
من خدمة المرضى إلى فضاء طائفي.. الحوثي يدمر مستشفيات صنعاء ويفاقم الأوبئة
في وقت تنشر الأمراض القاتلة في صنعاء تتخذ مليشيا الحوثي من المستشفيات والمراكز الطبية منصات لنشر الطائفية، حيث دأبت المليشيا على تكريس الطائفية في أروقة المشافي، على حساب أنين المرضى وصرخات المساكين، وعملت على حشد الأطباء والممرضين في مختلف مناطق العاصمة المحتلة صنعاء لحضور دوراتهم الطائفية بشكل إجباري.
وتواصل المليشيا استغلال المستشفيات والمرافق الصحية العامة كمواقع دعائية لنشر أفكارها الطائفية، بعيدًا عن الدور الإنساني والمهني المفترض أن تضطلع به هذه المؤسسات، ولم تكتفِ بذلك، بل شرعت في إجبار الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وفنيين على حضور دورات طائفية مغلقة، لا تمت بصلة إلى مهامهم الإنسانية.
أحدث الفعاليات
آخر هذه الممارسات تمثّل في تنظيم مليشيا الحوثي فعالية طائفية في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة، بمناسبة ما يسمى "يوم الولاية"، والذي تُحاول الجماعة تحويله إلى مناسبة مهمة، رغم رفض شرائح واسعة له باعتباره تكريسًا للفكر الطائفي، ونهجًا دخيلًا على أبناء الشعب اليمن.
وتزامنت الفعالية مع تصاعد شكاوى المواطنين من تدهور الخدمات في مستشفى السبعين، وافتقار الكثير من أقسامه للأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، إضافة إلى تسجيل حالات انتشار لعدد من الأمراض المعدية، في مقدمتها الكوليرا والتيفوئيد والحمى الفيروسية، وسط عجز رسمي مريع عن الاستجابة.
ويعيش ملايين السكان في صنعاء حالة من الخوف، مع الانتشار المتسارع للأوبئة المُعدية؛ حيث ينذر تصاعد الإصابات بموجة وبائية تتطلب تدخلًا عاجلًا، في وقتٍ يعاني فيه القطاع الصحي العبث والإهمال والفساد المستشري من قبل المليشيات.
لا تهمهم أرواح الناس
يقول أمجد عبدالكريم (اسم مستعار)، وهو أحد الأطباء العاملين في مستشفى حكومي بصنعاء، "إنّ الوضع في المستشفيات أصبح لا يُحتمل"، مشرًا إلى أنهم ملزمون بحضور ما يسمونه بالدورات التثقيفية، لكنها في الحقيقة جلسات دعائية طائفية، بعيدًا عن النهج الطبي والعمل الصحي المنوط بنا كأطباء". حد تعبيره.
وأضاف لـ "العاصمة أونلاين": "في الوقت الذي نعاني فيه من نقص حاد في الأدوية والمعدات، وتدهور الخدمات الصحية في معظم المستشفيات والمرافق الصحية، يتم إنفاق الأموال لتنظيم فعاليات دعائية، وكأن أرواح الناس لا تهم هذه الجماعة".
وأشار "عبدالكريم" في حديثه، إلى أنّ دورات الحوثيين الطائفية تتكون من محاضرات متواصلة، فيها من التحريض والمصطلحات الطائفية، بالإضافة إلى تمجيد زعيم المليشيا ، كما أنها تشهد ممارسات لم يعهدها الموظفون في حياتهم".
استغلال سياسي للمستشفيات
الفعالية التي شهدها مستشفى السبعين مؤخرًا، والتي نظّمتها الجماعة تحت شعار "من كنت مولاه فهذا علي مولاه"، والتي لا تمت للقطاع الصحي بأي صلة، لم تكن الأولى من نوعها. فالمليشيا تسعى بشكل ممنهج لـ"حوثنة" القطاع الصحي، عبر تحويل المستشفيات الحكومية إلى أذرع إعلامية وعقائدية لها، على حساب الوظيفة الطبية والخدمة الإنسانية.
تقول طبيبة تعمل في مستشفى الثورة بصنعاء، طلبت عدم ذكر اسمها لـ "العاصمة أونلاين": "نتعرض لضغوط مستمرة لحضور فعاليات طائفية. في بعض الأحيان، تُرسل قوائم إلزامية بأسماء الأطباء والممرضين لحضور الدورات، ومن يرفض يُحرم من بدل المناوبة أو يُهدد بالنقل التعسفي".
جريمة مزدوجة بحق الإنسانية
استنكر الحقوقي المقيم في صنعاء "عرفات عبدالإله"، هذه الممارسات قائلًا: "ما يحدث هو جريمة مزدوجة: تسييس للمستشفيات وحرمان للناس من حقهم في العلاج، مؤكدًا أنّ المرضى ليسوا جمهورًا سياسيًا، وأنّ الكوادر الطبية ليسوا أدوات دعائية. ودعا إلى ضرورة أن تكون المستشفيات محل احترام تقدِّم الخدمة الإنسانية للمرضى بعيدًا عن الدعاية السياسية والطائفية".
من جانبه، وصف مدير عام مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، الوضع بـ"المنهار أخلاقيًا"، في ظل سيطرة المليشيات على العاصمة صنعاء مضيفًا: "يجبر الأطباء على ترديد شعارات الجماعة، وحضور الدورات الطائفية، وهذا يمثل انتهاك صارخ. مؤكدًا أن هذه الممارسات "تشكل جريمة مزدوجة بحق الإنسانية والمهنة الطبية".
وقال "الزبييري" لـ "العاصمة أونلاين"، "في ظل تفاقم الأزمات الصحية والمعيشية في صنعاء، يجد المواطن نفسه بين فكي المرض والإهمال، فيما تستحوذ المليشيا على ما تبقى من مؤسسات الدولة لتحويلها إلى أبواق طائفية وأمنية، تاركة المرضى وحدهم يواجهون مصيرهم في مستشفيات فقدت بوصلتها الإنسانية".
وبينما يتزايد أعداد المرضى بصمت، وتكتظ أقسام طوارئ المستشفيات بالحالات الحرجة، تستمر الميليشيا في رفع الشعارات، وتزيين جدران المستشفيات بلافتات "الولاية" و"الغدير"، في مشهد عبثي يُجسّد كيف تحوّلت مؤسسات إنسانية إلى أدوات هيمنة فكرية، لا صلة لها بعلاج الإنسان أو إنقاذ حياته.
واعتبر مراقبون أنّ استخدام المستشفيات الحكومية في صنعاء كمنصات لنشر الطائفية، يعكس النهج الخطير الذي تتبناه ميليشيا الحوثي لتحويل المؤسسات الصحية إلى أدوات للسيطرة الفكرية، على حساب الحق الإنساني في الصحة والحياة الكريمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
عدن تحتضن دورة تدريبية لتعزيز قدرات التصدي للأوبئة بدعم دولي
افتُتحت اليوم الإثنين في العاصمة المؤقتة عدن دورة تدريبية متخصصة تهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية في مواجهة الأمراض الوبائية، بتنظيم من وزارة الصحة العامة والسكان، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبدعم من صندوق الاستجابة للطوارئ (CERF). يشارك في الدورة، التي تستمر أربعة أيام، 34 متدرباً من الكوادر الصحية يمثلون مديريات ذات أولوية وبائية في محافظات لحج وتعز والضالع ومأرب والساحل الغربي. وتركز الدورة على رفع كفاءة العاملين الصحيين في التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع لأمراض مثل الكوليرا والحصبة والدفتيريا وحمى الضنك. وخلال الافتتاح، أكد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية، الدكتور علي أحمد الوليدي، أهمية هذه البرامج في تعزيز جاهزية الكادر الصحي المحلي، مشدداً على أن التدريب المبني على بروتوكولات منظمة الصحة العالمية هو أساس التصدي للتحديات الصحية المتزايدة. وأوضح الدكتور الوليدي أن الوزارة تولي مكافحة الأوبئة أولوية قصوى من خلال إعداد الأدلة الإرشادية وتكثيف أنشطة التدريب والتأهيل خاصة في المناطق عالية الخطورة. من جانبه، شدد الدكتور عبدالرقيب محرز، مدير عام إدارة الخدمات الطبية، على ضرورة التكامل بين المؤسسات الصحية المركزية والمحلية، داعياً المشاركين إلى نقل ما تعلموه إلى زملائهم لضمان استمرارية الأثر التدريبي. كما أكد الدكتور ياسر باهشم، مدير البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل، أن هذه الدورة تأتي في وقت حساس مع تزايد موجات تفشي الحميات في ظل تدهور البنية الصحية، مشيراً إلى استمرار الجهود لتحسين أدوات الاستجابة وتوفير وسائل التشخيص والعلاج في بؤر الانتشار. بدوره، جدد الدكتور محمود ظاهر، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن، التزام المنظمة بدعم جهود وزارة الصحة في الاستجابة الوبائية، موضحاً أن الدورة جزء من خطة متكاملة لتطوير قدرات الكوادر الصحية المحلية وفق أحدث المعايير العلمية. ويشمل برنامج الدورة محاور تدريبية تتناول تشخيص الأمراض المستهدفة وطرق علاجها الحديثة، إضافة إلى جمع وتحليل البيانات الوبائية وتعزيز التوعية المجتمعية وآليات التنسيق بين مستويات الرعاية الصحية. ومن المتوقع أن تسهم الدورة في رفع مستوى الجاهزية والاستجابة السريعة في المديريات المستهدفة، ضمن جهود وطنية شاملة للحد من انتشار الأوبئة وتقليل معدلات الوفاة في ظل استمرار التحديات الصحية والإنسانية في البلاد. حضر افتتاح الدورة عدد من المسؤولين من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، من بينهم الدكتور باسل عبيد، مدير الطوارئ في مكتب المنظمة بعدن، والدكتور أدهم محمد عوض، مدير إدارة الأمراض الوبائية والترصد في الوزارة.


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
تحذير صحي عاجل: اليمن على أعتاب وباء خطير والمحافظات المتضررة تتسع
حذّرت وزارة الصحة العامة والسكان من احتمالية حدوث موجة جديدة وخطيرة من انتشار وباء الكوليرا في اليمن، تهدد حياة ملايين المواطنين، خاصة في ظل استمرار الظروف الإنسانية والصحية الصعبة التي يشهدها البلد منذ سنوات. وشددت الوزارة على ضرورة تعزيز التدخلات العاجلة وتقوية آليات التوعية المجتمعية للحد من خطر انتشار المرض. جاء هذا التحذير خلال سلسلة اجتماعات فنية رفيعة المستوى عقدتها الوزارة مع شركاء قطاع الصحة، وذلك بهدف مراجعة أداء 11 مركزاً متخصصاً في معالجة الكوليرا المنتشرة في المحافظات ذات الأولوية، بالإضافة إلى بحث إمكانية توسيع نطاق هذه المراكز أو دعم استمرارية عملها، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية 'سبأ'. وفي تصريح هام، أكد الدكتور علي الوليدي ، وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الأولية، أن أحد أهم منافذ انتشار وباء الكوليرا هو الخضروات والفواكه الملوثة التي تُباع في الأسواق دون خضوعها لأي فحوصات مخبرية أو رقابة صحية كافية. ودعا إلى تنفيذ تحاليل مخبرية دورية على المنتجات الغذائية وتشديد الإجراءات الرقابية لضبط جودة الأغذية المعروضة للمستهلكين. كما لفت الوليدي إلى أن بعض السلوكيات اليومية الخاطئة، مثل الإهمال في النظافة الشخصية وعدم تعقيم مياه الشرب، تُعد عاملاً مهماً في توفير بيئة خصبة لتكاثر بكتيريا الكوليرا. وطالب بضرورة مضاعفة الجهود في حملات التوعية الصحية، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، لتغيير هذه السلوكيات ونشر ثقافة النظافة بين كافة فئات المجتمع. من جانبه، دعا الدكتور محمود ظاهر ، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في عدن، إلى التصدي الفوري للشائعات والأخبار الزائفة التي تهدف إلى زعزعة الثقة بالجهود القائمة لمكافحة الوباء. وشدد على أهمية وجود مصدر إعلامي رسمي موحد لنشر المعلومات الدقيقة والشفافة حول تطورات الوضع الوبائي، بما يسهم في توعية المواطنين وبناء ثقتهم بالإجراءات الوقائية والعلاجية.وخلص المشاركون في الاجتماعات إلى أن الوقاية من الأمراض الوبائية لا يجب أن تكون مجرد رد فعل مؤقت عند حدوث حالات إصابة، بل يجب أن تتحول إلى سلوك يومي وممارسة مجتمعية مستمرة. وأشاروا إلى ضرورة تعزيز التنسيق والتشاركية بين الجهات الحكومية المحلية والمنظمات الدولية والمحلية، من أجل بناء خط دفاع صحي قوي أمام أي تصعيد وبائي محتمل. ويأتي هذا التحرك في ظل التحذيرات المتكررة من تفاقم الأوضاع الصحية في اليمن، حيث يبقى انتشار الأوبئة من أبرز التحديات الإنسانية التي تواجه البلاد، نتيجة انهيار البنية التحتية الصحية وضعف الإمكانيات اللازمة لمواجهة الأزمات الكوليرا اليمن وزارة الصحه العامة شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق الزغراته تفضح المستور.. سقوط ليلى عبد اللطيف وتنبؤاتها تثير الجدل


26 سبتمبر نيت
منذ 15 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
مرض الفشل الكلوي (9)
هناك علاقة كبيرة وسببية بين الكوليرا والفشل الكلوي، حيث تعد الكوليرا من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة جداً بما في ذلك الفشل الكلوي، فالإسهال الشديد والجفاف الناتجان عن الإصابة بالكوليرا يمكن أن يضعفا الكلى مما يؤدي للإصابة بالفشل الكلوي خاصة إذا لم يتم العلاج مبكراً.. لذلك من المهم أن يتلقى المصاب بالكوليرا العلاج المناسب في الوقت المناسب لتفادي حدوث المضاعفات الخطيرة. فما هو الكوليرا؟ هو مرض معدٍ ينتقل عن طريق المياه أو الطعام الملوث ببكتيريا الكوليرا، وتتراوح فترة حضانة الكوليرا من ساعتين إلى 5 أيام بعد تناول الطعام أو الماء الملوث حتى تظهر الأعراض والعلامات على الشخص المصاب. وبدأ إنتشار الكوليرا عالمياً خلال القرن التاسع عشر الميلادي. حيث انطلقت من موطنها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند وقد أودت بحياة الملايين من البشر حتى الآن. من الأسباب الرئيسية لمرض الكوليرا: 1- الخضروات والفواكه الملوثة. 2- المياه الملوثة. 3- الأسماك الملوثة. 4- عوامل أخرى مثل ( ضعف المناعة - سوء التغذية ). و بالنسبة لأعراض وعلامات الإصابة بمرض الكوليرا، فتتمثل بـ: * إسهال مائي شديد ومستمر. * طرش شديد ومستمر. * هبوط عام في الجسم. * الجفاف . * قلة التبول . * تقلصات عضلية مؤلمة. ومن مضاعفات مرض الكوليرا: - انخفاض السكر في الدم. - انخفاض مستويات البوتاسيوم. - الفشل الكلوي ( حاد أو مزمن ). وللوقاية من مرض الكوليرا، يمكن إتباع الآتي: 1- النظافة الشخصية وخاصة غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر. 2- غلي وتعقيم المياه. 3 - طهي الأطعمة بشكل كامل. 4- أخذ لقاح الكوليرا الفموي. نتمنى لكم العافية والحياة الخالية من الأمراض. *مدير الخدمات الصحيحة بمؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان