
عصابة تحدث الرعب في نفوس ساكنة الوحدة الرابعة بالداوديات
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تعرض أحد المواطنين لمحاولة سرقة مقرونة باعتداء جسدي عنيف، كما تم تسجيل هجوم على منزل يحمل رقم 640 بالوحدة الرابعة، بالقرب من مخبزة « إيورلي »، بعدما أقدم المهاجمون على كسر باب المنزل وترويع السكان.
وتؤكد شهادات من عين المكان أن تلك الليلة تحولت إلى ما يشبه « ليلة سوداء »، إذ استمرت المواجهات والاعتداءات حتى حدود الرابعة صباحاً، وسط غياب أي تدخل أمني فوري لوقف هذه الأعمال الإجرامية.
وأمام هذه الأحداث المتكررة، عبّر سكان المنطقة عن استيائهم العميق من تدهور الوضع الأمني، مطالبين والي أمن مراكش بالتدخل العاجل، وتكثيف الحملات الأمنية بشكل مستمر، لوضع حد لهذه الاعتداءات وحماية سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 10 دقائق
- IM Lebanon
بين 'السلاح' و'اليونيفيل'.. لبنان ينتظر براك وأورتاغوس
كتب داود رمال في 'الأنباء الكويتية': تتجه الأنظار في الساعات المقبلة إلى الزيارة التي يبدأها الموفد الأميركي السفير توماس براك إلى بيروت ترافقه الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، حيث يستهل لقاءاته صباح غد الاثنين مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على أن تشمل تباعا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام وقيادات عسكرية وسياسية أخرى، في جولة توصف بأنها من الأكثر أهمية على صعيد العلاقات اللبنانية – الأميركية في المرحلة الراهنة. وقال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ «الأنباء»: «تحمل الزيارة تحمل طابعًا ضاغطًا ورسائل واضحة من واشنطن، في لحظة دقيقة يتقاطع فيها المسار الداخلي اللبناني مع الحراك الدولي والإقليمي، ما يجعلها محط متابعة استثنائية». الحدث البارز الذي يضاعف من أهمية هذه الجولة أن الحكومة اللبنانية كانت قد اتخذت قرارا بالغ الحساسية يقضي بحصرية السلاح بيد الدولة وتكليف الجيش وضع خطة تنفيذية واضحة على أن يكتمل هذا المسار مع نهاية السنة الحالية، وهو القرار الذي أرفق بإقرار المبادئ الرئيسية الواردة في الورقة الأميركية التي جرى التداول بها في الأسابيع الماضية. وبحسب المصدر الديبلوماسي، «فإن واشنطن تعتبر ما أقدمت عليه بيروت خطوة نوعية يجب تثبيتها دوليا، في مقابل الاعتراضات التي برزت من ثنائي حركة أمل وحزب الله، حيث لجأ الحزب إلى التحرك في الشارع وأطلق أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مواقف تصعيدية أوحت بأن التنفيذ لن يمر بسهولة». ومن العناصر التي تزيد من حساسية التوقيت أن زيارة باراك تأتي عشية التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل». وأشار المصدر «إلى أن مرافقة مورغان أورتاغوس ليست تفصيلا عاديا، بل تعكس صلة مباشرة بعملها ضمن البعثة الأميركية في الأمم المتحدة، ما يعني أن ملف اليونيفيل حاضر بقوة على جدول الزيارة، وان لدى واشنطن توجه جديد حول مهام اليونيفيل ومستقبلها». إلى جانب ذلك، تحضر في خلفية الزيارة تداعيات قمة ألاسكا التي جمعت الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. ووفق المصدر «فإن باراك سيحمل إشارات عن توافقات أو تفاهمات قد تنعكس إيجابا على لبنان وتضعه في صلب معادلة الاستقرار الدولي». الأنظار في بيروت تتجه أيضا إلى ما قد يحمله باراك من جديد حيال الموقفين الإسرائيلي والسوري، خصوصا بعدما خطا لبنان خطوات متقدمة لإعادة الأمن والاستقرار المستدام على طول حدوده الجنوبية كما الشرقية والشمالية، في إطار خطة شاملة لإعادة بسط سلطة الدولة. ويؤكد المصدر «أن الموفد الأميركي سيضع أمام المسؤولين اللبنانيين تصورا أوليا حول مدى جدية الالتزامات الدولية حيال أمن لبنان ومنع أي خروقات على جبهاته». بهذا المعنى، لا تبدو زيارة باراك وأورتاغوس محطة عادية في مسلسل اللقاءات الديبلوماسية التي شهدها لبنان في الأشهر الماضية، بل هي زيارة مفصلية تحمل في طياتها إمكان رسم خطوط المرحلة المقبلة، سواء لجهة تثبيت قرار حصرية السلاح وإعطاء الجيش الغطاء الدولي اللازم لتنفيذه، أو لجهة تجديد ولاية اليونيفيل وضمان استقرار الجنوب، أو حتى لناحية رسم معالم مقاربة أميركية جديدة تجاه لبنان ضمن التوازنات الإقليمية والدولية المستجدة. ومن هنا، فإن لبنان الرسمي والشعبي يترقب بدقة ما ستفضي إليه هذه الجولة وما إذا كانت ستشكل بداية مسار يفتح الأفق أمام استقرار فعلي طال انتظاره.


IM Lebanon
منذ 10 دقائق
- IM Lebanon
لقاء بري – براك محطة لربط حصرية السلاح بالضمانات
كتب محمد شقير في 'الشرق الأوسط': التوقيت السياسي الذي اختاره أمين عام «حزب الله»، نعيم قاسم، بتهديده الحكومة بالنزول إلى الشارع لمنعها من نزع سلاحه، ليس معزولاً عن الأجواء التي سادت اجتماعه بالأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، ويأتي استباقاً للقاءات التي يعقدها الوسيط الأميركي، السفير توم برّاك، الاثنين، مع المسؤولين اللبنانيين، في حضور نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط، مورغن أورتاغوس، لتمرير رسالة عالية النبرة، متوعِّداً بخطوات تصعيدية، وبرد فعل غير مسبوق في حال أصرّ مجلس الوزراء على الجدول الزمني الذي وضعه لتطبيق حصرية السلاح قبل انتهاء العام الحالي. واضطر قاسم لرفع السقف، دفاعاً عن تمسكه بسلاحه، ما لم يترافق مع انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف خروقاتها واعتداءاتها، كضمانات تتلازم مع تطبيق حصرية السلاح على دفعات، لأن وضع جدول زمني بلا مقابل يشكل نقطة إجماع بداخل الثنائي الشيعي لا عودة عنها، فيما يرصد السفراء الأجانب والعرب في لبنان موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري من تهديدات حليفه، وعدم تعليقه عليها حتى الساعة، وهذا ينسحب على الحلقة الضيقة المحيطة به التي تفضل التريُّث إفساحاً في المجال أمام اجتماعه المرتقَب ببرّاك وأورتاغوس الذي هو موضع اهتمام المجتمع الدولي، ورهانهم عليه، أي بري، كرافعة لإخراج حصرية السلاح من التأزم. تريث ودعم إيراني وسألت المصادر السياسية عن الدوافع التي أملت على قاسم تهديده للحكومة وتلويحه باللجوء إلى الشارع، مستخدماً تعابير من العيار الثقيل استحضر فيها لغة الحرب. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه كان الأجدر به التريث بانتظار ما سيؤول إليه لقاء «أخيه الأكبر»، أي بري، مع الوسيط الأميركي، ولم يكن مضطراً لحرق المراحل وإيصال البلد إلى حافة الهاوية؟ كما سألت: هل استند قاسم، في تهديداته التي أطلقها، وقوبلت بردّ فعل جامع عالي النبرة، إلى جرعة دعم زوّده بها لاريجاني بـ«الحفاظ على المقاومة، وعدم التخلي عنها، باعتبارها رأسمال لبنان، لا يجوز التفريط بها، وتوظيفها لتحرير الجنوب»، مع أنه يدرك سلفاً أن إيران لم تعد قادرة على تعويم أذرعها في الإقليم، بعد التحولات التي شهدها؟ ولفتت المصادر إلى أن قاسم لم يكن مضطراً لتكرار تمسكه بسلاحه والتعاطي معه على أنه وحده مصدر وجوده السياسي، وأن تأييده لحصرية السلاح يؤدي حكماً للاستقواء على الحزب وإلغائه من الحياة السياسية، ورأت أن توزيع تهديداته يميناً ويساراً، ليس في محله، وقوبل بمواقف متشددة أظهرته وحيداً في الساحة، ولم يبقَ لديه إلا قلة لا تأثير لها في الداخل. استعجال «حزب الله» وقالت إن قاسم استعجل فتح النار دفاعاً عن سلاحه، وتعاطى في حملاته على خصومه؛ بأنه خياره الوحيد للبقاء على قيد الحياة السياسية، وأن استحضاره للغة الحرب لا يدعو بيئته للاطمئنان، بل يقلقها، وكان يُفترض به التريث حتى رؤية ما سيسفر عنه لقاء «أخيه الأكبر» بالوسيط الأميركي، والخطة التي ستضعها قيادة الجيش لتطبيق حصرية السلاح، ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، خصوصاً أن شمول جميع خصومه بالحملة يتعارض مع دعوته في السابق للانفتاح، ولو من موقع الاختلاف، على شركائه في الوطن، وبالتالي فإن مشكلته لا تتعلق بمطالبته بالضمانات، ولا برفضه للجدول الزمني ، وإلا فما تفسيره للانقضاض، عن سابق تصوُّر وتصميم، على الجميع، بلا استثناء، ما عدا حركة «أمل»، وإن كان لا مصلحة له للاستقواء بالشارع، لأنه سيف ذو حدين، ولن يجد من يصطدم معه؟ وسألت المصادر قاسم: لماذا لا يسحب وزيريه من الحكومة، ما دام يتهمها بتنفيذ أوامر أميركية – إسرائيلية لنزع سلاحه؟ وقالت إن استعجاله رفع سقفه يعزز الاعتقاد السائد بأنه يربط مصير الحزب بإيران استجابةً لرغبتها في الإمساك بالورقة اللبنانية، مع أن الولايات المتحدة ما زالت، برفضها الربط بين الساحتين اللبنانية والإيرانية، توصد الباب أمام طلب إيران معاودة التفاوض. لقاء بري – براك وفي المقابل، تبقى الأنظار مشدودة للقاء بري – برّاك، لعله يفتح الباب أمام تدخله، أي بري، لدى «حزب الله» بتبديد هواجسه، إلا إذا كانت لديه حسابات تتجاوز لبنان إلى إيران لا يستطيع التفلُّت منها. وفي هذا السياق، كشف مصدر في الثنائي الشيعي لـ«الشرق الأوسط» أن إنجاح مهمة بري يقع على عاتق برّاك، بالتزامه بالضمانات التي وردت في ورقته الأولى للرؤساء الثلاثة، التي خلت منها ورقته الثانية، وهذا ما تناقله زوار بري عنه بقوله إن «الورقة الثانية التي تسلمتُها منه، هي بخلاف ورقته الأولى لشطبه