logo
قراصنة "فانسي بير" الروس يشنون هجمات سيبرانية على أهداف تكنولوجية حساسة في الدول الداعمة لأوكرانيا

قراصنة "فانسي بير" الروس يشنون هجمات سيبرانية على أهداف تكنولوجية حساسة في الدول الداعمة لأوكرانيا

فرانس 24 منذ يوم واحد

باتت "فانسي بير" وهي مجموعة من القراصنة الروس، في مرمى نيران العديد من جواسيس دول غربية كالولايات المتحدة وفرنسا والدانمارك والسويد وإستونيا وغيرها... وقد أصدرت إحدى عشرة وكالة استخبارية وأمن سيبراني غربية تقريرا مشتركا الأربعاء بشأن التهديد الذي تشكله هذه المجموعة التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU).
وتتهم الدول الغربية هذه المجموعة بتنفيذ سلسلة من العمليات الإلكترونية منذ العام 2022 ضد أهداف لوجستية وتكنولوجية في 13 دولة، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا ورومانيا. ما يجعل مجموعة قراصنة "فانسي بير" إحدى الجهات الفاعلة الروسية الرئيسة في الحرب الهجينة التي تشنها موسكو في الفضاء الإلكتروني ضد الغرب منذ بداية غزو أوكرانيا.
كاميرات مراقبة في قبضة القراصنة
ووُجهت أصابع الاتهام إلى هؤلاء العملاء الروس باستهداف "كيانات غربية متعددة"، تشارك معظمها في توصيل المساعدات إلى أوكرانيا. وبدون تسميتها، يزعم أصحاب هذا التقرير الجديد، أن مجموعة "فانسي بير" هاجمت شركات ومنظمات حكومية تسعى لتوصيل المساعدات إلى أوكرانيا برا أو بحرا أو جوا.
وتمكنت المجوعة الروسية من قرصنة نحو 10 آلاف كاميرا مراقبة مثبتة "بالقرب من المواقع العسكرية ومحطات السكك الحديدية من أجل التجسس" على تسليم المعدات العسكرية والتكنولوجية إلى أوكرانيا. وقد تم تركيب معظم هذه الكاميرات في مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، نددت أجهزة استخبارات عدة دول غربية بالهجوم الإلكتروني الروسي ضد البلدان الداعمة لأوكرانيا. ويذكر أنه لم تكن للقراصنة الروس، إلى ذلك الحين، فعالية تذكر.
ويوضح فيليكس إيمي، مدير فريق اكتشاف التهديدات في الشركة الفرنسية Sekoia.io، وهي مختصة في أمن تكنولوجيا المعلومات، قائلا: "كنا نتوقع منهم أكثر من ذلك بكثير، لكن هذه المجموعات نفذت هجمات متفرقة، تبين أن معظمها محاولات عقيمة".
ولا يعد التحذير المشترك الذي وجهه الجواسيس الغربيون إلى مجموعة "فانسي بير" أمرا غريبا، إذ يكشف إيلي سماجا، رئيس مجموعة أبحاث التهديدات في شركة تشيك بوينت الإسرائيلية، وهي مختصة في أمن تكنولوجيا المعلومات، قائلا: "إنها واحدة من المجموعتين الرئيسيتين - إلى جانب كوزي بير - التي تستخدمها روسيا للتجسس والقيام بعمليات التأثير في جميع أنحاء العالم، حتى قبل بدء الحرب في أوكرانيا".
ويؤكد بيار ديلشر، مدير فريق أبحاث التهديدات السيبرانية في شركة هارفانغ لاب الفرنسي والمختصة في الأمن السيبراني، أن أعضاء "فانسي بير" هم بمثابة "أجداد" التهديد السيبراني الروسي، وتعد "قدراتهم على البقاء نشطين وحاضرين أمرا مثيرا للإعجاب".
"أجداد" القراصنة المدعومين من روسيا
وقد ظهرت هذه المجموعة في مطلع القرن الحادي والعشرين. ولكن "بدأت تعرف باسم- فانسي بير- في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين." وفق إيلي سماجا، الذي يشير إلى أنه "في إسرائيل مثلا، تم تحديد هذه المجموعة قبل بضع سنوات، وما كان لافتا للنظر آنذاك هو مستوى تعقيد هجماتها."
وبدوره يلخص بيار ديلشر قائلا: "ربما جسدت مجموعة -فانسي بير- أولى الآثار المرئية للنشاط المتواصل والذي ترعاه دولة، من جانب الجهات الفاعلة السيبرانية المجهزة بمعدات متطورة تسمح لها بالتجسس واعتراض الاتصالات وتنفيذ هجمات سيبرانية ضد أهداف عامة وخاصة".
