logo
الحوثيون بندقية للإيجار والعبث

الحوثيون بندقية للإيجار والعبث

النهار٢٩-٠٣-٢٠٢٥

الجماعة الحوثية التي أدخلت البلد الكبير في مأزق أكبر، جعلت الشعب جله إن لم يكن كله يرى أن ضرب الحوثي فرصة للخلاص من حالة العبث التي كرستها الجماعة المتمردة في اليمن.
يعزز من نظرة الشعور بالعزلة والتجاهل هذا الغموض الإعلامي. لا صور ولا معلومات ولا إمكانية لسماع شهادات الناس. لا أحد يتحدث في هذا البلد المحشور في أقصى الجزيرة العربية عما يحدث، عدا صور من تليفونات عابرة، وحديث لمراقبين بعيدين مكاناً ووعياً عن مجمل الصورة الحقيقية.
والمؤلم هو متاجرة الحوثي بآلام الناس وأوجاعهم، والمزايدة على القضية الفلسطينية العادلة، فقد اختطفت الجماعة المتمردة عاصمة اليمن في لحظة تناحر وانهيار غريب لتسير بمشروع دمار أدخلت فيه البلد في نفق تمزق لن يخرج منه بسهولة، وحولت الجماعة قدرات عاصمة البلد الكبير إلى مختبر لصنع الإرهاب وتصديره، لتجلب لشعب الإيمان والحكمة كل ويلات الحروب وكل أنواع التدخلات. فتصنيف الإدارة الأميركية للحوثيين كجماعة إرهابية جاء متأخراً كما يرى ذلك معظم اليمنيين، حتى أن هناك من يجاهر بالقول إنه لا يثق بما يجري، ويراه ربما سيناريو إعادة تصدير للجماعة التي أصابت الناس بالدمار النفسي قبل دمار المدن.
عزلة مناطق سيطرة الحوثي باليمن تزداد كل يوم، وللعزلة تبعاتها وآثارها؛ فالجماعة القابضة على أرواح السكان فى صنعاء، لا تقوى على تقدير الموقف وتفكر خارج المنطق ويكسبها العزل الواسع انكفاء عدوانياً مخيفاً، مثل كل قبضة للتعصب الديني ينتج دائماً عنها ثنائية العزلة والاستبداد، فالعزلة تزرع في الناس الجهل والشك في الآخرين، وتضعف حجم الثقة المتبادلة، أما الاستبداد السياسي فيزرع في الناس كراهية كل مخالف... وخلال عشر سنوات ليس هناك تواصل حقيقي للناس الذين ساقهم سوء الطالع ليكونوا فى مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي مع العالم.
الجماعة التي أنشأت قوة محلية ضاربة، وسياجاً إعلامياً ديماغوجياً يبدأ بعشرات الإذاعات المحلية ولا ينتهي بطابور من السيطرة على فضاء الإنترنت المحدود أصلاً باليمن, سياج إعلامي مضلل ومثير للشفقة، حيث لا صوت يعلو على صوت الإمام المنقذ وصرخة التشظي المذهبي. ضربت الجماعة عزلة مخيفة على الناس بقبضة أمنية فاشية وأحادية فكرية، لا يجرؤ معها سكان صنعاء على رفع الهمس بأنين جوعهم، أو المطالبة برواتبهم منذ سبع سنوات، لك أن تتصور حجم الإذلال، بأن تُساق إلى عملك كل يوم لسنوات دون أن تجرؤ على مطالبة السلطات بأجر؟ ثم تخرج بمسيرات شعبية تحت سياط الخوف تهتف بعصمة القائد الفرد الملهم! وتجبر تحت نير القهر على شكره لصون كرامة الأمة، وتهتف مطالباً بتحرير العالم، تهتف للحرية وأنت ترسف بأغلال العبودية.
تلك هي صورة صنعاء اليوم، لمن يسأل عنها ولا يراها إلا من خلال إعلام مضلل. وكما وصفها الشاعر الكبير عبدالله البردوني رحمه الله قبل سنين: "مليحة عاشقاها: السلُّ والجربُ... ماتت بصندوق (وضاح) بلا ثمنٍ.. ولم يمتْ في حشاها العشقُ والطربُ".
الآن حتى الطرب تم قتله أيها البردوني البديع. قتل في هتافات الحرب. وظهرت صرخات كراهية مؤذية للذوق والسمع. جُبِل الناس في اليمن، على فطرة نصرة القضية الفلسطينية، وتحرير فلسطين يعيشون في قلب البلد الصعب، وقلوبهم مع قضايا الأمة، فتلك طبيعة الناس هناك، يصحون على نداء القدس، ولا ينامون من أنين غزة، يتعاطفون مع بيروت ويبكون على دمشق.
وحده الحوثي وجماعته بقي دوماً يرى ذلك الأمر بدعة لا تعنيه، حتى جاء فجأة يختطف راية كان ينكرها، وإذا بالناس بين نارين:
الأولى إرهاب قبضته المكرسة للصراع الطائفي والمناطقي، والثانية اختطافه راية فلسطين عنهم عنوة وهم يعرفون زيف إدعائه.
لذا يأتي أي قصف لصنعاء ليكرس حالة الذهول التي تحيط بالناس، فهم يدركون أن جنون ميليشيات الحوثي المتمردة من جلب القصف واستدعاء تدخل العالم، وهم أي الناس من يكتوون بنار كل الحرب، حيث لا يكترث الحوثي لضرب أي منشأة ملك الشعب، ولا يعنيه توفير الخدمات لهم، وبالتالي فإن قصف الكهرباء أو الطرق، لا يشكل أي ضغط عليه ولا يثير غضبه، بل قد نراه ينتشي أكثر، مرسخاً قدمه على واقع ملغم، يفرح بالخراب، كون الحرب لديه مصدر رزق لا كارثة تصيب البشر، هو يخشى على رأسه فقط وما دونه يراه عدماً. ولن يؤثر أي تدخل مالم يكن الضرر شخصياً فى الجماعة. ولا يدري المرء هل ما يجري لأرض السعيد هي لعنة الآباء المتوراثة منذ تمزق أيادي سبأ، "وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّق"، أم أن هناك فرصة للخلاص من كل هذا صارت تلوح بالأفق قريباً، حيث تعود الأمور لما يجب أن تكون من بناء مؤسسات الدولة، التي وحدها من يمكنها صنع الاستقرار، واحتواء كل ألوان الطيف لليمن الكبير، وإنهاء هذا التمرد المهدد للسلام والأمن محلياً ودولياً، وتنتهي مرحلة ازدهار بندقية بقيت دوماً بندقية للإيجار والعبث.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجبهة الوطنية يختار عمر وهبة أمينًا للشباب في الغربية
الجبهة الوطنية يختار عمر وهبة أمينًا للشباب في الغربية

صدى البلد

timeمنذ 4 ساعات

  • صدى البلد

الجبهة الوطنية يختار عمر وهبة أمينًا للشباب في الغربية

أعلن حزب الجبهة الوطنية تعيين عمر وهبة، أمينًا للشباب بمحافظة الغربية، وذلك في إطار خطة الحزب لتعزيز دور الشباب وتمكينهم من المساهمة الفعالة في الحياة السياسية، دعمًا لبناء الجمهورية الجديدة، وتحقيق أهداف الحزب في خدمة الوطن والمواطن. ويأتي هذا التعيين ضمن رؤية الحزب لتفعيل دور الكوادر الشابة والاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم في قيادة العمل الحزبي والمجتمعي على نحو يعزز من حضور الحزب في الشارع المصري. وأعرب عمر وهبة عن اعتزازه بهذا التكليف، مؤكدًا أن نيل ثقة قيادة الحزب مسؤولية كبيرة، وقال: «تشرفت بانضمامي كأمينًا للشباب بالغربية في حزب الجبهة الوطنية، وأسأل الله التوفيق والسداد وأن أكون عند حسن الظن». وأضاف وهبة: «أتوجه بالشكر والتقدير لمعالي الأمين أحمد الشرقاوي، الأمين العام للحزب بالغربية، على هذه الثقة الغالية»، مؤكدًا أن المنصب يمثل حافزًا قويًا لبذل مزيد من الجهد لخدمة شباب الغربية، والعمل على ترجمة رؤية الحزب إلى مبادرات ملموسة. وأشار إلى أن أمانة الشباب ستكون حلقة وصل فعالة بين المواطنين والجهات التنفيذية، متعهدًا بتسخير خبراته لخدمة قضايا الشباب، والعمل على فتح آفاق جديدة أمامهم خلال الفترة المقبلة. وكان الحزب قد أعلن مؤخرًا اعتماد تشكيل أمانة الغربية برئاسة أحمد الشرقاوي، ضمن خطة الحزب لتفعيل هياكله التنظيمية وتعزيز وجوده الجماهيري في مختلف محافظات الجمهورية.

