logo
قدرات واشنطن الاستخباراتية "وهم كبير".. هل نجحت إيران في نقل اليورانيوم المخصب؟

قدرات واشنطن الاستخباراتية "وهم كبير".. هل نجحت إيران في نقل اليورانيوم المخصب؟

الدستورمنذ يوم واحد

أكد كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية سابقًا الدكتور يسري أبو شادي، أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة على منشآت البرنامج النووي الإيراني لم تؤدِ إلى تدمير كامل للبنية التحتية النووية، مشيرًا إلى أن طهران تمكنت على الأرجح من نقل مخزون كبير من اليورانيوم عالي التخصيب قبل تنفيذ الضربة التي وقعت فجر 13 يونيو الجاري.
وأوضح الخبير، خلال مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، أن تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقدم إلى مجلس المحافظين في 31 مايو الماضي، شكل التمهيد السياسي والذريعة الفنية التي استندت إليها إسرائيل في تنفيذ هجومها، معتبرًا أن اللهجة في التقرير تعمّدت إظهار إيران في موقع المتهم تمهيدًا لتصعيد دولي ضدها.
وأضاف، أن عملية نقل اليورانيوم المُخصب حتى نسبة 60% ممكنة تقنيًا وبسهولة نسبية، إذ يُحفظ هذا النوع في أسطوانات صغيرة تزن نحو 50 كيلوجرامًا، ويمكن نقله بالكامل في شاحنة واحدة، مشيرًا إلى أن إيران دولة ذكية وتجيد التمويه والتخطيط الفني، ولذلك من غير المنطقي تصور أنها تركت هذه المواد في أماكن مكشوفة أو معلومة.
وانتقد ما وصفه بـ"الغرور الأمريكي"، قائلًا: "الولايات المتحدة تتحدث بثقة زائدة في قدرتها على مراقبة وتحديد كل ما يدور تحت الأرض، وكأن أجهزتها الاستخباراتية تملك قدرات مطلقة، وهذا وهم كبير".
وأشار إلى أن الخسائر الأكبر وقعت في المنشآت العلوية أو فوق سطح الأرض، لا سيما في مواقع مثل "نطنز" و"أصفهان"، مرججًا أن تكون بعض المرافق قد تعرضت لتدمير واسع، لكن البنية التحتية العميقة لا تزال تحتوي على وحدات لم تُدمّر بالكامل، رغم استخدام القنابل الخارقة للتحصينات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا حدث فى الحرب الإسرائيلية على إيران؟
ماذا حدث فى الحرب الإسرائيلية على إيران؟

بوابة الأهرام

timeمنذ 29 دقائق

  • بوابة الأهرام

ماذا حدث فى الحرب الإسرائيلية على إيران؟

بينما كان وزير الخارجية الإيرانى والعاملون معه يستعدون لبدء الجولة السادسة من المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووى الإيراني، شنت إسرائيل فى 13 يونيو 2025 أى قبل موعد الجولة بيومين هجوماً مفاجئاً ضخماً على إيران، كانت له آثاره الكبيرة على المستوى الإقليمي. وبعد اثنى عشر يوماً من القتال، أعلن الرئيس دونالد ترامب الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وافقت عليه حكومتا إيران وإسرائيل. فماذا حدث وماهى الدروس والاستنتاجات؟ أول هذه الدروس، فهم حقيقة العلاقة العميقة المتداخلة بين أمريكا وإسرائيل، وانه عندما تتحدث وسائل الإعلام عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب، فانه ينبغى التعامل مع هذه الأخبار والتحليلات بحذر شديد،فقد وقفت واشنطن بصلابة على مدى عقود لدعم قدرات إسرائيل العسكرية وضمان تفوقها وأن تكون قادرة على إلحاق الهزيمة بأى دولة أو بمجموعة من الدول. وفى هذه الحرب، شاركت واشنطن فى كل مراحلها بالتنسيق وتبادل المعلومات، وتزويدها بالأسلحة التى تمكنها من الاستمرار فى القتال، كما استمر التنسيق فى الهجوم الذى شنته أمريكا على إيران فى 22 يونيو، كما ضمنت أمريكا لإسرائيل الحماية الدبلوماسية بتعطيل صدور أى قرار إدانة لها من جانب مجلس الأمن. يُضاف إلى ذلك، ممارسة خطيئة ازدواجية المعايير، عندما يتطلب الأمر ذلك، ومنها مطالبة أمريكابمنع إيران من حقها فى تخصيب اليورانيوم فى الاستخدامات السلمية وهو حق نصت عليه اتفاقية الحظر الجزئى للتجارب النووية لجميع دول العالم. ومنها أيضاً مشاركة أمريكا النووية عضو الاتفاقية، مع إسرائيل النووية التى لم تنضم إلى الاتفاقية، لضرب إيران عضو الاتفاقية لمنعها من امتلاك برنامج نووي. وهناك ثانياً،درس الخداع والتضليل، وتكرار المعلومات على النحو الذى يُضلل الطرف الآخر. وعلى سبيل المثال، أن الرئيس ترامب وممثله ويتكوف كررا أكثر من مرة أن إسرائيل لن تهاجم إيران طالما استمرت المفاوضات، ويبدو أن إيران صدقت ذلك فكانت مفاجئتها مروعة عندما شنت إسرائيل هجومها المباغت فى وقت كانت المفاوضات فيه ما زالت جارية. وتكرر مشهد الخداع عندما هدد الرئيس ترامب إيران بأن عدم استجابتها للمطالب الأمريكية قد يُعرضها لهجوم أمريكي، وفى 20 يونيو أعطاها مدة أسبوعين لاتخاذ القرار، وبعد يومين فقط من هذا التصريح شنت أمريكا هجومها الكبير والكاسح على إيران. ثم لابد أن يتوقف الإنسان ثالثاً أمام درس خطورة الانكشاف الخارجي، فقد تصرفت إسرائيل فى الداخل الإيرانى كأنها تقرأ فى كتاب مفتوح تعرف كل المواقع العسكرية وأماكن البنية التحتية، وتعرف أيضا ًأسماء وأماكن إقامة القادة العسكريين والمخابرات وعلماء البرنامج النووي، الذين قتلت عدداً منهم فى هجوم 13 