logo
"دبي للثقافة" تستكشف جماليات العمارة وتطور ممارساتها في "إكسبو 2025 أوساكا"

"دبي للثقافة" تستكشف جماليات العمارة وتطور ممارساتها في "إكسبو 2025 أوساكا"

الإمارات اليوممنذ 7 ساعات

اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي فعاليات منتدى "بين أعمدة العريش: العمارة في تغير" الذي نظمته في معرض "إكسبو 2025 أوساكا – كانساي" في اليابان، بالشراكة مع "جناح دولة الإمارات في إكسبو 2025 أوساكا"، وبدعم من برنامج "منحة دبي الثقافية"، المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي.
وتأتي مشاركة الهيئة في الحدث العالمي في إطار مسؤولياتها الثقافية وجهودها الهادفة إلى دعم قوة القطاع الثقافي والإبداعي المحلي، وتعزيز حضوره على الساحة الدولية، تماشياً مع شعار الجناح الوطني لدولة الإمارات "من الأرض إلى الأثير"، ويستعرض رؤيتها في صياغة مستقبل الإنسان، حيث استكشف المنتدى الذي يعد الأول من نوعه، مشهد العمارة في دولة الإمارات، مع التركيز على الممارسات التصميمية المحلية، والابتكار في المواد، والتبادل الإقليمي بين دولة الإمارات واليابان ودول أخرى، إلى جانب مفهوم العمارة بوصفها عنصراً ثقافياً وبيئياً حيوياً، وأهمية المعرفة التقليدية المتجسدة في عناصر مختلفة، مثل: العريش والمشهد العمراني المحلي والتصميم المنسجم مع المناخ وطبيعة الموقع.
منصة مهمة
وفي كلمتها أمام المنتدى، أكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن الجناح الوطني لدولة الإمارات يُعد منصة مهمة تعبر عن طموحات الدولة ورؤيتها المستقبلية والتزامها بالاحتفاء بالتراث كمصدر للإلهام والابتكار، وهو ما يتجلى في تصميم الجناح الذي جمع بين الإبداع الهندسي المعاصر ومواد البناء التقليدية، ما يمثل تكريماً للإرث الإماراتي.
وقالت: "تسعى "دبي للثقافة" من خلال تنظيمها منتدى "بين أعمدة العريش: العمارة في تغير" في المعرض الدولي إلى التعريف بجوهر الهوية الثقافية المحلية وإبراز ما تتمتع به دبي من بيئة جذابة وداعمة لمنظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، والمشاريع الريادية الناشئة، وتعزيز حضور أصحاب المواهب الإبداعية الإماراتية على الخريطة العالمية، وتسليط الضوء على أفكارهم الغنية ورؤاهم الطموحة الهادفة إلى النهوض بقطاع التصميم والعمارة"، لافتة في الوقت ذاته إلى أهمية دور الهيئة وجهودها الهادفة لمد جسور التواصل مع المجتمعات الأخرى، وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي والتعاون الدولي مع المؤسسات الثقافية والإبداعية من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب تقديم خدمات وعروض مبتكرة للمبدعين والمصممين ورواد الأعمال، بهدف دعمهم وتمكينهم من العيش والعمل والإنتاج، كما عبرت بدري عن اعتزازها بمشاركة الهيئة في معرض "إكسبو 2025 أوساكا" في اليابان، التي تواصل عبر إرثها المعماري المساهمة في تطوير المنظور العالمي للتصميم المعماري، من خلاله التزامها بالمرونة والاستدامة والمحافظة على الجذور الثقافية.
تمكين أصحاب المواهب
من جانبها، استعرضت خلود خوري، مديرة إدارة المشاريع والفعاليات في "دبي للثقافة"، أهداف برنامج "منحة دبي الثقافية" ودورها في تطوير قطاع الثقافة والفنون في دبي، عبر توفير مجموعة من المنح التي تصل قيمتها إلى 180 مليون درهم ستوزع على مدار 10 سنوات، وسيتم تسخيرها لدعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية في مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية، التي تشمل الفنون البصرية والتشكيلية والرقمية، والتصميم، والآداب، والتراث والمتاحف، والفن في الأماكن العامة، والفنون الأدائية، والألعاب، والتطوير المهني، وفنون الطهي.
جلسات نقاشية وحوارية
وتضمن منتدى "بين أعمدة العريش: العمارة في تغير" الذي أشرف عليه سالم السويدي، مؤسس "سوالف كولكتيف"، والشريك المؤسس في "ممر لاب"، بالتعاون مع راشد الملا، مؤسس "مبناي" والشريك المؤسس في "ممر لاب"، تنظيم 10 جلسات نقاشية وحوارية، ومن بينها جلسة "ترابط الثقافات: أثر العمارة اليابانية على الهوية المعمارية الخليجية"، حيث استعرضت الفلسفة الكامنة وراء أعمال "آرك آيدينتيتي"، التي تستند إلى بحوث حول تطور حركة الحداثة اليابانية خلال الفترة من الأربعينيات وحتى السبعينيات، ومساهماتها في صياغة لغة معمارية محلية جديدة حملها معماريون يابانيون بارزون معهم خلال زياراتهم لمنطقة الشرق الأوسط، بينما تناول المشاركون في جلسة "خيوط مترابطة: التراث العمراني الحديث بين التقليدي والمعاصرة" كيف استلهمت الحركات المعمارية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، أساليبها من طبيعة البيئة المحلية وتغيراتها مناخية ومواد البناء المستخدمة فيها، وكيف عبرت في الوقت نفسه عن تطلعات التصميم المعاصر.
وأضاءت جلسة "بناء المكاتب العمرانية: التحديات والفرص في ريادة مكاتب الخاصة" على بيئة الإمارات التنافسية وما يتميز به المشهد المعماري المحلي من مرونة ووعي ثقافي ورؤية استراتيجية، مستعرضةً أساليب المعماريين في تأسيس استوديوهات تصميم قادرة على مواجهة التحديات والضغوط الاقتصادية، ومواكبة تحولات الأجندات العمرانية وتلبية توقعات العملاء، فيما تناولت جلسة "تفعيل الموقع: صياغة السياق في الأماكن البيئية والثقافية" طرق تفاعل المعماريين مع التراث والمكان، وتأثير التحليلات السياقية، والانضباط المادي، والسرديات الثقافية والبيئية على عملية التصميم، واستعرضت جلسة "التصميم في السياق العلمي في الإمارات: علم أصول التدريس التصميمي" دور المبادرات الثقافية وأنظمة المواد المحلية في إعادة تشكيل تعليم التصميم المستدام في الإمارات، من خلال الاستناد إلى عملية البحث التي تجريها وحدة (LIMASS) للتصميم والبحث، التي تديرها لينا أحمد وماركو سوسا في جامعة زايد.
وتناولت جلسة "من شرق إلى شرق: العمارة اليابانية في السياقات الإماراتية" العمارة بوصفها وسيلة للترجمة الثقافية، حيث تلتقي الأفكار العالمية بالخصوصيات المحلية، كما استعرضت الجلسة أعمال ك. تاكيهاشي موروياما في الإمارات، إلى جانب دور كل من أحمد آل علي وأحمد بوخش في هذا المشهد، وتأثير المبادئ المعمارية اليابانية في مشاريعهم، بينما سعى المشاركون في جلسة "من بيوت العريش إلى الفلل" إلى استكشاف تحوّل أنماط السكن في دولة الإمارات، من خلال تتبّع تأثير التطلعات الثقافية المتغيرة والتطورات المادية والتغيرات المناخية على العمارة السكنية.
عبقرية هندسة الأفلاج
وضمن جلسة "الفلج: من الماء تنبع الحياة" استعرض المشاركون عبقرية هندسة الأفلاج وآليات إدارتها المجتمعية واستدامتها البيئية، بوصفها تقنية متقدمة لإدارة المياه شكّلت الحياة الزراعية والعمرانية في المنطقة على مدى قرون. فيما ساهمت جلسة "التميز في تصميم الأجنحة: حلول مبتكرة للمساحات الكبرى" في استكشاف مفاهيم الاستدامة، والابتكار في المواد، ومبادئ الاقتصاد الدائري، وكيف تسهم المواد المحلية في إعادة تعريف الإمكانيات المعمارية في الإمارات، واستعرض المتحدثون في جلسة "إعادة تشكيل المناطق التاريخية في دبي: التحديات والفرص" أساليب تحويل المعالم التاريخية إلى منصات ثقافية نابضة بالحياة، من خلال تجربة "دبي للثقافة" في توثيق التاريخ الشفهي للمدينة، عبر متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات.
وكجزء من مشاركة وفد "دبي للثقافة" في معرض "إكسبو 2025 أوساكا"، زارت سعادة هالة بدري، ترافقها شيماء راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في "دبي للثقافة"، وخلود خوري، وسارة الباجة جي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بالإبانة في "دبي للثقافة"، ومريم مظفر أهلي، مدير قسم المقتنيات في "دبي للثقافة"، مجموعة من الأجنحة الدولية، من بينها جناح المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة قطر، وفرنسا.
كما زار الوفد، أجنحة دول "نورديك" التي تضم النرويج والدنمارك والسويد وفنلندا وأيسلندا، وجزر فارو وجرينلاند وأولاند، إضافة إلى أجنحة كوريا الجنوبية، وألمانيا، وسلطنة عمان، وسنغافورة، وجناح المرأة وغيرها، حيث اطلع الوفد على ما تتضمنه الأجنحة من مشاريع نوعية وأفكار مبتكرة تعكس رؤى الدول المشاركة وتطلعاتها إلى المستقبل.
جولة
إلى ذلك، نظمت الهيئة جولة واسعة في أوساكا والمدن المجاورة لها، شارك فيها 12 مصمماً ومعمارياً من الرواد والناشئة، وهم: المهندس المعماري أحمد بوخش، مؤسس شركة "آرك آيدينتيتي"، والمعروف بمساهمته في تصميم جناح "مبدعون في الخير" في "إكسبو 2020 دبي"، وفاطمة السويدي، رئيسة قسم التشريعات والسياسات الخاصة بالتراث الثقافي في وزارة الثقافة، وأحمد آل علي، مؤسس شركة "إكس أركيتكتس"، وفاطمة الزعابي، المؤسِّسة المشاركة لـ"استوديو D04"، والمصمم عبدالله الملا، مؤسس استوديو "ملا"، ولينا أحمد، أستاذة مشاركة في التصميم المستدام بجامعة زايد، وليث الشيادي، مخطط حضري في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان، وريم القمزي، مؤسسة استوديو RQticets، وراكان لوتاه، مؤسس استوديو "راكان لوتاه"، ونورة العور، الشريك المؤسس لـ "استوديو D04"، إضافةً إلى المهندس المعماري في "كودا" حمد المطوع، ومحمد سالم الشفيعي، مهندس في هيئة الطرق والمواصلات بدبي.
وجاءت الجولة في إطار جهود الهيئة الهادفة إلى تمكينهم من استكشاف المشهد المعماري والفني الذي تتميز به أوساكا والمدن المجاورة لها، وذلك من خلال زيارة مجموعة من أهم معالمها ومواقعها الثقافية والتراثية، ومن بينها المتحف الوطني للفنون، والمقر الرئيسي لشبكة آساهي للبث، ومبنى "أوميدا سكاي" من تصميم هيروشي هارا، وحدائق تيم لاب النباتية، إلى جانب التركيز بشكل خاص على أعمال المعماري الياباني الشهير تاداو أندو من خلال زيارة معرضه في "غراند غرين أوساكا"، وحديقة كيوتو للفنون الجميلة، ومتحف هيوغو للفنون، ومعبد هونفوكوجي المائي، ومجمع يومي بوتاي – وجميعها من تصميم تاداو أندو، وغيرها.
أهمية إتاحة الفرص للمبدعين
وفي هذا السياق، لفت سالم السويدي إلى أن المشاركة في تنظيم هذا البرنامج يبرز أهمية إتاحة الفرص للمبدعين وتمكينهم من التواصل وتبادل الأفكار في بيئة منفتحة، مشبراً إلى أن اللقاءات التي جمعت المعماريين الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة شكّلت مساحة غنية للنقاش، وأسهمت في تعزيز الروابط المهنية والإنسانية بينهم. مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تُعد خطوة محورية نحو بناء منظومة مستدامة قادرة على دعم وتطوير القطاع الإبداعي في الدولة.
