
يدعو مجلس إدارة شركة آفاق الغذاء المساهمين إلى حضور اجتماع الجمعية العامة العادية ( الاجتماع الأول )
بند توضيح
مقدمة يسر مجلس إدارة شركة آفاق الغذاء دعوة مساهميها الكرام إلى حضوراجتماع الجمعية العامة العادية (الاجتماع الأول) والمقرر انعقادها بمشيئة الله تعالى في تمام السابعة والنصف مساء يوم الأثنين
22/ ذو الحجة/1446 هــ الموافق 18/6/2025م من مقر الشركة الرئيسي بمدينة الدمام عن طريق وسائل التقنية الحديثة باستخدام منظومة تداولاتي
مدينة و مكان انعقاد الجمعية العامة عبر وسائل التقنية الحديثة - بمقر الشركة بمدينة الدمام
رابط مقر الاجتماع اضغط هنا
تاريخ انعقاد الجمعية العامة 1446-12-22 الموافق 2025-06-18
وقت انعقاد الجمعية العامة 19:30
كيفية انعقاد الجمعية العامة عبر وسائل التقنية الحديثة
حق الحضور، وأحقية التسجيل، ونهاية التصويت يحق لكل مساهم من المساهمين المقيدين في سجل مساهمي الشركة لدى مركز الإيداع بنهاية جلسة التداول التي تسبق اجتماع الجمعية العامة حضور اجتماع الجمعية وبحسب الأنظمة واللوائح.
حيث يحق للمساهمين مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجمعية وتوجيه استفساراتهم, كما أن أحقية تسجيل الحضور لإجتماع الجمعية تنتهي وقت انعقاد اجتماع الجمعية و أحقية التصويت على بنود الجمعية للحاضرين تنتهي عند انتهاء لجنة الفرز من فرز الأصوات
النصاب اللازم لانعقاد الجمعية إن النصاب القانوني لانعقاد الجمعية العامة العادية وفقا للمادة (26) من نظام الشركة الأساس هو حضورمساهمون يمثلون ربع أسهم الشركة التي لها حقوق تصويت على الأقل .
جدول أعمال الجمعية مرفق
نموذج التوكيل
حق المساهم في مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجمعية، وتوجيه الأسئلة، وكيفية ممارسة حق التصويت للمساهمين الكرام الحق في مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجمعية وتوجيه الأسئلة و بإمكان المساهمين الكرام التصويت عن بعد على جدول أعمال الجمعية وذلك من خلال خدمة التصويت الالكتروني عن طريق زيارة الموقع الالكتروني الخاص بتداولاتي
www.tadawulaty.com.sa
تفاصيل خاصية التصويت الإلكتروني على بنود الجمعية بإمكان المساهمين الكرام التصويت عن بعد على جدول أعمال الجمعية العامة وذلك من خلال خدمة التصويت الالكتروني عن طريق زيارة الموقع الالكتروني الخاص بتداولاتي
www.tadawulaty.com.sa
علما بأن التسجيل في الخدمة و التصويت متاح مجانا لجميع المساهمين حيث يبدأ التصويت الالكتروني من الساعة الواحدة صباحاً يوم الجمعة 17/12/1446هـ الموافق 13-6-2025 م
وينتهي التصويت عند انتهاء لجنة الفرز من فرز الأصوات
الملفات الملحقة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
سعيد السريحي يؤكد مهارته السرديّة برواية «جدة 915 هـ»
