
المغرب يتحوط بأقمار إسرائيلية تجسسية لدرء الأخطار المحيطة
ويرى مراقبون أن اقتناء المغرب لهذه الأقمار الاصطناعية يدل على معرفته بالأخطار والتهديدات التي تحدق بالمملكة، كما أن تحديث البنية التجسسية بهذا الطراز من الأقمار الإسرائيلية المتطورة يعطي المملكة تفوقاً إقليمياً في ظل انتشار التهديدات الناشئة و"الأخطار اللاتماثلية" بالمنطقة.
جدل الصفقات
وتثير مثل هذه الصفقات العسكرية التي يبرمها الجيش المغربي مع الصناعات الإسرائيلية جدلاً ونقاشاً سياسياً على رغم ظاهرها التجاري والتقني الصرف، بالنظر إلى الحرب التي تخوضها تل أبيب ضد الفلسطينيين داخل قطاع غزة.
الصفقة الجديدة التي سيتسلم المغرب بموجبها القمرين التجسسيين من إسرائيل في حدود عام 2030، تراها الرباط ضرورية لتدشين مرحلة جديدة من التفوق الاستخباراتي والمراقبة الفضائية في خضم عالم متحول ومضطرب.
وحول ما تثيره مثل هذه الصفقات العسكرية الضخمة التي يبرمها الجيش المغربي مع إسرائيل، وسط محيط مشحون بتداعيات الحرب على غزة، أفاد مصدر مغربي مسؤول بأن صفقة "أوفيك 13" تُكلف أكثر من مليار دولار على امتداد خمسة أعوام، بمعنى أن الرباط ستتسلم رسمياً القمرين الاصطناعيين بدايات عام 2030.
واستطرد موضحاً أن الأمر يتعلق بصفقة عسكرية محضة بين بائع ومشترٍ وفق معايير تقنية ومالية صارمة، وأن موقف الرباط من الحرب على غزة واضح أيضاً ولا لبس فيه، وبأن "وضوح هذه المواقف كل على حدة يفند كل محاولات خوض بعض الجهات، التي لم يسمها، في الاصطياد بالماء العكر، فإبرام صفقات عسكرية وفق مسارات واتفاقات سابقة محددة شيء، والموقف الرافض للحرب على غزة شيء آخر تماماً"، وفق تعبير المتحدث.
ويزكي هذا الطرح المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي محمد عصام لعروسي الذي أبرز أن "اقتناء المغرب أقماراً تجسسية إسرائيلية يظهر واقعية وبراغماتية القرار العسكري المغربي، الذي يميز بين إسرائيل التي تحارب داخل غزة، وإسرائيل التي تمتلك الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة التي تدعم ترسانته الاستخباراتية، إذ لا ترى الرباط مانعاً في اقتناء هذه التكنولوجيا ما دامت ستقدم لها حلولاً دقيقة وميدانية تقي البلاد من جميع التهديدات المحدقة".
تلك الصفقات العسكرية التي أبرمها ويبرمها المغرب مع الصناعات الإسرائيلية لا تزال تثير رفضاً لدى مناهضي السلام مع إسرائيل، بالنظر إلى الكلفة الإنسانية الباهظة للحرب التي تشنها على فلسطينيي غزة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقوية الاستخبار المفتوح
أطلق المغرب القمر الاصطناعي "محمد السادس-أ" عام 2017 والقمر الاصطناعي "محمد السادس-ب" عام 2018، مُشكلين حينها انطلاقة البرنامج الفضائي العسكري المغربي الذي يروم مراقبة الحدودين البرية والبحرية الشاسعة للمملكة.
ويقول ضمن هذا الصدد الخبير في الشؤون الأمنية إحسان الحافظي إن تطوير ترسانة الاستخبارات الفضائية داخل المغرب بدأ منذ عام 2017، وذلك ضمن خطة لتنويع وتقوية وسائل الاستخبارات.
واسترسل الحافظي بأن هذا المشروع الذي يتعزز اليوم بصفقة "أوفيك 13" يقوم على إنتاج وتقييم المعلومات الاستخباراتية والتنبؤات الأمنية، وتقدير الأخطار بجميع صورها ومصادرها واستباق وقوعها.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن "تحديث هذه البنية يعطي للمغرب تفوقاً إقليمياً في ظل انتشار التهديدات الناشئة والأخطار اللاتماثلية التي باتت تهدد المنطقة برمتها"، متابعاً أن "هذه التكنولوجيا ستتيح للمملكة تفوقاً معلوماتياً في مراقبة شبكة الحدود البرية الواسعة والمعقدة للبلاد".
وزاد الحافظي أن "هذه الصفقة تسمح للمغرب أيضاً بحماية المجال الأمني الحيوي للمملكة عبر بناء الاستراتيجيات الممكنة والخطط العسكرية، من خلال ما يوفره نظام الاستخباراتي الفضائي من معطيات آنية وتحليلها بناء على قائمة من البيانات المحدثة الصادرة عن أنظمة المراقبة الفضائية، الشيء الذي يدعم تقييم الأخطار وطبيعتها وتطوراتها على الميدان".
وتفيد تقارير عسكرية بأن الأقمار الاصطناعية التجسسية الإسرائيلية التي سيمتلكها المغرب، تستطيع العمل في جميع الظروف الجوية للقيام بمراقبة مستمرة للحدود الشرقية مع الجزائر والمنطقة العازلة في الصحراء، مع رصد دقيق لأية تحركات عسكرية أو آليات.
وستعزز الأقمار الإسرائيلية المتطورة القدرة على رصد وتتبع السفن المشبوهة ومحاربة التهريب والهجرة غير النظامية، وتدعم جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر تتبع تحركات الجماعات المسلحة وشبكات التهريب في مناطق نائية وصعبة مثل منطقة الساحل، ورصد البنى التحتية المشبوهة كمعسكرات التدريب أو مخازن الأسلحة، حتى لو كانت مموهة.
دلالات وبراغماتية
من جهته، توقف محمد عصام لعروسي عند دلالات اهتمام وإبرام المغرب صفقة القمرين الاصطناعيين الإسرائيليين، ومن ذلك الحرص على استكمال الآليات الاستخباراتية المتطورة التي يمتلكها، بالتالي بحث المغرب عن آخر المستجدات والإمكانات الاستخباراتية من طريق الأقمار الاصطناعية.
وشدد لعروسي على أن استكمال هذه الحلقات يخضع لمنهجية واضحة، إذ يريد المغرب أن يكسب رهان التكنولوجيا المتقدمة، وهو ما يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها المؤسسة الاستخباراتية والأمنية في تعقب التهديدات غير التقليدية التي تحدق بالمملكة.
ومن الدلالات الأخرى، يتابع المحلل عينه، أن تقدير المؤسسة العسكرية للأخطار والتهديدات التي تحدق بالمنطقة والتي لها أساساً علاقة بتقاطبات إقليمية ودولية، على غرار استهداف الوحدة الترابية وتقطيع أوصال المنطقة من خلال أزمات وتوترات ممتدة لا يمكن توقع انتهائها جراء البنيات المضطربة داخل القارة السمراء وقضايا الشرق الأوسط.
وذهب لعروسي إلى أن التهديدات والأخطار موجودة ومستمرة على اعتبار أن "الفاعلين" ينشطون بصورة كبيرة في المنطقة ويتزودون بأسلحة متطورة، ومنها استخدام طائرات مسيرة وطائرات الشبح التي لا يمكن رصدها".