وأكد راشد الملا أن زيارة المعرض الدولي ساهمت في مد جسور التواصل بين المعماريين المخضرمين والجيل الجديد من المكاتب المعمارية، بما يعزز فرص التعاون بينهم مستقبلاً. وأشار إلى أن الرحلة فتحت آفاقاً جديدة أمام المعماريين والمخططين الحضريين الإماراتيين، وأعادت تشكيل نظرتهم للعمارة من خلال الاطلاع على المدارس والتيارات المعمارية اليابانية وما تتميز به من مفاهيم وأساليب عمل فريدة، ما يتيح لهم إمكانية الاستفادة منها في مشاريعهم المقبلة. وأوضح أن المنتدى لعب دوراً مهماً في تفعيل الحوار الثقافي الإماراتي الياباني، عبر تقديمه رؤية شاملة للجمهور الياباني والعالمي حول ملامح المشهد المعماري في دبي والإمارات، وما يشهده من مبادرات ومشاريع مبتكرة تعكس روح الإبداع لدى الكفاءات المحلية.
وبدوره نوه أحمد بوخش إلى أن الجولة التي نظمتها "دبي للثقافة" وما تضمنته من معالم ومواقع ثقافية بارزة في أوساكا والمدن المجاورة لها شكلت تجربة استثنائية، حيث أتاحت المجال لاستكشاف روائع العمارة اليابانية وما تتميز به من تفاصيل دقيقة تنسجم مع طبيعة الثقافة والبيئة المحيطة بها، كما منحتنا فرصة التعرف على مفاهيم جديدة في التصميم والعمارة، وإمكانيات تطبيقها في مشاريع مستقبلية ستشكل إضافة نوعية للمشهد العماري المحلي.
من جانبها، وصفت فاطمة السويدي الزيارة بأنها "تجربة استثنائية"، مشيرة إلى أن أكثر ما شدّ انتباهها هو طابع مدينتي أوساكا وكيوتو المعماري الذي يوازن بين الأصالة والحداثة. وقالت: "أتاحت لي الزيارة فرصة التعرف عن قرب على أعمال المعماري تاداو أندو، الذي طالما ألهمنا بقدرته الفريدة على تجاوز المفاهيم التقليدية للعمارة، مع المحافظة على جوهر الثقافة اليابانية"، منوهةً إلى أن زيارة المعرض الدولي ساهمت في تعزيز التواصل بين المشاركين ومكّنتهم من تبادل الأفكار في بيئة ملهمة.
وأوضح المهندس حمد المطوع أن الجولات التي نظمتها الهيئة خلال المعرض الدولي جاءت ثرية بالمعرفة، وأسهمت في تسليط الضوء على أهمية الهندسة المعمارية كوسيلة تعبّر عن توجهات الإنسان وتطلعاته. وقال: "كانت جولاتنا حافلة بالتجارب واللحظات الاستثنائية، ولعل أبرزها زيارتنا لأعمال المعماري تاداو أندو، وهو ما ساعدنا في استكشاف وفهم أسلوبه في توظيف الضوء والصمت داخل الفضاء المعماري". أما المصمم عبدالله الملا فأشار إلى أن زيارته للمعرض الدولي ضمن وفد الهيئة كانت مصدر إلهام حقيقي، لما وفرته من فرصة للتعرف على تفاصيل العمارة اليابانية. وقال: "تنتشر أعمال المعماري تاداو أندو في العديد من المواقع حول العالم، إلا أن زيارتها في سياقها الأصلي داخل اليابان شكلت تجربة استثنائية بالنسبة لي، أتاحت لي فهم كيف تحتضن المدن فكر المعماري وتُجسّد فلسفته بانسجام مع البيئة المحيطة". وأكد الملا أن اللقاء مع معماريين ومصممين من ثقافات متنوعة وتبادل الرؤى معهم، أضاف بُعداً غنياً للنقاشات التي شهدها المنتدى.