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} سعيد السريحي غلاف الرواية كعادة الناقد الدكتور سعيد السريحي، في الافتتان بالدهشة، والإدهاش، غدا مُدهشاً وهو في مطلع العقد السابع من عمره، بتبنيه منهجية «الإنتاج» الأدبي، ما بين سيرة، ونقد، وقصائد، وروايات، ولكي يؤكد لقارئه امتلاكه أدوات السارد، عاد إلى المشهد بأحدث إصداراته، السردية «جدة 915هـ» متناولاً فيه حياة أهالي مدينة جدة في زمن الوباء، وكأنما استعاد السارد زمن الجدري، واستبطن تداعيات وباء فايروس كورونا، والرواية الصادرة عن دار مدارك، تعد الإصدار الـ17 لأبي إقبال. يؤكد صاحب «الكتابة خارج الأقواس» أن العمل الأحدث يمثّل بالنسبة له مغامرة تستند على أساس من إيمانه بأن الكتابة إن لم تكن ضرباً من المغامرة فإنها لا تستحق العناء الذي يُبذَل فيها، والرواية تقوم على تخييل الأصول التاريخية، التي صاحبت بناء سور جدة عام 915هـ. ومن الفصل الأول للرواية نجتزئ هذا المشهد: «اقتربوا من بيوتهم، تلوح على جدرانها ذاكرة موشومة بالجدري، الذي عاث فيها قبل سنوات قليلة، جاس شهراً بين البيوت، كمَن لهم في مفارق الطرق ومنعطفات الأزقة، ولم يغادرها إلا بعد أن اصطحب، من كل بيت من بيوتها، رفيقاً له في رحيله عنها، وترك في كل بيت من بيوتها أجساداً موشومة بآثار الدمامل، رحل وحمل معه أولئك الذين حملوه لجدة على أكتافهم من أعماق البحر، وقسموا دمامله وبثوره بين حاراتها وبرحاتها وأزقتها وأسواقها، حملهم معه فأراحهم من تحمّل إثم من رحلوا ولوم من تركهم الجدري أشباه أحياء. عاد البحارة ذات يوم بقواربهم محملة بما أخفوه عن أعين حراس البحر، من توابل وقمح وأقمشة مهربة غير أنهم عادوا بخبر آخر تكتموا عليه، ثم أفشوه بعد أن أثقلهم حمله سرّاً، تحدثوا عمّا رأوه على سطح تلك السفينة، التي كانت تحمل البضائع، من رجال توشم وجوههم وسواعدهم الدمامل، ورجال يئنون من وطأة الحمى والجراح التي تمزق أجسادهم، وحدثوهم عن جثث تنز أكفانها صديداً تتناهشها الحيتان يلقي بها البحارة في الماء. - حسبنا الله ونعم الوكيل، وما قلتوا لنا ليه؟ - الله لا يجزاكم خير، بعتوا لنا بضايع ناس منصابين بالجدري؟ أخبار ذات صلة - ما خفتوا ربكم؟ الطمع عمى عيونكم أوسع أهل جدة أولئك المهربين الذين نقلوا البضائع من سفينة الجدري لوماً، ثم أسرعوا إلى مخازنهم ودكاكينهم وبيوتهم يخرجون منها ما اشتروه من توابل وقمح وأقمشة يشعلون فيها النار، كلما أوشكت تنطفئ أشعلتها بضائع جديدة تردد من اشتروها في حرقها ثم لم يجدوا بدّاً من أن يطعموها النار. - الله يستر، صار لها أكثر من أسبوع عندنا - ما يصيبنا إلا اللي كتبه الله لنا انتظرت جدة الموت يسقط عليها ذات مساء من السماء، أو يخرج إليها ذات صباح من البحر، واستيقظت يوم عيد الأضحى على فاجعة أول إصابة بالجدري، أدركوا أن الموت اختار من بينهم أضاحيه للعيد. عقدت الجائحة ألسنتهم وعقدوا مجلسهم يتراءون فيما يصنعون. أدخلتهم يد الجدري في تجربة مختلفة مع الموت؛ تجربة تشكل نقيض تجربة الموت فجأة، الموت حين يتوقف القلب، تغادر الروح الجسد بسلام، تتركه سالماً معافى، تقبل جبينه، تلقي عليه تحية الوداع، تنحني شاكرة له السماح لها بقضاء الوقت معه، ثم تغادر، تتركه كأنما هو يغط في نوم عميق، كأنما هو بانتظار تراجعها عن قرارها وعودتها إليه، أو بانتظار روح أخرى تحل فيه، الموت بالجدري مختلف تمام، الجسد يتهالك، يتقوض، يتحلل، لا يأبه بالروح التي لا تزال ساكنة فيه، كأنما يعلن الجسد للروح أنه لم يعد مكاناً تسكن فيه، وأن عليها أن تغادر، الجسد في موت الفجاءة يشبه بيتاً أسدل القاطنون فيه ستائره، أغلقوا بابه بهدوء، وغادروا، الجسد في الموت بالجدري يشبه بيتاً هوى على رؤوس ساكنيه».


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
السيناريست السعودي وفرصة جمعية الأدب المهنية
تابعوا عكاظ على تشهد الساحة الثقافية الأدبية تطورات استثنائية ونجاحات متلاحقة، فالمجد اليوم يلامس الأفكار الجديدة والنابعة من صميم الأعمال الفنية، التي تحقق الـتأثير المطلوب لتحريك الرأي العام، وتوجيه الأنظار إليه. ومن هذه التطورات ما تقدمه جمعية الأدب المهنية من مشاريع نوعية تخص الأديب، وتجوَّد المحتوى الإبداعي المحلي، وحقَّ لهذه الجهود أن يشار لها بعين الاعتزاز والترحاب والنقاشات الثرية. ومما يُبهج الفكر ويحدد لهذه الرؤية الفنية مسارها، ويعلن سطوعها مشروع تحويل الرواية السعوديَّة إلى سيناريو سينمائي، وهو مشروع حيوي يتعلق بصناعة المكون القيمي والثقافي للمجتمع المحلي وإخراجه للآخر، فقد آن الأوان لظهور أعمالنا الأدبية بشكل سينمائي يليق بصورتنا وجودتها. وقد سبق أن حولت الرواية السعودية إلى فيلم وهي أول تجربة تحويل كانت من نصيب رواية (حوجن) للكاتب إبراهيم عباس، التي لاقت نجاحًا مميزًا. وهذا يؤكد أن بعض الروايات المحلية قابلة للتحويل سينمائيًا؛ وذلك لتنوع البيئات التصويرية المكانية أو العجائبية وخصوصية التجارب وأنسنتها. أخبار ذات صلة إن الاهتمام بالمتون الروائية الجيدة سيسهم في تطور نوعية الإنتاج، ودفع الشباب إلى التجارب السردية المغايرة، التي تناسب جو السيناريو المتوقع من اللقطات السريعة والمتتالية والمقاطع التي يمكن لكاتب السيناريو إما اختزالها وإما حذفها أو إضافة بعض المشاهد أو تكثيف مشاهد بعينها أو تمطيطها؛ مما يتيح لكاتب السيناريو من وصف الصورة، والاهتمام بالمؤثرات الصوتية، وتأطير الحوارات داخل العمل، وترتيب المشاهد ضمن حبكة متسلسلة من اللقطات، والعناية ببناء الشخصيات وخلخلتها عبر المونولوج. كما يخلق هذا المشروع فرصًا واعدة للشباب السعودي لصناعة جيل يمتهن ويطور ويبدع فن السيناريست، لا سيما أن الحاجة لتفعيل هذه العلم ماسة في ظل شح الأسماء المحلية، التي عملت بجد من أمثال رجا العتيبي، وتوفيق الزايدي، وبدر السماري، وعبدالله آل عياف، ومفرج المجفل الذي كتب سيناريو فيلم (المغادرون) الحاصل على الجائزة الكبرى في مهرجان أفلام السعودية عام 2017، وفيلم (المسافة صفر) الحاصل على جائزة النخلة الذهبية في المهرجان ذاته عام 2019. ومما لا شك فيه أن الروايات السعودية تحمل مضامين نوعية في شتى الحقول الاجتماعية والثقافية والسياسية والشعبية والعجائبية، التي تصور حجم الوعي الذي يتمتع به الروائيون المحليون، ومن أبرز الروايات التي يمكن أن تحول إلى أفلام سينمائية رواية (رائحة الفحم) لعبدالعزيز الصقعبي، التي تمتاز بالتقطيع السينمائي، ورواية (فيضة الرعد) لعبدالحفيظ الشمري وروايات عبده خال التي تصور مأزومية الذات تجاه الآخر ورواية (ميمونة) لمحمود تراوري، كما تصلح لفن السينما الروايات التي عنيت بحرب الخليج الثانية مثل رواية (نباح) لعبده خال، ورواية (الناجي) لعلي السعدون التي تحكي أحداثًا حقيقية حدثت بالحرب. وأمامنا مخزون من المحكيات الأنثوية للصوت النسائي في روايات أميمة الخميس خاصة رواية (البحريات) وروايات بدرية البشر خاصة في رواية (الأرجوحة)، التي تعنى ببناء هوية المرأة في المجتمع المحلي، وروايات أثير النشمي خاصة رواية (عتمة الذاكرة) بما فيها من تقنيات صالحة لكتابة السيناريست. كما شكلت الصحراء بعدًا ثقافيًا هامًا، وهي ملمح أصيل في تكوين الإنسان السعودي، ويعد نقلها لفن السينما تأصيلًا للمكون والهُويّة، وقد ظهرت بشكلٍ جليِّ في رواية أمل الفاران (غواصو الأحقاف)، التي تحكي عن أجيال متعددة نشأوا بين الصحراء والبحر، وخماسية (مدن الملح) لعبدالرحمن منيف ورواية (خاتم) لرجاء عالم، ورواية (ساق الغراب) ليحيى أمقاسم ورواية (عقدة الجدار) لخليف الغالب ورواية (دموع الرمل) لشتيوي الغيثي. ولا يمكن أن نتجاوز البعد العجائبي في الرواية المحلية، الذي ينقل صورة ذهنية عن بعض مكوناتنا الثقافية وحكاياتنا الشعبية، وهذا الجو العجائبي يناسب تقنيات السينما وإمكاناتها الهائلة في روايات رجاء عالم، ورواية (أم الصبيان) لإبراهيم مفتاح و(المنهوبة) لعواض العصيمي ورواية (ركض الخائفين) لجوهرة الرمال. كما أن هناك روايات امتازت بتوازي خطي السرد، وهي روايات منذر القباني التي تتيح تداخل الأزمنة والفضاء والحكايات مما يمكن تحويلها إلى صور سينمائية. وهناك الكثير من أمثال روايات محمد حسن علوان ويوسف المحيميد وعبدالله ثابت. إن الاهتمام بهذا المشروع العظيم سيؤتي ثماره في ظل وفرة المدون المحلي وقابليته للتحويل، وتشجيع الشباب وتعليمهم فن السيناريست والاستنارة برأي الخبراء المختصين، المستقبل في ظل من يؤسس له الإبداع سيزهر، ونحن -مثقفي الساحة- ننتظر بشغف ما تؤول إليه هذه التجربة. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
حارات الحجاج في المدينة !
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حسين عويضة محمد البكري عبدالغني القش اكتسب أهل المدينة المنورة، خاصية استقبال ضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي وعُرف عنهم حبهم وترحيبهم وحفاوتهم، ويجد الحاج عندهم الراحة والطمأنينة والسكنية في وقت كان عدد الفنادق قليلاً لا يفي بحاجة آلاف الضيوف.. وهنا تدور أسئلة: كيف كانت الفنادق والدور السكنية تستوعب العدد الكبير؟.. وكيف تحولت منازل أهل المدينة لسكنٍ للحجاج؟ إلى أين يمضي السكان حين ينزل الحجاج في منازلهم؟ ما أبرز ملامح تلك الفترة حين تتحول الأحياء إلى حارات للحجاج؟ مع بداية ظهور مؤسسة الأدلاء، كانت خدمة الحجاج في المدينة المنورة تتم بشكل فردي من بعض الأسر المعروفة وغالباً كانوا من العلماء والوجهاء الذين يقومون بإرشاد الحجاج وتلبية حاجاتهم، وحدد النظام ضوابط ممارسة هذه المهنة وانتخاب هيئة لها من 10 أشخاص، ثم حدث التحول إلى مؤسسة أهلية (1405هـ)، وشكّل ذلك نقطة تحول مهمة، وصدر الأمر بإنشاء المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة، وأحال الأمر الخدمة من الطابع الفردي إلى العمل المؤسسي الجماعي؛ وذلك للارتقاء بمستوى الخدمات، ثم حدث التحول إلى شركة في 1440هـ، واستكملت إجراءات التأسيس لشركة الأدلاء (شركة مساهمة مغلقة)، إنفاذاً للمرسوم الملكي.. العيد في البساتين يواصل حسين عويضة ويضيف: كان القائمون على المتاجر والبسطات من أبناء البلد، وهم أصحابها، يُديرون العمل بأنفسهم، لا يغيب عنّي ذكر المردُود الثقافي والفكري الذي كان يعود على أهل المدينة المنورة، من خلال احتكاكهم بالحجاج بمختلف أطيافهم؛ ما نتج عنه تلاقح فكري وثقافي جعل أبناء المدينة المنورة، أكثر انفتاحاً بالتقائهم الحجاج وتعايشهم معهم في سكن، وازدادوا بها ثقافةً وفكراً وقبولاً للآخرين، ومن الأشياء الجميلة التي كان عليها أهل المدينة المنورة.. بعد مغادرة ضيوف الرحمن للمشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج إذ كانت هناك طقوس جميلة في يوم الوقوف في عرفة تشبه أيام رمضان، وينتشر بيع المأكولات والمشروبات الرمضانية ويتدفّق الأهالي بعد صلاة العصر رجالاً ونساء وأطفالاً قاصدين المسجد النبوي للإفطار وأداء صلاة المغرب في رحابه، ويُسمّى عندهم يوم الوقفة وليلة العيد الكبير، إذ يجتمعون معاً لقضاء أيام عيد الأضحى بقلوب صافية ونفوس راضية أقارب وجيران من الذين لم يُكتب لهم الحج، واعتاد كثير من أهل المدينة المنورة في عيد الأضحى قضاء العيد في مزارع وبساتين المدينة التي تقع في قباء، والعوالي، وقربان، والعيون، والعاقول وبئر عثمان يَذْبحون أُضْحياتهم، ويقضون أحلى أوقاتهم في أجواء أخويّة وأسريّة، يتمتع جميعهم بروح مُتقاربة ومُتحابّة مُتفائلة ومُتسامحة ومُتعاضدة ومُتكاتفة، كان الناس في تلك الأزمنة يعيشون حياة بسيطة جميلة يترفّعون فيها عن الخوض فيما لا يعنيهم، ويتجنبون الإساءة، مُستشعرين قدسيّة المكان وشرف الجيرة، ويتحَلّون بكَظم الغيظ والعفو والسماح والإحسان، جوار سيد الأنبياء والأخيار صلى الله عليه وسلم، في مدينة المهاجرين والأنصار، وفي انتظار الموسم الثاني لاستقبال الحجاج والترحيب والاحتفاء بعد أداء مناسك الحج. يا هلا ويا مرحبا أحد الأدلاء السابقين خير الدين بصراوي، يؤكد ان أهل المدينة المنورة يتميزون بكرم الضيافة وحسن استقبال الزوار وضيوف الرحمن، وهذا جزء أصيل من ثقافتهم وعاداتهم المتوارثة، ويستقبل أهل المدينة المنورة زوارهم بترحيب وابتسامة صادقة، تعكس سعادتهم بقدومهم. عبارات الترحيب مثل «يا هلا ويا مرحبا» و«حياكم الله» تسمع بشكل متكرر، وعرف عنهم إكرام الضيف الذي يعتبر لديهم من القيم الأساسية، ويتجلى ذلك بوضوح في تعاملهم، وتقديم القهوة العربية والتمور يعتبر من أساسيات الضيافة المدنية الأصيلة، ويبادر البعض بدعوة الزوار إلى منازلهم لتقديم وجبة أو استضافتهم، وتوجد جمعيات متخصصة مثل «جمعية ضيافة المدينة المنورة لخدمة الحجاج والمعتمرين»، التي تُعنى بتقديم الضيافة الراقية وتثقيف الزوار المساعدة والتوجيه ويبدي أهل المدينة استعداداً دائماً لمساعدة الزوار وتقديم المعلومات والتوجيهات التي يحتاجونها، وقد يصطحبون الزوار إلى الأماكن الدينية أو يرشدونهم إلى الخدمات المختلفة. كما تشارك العديد من الفرق التطوعية والجهات الخيرية في تنظيم الموائد وتقديم الوجبات للصائمين والزوار، ويشجع أهل المدينة المنورة زوارهم على زيارة المواقع الدينية والتاريخية في المدينة المنورة مثل مسجد قباء، ومقبرة البقيع ويقدمون لهم المعلومات والنصائح المتعلقة بآداب الزيارة وفضل هذه الأماكن، ويحرص أهل المدينة على توفير جو من الهدوء والسكينة للزوار في محيط الأماكن الدينية، ليتمكنوا من أداء عباداتهم ونسكهم براحة، ويتعامل أهل المدينة مع الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات بتسامح واحترام، ويعكسون بذلك الصورة الحقيقية للإسلام وقيمه السمحة، وهذه العادات والتقاليد الأصيلة تعكس كرم أهل المدينة المنورة ما يترك انطباعاً طيباً وذكريات جميلة لدى كل من زار هذه البقعة المباركة. الكلام بلغة الإشارة «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المختصين في كيفية تحول العمل الفردي لإسكان ضيوف الرحمن في المدينة المنورة إلى عمل مؤسسي منظم، وكيف تحولت منازل الأهالي في فترة سابقة إلى مساكن لضيوف الرحمن. الباحث والمؤرخ الدكتور محمد أنور البكري يشير إلى أن إسكان الحجاج في السابق كان يعتمد على الأدلاء الذين لا يتجاوز عددهم 200 دليل في المدينة المنورة، وكانوا يشرفون على إسكان الحجاج في منازلهم والمنازل المجاورة لهم، وتتم تهيئة المنازل من بعد شوال، ومع نهاية الحج يقوم الأدلاء في المدينة بزيارة الدول لمعرفة عدد الحجاج والاتفاق معهم، وكل دليل معروف يتولى إسكان حجاج دولة معينة، وكان الأدلاء يبرمون اتفاقات بعدم تدخل أي دليل على نشاط الآخر والحرص على التعاون، ويتم توفير السكن المناسب في حالة عدم توفر مساكن للدليل. المهم في الأمر حرص وإجماع كل الأدلاء على راحة ضيوف الرحمن، ويقوم الدليل بتقديم واجبات الضيافة وإكرام الحجاج خير إكرام، ويعمل مع الجيران على توفير متطلباتهم وترتيب زيارة المواقع الإسلامية والتاريخية، وجميع الجهات الحكومية تتضافر لتقديم أفضل الخدمات لهم، وما يميز تلك الفترة الارتباط والصداقات التي تتكون بين ضيوف الرحمن وأهل المدينة وزيارة النساء لبعضهن، والتخاطب بلغة الإشارة في حال عدم التحدث باللغة العربية، وكثير من الحجاج تعرفوا على العادات والتقاليد وعلـي طباع أهل المدينة المنورة في أكلهم وأزيائهم، كما تعلمت النساء في المدينة طهي الأطعمة الهندية والتركستانية وغير ذلك. ويشير البكري إلى أن عدد الحجاج في السابق لم يكن يتجاوز 200 ألف حاج، يأتون عبر القوافل برّاً أو عن طريق البواخر، ومع تزايد أعدادهم نظمت الدولة إسكانهم عبر شركة الأدلاء. أخبار ذات صلة يؤثرون على أنفسهم المستشار الإعلامي عبدالغني القش يقول: أهالي المدينة المنورة درجوا وما زالوا يستقبلون الحجاج بكل فرح وسرور، يسكنونهم في منازلهم، يقدمون لهم الطعام والشراب الذي يأكلون منه إكراماً، لهم فإذا كان المنزل كبيراً فإن العائلة تصعد إلى الدور العلوي وتترك الدور الأرضي للحجاج، والبعض منهم يغادر المنزل بالكامل ويذهب إلى منزل مجاور، إما أن يكون لأبيه أو لأمه أو أحد أقربائه من الدرجة الأولى، ورغم أن المنازل في ذلك الوقت كانت صغيرة المساحة لكن القلوب كانت منشرحة والصدور منفتحة، يفعلون ذلك من باب الإيثار، وهذا يذكرنا بما فعله الأنصار مع المهاجرين رضوان الله عليهم أجمعين. ويا لها من صورة إنسانية رائعة خلدها القرآن لهم وأثنى عليهم ثناءً منقطع النظير، وهذا العمل الذي كان يقوم به أهل المدينة المنورة جعلهم يكتسبون ثقافات متعددة؛ لأن الحجاج الذين كانوا ينزلون في منازلهم من جنسيات مختلفة، ففي عام يكون الحجاج من الأتراك وفي العام الذي يليه من إندونيسيا وبقية دول العالم الإسلامي، فامتزجت الثقافات، واكتسب أهل المدينة المعارف الإنسانية. امتزاج مشترك في التقاليد ويضيف عبدالغني القش: بعض الحجاج كانوا يمتزجون بعادات وتقاليد أهل المدينة المنورة مثلما يمتزج الأهالي بعادات ضيوفهم، ومن ذلك مثلاً تقديم ما يعرف بالحلوى العجمية في المناسبات، والتركية. أما بعض المأكولات فقد باتت مستساغة عند أهل المدينة المنورة، ولا يعرفها الكثير من سكان الجزيرة العربية باستثناء مكة المكرمة، أما في عصرنا الحالي فقد تحولت تلك المنازل والدور إلى فنادق وشقق سكنية تشرف عليها أجهزة الدولة بتنظيم دقيق ومراقبة مستمرة، ما جعل الجيل الحالي بعيداً عن اكتساب تلك العادات والتقاليد والمعارف التي كانت منتشرة في زمن مضى، وعندما يستذكر الإنسان تلك الأيام فإن الابتسامة ترتسم على شفتيه، فقد كانت الحياة بسيطة إلى أبعد الحدود، وكان الحاج لا يحتاج إلى مزيد أثاث، بل ربما افترش بعضهم الأرض والتحف السماء؛ لأنه آت ليكتسب الأجر ويسعى إلى مرضاة الله وينال ثواب الحج؛ ليعود منه كما ولدته أمه، فلا تعنيه الدنيا في شيء لا يهتم لفراش وثير، ولا لتجهيزات حديثة، ولا لأدوات حضارية في صورة إنسانية بديعة قل أن توجد في أرجاء العالم أجمع أخوة الإسلام، وإنسانية الآدميين ورقي الأخلاق والتسامح والتعايش والمودة. لبان لامي وبخور المشرف التربوي والكاتب الصحفي حسين عويضة، يقول: أهل المدينة اعتادوا في شهور الحج تقسيمه إلى موسمين: موسم قبل الحج ويُطلق عليه: الموسم الأول وفيه يتدفّق حَشدٌ كبير من الحجيج لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، والتشرف بالسلام على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما، قبل أدائهم فريضة الحج، والفترة الأخرى بعد الحج ويُطلق عليها: (الموسم الثاني) ويتّجه جمعٌ كبير من الحُجّاج إلى المدينة الّذين لم يسبق لهم زيارتها قبل الحج، ونظراً لافتقار المدينة في تلك الحقْبة الزمنية إلى فنادق ووحدات سكنية خاصة للسّكن كانوا يسكنون في بيوت الأهالي. وكان الأهالي يستعدون قبل الحج بتجهيز ملحقات المنازل في الأسطح بعد إخلاء باقي الغرف لسُكنى الحجّاج، ويتم ذلك في الموسمين الأول والثاني، ويصعب وصف البهجة التي كان يشعر بها أهل المدينة صغاراً وكباراً. عند نزول الحجاج في موسم الحج تشهد المدينة المنورة، حراكاً تجارياً كبيراً، فهو مصدر رزق لأهلها ينتظرونه كل عام، ترى المتاجر ممتلئة بالأقمشة والسجّاد والعِطَارة والمجوهرات والأدوات الكهربائية وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها الحاج، وترى البسطات تُنصَب أمام المحلات وبسطات تُنصَب في الطرقات لبيع العُطور والسُّبَح وسجّاد الصلاة والعصيرات والشاي بالحليب والهدايا واللّبان اللامي والشامي والبخُور وغيرها. مواقع تاريخية ترحِّب بزوارها المدينة المنورة تزخر بالمواقع التاريخية والإسلامية، التي يحرص الزوار على زيارتها، وأبرزها مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في الإسلام، أسسه النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وصوله إلى المدينة المنورة. يقع في الجنوب الغربي من المدينة، ويحرص الزوار على الصلاة فيه اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومسجد القبلتين يتميز بأنه المسجد الذي صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون، صلاتين باتجاهين مختلفين للقبلة؛ الأولى باتجاه بيت المقدس والثانية باتجاه الكعبة المشرفة بعد نزول الوحي بتحويل القبلة. والمساجد السبعة: مجموعة من ستة مساجد صغيرة تاريخية تقع في الجهة الغربية من جبل سلع، وترتبط بغزوة الخندق. تشمل مسجد الفتح (أكبرها)، ومسجد سلمان الفارسي، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد فاطمة رضي الله عنهم، ومسجد الجمعة: بُني في الموقع الذي صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- أول صلاة جمعة بعد هجرته إلى المدينة المنورة ومسجد المصلي ويقع بالقرب من المسجد النبوي؛ وهو المكان الذي صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة العيد والاستسقاء. ومسجد الإجابة (بني معاوية): يقع شمال شرقي البقيع، ويُروى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا فيه دعاءً استجاب الله له في ثلاث مسائل، وزيارة بقيع الغرقد: المقبرة الرئيسية في المدينة المنورة، وتضم قبور العديد من آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته وأصحابه الكرام والتابعين، وزيارة جبل أحد وهو موقع غزوة أحد الشهيرة، ويضم مقبرة شهداء أحد، وعلى رأسهم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه.