
ضربات «رمادية» وتحذير نووي.. خطة روسيا لتحييد الناتو
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/20 04:28 ص بتوقيت أبوظبي
في مشهد يبدو أشبه بلعبة شطرنج جيوسياسية، تسعى موسكو إلى تحييد قوة الناتو لا عبر مواجهة صدامية شاملة، بل من خلال ضربات محسوبة في «المنطقة الرمادية»، حيث تختلط الحرب بالردع، ويتداخل التخويف النووي مع الهجمات غير التقليدية.
وترتكز الرؤية الروسية لا على «احتلال» أراضٍ واسعة، بل على زعزعة تماسك الحلف، وضرب نقاط ضعفه في الخاصرة الشرقية، خصوصًا في دول البلطيق الهشة، بحسب صحيفة «فورين بوليسي»، التي قالت إن موسكو لا تراهن على دباباتها بقدر ما تراهن على تردد الخصم، وعلى أن شبح التصعيد النووي سيشل قرار الردع الجماعي ويزرع الانقسام في قلب الناتو.
فهل ينجح هذا السيناريو؟
بحسب التقرير، الذي طالعته «العين الإخبارية»، تدرك موسكو، رغم تصريحاتها وتصعيدها الإعلامي، جيدًا أن الدخول في مواجهة شاملة مع الناتو سيكون مكلفًا للغاية وربما يتجاوز قدراتها الحالية، ومن ثم فمن المرجح أن تركز على استراتيجيات تهدف إلى زعزعة تماسك الحلف وتقويض إرادته السياسية والعسكرية بدلاً من الانخراط في معارك تقليدية واسعة النطاق.
ومن المرجح أن تقتصر العمليات الروسية على هجوم محدود عند نقاط ضعف محددة في حدود الناتو، مثل دول البلطيق، التي تعتبر أكثر الأعضاء عرضة للهجوم بسبب موقعها الجغرافي وحجم قواتها.
وقد يتبع هذا الهجوم تهديدات مباشرة باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية؛ لمنع «الناتو» من شن هجوم مضاد أو استعادة الأراضي المحتلة. هذه الاستراتيجية، المعروفة بـ«التحصين العدواني»، تعتمد على التلويح بالتصعيد النووي أو تنفيذ ضربات تحذيرية بهدف كسر إرادة الحلف وتقويض عزيمته.
كما قد تلجأ روسيا إلى تصعيد الضربات التقليدية عبر استهداف البنية التحتية الحيوية في عمق أوروبا، مثل شبكات الطاقة والمواصلات، بواسطة صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، ما يزيد من الضغط النفسي والاقتصادي على الدول الأوروبية، ويجعل تكلفة استمرار المواجهة مرتفعة للغاية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وأشارت إلى أنه في حال رأت موسكو أن التصعيد النووي يخدم مصالحها، فقد تلجأ إلى إطلاق "طلقات تحذيرية" نووية محدودة في مناطق بعيدة عن خطوط القتال، في محاولة لفرض واقع جديد على الساحة الدولية.
هذه الاستراتيجية تمثل «مقامرة خطيرة»، وتعتمد على فرضية أن عزيمة الناتو قد تضعف تحت وطأة التهديدات المتصاعدة، والهجمات الصاروخية، وعمليات التخريب في "المنطقة الرمادية" التي تقع بين الحرب والسلام.
وقد تتوقع روسيا «مقاومة قوية» من بعض أعضاء الحلف، خصوصًا في أوروبا الشرقية، لكنها تراهن على أن الدول الكبرى في أوروبا الغربية والولايات المتحدة قد تتردد في الدفاع عن شركائها، خوفًا من تصعيد شامل قد يؤدي إلى كارثة نووية.
وأي تردد في الدفاع عن دولة عضو في الناتو سيُعتبر انهيارًا فعليًا للحلف، وهو الهدف الروسي الأساسي لإعادة فرض هيمنتها الإقليمية.
كيف يمكن تحقيق هذا السيناريو؟
لتحقيق هذا السيناريو، تحتاج روسيا إلى قدرات هجومية متقدمة، تشمل قوات مشاة مدربة جيدًا، ودبابات ومركبات مدرعة، ووحدات دعم لوجستي، بالإضافة إلى ترسانة من الأسلحة الدقيقة، مثل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيّرة بعيدة المدى.
كما يتطلب الأمر وجود قوة نووية ذات مصداقية، قادرة على التهديد أو التنفيذ، لضمان جدية التلويح بالتصعيد النووي.
وتُظهر التقارير أن روسيا تمكنت من حشد قوات كافية لتوسيع حجم جيشها، كما تستمر في إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ما يعزز قدرتها على شن هجوم محدود لكنه مكثف.
تحديات جسيمة
من ناحية أخرى، يواجه الحلف تحديات جسيمة في الاستعداد لهذا النوع من الحروب، التي تختلف عن المواجهات التقليدية. فغياب وجود دفاعي متقدم على الحدود الشرقية، خاصة في دول البلطيق، قد يمنح روسيا فرصة لاختراق سريع يصعب احتواؤه.
كما أن الاعتماد الأوروبي التاريخي على الردع النووي الأمريكي أصبح مصدر قلق متزايد، لا سيما مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصريحاته المثيرة للجدل حول التزامات الحلف.
وفي الوقت نفسه، لا تزال القدرات التصنيعية العسكرية الأوروبية متخلفة عن وتيرة الإنتاج الروسي، مما يعيق جهود تعزيز الردع.
استراتيجية استباقية
لذا، تحتاج دول الناتو إلى تبني استراتيجية استباقية تعتمد على تعزيز الوجود العسكري على الجبهة الشرقية، ونشر أنظمة دفاع صاروخي متطورة، وتطوير قدرات رد سريع قادرة على ضرب البنية التحتية العسكرية الروسية في حال التصعيد.
كما يتعين على الدول الأوروبية المالكة للأسلحة النووية، مثل فرنسا وبريطانيا، توسيع نطاق ترسانتها وتحديث عقيدتها الدفاعية لسد الفجوة التي قد تتركها أي شكوك في الضمانات الأمريكية.
ولا يقل أهمية عن ذلك استمرار دعم أوكرانيا عسكريًّا، إذ إن إطالة أمد الحرب هناك تستنزف الموارد الروسية وتؤخر أي تحرك محتمل ضد الناتو.
وخلص التقرير إلى أن الحرب المحتملة بين روسيا والناتو لن تكون صراعًا تقليديًّا على الأرض، بل اختبارًا لإرادة الحلف السياسية وقدرته على الحفاظ على الوحدة في مواجهة التهديدات الهجينة.
ويرى أن موسكو تراهن على أن الخوف من التصعيد النووي أو الخسائر الاقتصادية سيفكك التحالف، بينما يعتمد الناتو على إظهار التماسك والاستعداد لمواجهة جميع السيناريوهات.
وهذا التنافس، الذي يركز على كسر العزيمة بدلًا من تحقيق الانتصار الميداني، يجعل من الاستعداد الفعّال والردع الموحد العامل الحاسم في منع اندلاع حرب قد تُعيد رسم خريطة الأمن في أوروبا.
aXA6IDgyLjIyLjIxMi4yMjgg
جزيرة ام اند امز
CH

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 6 ساعات
- العين الإخبارية
ضربات «رمادية» وتحذير نووي.. خطة روسيا لتحييد الناتو
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/20 04:28 ص بتوقيت أبوظبي في مشهد يبدو أشبه بلعبة شطرنج جيوسياسية، تسعى موسكو إلى تحييد قوة الناتو لا عبر مواجهة صدامية شاملة، بل من خلال ضربات محسوبة في «المنطقة الرمادية»، حيث تختلط الحرب بالردع، ويتداخل التخويف النووي مع الهجمات غير التقليدية. وترتكز الرؤية الروسية لا على «احتلال» أراضٍ واسعة، بل على زعزعة تماسك الحلف، وضرب نقاط ضعفه في الخاصرة الشرقية، خصوصًا في دول البلطيق الهشة، بحسب صحيفة «فورين بوليسي»، التي قالت إن موسكو لا تراهن على دباباتها بقدر ما تراهن على تردد الخصم، وعلى أن شبح التصعيد النووي سيشل قرار الردع الجماعي ويزرع الانقسام في قلب الناتو. فهل ينجح هذا السيناريو؟ بحسب التقرير، الذي طالعته «العين الإخبارية»، تدرك موسكو، رغم تصريحاتها وتصعيدها الإعلامي، جيدًا أن الدخول في مواجهة شاملة مع الناتو سيكون مكلفًا للغاية وربما يتجاوز قدراتها الحالية، ومن ثم فمن المرجح أن تركز على استراتيجيات تهدف إلى زعزعة تماسك الحلف وتقويض إرادته السياسية والعسكرية بدلاً من الانخراط في معارك تقليدية واسعة النطاق. ومن المرجح أن تقتصر العمليات الروسية على هجوم محدود عند نقاط ضعف محددة في حدود الناتو، مثل دول البلطيق، التي تعتبر أكثر الأعضاء عرضة للهجوم بسبب موقعها الجغرافي وحجم قواتها. وقد يتبع هذا الهجوم تهديدات مباشرة باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية؛ لمنع «الناتو» من شن هجوم مضاد أو استعادة الأراضي المحتلة. هذه الاستراتيجية، المعروفة بـ«التحصين العدواني»، تعتمد على التلويح بالتصعيد النووي أو تنفيذ ضربات تحذيرية بهدف كسر إرادة الحلف وتقويض عزيمته. كما قد تلجأ روسيا إلى تصعيد الضربات التقليدية عبر استهداف البنية التحتية الحيوية في عمق أوروبا، مثل شبكات الطاقة والمواصلات، بواسطة صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، ما يزيد من الضغط النفسي والاقتصادي على الدول الأوروبية، ويجعل تكلفة استمرار المواجهة مرتفعة للغاية، بحسب الصحيفة الأمريكية. وأشارت إلى أنه في حال رأت موسكو أن التصعيد النووي يخدم مصالحها، فقد تلجأ إلى إطلاق "طلقات تحذيرية" نووية محدودة في مناطق بعيدة عن خطوط القتال، في محاولة لفرض واقع جديد على الساحة الدولية. هذه الاستراتيجية تمثل «مقامرة خطيرة»، وتعتمد على فرضية أن عزيمة الناتو قد تضعف تحت وطأة التهديدات المتصاعدة، والهجمات الصاروخية، وعمليات التخريب في "المنطقة الرمادية" التي تقع بين الحرب والسلام. وقد تتوقع روسيا «مقاومة قوية» من بعض أعضاء الحلف، خصوصًا في أوروبا الشرقية، لكنها تراهن على أن الدول الكبرى في أوروبا الغربية والولايات المتحدة قد تتردد في الدفاع عن شركائها، خوفًا من تصعيد شامل قد يؤدي إلى كارثة نووية. وأي تردد في الدفاع عن دولة عضو في الناتو سيُعتبر انهيارًا فعليًا للحلف، وهو الهدف الروسي الأساسي لإعادة فرض هيمنتها الإقليمية. كيف يمكن تحقيق هذا السيناريو؟ لتحقيق هذا السيناريو، تحتاج روسيا إلى قدرات هجومية متقدمة، تشمل قوات مشاة مدربة جيدًا، ودبابات ومركبات مدرعة، ووحدات دعم لوجستي، بالإضافة إلى ترسانة من الأسلحة الدقيقة، مثل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيّرة بعيدة المدى. كما يتطلب الأمر وجود قوة نووية ذات مصداقية، قادرة على التهديد أو التنفيذ، لضمان جدية التلويح بالتصعيد النووي. وتُظهر التقارير أن روسيا تمكنت من حشد قوات كافية لتوسيع حجم جيشها، كما تستمر في إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ما يعزز قدرتها على شن هجوم محدود لكنه مكثف. تحديات جسيمة من ناحية أخرى، يواجه الحلف تحديات جسيمة في الاستعداد لهذا النوع من الحروب، التي تختلف عن المواجهات التقليدية. فغياب وجود دفاعي متقدم على الحدود الشرقية، خاصة في دول البلطيق، قد يمنح روسيا فرصة لاختراق سريع يصعب احتواؤه. كما أن الاعتماد الأوروبي التاريخي على الردع النووي الأمريكي أصبح مصدر قلق متزايد، لا سيما مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصريحاته المثيرة للجدل حول التزامات الحلف. وفي الوقت نفسه، لا تزال القدرات التصنيعية العسكرية الأوروبية متخلفة عن وتيرة الإنتاج الروسي، مما يعيق جهود تعزيز الردع. استراتيجية استباقية لذا، تحتاج دول الناتو إلى تبني استراتيجية استباقية تعتمد على تعزيز الوجود العسكري على الجبهة الشرقية، ونشر أنظمة دفاع صاروخي متطورة، وتطوير قدرات رد سريع قادرة على ضرب البنية التحتية العسكرية الروسية في حال التصعيد. كما يتعين على الدول الأوروبية المالكة للأسلحة النووية، مثل فرنسا وبريطانيا، توسيع نطاق ترسانتها وتحديث عقيدتها الدفاعية لسد الفجوة التي قد تتركها أي شكوك في الضمانات الأمريكية. ولا يقل أهمية عن ذلك استمرار دعم أوكرانيا عسكريًّا، إذ إن إطالة أمد الحرب هناك تستنزف الموارد الروسية وتؤخر أي تحرك محتمل ضد الناتو. وخلص التقرير إلى أن الحرب المحتملة بين روسيا والناتو لن تكون صراعًا تقليديًّا على الأرض، بل اختبارًا لإرادة الحلف السياسية وقدرته على الحفاظ على الوحدة في مواجهة التهديدات الهجينة. ويرى أن موسكو تراهن على أن الخوف من التصعيد النووي أو الخسائر الاقتصادية سيفكك التحالف، بينما يعتمد الناتو على إظهار التماسك والاستعداد لمواجهة جميع السيناريوهات. وهذا التنافس، الذي يركز على كسر العزيمة بدلًا من تحقيق الانتصار الميداني، يجعل من الاستعداد الفعّال والردع الموحد العامل الحاسم في منع اندلاع حرب قد تُعيد رسم خريطة الأمن في أوروبا. aXA6IDgyLjIyLjIxMi4yMjgg جزيرة ام اند امز CH


العين الإخبارية
منذ 11 ساعات
- العين الإخبارية
الاقتصاد يقود السياسة.. صعود الصين في فضاء أمريكا اللاتينية والكاريبي
تم تحديثه الإثنين 2025/5/19 10:52 م بتوقيت أبوظبي ألقى تحليل لمجلة «فورين بوليسي» الضوء على منتدى رفيع المستوى بين مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) والصين. ورغم أن المنتدى الذي استضافته العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي كان من المفترض أن يكون لقاءً وزاريًا، إلا أن حضور رؤساء كل من البرازيل وكولومبيا وتشيلي، بالإضافة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، عكس الأهمية المتزايدة التي توليها دول أمريكا اللاتينية لتعزيز علاقاتها مع بكين. وأعلنت الصين خلال المنتدى عن تقديم أكثر من 9 مليارات دولار على شكل قروض جديدة مقوّمة باليوان لدول المنطقة. وأوضح التحليل إن أحد أبرز الإعلانات جاء من كولومبيا، الحليف التقليدي للولايات المتحدة وأحد أكبر المتلقين للمساعدات الأمريكية في المنطقة، حيث أعلنت رسميًا انضمامها إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وهي شراكة للبنية التحتية طالما أثارت الشكوك في واشنطن. وقال التحليل إنه يبدو آن تخفيضات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثّرت في المساعدات الخارجية منذ توليه السلطة -وبشكل مباشر على كولومبيا، حيث كانت تعتمد على ملايين الدولارات من التمويل الأمريكي في برامج حكومية مختلفة، بما في ذلك دعم اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين. كما أوقف صندوق النقد الدولي خط ائتمان مخصص لكولومبيا الشهر الماضي بسبب مخاوف تتعلق بعجز الميزانية، مما دفع الرئيس غوستافو بيترو للبحث عن شركاء جدد. النظرة الشعبية إلى الصين وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الكولومبيين حرصهم على علاقات إيجابية مع كل من الولايات المتحدة والصين، إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت تحسن نظرة الرأي العام الكولومبي تجاه الصين منذ تولي ترامب السلطة في الولايات المتحدة، بحسب شركة إنفامر لاستطلاعات الرأي. ولم تقتصر هذه التوجهات على كولومبيا، فقد نشرت مجلة "ذا إيكونوميست" استطلاعات أُجريت في أبريل/نيسان ومايو/أيار في الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وفنزويلا، أظهرت أن الغالبية في البرازيل وكولومبيا وفنزويلا يرون أن الصين تتبنى ممارسات تجارية أكثر عدلاً وشفافية من الولايات المتحدة. كما اعتبر المشاركون في الدول الأربع أن الصين تُظهر احترامًا أكبر لدول أمريكا اللاتينية. وشهدت البرازيل هذا الأسبوع اهتمامًا خاصًا بعلاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الصين. فعلى مدار العقود الماضية، أدى الطلب الصيني الكبير على المواد الخام البرازيلية إلى مخاوف من أن هذا الاعتماد المفرط على الصادرات قد يساهم في تراجع التصنيع المحلي في البلاد. لكن في ظل الولاية الجديدة للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التي بدأت عام 2023، أصبحت البرازيل أكثر حذرًا واستراتيجية في صياغة سياساتها تجاه الصين، حيث أطلقت سياسات صناعية جديدة تركز على قطاعات الطاقة النظيفة والنقل والتقنيات الصحية، وتسعى لجذب استثمارات خارجية، بما في ذلك من الصين. ومن بين استثمارات صينية جديدة في البرازيل بقيمة تقارب 5 مليارات دولار تم الإعلان عنها خلال المنتدى، عن مشروعات لإنتاج وقود طيران مستدام، وتوسعة مصنع سيارات، وشراكة لإنتاج مكونات دوائية. كما تجري مناقشات حول مشروع سكة حديد تربط بين موانئ المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. ووفقًا لخبيرة العلاقات الدولية لاريسا واشتشولز، أصبحت مقاربة البرازيل تجاه الصين أكثر "طموحًا" مع تركيزها على التصنيع والاستفادة من التحول نحو الطاقة النظيفة. من جهته، أشار توليو كارييلو من مجلس الأعمال البرازيلي-الصيني إلى أن الاستثمارات الصينية باتت تركز على مصادر الطاقة المتجددة، وأن قطاع النفط لم يشكّل سوى أقل من 1% من الاستثمارات الصينية الجديدة في البرازيل عام 2023، في انخفاض ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية. aXA6IDY0LjEzNy42My43NiA= جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
في غياب أمريكا.. مناورات بريطانية إيطالية بالمتوسط
مؤخرا، تزايدت التقارير حول قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها دون مساعدة الولايات المتحدة التي تعد العضو الأهم في حلف الناتو. في ظل التوترات عبر ضفتي الأطلسي، تتزايد المخاوف من تخلي الولايات المتحدة عن الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو). ورغم أن الولايات المتحدة هي العضو الأهم في الحلف، فإن الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو تتمتع أيضًا بقدرات هائلة، وليس هناك طريقة أفضل لإظهار هذه القدرات من توحيد مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات، وذلك وفقًا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست". وهذا الأسبوع، انضمت حاملتا الطائرات الإيطالية "كافور" والبريطانية "أمير ويلز" في البحر الأبيض المتوسط في مناورة استمرت أسبوعًا، بهدف تعزيز التوافق التشغيلي بين القوات البحرية للدولتين، وتأكيد قوة الردع التي يتمتع بها الناتو. وتثير القوة الإجمالية المشتركة لمجموعتي حاملتي الطائرات الإعجاب، حيث تضم 21 سفينة حربية سطحية، و3 غواصات، و41 طائرة مقاتلة، و19 مروحية، و10 طائرات دورية، وأكثر من 8000 بحار ومشاة بحرية. و"كافور" هي السفينة الرئيسية في البحرية الإيطالية وحاملة الطائرات الوحيدة لديها، أما "أمير ويلز" فهي السفينة الرئيسية الحالية للبحرية الملكية البريطانية، مع أن هذا الدور يتناوب بينها وبين حاملة الطائرات "الملكة إليزابيث". وقال الكابتن كولين ماكغانيتي، قائد مجموعة القيادة الجوية ضمن مجموعة حاملات الطائرات البريطانية، في بيان: "العمل مع الحلفاء أمر بالغ الأهمية لما نقوم به.. نحن أقوى معًا، لذا نعمل بجد لجعل عملياتنا المشتركة سلسة". وخلال المناورات، نفذت مجموعتا حاملات الطائرات عددًا متنوعًا من المهام، بما في ذلك الحرب المضادة للغواصات، والحرب المضادة للسطح، والسيطرة الجوية، وعمليات مكافحة المسيّرات. وتشغّل كل من "كافور" و"أمير ويلز" طائرات مقاتلة شبحية من طراز "إف-35 لايتنينغ II"، كما أن حاملتي الطائرات مصممتان بمنحدر في نهاية سطحيهما، لذا فإنهما تستخدمان النسخة "بي" من طائرة "إف-35"، القادرة على الإقلاع من مدارج قصيرة والهبوط عموديًا. وتنفذ حاملة الطائرات "أمير ويلز" حاليًا عملية انتشار عالمية ستأخذها إلى بعض من أكثر مناطق العالم توترًا، بما في ذلك البحر الأحمر، حيث تواصل مليشيات الحوثي استهداف الممر التجاري الدولي، والمحيط الهندي، حيث التوترات بين نيودلهي وإسلام آباد، والمحيط الهادئ، حيث تتصاعد المنافسة الصينية حول تايوان وبحر الصين الجنوبي. وفي بيان لها، قالت البحرية الملكية البريطانية: "الهدف هو إعادة تأكيد التزام المملكة المتحدة بأمن منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإظهار العزم الجماعي مع حلفائنا، وإبراز التجارة والصناعة البريطانية". aXA6IDgyLjI2LjIzOS4xODgg جزيرة ام اند امز UA