إسرائيل تهدد المنطقة-3 بطهران..وتقصف التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة
في تصعيد غير مسبوق ضمن الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، شنّ الطيران الإسرائيلي هجوماً عنيفاً على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بحسب تقارير إعلامية إيرانية. فيما استأنف التلفزيون بثه بعد الغارة.
وجاء الهجوم، بعيد إصدار الجيش الإسرائيلي، أمراً رسمياً بإخلاء "المنطقة الثالثة" شمال طهران، محذراً السكان من غارات جوية وشيكة تستهدف ما وصفه بـ"البنية التحتية العسكرية للنظام الإيراني".
وفي بيان نُشر على منصة "إكس" باللغة الفارسية، قال الجيش: "أيها المواطنون الإيرانيون، وجودكم في هذه المنطقة يعرض حياتكم للخطر، سيعمل جيش الدفاع في الساعات القادمة في هذه المنطقة كما عمل في الأيام الماضية على مهاجمة بنى عسكرية للنظام الإيراني".
وأرفق الجيش الإسرائيلي تحذيره بخريطة تفصيلية تُظهر نطاق "المنطقة الثالثة"، وهي حي سكني راقٍ مكتظ بالسكان يضم مستشفيات ومجمعات تجارية وسفارات ومكاتب تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB).
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارة إلى قاعدة جوية: "نطلب من سكان طهران إخلاء المدينة، ونحن نتحرك، جيشنا يضرب أهدافاً للنظام فقط، ونحذر المدنيين مسبقاً".
وتأتي هذه التطورات في اليوم الرابع من التصعيد العسكري، الذي تسبب حتى الآن بمقتل 224 شخصاً على الأقل في إيران، بينهم 70 امرأة وطفلاً، وفقاً لوزارة الصحة الإيرانية.
كاتس يهدد باستهداف الإعلام
في تصعيد لافت، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي، مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية شمال طهران، ضمن "المنطقة الثالثة" التي سبق أن طُلب من سكانها الإخلاء، ووقع القصف على الهواء مباشرة، وسط حالة من الذهول في الأوساط الإعلامية.
وتُعد هيئة الإذاعة والتلفزيون المركز الإعلامي الأهم في إيران، إذ تضم تحت مظلتها معظم القنوات التلفزيونية والإذاعية الرسمية وشبه الرسمية، وتُشرف على المحتوى الإخباري والثقافي والدعائي الذي تبثه الدولة إلى الداخل والخارج.
وتزامن هذا القصف مع تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قال فيها: "لسان الدعاية والتحريض الإيراني في طريقه إلى الخروج".
وفسر التصريح على نطاق واسع بأنه تهديد مباشر لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وقد جاء القصف بعد وقت وجيز من هذا التصريح، في إشارة واضحة إلى استهداف إسرائيل للمؤسسات المدنية الإيرانية، وليس فقط المنشآت العسكرية.
ويُعد هذا التطور تحولاً خطيراً في طبيعة الأهداف، إذ ينتقل القصف الإسرائيلي من ضرب المواقع النووية والعسكرية إلى استهداف المرافق الإعلامية، ما يُنذر بانفجار إعلامي ودبلوماسي موازٍ للتصعيد العسكري على الأرض.
وفي بيان منفصل، قال كاتس: "سنقشر جلد الثعبان الإيراني في طهران وفي كل مكان، الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف القدرات النووية والصاروخية الإيرانية".
لكنه عاد وصرح لاحقاً أن "لا نية لإيذاء المدنيين"، في محاولة لتهدئة الانتقادات الدولية التي وُجهت لإسرائيل عقب الأضرار التي لحقت بمستشفى الفارابي في كرمانشاه، حيث أكدت وكالة "تسنيم" الحكومية إصابة مرضى في العناية المركزة جراء الزجاج المتطاير وانهيار السقف.
من جانبها، أعلنت وزارة التعليم الإيرانية تحويل المدارس إلى ملاجئ طوارئ، مع تجهيزها بالماء والكهرباء والمستلزمات الأساسية، في ظل تواصل الضربات الإسرائيلية وتشغيل أنظمة الدفاع الجوي بكثافة.
نزوح جماعي وطهران تختنق
وتعيش العاصمة الإيرانية طهران حالة من الذعر، حيث أكد شهود عيان ومصادر محلية تسجيل حركة نزوح واسعة من المدينة، وقال الشاعر والكاتب الإيراني "ميسم"، البالغ من العمر 41 عاماً، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه غادر طهران مساء الأحد إلى مسقط رأسه في محافظة أذربيجان الشرقية، مضيفاً: "حتى الساعة الثانية فجراً، كنتُ واقفاً في طابور طويل للتزود بالوقود، الدخان لا يزال يملأ الجو، والانفجارات لا تتوقف".
في المقابل، حذرت منظمة "نتبلوكس" من أن الانقطاعات المتكررة في خدمة الإنترنت داخل إيران قد تمنع العديد من المدنيين من تلقي التحذيرات الإسرائيلية، مما يزيد من خطر سقوط ضحايا.
ويرى محللون عسكريون، أن إسرائيل تُكرر في طهران تكتيك التحذير المسبق الذي اعتادت استخدامه في غزة ولبنان، من خلال توجيه إنذارات بالإخلاء للسكان قبل قصف مواقع محددة، وهو أسلوب يهدف إلى التقليل من الضحايا المدنيين وإخلاء المسؤولية القانونية، إلا أن نقل هذا الأسلوب إلى عاصمة دولة ذات سيادة ينذر، بحسب المراقبين، بصدام إقليمي أوسع قد يمتد خارج حدود البلدين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 18 دقائق
- الجمهورية
رونالدو يهدي ترامب قميصا يحمل "رسالة خاصة" عن الحرب
منح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدية "برسالة خاصة"، إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، اعتبرها البعض "مهمة" وسط الأحداث العالمية المتسارعة. وخلال قمة مجموعة السبع التي تستضيفها مدينة كاناناسكيس بمقاطعة ألبرتا الكندية، تلقى الرئيس الأميركي الهدية المميزة من رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا. وقدم كوستا لترامب قميصا موقعا من نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حمل توقيعا شخصيا ورسالة كتب فيها: "إلى الرئيس دونالد ترامب.. نلعب من أجل السلام". ونشر كوستا صورا عبر حسابه على منصة "إكس" للرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يتسلم قميص منتخب البرتغال الخاص برونالدو، إلى جانب لقطة مقربة للرسالة المكتوبة عليه، وعلّق بالقول: "إلى الرئيس دونالد ترامب.. نلعب من أجل السلام.. كفريق واحد". من جانبها، نشرت مارغو مارتن، المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس الأميركي، مقطعا مصورا يوثق لحظة تسلّم ترامب القميص. وظهر في الفيديو رئيس المجلس الأوروبي وهو يخبر ترامب بأن على القميص "رسالة خاصة"، ليقرأها عليه، قبل أن يرد الرئيس الأميركي بابتسامة قائلا: "أعجبني ذلك.. نلعب من أجل السلام". ثم رفع القميص قائلا: "هذا رائع". واعتبر بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن رونالدو كان يعبر عن "قلقه" من الحروب المتصاعدة، وآخرها التصعيد بين إسرائيل وإيران. وكان الرئيس الأميركي قد وصل إلى مدينة كالغاري الأحد للمشاركة في قمة قادة مجموعة السبع، التي تستضيفها كندا هذا العام.


النهار
منذ 32 دقائق
- النهار
"فيتش": يمكن استيعاب تأثير الصراع مع إيران ضمن مستوى التصنيف الائتماني الحالي لإسرائيل
أفادت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني يوم الاثنين بأن تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني تبدو ضمن نطاق يمكن استيعابه في إطار تصنيف إسرائيل الائتماني "A" مع نظرة مستقبلية سلبية. وأشارت "فيتش" إلى أنها تتوقع أن تكون علاوة المخاطر على أسعار النفط بسبب الصراع محصورة في نطاق يتراوح بين خمسة وعشرة دولارات للبرميل، وأنها لا تتوقع أن يستمر الصراع لأكثر من بضعة أسابيع. في 13 حزيران/ يونيو، أطلقت إسرائيل سلسلة هجمات دامية على إيران على نطاق غير مسبوق، وضربت مئات الأهداف العسكرية والنووية، بهدف معلن هو منع البلاد من تطوير قنبلة ذرية. وأسفرت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت طهران خصوصاً، عن مقتل 224 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران، بحسب حصيلة رسمية. في المقابل، أسفرت الردود الصاروخية الإيرانية على إسرائيل عن مقتل 24 شخصاً على الأقل منذ الجمعة، وفق مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.


النهار
منذ 32 دقائق
- النهار
صباح "النهار"- إيران بين فكي نتنياهو وترامب و"حزب الله" يوحي أنه "خارج المعركة"
إليكم أبرز الأخبار اليوم الثلاثاء 17 حزيران/يونيو 2025 بعد أربعة أيام على الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، ومع استمرار حال الترقب الحذر للاختبار الدقيق الذي يجتازه لبنان في قلب الإعصار الحربي الإقليمي الأخطر منذ عملية "طوفان الاقصى" في 7 تشرين الأول 2023، شكل إعلان كل من الرئيسين جوزف عون ونواف سلام عن موقف الدولة الحاسم بإبعاد لبنان عن الصراعات والحؤول دون توريطه بأي شكل في الحرب، تطوراً مهماً وبارزاً لجهة تثبيت جدية وصدقية الالتزامات المقطوعة حيال آحادية قرار الدولة في السلم والحرب واحتكارها للسلاح. للمزيد اضغط هنا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مغادرة قمة مجموعة السبع ليل الاثنين، قبل يوم مما كان مقرراً، بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران. وكتبت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على إكس "بسبب الأحداث في الشرق الأوسط، سيغادر الرئيس ترامب الليلة بعد العشاء مع قادة الدول". للمزيد اضغط هنا فريق ترامب يقترح إجراء محادثات مع إيران... ورقة القنابل الخارقة للتحصينات على الطاولة! نقل موقع "أكسيوس" يوم الاثنين عن أربعة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تناقش مع إيران إمكانية عقد اجتماع هذا الأسبوع بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لمناقشة الاتفاق النووي وإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران. للمزيد اضغط هنا سقط منتصف ليل أمس رأس صاروخ قرب الجسر على مجرى نهر عرقا في خراج بلدة عرقا في عكار شمالي لبنان، دون أن ينفجر أو يتسبب بأي أضرار بشرية أو مادية. وحضرت إلى المكان قوة من الجيش وعناصر الأجهزة الأمنية المختصة وضربت طوقاً أمنياً. للمزيد اضغط هنا سقط منتصف ليل أمس رأس صاروخ قرب الجسر على مجرى نهر عرقا في خراج بلدة عرقا في عكار شمالي لبنان، دون أن ينفجر أو يتسبب بأي أضرار بشرية أو مادية. وحضرت إلى المكان قوة من الجيش وعناصر الأجهزة الأمنية المختصة وضربت طوقاً أمنياً. للمزيد اضغط هنا اخترنا لكم من مقالات اليوم: كتب فارس خشان: حرب نتنياهو ضد إيران بدأت باغتيال ترامب لسليماني! في الثالث من كانون الثاني / يناير 2020، نفذ الجيش الأميركي أمر الرئيس دونالد ترامب، واغتال ثاني أهم شخصية ايرانية بعد المرشد الأعلى علي الخامنئي: قائد فيلق القدس قاسم سليماني!كان يفترض بهذا الاغتيال أن يكون مقدمة لا بدّ منها لاستدعاء إيران إلى طاولة المفاوضات لإقرار اتفاق نووي جديد، بعدما مزق ترامب الاتفاق الذي كان سلفه باراك أوباما قد وقعه، وسط استهجان إسرائيلي وخليجي وعربي، على اعتبار أنّ أوباما جمّد المشروع النووي ولم يُلغه، في حين ترك لإيران الحرية في برنامج الصواريخ الباليستية وزوّدها بما يكفي من أموال حتى تستطيع تقوية أذرعها في المنطقة. للمزيد اضغط هنا وكتب إبراهيم بيرم: لهذه المعطيات يوحي "حزب الله" أنه "خارج المعركة" الإقليمية الحالية منذ أن أطلقت إسرئيل حربها على إيران، كان بديهيا أن تنشغل أوساط بيروت الإعلامية والسياسية بسؤال محوري لاستشراف موقف "حزب الله" من هذا التطور المتفجر، وتحديداً هل ينخرط في هذه المواجهة الضارية المفتوحة على كل الاحتمالات الخطرة، إسناداً لطهران؟ أو أنه سيكتفي بالرصد والدعاء لنصرة حليفه التاريخي؟ للمزيد اضغط هنا وكتب جهاد بزي: إيران بين فكي نتنياهو وترامب… الشّرطي القذر في خدمة الشّرطي الطّيب لم يتبرأ دونالد ترامب للحظة من الهجوم الإسرائيلي على إيران. تحدث عنه متوقعاً حدوثه قبل ساعات من الموجة الأولى الأقسى، التي عصفت ببلاد الثورة الخمينية، وترنّح معها النظام بشقيه السياسي والحرس الثوري، قبل أن يستعيد توازنه بسرعة وتبدأ الحرب الأولى من نوعها في الشرق الأوسط بين دولتين، منذ حرب الخليج الثانية. للمزيد اضغط هنا وكتب جاد فياض: أهداف إيران داخل إسرائيل: ضربات استثنائيّة... فكيف تؤثّر على مسار الحرب؟ اعتمدت إيران تكتيكاً عسكرياً قام على إطلاق عدد كبير من المقذوفات، صواريخ ومسيّرات، في محاولة للتحايل على الدفاعات الجوية الإسرائيلية والتمكّن من الوصول إلى أهداف استراتيجية، والمفارقة كانت قدرة إيران على استهداف مواقع حساسة لم تضربها خلال عمليتي "الوعد الصادق 1-2"، ما طرح أسئلة بشأن أهمية هذه المواقع المستهدفة وتأثير ضربها على مجريات الحرب. للمزيد اضغط هنا وكتب مجد بومجاهد: سعي مكّوكي لتحييد لبنان عن المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية تتكثّف المحاولات الديبلوماسية مع وزارة الخارجية اللبنانية لتحييد المسرح اللبناني قدر المستطاع عن ضراوة صواريخ المواجهة الإقليمية العاجلة بين إسرائيل وإيران. ولقد توافرت معطيات لـ"النهار" عن تواصل مكوكيّ حصل بين وزير الخارجية يوسف رجّي ووزراء خارجية دول صديقة تأكيداً لمساندة لبنان المتموضع على مقربة من قرع طبول نزاعات حربية مفاجئة. للمزيد اضغط هنا تعبيرية (وكالات)