
"اللوري الأحمر".. مركبة سكنت الذاكرة و ارتبطت في الوجدان الشعبي بحكايات ومواقف وأهازيج
وأوضح المؤرخ عبدالله الزهراني، أن الأهالي والحجاج اعتمدوا على "اللوري" في تنقلاتهم الطويلة التي كانت تستغرق أيامًا، وأسهمت في توفير قدر من الراحة للعائلات والأطفال، مشيرًا إلى أنها مثّلت نقلة نوعية في واقع المواصلات آنذاك.
وأشار إلى أن "اللوري" لم يُستخدم لنقل الركّاب فحسب، بل أدى دورًا اقتصاديًا مهمًا في نقل السلع التموينية إلى الأسواق الشعبية والتجمعات التجارية، إذ اعتمده التجار في شحن التمور والتوابل والمواشي والأقمشة، ما جعله وسيلة رئيسة في تنشيط التجارة الريفية وتعزيز الترابط بين المناطق.
واستعاد المواطن سالم العبدلي، ذكرياته مع والده الذي كان يقود "لوريًا" في قرى مركز حداد جنوب محافظة الطائف، وتحديدًا في محافظة ميسان "شفا الحجلاء"، موضحًا أن المركبة تميّزت بلونها الأحمر وبتفاصيلها الحرفية، مثل فتحة السقف والأرضيات المصنوعة من خشب العرعر، والشراع اليدوي المثبّت لحماية الركاب من تقلبات الطقس.
وأضاف أن "اللوري الأحمر" حظي بمكانة اجتماعية خاصة، إذ شكّل البديل الرئيس للإبل في تنقلات الأهالي، وارتبط في الوجدان الشعبي بالحكايات والمواقف والأهازيج التي كانت تُردَّد خلال الرحلات، لافتًا إلى أن بعض سائقيه قدّموا خدماتهم مجانًا لأهالي القرى، في تجسيد لروح التعاون والتكافل المجتمعي السائدة في تلك الحقبة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 3 ساعات
- صحيفة سبق
"ڤايبز العُلا" تعلن فتح باب التسجيل في هاكاثون السياحة المستدامة لتعزيز الابتكار والريادة
أعلنت ڤايبز العُلا عن فتح باب التسجيل في هاكاثون السياحة المستدامة، الذي يُنظَّم خلال الفترة من 10 إلى 12 أغسطس الجاري؛ بهدف دعم الكفاءات الوطنية وتمكينها من ابتكار حلول سياحية مستدامة تُسهم في تطوير القطاع السياحي بمحافظة العُلا. ويشمل البرنامج التدريبي المصاحب للهاكاثون ورش عمل متخصصة، وجلسات إرشادية، وتوجيهًا مباشرًا من نخبة من الخبراء في مجالات الابتكار، والسياحة، وريادة الأعمال. ويُعدُّ الهاكاثون فرصة لتعزيز مشاركة أبناء وبنات العُلا في تقديم مشاريع نوعية تعكس المقومات البيئية والثقافية للمحافظة، وتُسهم في بناء منظومة سياحية متجددة ومستدامة.


الرياض
منذ 10 ساعات
- الرياض
جازان ترفع القدرة الاستيعابية لتصريف مياه الأمطار
واصلت أمانة منطقة جازان جهودها في تطوير البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار، من خلال تنفيذ مشاريع نوعية أسهمت في رفع الطاقة التشغيلية لمحطات التصريف بشكل تدريجي خلال السنوات الأربع الماضية. وبدأت المرحلة الأولى في عام 2022 بتشغيل محطة بسعة (4,800) لتر/ثانية، ورُفعت السعة في عام 2023 إلى (6,600) لتر/ثانية، وخلال عام 2024، أُضيفت محطة ثانية بالسعة نفسها، ليصل إجمالي سعة التصريف إلى (13,200) لتر/ثانية. وشهد عام 2025 اكتمال منظومة التطوير بإضافة محطة ثالثة بسعة (4,800) لتر/ثانية، ليبلغ إجمالي القدرة التشغيلية لمحطات تصريف مياه الأمطار (18,000) لتر/ثانية. وتُؤكد هذه المشاريع حرص الأمانة على تعزيز كفاءة البنية التحتية ورفع مستوى الجاهزية للتعامل مع مياه الأمطار، بما يواكب احتياجات النمو العمراني ويحد من آثار تجمعات المياه.


الرياض
منذ 10 ساعات
- الرياض
أجاويد عسير.. حين تتجلّى الروح في ملامح المبادرة
من جماليات مبادرة (أجاويد) المجتمعية، أنها صُمّمت بروح تشاركية، ترى في الفرد شريكًا في البناء والتنمية والجميع في الميدان أبطال الحكاية، حملت روح منطقة عسير وأبنائها، وكانت استدعاءً لعاداتها، وقيمها، وكرمها ونخوتها، فغدت مشروعًا متكاملًا في الوعي، يجسّد فكرة الإبداع في الفكرة، وصنع الأثر الوطني العظيم.. في قمم الجنوب، حيث تتعانق الجبال وتحتشد القيم، وُلدت مبادرة أجاويد من رحم الأرض وروح الإنسان التي كانت مرآةً لهوية منطقة عسير، وتستحضر مخزونًا من كرم أهلها ومروءتهم وشهامتهم ممزوجة بقيمهم النابضة بالمسؤولية. ثلاث نسخ متتالية من أجاويد كتبت فصلًا جديدًا في علاقة المجتمع بذاته، ورسمت على خارطة المبادرات المجتمعية السعودية تجربة فريدة في عمقها، شاملة في أهدافها، متكاملة في أدواتها. حملت المبادرة توقيع هيئة تطوير منطقة عسير، ومبادراتها المجتمعية البديعة، فامتزج فيها التخطيط بالقيم، والتنمية بالمشاركة، بإشراف عالٍ قدير جدير من الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، رئيس هيئة تطوير عسير. في النسخة الأولى، بدا المشروع كمصافحة أولى بين الجهات الرسمية وأبناء المجتمع، تم التأسيس على مبدأ "أنسنة التنمية"، حيث تشكّلت فرق العمل التطوعية من صلب الأهالي، وتوحدت الجهود في صورة لم تكتفِ بالعطاء، بل تبادر إليه من تلقاء ذاتها. امتدت يد أجاويد إلى الميادين، وإلى البيوت، وإلى منازل كبار السن، وحملت في تفاصيلها مفهوماً واسعًا للعون، لم يتوقف عند المساعدات، بل تجاوزها إلى التمكين والتأهيل. في النسخة الثانية "أجاويد 2"، نضجت الفكرة، وازدادت اتساعًا وتنظيمًا، فأُعيد تشكيل الأدوار، توسعت خريطة الفرق، وارتفعت وتيرة الفعل، حيث قدمت 7,043 مبادرة تطوعية عبر ثلاثة مسارات رئيسة: الوعي والعطاء والقوة، وشارك فيها ما مجموعه 107,466 مشاركاً من جميع أنحاء منطقة عسير، ساهموا بحوالي 67,300 ساعة تطوعية، بمشاركة 3,684 جهة (حكومية وغير حكومية)، حيث أصبح للمبادرة أثر ملموس في الحواضر والقرى، فظهرت فرق النقل، وفرق الضيافة، وفرق التوثيق، وفرق الدعم اللوجستي، كمؤسسات حقيقية تحمل رسالة، وتنفّذ المهام بأعلى درجات الاحتراف والتفاني. أما النسخة الثالثة، "أجاويد 3"، فكانت موسم الحصاد والارتقاء، حيث عكست التجربة نضج تفاعل المجتمع، وجميع قطاعات منطقة عسير ومكوناتها، فشاركت الأسرة، والمدرسة، والمسجد، والجهات الحكومية، والقطاع الخاص. تآلف الجميع على كلمة واحدة، واجتمعت القلوب حول هدف واحد: خدمة الإنسان، وترسيخ المعاني، لتجسد رباعية قيم أبناء منطقة عسير من الصدق، التسامح، الانتماء، والانضباط. في هذه النسخة، اتّسعت رقعة التأثير، وتعددت الشراكات، فأُغزرت منصة أجاويد بأكثر من14,344 مبادرة، ممثلةً أنموذجًا وطنيًا لتفعيل قيم مجتمع عسير عبر المبادرة التي جمعت بين التنافس الحضاري والمشاركة الفطريّة، لتنتقل من رمزية القيم إلى واقع يومي ملموس يبدأ من الإنسان وينعكس على الأسرة، والبيئة، والجهات الحكومية، والقطاع الخاص. قادتها رؤية واضحة وأدوات تقنية واجتماعية متكاملة، لتكون ثقافة متجددة أنتجها مجتمع عسير بروح العصر بكل اقتدار. ومن جماليات (أجاويد)، أنها صُمّمت بروح تشاركية، ترى في الفرد شريكًا في البناء والتنمية والجميع في الميدان أبطال الحكاية، حيث حملت روح منطقة عسير، فكانت استدعاءً لعاداتها، وقيمها، ونخوتها، فغدت مشروعًا متكاملًا في الوعي، يقوم على ثقة القيادة في قدرات المجتمع، ويجسّد فكرة أن الإنسان حين يُعطى المساحة، فإنه يبدع في الفكرة، ويصنع الأثر. لقد أثبتت (أجاويد) أن التنمية الحقيقية، هي تلك التي تبدأ من قلب الإنسان، وتمتد إلى محيطه، فالمبادرات لا تنجح بالحملات وحدها، بل تُكتب لها الحياة حين تتجذر في الضمير الجمعي، وهي جزء لا يتجزأ من عادات المكان وثقافة الإنسان. في تجربة أجاويد، تتجلى فلسفة تنموية تُراهن على الإنسان، وتُكرّم فطرته، وتؤمن بقيمه وعاداته وقدرته على أن يكون فاعلًا. وهي اليوم، أنموذج سعودي يُحتذى، ومصدر فخر لأبناء جنوب الوطن، بوعيٌ يتقّد، وضميرٌ يتحرّك، ومجتمعٌ يعرف كيف يصنع أثره بقيمه وبعزمه وطيب معدنه.