مجلة أمريكية: ترامب يفرض "سلطة أبوية" على النساء
في تجمعٍ حاشدٍ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تحدث دونالد ترامب عن نساء أمريكا قائلًا: "سواء شئن أم أبين، سأحميهن".
وفي أول 100 يومٍ له كرئيس، اتخذ ترامب منحى يميل إلى أكثر أشكال السلطة الأبوية تقليدية، بوصفه حاميًا يعرف ما هو الأفضل للنساء رغم مطالبهن بعكس ذلك، بحسب مجلة "ذا كونفرزيشن" الأمريكية.
وفي قيادته للحزب الجمهوري وإدارته، والأهم من ذلك، في الأوامر التنفيذية التي أصدرها، حاول ترامب مرارًا الإيحاء بأن النساء في صدارة جدول أعماله، ولكن بدلًا من حماية مصالح النساء، تُقوّض هذه الأوامر حقوقهن بمعدلٍ مُقلق، وفق المجلة.
وقالت المجلة إن ترامب أغلق الموقع الإلكتروني الحكومي الذي يُقدّم معلومات الصحة الإنجابية في أول يومٍ له بعد عودته إلى البيت الأبيض.
ومنذ ذلك الحين، حذفت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية أي ذكْر لسياسات حماية الإجهاض، وأسقطت وزارة العدل دعوى إدارة بايدن ضد ولاية أيداهو، بسبب حظرها شبه الكامل للإجهاض.
كما طلبت إدارة ترامب الانضمام إلى المرافعات الشفوية التي تنظر فيها المحكمة العليا الأمريكية حاليًّا، والتي تسعى إلى منع تمويل برنامج "ميدكيد" للخدمات الطبية التي تقدمها منظمة تنظيم الأسرة في ولاية كارولينا الجنوبية.
وترى المجلة أن هذه التغييرات تؤكد موقف ترامب من حقوق الإنجاب، وتشير إلى دعم محتمل لمزيد من التشريعات أو المعارك القانونية التي تهدف إلى الحد من وصول النساء إلى هذه الخدمات.
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب أنه في عام 2024، اعتبرت 63% من النساء في الولايات المتحدة أنفسهن مؤيدات لحق الاختيار.
لذا، فإن موقف إدارة ترامب لا يُظهر فقط عدم إصغائها للنساء؛ بل يُشير أيضًا إلى رغبة الحكومة في تقييد حرية المرأة في اتخاذ قراراتها الإنجابية. وهذا يُعزز الدور الأبوي الذي يمارسه ترامب وإدارته.
تسجيل الناخبين وصلته بالنساء
في الـ25 من مارس/آذار، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًّا بشأن تسجيل الناخبين. وأعقب ذلك، بعد أسبوع، تصويت مجلس النواب على ما يُعرف بـ "قانون الحفظ" (قانون حماية أهلية الناخب الأمريكي).
ويهدف هذا التشريع إلى الحد من تزوير الناخبين، ولكنه يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه وسيلة لتقييد قدرة الناس على التسجيل للتصويت.
وفي حال أقره مجلس الشيوخ، سيُغير هذا القانون الوثائق المطلوبة لإثبات الجنسية من رخصة قيادة إلى شهادة ميلاد أو جواز سفر. ومن المرجح أن يكون لهذا تأثير سلبي على إمكانية تسجيل العديد من النساء.
وبيّنت المجلة أنه في الولايات المتحدة، تُغيّر 84% من النساء المتزوجات من رجال ألقابهن إلى ألقاب أزواجهن؛ ما يعني أن أسماءهن لا تتطابق مع الاسم المذكور في شهادات ميلادهن.
وتشير التقديرات إلى أن 146 مليون مواطن أمريكي لا يحملون جوازات سفر سارية المفعول، لذا قد لا تملك العديد من النساء الراغبات في التصويت هوية تُؤهلهن بموجب هذا القانون.
وقد انتقد المعلقون هذا التشريع لافتقاره لحماية الناخبات، واعتُبر وسيلة لحرمان العديد من النساء من حق التصويت وسلب حقوقهن؛ ما يعني فعليًّا إبعادهن عن الشؤون العامة من خلال حرمانهن من حقوقهن الديمقراطية.
وأضافت المجلة أن مهمة ترامب في "حماية النساء" امتدت لتشمل هجومًا مُنظّمًا على الأشخاص غير المتوافقين مع هوياتهم الجندرية.
وفي يومه الأول في المكتب البيضاوي، وقّع ترامب الأمر التنفيذي رقم 14168 بعنوان: "الدفاع عن النساء من التطرف الفكري الجندري واستعادة الحقيقة البيولوجية للحكومة الفيدرالية".
وخلصت المجلة إلى أن الـ100 يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية أظهرت موقفًا عدائيًّا تجاه تقويض حقوق المرأة والأشخاص غير المتوافقين مع هويتهم الجندرية، متسترًا بفكرة "حماية المرأة".
وقالت: في الواقع، إن تقييد الوصول إلى الرعاية الصحية الإنجابية، وتقييد حقوق المتحولين جنسيًّا ومزدوجي الجنس وغير الثنائيين، واحتمال حرمان أعداد كبيرة من النساء من حقوقهن، يُظهر غياب الحماية وتراجعًا في أصواتهن.
واختتمت تقريرها بقولها، إن ترامب يُصوّر نفسه على أنه الأب المطلق، الشخص الذي يعرف ما هو الأفضل، والذي يُحافظ على سلطة وامتيازات الرجال مثله.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 23 دقائق
- ليبانون 24
لهذه الأسباب... الدولار يتجه نحو الانخفاض!
يتجه الدولار، اليوم الجمعة، لتسجيل أول انخفاض أسبوعي له منذ خمسة أسابيع، مدفوعًا بمخاوف متزايدة بشأن أوضاع الدين العام في الولايات المتحدة. فقد تحوّل تركيز المستثمرين من المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية إلى القلق من الوضع المالي الأميركي، خصوصًا بعد قيام وكالة "موديز" بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وإقرار مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، يوم أمس الخميس، مشروع قانون ضخم يشمل تغييرات في الضرائب والإنفاق. ويأتي هذا التراجع في ظل بلوغ الدين الأميركي مستوى قياسيًا يقدّر بـ36 تريليون دولار، بالتوازي مع خطط للرئيس السابق دونالد ترامب تتضمن خفض الضرائب والميزانيات الفيدرالية، مقابل زيادة الإنفاق العسكري والتمويل المخصص للحدود، وهو ما ساهم في تقلبات حادة في عائدات السندات طويلة الأجل، التي تؤثر مباشرة على كلفة الاقتراض. وسجّل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عامًا انخفاضًا بنحو 4 نقاط أساس، لكنه بقي أعلى بقليل من 5%، بعد أن بلغ في الجلسة السابقة أعلى مستوى له خلال 19 شهرًا. أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، فقد تراجع بنسبة 0.58% إلى 99.38 نقطة بحلول الساعة 14:01 بتوقيت موسكو ، ويتجه نحو خسائر أسبوعية تُقدّر بـ1.75%.


LBCI
منذ 40 دقائق
- LBCI
ترامب يهدد بفرض رسم جمركيّ على آبل
هدّد الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، شركة آبل بفرض رسم جمركيّ قدره 25% ما لم تقم بتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة. وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال: "لقد أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع أن يتم تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة، وليس في الهند أو في أي مكان آخر". وأكّد أنّه إذا لم يحصل ذلك، سيتوجب على آبل دفع رسم جمركي قدره 25% على الأقل للولايات المتحدة.


ليبانون 24
منذ 41 دقائق
- ليبانون 24
ماذا يعني "اتفاق نووي مؤقت" بالنسبة لإيران؟ تقريرٌ يُجيب
رأى المدير التنفيذي لبرنامج سيغال في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، روبرت ساتلوف، أن السمة الوحيدة الثابتة في سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط ، هي عنصر المفاجأة، مشيراً إلى أن التساؤل الأساسي، سواء من قبل الحلفاء أو الخصوم، يتمحور حول الكيفية التي قد يطبق بها ترامب هذا النهج في أي مفاوضات مصيرية محتملة مع إيران بشأن برنامجها النووي. وفي مقال نشرته "ذا هيل"، لفت ساتلوف إلى أن الغموض في استراتيجية واشنطن لا يعود إلى صمت مسؤوليها، بل إلى كثرة تصريحاتهم المتناقضة، موضحاً أن ترامب نفسه بعث برسائل متباينة بشأن إيران. تناقضات في الموقف الأميركي وفي بعض المواقف، ركز ترامب على هدف ضيّق يتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، من خلال اتفاق يسمح لها بتخصيب محدود لليورانيوم، مقابل رقابة أشد وأطر زمنية أطول من تلك التي نص عليها الاتفاق الذي أبرم في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما. وفي مواقف أخرى، بدا مؤيداً لفكرة منع تخصيب اليورانيوم بالكامل كضمانة حاسمة لمنع طهران من تطوير قنبلة نووية. ويرى ساتلوف أن هذه التصريحات حملت ارتياحاً ضمنياً للقيادة الإيرانية ، التي تخشى ضربة عسكرية لكنها اعتادت التعايش مع العقوبات الاقتصادية الأميركية. ويضيف أن ترامب حاول أن يكون كل شيء لجميع الأطراف، على الأقل في العلن، متسائلاً عما إذا كان من الممكن تحقيق كل هذه الأهداف المتضاربة في إطار مفاوضات واحدة. ويجيب ساتلوف بأن ذلك ممكن، لكن من خلال صفقة مؤقتة، وهي النتيجة التي تسعى إليها طهران، ويجب على الولايات المتحدة أن ترفضها، لأنها تمنح إيران ما تريده دون تقديم تنازلات حقيقية. اتفاق يمنح إيران ما تريد ويحذر ساتلوف من أن ترامب قد يعلن "انتصاراً دبلوماسياً تاريخياً" عبر اتفاق يزعم أنه يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، بينما يسمح لها بالاحتفاظ بحقها في الطاقة النووية المدنية، وهو ما من شأنه أن يخفف من التوتر القائم، ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني ، ويفتح المجال أمام مفاوضات مستقبلية أوسع. لكن مثل هذا الاتفاق المؤقت، كما يرى الكاتب، سيكون انتصاراً لطهران فقط، لأنه يمنحها الحماية من أي عمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي، ويعفيها من عقوبات أممية جديدة، من دون التخلي عن حقها في التخصيب الذي حصلت عليه بموجب اتفاق 2015. ويضيف أن طهران لا تمانع مناقشة ملفات مثل الإرهاب أو دعم الجماعات المسلحة، لأنها ببساطة تنكر ضلوعها فيها. وخلال الفترة التي يوفرها اتفاق كهذا، يمكن لإيران أن تعمل على تعزيز دفاعاتها الجوية وتحسين قدراتها العسكرية، مما يقلّص احتمالات نجاح أي ضربة مستقبلية ضدها. يرى ساتلوف أن مستشاري ترامب قد يحاولون إقناعه بأن بإمكانه تحقيق إنجاز دبلوماسي تاريخي من دون مطالبة إيران بتفكيك برنامجها النووي أو تغيير سلوكها الإقليمي. لكنه يعتبر أن مثل هذا الطرح يشبه ما فعله مستشارو أوباما ، وهو طرح خاطئ برأيه.