الضمانات الأميركية – الفرنسية التي يُجمع عليها الرؤساء؛ بإلزام إسرائيل بوقف النار، وانسحابها من الجنوب، بالتلازم مع تطبيق حصرية السلاح الذي يتيح للبنان سيطرته على جميع أراضيه». وسألت: ما الجدوى من خلوّ الثانية من أي إشارة إلى مياه نهر الوزاني والغموض الذي يكتنف هوية مزارع شبعا وترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بتغييب اتفاقية الهدنة الموقَّعة بين البلدين؛ كونها الناظم الوحيد لترسيمها. فهل يعيد برّاك النظر بورقته هذه؟ خصوصاً أن انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة لم يكن على خلفية اعتراضهم على حصرية السلاح الذي نص عليه البيان الوزاري و«اتفاق الطائف» ومقدمة الدستور اللبناني، وإنما لمطالبتهم بتأجيل البحث، ريثما يتسنى لهم مراجعة مرجعياتهم، وتحديداً فيما يتعلق بوضع جدول زمني للانسحاب، في غياب الضمانات التي استبدلها بالضغط على إسرائيل، إضافة إلى تراجعه عن موافقته على تكليف عون وبري برعايتهما لحوار يراد منه إنضاج الظروف لتطبيق حصرية السلاح مقرونةً بالضمانات المطلوبة من إسرائيل. وعليه، فإن تجاوب برّاك مع إصرار الرؤساء على توفير الضمانات، من شأنه أن يدعم موقف بري ليتصدر الصفوف الأمامية، بدعوة «حزب الله»، للتجاوب مع إصرار الحكومة على حصرية السلاح، الذي هو مطلب دولي وعربي، من دونه لا يمكن فك الحصار المفروض على لبنان لإخراجه من أزماته؛ كون حصريته تشكل الممر الإلزامي لإنقاذه من جهة، وتسقط ذرائع الحزب أمام بيته التي يبقى همها الأول عودة الجنوبيين إلى بلداتهم، ومنها المدمَّرة، لإنهاء ما يسمى بـ«الحزام الأمني الناري» الذي يمنعهم من العودة.


IM Lebanon
منذ 10 دقائق
- IM Lebanon
المجتمع الشيعي بين الاعتدال والانغلاق
كتب عباس هدلا في 'نداء الوطن': يطالعنا في كل فصل صيف ومع بداية فعالياته من نشاطات وحفلات وموسم سباحة، شروط هنا ومنع هناك، ورفض لبوركيني هنا، وحجاب هناك ولباس البحر في مكان آخر، وكأن لبنان أضحى مجموعة كانتونات لمجموعات تفرض فيها أساليبها وأنماطها، دون الأخذ بالاعتبار مفهوم احترام الخصوصية الشخصية وعدم تعميمها. وإذا كان منع دخول المحجبات لبعض المسابح الخاصة فعلًا عنصريًا يستهدف أفرادًا يتمتعون بخصوصية معينة، فإن فرض نمطية خاصة على مجتمع بكامله تحت حجة الأكثرية هو عملية ممنهجة لتدجين وتنميط هذا المجتمع بمفاهيم وأدبيات تفرضها هذه المجموعة أو الجماعة، وتجعل من أبناء هذا المجتمع أسرى لهذه النمطية عن رضى أو مكرهين، وهذا من أخطر الأمور التي تهدد المجتمع اللبناني وتماسكه. ولعل سرديات المنع والقمع التي حدثت في المناطق الشيعية من رفض للباس البحر، ومنع النزهات المشتركة للجنسَين، وإقفال محال الكحول وسحب رخصها، والشروط البلدية لصالات الألعاب وتحديد شكل اللباس، وغيرها من أساليب المنع، وعرائض الرفض والفرض و'فورات' المشايخ الحريصة على منع المنكرات ولو بالغصب، أظهرت هذا المجتمع، كمجتمع منعزل يرفض التنوع، ويسعى للتعميم، ويسحق الاختلاف في سبيل النمطية السائدة، وهو ما يتعارض مع روحية هذا المجتمع وحيويته المتجسدة في مشاركة أبنائه بشكل فعال وأساسي في مختلف فعاليات وأنشطة الترفيه في مختلف المناطق اللبنانية، كلاجئين خارجين من نمطية الحزن القهر. المجتمع الشيعي من التهميش إلى الحيوية لا شك أنه مع إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، دخل المجتمع الشيعي مرحلة جديدة ضمن إطار الدولة الفتية، فبعد قرون من الاضطهاد والتهميش والحرمان، أضحى اللبنانيون الشيعة يتمتعون بحقوق ويتوقون للقيام بواجباتهم تجاه الوطن الذي اعترف بهم وأخرجهم من الإنكار الذي كانوا يتعرضون له أيام العثمانيين إلى رحاب المواطنة والمساواة، فبحسب كتاب 'الشيعة في لبنان طقوسًا ومجتمعًا وثقافة: من الحيوية إلى النمط الموجه' الصادر عن 'أمم للتوثيق والأبحاث' عام 2023، انخرط اللبنانيون الشيعة في كافة مضامر الحياة الاجتماعية والثقافية في مجال الشعر والأدب والفن بمختلف أنواعه من مسرح وغناء ورسم وتمثيل وسينما حيث كانت دور السينما موجودة في المناطق الشيعية شأنها شأن سائر المناطق اللبنانية في خمسينات وستينات القرن العشرين. فعلى سبيل المثال، كانت السينما في النبطيَّة تُعرَضُ بدايةً في الهواء الطَّلْقِ على سطحِ مبنى علي حسين الصبّاح، إلى أن أنشأ حسيب جابر عام 1943 السينما الأولى فيها باسم 'روكسي'، وفي 13 كانون الثاني 1960، دُشِّنَتْ سينما 'ريفولي' من قِبَل عادل الصبّاح ويوسف خضرا، وبلغَ عددُ مقاعدِها 523 بين صالة وبلكون، كما كانت فترةُ الستينات مرحلةً ذهبيَّة للسينما في ساحل المتن الجنوبي، فقد أُنشئَتْ في الضاحية الجنوبيَّة لبيروت أولُ سينما، واسمها 'راديو' وكانت في برج البراجنة ومالكُها من عائلة فرحات، كما افتُتحَتْ سينما 'بالاس' لصاحبها أحمد سنّان وأشِقائه، والد المنتج جمال سنّان، وسينما 'دنيا'، وكلها 'على خط واحد من عين السكّة إلى الغبيري' التي أقيمَتْ فيها سينما 'الأهرام'، وكان في بئر العبد سينما 'ساندريلا' وسينما 'هيلتون' التي تحوَّلتْ إلى مسرح لفرقة 'أبو سليم' وسينما 'راديو' وكانت صالاتُها تَشهَدُ حفلاتِ زجلٍ وغناء لمُطربين. نمطية جماعة الولاية تسود: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع مجيء السيِّد موسى الصَّدر إلى لبنان عام 1959 بدأتْ تَتبلوَرُ حالةٌ ثقافيَّة إسلاميَّة شيعيَّة بوجهٍ جديد، لها أطُرها الثقافيَّة والفكريَّة المُرتَكِزَة على الأسُُس والمبادئ الدينيَّة للمذهب الشِّيعي، وكانت تأخذ مساحتها في ظل التنوع والحيوية دون أن تستأثر بنمطية معينة، فكان الانفتاح والالتزام متعايشين دون أن يكون هناك فرض لنمطية فكرية أو دينية، ولعل حادثة بائع المثلجات المسيحي في صور خير دليل على هذا التوجه الإسلامي المعتدل، حيث وصل إلى مسامع الإمام الصدر أن بعض أبناء صور الشيعة يقاطعون متجرًا لبيع المثلجات لأن صاحبه مسيحي، فما كان منه إلا أن توجه بعد صلاة الجمعة سيرًا على قدميه إلى متجر المسيحي وطلب صحن بوظة وجلس يتناوله أمام المتجر ليشاهده الجميع. مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبدء مشروع تصدير ثورتها إلى لبنان، ظهرت في الساحة الشيعية نمطية اجتماعية فكرية ثقافية دينية تقوم على رفض كل أنواع الترفيه واعتماد الإطار الديني كركيزة للحالة الاجتماعية في المناطق الشيعية فأضحى لها مُنَظِّروها ومؤسَّساتُها الثقافيَّة وإنتاجُها المتعدِّد من الكتابة إلى المسرح والسينما، وكل ميادين الثقافة والفكر والفنّ. تتداخَل لدى 'حزب الله' العناوين وتتماسَك بشكلٍ يَصعُب تفكيكُها، فلا يمكن فَصْل الجانب الاجتماعي لديه عن ذاك الثقافي على اختلاف توجُّهاته من أدبيَّة، فنيَّة وأيديولوجيَّة. بدأ تنميط هذا التوجه الاجتماعي من خلال الدعوات في الجوامع والحسينيات واللقاءات الدينية، ومن خلال الشعارات التي أطلقها 'الحزب' كشعار 'حجابُكِ، أختي، أغلى من دمي' الذي انتشر في فترةِ الحرب الأهليَّة مُذيَّلًا بتوقيع 'وصيَّة شَهيد'، وبعد تمدد 'الحزب' وسيطرته على العديد من المناطق بدأت تظهر اللجان الاجتماعية التي تعمل على 'الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر' وتعلن الإرشادات والتقيّد بعدة أمور كـ 'مراعاة الحشمة في اللباس في حدود المحافظة على الأجواء الإسلامية… والتذكر دائمًا أننا نعيش في مناطق إسلامية ولسنا في بلاد الكفر والشرك'، 'عدم القيام بالحفلات المحرّمة… وضرورة التقيد بعدم رفع أصوات الغناء سواء في المنازل أو السيارات وغيرها'، وكان يطلق عليها اسم 'لجان إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'. مع نهاية الحرب الأهلية، تمدد 'النمط الولائي' فانعدمت الحفلات الفنية في المناطق الشيعية وأقفلت دور السينما فيها، إما رضائيًا أو مكرهة، فأضْحَتْ المناطق الشيعية تلبَسُ لَبُوسَه وتسير وِفْقَ أهوائه، وانغلقت تلك المناطق اجتماعيًا وثقافيًا ضمن ضوابط هذه النمطية وأدبياتها. بين النمطية والرغبة: لجوء وهجرة مع تسيّد النمطية 'الولائية' المناطق الشيعية، أضحت أساليب الترفيه لدى المجتمع الشيعي خارج مناطقه، وأضحى من يرغب في الترفيه أو العيش وفق 'النمطية اللبنانية' مجبرًا على التوجه إلى المناطق اللبنانية الأخرى كلجوء أو نزوح داخلي أو هجرة موقتة، ما ساهم في تفعيل وازدهار السياحة الداخلية، وبالتالي أصبح ظاهرًا أن إرساء نمطيات وبطريقة جبرية وممارسة الترهيب والفرض، تحت حجة الأكثرية وواقع المنطقة وأدبيات المجتمع لا تعمل على الإقناع إنما تشجع على النزوح إلى مناطق أخرى. لا شك أن النمطية 'الولائية' ترسخت في المناطق الشيعية من خلال الهيمنة المطلقة والسيطرة على المجالس المحلية من بلديات وحتى محافظين، وبالتالي أضحت هذه النمطية متجذرة بحكم الأمر والواقع والسلطة الإدارية والمناطقية، ولكن يبقى السؤال، ما هو دور الدولة اللبنانية في الحفاظ على التعدد والتنوع في المناطق وفي العمل على تنويع المناطق ديموغرافيًا بعدما فرزتها الحروب المتتالية؟ وهل يجوز إبقاء مناطق بنمطية محددة منغلقة عن المناطق الأخرى؟ أم يجب خلق مساحات متنوعة في تلك المناطق؟ يبقى السؤال الأساسي، متى تبادر الدولة اللبنانية وإداراتها وأجهزتها إلى معالجة تأثيرات الحرب اللبنانية ونتائجها؟ أم أنها ستبقى تدير الأزمات أو تقف موقف المتفرج؟