وبعبارة أخرى، ساعدت "فانسي بير" في جعل المجتمع الدولي يرى التهديد الذي تشكله "الجهات الخبيثة" التي ترعاها الدول بشأن الفضاء الإلكتروني. وهو ما يطلق عليه خبراء الأمن السيبراني (التهديد المستمر المتقدم)، أو (Advance Persistant Threat-APT). كما تدعى" فانسي بير" أيضا APT28، وهي تسمية مجردة من أي معنى زمني، رفعت من مستوى قراصنة الجيش الروسي إلى مستوى APT1.
لكن، وفي تقريرها المشترك، تستخدم أجهزة الاستخبارات اسما آخر للتأكيد على ارتباطها بجهاز الدولة الروسية. ففي هذه الوثيقة، أصبحت فانسي بير تسمى الوحدة 26165 لجهاز الاستخبارات الروسي (غرو GRU).
"جواسيس محبون للانتخابات"
ويعرف هؤلاء القراصنة بهجماتهم على أهداف رفيعة المستوى. وتعتبر "فانسي بير" المنفذ الرئيسي لعملية اختراق خوادم البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي الأمريكي خلال الحملة الرئاسية للعام 2016. وبعدها بعام، اُتهموا أيضا بمحاولة التجسس على الحملة الرئاسية الفرنسية والانتخابات العامة الألمانية. وهي عمليات جعلتهم يُلقبون بـ"الجواسيس المحبين للانتخابات".
جواسيس فانسي بير لا يحبون الانتخابات فحسب، بل صبوا اهتمامهم أيضا في اختراق الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في العام 2016، عندما أوصت هذه المنظمة بمنع الرياضيين الروس - الذين يشتبه في تعاطي العديد منهم للمنشطات - من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو في البرازيل. وثبت في فرنسا أن مجموعة APT28 هي المسؤولة عن الهجوم الإلكتروني الذي طال قناة تي في 5 موند (TV5 MONDE) في العام 2015.
وفي هذا الصدد يؤكد بيار ديلشر، أن مجموعة فانسي بير هي "التي تظهر للعيان أكثر، مقارنة بالمجموعات الروسية الأخرى" كونها الأكثر نشاطا بالنسبة لقراصنة الكمبيوتر. مضيفا أن الأهداف يتم اختيارها "وفقا للمصالح الجيوسياسية الحالية للدولة الروسية".
وبدوره يؤكد فيليكس إيمي قائلا: "إنهم على الأقل مسؤولون عن ثلث كل العمليات السيبرانية التي تنفذها روسيا".
وتضم كل وكالة استخبارات روسية على الأقل مجموعة واحدة من القراصنة. فإذا كانت فانسي بير تمثل جهاز المخابرات الرئيسي الروسي -غرو-، فإن "كوزي بير" تعمل لجهاز المخابرات الخارجية إس في آر (SVR)، وتعمل مجموعة ستار بليزار (Star Blizzard) تحت إشراف جهاز المخابرات الداخلية. وهو الجزء الظاهر من جبل الجليد بما أنه يتعلق بالأجهزة الكبرى فقط.
ويضيف بيار ديلشر قائلا: "يجب علينا أن نضع دائما في الحسبان أن هناك جزءا من النشاطات لا يتم اكتشافه."
كما أن لكل جهاز تخصصه. إذ يشير فيليكس إيمي إلى أن مجموعة فانسي بير "كانت معروفة في البداية بعمليات الاختراق والتسريب، أي سرقة البيانات ثم نشرها للعامة". وهذا ما حدث عندما تم اختراق خوادم الحزب الديمقراطي الأمريكي في العام 2016.
كما اكتسبت مجموعة فانسي بير فعالية هائلة في "جمع المعلومات وتهيئة الأرضية للعملاء الروس"، وفق إيلي سماجا. إذ توضح الهجمات ضد الأهداف اللوجستية والتكنولوجية التي كشف عنها التقرير الجديد، الكفاءة التي يتمتع بها أعضاء هذه المجموعة.
ويقول بيار ديلشر إن اختراق كاميرات المراقبة "يمكن استخدامه لجمع المعلومات اللازمة لمعرفة أين يجب توجيه الضربة". فالمخابرات العسكرية الروسية تتميز بشهرة كبيرة في عمليات التخريب.
وعلى غرار الجواسيس في الميدان، تمثل مجموعة "فانسي بير" جزءا محوريا من جهود الحرب الهجينة الروسية التي اكتسبت زخما كبيرا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان من الضروري لأجهزة الاستخبارات الغربية أن تدين تصرفات هذه المجموعة التي تعتبر، على حد تعبير فيليكس إيمي، "أحد الخصوم الرئيسيين" للدول الداعمة لأوكرانيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قراصنة "فانسي بير" الروس يشنون هجمات سيبرانية على أهداف تكنولوجية حساسة في الدول الداعمة لأوكرانيا
قراصنة "فانسي بير" الروس يشنون هجمات سيبرانية على أهداف تكنولوجية حساسة في الدول الداعمة لأوكرانيا

فرانس 24

timeمنذ يوم واحد

  • فرانس 24

قراصنة "فانسي بير" الروس يشنون هجمات سيبرانية على أهداف تكنولوجية حساسة في الدول الداعمة لأوكرانيا

باتت "فانسي بير" وهي مجموعة من القراصنة الروس، في مرمى نيران العديد من جواسيس دول غربية كالولايات المتحدة وفرنسا والدانمارك والسويد وإستونيا وغيرها... وقد أصدرت إحدى عشرة وكالة استخبارية وأمن سيبراني غربية تقريرا مشتركا الأربعاء بشأن التهديد الذي تشكله هذه المجموعة التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU). وتتهم الدول الغربية هذه المجموعة بتنفيذ سلسلة من العمليات الإلكترونية منذ العام 2022 ضد أهداف لوجستية وتكنولوجية في 13 دولة، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا ورومانيا. ما يجعل مجموعة قراصنة "فانسي بير" إحدى الجهات الفاعلة الروسية الرئيسة في الحرب الهجينة التي تشنها موسكو في الفضاء الإلكتروني ضد الغرب منذ بداية غزو أوكرانيا. كاميرات مراقبة في قبضة القراصنة ووُجهت أصابع الاتهام إلى هؤلاء العملاء الروس باستهداف "كيانات غربية متعددة"، تشارك معظمها في توصيل المساعدات إلى أوكرانيا. وبدون تسميتها، يزعم أصحاب هذا التقرير الجديد، أن مجموعة "فانسي بير" هاجمت شركات ومنظمات حكومية تسعى لتوصيل المساعدات إلى أوكرانيا برا أو بحرا أو جوا. وتمكنت المجوعة الروسية من قرصنة نحو 10 آلاف كاميرا مراقبة مثبتة "بالقرب من المواقع العسكرية ومحطات السكك الحديدية من أجل التجسس" على تسليم المعدات العسكرية والتكنولوجية إلى أوكرانيا. وقد تم تركيب معظم هذه الكاميرات في مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية. وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، نددت أجهزة استخبارات عدة دول غربية بالهجوم الإلكتروني الروسي ضد البلدان الداعمة لأوكرانيا. ويذكر أنه لم تكن للقراصنة الروس، إلى ذلك الحين، فعالية تذكر. ويوضح فيليكس إيمي، مدير فريق اكتشاف التهديدات في الشركة الفرنسية وهي مختصة في أمن تكنولوجيا المعلومات، قائلا: "كنا نتوقع منهم أكثر من ذلك بكثير، لكن هذه المجموعات نفذت هجمات متفرقة، تبين أن معظمها محاولات عقيمة". ولا يعد التحذير المشترك الذي وجهه الجواسيس الغربيون إلى مجموعة "فانسي بير" أمرا غريبا، إذ يكشف إيلي سماجا، رئيس مجموعة أبحاث التهديدات في شركة تشيك بوينت الإسرائيلية، وهي مختصة في أمن تكنولوجيا المعلومات، قائلا: "إنها واحدة من المجموعتين الرئيسيتين - إلى جانب كوزي بير - التي تستخدمها روسيا للتجسس والقيام بعمليات التأثير في جميع أنحاء العالم، حتى قبل بدء الحرب في أوكرانيا". ويؤكد بيار ديلشر، مدير فريق أبحاث التهديدات السيبرانية في شركة هارفانغ لاب الفرنسي والمختصة في الأمن السيبراني، أن أعضاء "فانسي بير" هم بمثابة "أجداد" التهديد السيبراني الروسي، وتعد "قدراتهم على البقاء نشطين وحاضرين أمرا مثيرا للإعجاب". "أجداد" القراصنة المدعومين من روسيا وقد ظهرت هذه المجموعة في مطلع القرن الحادي والعشرين. ولكن "بدأت تعرف باسم- فانسي بير- في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين." وفق إيلي سماجا، الذي يشير إلى أنه "في إسرائيل مثلا، تم تحديد هذه المجموعة قبل بضع سنوات، وما كان لافتا للنظر آنذاك هو مستوى تعقيد هجماتها." وبدوره يلخص بيار ديلشر قائلا: "ربما جسدت مجموعة -فانسي بير- أولى الآثار المرئية للنشاط المتواصل والذي ترعاه دولة، من جانب الجهات الفاعلة السيبرانية المجهزة بمعدات متطورة تسمح لها بالتجسس واعتراض الاتصالات وتنفيذ هجمات سيبرانية ضد أهداف عامة وخاصة". وبعبارة أخرى، ساعدت "فانسي بير" في جعل المجتمع الدولي يرى التهديد الذي تشكله "الجهات الخبيثة" التي ترعاها الدول بشأن الفضاء الإلكتروني. وهو ما يطلق عليه خبراء الأمن السيبراني (التهديد المستمر المتقدم)، أو (Advance Persistant Threat-APT). كما تدعى" فانسي بير" أيضا APT28، وهي تسمية مجردة من أي معنى زمني، رفعت من مستوى قراصنة الجيش الروسي إلى مستوى APT1. لكن، وفي تقريرها المشترك، تستخدم أجهزة الاستخبارات اسما آخر للتأكيد على ارتباطها بجهاز الدولة الروسية. ففي هذه الوثيقة، أصبحت فانسي بير تسمى الوحدة 26165 لجهاز الاستخبارات الروسي (غرو GRU). "جواسيس محبون للانتخابات" ويعرف هؤلاء القراصنة بهجماتهم على أهداف رفيعة المستوى. وتعتبر "فانسي بير" المنفذ الرئيسي لعملية اختراق خوادم البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي الأمريكي خلال الحملة الرئاسية للعام 2016. وبعدها بعام، اُتهموا أيضا بمحاولة التجسس على الحملة الرئاسية الفرنسية والانتخابات العامة الألمانية. وهي عمليات جعلتهم يُلقبون بـ"الجواسيس المحبين للانتخابات". جواسيس فانسي بير لا يحبون الانتخابات فحسب، بل صبوا اهتمامهم أيضا في اختراق الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في العام 2016، عندما أوصت هذه المنظمة بمنع الرياضيين الروس - الذين يشتبه في تعاطي العديد منهم للمنشطات - من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو في البرازيل. وثبت في فرنسا أن مجموعة APT28 هي المسؤولة عن الهجوم الإلكتروني الذي طال قناة تي في 5 موند (TV5 MONDE) في العام 2015. وفي هذا الصدد يؤكد بيار ديلشر، أن مجموعة فانسي بير هي "التي تظهر للعيان أكثر، مقارنة بالمجموعات الروسية الأخرى" كونها الأكثر نشاطا بالنسبة لقراصنة الكمبيوتر. مضيفا أن الأهداف يتم اختيارها "وفقا للمصالح الجيوسياسية الحالية للدولة الروسية". وبدوره يؤكد فيليكس إيمي قائلا: "إنهم على الأقل مسؤولون عن ثلث كل العمليات السيبرانية التي تنفذها روسيا". وتضم كل وكالة استخبارات روسية على الأقل مجموعة واحدة من القراصنة. فإذا كانت فانسي بير تمثل جهاز المخابرات الرئيسي الروسي -غرو-، فإن "كوزي بير" تعمل لجهاز المخابرات الخارجية إس في آر (SVR)، وتعمل مجموعة ستار بليزار (Star Blizzard) تحت إشراف جهاز المخابرات الداخلية. وهو الجزء الظاهر من جبل الجليد بما أنه يتعلق بالأجهزة الكبرى فقط. ويضيف بيار ديلشر قائلا: "يجب علينا أن نضع دائما في الحسبان أن هناك جزءا من النشاطات لا يتم اكتشافه." كما أن لكل جهاز تخصصه. إذ يشير فيليكس إيمي إلى أن مجموعة فانسي بير "كانت معروفة في البداية بعمليات الاختراق والتسريب، أي سرقة البيانات ثم نشرها للعامة". وهذا ما حدث عندما تم اختراق خوادم الحزب الديمقراطي الأمريكي في العام 2016. كما اكتسبت مجموعة فانسي بير فعالية هائلة في "جمع المعلومات وتهيئة الأرضية للعملاء الروس"، وفق إيلي سماجا. إذ توضح الهجمات ضد الأهداف اللوجستية والتكنولوجية التي كشف عنها التقرير الجديد، الكفاءة التي يتمتع بها أعضاء هذه المجموعة. ويقول بيار ديلشر إن اختراق كاميرات المراقبة "يمكن استخدامه لجمع المعلومات اللازمة لمعرفة أين يجب توجيه الضربة". فالمخابرات العسكرية الروسية تتميز بشهرة كبيرة في عمليات التخريب. وعلى غرار الجواسيس في الميدان، تمثل مجموعة "فانسي بير" جزءا محوريا من جهود الحرب الهجينة الروسية التي اكتسبت زخما كبيرا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وكان من الضروري لأجهزة الاستخبارات الغربية أن تدين تصرفات هذه المجموعة التي تعتبر، على حد تعبير فيليكس إيمي، "أحد الخصوم الرئيسيين" للدول الداعمة لأوكرانيا.

