
نداء من صحفيين سودانيين للمجتمع الدولي
نحن -الصحفيون السودانيون- ندعو المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود الممكنة لدعم زملائنا الذين يغطون الحرب في السودان.
تتوارى الحرب في السودان عن أنظار العالم، وإن شهدت مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح الملايين منذ بدء النزاع المسلح في 15 أبريل 2023. إلا أن الأرقام، مهما بلغت درجة هولها وفداحتها، لا تعكس حجم المأساة الإنسانية المستمرة في البلاد.
فمنذ أكثر من عامين، لا تتوانى الأطراف المتحاربة عن تهديدنا والتضييق علينا، ومنع كاميراتنا وميكروفوناتنا وأقلامنا من تصوير وجوه ضحايا الحرب وإيصال صوتهم إلى العالم، حيث يُحظر علينا إخبار الناس عن المجاعة التي طالت ملايين المواطنين، الذين يُحتجَز كثير منهم في شمال دارفور بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر، حيث يجدون أنفسهم عُرضة لتبادل إطلاق النار من مقاتلي كلا الجانبين، الذين غالبًا ما يتجاهلون المدنيين، بل ويستهدفونهم أحيانًا. ذلك أن السودان غارق في غياهب النسيان منذ أكثر من عامين، حيث أخذ يتوارى تدريجيًا عن دائرة الاهتمام السياسي الدولي، علمًا أن 50 مليون نسمة في أمس الحاجة إلى من ينظر إليها بعين الاكتراث. نحن -الصحفيون السودانيون والمراسلون الدوليون الخاصون، إلى جانب منظمة مراسلون بلا حدود- ندعو المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود الممكنة لدعم زملائنا الذين يخاطرون بحياتهم لتغطية الأحداث من داخل السودان أو لمواصلة نقل الأخبار من المنفى.
يجب على شركاء السودان إقناع الأطراف المتحاربة بالالتزام بدعم الصحافة في البلاد. ويجب على الأطراف المتحاربة -السلطات السودانية من جهة وقوات الدعم السريع من جهة ثانية- أن تضمن وصول الصحفيين بكل استقلالية وأمان إلى جميع أنحاء البلاد، المقسَّمة حاليًا بين مناطق تقع تحت حكم سلطة عسكرية وأخرى خاضعة لقوات شبه عسكرية. كما أن آلة الدعاية التي يسخرها كلا الجانبين تؤجج الانقسامات بشكل يومي، ما تزيد من أهمية دور الصحفيين في السعي إلى الحوار والمصالحة، ولا سيما أولئك الذين يقدمون معلومات مستقلة وموثوقة يمكن التحقق من صحتها.
إن استمرار الإفلات من العقاب على الجرائم التي ترتكبها الفصائل المتحاربة ضد الصحفيين يُمثل أرضًا خصبة لتفاقم مناخ ترهيبي يدفع الصحفيين إلى حافة الرقابة الذاتية أو يجبرهم على العيش في المنفى. فعلى مدى العامين الماضيين، قُتل ما لا يقل عن سبعة من زملائنا بسبب طبيعة عملهم: عصام حسن مرجان وسامي عبد الحافظ (الهيئة العامة السودانية للبث الإذاعي والتليفزيوني)، وحليمة إدريس سليم (قناة «سودان بُكرة» المستقلة)، وأحمد يوسف عربي (قناة «النيل الأزرق»)، وخالد بلال (صحفي كان يشغل منصب مدير الإعلام في المجلس الأعلى السوداني للإعلام والثقافة)، والصحفي الاستقصائي معاوية عبد الرازق (المتعاون مع الصحف الإلكترونية السودانية «الجريدة» و«آخر لحظة» و«الأخبار»)، والمصور التليفزيوني حاتم مأمون المتعاون مع قناة «سودانية 24». أما صحفي وكالة الأنباء السودانية، عبد الرحمن وراب، فلا يزال في عداد المفقودين، إذ يُرجَّح أن يكون اختُطف من منزله بالخرطوم في يونيو 2023.
وبالإضافة إلى هؤلاء القتلى، تم احتجاز ما لا يقل عن 17 من زملائنا، إذ لا يزال حسن حامد، صحفي النسخة العربية لموقع «الإندبندنت» الإخباري، يقبع خلف القضبان منذ أن اعتقلته القوات الحكومية في أكتوبر 2023، فيما كان بصدد تغطية إعلامية في بورتسودان، في حين اعتقلت قوات الدعم السريع الفني المتخصص في القطاع السمعي البصري، مأمون حسن حميد، في يناير 2024، ولا تزال تحتجزه بمكان مجهول.
إننا نطالب بالإفراج الفوري عن الفاعلَين الإعلاميَين المحتجزَين، والتحقيق في اختفاء عبد الرحمن وراب، وإنصاف زملائنا الذين دفعوا حياتهم ثمنًا للقيام بعملهم الإخباري.
الموقعون:
محمد عبد العزيز، صحفي، الديمقراطي
رشا عوض، رئيسة تحرير صحيفة «التغيير» الإلكترونية
علي الدالي، مراسل قناة «الحرة»
عثمان فضل الله، صحفي، مجلة «أفق جديد»
أحمد قجه، صحفي ومؤسس شبكة دارفور لحقوق الإنسان
محمد لطيف، صحفي، «طيبة برس»
محمد ناجي، رئيس تحرير صحيفة «سودان تريبيون»
كمال الصادق، رئيس تحرير «راديو دبنقا»
»
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 19 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة"- الإندبندنت
الأربعاء 21 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل ساعة واحدة أدى تفاقُم الأوضاع الإنسانية في غزة إلى إعلان عدد من العواصم الغربية أخيراً عن رفضها لاستمرار تلك الأوضاع، وقد ترددت أصداء هذا الموقف الغربي في عدد من أعمدة الرأي العالمية، ونستعرض في جولة الصحف لهذا اليوم بعضاً من تلك الآراء. نستهل جولتنا من الإندبندنت البريطانية، والتي نشرت افتتاحية بعنوان: "أخيراً الغرب يتحدث بصوت عالٍ عن غزة- لكن لا يجب أن يتوقف الأمر عند ذلك". وقالت الصحيفة إنه "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة، وإن الوقت قد حان للحديث بصوت عالٍ"؛ على أن يكون هذا الحديث مصحوباً بنشاط دبلوماسي قوي، مع التركيز على إقناع واشنطن بخطورة وأهوال ما يقع في القطاع الفلسطيني. ورأت الإندبندنت أن الأوضاع في غزة تُعطي دافعاً أخلاقياً وإنسانياً لإدارة ترامب لكي تتخذ موقفاً، كما تعطي أيضاً دافعاً سياسياً ودبلوماسياً قد يجده الرئيس الأمريكي والدائرة المحيطة به أكثر إقناعاً- وهو أن "تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تصُبّ في مصلحة أمريكا"، بحسب الصحيفة. وأوضحت الإندبندنت أن الحرب في غزة الآن يبدو أنها تستهدف تسوية القطاع بالأرض وإجبار أهله على النزوح منه، على نحو يستحيل معه تحقُّق طموح ترامب فيما يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام والاعتراف الرسمي بإسرائيل من قبل أصدقاء ترامب في دول الخليج، على حدّ تعبير الصحيفة. وقالت الإندبندنت إنه على الرغم من الصفقات المثمرة- العامة والخاصة- التي أبرمها ترامب في الخليج، فإن "المنطقة لن تنعم أبداً بالاستقرار ما لم تنتهِ الحرب في غزة". كما أن الاستثمارات الأمريكية في كل من السعودية والإمارات وقطر لن تكون آمنة، فضلاً عن أن الاتفاق النووي مع إيران سيكون مستحيلا، وفقاً للصحيفة. ونبّهت الإندبندنت إلى أن الرئيس ترامب أظهر قدرة على اتخاذ موقف مستقل إزاء الحوثيين في اليمن، وعلى صعيد العلاقات مع القيادة السورية الجديدة بل وحتى على الصعيد الإيراني- وكلها مواقف لا تروق لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ "أما على صعيد غزة، فإن الرئيس الأمريكي لم يُحرّك ساكناً بعد"، على حدّ تعبير الصحيفة. وحذّرت الإندبندنت من أن المأساة في غزة قد تُسفر قريباً عن موجة من هجرة آلافٍ عديدة من الفلسطينيين إلى الغرب بحثاً عن حياة جديدة- فيما يُعتبر دافعاً آخر ومُبرّراً قوياً لإنهاء الحرب في غزة فوراً. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تدابير أخرى يمكن أن يتّخذها المجتمع الدولي في هذا الصدد- ومنها "الحدّ من تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة"، وهناك أيضاً، "مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية" والتي يمكن أن تُطرَح أكثر للنقاش المفتوح، في إطار حلّ الدولتين، وفقاً للإندبندنت التي أشارت كذلك إلى خيار الضغوط الاقتصادية على حكومة نتنياهو. ورأت الصحيفة أنه سيكون مفيداً في هذا الصدد، أن يكسِب الساسة البريطانيون ونظراؤهم حول العالم، الجدال مع نتنياهو بشأن الحرب في غزة- بالإشارة إلى أنه "لم ينجح في إطلاق سراح الرهائن بسرعة؛ ولم يكسر حركة حماس ولا هو أنهى تماماً تهديد الهجمات الإرهابية؛ وأنه (نتنياهو) ربما نجح في التخلّص من عدد من قيادات حماس، لكن ذلك لم يأتِ نتيجة للقصف العشوائي وإنما نتيجة لسياسة الاغتيالات". "وليقُل الساسة البريطانيون لنتنياهو إن حربه في غزة لم تتسبب فقط في كارثة إنسانية مستمرة، وإنما فشلت في تحقيق أهدافها المُعلَنة؛ كما تركت هذه الحرب الشعب الإسرائيلي أقلّ أماناً مما كان عليه قبلها- وهذا في حدّ ذاته ينبغي أن يكون أكبر تُهمة توجّه إلى نتنياهو"، وفقاً للصحيفة البريطانية. "أقلّ ما يمكن فِعلُه في سبيل تحقيق السلام" صدر الصورة، AFP وننتقل إلى صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية والتي نشرت افتتاحية بعنوان "المساعدات الإنسانية تعود إلى غزة- وحماس". وقالت الصحيفة إن "إسرائيل أعادت تدفُّق المساعدات إلى غزة يوم الاثنين رغم إدراكها الكامل بأن الكثير من هذه المساعدات ستسرقه حركة حماس، وبأن بعض الإمدادات ستُباع مُجدداً للناس، بما يموّل المجهود الحربي لحماس ويساعدها في البقاء في حُكم القطاع". ونوّهت وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل كانت قد سهّلت دخول 25 ألف شاحنة مُحمّلة بالمساعدات الإنسانية أثناء الهدنة التي انتهت في 18 مارس/آذار، وأنها كانت واثقة أن غزة لديها إمدادات تكفيها لمدة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أشهر، لكن بعد أن "سرقت حماس المساعدات"، ظهر نقص الإمدادات بشكل واضح بعد ثلاثة أشهر فقط، وفقاً للصحيفة الأمريكية. "فماذا كان للعالم أن يفعل- هل يضغط على حماس لإعادة ما سرقته؟ أم يضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المزيد لحماس لكي تسرقه؟ الإجابة دائما تأتي باختيار الشق الثاني من السؤال، رغم ما يعنيه ذلك من إطالة زمن الحرب"، بحسب الصحيفة. ورأت وول ستريت جورنال أنه "ينبغي أن يكون من مصلحة الجميع ألّا تصل المساعدات إلى أيادي حماس"، قائلة إن "التوقف عن تزويد الإرهابيين بالإمدادات هو أقل ما يمكن للمنظمات الحقوقية أن تفعله في سبيل تحقيق هدف السلام"، وفقاً للصحيفة الأمريكية. غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية" صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيم حزب الديمقراطيين المعارض يائير غولان. ونختتم جولتنا من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وافتتاحية بعنوان "الحقيقة المزعجة هي أن يائير غولان مُحقّ بشأن ما أصبحت عليه إسرائيل". وقالت هآرتس إن عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيم حزب الديمقراطيين المعارض يائير غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية". ورأت الصحيفة أن "هذا هو التفسير الأكثر دقّة للهجوم الذي يتعرض له غولان من كل الطيف السياسي الإسرائيلي تقريباً- من أقصى اليمين إلى الوسط المعتدل، بعد أنْ أدلى بتصريحاته يوم الثلاثاء". ونقلت هآرتس بعضاً مما قاله غولان من أن "إسرائيل على الطريق لكي تصبح دولة منبوذة، على نحو ما كانت عليه جنوب أفريقيا ذات يوم، إذا هي لم تعُد وتتصرف كدولة عاقلة.. وإن الدول العاقلة لا تشنّ حرباً ضد مدنيين، ولا تقتل أطفالاً رُضّع كهواية ولا تضع لنفسها أهدافاً من قبيل طرد الشعوب". وأكدت هآرتس أن الحقيقة التي انطوت عليها هذه التصريحات هي بالضبط السبب وراء الهجوم الشامل الذي تعرض له صاحبها- غولان. ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو، الذي يعرف الجميع علاقته بهذه الحقيقة التي نطق بها غولان، اتّهم الأخير بالـ "تحريض ضد الجنود الإسرائيليين وضد دولة إسرائيل". كما حذّر وزير الخارجية جدعون ساعر من أن تصريحات غولان من شأنها أن "تغذّي نيران معادات السامية". أيضاً، وزير الدفاع يسرائيل كاتس وصف تصريحات غولان بأنها "افتراء دموي وضيع"، مطالباً بإقصاء صاحب هذه التصريحات من الحياة العامة. ووزير الاتصالات شلومو كرعي هو الآخر اتهم النائب يائير غولان بأنه "إرهابي"، وفق الصحيفة. ولفتت هآرتس إلى وصول هيستريا الهجوم على غولان إلى خطوط المعارضة؛ فاتهم أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا غولان بالإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي. وقال زعيم حزب الوحدة الوطنية بِيني غانتس إن تصريحات غولان "تضع حرية الجنود الإسرائيليين في خطر". كما سارع زعيم حزب هناك مستقبل، يائير لابيد إلى الإعلان عن أن "القول إن الجنود الإسرائيليين يقتلون الأطفال الرُضّع كهواية هو خطأ وهديّة لأعداء إسرائيل". ونبّهت هآرتس إلى أن "الةقل التي تناضل من أجل إنهاء الحرب تخضع للاضطهاد ولتكميم الأفواه"، مشيرة إلى أن تسعة ناشطين أُلقي القبض عليهم هذا الأسبوع لأنهم تظاهروا احتجاجاً على استمرار الحرب.


الدستور
منذ 5 أيام
- الدستور
وسائل الإعلام الدولية تعد محادثات إسطنبول "انتصارا لبوتين"
تباينت آراء وسائل الإعلام حول مخرجات محادثات إسطنبول بين موسكو وكييف، ولكنها اعترفت بأن الاجتماع بحد ذاته هو انتصار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخطوة نحو السلام. وذكرت صحيفة "موندو" الإسبانية أن المحادثات سبقها "أسبوع من عدم اليقين" بشأن المشاركين في الوفود القادمة إلى تركيا لإجراءات المحادثات. ورأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن محادثات إسطنبول هي انتصار رمزي لبوتين، مضيفة بأن اتفاق تبادل الأسرى هو الأكبر (من حيث العدد) منذ بدء النزاع المسلح، في حين أفادت صحيفة "الإندبندنت" أيضا أن المحادثات الحاسمة انتهت بعد يومين صاخبين من عدم اليقين ما إذا كان الاجتماع سيعقد أصلا. وأضافت "الغارديان" أن فلاديمير زيلينسكي كان "يناور" في الأسابيع الأخيرة في محاولة لإظهار نفسه بشكل أفضل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومع ذلك فإن تصريحات رئيس البيت الأبيض الأخيرة أكدت فشل محاولات زيلينسكي في التأثير على أفكار ترامب. وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه على الرغم من أن المحادثات ربما لم تحرز نتائج مهمة إلا أن الاجتماع في حد ذاته "انتصار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، كما نوهت بأن "عدة أيام من الاستعراض والمناورة قبل المحادثات دارت حول فلاديمير زيلينسكي، الذي زار أنقرة فقط ولم يعرج على إسطنبول. وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية أنه "اتفقت روسيا وأوكرانيا على شيء ما في النهاية، فالنتيجة الإيجابية لمحادثات السلام هي أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل أسرى الحرب بصيغة ألف مقابل ألف". وشددت صحيفة "أفتنبوستن" النرويجية على أن "تبادل الأسرى هو إجراء يستخدم في الدبلوماسية العسكرية لبناء الثقة". ولفتت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن أوكرانيا وروسيا تجريان محادثات للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، لكنها تدعي أن "توقعات التقدم لا تزال منخفضة، حيث لا تزال الفجوة بين كييف وموسكو "واسعة" بشأن "الشروط الرئيسية" لإنهاء الصراع.