ولفتت نورة العور إلى أن زيارة المعرض الدولي وحضور منتدى "بين أعمدة العريش: العمارة في تغير" أتاحا لها فرصة اكتشاف مدى اهتمام اليابان بالثقافة وحرصها على صون التراث والحرف اليدوية التقليدية. وقالت: "شملت جولتنا مع "دبي للثقافة" معالم ثقافية وتراثية متنوعة بدءاً من المعابد التاريخية وحتى استوديوهات التصميم المعاصر، حيث تميز كل موقع بطابعه وعناصره الخاصة التي تجلت في تفاصيل الشكل والخامات والضوء، وغيرها، وقد شكل ذلك مصدر إلهام يدفعنا نحو تطوير أساليبنا ومنهجياتنا في التصميم والعمارة، كما أتاحت هذه التجربة فرصة التعرف على رؤى مختلفة حول كيفية تكريم التراث والمحافظة على روح الحداثة والانفتاح على المستقبل".
وبدورها عبرت ريم القمزي عن اعتزازها بالمشاركة في هذه الزيارة التي شكلت مصدر إلهام لها. وقالت: "ساهمت الرحلة في فتح آفاقاً جديدة لنا، عبر إتاحتها فرصة للقاء نخبة من المعماريين والمصممين من حول العالم، وتبادل الأفكار والرؤى وبحث سبل التعاون المشترك خلال المستقبل". ومن جانبه، أكد راكان لوتاه أن هذه التجربة أسهمت في تغيير نظرته إلى الهندسة المعمارية، من خلال ما قدمته من رؤى متنوعة في هذا المجال.
تجربة فريدة
ومن جهتها، أشارت فاطمة الزعابي إلى أن زيارة اليابان ضمن وفد "دبي للثقافة" مثلت تجربة فريدة لهم.
وقالت: "أتاح لنا التجوال في شوارع أوساكا وكوبي وجزيرة أواجي، إمكانية التعرف على أعمال تاداو أندو، التي تجسد قدرة العمارة على التفاعل مع الطبيعة والهوية في آن واحد، وكيف يمكننا كمعماريين مقيمين في الإمارة إعادة تخيّل المساحات وتقديمها بأساليب مبتكرة قادرة على التأقلم مع المناخ والاحتفاء بالثقافة، فيما أكد محمد الشفيعي أن الزيارة مكنته من اكتشاف جوهر العمارة اليابانية ودقتها وتنوع أساليبها التي ترتكز على الإنسان، إلى جانب اهتمامها بالتفاصيل وهو ما يتجلى في أعمال المهندس المعماري الياباني تاداو أندو.
وأكد ليث الشيادي أهمية هذه التجربة ودورها في تمكين المبدعين من تبادل الأفكار والتعرف على البيئة العمرانية اليابانية ومناقشة أوجه التشابه والاختلاف بينها وبين العمارة السائدة في المنطقة، والاستفادة منها في تطوير مفاهيم جديدة تسهم في الارتقاء بقطاع العمارة والتصميم. في السياق نفسه، عبّر أحمد آل علي عن سعادته بزيارة المعرض الدولي، مشيراً إلى أن هذه التجربة أثرت معرفته ومكّنته من استكشاف مفاهيم جديدة في التصميم المعاصر، وأبرز التقاطعات بين العمارتين اليابانية والإماراتية، وما بينها من تداخل جميل يعكس أرضية مشتركة وفرصاً واسعة للتعاون.
