
دم الشهيد حنتوس لايرثى، بل يبايع
هدموا بيتك وأحرقوه، لأنه لا يشبه كهف مرّان، ولا يُرفع فيه شعار الولاية، بل يُتلى فيه القرآن ويعلًم للناس كافة، دون تمييز ولا اصطفاء.
قتلوك لأنك كنت النقيض التام لمشروعهم العنصري، ولأنك رفضت أن يكون القرآن وسيلة لتكريس الإمامة، أو غطاءً دينيًا لحكم السلالة.
ويا للمفارقة المؤلمة والمخزية! قتلوك بتهمة أنك تُعلّم القرآن الكريم، بينما هم يدّعون أنهم 'حماة المسيرة القرآنية'. في الواقع، كنت أنت من يحفظ كتاب الله في صدور الناس، وهم من يقتلون أهله باسمه!
لم يكتفوا بقتلك، بل داهموا منزلك، ودمّروه وأحرقوه، كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي في غزة – بينما هم يتاجرون باسم فلسطين ويدّعون نصرتها!
إن استشهادك فضح زيفهم، وأسقط قناعهم. فمن يقتل اليمنيين باسم فلسطين، لا يدافع عن فلسطين، بل يسعى لتكريس الاحتلال الإيراني لليمن، عبر رايات زائفة وشعارات مخادعة.
ندرك أنك لم تكن قائدًا لمقاومة مسلّحة، بل كنت حامل مصحف ومعلّمًا للقرآن. لكن دمك الطاهر لاشك أنه قد أطلق اشارة لمقدم مقاومة شعبية باسلة، من حيث لا تحتسب أنت ، ولا تحتسب الجماعة التي قتلتك.
لقد هزّ استشهادك وجدان أبناء ريمة، بل وجدان اليمنيين قاطبة، وأيقظ فيهم ما خفت طويلاً، فدمك لم يكن مجرد حدث، بل بعث فكرة المقاومة في ضمائر الناس، لا بوصفها خيارًا سياسيًا، بل كحاجة وجودية وواجب أخلاقي لا يمكن التراجع عنه.
تحوّلت، يا شهيد القرآن، من معلّم بسيط في حياتك، إلى رمزٍ وطني جامع، وملهمٍ لمقاومة يمنية جديدة تتخلق الآن، وقد باتت على موعد مع التاريخ، ولن تخلفه زمانًا ومكانًا بأذن الله .
لم يعد دمك حكرًا على ريمة، بل صار جزءًا من سجل الشرف الوطني في مقاومة المشروع الحوثي، ومن لحظة استشهادك تَحددت مسؤولية الجميع.
استشهادك ليس ختام سيرة، بل بداية لمسار. ومن الوفاء لدمك، أن يُحسن اليمنيون قراءة رسالتك، وأن يحوّلوا رمزيتك إلى قوة فعل مستمرة، تنمو في الميدان، وتكبر في الوعي، وتنتصر في النهاية، مهما طال ليل الظلم.
لا نرثيك، ولا نراك محلًا للرثاء، بل نراك عهدًا متجددًا، وبيعة جديدة، ألا يذهب دمك هدرًا، وألا تُنسى تضحيتك.
ذكراك ستكون محطة يُشد فيها العزم، ويُجدد فيها القسم، وتُرفع فيها رايات المقاومة في كل شبرٍ من أرض اليمن. مقالات ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحوة
منذ 2 ساعات
- الصحوة
الشيخ حنتوس شهيد موقف
بعض المساءات تلد البطولات، كتيبة مهام خاصة بكامل عتادها تخرج من صعدة وتتجه صوب ريمة، لا لمواجهة خصم مسلح، بل لمداهمة بيت ريفي يقطنه شيخ مسن تجاوز السبعين، مع نسائه وأحفاده، وصوت ما زال يعلو بالقرآن. ليست هذه مجرّد جريمة، بل مشهد صادم من اختلال ميزان القوة بين حشد مدجج بالسلاح، ورجل أعزل لا يحمل إلا وصيته، لكنها وصية جمهورية. الشيخ صالح حنتوس، أحد أعمدة تعليم القرآن، لم ينخرط في العمل السياسي بشكل مباشر، لكنه ظل يعمل في قلب الفكرة الجمهورية، بوصفه معلماً للناس، وصاحب رسالة، ووجهاً من وجوه النظام القيمي الذي حاول الكهنوت سحقه منذ لحظة انقلابه، فحين تهاجم مليشيا مسلّحة معلم قرآن لأنه لم يركع لها، فإن ما يُستهدف هو جوهر الجمهورية: أن يكون الإنسان حراً، صادقاً، وفياً لقيمه، لا تابعاً لإمام ولا خادمًا لسلالة. في وصيته قال حنتوس: "أنا مظلوم... بزّوا مرتباتي، رموا أولادي، حسبنا الله ونعم الوكيل... إن شاء الله أكون شهيدًا عند الله". بهذه الكلمات، ثَبَّت الرجل جمهوريته، فالجمهورية ليست وثيقة رسمية، بل موقف ووعي يجعلك تقول: "لا"، حين يجب أن تُقال، حتى لو قالها الرجل الوحيد وسط البنادق. لماذا يخاف الكهنوت من هذا الشيخ؟ لأنه يُمثل جمهورية القيم، لا جمهورية الورق، رجل تربّت على يده أجيال من اليمنيين المؤمنين بأن السلطة ليست حقاً سلالياً، وأن الإنسان يولد حراً. لم يغيّر الشيخ ثوبه ولا لسانه في زمن الانحناء، فأن ترسل جماعةٌ تدعي السيطرة كتيبةً كاملةً لمواجهة شيخ مسن، فهي تعترف ضمناً بأن الكهنوت ما زال مهزوزًا أمام فكرة الجمهورية، أمام الكلمة، ومعه لن تفلح بنادقهم في إخراس وصية. انتصر الشيخ، نعم، انتصر لأنه أعطى الجمهورية وجهها الحقيقي، شيخ أعزل، صادق، يقف في وجه سلالة غاصبة، بكل هدوء وكرامة، انتصر لأنه حرّك فينا الإيمان بأن الكهنوت، مهما توحش، لا يستطيع اغتيال الجمهورية التي في قلوب الناس. لم يكن الشيخ شهيد مظلومية، بل شهيد موقف، وشهادته ليست وداعًا، بل دعوة للعودة إلى أصل القضية: أن الجمهورية هي خط الدفاع الأخير ضد الكهنوت، وأن صوت الشيخ أقوى من كتيبة، ومن مشروعٍ تدميريٍّ بأكمله، وإن تغطّى بفلسطين


المشهد اليمني الأول
منذ 2 ساعات
- المشهد اليمني الأول
في مسيرات مليونية: الشعب اليمني في جهوزية كاملة ومواقف الخنوع العربي تهديد لمستقبل الأمة
خرجت جماهير الشعب اليمني في مختلف المحافظات اليمنية، اليوم الجمعة، في مسيرات جماهيرية حاشدة تحت شعار 'ثبات مع غزة وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان'، تأكيدًا على مواصلة موقف الإسناد والدعم الكامل للشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال الصهيوني، ورفضًا للصمت الإقليمي والدولي تجاه جرائم الإبادة في غزة. وفي بيان المسيرات، أدان المشاركون بشدة استمرار صمت معظم الأنظمة العربية والإسلامية عن الجرائم والمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، معتبرين أن هذه المواقف المتخاذلة تمثل تهديدًا فعليًا وخطيرًا لحاضر ومستقبل الأمة، ومقدمة لفرض المزيد من الهيمنة الصهيونية على المقدسات والشعوب. كما أدان البيان ما وصفه بـ'التواطؤ العالمي المخزي' عبر الاكتفاء بالتصريحات اللفظية والمواقف السياسية المخادعة التي تشجع الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في جرائمه الوحشية ضد المدنيين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء. وأكد البيان أن الشعب اليمني بقيادته الثورية الحكيمة ومشروعه القرآني لن يتراجع عن مواقفه الثابتة المناصرة لغزة وكل فلسطين، وأنه في جهوزية واستعداد تام لأي تصعيد مهما كان مصدره أو حجمه، مشددًا أن التهديدات الصهيونية الأمريكية لا ترهب هذا الشعب الصامد. وأشاد المشاركون بالمواقف البطولية لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مؤكدين أن صمودهم يمثل مصدر إلهام ونموذجًا فريدًا في التاريخ الحديث لمقاومة العدوان والاستكبار. ودعا البيان الشعوب العربية والإسلامية، وكذلك الأنظمة، إلى اتخاذ خطوات عملية وفاعلة تبدأ بالمقاطعة الاقتصادية للبضائع والمنتجات الإسرائيلية والأمريكية، باعتبار المقاطعة أداة مقاومة فعالة ومفتوحة للجميع، وأقل ما يمكن القيام به في مواجهة المجازر المرتكبة في غزة. وختم البيان بالتأكيد على أن معركة فلسطين هي معركة الأمة، وأن معركة 'الفتح الموعود والجهاد المقدس' ماضية بإذن الله حتى تحرير الأرض والمقدسات.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
مصادر: حادثة مأساوية في المعلا... وفاة شخص وإصابة إثنان لهذا السبب في المعلا بعدن
أفادت مصادر إعلامية، ان كارثة مؤلمة حدثت، اليوم، داخل محل "بهارات السماحة" في الشارع الرئيسي بالمعلا، بعد اختناق ثلاثة أشخاص كانوا يجرون جردا داخل المحل عقب تشغيل مولد كهربائي في مكان مغلق. وقالت المصادر، أن المعلومات تشير إلى أنهم حاولوا إطفاء المولد بعد اشتداد الدخان، ما أدى إلى إصابتهم بحروق متفاوتة. وتوفي أحدهم متأثرا بالاختناق، فيما نقل الآخران إلى العناية المركزة بحالة حرجة. وارجحت المصادر السبب، إلى استنشاق أدخنة المولد داخل محل مغلق تمامًا دون تهوية ، ومحاولة إطفائه بعد تصاعد الأدخنة، ما أدى إلى الاختناق والحروق. رحم الله الفقيد، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين.