logo
رياح وأوتاد: مواقف اتخذوها وكلمات صدعوا بها

رياح وأوتاد: مواقف اتخذوها وكلمات صدعوا بها

بمناسبة شهر رمضان نتذكَّر عظماء الإسلام الذين وقفوا مواقف مشهودة، وصدعوا بكلمات خلَّدها التاريخ، وكانت درساً للأجيال.
أول هذه المواقف ما وقع بين النبي، صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب، وهو يناقشه في الحديبية، فعندما قرَّر النبي الهُدنة مع كفار مكة، قال له عمر: «ألسنا على الحق وهم على الباطل؟»، فردَّ عليه النبي: «بلى»، فقال عمر: «أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟»، فقال له النبي: «بلى»، فقال عمر: «فعلام نعطي الدنية في ديننا؟»، فقال له النبي: «إني رسول الله، ولن يضيعني الله».
فهذا عمر لم يتوان عن مناقشة النبي في قراره، ثم ذهب إلى أبي بكر، فسمع منه مثلما قال النبي، ثم أنزل الله سورة الفتح، فقال عمر: «أوفتح هو؟»، فقال النبي: «نعم»، (البخاري ومسلم عن عدد من الصحابة).
هذه الحادثة الرائعة تعلِّمنا حِلْم النبي، وهو المعصوم وولي أمر جميع الصحابة والمسلمين، وهو يستمع إلى عمر، وحرص عمر على مناقشة النبي وأبي بكر.
والموقف الثاني، للإمام أحمد بن حنبل، الذي ناقش علماء أربعة خلفاء عباسيين في مسألة خلق القرآن، فعذبه الخلفاء، لكنه صبر، وصدع بالحق، وأعلن رأيه وموقفه، وكانت بغداد تسمع وتكتب أجوبة ابن حنبل، حتى اقتنع الخليفة الرابع، فأطلق سراحه، وسجَّل التاريخ انتصاره.
والموقف الثالث، للإمام العز بن عبدالسلام، الذي أنكر على سلطان دمشق الملك الصالح إسماعيل، لأنه استعان بالإفرنج وأعطاهم صفد وقلعة الشقيف، فغضب عليه السُّلطان، فخرج إلى مصر، ورحَّب به السُّلطان نجم الدين أيوب قبل وفاته، فتولَّى القضاء فيها، ثم اعتزله، واستنجد به المسلمون عندما بدأ التتار غزو دمشق ومصر، فأفتى بعدم جواز أخذ المال من العامة لتجهيز الجيوش إلا بعد أن ينتهي المال الذي في بيت المال من الجواهر والذهب، وكذلك المماليك الذين كانوا ملوكاً وأمراء، لكنهم ليسوا أحراراً، لأن ملكيتهم تعود إلى بيت مال المسلمين، ثم أمر ببيع المماليك، فاشتروا أنفسهم، وقبض ثمنهم، وجهَّز الجيوش، وقاتلوا التتار، وهزموهم، بإذن الله.
والموقف الرابع، للإمام ابن تيمية، الذي ألَّف كتاب «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية»، وهو يحتوي على نصائح علنية عظيمة لولاة الأمر والرعية، وقد أسهب أساتذة السياسة الشرعية المعاصرون في شرحه والتعليق عليه، كما أفتى - رحمه الله - بأن الثلاث طلقات في مجلس واحد تُعد طلقة واحدة، على خلاف الرأي الرسمي لفقهاء عصره، فشكاه خصومه إلى السُّلطان، فسجنه حتى وفاته، فلم يتنازل، وكان يفتي ويدرِّس - رحمه الله - وهو في سجنه.
هذه مواقف لبعض الرموز في مناسبات مختلفة، ولم يكن هدفهم منها الانقلاب أو الاستيلاء على الحُكم، بل كان هدفهم بيان الحُكم والموقف الشرعي، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجلب المصلحة العامة في كل ظرف من الظروف وفق الضوابط الشرعية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مرقص من بكركي للاعلاميين: هكذا نضع الرجاء في الاعلام
مرقص من بكركي للاعلاميين: هكذا نضع الرجاء في الاعلام

المدى

timeمنذ 2 ساعات

  • المدى

مرقص من بكركي للاعلاميين: هكذا نضع الرجاء في الاعلام

شارك وزير الاعلام المحامي د. بول مرقص، في اللقاء الإعلامي الخاص، الذي نظمه اليوم المركز الكاثوليكي للإعلام، لمناسبة 'اليوم العالمي الـ59 لوسائل الإعلام' والسنة اليوبيلية 'الرجاء لا يخيب' مع البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي – بكركي. وألقى الوزير مرقص كلمة، توجه فيها الى الاعلاميين: 'اسمحوا لي بداية، أن اشكر المجلس الكاثوليكي للاعلام على هذه الدعوة الكريمة، وان أعبر عن امتناني لوجودي في الصرح البطريركي في حضرة 'سيدنا الراعي'، في حضرة الرجاء، وفي رحاب الكلمة التي كانت في البدء. نلتقي هذا الصباح، في مناسية تنفتح على بعد ديني، وجودي، انساني، لبناني، وطني، وعلى دعوة الى تأمل عميق مع شركائنا في الوطن في محطات أخرى مقبلة ان شاء الله. ما هو الاعلام الذي نريده للبنان؟ ما هي الرسالة؟ ما هو الرجاء؟ نحتفل باليوم العالمي التاسع والخمسين لوسائل الاعلام في ظل عنوان نابع من روح الايمان المسيحي، ومؤطر بنداء كنسي بليغ: 'الرجاء لا يخيب'. وكيف يخيب الرجاء، وبكركي تاريخيا جعلت منه فعلا ايمانيا خلاصيا، وحولته من قضية لاهوتية الى خيار وطني، على صلابتها تأسس لبنان، وبثباتها اعطيت مجده. هذه شهادة تقال للتاريخ لا للمجاملة . فبعض الحقائق لا تصنف طائفيا او مذهبيا'. أضاف مرقص :'بكركي صخرة لبنان، كما بطرس صخرة الكنيسة. بطرس اوكل اليه بناء الايمان، وبكركي اوكل اليها بناء لبنان مع الشركاء في الوطن، وبين الصخرتين أسس الرجاء حيا لا يهزم. على صخرتها اتكأ لبنان حين ترنح. كانت صوته في صمته، ودرعه في حربه.وقفت على قمة السيادة. لم تهادن ولم تساوم على الكيان'. وتابع :'ما أصدق هذا الرجاء حين يتحول من مفهوم لاهوتي الى موقف وطني، يدونه غسان تويني في 'النهار'، لا كافتتاحية، بل كقسم، فيصدح ديكها كل صباح إيذانا بالفجر! وما أبهى هذا الرجاء حين يخطه طلال سلمان في 'السفير'، لا كصوت له، بل لمن لا صوت لهم، وما أعظم هذا الرجاء حين يصبح عهدا، كما فعل جبران تويني بقسمه الشهير،وسمير قصير بمقاله الاخير،ومي شدياق بجرحها الناطق،وسواهم كثر. هؤلاء الكبار لم يكتبوا لانفسهم، بل للبنان، للقيم، للحرية، للعدالة. كتبوا لانهم آمنوا بان الكلمة تنقذ وطنا'. واستطرد مرقص: 'من هنا، من بيروت، عاصمة الكلمة، قال غسان تويني 'لنذهب الى الحرب دفاعا عن السلام'. من هنا رفع شعاره الخالد 'ندافع عن لبنان بالكلمة لا بالسلاح'. من هنا ، من بيروت، رسم طلال سلمان السياسة بالحبر، وكتب: 'نكتب لنحيا.. نكتب لاننا نحلم بوطن لا يخون فيه القلم القلب'. وأشار إلى أن 'لبنان لم يكن يوما مجرد نقطة على خارطة العرب، بل كان النقطة التي وضعت على حروفهم لتكتمل لغتهم. هذا الوطن الصغير في حجمه، الكبير في أثره، من شرفاته خرج صوت الحرية، كجرس كنيسة لا ينقطع، كنداء حضاري صقل وجه الاعلام العربي'. ولفت إلى أنه 'في وطن كلبنان، حيث الكلمة احيانا تنير، واحيانا تشعل، يصبح للاعلام دور يشبه رسالة الكنيسة، شأنها شأن سائر الاديان السماوية الكريمة. فإذا كانت الكنيسة تبشر بالرجاء، فالاعلام يبشر بالحقيقة، لان الرجاء بلا حقيقة وهم، والحقيقة بلا رجاء قسوة'. وقال: 'نلتقي اليوم ونحن في عهد جديد، يحمل وعدا بمصالحة اللبناني مع ذاته، مع دولته، مع تاريخه وحاضره وغده ومستقبله. عهد يقوده فخامة الرئيس جوزاف عون، بروح اصلاحية، وبوصلة سيادية، وارادة قوية، ارادة بإعادة بناء الدولة كقيمة ومعنى. ومن هذا الرجاء الجديد، نتطلع الى اعلام متجدد، يصنع الوعي، يشارك في الشأن العام، ويرعى الهوية الثقافية والروحية والوطنية للبنان'. وختم: 'في هذا العهد، لا مكان الا لصحافة الرجاء، ولبنان الذي انجب جبران خليل جبران ومارون عبود وميخائيل نعيمة وامين الريحاني وسعيد عقل وخليل مطران وبشارة الخوري ومي منسى وسواهم, لا يليق به ان يختطف صوته او يشوه قلمه. نريد إعلاما يشبه هذا اللبنان في اجمل تجلياته. حين يكون عاليا كصنين، حرا كجزين عميقا كأنوبين، متجذرا كالارز، صادقا كدمعة ام شهيد،وعادلا كمنبر كنيسة. دعونا نعيد الاعتبار الى الكلمة، كما ارادها الكتاب المقدس:'في البدء كان الكلمة'. أنحني امام صمود الاعلام اللبناني، امام تعبه،امام ايمانه بأن لبنان ليس قضية خاسرة، بل وطن يقاوم بالنور، ويشفى بالحقيقة، ويقوم بالرجاء والصلاة. ونحن في قلب هذا الرجاء، نرفع صلاتنا ايضا من اجل ان تتوقف الحروب في منطقتنا، ان يسكت السلاح، ان يعلو صوت الحياة. والرجاء، كما عنوان هذا العام، وكما قال بولس الرسول:' لا يخيب'.

الحرس الوطني يحتفل بتخريج دفعات جديدة من الضباط
الحرس الوطني يحتفل بتخريج دفعات جديدة من الضباط

كويت نيوز

timeمنذ 15 ساعات

  • كويت نيوز

الحرس الوطني يحتفل بتخريج دفعات جديدة من الضباط

تحت رعاية معالي الشيخ مبارك حمود الجابر الصباح رئيس الحرس الوطني، وبحضور سعادة وكيل الحرس الوطني الفريق الركن مهندس هاشم عبدالرزاق الرفاعي، أقيم في قاعة الشهداء بمعسكر الصمود حفل تخريج دورة الطلبة الضباط الأطباء ودورة الطلبة ضباط الطب المساعد والهندسة الطبية ودورة الطلبة ضباط الميدان حملة الشهادة الجامعية وخريجي كلية الملك خالد العسكرية ودورة الوكلاء المرشحين لرتبة ملازم. ونقل سعادة وكيل الحرس الوطني للخريجين تهنئة معالي الشيخ مبارك حمود الجابر الصباح رئيس الحرس الوطني، ومعالي الشيخ فيصل نواف الأحمد الصباح نائب رئيس الحرس الوطني، معربا عن سعادته أن ينضم إلى الحرس الوطني كوكبة جديدة من الضباط لمساندة إخوانهم في السلاح. ووجه إلى الخريجين كلمة أكد فيها أن الولاء والانتماء للوطن هو أغلى ما يمتلكه الإنسان، وهدفنا هو الدفاع عن هذه الأرض الكريمة وتحقيق الأمن والأمان لمواطنيها في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو ولي العهد الشيخ حفظهما الله ورعاهما. من جانبه، ألقى آمر معهد تدريب قوات الحرس الوطني العميد الركن خالد منور دواس كلمة أكد فيها تنفيذ توجيهات قيادة الحرس الوطني بترجمة أهداف الخطة الاستراتيجية 2030 «حماية وطن» بالارتقاء بالحرس الوطني في شتى المجالات العسكرية والإدارية والفنية وتأهيل كوادره علمياً وعسكرياً، ليقوموا بواجباتهم بكل كفاءة واقتدار. ودعا الخريجين إلى اكتساب الخبرة من الذين سبقوهم والامتثال للأوامر والتعليمات التي تصدر من رؤسائهم، مشددا على الالتزام بمبادئ وقيم ديننا الحنيف وقال: «كونوا صورة مشرفة للحرس الوطني». ثم قام الضباط الجدد بأداء القسم، متعهدين بالذود عن الوطن والتضحية بالنفس والنفيس، وفي الختام قام سعادة وكيل الحرس الوطني بتكريم أوائل الدورات.

هل تؤيد قصف طهران؟
هل تؤيد قصف طهران؟

الرأي

timeمنذ 20 ساعات

  • الرأي

هل تؤيد قصف طهران؟

مع الضربة المباغتة التي شنّها الكيان الصهيوني على طهران قبل أيام، والمستمرة إلى يومنا هذا، والتي أدت إلى اغتيال شخصيات عسكرية وأمنية وعلميّة، وتدمير منشآت عسكرية ومدنية مهمة. تفاوتت ردات الفعل من قبل الشعوب العربية والإسلامية، ما بين مؤيد ومعارض ومحايد! يبني المؤيدون للضربة موقفهم بناء على تدخلات - سابقة وبعضها مستمر - لإيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ودول الخليج . أما المعارضون للاعتداء الصهيوني على إيران، فإنهم وإن كانوا يرفضون مواقف إيران وتدخلاتها السابقة ، إلا أنهم لا يقبلون أن يتم الاعتداء على بلد مسلم من قبل كيان صهيوني مجرم. فهم يرون بأن هزيمة إيران هي هزيمة لعموم المسلمين وكسر لشوكتهم، وهي فتح لشهية الكيان المحتل كي يستمر في بسط هيمنته على المنطقة، وإسكات أي صوت معارض ومقاوم للتمدد الصهيوني في المنطقة. لايزال حلم الصهاينة في إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات حاضراً في عقولهم ومناهجهم ومناقشاتهم وخططهم. وهم إن تمكّنوا من إسكات إيران وتدميرها - لا سمح الله - فإنهم سينتقلون إلى باكستان النووية حتى ينزعوا عنها سلاحها، وإلى تركيا التي تطورت كثيراً في إنتاج سلاحها حتى يحيدوها. وما تصريح نتنياهو، الأخير بأن إعادة الخلافة العثمانية أصبح بعيد المنال في الوقت الحاضر، لهو مؤشر خطير على نياتهم السيئة! يُشكر لدول مجلس التعاون الخليجي موقفها الواضح من استنكار العدوان الصهيوني على إيران حيث أصدرت بيانات استنكارية، كما تم الاتصال ما بين قيادات دول الخليج مع القادة في إيران وأعلنوا التضامن معها. علينا أن نتعلم من التاريخ وأن نتذكر ما جرى للمسلمين في بلاد الأندلس، وكيف تساقطت الدويلات واحدة بعد الأخرى بسبب اختلاف المسلمين وتنازعهم حتى سقطت آخر معاقلهم. العقل والمنطق والتاريخ يجعلنا نرفض تفرد أعداء الأمة بأي بلد مسلم ومحاولة إسقاطه، حتى لا يأتي اليوم الذي نردد فيه (أُكِلت يوم أُكِل الثور الأبيض). فنصيحة لله: تعاملوا مع الأحداث بعقولكم لا عواطفكم. X : @abdulaziz2002

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store