ومن جانبها لفتت لينا أحمد إلى أن المنتدى تميز بقدرته على جمع نخبة من المعماريين والمصممين من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها لمناقشة مستقبل العمارة والثقافة والاستدامة. وقالت: "تعكس هذه التجربة أهمية المنتدى ودوره في إتاحة المجال أمام المعماريين والمهنيين والأكاديميين لتبادل الأفكار والانخراط في نقاشات نقدية فيما بينهم ومع الجمهور الدولي، ما جعل منه بمثابة منصة مبتكرة تسهم في إحداث التغيير الإيجابي في قطاع العمارة والتصميم"، فيما أشار ماركو سوسا، أستاذ مشارك في تخصص العمارة والتصميم الداخلي في جامعة زايد – فرع أبوظبي إلى أن "دبي للثقافة" تمكنت عبر المنتدى من توفير مساحة مثالية للعروض التقديمية والنقاشات التي شارك فيها نخبة من المهنيين والأكاديميين الذين قدموا العديد من الرؤى الملهمة التي تسهم في تطوير القطاع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.. ثمانية وعشرون عاماً من العطاء
جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.. ثمانية وعشرون عاماً من العطاء

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.. ثمانية وعشرون عاماً من العطاء

ومنذ تلك الانطلاقة المباركة كانت هذه الجائزة الرفيعة واحدةً من أرقى معاني الحضور الدولي لمدينة دبيّ التي تحتلّ قلب العالم الحديث، ولكنها لا تكتفي بالحضور المعاصر بل تمدّ جذورها إلى أعمق نقطة في تربة الحضارة العربية الإسلامية، فكانت هذه الجائزة الميمونة المباركة التي رعاها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد خير تعبير عن أصالة دبي وعمقها الحضاري. وعنايتها الصادقة الحثيثة بكتاب الله تعالى على مستويات متعدّدة جعلت من هذه الجائزة مهوى الأفئدة لجميع حُفّاظ كتاب الله تعالى، وجميع العلماء والباحثين الأصلاء المشتغلين في حقول الدراسات القرآنية وعلوم السيرة على وجه الخصوص، ونضّرت هذه الجائزة بحضورها المدهش في قلب الثقافة العربية وجه دبيّ، وجعلت منها عاصمة ثقافية تحتفي بكنز الثقافة وجذر الوعي العربي الإسلامي المتمثّل في كتاب الله المجيد. فكانت السبّاقة في تنظيم المسابقات الدولية والمحلية في حفظ القرآن الكريم، ونالت ثقة الجميع بسبب ما تميّزت به معاييرها من النزاهة والعدالة ممّا منحها سمعة دولية طيبة جعلتها في طليعة المدن المهتمّة بكتاب الله تعالى ضمن نشاطات متميزة وفعاليات ذات قيمة حضارية ومعرفية تجلّت في اهتمامها بنشر الكثير الطيب من الكتب التراثية المختصّة في علوم التفسير وعلوم القرآن في المقام الأول، والعلوم الشرعيّة الأخرى من السنّة والسيرة النبويّة المطهّرة والفقه وعلوم اللغة العربيّة من غريب وبلاغة ومعانٍ وبديع فضلاً عن التراجم والثقافة الإسلاميّة. وقد أبدعت في هذا المجال إبداعاً شهد به القاصي والداني، وجعل جائزة دبي جائزةً منافسة على مستوى العالم حيث كان عُشّاق علوم التفسير وعلوم القرآن على وجه الخصوص والعلوم الشرعيّة والعربيّة ينتظرون إصداراتها الفريدة بكل شوقٍ ولهفة، فهي المبدعة في اختيار الكنوز التراثية الثمينة من كتب التفسير وعلوم القرآن وكتب السنّة والسيرة النبويّة، وكتب البلاغة القرآنيّة والبديع والمعاني وغيرها. وستبقى لها البصمة الخالدة في هذا المجال العظيم الذي نالت بسببه الثناء والتقدير والاحترام من جميع علماء العالم الإسلامي ومن المؤسّسات العلميّة بسبب جودة ما يصدر عنها، فكانت لها الريادة في هذا الميدان تحديداً مما جعلها في طليعة الجوائز الدولية ذات الاهتمام بعلوم القرآن على وجه الخصوص والعلوم الشرعيّة الأخرى على وجه العموم. وكانت له المنزلة الشريفة في قلب الوالد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان رحمه الله الذي كان هو الشخصية الإسلامية الثالثة التي تمّ تكريمها في هذا السياق من نشاطات جائزة دبي المباركة، ثم توالى اختيار الشخصيات المؤثّرة في الحياة الإسلامية بحيث أصبحت شخصيات جائزة دبي من الطبقة الأولى بين رجالات الفكر والدعوة والاجتهاد. فكان لذلك أكبر الأثر في ترسيخ حالة متميزة من الوعي الديني داخل دبي وخارجها بفضل الجهود الطيبة المباركة لجائزة دبي في هذا المجال الجليل، وليس المقام متّسعاً لاستقصاء جميع النشاطات والفروع التي عملت الجائزة على تفعيلها وترسيخ قيمتها في حياتنا التي تستلهم القرآن الكريم، وتتفيّأ ظلال السنة الشريفة لكي يبقى الإسلام صافياً في جوهره، بعيداً عن التعصّب والانغلاق والجمود. فهي أقرب الجوائز إلى قلبه، وهي الطريق التي ارتضاها للوصول إلى ربّه، ولا غرو في ذلك، فقد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنّ خدمة القرآن تعلّماً وتعليماً هي خير عمل يتقرّب به الإنسان إلى ربّه حيث ثبت في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه». ولأنّه كذلك فهو أقرب الطرق التي تهدي قلوبهم إلى أبواب السماء، لأنّ القلوب المقبلة على كتاب الله تعالى هي القلوب التي اصطفاها الله من أجل فهم كتابه وحفظه بين الجوانح وطيّات القلوب: {ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فطوبى ثمّ طوبى لمن كان له حظٌّ من نور هذا الكتاب العظيم. وأنّ هذا التكريم منظورٌ فيه إلى رضا المولى سبحانه الذي يحفظ من حفظ كتابه، ويرحم من رحم الناس استلهاماً من تعاليم كتابه، ويرفع قدر من رفع قدر القرآن وجعله في أعلى المنازل تصديقاً لقول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين».

الشارقة في «اليونسكو»
الشارقة في «اليونسكو»

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

الشارقة في «اليونسكو»

المعجم التاريخي للغة العربية، الانجاز العربي الكبير، الذي بزغ فجره من الشارقة، ها هو يحط اليوم في مكتبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليدرج رسمياً في هذا المحفل الثقافي العالمي الذي تأسس عام 1945 ليسهم عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في التربية والتعليم والثقافة في إحلال السلام والأمن والاحترام العالمي وترسيخ العدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان. بالأمس، وأمام هذه المنظمة، رد الفضل إلى صاحبه، وأقامت المنظمة تكريماً خاصاً لصاحب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمناسبة إنجاز المعجم وإدراجه رسمياً في مكتبة «اليونسكو». الحفل الذي أقيم في مقر «اليونسكو» في باريس جاء تحت شعار «اللغة العربية.. جسر بين التراث والمعرفة»، بحضور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، كان له طعم خاص وحضور خاص، حيث دعت المنظمة سفراء الدول العربية المندوبين لدى «اليونسكو» ليشهدوا تكريم هذه القامة العربية، وليؤكد سموه في كلمته أمام الحفل، أن هذا التكريم يزداد رمزية وعمقاً، لانه يتزامن مع اليوم العالمي للتنوع الثقافي للحوار والتنمية، الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ليكون مناسبة سنوية لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات، وترسيخ التقارب الإنساني. صاحب السمو حاكم الشارقة، لطالما تغنى بلغتنا العربية، وحرص طوال حياته على رعايتها والعناية بها، لتبقى في مكانها المقدر الذي تستحق، من منطلق وعيه أنها الوعاء الأول للثقافة والمعبّر الأصدق عن هوية الشعوب، ظلت على مدى قرون من الزمان، حية نابضة، حملت تراث أمة، واحتضنت علوماً ومعارف لا حصر لها، فهي لسان القرآن الكريم، وأداة التعبير لدى الفلاسفة والعلماء، ووسيلة إبداع الشعراء والمفكرين. ومن منطلق إدراك سموه لدور منظمة «اليونسكو» في رعاية الثقافة واللغات، حرص على أن يقدر هذه المنظمة، ويوفر ما يلزمها لبث محتواها لأكبر قدر من الناس عبر توقيع اتفاقية لرقمنة أرشيف «اليونسكو» العالمي، بمنحة قدرها 6 ملايين دولار مقدمة من هيئة الشارقة للكتاب. المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي ثمنت غالياً هذه المبادرة، وأكدت أنها تشكل دعماً كبيراً للحفاظ على الإرث الكبير من الكتب والوثائق التي تعود إلى أكثر من 80 عاماً من تاريخ المنظمة، وهو ما ترى فيه الشيخة بدور «أن حمايته مسؤولية أخلاقية ومهمة حضارية يجب أن نتشارك فيها جميعاً، لضمان بقائها للأجيال المقبلة».

عمارة الإمارات تمثل إرث الدولة في «إكسبو أوساكا»
عمارة الإمارات تمثل إرث الدولة في «إكسبو أوساكا»

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

عمارة الإمارات تمثل إرث الدولة في «إكسبو أوساكا»

وقالت: تسعى «دبي للثقافة»، من خلال تنظيمها منتدى «بين أعمدة العريش: العمارة في تغير» في المعرض الدولي، إلى التعريف بجوهر الهوية الثقافية المحلية، وإبراز ما تتمتع به دبي من بيئة جذابة وداعمة لمنظومة الصناعات الثقافية والإبداعية. إلى ذلك، نظمت الهيئة جولة واسعة في أوساكا والمدن المجاورة لها، شارك فيها 12 مصمماً ومعمارياً من الرواد والناشئة. وقالت: «أتاحت لي الزيارة فرصة التعرف عن قرب إلى أعمال المعماري تاداو أندو، الذي طالما ألهمنا بقدرته الفريدة على تجاوز المفاهيم التقليدية للعمارة، مع المحافظة على جوهر الثقافة اليابانية». أما المصمم عبد الله الملا، فأشار إلى أن زيارته للمعرض الدولي، ضمن وفد الهيئة، كانت مصدر إلهام حقيقي، لما وفرته من فرصة للتعرف إلى تفاصيل العمارة اليابانية. وقالت: «شملت جولتنا مع «دبي للثقافة»، معالم ثقافية وتراثية متنوعة، بدءاً من المعابد التاريخية، وحتى استوديوهات التصميم المعاصر، حيث تميز كل موقع بطابعه وعناصره الخاصة». وقالت: «ساهمت الرحلة في فتح آفاق جديدة لنا، عبر إتاحتها فرصة للقاء نخبة من المعماريين والمصممين من حول العالم، وتبادل الأفكار والرؤى، وبحث سبل التعاون المشترك خلال المستقبل». ومن جانبه، أكد راكان لوتاه، أن هذه التجربة أسهمت في تغيير نظرته إلى الهندسة المعمارية، من خلال ما قدمته من رؤى متنوعة في هذا المجال. وقالت: أتاح لنا التجوال في شوارع أوساكا وكوبي وجزيرة أواجي، إمكانية التعرف إلى أعمال تاداو أندو، التي تجسد قدرة العمارة على التفاعل مع الطبيعة والهوية في آن واحد، فيما أكد محمد الشفيعي أن الزيارة مكنته من اكتشاف جوهر العمارة اليابانية، ودقتها، وتنوع أساليبها التي ترتكز على الإنسان، إلى جانب اهتمامها بالتفاصيل، وهو ما يتجلى في أعمال المهندس المعماري الياباني تاداو أندو. في السياق نفسه، عبّر أحمد آل علي عن سعادته بزيارة المعرض الدولي، مشيراً إلى أن هذه التجربة أثْرت معرفته، ومكّنته من استكشاف مفاهيم جديدة في التصميم المعاصر. وقالت: «تعكس هذه التجربة، أهمية المنتدى، ودوره في إتاحة المجال أمام المعماريين والمهنيين والأكاديميين، لتبادل الأفكار والانخراط في نقاشات نقدية في ما بينهم، ومع الجمهور الدولي، ما جعل منه منصة مبتكرة، تسهم في إحداث التغيير الإيجابي في قطاع العمارة والتصميم»، فيما أشار ماركو سوسا أستاذ مشارك في تخصص العمارة والتصميم الداخلي في جامعة زايد – فرع أبوظبي، إلى أن «دبي للثقافة»، تمكنت عبر المنتدى، من توفير مساحة مثالية للعروض التقديمية، والنقاشات التي شارك فيها نخبة من المهنيين والأكاديميين، الذين قدموا العديد من الرؤى الملهمة، التي تسهم في تطوير القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store