مساعد ودبلوماسي وجاسوس.. من اختار بوتين للمفاوضات مع أوكرانيا في اسطنبول؟
مساعد ودبلوماسي وجاسوس.. من اختار بوتين للمفاوضات مع أوكرانيا في اسطنبول؟

يورو نيوز

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

مساعد ودبلوماسي وجاسوس.. من اختار بوتين للمفاوضات مع أوكرانيا في اسطنبول؟

تكشف الأسماء المعلنة للوفد الروسي إلى اسطنبول عن مزيج متنوع من الخبرة السياسية والأمنية والعسكرية، يجمع بين المفاوضين المخضرمين، ومهندسي الرؤية التاريخية الجديدة لروسيا، ورجال الاستخبارات. يترأس الوفد فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي، الذي سبق أن قاد محادثات السلام الفاشلة عام 2022. ميدينسكي، المولود في أوكرانيا السوفيتية، يُعدّ من أبرز منظّري السياسة الثقافية القومية في عهد فلاديمير بوتين. تخرّج من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO)، واشتهر بتأليفه كتاب التاريخ المدرسي الجديد الذي يعكس الرؤية الرسمية الروسية: تمجيد الاتحاد السوفيتي، ورفض سردية الهزيمة بعد انهياره، والاحتفاء بـ"بعث روسيا" بقيادة بوتين. كما يترأس ميدينسكي الجمعية العسكرية التاريخية الروسية، التي تُعرف بطابعها القومي المتشدد. يشارك في الوفد أيضاً ميخائيل غالوزين، نائب وزير الخارجية، المشرف على ملف رابطة الدول المستقلة التي تضم جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. غالوزين خريج معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية في جامعة موسكو، ويتقن اليابانية والإنجليزية، مما يعكس خلفيته المتعددة ثقافياً وقدرته على التفاعل مع الساحات الدبلوماسية الآسيوية والغربية. إيغور كوستيوكوف، مدير الاستخبارات العسكرية الروسية، يُعدّ أحد أبرز الأسماء في الوفد. يقود جهاز (GRU أو GU وفق تسميته الحديثة) وهو من أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم، ويُعرف بقدرته على تنفيذ عمليات خارجية معقّدة. كوستيوكوف هو أول ضابط في البحرية يتولى رئاسة هذا الجهاز، في دلالة على الدور العسكري البحري المتزايد في الاستراتيجية الروسية. الوفد يضم كذلك ألكسندر فومين، نائب وزير الدفاع، والذي سبق أن شارك في مفاوضات 2022، ويعد من أبرز الوجوه العسكرية التي تجمع بين الرؤية التكتيكية والخبرة التفاوضية. وإلى جانب الشخصيات الأساسية، صادق بوتين على قائمة من الخبراء لتعزيز الوفد، بينهم: لكن الأصداء من كييف حملت نبرة استياء واضحة. فقد صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن "بوتين هو من تراجع عن عقد اللقاء معي"، مؤكداً أن الوفد الأوكراني سيبقى في إسطنبول حتى الجمعة، مع إمكانية عقد لقاءات منفصلة مع الوفدين الروسي والأمريكي. وأضاف أن "التوصل إلى وقف لإطلاق النار على المستوى الفني قد يجعل الاجتماع مع بوتين غير ضروري"، لكنه عاد ليؤكد أن "بوتين لم يأتِ إلى أنقرة، ولا يمكننا مواصلة الركض خلفه في أرجاء الأرض". ولم يخفِ الرئيس الأوكراني استياءه من مستوى تمثيل موسكو، قائلاً: "نعتبر عدم الارتقاء بمستوى الوفد الروسي في أنقرة إهانة دبلوماسية".

فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ 2015
فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ 2015

يورو نيوز

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ 2015

اعلان اتهمت باريس هيئة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU) بتنظيم هجمات سيبرانية استهدفت مؤسسات حكومية وشركات فرنسية وأولمبياد باريس. وأوضح تقرير نشرته وكالة الأمن السيبراني الفرنسية (ANSSI) يوم الثلاثاء الماضي أن الاستخبارات الروسية استخدمت مجموعة القرصنة المعروفة عالميًا باسم APT28، والمسماة أيضًا Fancy Bear، لشن هجمات سيبرانية على العديد من الكيانات الفرنسية منذ عام 2021. وتشمل الجهات المستهدفة قطاعات متعددة، مثل المجال الجوي، والقطاع المالي، والوزارات والسلطات المحلية، بالإضافة إلى منظمة رياضية مرتبطة بالتحضير للألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2024، بحسب ما أفادت به كل من ANSSI ووزارة الخارجية الفرنسية. وجاء في التقرير أن الهدف الرئيسي من هذه الهجمات هو جمع المعلومات الاستخبارية، خاصة في سياق الغزو الروسي الواسع النطاق على أوكرانيا. من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، في تغريدة نشرها على موقع X يوم الثلاثاء، أن فرنسا "تراقب وتحبط وتقف في وجه خصومها"، مرفقًا مقطع فيديو عن "الحرب الصامتة" التي تشنها روسيا ضد فرنسا. Related أولمبياد باريس.. هوس أمني واستخدام مفرط لقانون مكافحة الإرهاب يجعل الأقليات في دائرة الشك أولمبياد باريس: اعتقال طاهٍ روسي للاشتباه بتخطيطه لـ "إثارة الأعمال العدائية" أولمبياد باريس 2024 في مرمى الانتقادات مجدداً.. شكاوى من تلف الميداليات كما أفادت الخارجية الفرنسية بأن هجمات المجموعة السيبرانية APT28 على فرنسا تعود إلى عام 2015، عندما تم تعطيل بث محطة التلفزيون TV5 Monde نتيجة لاختراق إلكتروني كبير. وأوضحت باريس أن هذه المجموعة حاولت أيضًا زعزعة استقرار الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2017 من خلال تسريب آلاف الرسائل الإلكترونية والمستندات المرتبطة بالمرشح آنذاك والرئيس المنتخب لاحقًا، إيمانويل ماكرون، والتي تم نشرها مصحوبة بمعلومات مضللة. كما أشار تقرير وكالة الأمن السيبراني الفرنسية (ANSSI) إلى عمليات اختراق غير محددة طالت جهات في أوكرانيا ودول أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية. يُذكر أن كلًا من مجموعة APT28 وهيئة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU) قد اُتهمتا سابقًا بتنفيذ اختراقات سيبرانية دولية بارزة، منها التدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 عبر تسريب رسائل بريد إلكتروني تابع للحزب الديمقراطي. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: "إن هذه الأنشطة المزعزعة للأنظمة غير مقبولة ولا تليق بدولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي"، مشيرة إلى أن فرنسا، بالتنسيق مع شركائها، عازمة على استخدام جميع الوسائل المتاحة لديها للتنبؤ بالهجمات وردعها والرد عليها في الفضاء السيبراني. ولم تصدر أي تعليقات حتى الآن من سفارة روسيا في باريس أو من الكرملين حول هذه الاتهامات. ويجدر بالذكر أن من النادر أن تقوم فرنسا بكشف هوية مرتكبي الهجمات السيبرانية وتحديدهم بشكل علني، إلا أن باريس تعد واحدة من أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا، وهي تعمل على ضمان عدم تعزيز أي اتفاق سلام أمريكي محتمل لموقف روسيا أو تهديده لأمن أوروبا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store