logo
د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً

د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً

الاتحادمنذ 2 أيام

منظومة الأخطاء البشرية هي الطريق المفتوح للاكتشاف لدرجة أن العلاج لا يأتي إلا لوجود خلل في الجسم، وقد علم ذوو العقول الكبيرة أن أي تعرفٍ على أي خطأ ذهني هو الطريق إلى المعرفة والابتكار، ولذا قال الغزالي إن ميزة العقل هي في قدرته على كشف عجزه، وكانت هذه ميزة سقراط الذي فتح تاريخ الفلسفة بالأسئلة، وقال إنه ليس بحكيمٍ ولا عالمٍ ولكنه يطرح الأسئلة للبحث عن الحكمة لدى البشر، بينما الحكمة الكلية تخص الله وحده.
وتوالت النظرة الثاقبة مع عصور العقول الكبرى، فكانط يقول إن العقل عاجزٌ عن تصور ماهية الحقائق الكبرى مثل وجود الخالق وحرية الإرادة، وتبعه آينشتاين بالقول إن عقولنا الصغيرة لا تستطيع أن تدرك الخالق العظيم، وفي نهاية الطريق وقبل وفاته تساءل دانييل دينيت (ماذا لو كنت مخطئاً) بوصف ذلك سؤالاً توجهه الذات العاقلة لنفسها لكي تحاول امتحان أفكارها، وهذا على نقيض الشاعر الذي يمثله قول البحتري (وما عليّ إذا لم تفهم البقرُ)، وهذا ترفٌ ثقافي لا يملكه إلا الشعراء بينما يتواضع الحكماء لأنهم يدركون نقصهم وغالباً يعترفون به، على أن أعلى درجات الوعي هي أن تكتشف خطأك، واكتشاف الطريق الخطأ يساعد على تصحيح الطريق. لكن الشعر هو نوعٌ من اللاوعي ولذا يجرؤ الشعراء على التظاهر بأنهم مجانين، وجنون الشاعر هو حصانته، ولذا فالشعراء يقولون ما لا يفعلون ويهيمون في كل وادٍ مما يجعل أتباعهم غاوين، كما هو معنى الآية الكريمة.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جهود متواصلة لدعم القطاع الزراعي
جهود متواصلة لدعم القطاع الزراعي

الاتحاد

timeمنذ 13 ساعات

  • الاتحاد

جهود متواصلة لدعم القطاع الزراعي

جهود متواصلة لدعم القطاع الزراعي في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم القطاع الزراعي والمزارعين والمزارع المحلية، وتكريس الثقافة الزراعية كممارسة مجتمعية راسخة، وصولاً إلى تحقيق الهدف المركزي للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، المتمثل في جعل الإمارات الأولى عالمياً في مجال الأمن الغذائي، عُقد المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025، بنسخته الأولى خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو 2025. ويندرج هذا المؤتمر، الذي نظمته وزارة التغير المناخي والبيئة، في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات لقطاع الزراعة، كركن أساسي لبناء اقتصاد مستدام. وقد عُقد المؤتمر في مدينة العين، باعتبارها مركزاً زراعياً متميزاً، أقامه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لما تتميز به من مقومات زراعية ناجحة، وذلك برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الذي أكد أن تنظيم المؤتمر يحمل رمزية خاصة تجسّد التزام دولة الإمارات بتعزيز المنظومة الزراعية الوطنية، ويعبِّر عن رؤية متكاملة تجعل من الزراعة أحد محركات التنمية المستدامة، وركناً أساسياً في تحقيق الأمن الغذائي. وقد استمد المؤتمر أهميته من اعتبارات أساسية عدة: أولها، المشاركة الكثيفة في فعالياته، حيث شهد مشاركة 22 جهة حكومية معنية بقطاع الزراعة والغذاء، و40 شركة خاصة، و4 جامعات وطنية، و20 شركة ناشئة متخصصة في الحلول الزراعية المبتكرة، إضافة إلى حضور أكثر من 1000 طالب من طلاب المدارس للاستفادة من تبادل المعارف والخبرات التي تعرضها المؤسسات والشركات المشاركة في المعرض، فيما شهد إقامة أكثر من 35 جلسة وحواراً. وثاني هذه الاعتبارات، هو تركيز المؤتمر بشكل رئيسي على قضية البحث العلمي في تعزيز القطاع الزراعي، وهذه قضية بالغة الأهمية في ظل التحديات التي تواجهه، ومنها الظروف المناخية القاسية، والتي تحتاج إلى حلول مبتكرة للتعامل معها على النحو الأمثل، من أجل وضع حلول متقدمة، وخلق بيئة زراعية معززة بالتكنولوجيا. والاعتبار الثالث هو أن المؤتمر قد شهد إطلاق المتحف الزراعي الوطني الذي يروي لنا إرث الزراعة وانتشارها في الدولة، وتاريخها وواقعها الحالي المعزز بالتكنولوجيا، كما شهد المؤتمر إطلاق مجلس شباب الإمارات للزراعة، بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة والمؤسسة الاتحادية للشباب، بهدف إشراك الشباب في قيادة دفة مستقبل الزراعة المستدامة. وفي الواقع، فإن اهتمام دولة الإمارات بتطوير قطاع الزراعة رغم الظروف الطبيعية الصعبة، إنما يؤكد نهجها الدائم في تحويل التحديات إلى فرص، والذي نجح إلى حد كبير في جعل الزراعة قطاعاً حيوياً، يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، من خلال تبني استراتيجيات حديثة وتقنيات متطورة لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، انطلاقاً من الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 التي يتمحور هدفها حول جعل دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، كما سلفت الإشارة، كما تهدف إلى تطوير إنتاج محلي مستدام ممكَّن بالتكنولوجيا، وتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء. وتتعدد مظاهر اهتمام دولة الإمارات بالقطاع الزراعي، وأولها، الدعم الكبير المقدم للمزارعين، كخيار استراتيجي يهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتنمية الاقتصاد الوطني، وهو ما يتم من خلال القروض الميسرة، وتوفير البذور والأسمدة المدعومة، ودعم التسويق الزراعي، وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل لنشر الوعي الزراعي. وثانيها، تبنّي الأساليب والتقنيات الحديثة مثل الزراعة المائية والزراعة العمودية والزراعة من دون تربة وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية. وثالثها، تشجيع الاستثمارات الزراعية، وتأسيس المراكز البحثية والزراعية المتخصصة مثل المركز الدولي للزراعة الملحية. إن جهود دولة الإمارات المتواصلة لتطوير قطاع زراعي حديث يعتمد على توظيف أحدث التقنيات إنما تتأسس على رؤية استشرافية عميقة تدرك الأهمية القصوى لتحقيق الأمن الغذائي، وقد قطعت الإمارات شوطاً معتبراً في هذا المجال، وتتواصل الجهود من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، التي تُعد الركيزة الأساسية لهذه الجهود. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً
د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً

الاتحاد

timeمنذ 2 أيام

  • الاتحاد

د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً

منظومة الأخطاء البشرية هي الطريق المفتوح للاكتشاف لدرجة أن العلاج لا يأتي إلا لوجود خلل في الجسم، وقد علم ذوو العقول الكبيرة أن أي تعرفٍ على أي خطأ ذهني هو الطريق إلى المعرفة والابتكار، ولذا قال الغزالي إن ميزة العقل هي في قدرته على كشف عجزه، وكانت هذه ميزة سقراط الذي فتح تاريخ الفلسفة بالأسئلة، وقال إنه ليس بحكيمٍ ولا عالمٍ ولكنه يطرح الأسئلة للبحث عن الحكمة لدى البشر، بينما الحكمة الكلية تخص الله وحده. وتوالت النظرة الثاقبة مع عصور العقول الكبرى، فكانط يقول إن العقل عاجزٌ عن تصور ماهية الحقائق الكبرى مثل وجود الخالق وحرية الإرادة، وتبعه آينشتاين بالقول إن عقولنا الصغيرة لا تستطيع أن تدرك الخالق العظيم، وفي نهاية الطريق وقبل وفاته تساءل دانييل دينيت (ماذا لو كنت مخطئاً) بوصف ذلك سؤالاً توجهه الذات العاقلة لنفسها لكي تحاول امتحان أفكارها، وهذا على نقيض الشاعر الذي يمثله قول البحتري (وما عليّ إذا لم تفهم البقرُ)، وهذا ترفٌ ثقافي لا يملكه إلا الشعراء بينما يتواضع الحكماء لأنهم يدركون نقصهم وغالباً يعترفون به، على أن أعلى درجات الوعي هي أن تكتشف خطأك، واكتشاف الطريق الخطأ يساعد على تصحيح الطريق. لكن الشعر هو نوعٌ من اللاوعي ولذا يجرؤ الشعراء على التظاهر بأنهم مجانين، وجنون الشاعر هو حصانته، ولذا فالشعراء يقولون ما لا يفعلون ويهيمون في كل وادٍ مما يجعل أتباعهم غاوين، كما هو معنى الآية الكريمة. كاتب ومفكر سعودي أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

الإمارات.. بوابة الشرق للذكاء الاصطناعي
الإمارات.. بوابة الشرق للذكاء الاصطناعي

الاتحاد

timeمنذ 2 أيام

  • الاتحاد

الإمارات.. بوابة الشرق للذكاء الاصطناعي

الإمارات.. بوابة الشرق للذكاء الاصطناعي زيارة دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، لدولة الإمارات العربية المتحدة، مثلت محطة محورية أسفرت عن اتفاقية تاريخية تقضي باختيار أبوظبي مقراً لأكبر مجمّع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة الأميركية، يُزوَّد بأحدث التكنولوجيا الأميركية، ومنها الرقائق المتقدمة التي يُحظر تصديرها عادةً خارج الولايات المتحدة. ويُعدّ تدشين هذا المجمّع، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالشراكة مع الرئيس الأميركي، إيذاناً ببدء عصر جديد لدولة الإمارات، ولدول العالم النامي في أفريقيا وآسيا، فهذا المجمّع، الذي يعمل بطاقة 5 جيجاوات، يُتوقع أن يمثّل بوابة تقنية تخدم نحو ثلث سكان العالم خارج الدول الرائدة، ويُسهم في تسريع وتحفيز نمو 10 في المئة من اقتصادات العالم. ويُقدّم هذا المجمّع نموذجاً فريداً في آسيا وأفريقيا، فهو لا يفتح الآفاق للطاقات الفكرية والإبداعية فقط، بل ويمثّل أيضاً وجهةً رئيسية للراغبين في الوصول إلى أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، والاطلاع على مستجداته، ونقلها إلى مجتمعاتهم للاستفادة منها في تطوير اقتصاداتهم وتحفيزها، والارتقاء بمستوى مجتمعاتهم. ويطرح هذا المجمّع نموذجاً جديداً في إدارة الذكاء الاصطناعي يقوم على منظومة طاقة متقدمة تعتمد مزيجاً من الطاقة النووية، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وهو ما يُسهم في تقليل الانبعاثات الحرارية، والحفاظ على البيئة، وحماية كوكب الأرض. وسوف تُسهم هذه المبادرة الرائدة غير المسبوقة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات واحدةً من أبرز الدول المنتجة للذكاء الاصطناعي، والفاعلة في نشره وتقديمه للدول والمجتمعات الأقل حظّاً في هذا المجال، وبذلك ترسّخ أبوظبي موقعها عاصمةً للذكاء الاصطناعي في الشرق والجنوب. ويمثل هذا المشروع إضافة نوعية إلى اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات، ويعزز من قدراتها التنافسية في مرحلة ما بعد النفط، كما يمثّل أحد أبرز أدوات القوة الناعمة التي تُسهم في تعزيز الحضور الدولي للدولة، وتجسيد رؤيتها الطموحة نحو التقدم والازدهار. كما سيمثل هذا المجمّع، على المستوى الداخلي، فرصة محورية لتطوير التعليم في دولة الإمارات بشقيه العام والجامعي عبر جوانب عدة، منها توفير فرصة مهمة للمدرسين والطلاب للاطلاع المباشر على أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر الزيارات التعليمية التي يُتوقع أن تنظمها المؤسسات التربوية للمجمع للاطلاع على برامجه وإنجازاته. وسيُسهم المجمّع أيضاً في استقطاب نخبة من الكفاءات العالمية في هذا المجال، وهو ما سينعكس إيجاباً على تطوير التعليم، وذلك بمشاركاتهم في المؤتمرات، والندوات، وعمليات التدريس والتدريب. وإضافة إلى ما سبق، يمثِّل المجمّع منصة عملية لتدريب الطلاب المتخصصين بالذكاء الاصطناعي، تمهيداً لتأهيلهم للانخراط مستقبلاً في سوق العمل. وأخيراً، سوف يفتح المجمّع آفاقاً جديدة للتوظيف أمام الموهوبين من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، في إطار مسيرتها نحو التنمية المستدامة، وبناء مجتمع المعرفة. د.نضال محمد الطنيجي* *عضو المجلس الوطني الاتحادي. رئيس لجنة شؤون التقنية والطاقة والثروة المعدنية والمرافق العامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store