
بن قرينة من وهران : السيادة الاقتصادية تتطلب تعبئة وطنية شاملة
أكد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، يوم السبت من وهران، أن حماية السيادة الوطنية في أبعادها المختلفة، وفي مقدمتها السيادة الاقتصادية، تتطلب تعبئة وطنية شاملة تشمل جميع فئات المجتمع ومؤسساته، معتبراً أن 'التعبئة الاقتصادية' لم تعد مجرد خيارا ظرفيا بل أصبحت ضرورة استراتيجية تفرضها التحولات المحلية والدولية. وفي كلمة ألقاها خلال تجمع شعبي نظمته الحركة بالقرية المتوسطية تحت شعار 'التعبئة الاقتصادية… رهان المرحلة لتجسيد سيادة الوطن'، شدد بن قرينة على أن الجزائر بحاجة إلى نموذج اقتصادي متوازن ومتكامل، ينهض على أسس الإنتاج الوطني، الابتكار، والتكامل بين مختلف القطاعات، وذلك في إطار مشروع وطني جامع. وأوضح أن تحقيق هذا الهدف يستوجب توحيد الجهود بين القوى السياسية والنقابية والاقتصادية، إلى جانب الكفاءات العلمية والبحثية، والجامعات، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمقاولات الناشئة، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية تفعيل دور الجالية الجزائرية بالخارج، التي اعتبرها رصيداً بشرياً ومالياً ومعرفياً بالغ الأهمية. وأضاف قائلاً :" علينا أن نستقطب أبناء الوطن في الخارج ونوفر لهم بيئة آمنة ومحفزة تتيح لهم المساهمة الفعلية في تطوير الاقتصاد الوطني، فهم جزء من النسيج الوطني وامتداد للسيادة خارج الحدود." وفي سياق حديثه عن تنظيم السوق الوطني ومحاربة الاقتصاد غير الرسمي، ثمن رئيس حركة البناء الوطني التوجيهات الأخيرة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بتقنين نشاط الاستيراد المصغر الذاتي لفائدة الشباب، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تُعد نقلة نوعية تهدف إلى إدماج هذه الفئة في التجارة الخارجية النظامية ومنحها امتيازات المقاول الذاتي، وهو ما يعزز مناخ الاستثمار ويقلص من الممارسات غير القانونية. وأكد بن قرينة أن التعبئة الاقتصادية ليست فقط رهاناً داخلياً، بل لها أبعاد سيادية وخارجية، حيث تسمح للجزائر بتثبيت مواقفها المستقلة على الساحة الدولية، بعيداً عن الضغوط الاقتصادية والسياسية. وهنا ربط بن قرينة بين قوة الجبهة الاقتصادية الوطنية، والقدرة على الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقال في هذا ان فلسطين هي قضية الأمة المركزية، ولا يمكن أن يكون لنا موقف ثابت وحر إذا لم نكن نملك استقلالاً اقتصادياً حقيقياً. الدعم السياسي والديبلوماسي لفلسطين يحتاج إلى قاعدة اقتصادية صلبة تحرر القرار الوطني من أي تبعية أو ضغط خارجي. كما دعا بن قرينة إلى ضرورة إطلاق حوار وطني اقتصادي تشاركي، يُشرك فيه مختلف الفاعلين في القطاعين العام والخاص، بهدف صياغة رؤية واضحة لإقلاع اقتصادي فعلي، قائلاً الجزائر تزخر بإمكانات كبيرة، لكن هذه الإمكانات بحاجة إلى حسن التسيير وتوجيه الموارد، مع القضاء على العراقيل البيروقراطية وتعزيز الشفافية ومناخ الثقة بين المواطن والدولة. واختتم رئيس حركة البناء الوطني كلمته بالتأكيد على أن المرحلة القادمة تتطلب تعبئة شاملة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تشمل كذلك تعزيز الهوية الوطنية، الوحدة الداخلية، والتمسك بالمواقف التاريخية للجزائر، معتبراً أن 'التلاحم الوطني حول مشروع اقتصادي ونهضوي مشترك هو السبيل الحقيقي لبناء دولة قوية، مستقلة وقادرة على مواجهة التحديات والدفاع عن مبادئها في الداخل والخارج

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 13 دقائق
- الخبر
تجارة: مخطط شامل خاص بموسم الاصطياف
ترأس وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، الطيب زيتوني، اليوم الإثنين، اجتماعا تنسيقيا مع الإطارات المركزية للوزارة، خصص لعرض ومناقشة جملة من الملفات المتعلقة برقمنة آليات الرقابة والتحضيرات الجارية لموسم الاصطياف، حسب ما أفاد به بيان للوزارة. وخلال هذا اللقاء، شدد زيتوني على ضرورة تسريع وتيرة رقمنة الرقابة الاقتصادية، عبر تعزيزها بمنصات وتطبيقات إلكترونية تواكب التحولات الرقمية، وتساهم في تحسين فعالية تدخلات مصالح الرقابة على المستوى الوطني. كما تم استعراض مخطط عمل شامل، خاص بموسم الاصطياف، يتضمن حملات تحسيسية وطنية للوقاية من التسممات الغذائية، والتي انطلقت فعليا في الفاتح يونيو بالتنسيق مع مختلف الفاعلين والقطاعات المعنية، يضيف نفس البيان. وتناول العرض أيضا الإجراءات العملية لتأمين تموين الولايات الساحلية الـ 14 بالمواد الاستهلاكية الأساسية، خاصة وأنها تعرف كل سنة توافدا كبيرا للمصطافين من داخل وخارج البلاد، مما يتطلب جاهزية قصوى لضمان وفرة السلع واستقرار الأسعار. وفي ختام الاجتماع، دعا زيتوني إلى مضاعفة الجهود والتنسيق الميداني بين مختلف الهياكل المركزية والمحلية، من أجل إنجاح مختلف البرامج المسطرة، والاستجابة الفعلية لتطلعات المواطنين، لا سيما في المناسبات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي، حسب البيان.


البلاد الجزائرية
منذ 16 دقائق
- البلاد الجزائرية
توقف مؤقت لرحلات القطار بين الجزائر وتونس - الوطني : البلاد
أعلنت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، الإثنين، عن توقف مؤقت لرحلات القطار على الخط الدولي "الجزائر – تونس – الجزائر ". وأوضحت الشركة في بيان لها اليوم الإثنين، أن توقف الرحلات سيكون بصورة مؤقتة وذلك خلال الفترة الممتدة من يوم الثلاثاء 03 جوان 2025 إلى غاية السبت 14 جوان 2025. وستستأنف الرحلات يوم الأحد 15 جوان 2025 حسب البرنامج اليومي المعتاد لهذا الخط. يؤكد بيان الشركة.


النهار
منذ 25 دقائق
- النهار
الجزائر تتسلم رئاسة لجنة تطبيق معايير العمل الدولية
تسلمت الجزائر، رئاسة لجنة تطبيق معايير العمل الدولية للدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي المنعقدة بجنيف، بين 2 إلى 12 جوان. ويعكس إنتخاب الجزائر لرئاسة هذه اللجنة المرموقة، الثقة والمكانة التي تحظى بها لدى أعضاء المنظمة الدولية للعمل والشركاء الاجتماعيين. وجاء انتخاب الجزائر لرئاسة هذه اللجنة، بفضل انخراطها البناء في مختلف الديناميكيات التي تشهدها المنظمة. وخبرتها الرائدة في مجال الحماية الاجتماعية وتعزيز الحوار الاجتماعي وحماية حقوق العمال. وتشرف الجزائر، خلال فترة رئاستها على تسيير أعمال هذه اللجنة الهامة لا سيما في نظام الرقابة بمنظمة العمل الدولية. وتلتزم الجزائر، بتطبيق معايير العمل الدولية ومواصلة العمل على تعزيز مبادئ العمل اللائق. والترويج للعدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق العمال.