مصراوي
منذ 6 أيام
- مصراوي
كيف يرى الإسرائيليون زيارة ترامب إلى الخليج؟
لا تزال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج تحظى باهتمام الصحف العالمية. ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالًا بعنوان "هل ينبغي أن تقلق إسرائيل من نجاح زيارة ترامب للشرق الأوسط؟"، بقلم الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس. ونوّه بينكاس، في بداية مقاله، إلى أن جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخليجية لم تكن أبدًا عن إسرائيل، لكنّ الإسرائيليين أصبحوا يرون "هذه الزيارة كلها عن إسرائيل"، رغم أن الرئيس الأمريكي تجنّب بشكل مُلفِت أن تتضمن جولته زيارة إسرائيل. ورأى بينكاس أن جولة ترامب هذه قد "قلبتْ ديناميكيات الشرق الأوسط، وأعادت تحديد الأولويات، وتركت إسرائيل في حالة من الاستياء الصامت". ولفت الكاتب، إلى أن ترامب في غضون 48 ساعة دعا ثلاث مرّات إلى إنهاء الحرب في غزة؛ و"مدّ غُصن زيتون" إلى إيران -عدوّ إسرائيل اللدود، عبر التأكيد على اهتمامه بإنجاز اتفاق نووي مع طهران؛ كما أجرى مفاوضات مباشرة مع حماس من أجل إطلاق سراح الأسير الأمريكي الإسرائيلي، عيدان ألكسندر. وتجدر الإشارة أيضًا إلى "الطريقة التي أجرى بها ترامب محادثات في الرياض مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان – عدوّ إسرائيل العنيد" وفقًا لصاحب المقال. "حلّال مشاكل" ورأى بينكاس أن ترامب "يُبدي حِرصًا على إقحام نفسه في حلّ الأزمات والصراعات حول العالم: سواء صراع روسيا-أوكرانيا، أو صراع الهند-باكستان، أو حرب غزة، والآن يحاول مع الأزمة في إيران. بل إنه منخرط في الصراع بين رواند وجمهورية الكونغو الديمقراطية". وقال بينكاس: "على غير ما اعتدنا أن نرى الولايات المتحدة في الـ 80 عامًا الأخيرة، كمُحَكِّم عالميّ ومُرتِّب للأولويات، نرى ترامب يُقدِّم نفسه كحَلّال مشاكل – وليس كقوة دبلوماسية وعسكرية إمبريالية" على حدّ تعبير الكاتب. وفي ذلك، رأى الكاتب الإسرائيلي، أن ترامب سلك مسارًا "توفيقيًا وتصالُحيًا" في الشرق الأوسط، لا سيما إزاء إيران، قائلًا إن الولايات المتحدة ترغب في رؤيتها "بلدًا رائعًا وآمِنًا وعظيمًا"، فقط لو تتخلى قياداتُها عن فكرة حيازة سلاح نووي. ولفت بينكاس، إلى أن ترامب، قبل أسبوعين، كان قد أعلن عن وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، واصفًا إياهم بالـ "شُجعان". وقال بينكاس: "لم يعُد مَحلًا للشكّ الآن أن دونالد ترامب هو رجُل صفقات وأنه غير متوقَّع". ونبّه الكاتب إلى ما وصفه بأنه "حقيقية بديهية في الدبلوماسية التجارية' التي ينتهجها ترامب، وهي أن المقايضة مبدأ أساسي. ورأى بينكاس أن ترامب في جولته الخليجية هذه "قصَد مكانًا يمكنه أن يجد فيه شيئًا". في المقابل، لفت الكاتب إلى أن "الإدارة الإسرائيلية ليس لديها ما تقدّمه من أشياء ذات قيمة ملموسة للبيت الأبيض"، لا سيما بعدما أفسد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة ترامب بخصوص غزة، عبر خرْق الهدنة بشنّ غارات جوية على أهداف لحماس. ورأى صاحب المقال أن نتنياهو أصبح في نظر ترامب "مصدر إزعاج"؛ قائلًا إن "واشنطن ضاقتْ ذرعًا بعبَثية الحرب التي يديرها نتنياهو في غزة"، بعد أربعة أشهر من عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وعليه، قررت الولايات المتحدة تعليق هجماتها على الحوثيين، كما فتحتْ قنوات دبلوماسية مع طهران، وأصبحت ترى في تركيا والسعودية "حليفَين موثوقين". واختتم بينكاس بالقول إن "زيارة ترامب للخليج لم تكن تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، كما لم تكن تستهدف إسرائيل، لكنها سُرعان ما أصبحت كذلك بالضبط".