وتطرق لعروسي لميزات "أوفيك 13" التي تمنحها تفوقاً واضحاً، ومن ذلك تحديد الهدف بدقة عالية وتحديد التهديدات القادمة إلى المملكة ورصدها ومعرفة تفاصيلها، وهذا يكشف مدى أهمية هذه الأقمار الاصطناعية وحرص المغرب على الحصول عليها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 5 ساعات
- سعورس
البيتكوين يتجه إلى التصحيح برغم محاولة البائعين استعادة الهيمنة
ووفق سامر حسن، محلل أسواق أول في فإن تراجع العملات المشفرة يأتي في إطار تصحيح فني يشهده السوق وسط محاولة البائعين استعادة السيطرة على المشترين، وذلك على الرغم من أساسيات السوق الأوسع المواتية. فعلى جانب أساسيات السوق، فقد توصلت الولايات المتحدة واليابان إلى اتفاق تجاري رئيس يخفض التعريفات الجمركية على السيارات اليابانية من 25% إلى 15% ويضمن استثمارًا يابانيًا بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة ، مع حصول الولايات المتحدة على 90% من الأرباح. كما يفتح الاتفاق أسواق اليابان أمام السلع الأمريكية ويتضمن مشروعًا مشتركًا للغاز الطبيعي المسال في ألاسكا. شكلت هذه الأخبار دفعة للأسهم والعقود الآجلة للمؤشرات في الجلسة الآسيوية. هذا التطور من شأنه أن يعزز من الأمل حول إمكانية التوصل إلى اتفاقات أوسع سواء مع الاتحاد الأوروبي والصين في الأيام المقبلة بما يبدد من المخاوف حول الحرب التجارية الشاملة. كما أن هذا يساهم في تغذية شهية المخاطر في السوق الأوسع بما يلزم لدفع الاتجاه الصاعد في سوق العملات المشفرة أيضاً. كما أن الاتجاه السائد لتسوية النزاع التجارية يتقاطع مع المزيد من التبني من المستثمرين المؤسسين للمعلات المشفرة. حيث سيتم اندماج شركة Dynamix لتكوين شركة Ether Machine، وهي شركة من المقرر أن تدير أكثر من 1.5 مليار دولار من الايثريوم وذلك بدعم من جهات فاعلة في السوق مثل Kraken و وذلك وفق وول ستريت جورنال. في حين تُشير هذه الصفقة إلى تنامي الثقة المؤسسية في الايثريوم، وتُمثل تحولًا نحو تبني العملات المشفرة على نطاقٍ أوسع في ظل إدارة ترمب المؤيدة لها وإن كان هذا التبني ذو طبيعة مضاربية بحتة في العديد من جوانبه. على من هذا، يجد المتداولون أن المستويات الحالية هي مستويات مواتية لجني الربح وفرصة لإعادة تشكيل الزخم الهبوطي. حيث تمكن البائعون من استعادة السيطرة على المشترين في سوق العقود الأجلة باستحواذهم على أكثر من 52% من أحجام التداول، وذلك وفق بيانات CoinGlass. كما أن معدل التمويل للعقود الآجلة للبيتكوين يتجه إلى التراجع منذ بداية تعاملات اليوم وذلك في إشارة إلى الضغط الذي يعاني منه الاتجاه الصاعد. لكن على الرغم من ذلك، فلا تظهر إشارة على تجدد موجات تصفية المراكز الشرائية على نطاق واسع وهذا ما يحول دون تصحيح أوسع للأسعار. في حين أن وجهة النظر الفنية تعرض إشارات متباينة. فعلى الرغم من بلوغ منطقة ذروة الشراء في مؤشر القوة النسبية، إلى أن البيتكوين تمكنت من الاختراق أغلى نموذج الوتد ولا تزال متماسكة أعلاه بما يعزز من فرضية إعادة اختبار مستوى 120 ألف دولار في الساعات المقبلة. كما أن مخطط Heiken-Ashi على الإطار الزمني اليومي يظهر إشارة على تماسك الاتجاه الصاعد إلى الأن.

سعورس
منذ 5 ساعات
- سعورس
العلاقات السعودية السورية الاستثمار بوابة التعاون الجديد
شهدت العاصمة السورية دمشق في يوليو 2025 تحولًا استثنائيًا عندما استقبلت وفدًا سعوديًا رفيع المستوى برئاسة معالي وزير الاستثمار خالد الفالح، ضم أكثر من 130 شخصية من كبار المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين. ولأول مرة منذ أكثر من عقد، التقت السياسة بالفرصة الاقتصادية، لتترجم إلى خطوات ملموسة، ولم يكن لهذا الانفتاح أن يتحقق لولا التحول الواضح في الرؤية السعودية حيال سورية ما بعد 2024، في ضوء التغيرات السياسية التي أفضت إلى تشكيل إدارة انتقالية في دمشق ، وهذا التغير أتاح للمملكة العربية السعودية الفرصة لتفعيل أدواتها الاقتصادية في مسار يتماشى مع أولوياتها الاستراتيجية، وفي الوقت نفسه يسهم في إعادة إعمار دولة عربية محورية، وتعزيزًا لهذا التوجه، أمر ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بإنشاء "مجلس أعمال سعودي - سوري"، يعنى بتنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص، وتنظيم تدفقات الاستثمار، ومتابعة تنفيذ المشروعات على الأرض. كان هذا الحدث أكثر من مجرد منتدى اقتصادي، فقد مثل إعادة صياغة للعلاقة بين البلدين في إطار جديد، قوامه التفاهم التنموي والتكامل الإقليمي. وبحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، عقدت جلسات مكثفة أفضت إلى توقيع" 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم"، تجاوزت قيمتها 24 مليار ريال سعودي (6.4 مليارات دولار أميركي) تركزت في مجالات الصناعة والطاقة والبنية التحتية والتطوير والتقنيات المالية، لتصبح السعودية رسميًا أكبر شريك اقتصادي خارجي لسورية منذ عام 2011 امتدت الاتفاقيات لتغطي قطاعات حيوية تمثل العمود الفقري لأي نهضة اقتصادية مستدامة. فالبنية التحتية، التي دمرتها الحرب، استأثرت بنصيب كبير من الاستثمارات، مع إعلان السعودية عن مشروعات كبرى تشمل إنشاء مصانع إسمنت، مدن سكنية متكاملة، ومرافق سياحية في حمص ودمشق واللاذقية. وفي بُعد أكثر تقدمًا، وقّعت شركات سعودية اتفاقيات مع الحكومة السورية لتطوير البنية الرقمية والأمن السيبراني، في خطوة تهدف إلى تمكين الاقتصاد السوري من دخول عصر التحول الرقمي، بعد سنوات من العزلة التكنولوجية. كما لم تغب الخدمات المالية عن خارطة الاستثمارات. فقد أعلنت "مجموعة تداول السعودية" عن شراكة مع سوق دمشق للأوراق المالية لبحث إمكانية الإدراج المزدوج، وتطوير آليات التمويل البديل عبر صناديق الاستثمار، ما يُعد نقلة نوعية في بيئة الأعمال السورية. يتوقع أن تخلق هذه الاستثمارات أكثر من "50 ألف فرصة عمل مباشرة"، وإضافة إلى مئات آلاف الفرص غير المباشرة في سلاسل التوريد والخدمات المساندة. كما أنها تُسهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا، وتحفيز بيئة ريادة الأعمال السورية، التي عانت طويلًا من الشلل والجمود. إن ما يحدث اليوم بين المملكة العربية السعودية وسورية ليس مجرد تقارب اقتصادي، بل هو إعادة تعريف للعلاقة بين بلدين عربيين مؤثرين، يملكان من الإمكانات ما يؤهلهما لتشكيل محور استقرار وتنمية في المنطقة. وفي عالم تزداد فيه قيمة الشراكات الاقتصادية، تبقى "الاستثمارات السعودية في سورية " نموذجًا لتحوّل السياسة إلى تنمية، والخلاف إلى تعاون، والماضي إلى مستقبل مشترك.


صحيفة مال
منذ 5 ساعات
- صحيفة مال
'تاتا' الهندية تستغني عن 12 ألف موظف لصالح التحول الرقمي
تعتزم شركة تاتا كونسلتنسي سيرفيسز، أكبر مزود لخدمات تكنولوجيا المعلومات في الهند، تقليص قوتها العاملة بواقع 2% خلال العام المالي 2026، في خطوة ستؤثر في نحو 12200 موظف، معظمهم من فئات الإدارة الوسطى والعليا، بحسب بيان أصدرته الشركة. وأوضحت 'تاتا' بحسب ما نقلته وكالة رويترز، أن هذه الخطوة تأتي في إطار خططها لإعادة تدريب وتوزيع الموظفين، مع دخولها أسواقاً جديدة وزيادة استثماراتها في التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وطمأنت الشركة عملاءها بأن عملية التحول «تُدار بعناية لضمان عدم تأثر جودة الخدمات المقدمة. وتواجه صناعة تكنولوجيا المعلومات في الهند، التي تُقدّر قيمتها بنحو 283 مليار دولار، ضغوطاً متزايدة في ظل ضعف الطلب العالمي، إذ أدّى تراجع الإنفاق غير الأساسي من قبل العملاء، إضافة إلى استمرار التضخم والغموض بشأن السياسات التجارية الأميركية إلى اضطراب في تدفق المشاريع الجديدة وتأخر في اتخاذ القرارات. اقرأ المزيد