجلاء من أي نوع كان ما دام أننا لم تستخلص العبر من هذا التحقيق"، في شأن الطالبة التي ألغي تسجيلها الجامعي. وشدد على أنه "ستتم من جديد مراجعة سير كل الأشخاص الذين دخلوا إلى فرنسا"، التي استقبلت عشرات الغزيين منذ اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد شن حركة "حماس" هجوماً على جنوب إسرائيل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكان من المفترض أن تلتحق الفتاة بجامعة العلوم السياسية في ليل عند بدء العام الدراسي، لكن العثور على منشورات لها تدعو إلى قتل يهود على شبكات التواصل الاجتماعي أزالتها لاحقاً، أدى إلى إلغاء تسجيلها الجامعي وفتح تحقيق في حقها بتهمة تمجيد الإرهاب، ومباشرة تحقيق للكشف عن الأسباب التي حالت دون العثور على هذه المنشورات في وقت سابق. وقال بارو إن "عمليات التدقيق الأمني، التي أجرتها أجهزة الدولة المختصة وكذلك السلطات الإسرائيلية، لم تسمح بالعثور على هذه التصريحات المعادية للسامية وغير المقبولة". وأكد أن الشابة "لا مكان لها في فرنسا وعليها مغادرة أراضيها"، مشيراً إلى مناقشات "جارية" في شأن وجهتها المقبلة.

الجداريات الزائفة
الجداريات الزائفة

العربية

timeمنذ 38 دقائق

  • العربية

الجداريات الزائفة

لأكثر من نصف قرن، غطت جدران سوريا كتاباتٍ تمجد "القيادة الخالدة" و"رسالة البعث الخالدة"، محولة الفراغ العام وشوارعه وأزقته إلى متحفٍ مفتوح للعبادة السياسية. هذه الجداريات لم تكن مجرد رسومات، بل كانت أداة منهجية لتشكيل الوعي الجمعي عبر استعمار البصر اليومي، حيث صار المواطن يتحرك في فضاءٍ بصري يكرس قداسة النظام ويوحي بأن مصير الأمة العربية برمته معلقٌ بمصير حزب البعث السوري. لكن هذه الصروح الورقية انهارت مع سقوط النظام في ديسمبر 2024، وكشفت أن الشعارات البراقة كانت ستاراً لأعظم خدعة سياسية عرفتها سوريا الحديثة. خلف الألوان الزاهية للجداريات، كانت تكمن آلية قمعية معقدة، فالمواطن السوري كان يدرك أن عدم المشاركة في تمجيد الرموز البعثية قد يعرضه لملاحقة الأجهزة الأمنية. هكذا تحولت الجداريات إلى طقس نفعي للبقاء، حيث مارس الناس "الولاء الاستعراضي" كدرع وقاية. هذا الخوف الولائي لم يكن مجرد رد فعل لحظة، بل كان جزءاً من منظومة تربوية صارمة بدأت من "طلائع البعث"، ثم "شبيبة الثورة" للمراهقين، وصولاً إلى "اتحاد الطلبة" في الجامعات. في كل مرحلة، كان الأطفال يُجبرون على ترديد أناشيد تمجد البعث، بينما صور حافظ ثم بشار الأسد تُعلَّق في كل فصل دراسي، على الدفاتر، وحتى على الزي المدرسي. هذا الغسيل اليومي للعقل حوَّل التبجيل إلى رد فعل لا واعي، حيث صار الولاء للنظام جزءاً من التركيبة النفسية للسوريين قبل أن يكون موقفا سياسياً. في ظل انهيار الهويات التقليدية الإسلامية والوطنية والمناطقية والمذهبية والعشائرية تحت شعارات القومية العربية، قدَّم النظام نفسه كحامٍ للوجود. الجداريات التي تظهر الأسد الأب محاطاً بأطفالٍ مبتسمين أو جندي يحمل بندقية في يدٍ وعلم البعث في الأخرى، كانت تُغذي وهم الحماية الوالدية، خاصة بين الأقليات التي شعرت بأن النظام حصانتها من التطرف. لكن هذا الشعور بالأمان كان وهمياً، إذ تحولت الحماية إلى استبداد، والرعاية إلى سيطرة، حيث صار المواطن رهينة في سجن كبير تزين جدرانه شعارات الحرية والوحدة بينما تقيده قيود الخوف والتبعية. جداريات رمزية تمجد العامل والفلاح كانت تنتشر في أحياء الصفيح، بينما كانت عائلة الأسد تُشيد إمبراطورية اقتصادية تُقدَّر بمليارات الدولارات. الفلاحون الذين كان الحزب يعدهم بالإصلاح الزراعي صاروا أجراء عند المنتفعين الذين كانوا يسيطرون على الاقتصاد عبر شبكة محسوبية. هذا التناقض الصارخ بين الخطاب الاشتراكي والممارسة الرأسمالية المتوحشة كشف زيف الشعارات التي رُسمت على الجدران بينما كانت الثروة تُنهب من قبل حفنة من المحاسيب. "الأسد إلى الأبد" كان أشهر شعارٍ جدارياتي، لكن النظام سقط في أحد عشر يوماً فقط، فالصور التي التقطها السوريون لتماثيل الأسد وهي تُسحَب بالحبال في الساحات، أو جدارياته التي طمست، كشفت أن "الخلود" كان مجرد أمنية طاغيةٍ في دولة شرطة. هذا السقوط المدوي لم يكن مجرد نهاية لنظام سياسي، بل كان انهياراً لأسطورة كاملة بنيت على الخداع والتضليل. ففي أحياء دمشق القديمة، حلّت الغرافيتي الساخر محل الجداريات البعثية، فهذا التحول لم يكن فنياً فحسب، بل كان استعادة للغة المسروقة من آلة الدعاية. الفن الذي استُخدم لعقود كأداة للترويج للأيديولوجيا الرسمية، صار وسيلة لمقاومتها وتفكيكها. سقوط جداريات البعث في سوريا لم يكن مجرد تغيير سياسي، بل كان انكساراً لأعظم أوهام القرن العربي الحديث: أن الأفكار الكبرى يمكن أن تُخلد بطلاءٍ وأحجار ترسم وتصف وترصف بطرق ممنهجة. اليوم، بينما يُشكل السوريون حكومتهم الانتقالية الأولى منذ ديسمبر 2024، صار بوسع طفل في العاشرة أن يسير إلى مدرسته دون أن يرفع رأسه ليرى "الزعيم الخالد"، أو يردد أناشيدَ تُمجد من قتل أهله. هذه الحرية البصرية هي أول خطوة على طريق الحرية الفردية للإنسان المظلوم لعقود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store