يونيو، وكأن ذلك لم يكن كافياً فقتلت فى آخر أيام القتال أى يوم 24 العالم الإيرانى محمد رضا صديقى صابر، الذى حاولت قتله فى منزله بطهران فنجا وقتلت ابنه، فلجأ إلى منزل والديه فى مدينة «أستانة أشرفية»بشمال إيران قرب بحر قزوين، فتعقبته إسرائيل وقتلته فى هذا اليوم. بلغ التغلغل الإسرائيلى حد زرع مئات العملاء والجواسيس الذين انخرطوا فى مختلف مجالات الحياة، وتطورالأمر إلى أن هؤلاء العملاء أطلقوا طائرات مُسيرة ضد أهداف عسكرية من داخل إيران، وتغلغلوا فى الأجهزة الأمنية الإيرانية. ومن قبل تبين خطر الانكشاف الخارجى لحزب الله عندما استطاعت إسرائيل اغتيال قياداته أولاً بأول، ونجاحها فى تنفيذ عملية البيجرز التى استهدفت أعداداً كبيرة من قيادات الحزب. يرجع هذا بالتأكيد إلى القدرات التكنولوجية التى تمتلكها إسرائيل فى مجال التتبع والتعرف على الشخصيات، ووجود عملاء على الأرض ولكنه يرجع أيضاً إلى التهاون فى إجراءات الأمن، وعدم الصرامة فى تنفيذها، والظهور العلنى لشخصيات أمنية كان ينبغى أن تبقى أشباحا غير معلومة لأحد. وهناك رابعا ما أفصحت عنه هذه الحرب من قدرات إيرانية، تعرضت إيران يوم 13 يونيو إلى هجوم إسرائيلى واسع استهدف عدداً من المنشآت العسكرية واغتيال بعض قادة الجيش، والحرس الثورى والمخابرات وعلماء الذرة، ورغم قسوة الضربة، فقد استوعبتها القيادة الإيرانية، وتمكنت ابتداءً من اليوم التالى من توجيه ضربات صاروخية فى العمق الإسرائيلي، وعلى مدى أيام الحرب بلغت الصواريخ الإيرانية أهدافها فى تل أبيب وحيفا وعسقلان وبئر سبع، وفرضت على إسرائيل أن تعيش فى سياق لم تتعرض له منذ عام 1948. استطاعت إيران الاستمرار فى الحرب منفردة دون دعم عسكرى من الخارج مقارنة بالدعم الأمريكى والغربى لإسرائيل، عندما اتضح أنها لا تستطيع القضاء على المفاعلات النووية الإيرانية تدخلت أمريكا للقيام بالمهمة. كان من شأن هذه الضربة الأمريكية تغيير تفكير القيادة الإيرانية التى أدركت أنه ليس فى وسعها الدخول فى حرب عسكرية مفتوحة مع واشنطن، ومن ثم قررت الموافقة على قبول وقف إطلاق النار، وأن يتم إخراجه على النحو الذى يحفظ ماء وجهها، ومن ثم انتهت الأعمال القتالية، وفى اليوم الثانى احتفل الطرفان بالانتصار فى الميادين، وصور كل منهما الحرب وكأنها انتصار له. وتبقى الإشارة خامسا إلى أهمية صلابة الجبهة الداخلية وارتباط الناس بأهداف نظام الحكم. لقد راهنت إسرائيل على أن ضرباتها ضد إيران سوف تُعطى القوى المعارضة فى الداخل الفرصة للتحرك ضد النظام مما يؤدى إلى إسقاطه، وثبت العكس، وأدت الضربة الأمريكية إلى التفاف مختلف القوى السياسية حول رموز دولتهم رغم الاختلاف معهم. ففى المواجهات الكبرى، والحروب فإن قدرة الدولة مهما بلغ قوة نظامها الحاكم ومؤسساتها الرسمية فإنها ترتبط ارتباطا وثيقا بتأييد الشعب لها وتبنى أهدافها والالتفاف حولها فى أوقات الأزمة.

الشرق الأوسط بعد حرب الـ 12 يوما
الشرق الأوسط بعد حرب الـ 12 يوما

بوابة الأهرام

timeمنذ 30 دقائق

  • بوابة الأهرام

الشرق الأوسط بعد حرب الـ 12 يوما

بعد الهجمات الأمريكية غير المسبوقة على المنشآت النووية الإيرانية فى فوردو ونطنز وأصفهان فى فجر 22 يونيوً، تلك الهجمات التى تم تخطيطها وتنفيذها بالتعاون مع إسرائيل ونجاح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، تقف منطقة الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدةً ومختلفة عما سبقها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقيام دولة إسرائيل فى مايو من عام 1948. جاءت هذه الهجمات فى إطار حرب الـ12 يوما التى شنتها إسرائيل على إيران فى 13 يونيو بهدف القضاء على البرنامج النووى الإيرانى من ناحية، وبرنامجها لإنتاج صواريخ باليستية من ناحية أخرى . وتعد هذه هى المرة الأولى التى تشارك فيها الولايات المتحدة إسرائيل فى عمليات عسكرية مشتركة ضد دولة من دول الشرق الأوسط، وهذا التطور فى حد ذاته يمثل مدخلا أساسيا لمحاولةً استشراف خريطة توزيع القوى فى الشرق الأوسط لعقود قادمة، وعما إذا كانت التغييرات المتوقعة على هذا الصعيد ستسهم فى استتباب الأمن والاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط، والأهم هو: هل ستمثل الإطار المناسب لتسوية القضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية، وتفتح الطريق لتنفيذ حل الدولتين على ارض الواقع؟! من السابق لأوانه فى المرحلة الراهنةً الجزم بمدى الأضرار التى لحقت بالبرنامج النووى الايراني، فالآراء متضاربة ما بين أنه تم تدميره بالكامل حسبما يؤكد «ترامب» والقيادات العسكرية الإسرائيلية، وتقدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية من أن الهجمات الأمريكية لم تسفر عن تدميرها بصفة كاملة، وإنما أخرت قدرة إيران على امتلاك سلاح نووى لستة أشهر؛ وإذا أخذنا فى الاعتبار تصريحات «بنيامين نيتانياهو من ان الجيش الإسرائيلى سيواصل استهداف البرنامج النووى الايرانى كلما نجحت إيران فى إعادة استئنافه مجددا ، وبالمقابل تؤكد قيادات فى الحرس الثورى والجيش الإيرانى أن إيران ستستأنف برنامجها النووى خصوصا أنه لم يعرف حتى الآن مصير 400 كجم من اليورانيوم المخصب لنسبة 60% التى كانت تمتلكها إيران قبل نشوب حرب الـ 12 يوما والهجمات الأمريكية، فإننا أمام حرب دون نهايةً مؤكدة فى المستقبل المنظور. فى ضوء ما تقدم، وحتى يتم الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووى الإيرانى، سيظل اتفاق وقف إطلاق النار هشا، بل إن احتمال انتهاج إسرائيل لسياسة العصا الغليظة تجاه إيران على غرار سياستها تجاه حزب الله اللبناني، أى هجمات عسكرية من آن لآخر على مواقع تابعة له أو اغتيال قياداته كلما سنحت الفرصة يبقى الاحتمال الأكبر، الأمر الذى يعنى أن المنطقة ستكون فى قبضة حرب دائمة تشتعل حينا وتخبو حينا آخر. لكن هذا الاحتمال يتوقف هو الآخر على التطورات السياسية الداخليةً فى كل من إيران وإسرائيل، لكن بصفة خاصة إيران . فالأخيرة مقدمة على تغييرات كبرى فى نظام الحكم، وفى السياسات الإقليمية والدولية لإيران؛ فألى جانب تداعيات حرب الـ 12 يوما سواء العسكرية والسياسية على المجتمع والنظام السياسى الإيراني، فإنه من المحتمل أن خليفة آية الله خامنئى سيقوم بتغييرات فى القيادات والسياسات والتوجهات لإيران على ضوء تلك التداعيات توحى بالدروس المستفادة من الحرب ، بالإضافة الى الحرب المفتوحة لإسرائيل على عدة جبهات فى الشرق الأوسط وفى سوريا وفى اليمن، وكلها جبهات كان لإيران وجود ودور فيها، وهو الوجود الذى اندثر ،والدور الذى تراجع بشكل كبير على مدى العام ونصف العام الماضى بعد هجمات 7 أكتوبر 2023. أحد أبرز هذه الدروس هو حتمية انكفاء إيران على ذاتها لسنوات عدةً لإعادة البناء ،ومع مراجعة صادقةً لأهداف السياسة الخارجية الإيرانية فى العالم العربى وتجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية ، وأن الوقت قد أزف لأن تتخلى القيادة الإيرانية الجديدة عن توظيف القضية الفلسطينية من اجل الاستمرار فى ترسيخ شرعية الثورة الإيرانية، وربما تؤدى تلك المراجعة الملحة والمطلوبة إلى انتقال إيران من «الثورة» إلى «الدولةً». وعلى صعيد آخر، يأتى التعاون العسكرى الأمريكى الإسرائيلى فى حرب الـ12 يوما استمرارا لسياسات انتهجها الرئيس ترامب فى أثناء ولايته الأولى من دعم كامل ومطلق لإسرائيل إقليميا وفى كل الأبعاد المختلفةً للقضيةً الفلسطينية، وحتى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. ومن سمات الشرق الأوسط الذى قد تتمخض عنه كافة التطورات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023 حتى 22 يونيو 2025 هو ما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية ودور إسرائيل فى الإقليم، وبالتالى الدور والموقف العربى من التغييرات المتوقعةً فى الخريطة السياسية المستقبليةً للشرق الأوسط.

أحداث إيران المتغيرة
أحداث إيران المتغيرة

بوابة الأهرام

timeمنذ 30 دقائق

  • بوابة الأهرام

أحداث إيران المتغيرة

فى البداية لابد من الاعتراف بأن الجمهورية الإيرانية استطاعت ان تنقل اليورانيوم المشع إلى أماكن غير معلومة قبل بدء الجولة الأمريكية للهجوم المباشر على المواقع الثلاثة الإيرانية الأكثر حساسية، وهى مواقع فوردو وأصفهان ونطنز الممتدة بعضها لأكثر من ثمانين مترا فى منطقة جبلية صخرية جرانيتية» حتى أصبحت الهجمات الامريكية والصهيونية غير ذات تأثير إشعاعى على الشعب الإيرانى او على الشعوب المجاورة. وهو عمل يعبر عن مسئولية تتحملها بجدارة هذه الحكومة تجاه شعبها والشعوب المجاورة. وذلك بعد ان شهدت شعوب الشرق الأوسط جولة إسرائيلية غربية بدأت بيوم 7 اكتوبر 2023 وكأنها جولة متعمدة ومتفق عليها دون ان تعرف موقف الغالبية من الفلسطينيين أو العرب بشكل عام من أحداث هذا اليوم. وعندما نصفها بالغرابة فإننا لا نبالغ، لأنها فى النهاية وضعت شعوب المنطقة فى حالة من العسكرة المريبة بغض النظر عن رأى هذه الشعوب الساعية معظمها للسلام والتنمية والاستقرار. وفى وقت كانت بعض النظم العربية توافق على قبول التوجه الإبراهيمى الذى تسانده الولايات المتحدة الامريكية بكل قوة. بدأت إسرائيل جولتها بغزة وبشعبها للقضاء عليه والاستيلاء على أرضه لصالح مستوطنين جدد، ثم قفزت إلى لبنان، حيث حزب الله ثم اتجهت الى سوريا وأنجزت مهامها الانقلابية، وفى النهاية ختمت جولتها بإيران حيت باغتتها محاولة القضاء على «ادعاء» مشروعها النووى على وشك الإنجاز. هكذا تصورت الأحداث وتخيلتها لذلك كتبتها. كما تصورت أن إسرائيل خدمتنا خدمة جليلة لأنها لم تكن تعرف ان جولتها هذه ستحدث انقلابا فى توجهاتنا السياسية. فمثلا لم تكن تعرف انها ستجعلنا نتمسك اكثر وأكثر بكراهيتنا للتدخلات الاجنبية فى نظمنا السياسية الحاكمة. فالشعب الإيرانى الذى «أختلف شخصيا» فى توجهات نظامه الحاكمة هو الذى يملك وحده الحق فى إسقاط نظامه السياسى او الإبقاء عليه، ونفس الشيء للشعب السورى ونفس الشيء لكل الشعوب. فليس للسيد نيتانياهو أو للرئيس ترامب الذى ساعد على عسكرة المنطقة وشعوبها، امتلاك هذا الحق، حق التدخل لإسقاط نظم سياسيا. هكذا تصورت. واذا كنا كشعوب نكره التدخل الخارجي، ولكن ذلك لا يمنعنا من تقديم النقد لبعضنا البعض أو الاستفادة من تجارب بعضنا البعض ايضا حتى لا نكرر الأخطاء وحتى ننجح فى خطواتنا الخارجية والداخلية. خاصة إذا ما تأكدنا أن لنا اعداء مشتركين يتربصون بنا وينتظرون الانقضاض علينا. وكما ذكرت فللكثيرين منا ملاحظات عديدة على النظام الإيرانى الحاكم. ولكن هذه الملاحظات لا تمنعنا من نقده فى الوقت الذى ندافع عنه، فهو فى النهاية شعب له تراث كبير كما أنه شعب كبير مكون من 90 مليون نسمة، ويملك زراعة جيدة وصناعة وطنية «ومشروعا نوويا منذ عصر الشاه» توفر له جانبا من احتياجاته، كما أنه شعب نشيط له آدابه وفنونه، وهو جزء من المنطقة التى نعيش فيها منذ زمن بعيد. فهو شعب جزء منا وليس دخيلا على منطقتنا. وفى كل الأحوال نتمنى له تجاوز مشكلاته، وتحديدا تلك المشكلات التى أوجدها نظامه السياسى الحاكم. لذلك دعونا له با لانتصار فى معركته وكنا جادين. أولى هذه المشكلات أن هذا النظام الحاكم تصور انه يمكن ان يحكم المنطقة المحيطة به بزرع أياد تعمل فيها وتحولها لتوابع سياسية له. وهى ما تم تسميتها بالأذرع الإيرانية . حتى إنه افتخر فى مرحلة قريبة سابقة بانه يسيطر على اربع عواصم عربية، كانت بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. متناسيا أن هذه العواصم هى ملك لشعوبها والتى ضجت من تسلط تأثير هذه الاذرع عليها. وفى النهاية ساعدت على التخلص منه فى عواصمها مع اول فرصة للتغيير وقبل ان تعرف من سيكون الحاكم الجديد. وإذا كنا نرفض أى تدخل خارجى فى شئوننا الداخلية، فبنفس القدر نرفض تدخل الجيران أو الاصدقاء فى أمورنا الداخلية. لذا فأول الدروس التى لابد للنظام الإيرانى أن يتعلمها هو احترام الجوار المحيط به وعدم العودة لسياسة دس الانف فى شئون الغير. أما الدرس الثانى فهو الخاص بتلك الساحة الواسعة وهذا الملعب الواسع للعب الحر لهذه العيون غير الإيرانية، كما نشعر من بعيد بتأثيرها الهدام لجميع المستويات والمؤسسات الإيرانية. فالواضح أن ايران، ومنذ قيام الثورة الخومينية على النظام «الشاهنشاهي» لم تصف أو حتى تحاول البحث فى النظام الاستخباراتى التابع للشاه «السافاك» الذى كان على علاقات غاية فى التفاعل والتعامل مع الجهاز المخابراتى الإسرائيلى «الموساد». فالجهازان كانا يعملان معا ضد كل النظم السياسية فى المحيط العربى المحيط بهما. والواضح ان الجانب الإيرانى لم يتم تطهيره بشكل كامل، فاستمر يعمل إلى الآن خاصة فى استهداف القيادات العليا العسكرية. وهو اقصى ما يمكن ان تنجح فيه إسرائيل والولايات المتحدة معا. فالواضح ان ايران استطاعت ان تبنى إنشاءاتها النووية فى أعماق عميقة وسط الجبال فى المنطقة الغربية من بلادها. وهى ميزة جغرافية امتلكتها إيران لا تتاح لإسرائيل أو للولايات المتحدة التى تملك القوة والتقنية الأكبر والأكثر تطورا فى العالم والتى تستمر تساند الدولة الصهيونية بكل المال والعتاد الذى تحتاج إليه، فهى تعلن على لسان كل رئيس جمهورية «سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا أنها ستساند دائما الوجود الإسرائيلى بغض النظر عن الذى يقف ضدها عسكريا أو مدنيا». لذا فهذه هى الحقيقة الواضحة تماما امامنا والتى يجب ان نصدقها من وسط كل ما جرى أمامنا من مناورات وحركة طائرات عملاقة. هذه هى الولايات المتحدة الامريكية «الديمقراطية والمحبة للشعوب» التى تخيف النظم بإعلان فرض العقوبات الاقتصادية والعسكرية اذا خالفت مبادئ حقوق الانسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store