'الحريري وبس والباقي كلّه خس'
'الحريري وبس والباقي كلّه خس'

الشرق الجزائرية

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الجزائرية

'الحريري وبس والباقي كلّه خس'

كتب عوني الكعكي: الشارع والمجتمع والمزاج البيروتي منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر، هو شارع وطني إسلامي وعروبي وتابع للرئيس التاريخي عبد الناصر. ولفترة طويلة بقي ولاء هذا المجتمع الوحيد للرئيس جمال عبد الناصر، وصار ضائعاً بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر لفترة طويلة، حتى جاء رفيق الحريري رحمة الله عليه. الشخص الوحيد الذي استطاع أن يملأ فراغ الرئيس جمال عبد الناصر هو رفيق الحريري. والحقيقة ان ابنه سعد الحريري استطاع أن يحافظ على هذه الثروة الى اليوم. لكن الظروف التي اضطرته الى الانتقال الى الإمارات، وأن يكون الى جانب الشيخ محمد بن زايد الذي استضافه في أبوظبي وأكرم وفادته. الشيخ الرئيس سعد الحريري ساكن منذ سنوات في أبوظبي، ولا يأتي الى لبنان إلاّ في ذكرى اغتيال والده شهيد الوطن وشهيد العروبة الرئيس رفيق الحريري، وفي كل مناسبة يأتي الى بيروت يعلن أنه لا يريد أن يترشح لأية انتخابات، ولا يريد المشاركة في الحياة السياسية، ولا يريد من جمهوره أن يتدخل في أية انتخابات وهو ترك الساحة للجميع. ويبدو أن رغبة الشيخ سعد لم تتحقق، لأنّ جمهور الحريري لا يرد على طلب رئيسه، وهذا ما أثبتته الانتخابات البلدية التي جرت. وهنا لا بدّ من التوقف عند بعض الحقائق لنأخذ العبر منها: أولاً: أن يحصل العميد محمود الجمل وحده على 45 ألف صوت، فإنّ هذه معجزة نظراً لما كان يخطط الآخرون. وبالمناسبة علينا أيضاً أن نقدّر موقف النائب الشاب نبيل بدر الذي كانت له اليد الكريمة في مساعدة الجمل في حملته الانتخابية. ثانياً: أن تتفق 10 أحزاب هي: 1- القوات اللبنانية. 2- حزب الكتائب. 3- التيار الوطني الحرّ. 4- حزب الله. 5- حركة أمل. 6- مخزومي حزب 'الحوار'. 7- الأحباش (المشاريع). 8- الأرمن. 9- نديم الجميّل. 10- محمد شقير ومن معه. كل هؤلاء وبمساعدة من بعض السفارات التي تدخلت إمّا بالدعم أو بالتوجيه، تحصل لأوّل مرة في تاريخ جميع الانتخابات وخرق هذا التحالف معجزة. ثالثاً: محاولة استغلال شخصية دينية مرموقة من أجل اجتماع بإحدى السفارات، هدفها الوحيد القضاء على الحريرية. رابعاً: أن تتم الدعوة الى لقاء يتخلله حفلة غداء لفريق كان حتى الأمس القريب العدو رقم واحد لإحدى الدول العربية، فتلك ملاحظة ليست بالعابرة. خامساً: للمرّة الأولى لم يكن هناك تدخّل من سفارات أجنبية. لكن يبدو أنّ السفارات العربية قامت بالواجب خير قيام. سادساً: كل الأموال التي دُفعت، وكل الأصوات التي اشتروها، لم تستطع أن تلغي سعد الحريري أو أن تؤثّر عليه. سابعاً: أحد النواب الذي سبق وفاز وحده في المرة الأولى بعد أن دفع 20 مليون دولار من الأموال التي تقاضاها على عمولة بيع الأسلحة… وفاز مرّة ثانية أيضاً وحيداً لأنّ كل الذين كانوا في لائحته سقطوا، حاول استغلال الموقف. فهذا النائب الفاشل والمدّعي استغل الظروف ونصّب نفسه وادّعى انه أصبح مرجعية، وأخذ يتصرّف وكأنه مرجعية سياسية كبرى، فاز من ضمن تركيبة انتخابية عجيبة غريبة لم تحصل في تاريخ الانتخابات.. والعجيب الغريب أنّ هذا المدّعي لم يحصل إلاّ على 1000 صوت من أصل 47 ألفاً، أي إنه لا يمثل نصف بالمئة على صعيد الأصوات.. وبالرغم من ذلك لا يزال يمشي كالطاووس يظن نفسه أنه أصبح مرجعية طبعاً لأنه يملك 1000 صوت. أخيراً، يمكن القول إنّ أولاد بيروت ليسوا للبيع، وكرامة أهل بيروت فوق كل المال وكل الاعتبارات… فتحيّة من القلب الى أهل بيروت الوطنيين والشرفاء.

الرفاعي: العدو يقصف ويهدّد ويخترق السيادة مستغلاً التآمر العالمي
الرفاعي: العدو يقصف ويهدّد ويخترق السيادة مستغلاً التآمر العالمي

الشرق الجزائرية

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الجزائرية

الرفاعي: العدو يقصف ويهدّد ويخترق السيادة مستغلاً التآمر العالمي

اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، أن «العدو الصهيوني يتمادى في عربدته، مستهدفا العمق اللبناني من دون رادع، يقصف ويهدد ويخترق السيادة، مستغلاً التآمر العربي والعالمي». ورأى «ضرورة الحاجة، في ظل أجواء التوتر الاجتماعي بعد الانتخابات البلدية والاختيارية، إلى إشاعة روح التسامح ولملمة الصفوف وتجاوز الخلافات التي مزقت العائلات»، معتبرا في خطبة الجمعة أن «النجاح في الانتخابات البلدية والاختيارية ليس تشريفا بل تكليف، ومسؤولية عظيمة أمام الله والناس، تتطلب العمل الجاد وخدمة الناس لا التسلط عليهم». وقال: «نتائج الانتخابات الأخيرة في مختلف المحافظات جاءت بمؤشرات واضحة، تقول بصوت مرتفع: «لا» لأحزاب السلطة الذين خربوا البلد وأفسدوا مقدراته عبر السنين، و»لا» أخرى واضحة للجندرة والدعوات العابثة بالفطرة والهوية». وتحدث عن فريضة الحج، لافتا الى انه «ليس مجرد طقوس، بل هو رحلة إيمانية عميقة، فيها معاني الزهد والتجرد» (…)، وقال: «الحج يذكرنا بسيدنا إبراهيم وتضحياته في سبيل الله، ويجمع الأمة من كل فج عميق على كلمة التوحيد، ليجددوا العهد مع الله ويشعروا بوحدة الصف الإسلامي، التي لا تكتمل إلا بتحرير الأقصى وشد الرحال إليه». وطالب الحكومة اللبنانية بـ»تسهيل منح تأشيرات الحج لـ450 حاجا فلسطينيا استكملوا الإجراءات، فالعطل التقني لا يبرر حرمانهم من أداء الفريضة». وعن غزة، قال الرفاعي: «(…) في غزة يقتل الأطفال جوعا، ويقصف المدنيون، وتستهدف المشافي والصحافيون، وسط صمت عربي ودولي مخز. ورغم الحصار، تصمد غزة وحدها وتصنع النصر بإيمانها وثباتها». وختم الرفاعي: «حين يتحرك مواطن أميركي وتثور نخوته من أجل فلسطين، وينادي في الشوارع «فلسطين حرّة»، نتساءل بألم: أين نخوة أمة المليار؟ أين صوتهم وصرختهم ودعمهم لقضية هي من صميم عقيدتهم؟».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store